الفصل الثالث

(الفصل الثالث)


مروان أخد سلمى وملك على البيت وطول الطريق وملك مش مبطله رغى مع سلمى، وكأنها حصلت على كنز، طفلة بريئة كل همها أنها تلاقي حد جديد يهتم بيها، وفرحتنا وسعادتها بسلمي كانت فوق الوصف، احساس جديد وكأنه إنجاز ليها بأن مُدرستها في الحضانه هتبقى معاها كمان في البيت كمان، وسلمي كانت طايرة بيها لأنها بحد حبيتها، وأما عرفت ظروفها اتعاطفت معاها وجبتها أكتر وأكتر، وكأنها بنتها فعلا مش مجرد شغل وبس...
وصلو ومروان فتح ودخل وهما كمان، وقف بعد خطوتين وخرج نسخه من مفاتيح الشقه ومد أيده بيها لسلمى واتكلم بجديه وحزم
مروان: بصى طبعا أنت هنا هاتكونى كل حاجه ل لملك لأن أنا وباباها مش بنكون في البيت لفترات طويله ودا بسبب شغلنا، وياريت بجد تطلعى قد المسؤليه ال حطيتى نفسك فيها
سلمى هزت رأسها، هي فعلا سعيدة بالشغل دا مش بس علشان المرتب الخيالي اللي ماكنتش تحلم بيه، لكن فعلا علشان ملك، اخدت نفس واتكلمت بتفهم وجديه: حضرتك أنا مُدرسه أولا وثانيا أنت شوفت معاملتى مع ملك ولقائنا كان عامل ازاى، ودا الى حد ما كويس ويخليك ترتاح ولو شويه، أنا طبعا عارفه انه صعب الثقه تتاخد بسرعه لكن على الاقل تكون مرتاح شويه
مروان بإبتسامه، وهو في نفسه فعلا مرتاح، ملك مش من السهل تتقبل حد يدخل حياتها فجأة كدا، ودا فعلا طمنه كتير: تمام، ودلوقتى الساعة أربعه وأنا عاندى محاضره الساعة خمسة وهاكون هنا تسعه إن شاء الله واما اجى هانتفق على باقى التفاصيل، وياريت مافيش خروج غير بعلمى
سلمى ابتسمت وهزت رأسها من حديد بتفهم وقالت: اتفضل يا فندم وكل حاجه هاتكون زى ماحضرتك عاوز بالضبط
مروان دخل أوضته غير هدومه وخرج على الجامعة وهو متطمن...
وسلمى بدأت تستكشف الشقه الأول هى وملك وبعدها لاتنين خرجو يقعدو قدام الTv وبعد وقت ملك اتكلمت بتلقائية: مس سلمى أنا جعانه
سلمى بصتلها بحب وتفهم لأن موضوع الأكل دا مش تخصصها لكنها قامت ومسكت ايدها وقالتلها ياله بينا نحضر أكل
سلمى تايهه فعلا ومش عارفه اي حاجه في اي حاجه بصت لملك تستنجد بيها وهي بتقول: دورى معايا على المكرونه
ملك برقت وهى بتزم شفايفها، برفض تام لفكرة المكرونه، وسألت سلمي بترقب: ليه يا مس سلمى؟
سلمى ابتسمت لها بحب على أساس أن معظم الأطفال بيحبو الأكلة دي وخصوصا الأسبجتي: أولا بلاش مس دى قولى سلمى علطول، ثانيا المكرونه علشان ناكلها اكله سهله وسريعه
ملك بضيق ظهر على ملامحها بصت بعيد وهي بتقول بحزن: بس أنا مش بحب المكرونه زى بابا
سلمى بصتلها بإحباط لان دي أسهل وأسرع أكلة حرفيا: طيب تحبى أعملك ايه
ملك بإبتسامه وفرحه: برجر
سلمى بتحك في راسها وبتقول وهي بتضحك: طيب أنا بقا مش بحبه
ملك بملل حست أنهم مش هيتفقوا فإقترحت: يبقى ناكل حاجه تانيه
سلمى غمزت لها وخطرت في بالها فكرة واتمنت أنها تجيب نتيجه إيجابية معاها وبكدا هتكون فعلا عملت شيء جميل لملك: طيب بقولك ايه احنا نعمل مكرونه وبرجر
ملك سفقت بإيدها وهى بتضحك بمرح وحب حقيقي أنها هتحصل على الأكلة المفضلة ليها، فقالت بحماس طفولي مرح: صح كدا وكل واحد ياكل الى بيحبه
سلمى ابتسمت وهزت راسها بالنفى لأنها كانت متوقعة ردة فعل ملك الطفولية دي ووضحت: لأ احنا هانبدل بما انى مابحبش البرجر يبقى هاكله يمكن يعجبنى
ملك كشرت وقالت وهى بتهز راسها بالنفى، وليدها قدامها على صدرها: لا أنا مستحيل أكل مكرونه أبداا أبدااا
سلمى بزعل مصطنع ردت بحزن: خلاص براحتك بقا
ملك قربت منها وعيونها في الأرض وهى بتسألها: هو أنت زعلتى منى؟
سلمى بصت بعيد عنها هزت رأسها: بأه
وملك ابتسمت بمرح خفيف وقالت: خلاص أنا هاكل المكرونه وأمرى لله
سلمى ابتسمت وحست بأنها عملت إنتصار عظيم وبعدها بدءو لاتنين يحضرو الأكل مع بعض وهما في كامل سعادتهم وفرحتهم...
*******************
ساره ومعتصم وريهام قاعدين جنب بعض في المدرج، والحقيقة ساره اتعمدت أنها تيجي بدري قبل مروان، ريهام ومعتصم فاهمين دماغها وكيس لكن مش مبينين دا، وعارفين ايمته الوقت المناسب اللي ممكن يتدخلون فيه، سارة بصت في ساعتها وبتافف اتكلمت بتريقه مقصوده: حضرته إتأخر عن معاد المحاضره ربع ساعه مين بقا هيحاسبه على التأخير دا، ولا هو شاكر بس يمنعنا على مزاجه لمجرد خمس دقايق ؟...
معتصم عارف هى قصدها ايه؟ وبعد مواجه امبارح وهما بيهربو من نظرات بعض، لذلك التزم الصمت لغاية ما يجي الوقت المناسب اللي هيقفلها فيه.
ريهام هى ال إتدخلت لأنها حست لمعتصمي قد ايه بيجاهد في ضبط اعصابه، وقالت بضحك: يابنتى دا هو الدكتور وبعدين بلاش العداء دا بينك وبينه دا احنا لسه في أول السنه
ساره حست بنظرات معتصم الغير راضيه على كل تصرفاتها وحاولت ترد وتبرر: مش بخلق عداوه لكن هو امبارح ماقدرش سبب تأخيرنا فاليه احنا نقدر سبب تآخيره ؟!
قبل ريهام ماترد كان مروان داخل وهو في كامل شياكته وأناقته بص للكل وعيونه جات تلقائي في عيون ساره...
خلع نظارته وهو بيشاور عليها تقف ووقفت فعلا ومن غير كلام شاورلها على الباب ! مع ابتسامه سمحة منه..
ساره بصتلة بتحدي ماتعرفش ليه أو في الحقيقة هي عارفه ونفسها تهرب من كل اللي جواها دا ، وقررت انها مستمرة في عنادها وبرودها معاه، ماخرجتش وفاجأته بردها وبرودهاه وبثقه قالت: حضرتك أنا ماعملتش حاجه علشان آخرج، وكمان موجودة من قبل معاد المحاضرة بنص ساعة
مروان حس انها بتقول ايه بطريقة غير مباشرة أن هو اللي جاي متأخر فرد عليها بنفس برودها وحاول يغمرها بقرار امبارح: بس أنا قلت إمبارح أن محدش بيدخل بعدى وقلتلك كمان إنك ماتحضرليش محاضره لآخر السنه
ساره ابتسمت ووضحت: حضرتك قلت إمبارح إن محدش بيدخل بعدك لكن النهارده حضرتك ال متأخر بصيت في ساعتها وكملت ثلث ساعه تأخير ؟! وأنا جيت زى باقى زمايلى في ميعادى
مروان اتنرفز من طريقتها وتحديها معاه في الكلام، ولأول مرة يعجز عن الرد على اي حد ؟ حس بزهق وإن ممكن الموضوع يتطور اكتر من كدا، وفي النهايه هي مجرد طالبة عنده، حب ينهي الجدل دا فشاورلها تقعد بس هو عارف كويس هاينتقم منها ازاى وأكيد أكتر وأكبر طريقه بتكون عن طريق القلب !
خلصت المحاضره ومروان بيخطف نظرات ل ساره وساره نفسها بتبص عليه من حين لآخر ونفسها لو كل دا محصلش أكيد كانت معاملتهم هاتكون غير كدا..
قبل ساره ماتخرج كان مروان موقفها وفعلا صدمها بجملته لأنها ماتوقعتهاش أبدا وبالذات بعد الواقف الكتير اللي حصلت مابينهم..
مروان: تقدرى تروحى المستشفى النهارده مع زمايلك
معتصم وريهام بصو لبعض وساره ماتكلمتش يادوب هزت راسها بالموافقه وخرجت من المدرج، بس في الحقيقة هي كانت أسعد واحده في العالم كله
ريهام بصدمه وعدم تصديق: والله مش مصدقه انه قالك تيجى التدريب معانا
معتصم الوحيد اللي مش متطمن وخصوصا هو عارف مروان جودا كويس جدا ومستحيل يسيب بنت تعمل فيه كدا وقال دا بصراحه لي ريهام وسارة: أنا مش مرتاح والا متطمن
ساره دورت وشها ويادوب هاترد على أخوها لقت مروان عينه عليها وأول مابصتله ابتسملها
عقلها وقف مره واحده وماكنتش عارفه تفكر ازاى؟ وأيه هو الصح وأيه هو الغلط ماهو مش من يوم وليله كدا هايتغير فحين انه طاردها من أول محاضره بسبب تأخيرها
نفت انه يكون بيدبرلها حاجه لأنه دكتور جامعه ، لكن دا مايمنعش انها بردو قلقانه من التحول المفاجيء دا ..
ريهام خبطت كتفها وغمزتلها وهي بتقول بإبتسامة: هى الصناره غمزت والا أيه؟
معتصم بضيق نقل نظراته بين لاتنين وقال: هى لسه هاتغمز دى خلاص هاطلع السمكه أهى..
ساره باصت لأخوها بإستغراب من مهاجمته عليها وريهام بصتلهم بعدم فهم واتكلمت: هو فيه حاجه أنا ماعرفهاش والا ايه؟!
معتصم ابتسم بسخرية وهو بيقول ل ريهام: في واحده غبيه عاوزه تدمر نفسها بإيدها
ساره دموعها لمعت وريهام واقفه بينهم تايه هما أه صحاب لكن ساره دايما منطويه مش زى ريهام في التعامل يعنى مش كل أسرارها تحكيها في حاجات أستوب عندها ، كرامتها دايما مرفوعه وبتعتبر إنها طول ماسرها معاها مستحيل حد يكسرها لكن حبها ل ريهام دا شىء أساسى ومفروغ منه ...
ريهام حست إنها بتطفل عليهم في وقفتهم دى فاستأذنت وماشيه لكن معتصم وقفها وهو بيسأل بجدية: أنت رايحه فين مش المفروض اننا هانروح المستشفى سوا؟!
ريهام بخنقه وزهق ردت عليه: لا معلش روحو انتو وأنا ماتشغلوش بالكو بيا.
معتصم وساره كان دورهم في الاستغراب والدهشه من معامله ريهام ال اتقلبت في لحظه
ومعتصم ال بدأ: في ايه ؟ ولو سمحتى توضحى علطول لأننا مش لسه هانعرف بعض!!
ريهام أخدت نفس وبصت لساره واتكلمت: المشكله في ساره مش فيا يا معتصم ساره بقالنا سنين مع بعض ولليوم حابسه نفسها مع نفسها يمكن هى مش بتثق في حد بسرعه لكن إحنا بقالنا سنين مش سنه والا اتنين، ومع ذلك بتخبى عليا أنا !! يمكن لو أعرف انها بتعرف حد تانى أو ليها أصدقاء كنت قلت انها بتحكيله أو اى حاجه من الحاجات دى، لكن متأكده انها عايشه وحيده ومع ذلك عايشه مع نفسها وبس
ساره اخيرا اتكلمت وهي فعلا بتعني كل كلمة : على فكره أنا مش فاهمه حاجه وأيه حصل لكل دا؟
ريهام ابتسمت بحزن، ونفت برأسها وهي بتقول بتأكيد: مشكلتك انك فاكره انك بتعرفى تدارى علينا، لكن للأسف مابتعرفيش وزى مامعتصم عارف أنا كمان عارفه، لكن كنت أحب اسمع منك انتى...
ساره قعدت على مقعد وبدأت دموعها تنزل،مش عارفه تعمل ايه، هي عارفه كويس قوى مدى الطريق اللي هي ماشيه فيه، متوقعه الوجع اللي هتعيشة، وعارفه أنها غلط، وبتنهي كل حاجه حلوة جواها، لكن دا قلبها، هي ملهاش سلطه عليه، واتمنت فعلا يكون لها سلطه كان زمنها منعت حاجات كتير آوى ، أخدت نفس وبعدين اتكلمت بوجع: أنت بتلومينى ومعتصم بيلومنى!! بتلومونى ليه أنا ماعرفش ،
بتلومونى على شخص حبيته من أول لحظه واللحظه ال بعدها عرفت عنه كل حاجه، بصت لمعتصم ،أيوه عارفه كل حاجه عنه، أنا مش ساذجه والا هبله يا معتصم، لأ أنا عارفه انه بيشرب وعارفه انه بتاع بنات وعارفه أنه بيعمل كل حاجه وحشه، بس بحبه برضو بحبه برغم كل ال عرفته لسه بحبه وأنا عارفه ومتأكده انه مش هايحبنى لأنه مش بتاع حب، وعارفه أنه بيعرف بدال الواحده اتنين وعشره في نفس الوقت !! لكن قول لي أعمل ايه؟
وأنت بصت ل ريهام: كنتى عوزانى أجى أقولك بحب دكتور مروان وأنا ال دايما بنصح معتصم انه مايكملش مع نغم لأنها واحده مش كويسه بتلومونى على انى ماقدرتش أواجهكم طيب أواجهكم اذاى ٥وانا أصلا مش عارفه اواجه نفسى؟ ماتلومنيش لأنى أنا بلوم نفسى طول الوقت...
صمت، فقط صمت، محدش فيهم قدر ينطق بكلمة، هما عارفين سارة كويس وواثقين فيها كويس جدا برضو، لكن هيعملوا ايه مش عارفين، ريهام اللي قدرت تكسر الصمت دا، قعدت جنبها ودموعها هى كمان نزلت لأنها ماتوقعتش أبدا أن ساره تكون تايهه وموجوعه كداا ؟
ساره ماتستسلميش لقلبك وتخليه يضعفك بالطريقه دى مروان الكل عارفه من الحكاوى ال بنسمعها كل يوم، خليك أقوى منه واشغلى نفسك وانجحي لسه قدامنا كتير أوى هنا
ساره بدموع: ريهام افهمى أنا بحب دكتور مروان
في اللحظه دى مروان وقف مصدوم هو ال سمعه دا حقيقه ولا تهيؤات هى فعلا بتعترف بحبه والا دا مجرد كلام، بس لو كلام مستحيل يطلع بالطريقه دى
نزل نظارته على عيونه وكمل طريقه والجمله الاخيره والوحيده ال سمعها بتتردد في عقله طول الوقت!! وايقن أن فيه حاجات كتير هتتغير فيه الفترة الجاية..
بعد اعتراف سارة الكل سكت من جديد بس المرة دي السكوت طال لأنهم فعلا مش عارفين يقولوا ايه وكل واحد فيهم بيفكر بطريقة مختلفه عن التاني...
ساره وريهام ومعتصم مشيو على المستشفى يشوفو النظام ايه وتدريبهم هايكون ازاى وهما في حاله صمت تام...
يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي