25

حب أم انتقام ج ٢
كارمن و هى تنظر للكوخ بذهول : هل سنقضى الليلة
هنا ؟ المكان غير آمن من الممكن ان يهجم علينا حي
وانا ما او يتكنوا افراد العصابه من رؤيتنا
رعد : لن يتمكنوا من المجىء لهنا فهم يعلمون بأن هذا المكان ملك للجيش و ان هذا المكان كنا نستخدمه للمكوث به اثناء خروجنا للحرب لذلك لن يمتلكوا الشجاعه ليقتربوا منه و ان فعلوا سأتولى امرهم و ساقضى عليهم
اكملت باستنكار : و ماذا عن الحيوانات أيعلمون ايضا بان هذا المكان ملك للجيش و لن يقتربوا منه ؟
=اكمل و هو يحاول جمع الحطب ليقوم بأشعال النيران : لا تقلقى هذه النيران ستخيفهم ، ثم قام باشعال النيران أما هى فتوجهت للاريكة الوحيدة المصنوعه من الحطب و جلست عليها بحذر و هى تشاهده يقوم باشعال النيران ليكمل هو : يبدو بأنكِ متعبه خذى قسطا من الراحه وانا سأظل مستيقظا احرس المكان الى ان تستيقظى
انهى جملته تلك و توجه الى الاريكه و جلس بجوارها لتبتعد هى و تجلس على الطرف الآخر و هى تفكر بأنها كيف ينام معه فى مكان واحد
رعد : ألن تنامى ؟
كارمن : لا اريد ، نم انت ان اردت
نهضت من مكانهاا و اكملت : سأجلس بالخارج ببجانب النيران
هتف بسخرية : و ماذا عن الحيوانات ؟!
كارمن : ألم تقُل بانها لن تقترب من النيران  حسنا سأجلس بالخارج الى ان تنتهى
اراد ان يعترض و لكنها لم تعطى له الفرصه و توجهت للخارج و جلست بجانب النيران و هى تحتضن كلتا قدميها لصدرها ووتطوقهما بذراعيها. . انها تشعر بالبرد و لأول مره فى حياتها تشعر بالبرد و لم يكن شقيقها موجودا معها لتدفئتها فرت دمعها من مقلتيها  بألم لقد اشتاقت لعائلتها الصغيره خلال الفتره التى قضتها بعيدا عنهم شعرت بمدى حبها لهم ضمت قدميها اكثر أليها لعلها تشعر بالأمان .شعرت بشيئا ما يُوضع على كتفها لتجده الجاكت الخاص به قام بوضعه  على كتفها ليبقى هو بفانلة خفيفه و جلس بجوارها مسندا ظهره على جذع الشجره المجاورة لها
كارمن و هى تحاول ابعاد الجاكت عنها محاولة اعادته أليه : ستصاب بالرد هكذا إن ملابسك خفيفه و انا لا... قاطعها و هو يعيد الجاكت على كتفها مرة اخرى : ابقيه معك انا اعتد على البرد اما انتِ لا
كارمن بعدما بدات فى البكاء مره اخرى : اسفه
شعر بنغزة فى قلبه بسبب رؤيته لدموعها : لماذا  تتأسفين ؟
كارمن : لاننى السبب لوصولنا لهذه الحاله بسبب تصرفى الطائش و لاننى اسبب لك و لاخى المتاعب .. و لكننى اردت ان ارى شقيقى و ابناء عمى لقد اشتقت لهم لم اعتد على الابتعاد عنهم انا اشعر بالوحدة بعيدا عنهم .. و انت كنت تتجاهلنى طوال الوقت و هذا ما زاد من وحدتى ، لذلك اردت العودة للقصر و لكن كعادتى كلما احاول فعل شىء افضل به و اوقعك بالمشاكل
انهت جملتها و هى تنظر للجه الاخرى و تبكى فى صمت ، بينما هو كان حزينا لأجلها
هتف للتخفيف عنها : لا انتِ لم تخطئ فى شىء انا المخطىء لم اكن اعلم بحقيقه شعورك ، ثم اكمل مشجعا لها و هو يربط على شعرها : بس انتى لم تفشلى فلقد ابلتى بلاءَ حسنا فقدت تمكنتى من الهرب منهم بدون مساعدة من احد .. انتِ قويه كارمن و اقوى مما تتخيلين
نظرت له و ما زالت دموعها تتساقط من مقلتها اليسرى : حقا تقول ؟
اردف بصدق : حقا ، ثم كامل محاولا التخفيف عنها أتبكين بعينك اليسرى فقط ؟ هل انتِ بخيله لتلك الدرجه ؟
هتفت بحزن و هى تمسح دموعها بظهر يدها : بل حزينه ألم تعلم معنى هذا ؟
رعد يتساءل : اعلم ماذا ؟
كارمن : أنه عند الحزن تنزل الدمعة الأولى من العين اليسرى ، اما دموع الفرح تنزل الدمعة الأولى من العين اليمنى
هتف بألم لا يعلم سببة : هل انت حزينة لتلك الدرجه ؟
قالت و هى تحاول التهرب من نظراته التى بدأت تربكها : انا اشعر بالنعاس
نهضت من مكانها و خلعت الجاكت و اعطته له : اعتقد بانك ستحتاج أليه سأذهب للنوم بالداخل مدت له يدها الممسكه بالجاكت لياخذه ف مد يده و لكنه لم يمسك بالجاكت فقد امسك بيدها و جذبها بتجاهه لتسقط بحضنه لف ذراعه حولها لتصبح رأسها على كتفه و بذراعه الاخر وضع الجاكت عليهما اراح رأسهاعلى جذع الشجره و هتف : هكذا افضل
هتفت بعدما شعرت باحتراق وجنتيها من شدة الخجل و حاولت الابتعاد عنه و لكن ذراعه الموضوع على كتفها منعها من التحرك : هاى انت ماذا تفعل اتركنى الان ؟!
رعد : هذا هو الحل الوحيد لتدفئت كلانا بالاضافه بأننى سأضمن عدم هروبك مره اخرى , لذلك استرخى  و نامى لقد كان اليوم متعبا لكِ
اغمض عيناه محولا النوم اما هى فكانت فى موقف لا تحسد عليه فتحولت برودتها لدفئ بل شعرت بجسدها يحترق من شده خجلها منه ، رفعت راسها  و نظرت له لتتاكد ان كان يشعر بمثل ما تشعر هى و لكنها وجدت ملامحه هادئه و أنه مسترخى ، اما هو فكان يشعر بسعادة لا يعلم سببها شعر بتوترها و لكنه لم يهتم فهو مرتاح و هم بهذه الحاله بعد فتره شعر بهدوأها ليعلم بانها نامت اخيرا لينام هو الاخر و هى يحتضنها بين ذراعيه
_________
فى اليوم التالى بالقصر تم تجهيز راضية لتصبح مثل كارمن تمام ، تشبهها فى تصرفاتها و طريقه لبسها مشيتها و ايضا الشعر ، ساعدتها صفيه فى ارتداء ملابسها و قامت بوضع مستحضرات التجميل من أجل أن تصبح مثل كارمن تماما ، و قامت بوضع الشال على وجهها فهو لن يتمكن من رؤيته ملامحها على ايا حال و لكن تحسبا لما قد يحدث فلا احد يضمن الظروف ،،
بعد مدة قليله ،، دخل سيف الى الغرفه ليجد راضية واقفه و هى مثل كارمن ،،
سيف : هل انتهيتى ؟!
راضية : أجل هيا بنا
سيف : إذا هيا بنا و لا تقلقى ان سأكون بالغرفه المجاورة لكم ان شعرتِ بأنه سيتعرف عليكى انظرى للحراس و سياتى احدهم لاخبارى و سانهى جلستك معه .، و لكن يجب ان تكونى هادئه و لا تتوترى و نبرتك يجب ان تكون منخفضه حتى لا تظهرى
هتفت بنفاذ صبر : حسنا حسنا لقد حفظت ، هلا خرجنا من فضلك بدات اشعر بالاختناق بسبب هذه الملابس انها تكتم انفاسى لا اعلم كيف ل كارمن ان تتحمل كل هذه الملابس الثقيلة
هتف سيف بأستنكار : لم يمر على ارتدائك اياها سوى بضع دقائق و قد بداتى تتذمرين من الآن
راضية : و ان لم تتوقف عن الكلام سأراجع عن مساعدتكم و ساعود لمنزلى لذا هلا تحركنا من فضلك الان
هتف بنفاذ صبر : حسنا ألحقى بى
تحركوا للاسفل الى حيث يوجد الأمير على ،،
كان على واقفا وسط قاعه الانتظار ممسكا بباقه من الزهور ، لقد كان يتطوق لرؤيتها فقد مر اعوام على اخر مره رأها بها  كانت فى عامها ال18
و عندما دعاه والدها لحضور حفل انتصارهم فى احد المعارك لم تكن موجودة حينها فلم يسمح لها والدها و شقيقها بالحضور و لكنه رأها عندما خرج من الحفل و توجه الى الحديقه الخلفيه متهربا من جو الحفل الكئيب و ظل يتجول فى الحديقه بلا هدف ، كان المكان هادئا و ملبدا بالغيوم و القمر ساطعا فهو مسحور برؤية السماء ليلا خاصتا عندما يكون القمر مكتملا ...
ظل يتوجل الى ان وقع نظره على ركن ما بالحديقه به مجموعه من الورود كان أنواع فريدة و نادره لم يرى مثلها قد ، حاول لمسح احدهم و لكنه سمع صراخ فتاه من خلفه هتفت بغضب : لا تجروء و تلمسهم ابتعد عنهم حالا الان
نظر لصاحبة الصوت كانت فتاه على الرغم من الظلام الذى يعم المكان و لكن ضوء القمر أظهر بعض ملامحها و يبدو انها لم تكن تعلم بتواجد احد غريب بالمكان فى مثل هذا الوقت لذلك لم تضع شالها على وجهها ، كان الهواء يداعب شعرها و يتطاير على وجهها و هى تحاول اعادته خلف اذنها و تنظر أليه بملامح غاضبه اما هو فقد تاه فى ملامحها بعدما سقط ضوء القمر عليها لتظهر ملامحها أمامه  و رأى شعرها النارى يطوق وجهها و عيناها التى تشبه الأرض فى خضرتها ، هو شعر بان قلبه سيتوقف عن الخفقان أمام وجهها ، كان يرى شفتيها تتحركان و لم يسمع كلماتها فقد كان مأخوذا بها و بجمالها الأخاذ ،
اما هى فكانت غاضبه منه كيف لشخص غريب ان يقتحم منطقتها الخاصه فهذا الركن من الجنينه هو ركنها الخاص تقوم بزرع ازهارها  به و لا تسمح لاحد ان يقترب منهم او لمسهم ف اقتربت منه و هى توبخه بغضب متناسية تماما بأنها تقف أمامه بدون شال فلا يحق لشخص غريب من خارج القصر برؤيتها بدون شال هكذا كانت قواعد القصر ،،
لكنه بمجرد ان ألتف لها لا تنكر بأنها انجذبت لملامحه كان شابا فى نفس عمر شقيقها بشعره البنى و عينان باللون العسلى و جسد مفتول العضلات و لكنه يختلف عن شقيقها فى نظراته ، فشقيقها يمتلك نظرات جامدة و لكن هذا يمتلك نظرات حانيه و ابتسامته كانت ابتسامته خاطفة للانفاس
قاطع تفكيرها صوته و هو يسألها و ما زالت تلك الابتسامه تزين ثغره : أنتِ هى كارمن ؟
يتبع ،،
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي