الفصل الثالث

رواية ما خطب هذا القلب
الفصل الثالت
نظروا جميعا لبعضهم البعض والصدمة تعتلي وجهوهم ليبدأ "خالد" الحديث ويتحدث بنبرة عدم استيعاب قائلا:
-أتفقتوا علي اي بس معليش
رد أدهم مجاوبا علي سؤال خالد والد سارة قائلا:
-الفرح
ونظر أدهم لسارة واشتد بقبضته علي ايد سارة وهو يكمل حديثه موجها كلماته إلي سارة:
-مش انتي موافقة يا سارة صح
سرعان ما توجهت أنظارهم جميعا إلي سارة منتظرين ردها لتنظر سارة لوالدها والدتها ثم إلي أدهم التي نظراته تقتلها وكأنها نظرات تهديد لتستجمع شجاعتها وتشد يدها من ايد أدهم وتتقدم بخطواتها نحو والدها "خالد" وتقف بجواره لتتحدث بشجاعة وعيونها موجها لإدهم:
-محصلش
كانت كلمة من الصعب توقعها القليل من الأشخاص من يمتلكون هذه الشجاعة عدم الخوف لن تقتلها نظراته ولا قبضته لأنها بجوار والدها الجميع كانوا يقفوا ولا يفهمون ما يحدث خاصة أدهم الذي ملامحه تبدلت للصدمة ظنأ منه انها لن تستطيع تحديه ولا ان تحرج نفسها ولكنها خالفت جميع التوقعات ليبدء سليم بالتحدث بنبرة جدية قائلا:
-ثواني بس معليش نفهم هو اي اللي بيحصل
كانت ستبادر سارة بالتحدث وتحكي كل ما حدث بالداخل ولكن سابقها أدهم وكأنه كان يعرف نيتها ليتحدث بنبرة يبان عليها الصدق قائلا:
-أنا أسف بجد كل اللي حصل اني بس استعجلت وقلت خير البر عاجلا
نظر له "خالد" محاولا تصديق كلماته ليتحدث بنبرة هدوء قائلا:
-بس لسه سارة حتي موافقتش ولا خدت رأيها حتي بدليل انها بتقول انها مش موافقة
تحدث أدهم مجاوبا علي حديث خالد قائلا:
- بعتذر يا عمي مرة تانية
أكمل حديثه قائلا:
-هستأذن انا دلوقتي وانت يا بابا أبقي تعالي انت وماما براحتكوا
ألقي بهذه الكلمات والجميع ينظر له بإستغراب ولا يفهمون شيئا ولم يحاول أحدا منعه فقد شعروا جميعهم انه يحب ان يذهب الان ليتوجه أدهم ناحية الباب وكان سيهم ليمسك المقبض ولكن توقف لبعض الحظات وهو مازال واقف أمام الباب وظهره موجها لهم ليتحدث قائلا:
-أنا شديت سارة من ايديها وقلتلها جوه واحنا في الأوضة نخلص بقا لإني عايزها بسرعة عايزها حلالي ومراتي سارة انا بحبها ومن زمان انا بحلم بيها تكون مراتي وحياتي وكل حاجه أتمني انكي تفكري يا سارة في كلامي
كانت كلمات بسيطة ولكن ليست بسيطة لعاشق صاحبها فقد رق قلب سارة الواقفة وهي تنظر لإثر أدهم بعدما ذهب وكأن كلماته أنارت شيئا بداخلها ليقطع تفكيرها كلمات سيلم لها:
-انا اسف علي اللي عمله أدهم لو ضايقك يا سارة في كلامه وال حاجه
اكتفت سارة بإبتسامة ردا له
ليتحدث سليم قائلا:
-نستأذن احنا بقا
سرعان ما تحدث خالد وعلي نبرته علامات الحزن:
-طب والهي ما هيحصل اي يا سليم لازم تقعدوا لحد ما تتعشوا
كان سيرفض سليم ولكن لم يبقي خالد له فرصة فقد وضع يده علي ظهره ليتقدموا معا نحو الصالون ليتحدث خالد قائلا:
-تعال بس في الصالون عقبال ما يحطوا الأكل علي السفرة
ذهبت سامية سريعا للمطبخ للتتبعها ليلي لتساعدها لتنتهز دينا هذه الفرصة وتشد يد سارة وتذهب في اتجاه غرفتها وتدخل وتقفل الباب خلفهم كل هذا تحت اندهاش سارة بما تفعله دينا لتنظر لها دينا متسأله وتتحدث قائله:
-هو في اي اللي حصل جوه فهمني
ردت عليها سارة محاولة لتجاهل الرد علي سؤال دينا قائلة:
-محصلش حاجه يا دينا تعالي بس هساعدهم في المطبخ
لتمسك سارة بالمقبض ولكن تضع دينا يدها علي يد سارة وتنظر لها وعلي ملامحها الحب والخوف لتتحدث قائلة:
-ضايقك بحاجه جوه
شعرت سارة انها تريد ان تشكو ما بداخلها لصديقتها لترتمي في أحضان دينا لتندهش دينا من مما حدث لتأخذ سارة ويجلسوا علي الأريكة لتبدأ سارة في سىرد كل ما حدث وما قاله أدهم لها ومسكته لها لتنهي حديثها بتنهيدة طويلة لتنظر لها دينا بحزن وتمسك يدها وتتحدث بحب قائلة:
-انا عارفه ان اخويا يمكن يكون مش عارف ان في حاجات كتيرة حرام ومش عارفه ليه ضدك بالطريقة دي وقال انه عايزه يجوزك بسرعة بس برغم كل ده انا عارفه كويس ان اخويا عمره ما هيأذكي وعارفه ان هيكون سندك وانا متاكده من كده عايزكي بس تديله فرصة وأكيد المرة الجاية هتبقا العزومة عندنا ساعتها هتبقا اخر فرصة لكي هتقعدي معاه وتقوليه علي اللي مضايقك
أنهت كلماتها لتلاحظ دمعة خفية نزلت من عيون سارة لتندفع يدها سريعا لتزيحها عن وجهها للتتحدث بإبتسامة قائلة:
-ممكن اعرف الجميل نزل الدمعة دي ليه
ضحكت سارة لتندفع وتحضتن دينا بسعادة لتخرج بعض الكلمات من شفتيها قائلة:
-ربنا مدنيش اخت بس عوضني بيكي يا قلبي
تحدثت دينا بحب:
-ربنا يارب يحفظنا لبعض ويحمينا لبعض
لتكمل دينا حديثها قائلة:
-بس تعرفي يا سارة انا اعجبت بيكي اول لما رفضي كلام اخويا ومخفتيش منه وقولتي انكي مش عايزه
أبتسمت سارة وكأنها شعرت انها فعلت انجاز لترد علي دينه قائلة:
-بنات كتيرة ادمرت عشان معرفتش تقول لا برغم ان جتلهم فرص كتيرة بس بسبب الخوف ضحوا بالفرص دي وانا عمري ابدا ما هبقا زيهم
أبتسمت دينه علي شجاعة صديقتها وقوتها لتتحدث بنبرة مزاح قائلة:
-يلا لحسن أمي وأمك يأكلونا
نهضت سارة مع دينا ليذهبوا ويجلسوا معهم ويتناولوا الطعام ليمر الوقت عليهم وها هم يقفوا عند الباب لتقوم عائلة خالد بتوديع عائلة سليم ليقفل خالد الباب ويلتفت لسارة وقبل ان تتحدث سامية رفع اصبعه في وجهها وتحدث هو قائلا:
-سارة تعالي معايا
ذهبت سارة خلف والدها ليدخلوا الغرفة ويجلسوا علي الأريكة ليبادر خالد بالتحدث قائلا:
-هو اي اللي حصل يا سارة بظبط، أدهم عملك حاجه
نظرت لوالدها لتري نظرة الخوف اللي في عينيه وأفكارها التي تخيرها بين ان تقول له الحقيقة أم تكذب لتحسم أمرها ثم تتحدث قائلة:
-كل الحكاية انه جاي أقعد جنبي وقالي انه مستعجل وعايز الفرح يبقا بعد لسبوعين مردتش عليه قام شد أيدي وبعد كدا اللي حصل قدامك
لم تتغير نظرته حتي مازال يشعر بالخوف علي أبنته ليمسك بيدها ويتحدث بنبرة حنان وخوف:
-متأكده يا سارة دا اللي حصل بس
أهزت سارة رأسها بمعني نعم ليكمل والدها قائلا:
-هما عزمنا بكرا عندهم
تحولت ملامح سارة لملامح إنزعاج لتتحدث قائلة:
-ليه يا بابا في حد يعزم حد اليوم اللي بعديه
ليرد عليها خالد قائلا:
-عمك أصر يا سارة وقال ان انتوا متعرفتوش كويس والقعدة بكرا تكمل
أنهي كلماته ليلاحظ إنزعاج سارة ليتحدث قائلا:
-لو مش عايزه تجي يا سارة واقولهم انكي مش موافقة عادي يا حبيبتي او لو عايزة تجي وتقعدي معاه قعدة أخيرة انتي وراحتك
أرتبكت ملامحها وهي لا تعرف ما هو الصحيح هل تعطيه فرصة أخري أم ماذا أخذت نفسأ عميقا معلنا عن استسلامها لمشاعرها وحبها الطاغي لإدهم لتتحدث قائلة:
-انا موافقة يا بابا اروح وأقعد معاه قعدة أخيرة
أبتسم إبتسامة بسيطة ناتجه عن رضاه بقرار سارة فكل انسان يستحق فرصة ثانية
___________________
____________________
في منزل عائلة أدهم
كان يقف في شرفة غرفته وهو ينظر للنجوم كالمتغيم وأفكاره التي تأتي واحده تلو الأخري ليأخد نفسأ عميقا مفرغا معه ما بداخله ويرجع نظره للنجوم ويتحدث قائلا:
-مش عارف ليه، بس لازم ده اللي يحصل
أنهي كلماته الغير مفهومه وكأنه يوجهها للنجوم ويبث لها من حزنه الغير مفهوم ليقطع أفكاره صوت باب غرفته الذي يفتح ويندفع منه والده ليلاحظ انه في الشرفة ليندفع سريعا إليه ويمسكه من لياقه قميصه وعلي ملامحه الغضب لتسرع ليلي سريعا وتمسك يد سليم ولكن نظر لها نظرة جعلتها ترجع خطوة للوراء وكل هذا وعلي ملامح أدهم اللامبألاة ليتحدث سليم قائلا بغضب:
-عايز اي من سارة يا أدهم
نظر له أدهم بإستغراب وتحدث قائلا:
-هعوز منها اي يعني يا بابا بحبها وعايز أجوزها
أنطلقت ضحكة سخرية من سليم ليتحدث قائلا:
-لا وانت فاكر الحركتين اللي عملتهم هناك دول دخلوا علي، بحبك من زمان ونفسي تكون حلالي، مش انت مكنتش عايزها اي اللي أتغير دلوقتي وفجأة الحب اللي ظهر ده
تحدث أدهم بصدق مصطنع قائلا:
-حبيتها بجد شفت فيها حاجات كتير أخلاق خجل عشان كده انا عايزه تكون حلالي ومراتي بسرعة
ترك سليم لياقة قميص أدهم ليرجع للوراء قليلا ويتحدث بهدوء قائلا:
-بكره عندك اخر فرصة هما جايين بكرا أبقي خدها واتكلموا شوية
ظهرت إبتسامة مصطنعه علي وجه أدهم ليتحدث قائلا بحب:
-بوعدك يا بابا عمري ما هأذيها وهتكون كل حاحه ليه
نظر له سليم وهو يحاول تصديقه ليتحدث قائلا:
-أتمني
غادر سليم غرفة أدهم لتبقي ليلي وهي تنظر لإدهم بحب وهنا لتتحدث قائلة:
-انا مش عارفه اللي حصل واي اللي أتغير انا ميهمنيش اللي يهمني لو حصل نصيب بينكوا تراعي ربنا فيها وقبل ما تفكر تضرها بكلمة او بحاجه تانيه شوف أختك فيها
غادرت هي الأخري الغرفة بعدما قالت هذه الكلمات لتشوش أفكار أدهم أكثر ليصدع صوت هاتفه في الغرفة ليذهب ويلتقطه ويظهر ان المتصل لمياء ليتحدث قائلا بإنزعاج:
-مش ناقصك انتي كمان يا لمياء
ليضغط علي الهاتف ويجعله صامت ثم يلقي بجسده علي السرير ليذهب في سبات عميق
_________________
_________________
نذهب الان إلي يوم جديد وخاصة في غرفة "سارة" وهي تجلس وتقرأ في القرآن متعمقه في كل كلمه لتسمع طرقات علي الباب لتتحدث قائله بصوت مرتفع:
-أدخل
لتتدخل سامية والدتها وتتحدث قائلة بحب:
-صباح الخير يا سارة
لترد عليها سارة الصباح بإبتسامة ثم تجلس سامية بجوار سارة وتتحدث قائلة:
-أبوكي حكالي علي اللي حصل وقالي علي قرارك انكي هتديه أدهم فرصة كمان
هزت سارة رأسها تأكيدا علي كلام والدتها لتكمل سامية قائلة:
-عايزكي يا سارة متتسريعش واحكمي كويس واعرفي اي قرار انتي هتاخيهه احنا جنبك فيه
أبتسمت سارة لتحضتن والدتها وتتحدث قائلة:
-ربنا يحفظكم لي يارب
___________________
_______________________
يمر الوقت سريعا حتي وصلت سارة وعائلتها لمنزل أدهم لتسمع دينا صوت طرقات علي الباب لتأتي جميع العائلة ليلي وسليم ودينا وأدهم ليفتح سليم الباب ويستقبلوا خالد وسامية لتدخل سارة وتلقي السلام علي سليم حتي رفع أدهم يده لها حتي يلقي عليها السلام لتنظر له سارة بإنزعاج لتتجاهل يده وتذهب وتجلس علي الأريكة لينظر لها أدهم الذي يحاول تمالك أعصابه ليذهبوا جميعا ويجلسوا ونظرات أدهم التي تنبثق علي سارة لتلاحظ سارة نظراته وتنظر له بتوتر حتي جاءت ليلي وتحدثت قائلة:
-أتفضلوا يلا يا جماعة
لينهضوا جميعا ذاهبين للسفرة ليجلسوا يتناولوا الطعام حتي أنتهوا لتنهض سارة وتساعد دينا وليلي في حمل الصحون حتي أنتهوا جميعا وجلسوا يتحدثون في مواضيع مختلفة حتي تحدث سليم قائلا:
-قوم يا أدهم خد سارة واقعدوا شوية في البلكونه
ثم أكمل موجهها كلماته إلي خالد:
-دا بعد اذنك طبعا يا خالد
هز خالد رأسه بمعني نعم حتي وقف أدهم ونظر لسارة وتحدث قائلا بنبرة هادئة:
-أتفضلي
لتنهض سارة وتسير خلفه حتي وصلوا للشرفة ليقع نظرها علي السماء الصافية والجو الجميل لتظهر ابتسامة علي وجهها وتتقدم حتي لمست السور وهي تنظر للنجوم بإعجاب بينما أدهم يتابع كل تغيرات ملامحها ليذهب ويلمس السور مثلها ولكن كان يقف بعيدا عنها حتي تحدث قائلا بنبرة ندم:
-أنا اسف
نظرت له بإستغراب فلم تكن تتوقع هذه الكلمه منه لتتحدث قائلة:
-أسف علي انك مسكت أيدي وقربت مني بطريقة مش كويسة وال أسف علي قرارك اللي اتخذته مرة واحدة
نظر لها بإستغراب ثم تحدث قائلا:
-أنا اسف غلي القرار اللي خدته مرة واحده وطريقة كلامي معاكي انا كنت فعلا عايز اخلص عشان نجوز وتكون حلالي ومراتي وكل حاجه
ثم اكمل قائلا وسارة تتابعه وتعبيرات وجهها التي تتغير بعد كل كلمة يقولها:
-أما بخصوص اني مسكت أيدك فيها اي احنا ولاد عمي برضو
نظرت له بإنزعاج ولكن تغيرت حينما رأت علي ملامحه الصدق لتتيقن انه لا يعرف لتتحدث قائلة:
-باين اوي انك مش عارف الحلال والحرام صح وان حرام برضو انك تلمسني كونك ابن عمي او حتي خطيبي لان في كلا الحالتين انا مش مكتوب كتابي عليكي
ثم أكملت بسخرية قائلة:
-انت حتي مش عارف الحلال والحرام وعايزنا نجوز بعد اسبوعبن
ظهرت ابتسامه علي وجهه ليتحدث بحب قائلا:
-خلاص عليميني علي أيدك
تلونت وجنتيها باللون الوردي حينما سمعت ما ألقي بيه من كلمات وابتسامتها النابية عن خجلها لتكمل مشاهدتها للنجوم وهو يتابعها وتلمع عيونها وتتسع ابتسامتها معلنا عن رضاها
يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي