الفصل الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية بعتذر إن الفصل ده هيكون صغير للأسف، في بنات متلخبطة في الشخصيات، لأن الشخصيات كتير، هقول واوضح ان دي رواية دمج يعني روايتين في رواية واحدة، اللي هي (أسيرة العادات والتقاليد الجزء الثاني، والرواية الجديدة بشخصياتها اللي هي حنايا القلوب)
دي أول نقطة
تاني حاجة الشخصيات انا قولت هتوضح قدام لكن انتو مستعجلين، لو ركزتوا في الفصول هتلاقوا ان الشخصيات المهمة ذكرتها في مكانها، اللي هما
(محمد،ورؤى. أخين هتشوفوا عانوا ازاي)
(سليم، هنا، ... رائف، ورنا، مصطفى والدهم وده دوره في الماضي والحاضر هيكون كبير، والدتهم فاطمة وهي كمان هتعرفوا دورها كويس لما الماضي يوضح في الفصول القادمة إن شاء الله)
(جنى، وهند ،ونادر) هتعرفوا دورهم الفصل ده واللي جاي
(الحاج صادق، وزوجته، وابنه. حسن،وزوجته منار، وبنتهم حنين، وركزوا على الاسم اويييييييييي)
(ابن عمه حامد، وزوجته)
كدة دي كل الشخصيات اللي ظهرت ومع الأحداث كل واحد دوره هيبان
الأبطال الأساسية (محمد، ورؤى،... سليم، وهنا ...)
ودلوقتي اتمنى لكم قراءة ممتعة

الفصل الرابع

هذا المنزل الذي زرناه سابقا، نرى الجميع يلتف على مائدة الطعام، الرجا بمفردهم، والنساء بمفردهن، لتخرج الصغيرة حنين من الداخل وتجلس بجوار جدها، تنهها والدتها، لكن هي الوحيدة المسموح لها بمخالفة القواعد، فهذه الصغيرة تربط على قلوب الجميع،
حنين: شوفت يا جدي امي بتزعق لي عشان انت وابوي بتحبوني اكتر منها
والدتها بشهقة: كدة يا حنين، طيب مش هعملك اي حاجة بعد كدة
حسن: سيبيها يا منار، خليها تدلع براحتها
منار: كتر الدلع أوقات بيبوظ صاحبه
حسن بانفعال شديد: منار قفلي على الكلام ده، ومش عاوز اسمع ولا كلمة زيادة، حنين جدها هو المسؤول عنها يعمل اللي هو عاوزه، خلص الكلام
يصمت الجميع والحزن يسيطر على ملامح الجميع، حزن يملأه الوجع، والألم ينهش داخلهم
***************************************
كانت تجلس تشاهد التلفاز على إحدى المسلسلات العربية القديمة كعادة جميع كبار السن، عندما خرجت ابنتها من غرفتها وهي مرتدية ثيابها مستعدة للخروج، تصدم من مظهرها الذي ينم عن كونها تريد إنهاء خطبتها بيديها،
سناء: ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده يا جميلة!
جميلة: عاملة ايه يا ماما!
ما انا حلوة اهو، وبعدين قولي لي ايه رأيك في فستاني
سناء تنهرها وهي تحذرها : فستان ايه يا زفتة انتي، انتي مفكرة نفسك رايحة فين بلبسك ده، والهباب اللي على وشك، لا خطيبك هيرضى تطلعي كدة، ولا اخوكي هيرضى تطلعي كدة، اعقلي كدة ولمي الدور ده، خطيبك ابن حلال ومحترم، لو مش محترم مش هيخاف عليكي ان حد يشوفك بمظهر مش حلو، ولا يفصص فيكي وانتي ماشية
جميلة: بس انا مخنوقة كدة ،انا عاوزة اطلع براحتي، واروح واجي، والبس براحتي، مش على طول انتي كدة مينفعش، لبسك ديق، مش عارف ايه، كل حاجة يعلق عليها
تصمت والدتها فهي تعلم أن الحديث معها في الوقت الراهن لن يجدي نفعا، فهي أصبحت على شفا حفرة من النار، تريده ولاتتحمل تحكماته التي تريدها معززة، لكنها لا تفهم هذا، لم تعد تستطيع إثناءها عن العدول عن تفكيرها الخاطئ، تأمل أن يهديها الله جل وعلى
سناء: بتنهيدة كبيرة، ربنا يهديكي يا بنتي
تنظر لوالدتها بنزق من تزمرها المستمر من طريقتها في التعامل معها، لم تمر سوى دقائق معدودة إلا ودقّ الجرس معلنا عن قدوم شخص ما، ذهبت والدتها حتى تقوم بفتح باب المنزل لضيفهم المنتظر،
محمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سناء :بابتسامة قلقة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا يا محمد يا حبيبي اتفضل ادخل
محمد: بابتسامة بشوشة، شكرا يا خالة، بس هو شريف موجود الأول، مش ينفع ادخل كدة لو هو مش هنا
سناء: لا يا حبيبي هو جوا بيلبس هدومه،
تؤشر له بيدها وهي تكمل، اتفضل يا حبيبي ادخل جميلة جاهزة ومستنياك من بدري
يتجهون نحو المكان المخصص لجلوس الضيوف، غرفة صغيرة بها بعض المجالس تسمى (كنبة)، لكن صدمة ألجمته عندما رءاها تجلس بزي ضيق للغاية عند منطقة الصدر، والخصر، وتضع على وجهها مساحيق التجميل بكثرة، بالإضافة لطرحتها التي بالكاد تغطي منتصف شعرها، ومن الأمام شعرها ظاهر حتى منتصف رأسها، ينظر لوالدتها بصدمة جلية على وجهه من هول مظهرها، كان على وشك الحديث عندما تراءى له صديقه قادم تجاهه ليغض بصره، ويلتزم الصمت، يرحب به صديقه وهم يتصافحون، ينظر تجاه أخته حتى يرى ما إذا استعدت للخروج، صدمة ألجمته عندما رآها على مظهرها هذا، ليدرك سبب تغير ملامح وجه صديقه،
يبادر بالحديث
شريف: انتي لسة مجهزتيش يا جميلة، ولا تأجلي الخروج النهاردة
تنظر والدتها بنبرة زائغة لا تدرى ما ستؤول إليه الأمور لكنها تلتزم الصمت حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه
جميلة: بنبرة ثقة مهزوزة، أنا جاهزة اهو يا أبيه
شريف بنبرة قد بدى عليها الانفعال : أعتقد انك مش خارجة مع اكياس جوافة عشان تخرجي بمنظرك ده، ولا انتي ايه رأيك يا ماما
سناء. :بنبرة منهزمة، صح يا ابني، ثم توجه حديثها لابنتها: قومي يا جميلة غيري عشان تخرجوا يلا
جميلة: بس يا ماما ...
سناء. :قولت قومي يا جميلة اجهزي عشان تخرجي مع خطيبك
******************************************

تجلس على منضدة صغيرة بمقعدين صغيرين تفترش عليها أدواتها، تقوم بترتيبها، وتنظيمها، حتى تتمكن من تنظيم دراستها بطريقة مرتبة كما علمها أخيها سابقا، انتهت من أداء فروضها وجلست في انتظار أخيها حتى أوان عودته من الخارج، لكن توارد إلى ذهنها الأحداث الماضية التي جعلتها تشعر بالخوف من الجميع، ودائما في عزلة عن الجميع، لم تعد تثق بأحدٍ مطلقا سوى أخيها، جميع الأحداث التي عايشتها منذ وفاة والديها، لكن ما حدث اليوم معها بأول يوم لها بالجامعة جعلها تتذكر ما حدث بالعام الماضي، ما رأته عيناها لا يمكن نسيانه ما حيِيَت،
كانت تسير في طريق عودتها للمنزل هي ورفيقتها التي تسكن معها بنفس المنطقة السكنية التي تقطن بها، لكن قبل اقترابهم من دخول الطريق المؤدى للمنزل لاحظت توتر صديقتها واتجاه عينيها إل مكان آخر، لتنظر لها تحثها على تكملة السير، لكنها تلاحظ من بعيد قدوم شابان أحدهم رفيقهم بالمدرسة، والآخر يكبرهم عاما، تنظر لصديقتها نظرة مميتة، صدمت من ما حدث، كانت تعلم ن صديقتها تصادق الشاب زميلهم، لكنها لم تتوقع أن يقابلها هكذا
رؤى: ايه ده يا هند، انتي اتجننتي تخليه يجيلك لحد هنا، لو حد شافك، أو باباكي شافك هتعملي ايه وقتها!
هند : خلاص يا رؤى محصلش حاجة وبعدين احنا هنقعد مع بعض شوية ونروح، وبعدين أصلا المقابلة دي عشانك انتي، نادر اللي خلي سامح يطلب يقابلني
رؤى بصدمة جلية على وجهها وكن عينيها على وشك الخروج من محجريها : عشاني...
انتي بتخرفي بتقولي ايه، ومين قال لك إني ممكن اقبل إني اهين نفسي، واهين أخويا، وقلل من قيمتي واوصل للمرحلة دي، ده لا يمكن يحصل أبدا، لا يمكن اهين اخويا واذله أو اكسر عينه قدام الناس، هو مربنيش وتعب عشاني واجي انا عشان اذله واكسر عينه، بصي يا هند ده غلط يلا بينا نمشي من هنا
هند : ايه الغلط هنا انا مش عارفة، يا بنتي احنا هنقعد معاهم شوية ونمشي
رؤى : الظاهر انك مصرة ومصممة على الغلط، خليكي براحتك بس انا همشي
تتركها وتغادر وداخلها ينبض بشدة من الخوف، كانت تسير كمن يركض ويهرول للسعي، وعندما وصلت إلى المنزل انهارت باكية لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله، وعند قدوم أخيها ورؤيتها على هذه الحال انتابه القلق الشديد ليبادر بسؤالها عما حدث، وما سبب بكائها،
تنظر لوجهه قليلا ثم تبدأ تقص عليه ما حدث كاملا، كان فرحا بصغيرته التي تأكد نه نجح بتربيتها تربية صحيحة، لكنه لازال قلقلا عليها ويجب عليه معالجة هذا المر بطريقة صحيحة،
يبدأ الحديث معها بهدوء شديد وحنية صادقة: شوفي يا رؤى انتي اتصرفتي صح انك سيبتيها ومشيتي لن اللي هي بتعمله ده مش بس غلط ده حرام
تنظر إليه بعيون قد ملأها الدمع: حرام ازي يا أبيه، مش هما زي اللي في التليفزيون، هما كمان بيخرجوا مع بعض؟
ينظر إليها بنظرة متفهمة يعلم جيدا أن التلفاز يعرض لهم المشكلة مع حلها لكنهم لا ينظرون سوى لنصف الكوب الفارغ; ألا وهو فرحتهم بمعسول الكلمات،
محمد: شوفي يا رؤى الحب مش عيب ولاحرام، لكن الحب الحلال، الحب اللي ميغضبش ربنا
رؤى : مش فاهمة يا أبيه، حضرتك بتقول حرام، يبقي ازاي الحب الحلال!
محمد: واضح ان فهمك كله غلط، خلينا نفهم واحدة واحدة، شوفي يا ستي الحرام إني اقابل واحد، واقعد معاه، واخليه يكلمني، ويتعامل معايا، ويقول كلام كتير زي اللي بتشوفوه في الأفلام بدون رابط شرعي، ده حرام،
الحب الحلال، اللي بين الزوجين، الأخوة، الأب والأبناء، الأم، لكن اللي صحبتك بتعمله ده مش حب أبدا، دي مراهقة،
بدليل انه عمره ما يفكر يتجوزها في يوم من الأيام، لنه بتسلي مش أكثر، لكن لو هو بيحبها بجد هيحميها، ويحافظ عليها، ويخليها عزيزة، وكريمة، وغالية، ومقامها عالي عشان يطلبها في الحلال، وكدة يكون حافظ عليها لنفسه، لكن انتي ايه رأيك هل كدة بيحبها؟
رؤى: يستحيل يا أبيه كدة هو بيأذيها وهي بتأذي نفسها كمان
محمد : صح يا رؤى، هي كدة بتهين نفسها وبتهين أهلها قبلها، ربنا يهديها، المهم انا عاوزك ملكيش دعوة بيها تعمل اللي هي عوزاه انصحيها مرة، واثنين، وعشرة، لكن متمشيش معاها اللي عملته النهاردة ممكن تعمله تاني، واحنا بنخاف نغضب ربنا، ولا ايه رأيك
تومئ برسها بهزة بسيطة بمعنى نعم : صح يا أبيه، أوعدك

انتهى الفصل وياريت اعرف رأيكم

❤️❤️❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي