24

حب أم انتقام ج٢

توقف بسبب اللكمه التى تلقاها على وجهه منها بدون ان تعطى له فرصه ركلته فى بطنه بقدمها ليسقط على الارض و لكنه نهض مرة اخرى ، و قبل ان تسدد له الضربه الاخرى قام بلكمها لتتراجع للخلف و حاول ضربها مره اخرى و لكنها ابتعدت عنه و أمسكت بالمسدس الخاص به الموضوع على الطاوله و صوبته باتجاهه
كارمن و هى تحاول ألتقاط انفاسها : افتح الباب
الرجل : و ان لم افعل
كارمن : انت تعلم الاجابه جيدا .. انا لن اتردد لحظة بقتل حثالة مثلك لذا من الافضل لك ان تقوم بفتحه و تنجو بحياتك الان هيا افتحه
نظر لها و لم يتحرك خطوه واحدة لتكمل : حسنا انت من اختار هذا
وضعت يدها على الزند و اطلقت اول رصاصه بجانب برأسه لتقول بقوة : الرصاصه التالية ستكون بمنتصف رأسك

نعم هى الان شعرت بالدفىء بين احضانه لاول مره تراه بهذه الحاله ، هو كان دائما باردا فى تصرفاته و افعاله و لكنه الآن أصبح ملجأها و مصدر دفئها ،
ابتسم بفرحه فهو لم يكن بذلك السوء بينما هم فى تلك الحاله لمحت ذراعه ينزف فهتفت بخوف و هى تبتعد عنه و تمسك بذراعه : ذراعك انت تنزف
أظلمت عيناه و هو يتذكر اشتباكه مع مجموعه من الرجال يبدو عليهم بانه مجموعه ممن يعملون فى تهريب المخدرات ، سمع احدهم يخبر رئيسه بانه وجد فتاه فى نفس ملامح كارمن و قام بقتلها لا يدرى كيف و متى وصل أليهم ؟! و قام بأبراحهم ضربا كان كالمجنون و هو يطيح بهم جميعا حاول احدهم مهاجمته بسكينه و لكن السكين اصابت ذراعه تقدم منه و ظل يضربه بوحشيه ، على الرغم من كونه واحدا و هم اربع ألا انهم لم يتمكنوا من الوقوف أمامه كانت نهايتهم لا محاله رأوا الموت فى عيناه و هو يصوب بأتجاههم مسدسه ، كاد ان يقتلهم جميعا لولا ان الرجل الذى نقلها للمخزن اعترف بالحقيقه و انها ما زالت على قيد الحياه لم يصدقه بالبدايه و لكن الرجل كان يتحدث بثقه كبيرة فهو يعلم ان كذب عليه ستكون نهايته أبشع من الباقى فقد علموا ماهيته انه الكولونيل رعد و من فى المملكه بأسرها لا يعرف من هو ؟! و لن يقدر احد على الكذب عليه ...
قام بربط الثلاثه و اخذ ذلك الرجل و توجهوا الى المخزن و لكنهم لم يجدوها و وجدوا  الرجل الثانى ملقى على الارض و الباب مفتوح يبدو من انها تمكنت من الهرب منه ، حاول الرجل الاول افاقته زميلة و لكن الآخر كان غائبا عن الوعى .. لم ينتظر رعد اكثر من ذلك فقد تركهم و توجه الى احد الطرقات و ظل ينظر لافرع الاشجار بحثا عن شيئا ما .. ظل يتفقد الاشجار الوجودة على احد المداخل ليجد ما كان يبحث عنه كانت قطعه من قماش ملابسها فقد سبق و اخبرها اثناء تدريبها على كيفيه التعامل مع المواقف المشابهه لهذه بأن تضع بعض العلامات فى اى طريق تسلقه لتسهل على من يبحث عنها من الوصول أليها و من الواضح بأنها سمعت كلامه و نفذت ما قاله لها .. تتبع الاشارات الى ان وجدها اخيرا حينها سقطت كل اقنعته التى كان يرتديها ليقترب منها و ياخذها فى حضنه اراد ان يشعر بها و انها بخير نسى كل شىء و محاولته فى تدمير عائلتها و تذكر شيئا واحد انها الآن بين احضانه و لم يمسها مكروه لا يدرى سبب خوفه عليها بتلك الطريقه فهو لم يشعر بشعور كهذا من قبل ..
هى الوحيده التى يجعله يمر بأشياء جديده عليه اشياء قادره على اذابه الجليد الموضوع حول قلبه و ذلك يمثل خطرا عليه و على خطته .. تلك الخطة التى ينساها و ينسى ما عليه فعله عندما يكون معها من المفترض عليه ان يتحكم بها و يبث بها افكار سيئه بخصوص شقيقها لتثق به هو ثقه عمياء و لكن العكس ما حدث هى من تتحكم به و تجذبه لها و قد بدأ يشفق عليها أجل لم يتمكن من تسميه حقيقه مشاعرة أتجاهها سوى بالشفقه هذا افضل كثيرا من مواجهة نفسه بحقيقه مشاعره اتجاهها
....
بينما هو غارقا فى تفكيره شعر بلمساتها الرقيقه على جلده القاسى كانت تتحسس جرحه محاوله معرفه مدى خطورته و على ملامحها خوف شديد لم يكن خوف منه بل كان خوفا عليه ، هو الآن و لاول مره منذ ان كان طفلا  يجد احد ينظر أليه بتلك النظرات ، ظلت تتحسس ذراعه بأصابعه ليشعر بالنيران تشتعل بكامل جسده بسبب لمساتها تلك ، انتفض جسده و ابتعد عنها على الفور و كأنها وحشا ما يخشى ان يقترب منه نظرت له بذهول بسبب ردة فعله تلك
كارمن : ماذا يجب ان أربط لك ذراعك لنوقف النزيف
نهض من مكانه : لا عليكِ انه مجرد جرح بسييط هيا يجب ان نغادر هذا المكان و ألا سيلحقوا بنا
كارمن : و لكن ذرا....
قاطعها بحده : اتركى ذراعى و شائنه الآن لقد اصبح الوقت متأخرا يجب ان نختبىء فى مكان ما قبل ان يجدونا و نتعرض للخطر الان
و لكنها لم تستمع له قامت بتمزيق أحد اكمام فستانها و حاولت ربط ذراعه ثم اردفت : أرأيت العصابه ؟
رعد : أجل و انهم يعلمون بماهيتنا الآن و توجدنا هنا خطر عليكِ .. لذا هيا سنذهب لمكان قريب من هنا سنقضى به اليوم الى ان يحل الصباح سنعود للمنزل
حاولت التحرك و لكن قدمها كانت تؤلمها بسبب الجروح الكثيرة التى أصابتها ، نظر لجروحها و اكمل : اين حذائك ؟
فقدته اثناء ركضى , لا تقلق انا بخير ساتمكن من المشى المكان ليس بعيدا أليس كذلك ؟
هتف ببرود : حسنا اتبعينى
تحرك للامام لتلحق به و هى تنظر أليه بأستنكار فقد عاد لبرودة من جديد ،

اثناء مشيهم تعثرت بغصن مُلقى على الارض و كادت ان تسقط لولا انها تمكنت من الاتزان توقفت و هى تنظر لقدميها بحزن فقد تشوهوا بسبب تلك الجروح والدماء المتجلطة  عليها ... فلم تتخيل يوما ان تصبحا هكذا فقد كانت طوال حياتها تسير على الارض مفروشه من الورود ولم تتخيل ان يصل بها الحال لهذه النقطه

كانت واقفه فى مكانها لاحظ هو وقوفها ف عاد أليها
ليسالها : لمَ توقفتى ؟!
هتفت بصوت حاولت اخراجه طبيعيا : قدمى تؤلمنى الارض قاسيه ، ثم اكملت بتذمر و هى تنظر أليه " مثلك تماما "
ابتسم بسخرية  على جملتها الاخيرة فهى محقه بل هو اقسى من الارض بكثير اقترب منها و قام بحملها بين ذراعيه لتنظر أليه بذهول و خجل لتقول له : ماذا تفعل انت ؟! هيا الان انزلنى حالا
حاولت النزول و لكنه اكمل ببرود : ماذا أتحاولين تمثيل القوة الآن ؟ كنت اعلم بانك لن تتمكنى من المضى فى تصنعك هذا لذلك تركتكِ تسيرى على قدميك لتعرفتى  بأنك لن تتحملى ألالام قدميك .. و هذا عقابا لك بسبب خروجك من المنزل بدون علمى
هتفت بتحدى : بلى انا قويه لقد تمكنت من الهرب منهم بمفردى لم اكن ضعيفهم امامهم لقد خافوا منى و تمكنت من مخادعة الرجل و فك وثاقى و قمت بتهديده بسلاحه و قام بفتح الباب لى و تمكنت من الهروب منه ، ثم اكملت و هى تنظر ل عيناه : انا قويه أمام الجميع لا اعلم لمَ اشعر بالضعف او للدقه اشعر بأمان و انا معك و انه لا يتوجب على ان اخشى شيئا و أُخبر نفسى بأن اترك كل شىء لك لاننى على يقين بانك ستهتم بكل شئ و لن تدع اى مكروها يُصيبنى لذلك أُظهر ألمى و حقيقة مشاعرى أمامك
كانت عيناها تلمع بشده اثناء حديثها كانت تشعر بكل كلمه تخرج من فمها كان قلبها يخفق بشده بسبب قربها منه من ناحيه و بسبب خوفها من ان يكتشف حقيقه مشاعرها اتجاهه من ناحيه اخرى و السبب الرئيسى بسبب نظراته التى كان يصوبها اتجاهها كان ينظر لها بشرود و هو يتسمع لها فقد رأت شبح ابتسامه على شفتيه لم تتخيل كانت ابتسامه و لكنه حاول اخفاءها على الفور ، و نظر للجهه الاخرى تهربا من نظراتها و كلماتها التى تجعله يشعر بأشياء لا يريد ان يشعر بها ...
ساد الصمت بينهم و كلا منهما يحاول التهرب من نظرات الاخر الى ان وصلا الى المكان المراد و كان عباره عن كوخ و لكنه غير مكتمل كان بدون باب او سقف انزلها و هو يتقدم باتجاه الكوخ هى لحقت به كان الجو باردا و ملابسه خفيفه احتضنت نفسها و هى تحاول تدفئت نفسها بيدها

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي