الفصل الثاني

الجامعه عند لورين كانت تحضر إحدى المحاضرات وكانت منتبه للشرح وكان هناك شخص آخر ينظر إليها بتركيز.
عمر وهو دكتور الماده: انسه لورين تسمحي تقوليلى انا كنت بقول اى؟
لتجيب عليه لورين، وهو ينظر لها باعجاب وهيام.
عمر: اتفضلي اقعدي.
وبعد انتهاء المحاضره كان الجميع يذهب ولكن عمر تحجج بلم أغراضه ليتأخر ف الذهاب وكانت لورين تهم بالذهاب ولكن استوقفها صوته.
عمر: انسه لورين لوسمحتى؟
لورين: ايوة يا دكتور!
عمر: تسمحي لي اتكلم معاكى كلمتين؟
لورين: اكيد طبعا اتفضل!
عمر: احم لا مش هينفع هنا،
ممكن لو سمحتي نتقابل ف كافيه ونتكلم براحتنا؟
لورين: ايوة يا دكتور بس الحقيقه انا كده ممكن اتأخر.
عمر: لا لا متقلقيش وبعدين انا ممكن اوصلك بعربيتى.
لورين: لا شكرا انا معايا عربيه.
عمر: اممم طيب قولتى اى؟
لورين: خلاص يا دكتور هخلص محضراتى وهكلم حضرتك بعد اذنك.
عمر: اتفضلي.
لتتركه وتذهب.
عمر كاد ان يذهب لولا أن استوقفه صوت أحدهم.
رنين: لا برافو والله يا دكتور عمر تصدق كنت هصدقك.
عمر بملل: خير يا رنين فيه حاجه؟
كانت تقترب منه وهيا تتمايل؛
رنين: لا ابدا اصلك كنت بتمثل حلو اوى ده لولا انى عارفه غرضك اى كنت صدقت انك محترم هههههههه.
كانت تضحك بمياعه.
ليقبض ع معصمها بغضب؛
عمر: اى يا بت انتى اتهبلتى ولا اى انتى ناسيه انى الدكتور بتاعك ولا اى والمفروض تحترميني؟
رنين بألم: فوق يا دكتور احنا لوحدنا اهو معناش حد وانت عارف اى اللى حصل قبل كده واحنا لوحدنا ولا تحب افكرك؟
ليجذبها اليه ويشد اكثر ع ذراعها وتتألم.
عمر: لا مش ناسي ثم ينظر لها بقذارة تحبي انا افكرك!
رنين: وهيا تبعد نفسها عنه وقد تجمعت الدموع ف عينها.
رنين: انت انسان وقح وسافل وعلى فكره لو فاكر انك ممكن توقع لورين تبقا بتحلم عن اذنك ياا يا دكتور.
كانت تقولها باستخفاف وتنظر له باستحقار وتركته وذهبت، ولكنه كان غاضب جدا من كلامها فكيف تجرؤ ع حديثه هكذا.
عمر: ماشي يا رنين اما وريتك.

كانت تجلس ليل ف غرفتها كالعاده تقرأ احد الكتب وتسمع اغنية من اغانى شاديه وتغنى معها بصوتها الرقيق.
* ليقطعها عليها اختها لين وهيا تدخل الغربه.
لين: لا هو مش صابح ماشي حبيب القلب صابح راجع.
كانت تنظر لها ليل لا تعرف ان كانت مصدومه ام انها غير مدركه.
ليل: قصدك اى؟
لين وهيا ترتشف من كوبها القهوة: قصدي ان رائد الدمنهورى راجع مصر بكرة راجع بعد ١٥ سنه غياب.
ليل: رائد؟
لين: اه رائد مالك تنحتى كده ليه!
ليل: بطلى رخامه بقااا.
لين: انا مش برخم يا ليل بس تقدرى تقوليلى حضرتك عندك امل فيه ازاى ده من وقت ما سافر مكلمكيش ولا مرة ولا كلم اى حد فينا ده ميعرفش اشكالنا ازاى ولا حتى احنا احنا كل اللى نعرفه رائد الدمنهورى اللى بتتكلم عنه السوشيال ميديا والمجلات حتى مشوفنهوش ف الحقيقه.
ليل: بس هو اكيد فاكرنى زى ما انا لسه فاكرااه متأكده ان قلبه لسه طيب وينبض زى الاول وهينبض اكتر لما اشوفه.
لين: أنا مش فاهمه انتى داخله حقوق ازاى وبتتعاملى مع مجرمين وضباط وانتى تفكريك قالب ع كرتون ديزني كده!
ليل وهيا تضربها بالمخده: بقا انا خارجه من كرتون ديزني يا رخمه يا رخمه سيبينى ف خيالى شويه لازم تعكننى عليا كده هاا.
لتدخل لما فجأه؛
لما: يا ربى مخلفه أطفال اعقلوا بقا شويه مش كده.
لين وهيا تختبئ خلف والدتها: يا بت فوقى من الاوهااام.
ليل: شوف بردوو طيب اطلعيلى كده وشوفى هعمل فيكى اى.
لما: بس خلاص انتوا الاتنين قولولى حالااا بتتخانقوا على اى؟
ليظهر صوت لورين من خلفهم: بيتخانقوا انا انام مع مين فيهم طبعا؟
لتجيب الفتاتان ف صوت واحد: لا.
لورين: اصلا كنت هنام مع مامى صح يا ماما؟
لما: لا ف اوضتك يا لورين!
لورين: اى العيله دى الا محد يعزم عليا حتى انام معاه اى ده تقولش من تخنى اوى يعني!
لما: بطلى لماضه شويه بقا يا بنت انتى.
لورين: هبطل بس بشرط.
لما: خير يا لورين هانم؟
لورين: تحكينا ازاى اتقابلتى انتى وبابا الله يرحمه وازاى اتجوزتوا؟
لما: وبعدين انتو مش بتزهقوا انا حكيت الحكايات دى كتير اوى اوى!
ليل: يلا يا ماما عشان خاطري احكلنا.
لين: ايوة يا ست الكل ورحمت بابا عندك.
لما: خلاص خلاص بطلوا زن هحكيلكم.
لتتجمع الفتيات أمام والدتهن وهيا تسرد لهم حكاويها.

ف مكان آخر كان وليد يجلس مع ولديه واصف ووسيم ف التراس يتناولون الشاى ويتحدثون عن اعمالهم،
عندما تأتى وديده ويبدو عليها التوتر،
وليد: مالك يا وديده فيه اى؟
وديده: هى روميساء جايه بكرة؟
وليد وهو يشرب قهوته: ايوة ليه يعني كل التوتر ده عشان روميساء جايه بكره!
وديده: المفروض اكون اكتر من كده كمان دة حيه اول ما تيجي بتكهرب البيت كله وتعمل فيه بنت بارم ديله وتشوف نفسها علينا كده وبصراحه بقا انا لو شفتها بتكلم ابنى واجد بطريقه وحشه زى كل مرة هطلع عليها القديم والجديد.
واصف: اهدي بس يا حبيبتي وبعدين ممكن عمى يسمعك ويضايق متنسيش انها مراته مهما كان وبعدين متقلقيش ع واجد هو بيعرف يصرف أموره كويس.
وديده وهيا تنظر ل زوجها بلوم: يصرف اى بس دى كانت جوازه سودة اتكتبت ع ابنى وهو يا حبيبي غلبان.
وليد: ما خلصنا من السيرة دى وقفلناها!
وديده وهيا تهم بالحديث؛
ليقطع كلامهما وسيم: طيب يا جماعه انا هروح انام عشان كنت صاحي بدرى وتعبان.
واصف: خدنى معاك يا وسيم لان هتلاقى لين مستنيانى.
تصبحوا علي خير يا جماعه.
وديده و وليد: وانتوا من اهل الخير.
وبعد ذهابهما واصف: وسيم مالك حسيتك اتضايقت لما عرفت انهم نازلين بكرة.
وسيم: عمى كان بيقول ان رائد هيجى معاهم.
واصف: طيب ما يجى انت اى مشكلتك؟
وسيم: مشكلتى ليل يا واصف؟
واصف: وسيم انت اللى مش عايز تكلمها وبعدين اكيد يعني كل اللى بتفكر فيه كله اوهام مش معقول بعد ١٥ سنه تكون ليل لسه بتفكر في رائد لحد دلوقتي احنا وقتها كنا عيال بس دلوقتي!
وسيم: ماهيش حاسه يا واصف انا بالنسبه ليها مش موجود اصلا عمرى ما حسيت انها بتبادلنى نفس الشعور من ٥ سنين.
واصف وهو يربت ع كتف أخيه: متقلقش كل حاجه هتمشي زى مانت عايز واكتر يلا روح نام ومتشلش هم حاجه.

بعد ساعه كان واجد يعود للمنزل وهو يتحدث ف الهاتف: لا تمام وصلت لا متخافيش عليا انتى كمان خدى بالك من نفسك هكلمك بكرة سلام.
ليدخل غرفته ليجد رنا جالسه على طرف السرير ويتضح ع وجهها الغضب ولكنه لم يهتم لها وبدأ ف تبديل ملابسه.
رنا: لا والله اى هوا مش شايفني؟
واجد وهو يزفر بخنقه: رنا انا راجع تعبان من الشغل ومش فايق لخناقه كل يوم دى.
رنا: اومال فايق لأى بقا انك تعرف غيرى مش كده؟
واجد بغضب: رنا فيه اى انتى جرا لمخك حاجه ولا اى ولا مبقاش ينفع ننام كل يوم من غير ما تنكدى ع اللى خلفوني!
رنا: لا العفو يا واجد بيه انا بس مش عايزاك تنسي واحب افكرك انا مين وبنت مين يعني انا مينفعش تعرف اى واحده عليا عشان مفيش واحده زيىى.
واجد: فعلآ فعلآ انتى مفيش زيك بس ف الوقاحه وقله الادب وإياك انتى اللى تنسي يا رنا انا مين وإياك تنسي انى جوزك وانى راجل واقدر اعمل اللى انا عاوزه بس انا عامل احترام لابوكى اللى هو عمى لولا كده كنت رميتك برا حيااتى نهائيا اقولك ع حاجه انا هسيبلك الاوضه وامشي.
ليتركها ويذهب للنوم ف غرفه أخرى وهيا تبدأ ف تكسير كل ما بالغرفه.

ف صباح اليوم التالى كان قصر الدمنهورى تعمه الضوضاء والضجيج ف غضون اعداد الاطعمه ومراسم استقبال رائد الدمنهورى الذى يعود إلى بيته بعد كل هذه المده،
انه موعد وصول الطائرة كان الجميع ف انتظار الاستقبال من يريد هذه الزيارة غ نار احر من الجمر ليقابل ابنه الذى لم يقابله منذ سنوات، ومنهم من ينتظر بشوق العشق منذ الصغر، منهم من يقتله الفضول حتى يعرف من هو رائد الدمنهورى الذى يتحدث عنه الجميع، ومنهم من يتمنى ان تنتهى هذه الزيارة قبل أن تأتى.
ف تلك اللحظات تتوقف السيارة أمام قصر الدمنهورى لينزل منها روميساء المهدى ف كل غرور كعادتها، ومعها ريناد الدمنهورى التى كانت تنزل وعند ذلك كانت تمد بشفتيها أمامها متزمرة على عودتها بمصر، ثم ينزل فى هذه اللحظه رائد الدمنهورى الذى يقف بكل شموخ أمام باب القصر وينظر اليه ويدير عينه بين اركانه ف تمر أمامه كل ذكرياته الماضيه ولعبه ومشاجراته تمر امامه طفولته ومراهقته ليقطع شروده صوت والده.
رحيم: اهلا رائد الدمنهورى نورت مصر.
ليمد رائد يده بالسلام دون اى حديث ومن ثم يدخل الجميع بعد التهانى والترحاب إلى القصر ليجلسوا ويتحدثوا.
واصف: اخبار الشغل ايه معاك برا يا رائد من حلاوته شكلك مكنتش عايز ترجع!
روميساء: اكيد طبعا يا واصف هو فى حد ف عيله الدمنهورى كلها ف شطارة رائد.
لما: سيبكم من كلام الشغل بقا وريحوا دماغكم شويه يلا يا لين قومى قدمى الضيافه لرائد انا عملت الحلويات اللى كنت بتحبها وانت صغير.
ريناد: وانتى يا طنط هتكوني فاكرة رائد اخويا هيحب اى لحد دلوقتي بعد كل المده دى!
لما وهيا تعطى الطبق ل رائد: فاكرة واكتر كمان لأنها تقريبآ نفس الحلويات اللى ليل كانت بتحبها وانتوا دايما كنتوا تاكلوها مع بعض.
اخذ رائد الطبق وبدأ بأكل منه.
رائد: تسلم ايدك يا طنط فعلآ حلو جدا.
لما: حبيبى بالهنا والشفا.
‌وديده: طبعا لازم تعجبك اصلك ما دوقتش الاكل اللى بجد، فعلآ لما هيا اكتر واحده تعمل اكل وحلويات ف العالم انما بتوع برا دول اصلا بيعرفوا يطبخوا؟
روميساء: ماشاء الله يا وديده بقيتى تعرفى تتكلمي اهو وطلعلك صوت لا وكمان ياريتك بتدافعى عن نفسك ده انتى بتدافعى عن لما وشطارتها انما شطارتك انتى بقا فين؟
وديده: هو اللى يقول كلمه حق تزعلى يا روميساء هانم ولا اى وبعدين ما احنا مشوفناش حاجه من شطارتك يعني عشان نتكلم عنها وبعدين من غير كلامى اسألى بنتم الاكل اللى عايشه تأكله ف القصر ده.
ليقطع حديثهم وليد: ما خلاص بقا يا جماعه اهدوا خلونا نعرف نتكلم شويه!
رحيم: انشاء الله هنعمل حفله كبيرة بليل عشان مناسبه رجوعك ولازم مصر كلها تعرف بيها.
روميساء: طبعا انا اللى هنظم الحفله دى، ما هو محدش يعرف ينظم حفلات زى ولاد المهدى.
وديده ف سرها: ابتدينا بقااا.
روميساء: بتقولى حاجه يا وديده؟
وديده: بكح يا حبيبتى.
روميساء: لا سلامتك!

ف المساء كان الجميع يعد نفسه للحفل.
كانت لين ف غرفتها ترتدى ملابسها ارتدت فستان باللون السماوي والذى زادها جمال، وقامت بعمل تسريحه بسيطه ف شعرها مع بعض المكياج البسيط، ووضعت الكحل مما جعل لون عينها الأخضر اكثر وضوحا وجمال.
بينما واصف كان يرتدي بذله باللون الكحلى مع جرافات لون فستان زوجته.
واصف وهو يصفر: اى المزة الجامده دى.
لين: طول عمري ولا انت مبتاخدش بالك؟
واصف وهو يقترب منها: اه لين هانم هتتغر ولا اى وبعدين طول عمري وانا باخد بالى. ثم غمز بعينه.
لين: بس يا واصف بقا.
واصف: بقولك ما تيجي نفكنا من الحفله دى بقا وننزل انا وانتى نخرج لوحدنا انا بصراحه مستخسر الناس تشوف الحلاوة دى كلها.
لين: هههه انت مجنون والله العظيم وبعدين مش هينفع عشان عمو مايزعلش.
واصف: طب والله انتى اللى خسرانه ده احنا كنا هنتمشي يا هبله.
لين: ههههه يااااه طيب تعالى بس ننزل وبعدين نطلع بعدين.
واصف: يلا بينا يا موزتى.

ف غرفه رنا وواجد.
كانت ترتدى فستان اسود يليق بلونها مع شعرها البنى القصير وعينها الزرقاء وجسدها الممشوق، وكان واجد يرتدى بذله باللون الاسود تليق به
رنا وهيا تقترب منه وتزبط قرافاته: انت لسه زعلان؟
واجد: لا مش زعلان بس انتى بقيتى عصبيه زياده عن اللزوم الفترة دي وبعدين انتى عارفه انى عندى شغل كتير معنديش وقت ان اعرف اى حد غيرك!
رنا: انا مش زى حد يا واجد عشان تعرف اى حد عليا.
واجد: هنبدأ تأنى؟
رنا: انت اللى دايما بتحاول تخلق مشاكل بنا.
واجد: انا مقولتش حاجه يا رنا ولا عايز نتخانق اصلا!
رنا وهيا تدير وجهها عنه للجهه الاخرى.
واجد: طيب يلا ننزل قبل ما نتأخر.

ف غرفه لورين كانت ترتدى فستان باللون الاسود وطلقت لشعرها العنان،
بينما ريناد كانت ترتدى فستان احمر قصير ومفتوح من الظهر مع شعرها القصير،
كانت لما ترتدى فستان باللون الاسود وهيا تضم شعرها،
روميساء كانت ترتدى فستان باللون الموف،
وديده كانت ترتدى فستان باللون الأزرق،
كان رائد يرتدى بذله باللون الاسود تليق به،
كما أن ليل كانت ترتدى فستان باللون الأحمر طويل ذو أكمام شفافه كما انه كان يبرز معالم جسدها الانثوي.
نزل الجميع إلى الحفله بعد اعداداتهم لأنفسهم كان كل من هو موجود بالحفله ينظر لأبناء عائله الدمنهورى باعجاب شديد فهم لا يشبهون احد يتألقون دائما بسبب جمالهم.
كان الجميع يقف منهم من يتبادلون الحديث ومنهم من ينتظر بعين حاقده.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي