البركات

ردت عليه والحزن يملأ وجهها: ما انت كل ما بترد بتلاقي مصيبة وأنا عايزة افرح بابني اعمل ايه طيب.
اندهش والد العروس، قال: مش عارف اقولك ايه والله انا نفسي مستغرب دي حاجة غريبة وعمرها ما حصلت قبل كدة بس برضه انا لازم ارد وبعدين دي صدفة مش انت  عادي بتحصل في كل مكان، وحدي الله كدة وجدي قلبك ما تخافيش إن شاء الله ربنا هيستر المرة دي.
ما إن رد الرجل على الهاتف حتى صرخ
بأعلى صوته وهو يقول: سامح ابني عمل حادثة.
أسرع الجميع إلى المشفى وظلوا وقوف على أقدامهم حتى خرج الطبيب من غرفة العمليات،ما إن  اطمأنوا على الولد حتى اتجه والد نجلاء إلى مسعود وقال له: بس يا ابني انا والله مش فاهم هو اللي بيحصل ده سببه ايه وانا عمري في حياتي كلها ما كنت بؤمن بحاجة اسمها نحس ولا حاجة ويقول ان كل شيء قسمة ونصيب وكل اللي بيحصل للإنسان سواء كان خير أو شر له من عند الله ومكتوب بس اللي انا شوفته وبشوفه من يوم ما انت جيت عندي البيت علشان تخطب بنتي وانا خلاص ما بقيتش فاهم حاجة خالص وأول مرة انت جيت فيها قبل ما توصل على طول أنبوبة البوتاجاز سربت وكنا أنواع في الشارع كله مش احنا بس وربنا سترها معانا وجه ابن اختي وعمل الحادثة وقولت خير، وتاني مرة بيت اختي ولع وانت برضه كنت معانا وقولت خير برضه، بس أنها توصل لابني انا فعلا مش هقدر استحمل إن اي حاجة تمس ولادي ومش هقدر اديك بنتي واشوفها منفردة من كل الناس اللي حواليها انا كنت سالت عنك والناس كلها قالتلي وانا ما صدقتش لكن دلوقتي انا ببصم بالعشرة معلش كل شيء قسمة ونصيب ونصيبك مش مع بنتي وانا مجرد ما تفوق من اللي أما فيه هبعتلك كل حاجتك.
هربت الكلمات من مسعود ولم يجد ما يرد به عليه وقال والدموع تملأ عينيه: اللي تشوفه يا عمي، بس خليك فاكر إنك كدة بتظلمني وبتظلم نجلاء.
   
أخذ مسعود والدته وعاد إلى بيته وقد تملكه اليأس من هذه الزيجة، وفقد الأمل فيها وفي صباح اليوم التالي استيقظ على صوت طرقًا على باب شقته، كذب أذنه في البداية وظن أنه يتوهم فقد اعتاد هو ووالدته على ألا يزورهم أحد ولا يطرق باب بيتهم أي طارق فالجميع يخش من الاقتراب منهم، انتفضت والدته هي الأخرى تنظر إلى الباب وتتأكد، فتح مسعود الباب وهو لا يصدق نفسه فلم يجد أحد، ووجد بدلًا من هذا صندوقًا مزين بورق لامع وبجواره دمية جميلة أمام الباب وبها ورقة مكتوبة بخط نجلاء الذي يعرفه جيدًا مسطورًا فيها: مش عايزة اشوف وشك تاني.
طوى الورقة، أخذ العلبة، أغلق الباب خلفه، جلس على مقعد مائدة الطعام، وضع الصندوق والخدمية أمامه، أخذ ينظر إليهما طويلا ثم انفجر في الضحك، ظل يضحك ويقهقه حتى سالت الدموع من عينيه، تحول الضحك إلى نشيج وبكاء لم يستطع أن يكتمه أو يخفيه عن والدته هذه المرة، جلست بجانبه تربت على كتفه وتقرأ له بعضًا من آيات القرآن الكريم حتى تهدأ نفسه، عاد إلى غرفته، ارتدى ملابسه ثم خرج إلى الشارع، رأى الجميع يتحاشون الاقتراب منه، يهربون من أمامه، تمنى لو أن يغادر بعيدا عن أولئك الناس، لو أن يستطيع أن يملك عصا سحرية تمحيهم من على الوجود، تجلب له كل ما يتمنى، كاد أن ينفجر في البكاء فهرب وأسرع إلى ذلك الشاطئ المهجور كي يختلي بنفسه بعيدا عن ضجيج هذا العالم الغريب، أفاق من ذكرياته على صوت أحمد بجانبه وهو يقول: أهي خدت الشر وراحت، ما تزعلش نفسك بكرة تتجوز ست ستها ولا يهمك.
ابتسم ساخرًا: وده هيحصل ازاي طول ما النحس ملازمني في كل مكان لدرجة إني فكرت اسمع كلام أمى واروح عند الشيخة برقوقة اللي بتقول عليها حد عارف يمكن الاقي عندها الحل.
_يا عم دي كلها جهل وخرافات وانت راجل متعلم وعارف.
_عارف إيه، لاء انا مش عارف، مش فاهم اللي بيحصل معايا ده اسمه ايه، طيب هاتلي انت واحد في الدنيا بيحصل معاه نفس اللي بيحصل معايا شوف كدة هيكون رد فعله إيه، أو هاتلي حاجة من العلم اللي انت فالق دماغى بيه عمال على بطال توصف حالي واللي بيحصلي، هلالي تفسير طبيعي لكل اللي بيحصل معايا يا جدع ده حتى أنت ما سلمتش من النحس اللي راكبني.
تنهد أحمد، قال: مش معنى أن احنا مش لاقيبن تفسير انك تزعل أو تيأس من الدنيا انت لسة عايش وبتتنفس ومفيكش أي حاجة خالص قول الحمد لله على كل حال.
_بحمده وشاكر فضله في كل ثانية بس برضه مش مستحمل اللي بيحصل معايا، اشمعنا انا اللي يحصل معايا كل ده، اشمعنا انا اللي الدنيا معانداني كدة ومش راضية تديني أي حاجة انا عايزها، ليه دايما الدنيا قاصدة تحرمني من أي حاجة نفسي فيها.
_بقا انت اللي بتقول الكلام ده ده انا كنت كل لما الدنيا تدق فوق رأسي ماكنتش بلاقي حد يطيب بخاطري غيرك، انت في نعمة كبير مفيش حد محصلها كفاية الصحة والستر، انك تنام مطمن ومرتاح على نفسك وعلى والدتك ومفيش حاجة منغصة عليكوا عيشتكوا، وإن كان على نجلاء فسيبك منها هي لو من نصيبك انت هتتجوزها غصب عن عين اي حد وبعدين حد عارف ما يمكن اللي حصل ده كله خير ليك، يمكن لو اتجوزتها كانت جننتك أو حصلك حاجة بسببها.
انطلقت ضحكة سخرية من مسعود وهو يقول: يحصلي بسببها ولا يحصلها بسببي والله ده انا ما لما بفكر في الموضوع بقول اهو ربنا نجدها مني مين عارف كان ايه اللي هيحصلها لو كنت اتجوزتها اكيد كنت هخيب أملها زي ما أنا كمان خايب.
ربت أحمد على ظهره وهو يقول: ما تقولش كدة بقا فين الخيبة دي ده انت راحل اهو معاك شهادة عالية زيك زي إي حد وبتشتغل وبتصرف على نفسك وعلى والدتك وحياتكم كويسة.
تهكم مسعود وهو يقول: شغلانة..شغلانة إيه دي اللي انت بتتكلم عنها انت ناسي اني بشتغل في مطعم شاورما من الصبح لحد الليل لما رجلي بتورم وفي الاخر بأحد شوية ملاليم ما يكفوش حتى العيش الحاف لولا بس ايجار الأرض اللي سابهالي والدي هي اللي ساترنا قدام الناس.
_الشغلانة اللي مش عاجباك دي غيرك مش طايلها واهو انت بعضمة لسانك اهو لسة بتقول ربنا ساترنا طيب بذمتك يا شيخ فيه في الدنيا دي نعمة أكبر من نعمة الستر، انك تكون مستور يعني أن ربك ما يحوجكش لأي مخلوق ولا يذلك لحد ابدا ده انت في نعمة كبيرة اوى مش عارف قيمتها.
تنهد مسعود وهو يقول: انا خلاص زهقت من البلد دى وعايز أخرج منها واستقر نفسي أبعد عن الناس دي، نفسي احس اني عايش وانا وسطيهم بحس ثني مسجون..مسجون جوة النحس اللي بيفكروني بيه وبشوفه في عيونهم وهي بتلعني وأنا ماشي قدامهم، في تجنبهم ونفورهم مني، في كلامهم اللي زي السم اللي بيقصدوا يسمعهولي كل لما اعدي قدامهم خلاص انا جبت أخرى وزهقت.
_وماله في السفر سبع فوائد انا صحيح مش فاكر هما ايه بالظبط بس طول عمري اسمع كدة، بس ليه تمشي برة البلد ما تسافر بس جوة البلد.
_تقصد ايه مش فاهم.
_أقصد ليه تغرب نفسك في بلد ثانية وانت اصلا كل اللي عايزه انك تبعد عن الناس دي وبس، فليه تحرم والدتك منك، سيب المنطقة دي وارحل زي البدو لمنطقة ثانية بعيدة عنها محدش فيها يعرفك ولا انت تعرف حد، واهو كل ما يهفك الشوق لوالدتك تيجي تطمن عليها في إي وقت أو تاخدها معاك وتعيشوا سوا.
_فكرة برضه، ده انت طلع عليك أفكر إنما إيه بس المشكلة دلوقتي اروح فين.
_ولا مشكلة ولا بتاع من حظك الحلو.
لم يكد ينطق بتلك الجملة حتى انفجر مسعود في الضحك، نظر إليه أحمد بطرف عينه ثم أكمل: من حظك الحلو اني النهاردة قريت خبر عن وظيفة في مكان بعيد كدة مش فاكر اسمه إيه.
_إيه نوع الوظيفة دي.
_تقريبا حارس أو حاجة مش فاكر اوى عموما الحرنال انا شايله في البيت عندي تعالى معايا.
ما إن نهض أحمد من مكانه حتى صرخ بأعلى صوته، انتفض مسعود بسرعة نحوه وهو يقول: فيه ايه ايه اللي حصل.
لم يكد يكمل كلامه حتى وجد الدماء تسيل من رأس أحمد وهو يتألم، اندهش وهو يقول: فيه ايه اللي حصل ما انت كنت قاعد جنبي زي القرد دلوقتي.
رد أحمد وهو يتألم: مش عارف بس باين حد حدفني بطوبة.
نظر مسعود حوله فلم يجد إي مخلوق على الشاطئ غيرهما، اندهش وهو يتلفت حوله ويقول: ده مفيش مخلوق في المكان هنا غيري انا وانت أمال الخطوبة دي من اللي حدفها.
صرخ أحمد وهو يقول: انت لسة بتسأل يلا بينا نروح لأي حد يشوفلي الجرح.
اسنده مسعود وهو يقول: ما انا قولتلك اني نحس وانت يحصل فيك مهما يحصل وبرضه مش مصدقني، اشرب بقا تمن الصحوبية اللي جايبالك الكافية دي.
ضحك أحمد فاشتعل الجرح، صرخ وهو يقول: يخرب عقلك يا مسعود انت كل حاجة تقول نحس نحس ده اكيد عيل صغير حذف طوبة جات فيا بلاش تيجي على نفسك كدة.
وهو مازال يعينه على السير: انت حر انت اللي جايب لنفسك الكافية.
_أيوة يا سيدي انا راضي ومبسوط مالكش دعوة انت بس امشي بسرعة أحسن الجرح مؤلم اوى وانا مش قادر خلاص.
أسرع مسعود وأحمد إلى المشفى لتضميد الجرح وبعد أن انتهوا، لم يعد أحمد قادرًا على العودة إلى منزله بمفرده من فرط التعب والإجهاد؛ فقام مسعود بإيصاله إلى منزله، أقسم أحمد على مسعود أن يدخل معه، لم يجد مسعود بُد فدخل معه المنزل، ما إن خطا أحمد داخل إلى منزله حتى ألقى بجسده المنهك على المقعد المجاور للباب، جلس مسعود بجانبه يطمئن عليه: أحمد انت بقيت كويس دلوقتي.
رد أحمد بتعب: أيوة أحسن الحمد لله بس مش عارف ليه دايخ ورجليا مش قادرة تشيلني، ومراتي عند أهلها ومش هترجع غير بالليل.
نهض مسعود، اتجه نحو أحمد وهو يمسك بيده ويقول في نفسه: أحسن برضه أحسن مراتك ما بتطقنيش.
_انت بتقول حاجة يا مسعود.
ابتسم مسعود، قال: بقول تلاقي الفرحة مش سايعاك علشان مراتك مش هنا.
ضحك أحمد، قال: اه والله عندك حق.
ضحك مسعود، قال وهو يمسك بيده كي يسنده: طيب تعالى يا سيدي أدخلك الأوضة ترتاح فيها شوية قبل ما تيجى وتلاقيك كدة وتفتحلك سين وجيم وانت تعبان ومش ناقص.
نهض معه أحمد: عندك حق والله دي هتجنني.
عندما وصل إلى الفراش، أجلس مسعود صديقه عليه ثم غطاه بالدثار وهو يقول: حقك عليا يا أحمد انا السبب في اللي انت فيه ده كله.
ابتسم أحمد، قال: يا راجل دول كلهم ست غرز مش حاجة يعني بعدين انت ذنبك إيه، ولا تكونش انت اللي حذفت الطوبة عليا.
ضحك أحمد: احدفها ازاي يا ابو العريف وأنا كنت قاعد لسة حتى ما قمتش من مكاني.
_يبقى انت مالكش دعوة بالحكاية دي كلها، دي صدفة مش اكتر وأنا كدة ولا كدة كنت ناعور سواء انت كنت معايا ولا لاء، بس تعالى هنا ما تاخدنيش في دوكة وتنسيني اللي كنا بنتكلم عنه.
نظر إليه أحمد وهو يتساءل: تقصد ايه مش فاهم.
_أقصد الوظيفة والجرنال.
_بالراحة يا عم انت ريح انت نفسك دلوقتي والحكاية دي مقدور عليها.
_ليه هو انت شايفني هسافر تاني بلد ده حتة جرنال وطالما انت جيت معايا البيت يبقى نشوفه بالمرة.
حاول أن ينهض لكن مسعود منعه وهو يقول: مالك بس رايح فين.
_رايح اجبلك الجرنال علشان نشوفه سوا.
_طيب خليها إي وقت تاني انا موجود اهو يعني انا كنت روحت فين.
_انت موجود لكن الوظيفة ممكن تطير.
_طيب بس بلاش تتعب نفسك وتقوم، انت قولى انت حائط الجرنال فين وانا هروح أجيبه.
عاد أحمد إلى مكانه: الجرنال في الشفنيرة اللي في الصالة في الدرج الاولاني.
نهض مسعود، اتجه نحو الصالة جلب الجرنال، جلس بجانبه، أعطاه له وهو يقول: خد اهو لقيته.
تناوله أحمد ، أخذ يقلب فيه وهو يقول: ذهبية..ذهبية.
ابتسم مسعود وقال: إيه ذهبية دي عروسة جديدة ولا إيه.
نظر إليه أحمد وعلامات الدهشة على وجهه: عروسة جديدة ايه انت عايز تخرب بيتي ولا إيه ده انا مراتي كانت تموتني.
مسعود وهو يضحك: للدرجة دي يتخلف منها؟.
أحمد دون أن ينظر إليه: مين خاف سلم وعاش باله مرتاح.
مسعود وهو مازال يضحك: بس برضه لازم اعرف مين ذهبية اللي عمال تردد في اسمها دي.
_يا عم أقصد الوظيفة هما كاتبين عليها فرصة ذهبية.
_وأنا اللي ظلمتك.
_شوفت علشان تبقى تفكر الأول قبل ما تتكلم بالك لو مراتي كانت هنا وسمعت الكلام اللي انت قولته كانت هتبقي ليلة طين على دماغى ومهما احلفلها برضه هي مش هتصدقني مهما اعمل والله ده انت في نعمة مش حاسس بيها.
تنهد مسعود، قال: بس نجلاء كانت حاجة تانية خالص غير مراتك.
انفجر أحمد في الضحك وهو مازال يتصفح الجريدة: عبيط ما انا كنت بقول كدة برضه كل الستات زي بعض وكانت برضه هتعمل فيك زي ما مراتي عاملة فيا بس عارف والله ما اقدر اقعد من غيرها ولا استغنى عنها ابدًا كفاية خوفها عليا، أهي لقيتها.
_مين العروسة؟.
نظر إليه أحمد بجانب عينه، قال: يا عم سيبنا من السيرة دي بقا انت عايز تخرب بيتي ولا إيه.
مسعود وهو يضحك: فك شوية بهزر معاك ما أهي مش هنا.
_ولو الحيطان برضه ليها ودان ومين عارف مش يمكن نبص نلاقيها جت دلوقتي وسمعت الكلام اللي انت بتقوله، اعمل انا ايه ساعتها.
_لاء خلاص وعلى ايه ده كله خلينا في الفرصة الذهبية اللي محدش يقدر يفوتها اشجيني.
نظر أحمد إلى الجريدة، قال: حاسس انى مش شايف خد انت اقراها بنفسك وقولي رأيك.
تناول مسعود الجريدة وأخذ يقرأ ثم  نظر إلى أحمد وهو يقول: بس دي مكتوب عليها في منطقة جبلية بعيدة شكلها كدة في الصحرا.
_طيب وايه يعني ما انت كدة ولا كدة عايز تبعد عن الحارة والناس واللي فيها.
_عايز أبعد بس مش عايز اتنفى.
_جرب انت يعني هتخسر ايه مت يمكن لما تروح وتشوف تلاقيها لا صحراوية ولا بتاع ويمكن ترتاح هناك وتلاقي نفسك بدل ما انت تايه كدة وكل حاجة بتقول نحس نحس.
_فكرك كدة؟.
_اه بس محدش هيغصبك على حاجة انت تروح وتشوف ارتحت كمل ولو ما ارتحتش يبقى ارجع تاني ونشوفلك حاجة جديدة بدالها.
فكر مسعود، قال: عندك حق انا يعني خسران ايه خليني اجرب يمكن الاقي نفسي زي ما انت بتقول وأثبت للناس دي كلها ان مفيش حاجة اسمها نحس غير في عقولهم هما بس.
_أيوة كدة انت مسعود صاحبي وحبيبي اللي دايما شعلة أمل.
نهض مسعود، وهو يقول: طيب استأذن انا بقا واسيبك ترتاح وتجهز المعركة بتاعة الليل.
نظر إليه أحمد بطرف عينه وهو يقول: انت بتتريق عليا ده بدل ما تقولي على حاجة ارد بيها على مراتي لما تسألني عن الجرح وتفتح معايا التحقيق.
ضحك مسعود وهو يقول: والله انت صعبان عليا بس مفيش احسن من الحقيقة انت قولها الحقيقة وريح دماغك.
_ما أهي مش هتصدقني.
_اعملك ايه طيب بس مفيش غير حل واحد.
_إيه هو الحقني بيه ربنا يخليك.
_المصحف.
_تقصد إيه؟.
_جهز جنبك المصحف اول ما هي تيجي حط ايدك على المصحف واحلفلها انك تعبان وقول الحقيقة وهي مش هتقدر تتكلم.
_اجرب انا يعني هخسر ايه ما يمكن الطريقة دي تجيب معاها نتيجة وتسيبني في حالي.
_استأذن انا بقا.
_طيب ابقى طمني وقولي عملت ايه انا لو كنت كويس كنت روحت معاك لكن انت شايف اللي انا فيه.
_عارف والله حاضر هبلغك بكل جديد اول بأول.
سار مسعود عدة خطوات فنادى عليه أحمد وهو يقول: استنى يا عم انت نسيت تأخذ الجرنال معاك.
عاد إليه مسعود وهو يحك رأسه ويقول: اه والله ده انا نسيته.
_أمال كنت هتروح ازاي يا فالح.
_كنت هتصرف برضه ما كنتش هغلب.
_لما من الأول نسيت الجنرال أمال بعد كدة هتعمل إيه.
_ما خلاص بقا يا أحمد انت هتذلني ولا إيه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي