الفصل الثاني

رواية ما خطب هذا القلب
الفصل الثاني
خرجت "سارة و دينا" من المحاضرة لتتحدث سارة قائلة بنبرة ملل:
-اخيرا خلصت المحاضرة
ترد عليها دينا قائلة مبادله نفس الشعور:
-اه انا تعبت اوي كويس ان دي اخر محاضرة
تواصل سارة ودينا طريقهم للخروج من الجامعة ولكن يتوقفوا فجأة علي صوت شخص ينادي بأسم سارة مما جعلهم يلتفتوا
عمر وهو يسرع من التقدم ليلتحق بسارة ودينا وينادي بصوت عالي:
-أنسة سارة
لتلفت سارة وهي تنظر له بإستغراب:
-أفندم، حضرتك بتنادي علي
ليتحدث عمر وعلي ملامحه التوتر والإرتباك:
-انا عمر
قالها عمر وهو ينظر لها بإبتسامة بلهاء لترفع سارة حاجبها الأيسر الذي يحمل معه جميع الغضب لتتحدث بهدوء مزيف:
-أولا انا مش عايزه اتعرف بإسمك ولا طلبته اصلا غير كمان انا مش عارفة انت عرفت اسمي مني ثانيآ...
قاطعها عمر متحدثا بسرعة قبل ان لا يستطيع مدراكة هذا الوضع فقد شعر ان بركان سينفجر فيه:
- انا مش قصدي حاجه انا بس كل الحكاية كنت عايزه اقولك اني موجود لو احتجتي اي محاضرة
نظرت له سارة ببرود وكانت ستخرج الكلمات من شفتيها ولكن قاطعتها دينا لتتحدث قبل ان تتحدث هي:
-شكرا احنا مش محتاجين حاجه
سرعان ما انهت دينا جملتها لتشد سارة من ايدها ويذهبوا من امام عمر ليظل هو ينظر في اثر سارة وعلي ملامحه علامات الحب
ركبت سارة ودينا في العربية لتنفجر سارة والغضب يملأ داخلها:
-شديتني ليه يا دينا كنت اديته كلمتين وهزقته
نظرت دينا لسارة وهي تكتم ضحاكتها وتحاول تمالك نفسها:
-ما انا عشان عارفكي شديتك انا كنت حاسه اصلا انكي كنتي هتفترسيه
تبدلت ملامح دينا للجدية لتكمل حديثها:
-بس بجد يا سارة هو باين عليه انه بيحبك
نظرت لها سارة وعيونها تحمل مشاعر مخبأة ولكن الحزن يطغي عليها ليمنعها من الخروج وكأنه يعرف ان هذه المشاعر ستكسر صاحبها لتتحدث سارة وفي نبرتها حزن:
- انتي عارفه كويس انا بحب مين يا دينا فمتحاوليش
نظرت لها دينا بحزن لتتحدث بنبرة هادئة:
-ميستهلكيش
ألقت دينا بهذه الكلمة وهي تنظر في عيون سارة لتبعد أنظارها عن سارة وتنظر أمامها لمتابعة الطريق لتتحدث سارة بعدم فهم:
-ليه، مع انه اخوكي والمفروض تقولي غير كده
اخذت دينا تنهيدة طويلة لتتحدث قائلة:
-ما عشان اخويا انا بقولك كده، انا اكتر واحده اعرفه كويس وعارفه حياته عامله ازاي
أرادت سارة انهاء هذا الحديث التي تعرف انه اذا اكملت ستتألم اكثر لتقاطع دينا قائلة:
-خلاص يا دينه قفلي علي الموضوع ده
أجابتها دينا بحزن:
-ماشي يا سارة
قامت دينه بتوصيل سارة لمنزلها حتي خرجت سارة من السيارة وقامت بتوديعها لتسرع بالصعود إلي منزلها وكانت تصعد السلام حتي توقفت لبعض اللحظات لتشعر بألم في قلبها لتضع يدها علي مكانه لتسمعه وهو ينبض بقوة وكأنه يريد ان يتحرر من القضبان التي تم وضعها له لتنظر سارة لمنزلها بإستغراب لتتحدث:
- مش عارفه ليه حاسه اني في حاجه مستنيني
أنهت كلماتها متجاهله ألم قلبها لتكمل صعود السلالم ولكن ماذا في أنتظارها
___________________
_____________________
في منزل عائلة ادهم
فتحت دينا باب الفيلا التي يظهر عليها الفخامة والرقي لتذهب للداخل وتصعد الدرج وهي لا تعي احد فحزنها علي صديقتها التي قامت بتعليق قلبها بإخيها ولكن توقفت قدماها عندما سمعت والدها يناديها
سليم وهو يقف بالقرب من الدرج ولاحظ تجاهل دينا له لينادي عليها:
- دينا... دينا
انتبهت دينه اخيرا لوالدها لتلتفت له ثم تجيب بنبرة باهته:
-نعم يا بابا
نظر لها بإستغراب فليس هكذا اعتادا علي ابنته ليصعد الدرج ويقترب منها وبدون سابق انذار شدها له ليدفنها بين احضانه لتندهش دينا قليلا ولكن لم تكن تريد ان تفوت هذه الفرصة لتمسك بإحضانه اكثر لتمر بعض اللحظات علي هذا الحال ليخرجها سليم من بين احضانه ويضع كلا من يديه علي كتفيها ليتحدث بنبرة حنان دافئة:
-مالك يا دينا فيكي حاجه
نظرت لعيون والدها قليلا بتردد وهي تتسائل بداخلها هل تخبره؟ولكن استعادت رشدها لتمنع نفسها من اشفاء سر صديقتها لتخرج الكلمات من بين شفتيها:
-مفيش يا بابا بس شوية ارهاق
نظر لعينيها وكأنه يعرف انها تكذب ولكن تمالك نفسه ليتركها علي راحتها لتنتقل يده علي رأسها وتظهر ابتسامة علي وجهه لتملائه حيويه ليتحدث بحب قائلا:
-خلاص اطلعي ارتاحي شوية في اوضتك
أكتفت بإبتسامة صغيرة علي وجهها لتتحرك قدامها لتكمل الدرج ولكن توقفت حين تحدث والدها قائلا:
- اه صحيح هنبقا نروح بعد بكره لعمك عشان نطلب ايد سارة لإخوكي
ألتفتت لتظر لوالدها بصدمة لتتحول بعد ذلك لسعادة غامرة لتجري علي والدها وتتحدث بلهفة:
- بجد يا بابا يعني ادهم هيجوز سارة
نظر لإبنته بإستغراب ليتحدث قائلا:
-جواز اي لسه هيتقدم
تحدثت سريعا بنبرة مختلطة بالسعادة والحب:
-مش مهم مش مهم اكيد هيجوزوا يعني بص يا بابا انا هطلع اكلمها
صعدت الدرج سريعا لتصعد إلي غرفتها وتتحدث مع صديقتها التي كانت دائما تحب أخيها والان جاءت لها هذه الفرصة
_________________
____________________
دخلت سارة الشقة وكانت ستذهب إلي غرفتها لكن استوقفها والدها خالد ليتحدث قائلا:
-سارة عايزك تعالي الصالون نكلم
نظرت لوالدها بإستغراب الذي سبقها وذهب للصالون لتذهب خلفه وهي تتسائل عن ما يريده والدها ذهبت وجلست بجواره ليبدأ خالد في التحدث بنبرة هادئة:
- سارة أدهم ابن عمك متقدملك وبإذن الله بعد بكره هيجوا تتعرفوا ولو حصل نصيب يبقا علي خيرة الله
شعرت كأن جميع أعضاء جسمها توقفت وهي تنظر لوالدها بصدمة وعينيها التي أتسعت من هول الصدمة لتتحرك شفتيها وهي مازالت في صدمتها ولا تصدق انه حقا قد حدث لتتحدث قائله بصدمة:
-أدهم ابن عمي صح
هز خالد رأسه تأكيد علي كلام سارة وسرعان ما دق قلبها دقات متتالية وكأنه يرقص من السعادة وحاولت سارة كتم ابتسامتها حتي لا تظهر لوالدها لتتحدث سريعا لإنهاء الحديث:
- ينوروا يا بابا لما يجي بإذن الله ونتعرف
سرعان ما أنهت كلماتها لتنهض سريعا وتجري إلي غرفتها وتقفل الباب واخيرا تظهر الابتسامة التي مادامت قامت بإخفائه ابتسامة ظلت لسنين تنتظر حضورها لتنزل علي الأرض من سعادتها وتضع يدها علي فمها وهي مازالت لا تستطيع تصديق الأمر الأن حقا يتحقق الأمر قطع تفكيرها صوت الهاتف التي صدع في الغرفة لتمسكه وتعرف ان دينا المتصل لتجيب سريعا بسعادة :
- دينا دا بجد
ردت دينا علي سارة بضحكات خافتة:
- ايوة والهي صح ادهم هيحي بعد بكرا يشوفك
شعرت بطمأنينة طغت علي قلبها لتأخذ نفسها براحة وتكمل حديثها مع دينا
......................
جاء يوم التعارف سريعا ولكن هل سيكون يوما حافلا بالسعادة أم ماذا؟
كانت تقف أمام المرأه تنظر لإنعكاسها بسعادة فقد كان لون فستانها الأحمر مشعآ وهدوء حجابها كأنها تحفة فنية عجز الفنان عن كتم مشاعره فيها لتستفيق علي صوت باب غرفتها وهو يفتح لتدخل والدتها وتقف بعض اللحظات وهي تنظر لإبنتها وبعض الدموع تنزل وهي تري أبنتها هكذا لتقترب منها سارة وتضع يدها علي خد والدتها لتمسع دموعها لتردف قائله بمرح:
-طب والهي احنا لسه هنتعرف، ليه بقا الدموع دي يا ماما!
كانت ستتحدث الأم لتقول ما بداخلها من مشاعر مختلطة ولكن قاطعها صوت طرق علي الباب لترجع سارة للوراء قليلا وهي تشعر ببعض التوتر لتتحدث الأم سريعا:
- سارة انا هروح مع أبوكي عشان افتح الباب للضيوف
تحدثت سارة بكلمات يبان عليها التوتر:
-ماما، أنا جميلة؟
ألقت بهذه الكلمات وهي تنتظر إجابه لسؤالها لتلفلت لها ساميه وتنظر لها نظرات عتاب وتقترب منها لتحيط وجه سارة بيداها وتتحدث بنبرة حنان وحب:
- انتي جميلة، دا اللي انتي عايزة تسمعيه صح انا قلتلك كام مرة يا سارة انتي جميلة
نظرت لها سارة بنظرات غير مفهومة لتتحدث قائلة:
-كتير بصراحة
كانت ستتحدث سامية ولكن قاطعها صوت خالد وهو ينادي عليها لتذهب للترحيب بالضيوف ولكن توقفت علي باب غرفة سارة لتتحدث بهدوء:
-انتي اجمل حاجه في الدنيا انا لما خلفتك مبصتش لنظرات حد ولا كلمات حد بصيت لنفسي وبس وبصيت علي حبي لكي وانتي برضو كده بصي لنفسك بس وحبي نفسك بس ومتنتظريش من حد حب لان حبك كفايا لنفسك
كانت بعض كلمات كفيلة في رسم ابتسامة اضائت نور مشعأ. ذهبت سريعا سامية لتقترب سارة وتنظر لنفسها في المرأه ولكن هذه المرة كانت نظرات مختلفة.
___________________
فتح خالد الباب وكانت تقف خلفه سامية ليدخل سليم وادهم ودينا وليلي ويتبادولون جمعيا الترحيب بسعادة ليذهبوا بعد ذلك للصالون ويجلسون كانت ستنهض دينا ولكن توقفت حين أمسكتها والدتها من يدها لتقترب من أذن دينا وتتحدث بهمس:
-أقعدي رايحة فين
أجابتها دينا بنفس مستوي الصوت حتي لا يجذبوا الأهتمام قائلة:
-هروح اشوف سارة
تحدثت "ليلي" بحزم قائلة:
-مينفعش احنا دلوقتي ضيوف
أهزت دينا رأسها بمعني نعم وهي تتفهم كلمات والدتها
كان يتحدث سليم وخالد في العمل وما يحدث فيه حتي أنتهوا من الحديث ولم يكن يوحد كلمات أخري حتي يقولوها ليشعر سليم ان هذا الوقت المناسب الذي يجب ان يتحدث فيه ليأخد نفسا ويبتسم ابتسامة هادئة ليحدث قائلا:
-بإذن الله احنا طالبين ايد الأنسة سارة لإبني أدهم ولو اتفقوا يبقا علي خيرة الله
بادله "خالد" نفس الابتسامة ليتحدث قائلا:
-طب مش نأخد رأي العروسة
تحدث سليم بهدوء:
-أكيد طبعا انت تنادي عليها ويقعدوا هي وأدهم ولو اتفقوا يبقا علي خيرة الله
تحدث "خالد" متقبلا لكلمات سليم:
-عين العقل
ليقترب "خالد" من سامية ويمس في أذنها قائلا:
-نادي لسارة
وقفت سامية حتي تتجه لغرفة سارة وتفتح الباب وتنظر لسارة الواقفة بتوتر وتتحرك في الغرفة من كثرة توترها
لتتحدث "سامية" قائلة:
-يلا يا سارة أبوكي بينادي عليكي
ألتفتت سارة لوالدتها واخذت نفسآ عميقآ وكانها ستدخل علي معركة لتذهب وتحمل كاسات العصير وتتحرك ودقات قلبها تزيد مع كل خطوة تخطوها و وجنتيها التي يتبدلوا للون الوردي تدريجيا حتي وصلت لغرفة الصالون لتدخل وتخرج من بين شفتيها الكلمات لتتحدث قائلة بخجل:
-السلام عليكم
لتنبثق عليها نظرات الجميع ومن بينهم نظرة غريبة نظرة إعجاب نظرة اندهاش من الصعب تحدديها ولكن من السهل تحديد صاحبها "أدهم" تحركت سارة وهي تقدم العصير للجميع ونظرات أدهم تتعقبها أينما ذهبت حتي جلست بجوار والدها ليتحدث سليم قائلا:
-مش نسيب العرسان لوحدهم
أرتعشت حين سمعت هذه الكلمات ونظرت لوالدها نظرة رجاء بان لا يتركها ولكن كانت نظراته لها في محاولة تهدئتها حتي ذهب الجميع ولم يتبقا غيرها هي وأدهم الذي يفرق بينهم متر لم يستطع أيا منهم تجاوزه كان ينظر لها ادهم ويتابع حركات يدها المتوترة لينظر لها نظرة استهزاء وينهض من مكانه ويذهب ويجلس بجوارها ليزداد توتر سارة ولكن تحدث أدهم بنبرة عصبية وزهق قائلا:
-مش هنخلص بقا
كانت كلماته سهل فهمها ولكن نبرته هي من أخافت من تجلس بجوارة ولإول مرة ترفع أنظارها من علي الأرض وتنظر لعيونه التي شعرت انها وقعت في غابة من ثقل لون عيونه الخضراء وكانت نظراتهم لبعضهم غريبة وكأن كل شخص يتعمق في عيون الأخر ولكن يقطع هذا التواصل البصري كلمات "أدهم" ليتتحدث ببرود قائلا:
-إييه هنقضيها نظرات كتير بقا وال اي عايز اخلص
أتسعت أعيونها من اثر الصدمة التي اخذتها هل أتي هنا رغما عنه أم ماذا لم تستطع تحمل اكثر من ذلك لتنهض وهي تتكلم بحدة قائلة:
-انا مضربتكش علي ايدك عشان تجي هنا يا استاذ أدهم
ألقت هذه الكلمات لتذهب متجاهله "أدهم" ولكن قبل ان تغادر الغرفة تفأجات من اليد التي تمسك يدها وشدتها وثبتتها علي الحيطة لتنظر سارة لإدهم بصدمة الذي أمسك بيدها الأخري ورفعهم علي الحيطة بيدأ واحده منه وكانت يده الأخري تستند علي الحيطة ليتحدث سريعا قبل ان تتحدث سارة قائلا:
-احنا هنصيع علي بعض انتي مش كنت دايبة فيا دلوقتي اي اللي حصل
صدمة خلف صدمة حقا لا تستطيع التحمل عيونها التي تنبعث منها النيران لتحرق كل من يقترب منها لتتحدث قائلة بنبرة صراخ:
-يا بابا...
كانت ستكمل صرخاتها ولكن قاطعتها يد أدهم الذي وضعها علي فمها ليتحدث بنبرة إستهزاء قائلا:
-طب ما تيجي نروحلهم احنا، بدل وقفتنا دي
نظرت له بعدم فهم ولكن لم تستطع التفكير كثيرا بسبب أدهم الذي شدها من ايدها خلفه وهي يتوجه حيث يجلس بقية العائلة ليذهب ويقف أمامهم وهو مازال يمسك بيد سارة الغير واعية بما يحدث ليتحدث أدهم قائلا:
- انا وسارة أتفقنا علي الخميس اللي بعد الجاي هيبقا فرحنا.
يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي