الفصل الثالث
كان ساري يشكو إلى والدته عن سجى و كم أنه غاضب جدا لما كان يجب أن تبدو بهذا الجمال هذه خطبة أخيها فقط و ليس عرسه و حتى و إن كان لما يجب أن تظهر بهذا الجمال لما يجب على غيره أن يرى إنعكاس جمال رماديتيها مع الألوان الزاهية ، كانت سمر تستمع لابنها الغيور و هي تكتم ضحكتها ، يقول أنها مجرد صديقة و عندما يرى خيال رجل فقط قربها يغار ، لا تعلم لما لا يريد أن يعترف بأنه مغرم بسجى حد النخاع و لكن إن كذب عليها إلى أين سوف يهرب من نفسه و جلد ذاته ، يال طفلها المغرم المسكين ....
.
.
.
استغربت سجى اتصال ساري لها مباشرة بعد عودتهم للمنزل و قد بدا غاضب جدا و هو يطلب منها أن تقابله في اليوم التالي ، لا تعلم لما كان يبعث لها نظرات نارية و هي تتحدث إلى إياد أو أيمن ، هما مثل شقيقيها تماما خصوصا أيمن الذي تعودوا عليه منذ الصغر و كان يتسلط عليها مثل عقاب تماما ، أيمن مثل الاخ الكبير لها و أيضا هي خائفة من ساري هذه المرة لا تعلم لما و لكن لن تذهب و تقابله لو على جثتها ، فساري لا يغضب عليها إلا لو فعلت شئ خاطئ و لكن هي لم تفعل شئ خطأ و لا تتذكر هذا أبدا و أيضا لا تعلم لما أصبحت تتوتر كثيرا عندما يقترب منها كثيرا و عندما ينظر لها تحاول أن تتماسك ، أصبحت تفكر نحوه بشكل غريب و جديد ، إلى أين سوف تقودها مشاعرها و لكن تعلم أنها هالكة لا محالة ، فقد شهد قلبها هزت عنيفة جدا اليوم عندما وقعت عينها بعين ساري اليوم و عندما نظر لها بغضب شعرت أنها سوف تنهار و أصبح يؤثر بها إلى حد اللعنات و لكن ما هذا و بها أوليس هذا هو نفسه ساري شقيق روحها و صديق عمرها ؟؟؟
و لكن ما و من هذه المشاعر الغريبة؟؟؟
.
.
.
سبانا فكرت أن ساري يحب سجى و تلك الغبية لا تفهم هذا و قد أكد لها إياد مشاعر صديقه هذه عندما قال لها انا واقع بك أكثر من صديقي المتيم بشقيقتك
لم تعلم ما تقول حينها و لكن ذلك الغبي أبتسم لها و أخبرها انها ستحبه رغما عنها و سيتزوجها ، يال ذلك المجنون سوف تقتله يوما من يظن نفسه ذلك الابله ، لن تفكر به لأنها مشغولة بكيف تجعل شقيقتها تفهم مشاعر ساري ، فهي تحترمه كثيرا ليس مثل الغبي مجتبى الذي استغل مشاعرها و استهلك كل وقت أختها ، فقط لو امسكته بيديها سوف تقتله ، و لكن ما يهم الآن هو ساري فهو يستحق من شقيقتها أن تعطيه فرصة و يستحق سجى لانه طيب القلب و خلوق و مهذب كما أنه يحب سجى الإنسانة و ليست سجى كمال الفتاة جميلة الشكل فقط ، لاحظت أنه يعلم كل تفاصيل صغيرة و كبيرة بأختها و بأدق التفاصيل و يعاملها كأنها شئ غالي و ثمين يخشى أن يفقده و يحب أن يغرقها بالاهتمام الغير مزيف ، و هذا لا يفعله إلا عاشق حقيقي و شخص يحب ب اخلاص و ساري عاشق و مغرم بل متيم جدا بأختها .....
.
.
في اليوم التالي سجى لم تخرج و اليوم الذي يليه و لم ترد على ساري و لم تتحدث معه و لم تخاطبه و كل مرة يزيد قلقها كثيرا و لا تعلم ما تفعل و لكن اتصل بها رقم غريب فلم ترد بالمرة الأولى و لكن بعد عدة مكالمات ردت و هي خائفة و اكتشفت أنها والدة ساري فتحدثت معها بكل أريحية و سألتها لما لا ترد على ابنها الذي يبدو غاضب و سيلتهم فيل ، ضحكت سجى و أخبرتها أنها خائفة منه و لا تعلم ماذا فعلت ليبعث لها تلك النظرات النارية
.....
تفاجئت سجى عندما سمعت صوت ساري الذي يقول " إذن الطفلة ترد على امي و لا ترد علي ؟؟
نطقت سجى من دون أن تشعر " هذا ليس عدلا انت تغش !!
ضحكت سمر من قلبها على سجى و ساري الذي قال " و تقولين أنك لست طفلة ؟؟
قالت بغضب " أنا لست طفلة و انت مخادع و غشاش و مخيف ..
قال بغضب " بل طفلة كبيرة و سوف تصيبيني بجلطة و انا لست مخيف
قالت " بل مخيف و تهددني بنظراتك و تريد مني أن أرد عليك حقا ؟؟!
قال " انا لا اهددك بل أحذرك و لكن إن توجب علي التهديد سوف افعل ذلك ..
قالت بغضب و حيرة " و لكن ماذا فعلت انا ؟؟
قال " انت حقا وقحة ؟ بل فعلت لما كان عليك المزاح و التحدث بكل تلك العفوية مع إياد و شقيقه ، ثم لما كان عليك ارتداء ذلك الفستان و الظهور بذلك الجمال هل تحاولين ابهار أحد ؟؟
قالت " أولا إياد و أيمن إخوتي و أعرفهم قبلك و ليس لي معهم شئ ، ثم ذلك الفستان لم يكن بذلك الجمال و انا مبهرة في كل حالاتي إن أعجبك هذا ام لا
قال بغضب " ليسوا اخوتك هل تفهمين و اقسم لك يا سجى لو رأيتك تمزحين معهم هكذا مرة أخرى سوف ترين شيئا مني لن يعجبك ، و اذا رأيتك تضعين زينة هكذا مرة أخرى سوف لن يعجبك ما سأفعل ..
قالت " انت شخص معقد و ذو رأس فارغ و سوف افعل ما أريد
قال " إن كنت امرأة أفعليها يا سجى كمال و سوف ترين شعاع ، ثم غدا من الصباح أراك في وجهي و اقسم لك و تعلمين أنني لا امزح إن لم تأتي سوف تريني بوجهك في منزلك يا سجى ...
ثم أغلق الهاتف بوجهها و خرج غاضبا من المنزل وسط نظرات سمر البلهاء و اخويه الذين دخلوا مستغربين غضب شقيقهم الغير مبرر و منذ متى ساري يسمح لأي أحد يجعله يغضب لهذه الدرجة ، ثم ما هذه النظرة البلهاء على وجه والدتهم ؟؟
فجأة ضحكت سمر بقوتها و كانت عيناها تلمع و هي تقول " والله يعشقها ، بل هو مغرم حد النخاع ، لقد فكت عقدة جيداء ، لعنة الله عليها و على سيرتها ، تلك الحلوة قطعة المارشميللو سجى ، فليبارك الله في عمرها ...ثم ذهب للمطبخ و هي تصفق مثل الأطفال
.
.
.
.
سجى جلست متوترة بعد كلمات ساري و لكن إحساس التمرد الذي يعتريها جعلها تعاند نفسها حتى بعد أن اخبرتها سبانا التي سمعت الحديث بأنه يجب ألا تكابر و تذهب لمصلحتها و لكن لن تكون سجى إن لم تفعل ما تريد حتى و إن كانت تعلم أنها سوف تندم كثيرا ...
.
.
أما عقاب فقد تفاجئ برغم غريب يتصل عليه و عندما رد و علم صاحب الرقم و الذي تحدث معه بكل صدق و إحترام ، كان ينصت بكل أذنه و قلبه و هو يسمع حديث الشخص الذي يهاتفه ، تفاجئ كثيرا بالبداية و لكنه رويدا رويدا بدأ يتفهم و بدأ يعجب بشجاعة ذلك الشخص و رجاحة عقله ، أغلق الهاتف بعد مكالمة استمرت نصف ساعة كاملة و ثم قبل أن يتحرك دخل عليه أيمن بمكالمة أخرى و أبتسم لانه يعلم عما يريد أن يسأل أيمن و بعد الحديث مع أيمن الذي وعده بأن يأتي غدا ذهب إلى غرفة والديه مباشرة ليتحدث مع والديه بموضوع مهم جدا و لا يستحق التأجيل ....
.
.
عندما استيقظت سجى كانت متوترة لأنها قضت ليلة متعبة و غير مريحة ، لأنها كانت تفكر بكلام ساري و تهديده و عندما انتصف النهار ضحكت و قالت من يظن نفسه يهدد سجى كمال هااا ، و الآن انتصف النهار و لن يأتي ثم أنا هي الغبية من أين سوف يعلم لوح الثلج ذلك بيتنا ، اضحكني جدا ... بعدها سمعت صوت جرس الباب فذهب و شعرها مبعثر جدا و كانت ترتدي ملابس اطفال حقا و بدت مثلهم و عندما فتحت الباب تفاجئت بالطارق الذي صدمها ....
كانت سجى جالسة في غرفتها تتذكر ليلة البارحة التي كاد أن يتوقف قلبها بسببها ، تذكرت عندما فتحت الباب و وجدت ساري بوجهها و هو يبتسم لها بمكر و هي تقسم في تلك اللحظة أن توقف قلبها عن العمل تماما ، لا تعلم حتى متى دخل المنزل و معه عساف الذي كان يخاطبه و هو يقول ادخل يا صديقي ماذا ؟؟ منذ متى و عساف شقيقها الشقي و حائط برلين هذا أصدقاء ؟ ... و الصدمة الأخرى كانت عندما ابعدها عقاب عن الباب و هو يرحب بساري كأنه شقيقه الثالث ... و ما أثار صدمتها أكثر هو نظرة ساري المستفزة و قوله " ادخلي يا زوجتي المستقبلية لا أحب أن أراك واقفة في الباب هكذا تستقبلين الآخرين ...
لم تعرف ما ترد سوى أنها فتحت فمها مثل الأطفال بصدمة كبرى على هذه المسرحية التي تحدث أمام عينيها ، شقيقاها و ساري منذ متى و هم أصدقاء هكذا و لكن مهلا من أين أتى أيمن و ما سبب قدومه و أيضا من هذا الفتى الغريب الذي يشبه ساري ؟؟ و إياد أيضا هنا؟؟ هل يمزحون معها ؟؟
بعدها أدخلها عساف إلى غرفتها و هو يعلم أنها في حالة صدمة مما يحدث ، كان يضحك على ملامح اخته فقدت بدت حقا طفلة بلهاء ، كانت تسمع أصوات الضحك و الحديث الغير واضح و عندما طلبت منها والدتها ارتداء شئ ما و الخروج لتقابل ساري كان هذا شئ آخر يصدمها ، لم تفعل شئ سوى أنها خرجت بما كانت ترتدي ، ذهب الجميع كأنهم يعلمون أنها لن تبدل ما ترتدي عدا الشاب الغريب الذي كان يقف مستعدا للذهاب بعد قدومها إذ يبدو أنه ينتظر أن يتعرف عليها و ساري الذي كان يبتسم بغضب نحوها ، تحدث ساري و قال " هذه شقيقي الأصغر سنان و هذه زوجة أخيك سجى ... مدت سجى يدها الى سنان الذي كان يشبه المراهقين و لكنه اكبر ، و قالت " مرحبا اخي ... و أبتسم لها بود و هو يقول " أهلا بأختي الجديدة ... بعدها تنبهت سجى لقول ساري و انفجرت قائلة " زوجة من يا حائط برلين انت .... رد ساري " انا طبعا إن لم يعجبك .... قالت " أجل لم يعجبني ، قم كيف أتيت إلى هنا و من أعطاك العنوان ...
رد " هذا لا يخصك ، ثم ما هذه الملابس و كيف تخرجين هكذا ، لا تثيري غضبي
قالت " الله الله يا ساري
رد " سوف تتزوجيني عما قريب و لن تكوني لغيري يا طفلة
قالت " اذهب إلى الجحيم
قال " سوف نذهب معا إلى هناك
ثم ذهب و تركها تغلي من الغضب ، و تذكرت بعدها كيف تحدث معها والديها و اشقائها بعد ذهاب الضيوف و اخبروها أن ساري و عائلته سوف يقيمون خطبة رسمية بعد شهر نظرا لظروف والدته الصحية ، هم حتى لم يأخذوا رأيها ، كان عساف و سبانا يضحكون على ردة فعلها الطفولية و المضحكة ....
بعدها عادت إلى الواقع و سمعت صوت والدتها و هي تخبرها أن تخرج للصالة فقد جائت خالتها و أبنائها ، و بالحديث عن خالاتها هم أشخاص ذو الوجهين و غيورين جدا من والدتها و من اسرتهم ، يبدون عكس ما يخفون في قلوبهم ، انانيين و مستفزين جدا و يلبسون وجوه التصنع و النفاق و الكذب ...
سجى كانت وسط كل هذه المعمعة التي تحدث تشعر بالقرف من خالتها و بناتها ، لديها ابنتان رغد و روان ، رغد هي الكبيرة و اصغر من سجى بعام اما روان كانت في العاشرة من عمرها ، سجى كانت تحبها جدا بالرغم من أنها طفلة مدللة جدا لكنها كانت تحب سجى بصدق و كانت سجى تحبها أيضا و لكن خائفة من أن تنقلب عليها عندما تكبر و يصبح الحب غيرة و كره كما حدث مع رغد ، لا تعلم ماذا حدث لكي تتغير نحوها هكذا ، دائما كانت تغرقها بالهدايا و تهتم بها و تحبها و تعتبرها صديقتها المفضلة و تحكي لها أسرارها كلها و لكنها أكتشفت أنها قامت بتربية أفعى ذات رأسين ، لا تعلم معنى كل التضحيات التي قدمتها لها سجى ، منذ صغرها تعلم أن خالتها رويدا لا تحبها و لكن كلما كبرت تيقنت أنها تكرهها و لا تحبها و لكن لم تعلم أنها أرضعت رغد كرهها ، فعندما كانت صغيرة كانت تحبها بصدق و لكن الآن هي تشك بذلك و لكن بالرغم من ذلك هي تحبها و لا تتمنى لها سوى الخير ، خافت أن تصبح روان مثل والدتها و شقيقتها ، خافت ألا تستطيع أن تنظر بوجهها مثل رغد ، فهي الآن لا تتحمل أن ترى وجهها المنافق أمامها ، عندما سمعت خالتها و هي تقول لوالدتها كيف حدثت تلك الخطبة بسرعة و تحاول أن تخرج والدتها أنانية و تخفي عنهم الأشياء و هذا ما يفعلونه خالاتها و ليست والدتها ... عاد بها التفكير إلى ذلك الغبي الذي اوقعها في تلك الورطة و حملت هاتفها غاضبة إلى غرفتها و اتصلت على رقم خالتها سمر و عندما ردت " أهلا بقطعة السكر
ضحكت لا اراديا بالرغم من غضبها و قالت " ماذا أفعل انا كنت غاضبة و لا أريد أن اضحك
قالت سمر بضحك " الحمد لله اضحكنا القمر
ردت سجى بغضب قليل " خالتي
ضحكت سمر و قالت " ماذا يريد القمر
قالت " ألا تعلمين ما فعل أبنك ، انا غاضبة جدا جدا منه و لا أريد التحدث معه بعد الآن
قالت سمر " و ماذا فعل خيبتي
ردت سجى " لا تتحدثي هكذا يا خالتي انا لا احب ان يتحدث أحدهم بالشر عن ساري حتى لو كنت انت و هو ليس خيبة ساري رجل بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...
ضحكت سمر بصدمة و هي تنظر لإبنها الذي سمع كل حديث سجى منذ البداية و ردت " كم هو محظوظ ذلك الحائط
ضحكت سجى و قالت " هذا ليس حديث نقاشنا يا خالتي ، و لكن الآن انا غاضبة جدا منه اسمعي ما فعل الغبي ....، و بدأت سجى تقص على سمر التي كانت تجلس هي و أبنائها الأربعة يستمعون ، سمعت سمر هذا بصدمة لأنها وحدها من كانت مصدومة هي و بناتها و لم تصدق سيلا ما فعل شقيقها اما سنان كان يضحك بشدة و هو يقول " هذا هو شقيقي الشجاع .....،
كانت سجى منفعلة جدا و هي تحكي و تصرخ أحيانا و تقلد ساري بطريقة مضحكة و هذا جعل سيلا تنفجر بالضحك ، أخيرا جائت من تضع أنف شقيقها بالأرض و هذا ممتع جدا ....
.
.
.
استغربت سجى اتصال ساري لها مباشرة بعد عودتهم للمنزل و قد بدا غاضب جدا و هو يطلب منها أن تقابله في اليوم التالي ، لا تعلم لما كان يبعث لها نظرات نارية و هي تتحدث إلى إياد أو أيمن ، هما مثل شقيقيها تماما خصوصا أيمن الذي تعودوا عليه منذ الصغر و كان يتسلط عليها مثل عقاب تماما ، أيمن مثل الاخ الكبير لها و أيضا هي خائفة من ساري هذه المرة لا تعلم لما و لكن لن تذهب و تقابله لو على جثتها ، فساري لا يغضب عليها إلا لو فعلت شئ خاطئ و لكن هي لم تفعل شئ خطأ و لا تتذكر هذا أبدا و أيضا لا تعلم لما أصبحت تتوتر كثيرا عندما يقترب منها كثيرا و عندما ينظر لها تحاول أن تتماسك ، أصبحت تفكر نحوه بشكل غريب و جديد ، إلى أين سوف تقودها مشاعرها و لكن تعلم أنها هالكة لا محالة ، فقد شهد قلبها هزت عنيفة جدا اليوم عندما وقعت عينها بعين ساري اليوم و عندما نظر لها بغضب شعرت أنها سوف تنهار و أصبح يؤثر بها إلى حد اللعنات و لكن ما هذا و بها أوليس هذا هو نفسه ساري شقيق روحها و صديق عمرها ؟؟؟
و لكن ما و من هذه المشاعر الغريبة؟؟؟
.
.
.
سبانا فكرت أن ساري يحب سجى و تلك الغبية لا تفهم هذا و قد أكد لها إياد مشاعر صديقه هذه عندما قال لها انا واقع بك أكثر من صديقي المتيم بشقيقتك
لم تعلم ما تقول حينها و لكن ذلك الغبي أبتسم لها و أخبرها انها ستحبه رغما عنها و سيتزوجها ، يال ذلك المجنون سوف تقتله يوما من يظن نفسه ذلك الابله ، لن تفكر به لأنها مشغولة بكيف تجعل شقيقتها تفهم مشاعر ساري ، فهي تحترمه كثيرا ليس مثل الغبي مجتبى الذي استغل مشاعرها و استهلك كل وقت أختها ، فقط لو امسكته بيديها سوف تقتله ، و لكن ما يهم الآن هو ساري فهو يستحق من شقيقتها أن تعطيه فرصة و يستحق سجى لانه طيب القلب و خلوق و مهذب كما أنه يحب سجى الإنسانة و ليست سجى كمال الفتاة جميلة الشكل فقط ، لاحظت أنه يعلم كل تفاصيل صغيرة و كبيرة بأختها و بأدق التفاصيل و يعاملها كأنها شئ غالي و ثمين يخشى أن يفقده و يحب أن يغرقها بالاهتمام الغير مزيف ، و هذا لا يفعله إلا عاشق حقيقي و شخص يحب ب اخلاص و ساري عاشق و مغرم بل متيم جدا بأختها .....
.
.
في اليوم التالي سجى لم تخرج و اليوم الذي يليه و لم ترد على ساري و لم تتحدث معه و لم تخاطبه و كل مرة يزيد قلقها كثيرا و لا تعلم ما تفعل و لكن اتصل بها رقم غريب فلم ترد بالمرة الأولى و لكن بعد عدة مكالمات ردت و هي خائفة و اكتشفت أنها والدة ساري فتحدثت معها بكل أريحية و سألتها لما لا ترد على ابنها الذي يبدو غاضب و سيلتهم فيل ، ضحكت سجى و أخبرتها أنها خائفة منه و لا تعلم ماذا فعلت ليبعث لها تلك النظرات النارية
.....
تفاجئت سجى عندما سمعت صوت ساري الذي يقول " إذن الطفلة ترد على امي و لا ترد علي ؟؟
نطقت سجى من دون أن تشعر " هذا ليس عدلا انت تغش !!
ضحكت سمر من قلبها على سجى و ساري الذي قال " و تقولين أنك لست طفلة ؟؟
قالت بغضب " أنا لست طفلة و انت مخادع و غشاش و مخيف ..
قال بغضب " بل طفلة كبيرة و سوف تصيبيني بجلطة و انا لست مخيف
قالت " بل مخيف و تهددني بنظراتك و تريد مني أن أرد عليك حقا ؟؟!
قال " انا لا اهددك بل أحذرك و لكن إن توجب علي التهديد سوف افعل ذلك ..
قالت بغضب و حيرة " و لكن ماذا فعلت انا ؟؟
قال " انت حقا وقحة ؟ بل فعلت لما كان عليك المزاح و التحدث بكل تلك العفوية مع إياد و شقيقه ، ثم لما كان عليك ارتداء ذلك الفستان و الظهور بذلك الجمال هل تحاولين ابهار أحد ؟؟
قالت " أولا إياد و أيمن إخوتي و أعرفهم قبلك و ليس لي معهم شئ ، ثم ذلك الفستان لم يكن بذلك الجمال و انا مبهرة في كل حالاتي إن أعجبك هذا ام لا
قال بغضب " ليسوا اخوتك هل تفهمين و اقسم لك يا سجى لو رأيتك تمزحين معهم هكذا مرة أخرى سوف ترين شيئا مني لن يعجبك ، و اذا رأيتك تضعين زينة هكذا مرة أخرى سوف لن يعجبك ما سأفعل ..
قالت " انت شخص معقد و ذو رأس فارغ و سوف افعل ما أريد
قال " إن كنت امرأة أفعليها يا سجى كمال و سوف ترين شعاع ، ثم غدا من الصباح أراك في وجهي و اقسم لك و تعلمين أنني لا امزح إن لم تأتي سوف تريني بوجهك في منزلك يا سجى ...
ثم أغلق الهاتف بوجهها و خرج غاضبا من المنزل وسط نظرات سمر البلهاء و اخويه الذين دخلوا مستغربين غضب شقيقهم الغير مبرر و منذ متى ساري يسمح لأي أحد يجعله يغضب لهذه الدرجة ، ثم ما هذه النظرة البلهاء على وجه والدتهم ؟؟
فجأة ضحكت سمر بقوتها و كانت عيناها تلمع و هي تقول " والله يعشقها ، بل هو مغرم حد النخاع ، لقد فكت عقدة جيداء ، لعنة الله عليها و على سيرتها ، تلك الحلوة قطعة المارشميللو سجى ، فليبارك الله في عمرها ...ثم ذهب للمطبخ و هي تصفق مثل الأطفال
.
.
.
.
سجى جلست متوترة بعد كلمات ساري و لكن إحساس التمرد الذي يعتريها جعلها تعاند نفسها حتى بعد أن اخبرتها سبانا التي سمعت الحديث بأنه يجب ألا تكابر و تذهب لمصلحتها و لكن لن تكون سجى إن لم تفعل ما تريد حتى و إن كانت تعلم أنها سوف تندم كثيرا ...
.
.
أما عقاب فقد تفاجئ برغم غريب يتصل عليه و عندما رد و علم صاحب الرقم و الذي تحدث معه بكل صدق و إحترام ، كان ينصت بكل أذنه و قلبه و هو يسمع حديث الشخص الذي يهاتفه ، تفاجئ كثيرا بالبداية و لكنه رويدا رويدا بدأ يتفهم و بدأ يعجب بشجاعة ذلك الشخص و رجاحة عقله ، أغلق الهاتف بعد مكالمة استمرت نصف ساعة كاملة و ثم قبل أن يتحرك دخل عليه أيمن بمكالمة أخرى و أبتسم لانه يعلم عما يريد أن يسأل أيمن و بعد الحديث مع أيمن الذي وعده بأن يأتي غدا ذهب إلى غرفة والديه مباشرة ليتحدث مع والديه بموضوع مهم جدا و لا يستحق التأجيل ....
.
.
عندما استيقظت سجى كانت متوترة لأنها قضت ليلة متعبة و غير مريحة ، لأنها كانت تفكر بكلام ساري و تهديده و عندما انتصف النهار ضحكت و قالت من يظن نفسه يهدد سجى كمال هااا ، و الآن انتصف النهار و لن يأتي ثم أنا هي الغبية من أين سوف يعلم لوح الثلج ذلك بيتنا ، اضحكني جدا ... بعدها سمعت صوت جرس الباب فذهب و شعرها مبعثر جدا و كانت ترتدي ملابس اطفال حقا و بدت مثلهم و عندما فتحت الباب تفاجئت بالطارق الذي صدمها ....
كانت سجى جالسة في غرفتها تتذكر ليلة البارحة التي كاد أن يتوقف قلبها بسببها ، تذكرت عندما فتحت الباب و وجدت ساري بوجهها و هو يبتسم لها بمكر و هي تقسم في تلك اللحظة أن توقف قلبها عن العمل تماما ، لا تعلم حتى متى دخل المنزل و معه عساف الذي كان يخاطبه و هو يقول ادخل يا صديقي ماذا ؟؟ منذ متى و عساف شقيقها الشقي و حائط برلين هذا أصدقاء ؟ ... و الصدمة الأخرى كانت عندما ابعدها عقاب عن الباب و هو يرحب بساري كأنه شقيقه الثالث ... و ما أثار صدمتها أكثر هو نظرة ساري المستفزة و قوله " ادخلي يا زوجتي المستقبلية لا أحب أن أراك واقفة في الباب هكذا تستقبلين الآخرين ...
لم تعرف ما ترد سوى أنها فتحت فمها مثل الأطفال بصدمة كبرى على هذه المسرحية التي تحدث أمام عينيها ، شقيقاها و ساري منذ متى و هم أصدقاء هكذا و لكن مهلا من أين أتى أيمن و ما سبب قدومه و أيضا من هذا الفتى الغريب الذي يشبه ساري ؟؟ و إياد أيضا هنا؟؟ هل يمزحون معها ؟؟
بعدها أدخلها عساف إلى غرفتها و هو يعلم أنها في حالة صدمة مما يحدث ، كان يضحك على ملامح اخته فقدت بدت حقا طفلة بلهاء ، كانت تسمع أصوات الضحك و الحديث الغير واضح و عندما طلبت منها والدتها ارتداء شئ ما و الخروج لتقابل ساري كان هذا شئ آخر يصدمها ، لم تفعل شئ سوى أنها خرجت بما كانت ترتدي ، ذهب الجميع كأنهم يعلمون أنها لن تبدل ما ترتدي عدا الشاب الغريب الذي كان يقف مستعدا للذهاب بعد قدومها إذ يبدو أنه ينتظر أن يتعرف عليها و ساري الذي كان يبتسم بغضب نحوها ، تحدث ساري و قال " هذه شقيقي الأصغر سنان و هذه زوجة أخيك سجى ... مدت سجى يدها الى سنان الذي كان يشبه المراهقين و لكنه اكبر ، و قالت " مرحبا اخي ... و أبتسم لها بود و هو يقول " أهلا بأختي الجديدة ... بعدها تنبهت سجى لقول ساري و انفجرت قائلة " زوجة من يا حائط برلين انت .... رد ساري " انا طبعا إن لم يعجبك .... قالت " أجل لم يعجبني ، قم كيف أتيت إلى هنا و من أعطاك العنوان ...
رد " هذا لا يخصك ، ثم ما هذه الملابس و كيف تخرجين هكذا ، لا تثيري غضبي
قالت " الله الله يا ساري
رد " سوف تتزوجيني عما قريب و لن تكوني لغيري يا طفلة
قالت " اذهب إلى الجحيم
قال " سوف نذهب معا إلى هناك
ثم ذهب و تركها تغلي من الغضب ، و تذكرت بعدها كيف تحدث معها والديها و اشقائها بعد ذهاب الضيوف و اخبروها أن ساري و عائلته سوف يقيمون خطبة رسمية بعد شهر نظرا لظروف والدته الصحية ، هم حتى لم يأخذوا رأيها ، كان عساف و سبانا يضحكون على ردة فعلها الطفولية و المضحكة ....
بعدها عادت إلى الواقع و سمعت صوت والدتها و هي تخبرها أن تخرج للصالة فقد جائت خالتها و أبنائها ، و بالحديث عن خالاتها هم أشخاص ذو الوجهين و غيورين جدا من والدتها و من اسرتهم ، يبدون عكس ما يخفون في قلوبهم ، انانيين و مستفزين جدا و يلبسون وجوه التصنع و النفاق و الكذب ...
سجى كانت وسط كل هذه المعمعة التي تحدث تشعر بالقرف من خالتها و بناتها ، لديها ابنتان رغد و روان ، رغد هي الكبيرة و اصغر من سجى بعام اما روان كانت في العاشرة من عمرها ، سجى كانت تحبها جدا بالرغم من أنها طفلة مدللة جدا لكنها كانت تحب سجى بصدق و كانت سجى تحبها أيضا و لكن خائفة من أن تنقلب عليها عندما تكبر و يصبح الحب غيرة و كره كما حدث مع رغد ، لا تعلم ماذا حدث لكي تتغير نحوها هكذا ، دائما كانت تغرقها بالهدايا و تهتم بها و تحبها و تعتبرها صديقتها المفضلة و تحكي لها أسرارها كلها و لكنها أكتشفت أنها قامت بتربية أفعى ذات رأسين ، لا تعلم معنى كل التضحيات التي قدمتها لها سجى ، منذ صغرها تعلم أن خالتها رويدا لا تحبها و لكن كلما كبرت تيقنت أنها تكرهها و لا تحبها و لكن لم تعلم أنها أرضعت رغد كرهها ، فعندما كانت صغيرة كانت تحبها بصدق و لكن الآن هي تشك بذلك و لكن بالرغم من ذلك هي تحبها و لا تتمنى لها سوى الخير ، خافت أن تصبح روان مثل والدتها و شقيقتها ، خافت ألا تستطيع أن تنظر بوجهها مثل رغد ، فهي الآن لا تتحمل أن ترى وجهها المنافق أمامها ، عندما سمعت خالتها و هي تقول لوالدتها كيف حدثت تلك الخطبة بسرعة و تحاول أن تخرج والدتها أنانية و تخفي عنهم الأشياء و هذا ما يفعلونه خالاتها و ليست والدتها ... عاد بها التفكير إلى ذلك الغبي الذي اوقعها في تلك الورطة و حملت هاتفها غاضبة إلى غرفتها و اتصلت على رقم خالتها سمر و عندما ردت " أهلا بقطعة السكر
ضحكت لا اراديا بالرغم من غضبها و قالت " ماذا أفعل انا كنت غاضبة و لا أريد أن اضحك
قالت سمر بضحك " الحمد لله اضحكنا القمر
ردت سجى بغضب قليل " خالتي
ضحكت سمر و قالت " ماذا يريد القمر
قالت " ألا تعلمين ما فعل أبنك ، انا غاضبة جدا جدا منه و لا أريد التحدث معه بعد الآن
قالت سمر " و ماذا فعل خيبتي
ردت سجى " لا تتحدثي هكذا يا خالتي انا لا احب ان يتحدث أحدهم بالشر عن ساري حتى لو كنت انت و هو ليس خيبة ساري رجل بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...
ضحكت سمر بصدمة و هي تنظر لإبنها الذي سمع كل حديث سجى منذ البداية و ردت " كم هو محظوظ ذلك الحائط
ضحكت سجى و قالت " هذا ليس حديث نقاشنا يا خالتي ، و لكن الآن انا غاضبة جدا منه اسمعي ما فعل الغبي ....، و بدأت سجى تقص على سمر التي كانت تجلس هي و أبنائها الأربعة يستمعون ، سمعت سمر هذا بصدمة لأنها وحدها من كانت مصدومة هي و بناتها و لم تصدق سيلا ما فعل شقيقها اما سنان كان يضحك بشدة و هو يقول " هذا هو شقيقي الشجاع .....،
كانت سجى منفعلة جدا و هي تحكي و تصرخ أحيانا و تقلد ساري بطريقة مضحكة و هذا جعل سيلا تنفجر بالضحك ، أخيرا جائت من تضع أنف شقيقها بالأرض و هذا ممتع جدا ....