الفصل الرابع

الفصل الرابع
***********


الفــــــــصـــــــل الــــرابـــع
ابتسامةًغادرت شفتيها
ضحكة من القلب لم تعد كماكانت صافية مطمئنة
لكن اليوم عادت إليها ثقتها بذاتها عادت إليها ضحكة نسيت
مذاقهاستعود لحلمها ستعود لعملها من جديد
عرض رائف جاء فى توقيت حيوى ........ستعود لحياتها
الماضيةستعود راضية ستلقى مافات خلف ظهرها
المرأة أن ارادت فعلت صنعت لنفسها دنيا تزينها بما يرضيها.........كيان خاص بها
ويخطئ البعض حين يعتقد أن حياتها تقف خلف ظل رجل
وفريدة اليوم نالت فرصتها ولن تضيعها
دخلت بيتها بنشاط مخالف لهدوئها الحزين الذى غادرت به تعجبترقية وهى تراها تتجه نحوها بسعادة وفرحة قبلتها بشقاوة وهى
تدورفي البيت كأنها فتاة سمعت كلمة حب لأول مرة من حبيبها
لكن فريدة تشعر أنها تملك الدنيا بما فيها
فريدة مالك ياحبيبتى
ابتسمت لرقية التى تعجبت لحالها فاقتربت منها تقبل وجنتها:إيه ياروكا فرحانة هو حرام أفرح
ضمتها إليها بحب :لاياحبيبة روكا أفرحى واضحكى ديما أنا
هعوز إيه أكتر من كده بس فهمينى في إيه
_هرجع شغلى من تانى ياماما كنت في الشركة عند عمو رائف وقالى استلم شغلى من بكره
اتسعت عينا رقية بدهشة:معقول يافريدة ده أنا قلبى وجعنى
معاكى تخرجى وتروحيله إيه اللى غيرك
رفعت كتفيها ببساطة:ولا حاجة فجأة لقيتنى واقفة مع نهى
اودام الشركة وقابلته وهو اللى قالى ارجع الشغل من بكره
_براڤو عليكى يافريدة ........بس خدى بالك شغلك مياثرش على بنتك لو هيقصر يبقى ملوش لازمة
تنهدت بحزن:متخافيش ياماما أنا خلاص مبقاش عندى غير
جودى عشان أعيش لها
انتفضت من جوارها بمرح:أنا هروح أبلغ بابا هو فين
-قاعد فى المكتب من بدرى ادخليله خليه يخرج يقعد معايا بدل ما
أناقاعدة لوحدى
دقات سريعة مرحة على باب غرفة مكتبه جعلته يترك كتابه
مبتسمامعتقدا أنها ياسمين فاذن لها بالدخول ليفاجئ بفريدة
ممكن أدخل
ابتسم لها بحب:هو أنتى عاوزة أذن يافريدة
اتجهت إليه مقبلة وجنته :بابا عندى ليك خبر أنا عارفة أنه
هيفرحك
خلع نظارته وضم عيناه متسائلا:خير ياحبيبتى ......عمر كلمك ولا إيه
وكأنه قتل فرحتها وأبدلها بحزن ضمت شفتيها بغيظ :لا يابابا
عمرمكلمنيش ولا أنا عاوزاه يكلمنى
لامح تغير وجهها فسألها مغيرا مجرى الحديث:طيب في إيه
فرحينى
-عمو رائف طلب منى أرجع الشغل من تانى
اتسعت عيناه بفرحة:بجد يافريدة والله رائف ده يستاهل جايزة
عشان خرجك من المود الكئيب بتاعك ده
زمت شفتيها بغضب:أنا كئيبة يابابا
-إيه مكنتيش شايفة نفسك عاملة إزاى المهم أن كل ده عدى
وهترجعى فريدة حبيبة بابا اللى ضحكتها كانت بترن في البيت
-يعنى حضرتك مبسوط
-طبعا مبسوط الدنيا مش هتقف يافريدة عيشى حياتك متخليش
لحظةتعدى وتضيع منك الدنيا مش دايمة لحد ولا هتفضل حزن على طول أكيد بتيجى أوقات فرح كتير شطارتك بقى أنك تعيشها بكل كيانكعشان لما تيجى لحظة حزن تلاقى نفسك قادرة تواجهى وتشدى حيلك
نظرت إليه بتعجب:غريبة يابابا عمرك ماتكون بتكلمنى كده ديما جدومش بتحب هزارى إيه اللى غيرك
وضع يده فوق رأسها مبتسما :زمان كنت مركز في شغلى وبس كان نفسى كل يوم أكبر وابقى أحسن من اليوم اللى قبله دوامة
وفضلت بلف فيها وناسى نفسى ناسى أنى أب ولاده محتاجينه مش مجرد بنك للفلوس وبس محستش بكل ده غير لما تعبت ووقعت وفجأة لقيت نفسى عملت إسم كبير بس معملتش ولادى كل حاجة كانت على أمك
وهى عمرها ماقصرت ربتكم كلكم أحسن تربية
كان لازم اراجع نفسى وأقرب منكم أكتر خصوصا أنى أهو
بقيت خالى شغل
قال جملته الأخيرة بسخرية فابتسمت له بحب:ربنا يخليك لينا
ياباباوتفضل ديما معانا
................
ينظر أمامه بشرود مستندا بذراعه على نافذة سيارته يفرك
ذقنه
بملل من الإنتظار الممل عقله يعمل بتركيز كعادته يبحث عن حلول
للكثيروالكثير من القضايا توقفت سيارته في إشارة المرور مل من الأنتظارعاد برأسه للخلف مغمضا عيناه للحظات قبل أن
يرتفع رنين هاتفه فتح عيناه ليرى إسم عصام نظر حوله بسخط لايريد محادثته الآن
يعلم أن دولت حادثته وأخبرته بوجود همس ومؤكد أنه يهاتفه لأمرها
أجابه بابتسامة بارد وصوت متفاجئ:أهلا أهلا ياعصام ازيك
خير مش عادتك تكلمنى يعنى
أجابه عصام بغضب:لا أهلا وغيره ياجاسم ممكن أفهم أنت بأى حق تدخل بنت زى دى بيتى من غير إذنى إيه هي سايبة هو بيتك
عشان تتحكم فيه
قبض جاسم على هاتفه بقسوةوغضب:لا مش بيتى ياعصام
والبنت مجرد ضيفة ووالدتك عارفة الكلام ده
ارتفع صوته أكثر:بقولك إيه اودامك يومين وتأخد البنت دى
تتصرف معاها أكتر من كده متزعلش منى على اللى هعمله
صرخ به بغضب:أنت بتهددنى ياعصام لا الزم حدودك ولولا
مريم كان هيبقى ليا تصرف تانى معاك
عاد واستطرد بصوت ساخر:إلا أخبار قضيتك إيه مش محتاج
محامى
ارتبك صوت عصام وخرج صوته مهزوز:قضية إيه قصدك إيه
ضحك جاسم رغما عنه ليشعر عصام بأنه يراه الآن أمامه ويرى وجهه وضعفه
قضية التحرش ياعصام مش عيب عليك راجل محترم زيك
وشغال في فندق محترم وله وزنه يعمل حاجة زى دى
يحمد ربه أنهم على اتصال هاتفى ولو كان رأه الأن لكان رأى
وجهه الذى تصبب عرقا وتوتر
صرخ به غاضبا:دى قضية متلفقة أن راجل ليا سمعتى
رد بسخرية:أه طبعا وسمعتك سبقاك
ووصل الغضب لذروته ود لو كان أمامه لاشبعه ضربا يعلم أن جاسم رجل له علاقاته التى يصل من خلالها لكل مايريده ومؤكد أنه
عرف بقضيته من مصادره الخاصة
ولكن أن علمتا دولت ومريم بما حدث
إن علمتا أنه تم نقله من مقر عمله بشرم الشيخ إلى الإسكندرية
مرةأخرى ولكن بوظيفة أقل مركزا من سابقتها ولكن مؤكد أن جاسم يعلم ولهذا يتحدث معه بثقة
رفع صوته ليحدثه مرة أخرى ولكن جاسم أغلق الإتصال متعمدا كزعلى اسنانه بغيظ مؤجلا أى حديث بينهم لحين عودته
للاسكندرية في الغد
.................
القى تحية سريعة على غفير بيته لمح ياسمين وهو تجرى لاهثة خلف جودى تتوعد لها وجودى كالعادة ضحكتها تشق السماء عابثة
لاتحمل هماولاتعرف للحقد طعما طفلة صافية القلب كصفحة مياه نقية لم تعبث بها أنفاس البشر
وهو يحسدها .......هى تمتلك مالايمتلكه البشر الآن تمتلك روحا دافئة لم تتلوث بدنيانا
أسرع نحوها يحملها ليغظيها كعادته فضحكت ياسمين بشماتة:
احسن امسكها ياابيه دى مطلعة روحى
حاولت عبثا التخلص من قيده فصرخت به:
سيبنى ياجاسم اضرب
البت دى
رفع حاجبيه مندهشا:بت .......بتقولى لخالتو بت طيب مش
هسيبكوهدخل جوه اعلقك
حملها رغم تذمرها ودخل بها البيت ظل يبحث عن شيء معين حتى وجده
علاقة الملابس التي تضعها رقية خلف الباب رفعها نحوها
وعلقهاوضحكته تتعالى وهى تصرخ تنادى أمها:يامامى تعالى
الحقينى......يامامى
جرت فريدة والكل خلفها على صوت صراخها تسمرت للحظة
تستوعب ماتراه
صرخت رقية بجاسم:ايه ياابنى انت مجنون انت معلق البنت كده ليه
نظر إليها وضحكته مكتومة :إيه بربيها البنت مطلعة عين
ياسمين ومش راضية تقولى ياخالو ومصرة على جاسم يبقى لازم تتربى
اتجهت إليها فريدة صارخة:وهى دى تربيتك يااستاذ يامحترم ده أنت لو اتجوزت وخلفت عيالك هيهربوا منك
انزلت جودى التى وقفت أمامه:أنت أد الحركة دى
نزل لمستواها ومازالت دهشته قائمة:نعم يااختى ......انتى جبتى
الكلمة دى منين
امسكت باذنه تجذبه نحوها: سمعت ياسمين وهى بتكلم صاحبها
في الموبيل .......هى كلمة غلط
نظر لياسمين التى تلون وجهها احمرارا من همس جودى له
ونظرته نحوها
فاعتدل فى وقفته عابثا بخصلات شعرها وعيناه مازالت تحاوط
ياسمين:ايوه غلط ياجودى واللى علمك كده هيتحاسب
..................
اجتمعوا على مائدة الطعام حتى انتهى أحمد وتبعته رقية وظل
البقية يكملون طعامهم وجودى تتمسك بحضن فريدة التى جلست
بجوارجاسم تحكى له عن عودتها لعملها من جديد وهو رغم
التفكير الذى ينهش عقله كان أغلب تركيزه منصب لفريدة وحديثها
ربت على كفها بسعادة:فريدة أنا عارف أنك قوية والمرحلة اللى فاتت دى مرحلة خلاص وعدت ومستنى أشوفك واقفة على رجلك من تانى
ابتسمت له بامنتنان:كفاية انكم كلكم معايا خصوصا أنت ياجاسم
امتعضت سمر من حديثهم وعيناها تفيض غيظا وكرها :طب
وبنتك هتسيبها كده بنتك محتاجة أم تربيها سيبك من الشغل ووجع
الدماغ ده خليكى فى بيتك أحسن وخليكى مستنية ياأما عمر يرجعك يااماربنا يسهلهالك بقى وتتجوزى واحد يرضى بيكى وببنتك
صرخت بها فريدة :وأنتى مالك بتتدخلى فى حياتى ليه ماتخليكى في حالك ولأنتى بتحبى تسمعى أنتى مالك كتير
صرخ بها مروان:فى إيه يافريدة أنتى بتزعقى فيها وأنا قاعد
لوى جاسم شفتيه باستهزاء:وهو ده اللى حضرتك خدت بالك
منه ومخدتش بالك أنها بتهين أختك
أمسكت سمر بذراع مروان بعند:أنا مقلتش حاجة غلط ياجاسم
أختك مكانها البيت مش تخرج وتروح وتيجى عاوز الناس تقول
عليها إيه ماصدقت جوزها سابها وبتمشى على كيفها
ضرب جاسم على سطح المائدة وهو يقف لتلحقه فريدة واقفة
بجواره وعينا مروان تتفرس ملامح وجه أخيه بعد حديث زوجته الذى
تعدى حدوده
اتجه جاسم نحو أخيه ليقف مروان محاولا التحلى ببعض
الشجاعةالواهية
وجه جاسم حديثه لسمر متجاهلا أخيه :شوفى بقى ياسمر آخر
مرةأسمعك تكلمى فريدة بالطريقة دى
فريدة ست البيت ده من بعد أمى أنتى مجرد ضيفة لحد جوزك مايتصرف ويجيبلك شقة وتمشى من هنا ولحد ده مايحصل
تقعدى هناباحترامك صوت ميعلاش
أكمل حديثه صارخا:أنتى فاهمة
وكزت ذراع مروان ليحادث أخيه معترضا ولكن جاسم لمحها
فضحك ساخرا:إيه عاوزة مروان يقف أودامى ونتخانق عشان بدافع
عن أختنا........لمى الدور ياسمر بدل ودينى لتشوفى أيام أسود من
شعر رأسى
....................
لحق بأبيه فى مكتبه حاملا صينية القهوة لينظر إليه أحمد متعجبا:خير ياأستاذ جاسم هات ماورائك
ضحك جاسم :طول عمرك فاهمنى يادكتور......بصراحة
موضوع مهم ومحتاج رأيك فيه
اعتدل أحمد مصغيا باهتمام :خير ياجاسم في إيه
-همس
قطب أحمد حاجبيه محاولا تذكر الإسم:مين همس
-همس يابابا البنت اللى لاقيتها مرمية على الطريق
عاد برأسه للخلف متذكرا:ايوه ....ايوه هي اسمها همس .....
طيب مالها في إيه هي موجودة عند مريم خطيبتك مش كده
أيوه .....بس حماتى مش عاجبها وجود البنت عندها .....ده غير أن عصام كلمنى واتخانق معايا بسببها
-الصراحة ياجاسم عندهم حق مش سهل كده أنك تجيب بنت
غريبة تدخلها عندهم وأنت لاتعرف أصلها من فصلها
تنحنح جاسم وابتسم لوالده :ماهو ده الموضوع اللى كنت عاوز
اكلم حضرتك فيه
نظر إليه رافعا إحدى حاجبيه وقد فهم ماأراد قوله :عاوز إيه
ياجاسم عاوز تجيبها هنا البيت
قام متجها إليه بترجى: طول عمرك فاهمنى يادكتور بس زى
ماأنت شايف مفيش مكان تانى ممكن اوديها فيه ولحد دلوقتى محدش
من أهلها ظهر تفتكر ممكن أعمل إيه
نهض أحمد من كرسيه معترضا:لاياجاسم ده مش معناه انك
تجيبهاالبيت ........
انت واخوك رجالة في البيت وهى مهما كان بنت
غمز له بمكر: إيه يادكتور......خايف على نفسك من الفتنة ولاإيه والبنت حلوة بصراحة
نظرة نارية صارمة جعلته يبتلع ريقه معتذرا :خلاص يابابا أنا
اسف المهم قلت إيه
أدار ظهره إليه ناظرا من نافذته المطلة على الحديقة الصغيرة وعيناجاسم تتابع
تحركاته وهدوءه باهتمام التف إليه متسائلا:طب ووالدتك
آمال جاسم رأسه وعيناه تبتسم :دى بقى مهمتك أنت يابابا أنا
كده خلصت أصعب
مهمة وهى حضرتك ست الكل عليك أنت بقى..........أنا مسافر
القاهرة كمان
ساعة وهرجع كمان يومين بإذن الله تكون حضرتك بقى خلصت الموضوع
ابتسم أحمد بتهكم :محسسنى أننا بنخطط لجريمة قتل ربنا يستر
من رقية واللى
هتعمله فينا
..................
أمسك بمقبض الباب يمسك بحقيبة صغيرة تكفيه فترة سفره
القصيرةاوقفه صوت رقية الهادر:جاسم استنى عندك
التف إليها بابتسامة متوترة راقبها وهى تهبط السلم بسرعة
لا تتناسب وجسدها الممتلئ ترفع وشاحها الأبيض على كتفها بعصبية
وهى تصرخ به:أنت فاكر أنك هتفلت منى
نظر إليها مدعيا البراءة:أنا أفلت منك برضه ياروكا أنا مش
سلمت عليكى من شوية
زاد صراخها عليه :أنت هتستعبط عليا ياابن أحمد
رفع حاجبيه متعجبا:ابن أحمد تبقى غضبانة عليا .......لاياماما ده أنامسافر
افرضى جرالى حاجة ........أموت وأنتى غضبانة عليا
ضربت كتفه بغيظ :فال الله ولا فالك حرام عليك بتوجع قلبى
عليك ليه
قبل جبينها ونظر لها متفهما:أنا عارف أن بابا قالك على حكاية
همس
كادت أن تعترض قاطعها: وللأسف أنا معنديش طريق تانى ولا مكان تانى ممكن
أسيبها فيه
مش عارف ليه حاسس بمسئولية كأنها فريدة أو ياسمين أو
حتى مريم
تنهد باستسلام وبشعور أنه ألقى من فوق كتفه حمل ثقيل
لتحمله رقيةمعه ......
يعرف أن قلبها لن يطاوعها على رفض وجود همس ......
ولكنها تعرف ان كل
محاولات البحث عن عائلتها أو أحد معارفها فشلت
الحكاية بأيدك ياماما .......تقبلى وجودها او ترفضيه أنا ماشى
دلوقتى ولما أرجع تكونى فكرتى .......سلام
قالها وهو يحمل حقيبته مغادرا تاركا رقية خلفه مشتتة حائرة
وهى تعلم
أن لا سبيل للرفض !!
.............
هل هى النهاية ؟
ألن تعود همس لهم مرة أخرى ؟
اختفت فرحة البيت ......حل الحزن والألم محل مرحها
وشقاوتها
كل شيء يذكره بها صوتها ضحكتها مشاغبتها له وقبلة على
الخد أن أغضبته
اشتاق إليها ......اشتاق لطفلته
هي لم تكن فقط شقيقته .......كانت ابنته المدللة رغم أن فارق
السن بينهم لايزيد عن ثلاث سنوات ولكنه دائما يشعر انها ابنته
وليست شقيقته
وقف أمام منزله فاقدا للرغبة فى الدخول إليه بات كارها للعودة كل شيء اصبح كئيبا ممل
والدته منذ عادت للمنزل وهى صامتة لاتتحدث إلى أحد بكلمة
والده يحسه مكسور القلب حزين
حتى لين شقيقتهم الصغرى لم تعد تغادر غرفتها تقريبا رافضة
للحياةرافضة لفكرة أن همس ليست هنا......همس لن تعود ....... ولكن هناابنة عمه وزوجته لاتتركها وحدها دائما بجوارها
تأجل زفافهم بعداختفاء همس وظلت هى تراعى لين طوال
فترة مكوث بلسم فى المشفى
وأخيرا لم يجد بدا من الدخول ........
الجو هادئ ساكن أمر مختلف عن عادتهم وهى كانت أيقونة
السعادةلايتذكر متى
كان البيت هادئا
كان دائما يصرخ بها متذمرا رافضا مزاحها المستمر خاصة
عندماتراه يعمل
همس بطلى دوشة بقى ورايا شغل كتير
وتصمت وتترك له المجال ليكمل عمله ولكنه هدوء ماقبل
العاصفة جاءتهاالفرصة عندما طلبه والده واستغلت هي
الفرصة بمنتهى السعادة
مشت على أطراف أصابعها بهدوء حتى وقفت خلفه تماما
:سييييييف
والصرخة جعلته يقفز مفزوعا ليسقط كوب القهوة فوق أحد
مشاريعه الهندسية ويحمدالله أنها مجرد بداية ولم يكتمل
نظر إليها بغيظ قابضا فمه يكظم غضبه ونظرة متوعدة جعلتها
تنظر له ببراءة وهى تخرج من الغرفة بظهرها رفعت أصبعها
محذرة:سيف حبيبى أنا كنت بهزر ماشى
قالتها وكانت أسرع من الفهد في عدوه وهو خلفها متوعدا
بكسر رأسهااللعينة
يابابا........... الحقنى يابابا
وانتفض يوسف فزعا وهى تتجه نحوه وقفت خلفه تمسك بذراعه :شوف ابنك المهندس المحترم عاوز يضربنى يرضيك كده
صرخ بسيف الذى يقف أمامه كبركان غاضب ينظر إليها بغيظ
:إيه ياسيف فى إيه عملتلك إيه ؟
نظر ليوسف وهو يشير لهمس بغضب:الهانم مش عاوزة تبطل
الهبل اللى بتعمله فاكرة نفسها عيلة صغيرة كل شوية تتضايقنى
وتصرخ في ودنى .......ودلوقتى صرخت ورايا وانا بشتغل خلتنى أوقع
القهوة على لوحة المشروع كده يعجبك يابابا .........جوزها خلينى ارتاح
منها ومن الهبل ده
والتذمر كان منها وهى تبتعد عن يوسف لتصرخ :نعم يااستاذ
سيف أنا قاعدة فى بيت أبويا أنت عاوز تتطردنى لا ياحبيبى ده بيت
بابايا.......... مش
كده يابابايا
قالتها وهى تخرج لسانها لتغظيه ولكنها توقفت عن إغاظته
وصرخت عندما شعرت باصابع يوسف تمسك بأذنها معاتبا:هو أنتى مش هتبطلى شقاوة ونقار مع أخوكى.......ثم عنده حق أنتى لازم
تتجوزى وابقى اعملى المقالب دى مع عدى وخليه يطفش منك يوم
الصباحية
وابتسامة حزينة جانبية وهو يخط بقدميه درجات السلم الداخلية
توقف أمام شقة جده ارتفعت يده ليضرب على الباب ولكنها
توقفت فىالهواء عندما فتحت له هنا
الباب
هنا عينا المها الواسعة ساحرته عشق اقتحم قلبه عندما رأها بعد
فترةغياب تتعدى
العشر سنوات بعدما استقر والده فى مصر ظل هو بالشركة التي
يعمل بها فى إحدى دول الخليج حتى مل من الاستمراروحيدا
بعيدا عن عائلته كان دائما يرفض
العودة لمصر حتى في أوقات الإجازة الرسمية وفجأة قرر الرحيل وكأن قدره ساعده
فى العودة ليراهاظن أنها مازالت طفلة ولكن الطفلة أصبحت
صبية رائعة الجمال لايتذكركم من الوقت وقف أمامها وكفيها
بين راحته يتفرس ملامحها الجميلةوكأنها صورة رسمها كثيراً
لفتاة أحلامه تتجسد أمامه الآن لايعرف كيف انطلقت كلمة من شفتيه جعلت الجميع فى ذهول وصدمة
عمى أنا عاوز أتجوز هنا
كل مارأه شفتيها التى عضت عليهما بخجل وعيناها الواسعة
ازدادت جمالا وفى لحظة اختفت من أمامه
وهو لم يكن هازيا كان في قمة التعقل وهو يطلب يدها
وبعد الحاح وإصرار نال موافقتها وبعدها أصر على التعجيل
بالزفاف عقد القرآن واستعدوا لإتمام الزفاف ولكن مع اختفاء همس
توقفت كل الاستعدات توقفت الحياة وأصبحت مملة رتيبة وكأن همس أخذت معاها ضحكتهم وقلوبهم في رحيلها
سيف حمدلله على السلامة ياحبيبى
اغلق الباب خلفه واستند برأسه للباب متعبا:أنا تعبان أوى ياهنا
اقتربت منه رفعت كفها نحو وجهه مربتة:حبيبى كل حاجة هتبقى تمام عشان خاطرى متضغطش على نفسك أكتر من كده باذن الله
همس هترجع وهتبقى بخير ان شاء الله
جذبها إليه لتستقر بين ذراعيه وتشد هى على احتضانه وأصابعهاتتخلل خصلات شعره بهدوء ولكنها فى لحظة انتبهت أنها في
شقةجدها أبعدته فجأة وشفتيها
ترتجف خجلا:سيف أنا نسيت أحنا في شقة جدو
ابتسم بحزن:بس أنا فعلا كنت محتاجلك أوى ياهنا
وعيناها هى كانت العاشقة وحزنه يقتلها ألماً وماباليد حيلة وإن
كانت عاجزة عن فعل شيء يكفى أنها بجواره تشد من أزره تخفف عنه وهذايكفيه
أمسك بيدها متجهين لمجلس جده وجدته
السلام عليكم
قالها وهو يتجه نحو جده مقبلا كفه ومقبلا لجبين جدته فاطمة
التي تجلس بجوار عبدالقادر تحضر له القهوة كعادتها على (السبرتاية)كمايحبها دائما
من يدها
جلس بجوار جده وعيناه زائغة وعقله شاردا عن الواقع أحس
بكف جده يربت على قدمه:سيف همس راجعة ياسيف .......هترجع وبكره تقول جدك قال
اعتدل ناظرا إليه بيأس:أنا تعبت ياحاج مفيش شارع
ولا مستشفى ولاحتى قسم
مسألتش عليها فيه ومفيش أثر .........أمى بتموت بالبطئ وأبويا شايف كل ده وساكت وأنا عارف أنه مرعوب عليها .........حتى لين الصغيرة اللى مكنش في دماغها غير الخروج مع أصحابها
والفسح مش بتبطل عياط حتى أوضتها رافضة تخرج منها أنا
بقيت أخاف أدخلها من كتر مابقت فاكرة أنى وصلت لهمس من كتر
سؤالهاعليها .........كل اللى على لسانها هاتلى همس أنا عاوزة أختى..........طب أعمل إيه ياجدى والله مبقتش عارف أعمل
إيه
استمع عبدالقادر إليه بحزن وقهر ........كل مايقوله سيف
يعلمه ويعيشه ولأول مرة يجد نفسه عاجز عن فعل شيء ..........
أن كانت ماتت فقدرها وهو راضى بقضاء الله وقدره ...........ولكنها
اختفت فجأةودعته ليلة أختفاءها
وطلبت منه طلبا جعل قلبه ينتفض خوفا عليها:جدووأنت
بتصلى ادعيلى .......
محتاجة دعوتك أنت وتيتة
نهرها بغضب:إيه يابنت يوسف هو أنت مش بتصلى ..........
كفاية أنى سيبك براحتك ومش عاوز اضغط عليكى تتحجبى عشان تلبيسه بارادتك زى مابتقولى بس صلاتك لا ياهمس
ابتسمت بحب :لا والله ياجدو أنا بصلى بس يعنى يجرى حاجة
لوتدعيلى أنت كمان ده أنت دعوتك مستجابة يادودى
قالتها وهى تقبل وجنته بشقاوة فصاح بها :إيه دودى دى يابت
أنتى هو أنا بتاع الدلع والمساخر دى
-مساخر إيه بس ياجدو ده أنا بدلعك .........أنا ماشية دلوقتى
ولورجعت هعدى
عليك قبل ماتنام
وكلمتها أرعبته فجذبها إليه:مالك ياهمس .......أنتى رايحة فين
شردت بين ذراعيه خائفة قلقة:حاسة أنى رايحة جحيم بس
لازم
أروح
ضمها إليه أكثر:جحيم إيه يابنتى بعد الشر عليكى ......خلاص
مش لازم محدش يقدر يجبرك على حاجة
ابتعدت عن صدره قائلة بحزم:أنا محدش يقدر يجبرنى على
حاجة وانت عارف
بس فعلا لازم أروح .........ادعيلى أنت بس
قبل جبينها ونظر لها قائلا:هدعيلك ياهمس وهترجعى بالسلامة
باذن الله طول ماأنتى راضية ربك هيرضى عليكى
وضعت كفها على شعرها :حتى وأنا مش مغطية شعرى
ابتسم لها :ربك رب قلوب ياهمس وحجابك أكيد هيجى اليوم
اللى هتلبسيه من نفسك محدش هيجبرك
المهم توكلى على الله وهو وكيلك ياحبيبتى
ولم تعود
ذهبت ولم تعود
وكأنها كانت تعلم أنها لن تعود إليهم
ورغم فشلهم في الوصول إليها ولكن قلبه يخبره أنها بخير
وستعودحتى أن كان
الواقع عكسه فثقته تكفيه
ارتفع رنين جرس الباب فقام سيف يفتح الباب ليجد عدى أمامه
يستندبذراعه على حافة الباب بإرهاق :ازيك ياسيف
-الحمدلله ياعدى اتفضل
أغلق سيف الباب قائلا:ها ياعدى فى أخبار
هز رأسه نافيا :ابدا ولا أى خبر بس أنا جيت عشان اعرفكم
اللى ناوى أعمله
قبل أن يتحدث ارتفع رنين الباب مرة أخرى ليجد والده وحسام
أمامه
حيا يوسف عدى وتجاهله حسام متجها لمجلس جده وهم خلفه
لايعنى لا أحنا مش عاوزين فضايح
صرخ عبدالقادر بعدى بعدما اقترح عليهم نشر صورة لهمس
بعدفشلهم فى الوصول إليها
يعنى إيه ياحاج فين الفضيحة فى اللى أنا قلته دى خطوة اتأخرت جداكان المفروض. ننزل صورتها في الجرايد وفى كل حتة
حتى الفيس بوك في صفحات للناس اللى بتختفى إيه الغلط في
كده
وافقه سيف قائلا:عدى عنده حق ياحاج كان المفروض نعمل
كده من الأول بس تعب أمى واللى حصل خلانى أنسى اعمل كده
تجاهلهم عبدالقادر موجها حديثه ليوسف:إيه يايوسف .........
ساكت
ليه ماترد على ابنك وخطيب بنتك
رفع يوسف عيناه إليه بحزن متفهما رفض والده ولكن لما لا
أن كان نشرصورتها يكون سببا في الوصول إليها :عدى
بيتكلم صح ...........مش معنى أن حضرتك خايف من عيلتنا اللى في الصعيد وعامل
حساب القيل والقال أنى اسيب أى طرف خيط يوصلنى لبنتى
ضرب عبدالقادر الأرض بعصاه غاضبا فى لحظة عاد لطبيعته
ولهجته:أبوك عمره ماكان خايف يادكتور ........الحاج
عبدالقادر الهوارى...........ميخافش ولو حد السكين على
رجبته يادكتور ولا أنت فاكر أن جعدتنا إهنا فى مصر طول السنين دى هينسينى عوايدنا بنتك
لو اتعرف انها اختفت ........هتكون فى نظر الكل هربانة منينا.........ولانسيت عمك عابد لما جه لحد إهنا وطلبها مرة واتنين
وعشرة لولده الباشمهندس .........ولما رفضنا جال كفاية أنى وافقت عليها
وأنا عارف أنها ماشية على كيفها وبتروح وتيچى من غير رادع.........فهمت يادكتور ولا لسالك عاوز تفهم أكتر
يعرف يوسف جيدا أن والده حين يغضب يتكلم باللهجة
الصعيدية ويعلم أنه ضغط على أعصابه كثيرا ليجعله يعود لأصله وعادات
وتقاليدالصعيد الصارمة
نظر لعدى قائلا بصرامة:شوف ياولدى صور تتنشر لهمس في
الجرايدمش هيحصل
قاطعه عدى بغيظ:ياحاج مينفعش مش معنى أنكم صعايدة وفى مشاكل بينكم وبين أخو حضرتك أنى اضيع فرصة زى دى أنى
الأقيها
زعق به حسام:هو أنت مش عاوز تفهم ليه قلنا مينفعش واحنا
أهلهاوادرى بيها
صرخ به عدى:أنا مش بكلمك ياحسام ........همس خطيبتى
وهتبقى مراتى يعنى ملكش في الليلة دى
والصراخ يزداد وحسام يقترب متحفزا لضربه:همس بنت عمى قبل ماتكون خطيبتك ........حتى لو سابتك برضه هتفضل بنت
عمى ودمناواحد أنت غريب فى وسطنا
قبض عدى على كفه بغضب:أنا غريب بالنسبة لك أنت لكن
همس خطيبتى غصب عنك ........ولا أنت فاكر أنى مش فاهم حركاتك دى لسه مش قادر تنسى أنها رفضتك زمان ووقفت بيا أنا
والصرخة من عبدالقادر للاثنين :ماهو لو احترام للكبير
اللى واقف مكنش حد فيكم رفع صوته فى وجوده
أشار إليه حسام بعصبية:يعنى يرضيك كلامه ياحاج عاوز
يوقعنا في بعض
ضرب عبدالقادر بعصاه غاضبا:حسام طلع نفسك من الحكاية
دى أحسنلك
والتف لعدى مكملا:وأنت ياعدى تنسى خالص موضوع
الصورةوالإعلان ده
مفهوم
والصمت كان رد كليهما عبدالقادر أصدر حكمه وانتهى الأمر
...............
فرحة سعادة كأن للدنيا طعم جديد مختلف عن الماضى همس
أصبحت صديقتها الوحيدة دائما معا همس رغم ألمها وماتمر به بها
لمحة طفولةشقية تركض بفرحة وكفها بكف مريم التى لم
تجرب يوما السعادةبجوار أحدهم كانت تنظر لها بغرابة
هي لم تجرب الجنون.........نعم الجنون ......والجنون بالحياة
لذة نشتهيها ولكنها للبعض كالفاكهة المحرمة نراها أمامنا
ونخشى تذوقها
جلستا سويا في إحدى المطاعم تتناولان الكشرى المصرى
وعينا مريم تكادا تشتعلا من حرارته وهمس تضحك :عاملة نفسك جامدة
أوى وأنتى شوية وهتولعى في المحل من الشطة
تجرعت مريم نصف زجاجة ماء مرة واحدة وعيناها تزيد
احمرار
حرام عليكى أنا أول مرة فى حياتى أكل كشرى حار كده ده لو
أكلته أصلا
-ازاى يعنى ده طعمه حلو أوى ده أنا مكنتش فاكرة اسمه غير
لما أنتى قلتيلى عليه
ابتسمت مريم بحزن :تعرفى أنا من زمان أوى مضحكتش
من قلبى كده ........
شردت للحظة ثم استطردت :أنا تقريبا مضحكتش من قلبى قبل
كده كنت بخاف أضحك عشان ماما متقولش عيب
-وإيه العيب في الضحكة ........العيب في الحزن
ابتسمت مريم بتعجب:أنا نفسى أفهم أنتى بتجيبى الفلسفة
الغريبة
بتاعتك دى منين
أكملت همس وهى تضع المزيد من الشطة في طبقها:دى مش
فلفسةدى حقيقة .........هو صحيح أنا معرفش الكلام بيجى
على دماغى ازاى .........بس يمكن يكون ده تأثير حياتى اللى أنا معرفش
عنهاحاجة
عيناها رغم الضحكة حزينة رغم المزاح والابتسامة خائفة
لاتكاد تغفو عيناها إلا وتستيقظ على كابوس يحرمها النوم
براحة قاتل يسعى خلفها والطريق ممتد لانهاية له وهى تصرخ ......تركض ولا أحديسمع ولا أحد يهتم إلا يد قوية تجذبها في الظلام بعيدا
عن قاتلها
وتصرخ مفزوعة لتجد مريم بجوارها تهدئ من روعها وتقرأ
عليها آيات من القرآن حتى تعود وتغفو مرة أخرى
..........
يلا بقى ياهمس عشان نروح
مدت شفتيها متذمرة :ماتخلينا شوية هنروح نتحبس في البيت
-معلش ياهمس أعمل إيه أنا زى زيك كده مجبرة
ربتت على كفها معتذرة:أنا آسفة مقصدش أزعلك
والله ......خلاص ياستى نروح وأمرنا لله
.............
والضحكة صافية والقلب يحيا شبابه
فتحت مريم الباب وصوت مزاحها مع همس يسمعه كل من هو
قريب
تفاجئت بعصام يقف أمامها بجوار دولت عيناه خبيثة قاتلة
لفرحتهم
حمدلله على السلامة يامريم هانم
نظرت لهمس التي أمسكت بكفها بتوتر ثم عادت ونظرت إليه
بابتسامةباردة
:الله يسلمك ياعصام .........حمدلله على سلامتك أنت
وتحرك من جوار دولت متجها نحو مريم مسلطا عيناه على
همس
مش تعرفينى على صحبتك
نظرت بجانب عيناها لهمس
ثم نظرت لدولت وهى تعلم أنها ابلغته بوجود همس وعصام

يقترب
وعيناه كعينا ذئب جائع
مريم تفهم نظرته جيدا .......لاتنسى أنه أفقدها كل صديقاتها
بسبب تحرشه بهم جعلهم يقطعون علاقتهم بها نهائيا
ولكنها لن تسمح له بالاقتراب من همس .......لن تفقدها هي
أيضا
وعصام يكاد أن يشكر دولت على طلبها له أن يأتى وفورا فاتنة تجسدت أمامه خصلات شعرها البندقية تنساب على كتفها برقة
عيناها لايعرف لونهم أهى بلون العسل الصافى أما زيتونية أم
مزيج منهما
وشفتيها الوردية متوترة تعض عليهما وتزيد من الضغط على
ذراع مريم بخوف من نظرته
وهو مازال يتفحص جسدها ينهشه بعيناه بقسوة وتوحش
عن إذنكم داخلين نستريح
قالتها مريم وهى تجذب كف همس متجهين لغرفتهم وهو
يراقبها يتفحصها من شعرها لأخمص قدمها
ناداته دولت وهو شارد مع همس فصاحت به أكثر :عصام
في إيه هتعمل إيه مع البت دى
التف إليها ونظرة ماكرة على ثغره :مينفعش نتطردها ياماما
دى ضيفة برضه مش أصول ........عن اذنك أنا داخل استريح
قالها مغادرا ودولت لاتعى ماقاله كيف تحول في لحظة
من رافض لوجودها لمرحب وبشدة ولكنها لن تتركها
.......لن تتركها تحيا
بينهم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي