الفصل الثاني
سجى جلست تفكر أنها منذ أيام لم تتحدث مع ساري ، فكرت أن تطمئن عليه و تتصل و قد فعلت ذلك لأنها لم تتردد يوما في محادثة ساري و لم تظن أن عليها أن تفكر فهو الوطن الوحيد الذي تلجأ له في كل وقت ، اتصلت و لم يرد عليها و مكالمة أخرى لم يرد ، فقبض قلبها من القلق و لم ترتاح للموضوع لأن ساري حتى لو كان مشغول يرد عليها و يخبرها أنه سيعاود الإتصال بها لاحقا ، حاولت ألا تكون إيجابية و تفكر أنه فقط نائم ليس إلا و لكن كان التفكير يأكل رأسها ، حتى غفت و هي تفكر بصديقها الذي قلقت عليه كثيرا
... استيقظت و فتحت هاتفها علها تجد رسالة أو مكالمة من صديقها و لكن لم تجد فقامت بدخول مواقع التواصل الاجتماعي و فوجئت بصور للغبي الذي كانت على علاقة به مع فتيات و هو يبدو في غاية السعادة ، اوجع هذا قلبها و لكن اغلقت الهاتف حتى لا ترى هذا و حاولت الانشغال بأي شئ عدا التفكير في من لا يستحق ذلك أبدا ...
.
.
بعدها بيومين ذهبت إلى مشفى المدينة مع سبانا فقد كانت تعاني من إرهاق غير طبيعي و رشح قليل ، و هناك و هي تأخذ نتيجة التحاليل من المختبر لمحت طيفا من بعيد ينظر لها و إذا به ساري و لكن نظرت له و لم تعيدها و ذهبت في سبيل حالها فقد كانت منزعجة منه كثيرا اذا لم يعاود الاتصال بها و قد أصابها القلق كثيرا عليه ، و عندما كانت في الطريق نحو الخارج وجدت إياد أيضا بالمشفى و قد سألته هل هم بخير و هل ليا على ما يرام ، فأخبرها أنه هنا لزيارة والدة صديقه فقد أصيبت بصدمة سكري و هي هنا منذ يومين و كانت تقف معه و تتحدث حتى جائت سبانا المتعب و نظر لها و هو يقول " إذن سليطة اللسان هي المريضة ، نظرت لها بتعب و هي تقلب عينيها و قد ردت " سليطة اللسان هذه متعبة و لكن لديها يدان تسبقانها اذا غضبت ..، ضحك إياد بشدة على هذه الفتاة الغريبة العجيبة التي تألم قلبه لرؤيتها هكذا و لكن ما باليد حيلة ...
بعدها بثوان كان ساري يقف قربهم و هو ينظر لسجى التي حاولت الذهاب و لكنه امسكها من يدها و هو ينظر لصديقه و قال بضيق " من أين تعرف هذه الطفلة .. فهم إياد مشاعر صديقه الذي يشعر بالضيق الواضح على ملامحه ، ضحك بسره و هو يقول " شقيقة عقاب
، نظر له ساري نظرت و من هو هذا فرد إياد " صديق أيمن و هي أيضا صديقة ليا هي و سليطة اللسان أختها هذه ... نظر ساري نحو سجى بعمق و هو يمسك يدها و قد قال " لنذهب سوف نتحدث قليلا يا طفلتي الغاضبة ..، نظرت له سجى نظرة لا أريد و لكنه سبقها و قال و هو يجرها خلفه " اعذرينا يا سبانا و لكن انا و شقيقتك سوف نتحدث قليلا .. ثم أخذ سجى و ذهب ..
.
.
.
اخذ ساري سجى إلى غرفة والدته التي بدت تتعافى و هي مستيقظة و قد قال " سمر هذه هي سجى ..، ثم نظر إلى سجى و قال " هذه سمر ، امي و قد مرت بوعكة صحية منذ يومين ..
نظرت لها سجى التي كانت متفاجئة و قد عتبت على نفسها كثيرا و صديقها الصدوق يمر بظروف كهذه و لم تشعر بنفسها و هي تذرف الدموع و تمسك يد سمر بعطف و هي تقول " هل أنت بخير الآن ؟؟
سمر أثلج قلبها رقة سجى و جمالها البريئ الذي يشبه أزهار الزنبق الأحمر ، ابتسمت بود و حب و قالت " بخير يا قطعة السكر ، كيف حالك انت ...
ردت سجى بعفوية " بخير و لكنني كنت قلقة على حائط برلين هذا ...
ضحكت سمر بكل طاقتها و قد شعرت أن أبنها هالك لا محالة فمن لا يقع في حب طفلة مدللة و جميلة مثل سجى و إن لم يفعل لكانت شكت في أمره ...
فقال ساري الذي يقف خلفها و هو يبتسم بود " طفلة دائما و لن تكبري أبدا ... فنظرت له بحنق و هي تقول " قلت لك الف مرة لست طفلة يا هذا و لكن الله الله فهمك عال جدا ..
قال ساري " لست طفلة أحد و لكنك طفلتي الغبية انا وحدي سواء أعجبك هذا ام لا ..
نظرت سجى نحو سمر و هي تقول بغضب " أرأيت يا خالتي ابنك وقح جدا .... ضحكت سمر و قالت " سأتاكد أن يخاطبك بأدب يا حلوتي ..
ثم قبلتها سجى مستعجلة و كانت تتحدث بسرعة أن أختها مريضة و هي متعبة و تنتظرها و لا تتفق مع إياد أبدا و يمكن أن يكونوا قد أحرقوا بعضهم البعض ، ثم ركضت نحو الخارج و قد اصطدمت مع فتاة و أعتذرت و هي تركض ...
.
.
.
عندما دخلت سيلا إلى غرفة والدتها و قد استغربت الفتاة الجميلة التي تركض خارجة مسرعة ، كانت تبدو كطفلة حقا و منظرها لطيف ، و قد دخلت وسط ضحك والدتها و شقيقها الأصغر ساري ، سألت من هذه الجميلة فقالت سمر " عروس أخيك
نظرت لها سيلا و هي تبتسم ببلاهة و قد قالت مندفعة " الآن يا امي أخبريني كل شئ ، هيا هيا يجب أن نقيم خطبة رسمية على الأقل قبل أن أعود إلى زوجي و صغاري ... ثم بدأت تتحدث من دون توقف فنظر لها ساري نظرة ميؤس منها ، فهو يعلم أن أخته الكبرى و التي يملك غيرها سلاف و سنان و هما أسوأ الكائنات على وجه الأرض ، اخته لن تتوقف حتى تعلم كل شئ و لن تتركه بحاله حتى تراه متزوجا فهذا حلم حياتها ، تحب أن تتحكم فيه و تراه سعيدا رغما عنه ، يعلم أن هذا من حبها الشديد له و لكن سلاطة سيلا هذه لا يوجد مثلها أبدا ....
.
.
عندما عادت الفتيات للمنزل وجدن عقاب في انتظارهم و قد كان قلق جدا فهو عندما خرج لم يكن يعلم أن شقيقته مريضة و كان يريد اللحاق بهما و لكن ها هما الآن هنا ، كان يسأل متلهفا و يلمس في وجه اخته ليتأكد أنها لا تعاني من الحمى ، عساف ليس هنا فقد خرج في رحلة مع أصدقائه منذ أسبوع و لم يعد و والده بالعمل و امه قد سافرت إلى خالته فهي مريضة و هو المسئول و لن يسامح نفسه إذا تأذى إخوته لو بخدش ، فهم مثل أبنائه ، و الفتيات ضعيفات يحتاجون سند خلفهم و هو الأكبر من عساف و عليه مسؤوليتهم كلهم و لن يرضى أن تذهب أخواته وحدهن للمشفى ، فهو رجلهم و سندهم و بمقام الأب لهم ، لذا عتب على سجى التي لم تتصل به و تخبره لكان لحق بهم و لكن أخبرته انهم لم يريدوا أن يتعبوه فقد جاء من رحلة العمل الطويلة تلك مرهقا جدا و هذا زاد غضبه و هو يصرخ انهم اهم من كل شئ و عندما دخل كمال و وجد هذا المنظر شعر أنه مطمئن فحب اولاده لبعضهم البعض يحميهم من كل شر يصيبهم حتى لو كان سيكون مرتاح أن لديه ابن مسؤؤل مثل عقاب ...
سجى كانت تفكر كيف لها أن تشعر بأن ساري ملكا لها وحدها ، لا تعلم لما شعرت بضيق شديد في قلبها عندما رأت تلك الجميلة تدخل غرفة والدته و هي كانت خارجة مسرعة نحو سبانا ، كانت تريد العودة لتتحقق من هي و لكن كرامتها و عندما تحدثت مع ساري بالليل لم تعلم ماذا تفعل فقد كان لسانها يريد النطق من تلك و لكن بأي صفة سوف تسأل ، و لكن هي صديقته المفضلة و من حقها أن تعلم لو ارتبط و لكن هل حقا من حقها ؟؟؟
تعبت كثيرا من التفكير و لم تعلم ماذا سوف تفعل مع هذه المشاعر الغريبة التي تشبه الغيرة و لكن هذه حقا غيرة ، لكن التفكير الغريب عليها طرد هذه الأفكار من رأسها بسرعة و إلا سوف تجن ، بعدها دخلت في غفوة صغيرة و بعدها استيقظت و وجدت أن مجتبى خيبتها قد قام بنشر منشور على صفحته و كلامه عن التخلي و الأشخاص المتلاعبين ، ضحكت بإستهتار و قالت انظرو من يتحدث ، ثم قطبت حاجبيها بألم كأن الكلام موجه لها و شعرت أنها تريد الانفجار في وجهه بقوة و تقول له كلمات كثيرا و أنه جبان و مخادع و شخص حقير و لكن كتمت هذا بقلبها و شعرت أن الصموت أبلغ من الكلام و أنه لا يستحق حتى أن ترد عليه ...
تمنت لو أن فترة الألم هذه تنقضي بسرعة فالوجع عندما يأتيك من شخص جعلت فيه كل مشاعر حبك يكون قوي جدا و مميت و تكون فترة نسيانه أطول و أقسى كأنها ساعة رملية تقطر الرمال ذرة ذرة و لا يمكنك تخطيها دون خلاص الرمال .....
.
.
إياد كان يفكر فى كم أن صديقه ساري و سجى يلقان ببعض جدا كأنهما خلقا لبعضهم البعض ، أبتسم من قلبه من أجل صديقه و فكر في بيت اخته ، يعلم أنها معجبة جدا جدا بعقاب و هذا واضح جدا في تصرفاتها و ملامحها دعا الله ألا يكسر قلبها و لكن هو لاحظ أن عقاب متيم جدا بأخته و يعلم أنه ليس من الرجال اللعوبين و إلا لما سمح له أبدا تبادل الحديث مع اخته ، هو فقط ينتظر منه خطوة رسمية و يعلم أن عقاب رجل و سوف يفعلها و لكن لم يكن يعلم أن هذه الخطوة قريبة جدا فقد حدثت سجى والديها عن رغبة شقيقها في الزواج و بالتحديد من ليا ، رحب كمال بهذه الفكرة جدا و لم يعترض أحد و من شدة حماس كمال لرؤية أحفاده قرر انه غدا في يوم الجمعة عاجلا سيذهب إلى أسرة أيمن و يطلب يد الفتاة فهو يعلم أخلاق أيمن كثيرا فقد رباه بيده مع عقاب و يعلم أنه فتى أصيل خارج من أسرة أصيلة و اكيد بناتهم مثل الورد و إلا لما أعجب بها إبنه فهو شخص عقلاني جدا و صعب المراس و لا يحب اللف والدوران لذا كان واثقا من اختيار ابنه الحبيب عقاب و دعا أن يهدي الله عساف الشقي ليصبح مثل شقيقه الأكبر عقاب ...
.
.
بالحديث عن عساف فقد عاد من رحلته و كان صوته يعلو مع سجى و سبانا بسبب الهدايا التي جلبها فكل واحدة كانت ترى انه جلب لأختها شئ اجمل منها فصاح بهما أنه مخطئ و هذا غلطه أن جاء بالهدايا لطفلتين غيورتان و ان سافر مرة أخرى لن يأتي لهما بأي شئ فقد تعب من التبرير منذ ساعة لهما و هما متمسكتان بشئ عجاب ....
سلمى كانت سعيدة جدا بالرغم من أن كل هذا حدث بسرعة كبيرة و اختارت خاتم على عجل من أمرها و هدايا بسيطة للفتاة لكن سعيدة لأن آخير أحد أبنائها سوف يرتبط و يتزوج ، كانت هي و الفتيات متحمسين جدا ، خصوصا سبانا التي انسجت جدا بطريقة خارقة مع ليا ، و هناك في منزل أيمن الجميع كان يدخل و يخرج و يجهزون هنا و هناك لأن الموضوع حدث بسرعة و كانوا مشغولين جدا و لكن لم يكن أحد متضايق لأن عقاب رجل رائع و كل شخص يتمناه لإبنته و إياد كان سعيد لأن ثقته بصديق شقيقه لم تضع هباء و سوف يرى تلك النارية التي تغضب بسرعة ماذا كان اسمها سبانا ضحك من قلبه على هذا ، اما أيمن كان سعيد جدا بصديقه و شقيقته التي تبدو متوترة جدا فهو يعلم أنها على علاقة بصديقه فقد أخبره منذ مدة عن إعجابه بأخلاقها و أنه يريد الارتباط بها و أسعده هذا كثيرا و لكن كان يمثل دور ولي الأمر حتى لا يتمادى الإثنين أبدا ....
ساري كان مع صديقه أيضا يساعدهم لأن ليا بمثابة اخته الصغرى أيضا و لكن لم يكن يعلم أن الرجل هو أخ سجى عقاب نفسه لأن إياد أخبره أنه فقط صديق أيمن و لم يتعمق أبدا ...
بالسماء كان الجميع في صالة إستقبال منزل أيمن و اهله و كانت سجى تبدو في غاية الجمال و عندما رأت ساري الذي أستغرب وجودها ابتسمت له أن هذا هو اخي و لاحظ ساري الشبه الكبير بين سجود و والدها فهي و عقاب يشبهان والدهم كثيرا و بالرغم من كبره إلا أنه لايزال وسيم جدا و يملكون نفس اعينه الرمادية اما سبانا و الفتى الذي علم أنه يدعى عساف يشبهون والدتهم و هي امرأة ساحرة حقا كما كانت تصفها له سجى في حديثها عنها ، و عندما لاحقا تعرف على عساف الذي يشبه إياد كثيرا في شقائه و لكن شخص جيد جدا و ذو أخلاق احبه كما يحب إياد و علم بطفولته الشقية مع إياد عندما كان يأتي مع عقاب إلى أيمن أو يزورونهم بمنزلهم و علم لما لا يأخذ أيمن أو عقاب اخويهما معهم لأنهم عندما يجتمعون معا يشكلون ثنائي مزعج جدا خصوصا لأشخاص عاقلين مثل أيمن و عقاب و هما في غنى عن إزعاج الأطفال الذي يتمتع به إياد و عساف .....
.
.
.
.
سلمى كانت قد أحبت ليا كثيرا و عائلتها فقد انسجم الجميع مع بعضهم و لاحظت النظرات و الإبتسامات التي بين سجى و ذلك الفتى الوسيم صديق العائلة ، كانت سوف تسأل سجى التي سبقتها و أخبرتها أنه صديقها و يدعى ساري و من خلال حديث أهل أيمن عنه و هم أسرة محترمة يعرفونهم منذ زمن ، علمت أن الفتى أخلاقه ممتازة و من خلال خبرتها علمت أن نظرته نحو ابنتها ليست مجرد صداقة ، فهو يبدو انه معجب بها ، خصوصا عندما علمت من عقاب انه فتى رزين و هادئ فقد تعرف عليه سابقا و التقاه مع أيمن في مكان ما ، و فكرت و لكن حاولت ألا تشغل تفكيرها كثيرا لانه الآن هو يوم أيمن اما سجى سوف تتحاسب معها لاحقا ....
... استيقظت و فتحت هاتفها علها تجد رسالة أو مكالمة من صديقها و لكن لم تجد فقامت بدخول مواقع التواصل الاجتماعي و فوجئت بصور للغبي الذي كانت على علاقة به مع فتيات و هو يبدو في غاية السعادة ، اوجع هذا قلبها و لكن اغلقت الهاتف حتى لا ترى هذا و حاولت الانشغال بأي شئ عدا التفكير في من لا يستحق ذلك أبدا ...
.
.
بعدها بيومين ذهبت إلى مشفى المدينة مع سبانا فقد كانت تعاني من إرهاق غير طبيعي و رشح قليل ، و هناك و هي تأخذ نتيجة التحاليل من المختبر لمحت طيفا من بعيد ينظر لها و إذا به ساري و لكن نظرت له و لم تعيدها و ذهبت في سبيل حالها فقد كانت منزعجة منه كثيرا اذا لم يعاود الاتصال بها و قد أصابها القلق كثيرا عليه ، و عندما كانت في الطريق نحو الخارج وجدت إياد أيضا بالمشفى و قد سألته هل هم بخير و هل ليا على ما يرام ، فأخبرها أنه هنا لزيارة والدة صديقه فقد أصيبت بصدمة سكري و هي هنا منذ يومين و كانت تقف معه و تتحدث حتى جائت سبانا المتعب و نظر لها و هو يقول " إذن سليطة اللسان هي المريضة ، نظرت لها بتعب و هي تقلب عينيها و قد ردت " سليطة اللسان هذه متعبة و لكن لديها يدان تسبقانها اذا غضبت ..، ضحك إياد بشدة على هذه الفتاة الغريبة العجيبة التي تألم قلبه لرؤيتها هكذا و لكن ما باليد حيلة ...
بعدها بثوان كان ساري يقف قربهم و هو ينظر لسجى التي حاولت الذهاب و لكنه امسكها من يدها و هو ينظر لصديقه و قال بضيق " من أين تعرف هذه الطفلة .. فهم إياد مشاعر صديقه الذي يشعر بالضيق الواضح على ملامحه ، ضحك بسره و هو يقول " شقيقة عقاب
، نظر له ساري نظرت و من هو هذا فرد إياد " صديق أيمن و هي أيضا صديقة ليا هي و سليطة اللسان أختها هذه ... نظر ساري نحو سجى بعمق و هو يمسك يدها و قد قال " لنذهب سوف نتحدث قليلا يا طفلتي الغاضبة ..، نظرت له سجى نظرة لا أريد و لكنه سبقها و قال و هو يجرها خلفه " اعذرينا يا سبانا و لكن انا و شقيقتك سوف نتحدث قليلا .. ثم أخذ سجى و ذهب ..
.
.
.
اخذ ساري سجى إلى غرفة والدته التي بدت تتعافى و هي مستيقظة و قد قال " سمر هذه هي سجى ..، ثم نظر إلى سجى و قال " هذه سمر ، امي و قد مرت بوعكة صحية منذ يومين ..
نظرت لها سجى التي كانت متفاجئة و قد عتبت على نفسها كثيرا و صديقها الصدوق يمر بظروف كهذه و لم تشعر بنفسها و هي تذرف الدموع و تمسك يد سمر بعطف و هي تقول " هل أنت بخير الآن ؟؟
سمر أثلج قلبها رقة سجى و جمالها البريئ الذي يشبه أزهار الزنبق الأحمر ، ابتسمت بود و حب و قالت " بخير يا قطعة السكر ، كيف حالك انت ...
ردت سجى بعفوية " بخير و لكنني كنت قلقة على حائط برلين هذا ...
ضحكت سمر بكل طاقتها و قد شعرت أن أبنها هالك لا محالة فمن لا يقع في حب طفلة مدللة و جميلة مثل سجى و إن لم يفعل لكانت شكت في أمره ...
فقال ساري الذي يقف خلفها و هو يبتسم بود " طفلة دائما و لن تكبري أبدا ... فنظرت له بحنق و هي تقول " قلت لك الف مرة لست طفلة يا هذا و لكن الله الله فهمك عال جدا ..
قال ساري " لست طفلة أحد و لكنك طفلتي الغبية انا وحدي سواء أعجبك هذا ام لا ..
نظرت سجى نحو سمر و هي تقول بغضب " أرأيت يا خالتي ابنك وقح جدا .... ضحكت سمر و قالت " سأتاكد أن يخاطبك بأدب يا حلوتي ..
ثم قبلتها سجى مستعجلة و كانت تتحدث بسرعة أن أختها مريضة و هي متعبة و تنتظرها و لا تتفق مع إياد أبدا و يمكن أن يكونوا قد أحرقوا بعضهم البعض ، ثم ركضت نحو الخارج و قد اصطدمت مع فتاة و أعتذرت و هي تركض ...
.
.
.
عندما دخلت سيلا إلى غرفة والدتها و قد استغربت الفتاة الجميلة التي تركض خارجة مسرعة ، كانت تبدو كطفلة حقا و منظرها لطيف ، و قد دخلت وسط ضحك والدتها و شقيقها الأصغر ساري ، سألت من هذه الجميلة فقالت سمر " عروس أخيك
نظرت لها سيلا و هي تبتسم ببلاهة و قد قالت مندفعة " الآن يا امي أخبريني كل شئ ، هيا هيا يجب أن نقيم خطبة رسمية على الأقل قبل أن أعود إلى زوجي و صغاري ... ثم بدأت تتحدث من دون توقف فنظر لها ساري نظرة ميؤس منها ، فهو يعلم أن أخته الكبرى و التي يملك غيرها سلاف و سنان و هما أسوأ الكائنات على وجه الأرض ، اخته لن تتوقف حتى تعلم كل شئ و لن تتركه بحاله حتى تراه متزوجا فهذا حلم حياتها ، تحب أن تتحكم فيه و تراه سعيدا رغما عنه ، يعلم أن هذا من حبها الشديد له و لكن سلاطة سيلا هذه لا يوجد مثلها أبدا ....
.
.
عندما عادت الفتيات للمنزل وجدن عقاب في انتظارهم و قد كان قلق جدا فهو عندما خرج لم يكن يعلم أن شقيقته مريضة و كان يريد اللحاق بهما و لكن ها هما الآن هنا ، كان يسأل متلهفا و يلمس في وجه اخته ليتأكد أنها لا تعاني من الحمى ، عساف ليس هنا فقد خرج في رحلة مع أصدقائه منذ أسبوع و لم يعد و والده بالعمل و امه قد سافرت إلى خالته فهي مريضة و هو المسئول و لن يسامح نفسه إذا تأذى إخوته لو بخدش ، فهم مثل أبنائه ، و الفتيات ضعيفات يحتاجون سند خلفهم و هو الأكبر من عساف و عليه مسؤوليتهم كلهم و لن يرضى أن تذهب أخواته وحدهن للمشفى ، فهو رجلهم و سندهم و بمقام الأب لهم ، لذا عتب على سجى التي لم تتصل به و تخبره لكان لحق بهم و لكن أخبرته انهم لم يريدوا أن يتعبوه فقد جاء من رحلة العمل الطويلة تلك مرهقا جدا و هذا زاد غضبه و هو يصرخ انهم اهم من كل شئ و عندما دخل كمال و وجد هذا المنظر شعر أنه مطمئن فحب اولاده لبعضهم البعض يحميهم من كل شر يصيبهم حتى لو كان سيكون مرتاح أن لديه ابن مسؤؤل مثل عقاب ...
سجى كانت تفكر كيف لها أن تشعر بأن ساري ملكا لها وحدها ، لا تعلم لما شعرت بضيق شديد في قلبها عندما رأت تلك الجميلة تدخل غرفة والدته و هي كانت خارجة مسرعة نحو سبانا ، كانت تريد العودة لتتحقق من هي و لكن كرامتها و عندما تحدثت مع ساري بالليل لم تعلم ماذا تفعل فقد كان لسانها يريد النطق من تلك و لكن بأي صفة سوف تسأل ، و لكن هي صديقته المفضلة و من حقها أن تعلم لو ارتبط و لكن هل حقا من حقها ؟؟؟
تعبت كثيرا من التفكير و لم تعلم ماذا سوف تفعل مع هذه المشاعر الغريبة التي تشبه الغيرة و لكن هذه حقا غيرة ، لكن التفكير الغريب عليها طرد هذه الأفكار من رأسها بسرعة و إلا سوف تجن ، بعدها دخلت في غفوة صغيرة و بعدها استيقظت و وجدت أن مجتبى خيبتها قد قام بنشر منشور على صفحته و كلامه عن التخلي و الأشخاص المتلاعبين ، ضحكت بإستهتار و قالت انظرو من يتحدث ، ثم قطبت حاجبيها بألم كأن الكلام موجه لها و شعرت أنها تريد الانفجار في وجهه بقوة و تقول له كلمات كثيرا و أنه جبان و مخادع و شخص حقير و لكن كتمت هذا بقلبها و شعرت أن الصموت أبلغ من الكلام و أنه لا يستحق حتى أن ترد عليه ...
تمنت لو أن فترة الألم هذه تنقضي بسرعة فالوجع عندما يأتيك من شخص جعلت فيه كل مشاعر حبك يكون قوي جدا و مميت و تكون فترة نسيانه أطول و أقسى كأنها ساعة رملية تقطر الرمال ذرة ذرة و لا يمكنك تخطيها دون خلاص الرمال .....
.
.
إياد كان يفكر فى كم أن صديقه ساري و سجى يلقان ببعض جدا كأنهما خلقا لبعضهم البعض ، أبتسم من قلبه من أجل صديقه و فكر في بيت اخته ، يعلم أنها معجبة جدا جدا بعقاب و هذا واضح جدا في تصرفاتها و ملامحها دعا الله ألا يكسر قلبها و لكن هو لاحظ أن عقاب متيم جدا بأخته و يعلم أنه ليس من الرجال اللعوبين و إلا لما سمح له أبدا تبادل الحديث مع اخته ، هو فقط ينتظر منه خطوة رسمية و يعلم أن عقاب رجل و سوف يفعلها و لكن لم يكن يعلم أن هذه الخطوة قريبة جدا فقد حدثت سجى والديها عن رغبة شقيقها في الزواج و بالتحديد من ليا ، رحب كمال بهذه الفكرة جدا و لم يعترض أحد و من شدة حماس كمال لرؤية أحفاده قرر انه غدا في يوم الجمعة عاجلا سيذهب إلى أسرة أيمن و يطلب يد الفتاة فهو يعلم أخلاق أيمن كثيرا فقد رباه بيده مع عقاب و يعلم أنه فتى أصيل خارج من أسرة أصيلة و اكيد بناتهم مثل الورد و إلا لما أعجب بها إبنه فهو شخص عقلاني جدا و صعب المراس و لا يحب اللف والدوران لذا كان واثقا من اختيار ابنه الحبيب عقاب و دعا أن يهدي الله عساف الشقي ليصبح مثل شقيقه الأكبر عقاب ...
.
.
بالحديث عن عساف فقد عاد من رحلته و كان صوته يعلو مع سجى و سبانا بسبب الهدايا التي جلبها فكل واحدة كانت ترى انه جلب لأختها شئ اجمل منها فصاح بهما أنه مخطئ و هذا غلطه أن جاء بالهدايا لطفلتين غيورتان و ان سافر مرة أخرى لن يأتي لهما بأي شئ فقد تعب من التبرير منذ ساعة لهما و هما متمسكتان بشئ عجاب ....
سلمى كانت سعيدة جدا بالرغم من أن كل هذا حدث بسرعة كبيرة و اختارت خاتم على عجل من أمرها و هدايا بسيطة للفتاة لكن سعيدة لأن آخير أحد أبنائها سوف يرتبط و يتزوج ، كانت هي و الفتيات متحمسين جدا ، خصوصا سبانا التي انسجت جدا بطريقة خارقة مع ليا ، و هناك في منزل أيمن الجميع كان يدخل و يخرج و يجهزون هنا و هناك لأن الموضوع حدث بسرعة و كانوا مشغولين جدا و لكن لم يكن أحد متضايق لأن عقاب رجل رائع و كل شخص يتمناه لإبنته و إياد كان سعيد لأن ثقته بصديق شقيقه لم تضع هباء و سوف يرى تلك النارية التي تغضب بسرعة ماذا كان اسمها سبانا ضحك من قلبه على هذا ، اما أيمن كان سعيد جدا بصديقه و شقيقته التي تبدو متوترة جدا فهو يعلم أنها على علاقة بصديقه فقد أخبره منذ مدة عن إعجابه بأخلاقها و أنه يريد الارتباط بها و أسعده هذا كثيرا و لكن كان يمثل دور ولي الأمر حتى لا يتمادى الإثنين أبدا ....
ساري كان مع صديقه أيضا يساعدهم لأن ليا بمثابة اخته الصغرى أيضا و لكن لم يكن يعلم أن الرجل هو أخ سجى عقاب نفسه لأن إياد أخبره أنه فقط صديق أيمن و لم يتعمق أبدا ...
بالسماء كان الجميع في صالة إستقبال منزل أيمن و اهله و كانت سجى تبدو في غاية الجمال و عندما رأت ساري الذي أستغرب وجودها ابتسمت له أن هذا هو اخي و لاحظ ساري الشبه الكبير بين سجود و والدها فهي و عقاب يشبهان والدهم كثيرا و بالرغم من كبره إلا أنه لايزال وسيم جدا و يملكون نفس اعينه الرمادية اما سبانا و الفتى الذي علم أنه يدعى عساف يشبهون والدتهم و هي امرأة ساحرة حقا كما كانت تصفها له سجى في حديثها عنها ، و عندما لاحقا تعرف على عساف الذي يشبه إياد كثيرا في شقائه و لكن شخص جيد جدا و ذو أخلاق احبه كما يحب إياد و علم بطفولته الشقية مع إياد عندما كان يأتي مع عقاب إلى أيمن أو يزورونهم بمنزلهم و علم لما لا يأخذ أيمن أو عقاب اخويهما معهم لأنهم عندما يجتمعون معا يشكلون ثنائي مزعج جدا خصوصا لأشخاص عاقلين مثل أيمن و عقاب و هما في غنى عن إزعاج الأطفال الذي يتمتع به إياد و عساف .....
.
.
.
.
سلمى كانت قد أحبت ليا كثيرا و عائلتها فقد انسجم الجميع مع بعضهم و لاحظت النظرات و الإبتسامات التي بين سجى و ذلك الفتى الوسيم صديق العائلة ، كانت سوف تسأل سجى التي سبقتها و أخبرتها أنه صديقها و يدعى ساري و من خلال حديث أهل أيمن عنه و هم أسرة محترمة يعرفونهم منذ زمن ، علمت أن الفتى أخلاقه ممتازة و من خلال خبرتها علمت أن نظرته نحو ابنتها ليست مجرد صداقة ، فهو يبدو انه معجب بها ، خصوصا عندما علمت من عقاب انه فتى رزين و هادئ فقد تعرف عليه سابقا و التقاه مع أيمن في مكان ما ، و فكرت و لكن حاولت ألا تشغل تفكيرها كثيرا لانه الآن هو يوم أيمن اما سجى سوف تتحاسب معها لاحقا ....