خيال الواقع الفصل الرابع و العشرون
إنتي أجمل واحدة حبتني في حياتي
رقة الكلمة في شفايفِك
الخيال اللي محاوطني
ومحاصرني وإنتي غايبة كأني شايفِك
العيون المعجزات اللي باخاف أرفع عينيا
يغضب المولى عليَّ
والله ما أنا عارفْ لِي خُوف..
أنا بابقى خايف ربّي ولّا بابقى خايفك
ممدد علي ظهره ..يتأمل سقف غرفته وبأنامله ينقر علي الفراش ..ليصيب النائمه بجواره بالتوتر فتشد علي جفنيها أكثر وهي تدعي النوم!!
يزفر ضيقا ..لم يستطع النوم ليلتفت برأسه لسارة ويرمقها بضيق ..
سارة ..سارة انتي نمتي خلاص"تحدث يوسف وهو يميل علي جنبه بضجر..
لتجيبه بنبرة متحشرجه متصنعه"اه ..
يبتسم وهو يقترب منها بجسده ..وبذراعه يحاوط خصرها المنحوت لتنتفض وتهدر بتوتر"انت بتعمل اي؟!
يقترب أكثر حتي يلتصق بها "مش هعمل حاجه ..انا عايز انام بس..
لتتنحي عنه بجسدها قليلا فيجذبها ثانيه وهو يدفس وجهه بعنقها يشتم رائحتها بأعين مغمضه ليهتف بأنفاس ساخنه حارة وهو يطبق علي خصرها ويلصقها أكثر"قولتلك عايز انام بس ..
أصرت عدم النوم والانتباه لتصرفاته ..مر قليلا من الوقت وهو بلا حراك حتي شعرت بانتظام أنفاسه ..لتتنهد باريحيه وتبتعد بجسدها قليلا عنه لتسبح هي الأخري بنوم عميق بين ذراعيه..
^-^-^-^-^-^-^-^-^-^-^
.. بأسيوط ..بمنزل عائله الدالي ..
يجلس كلا من أحمد مع عميه منصور وعثمان في الشرفه الكبيرة المطله علي الحديقه الخاصه بالمنزل..
عثمان"وهو يضع ساقه اليمني اسفل اليسري ومستريح بظهره علي الأريكه المصنوعه من خشب الزان "هتف بنبرة متحشرجه لأحمد الجالس امامه"مجولتلناش بجي ياولد اخوي ..هتعاود ع مصر ولا هتجعد وتستجر "تستقر"اهنه..
أحمد"يعتدل بجلسته للأمام ليهتف بنبرة ثابته"انا ياعمي مرتاح هناك ف القاهرة ..شغلي وحياتي وبيتي هناك..
بنبرة استهزاء وسخريه يقاطعه منصور بصوته الأجش"اومال ..بجي معجول هتخلي البندريه تجعد اهنه معانا ..شايفك بتعيد غلط زمان ياولد دياب!!
أحمد"بلهجه جاده"لو سمحت ياعمي ..زمان وراح لحاله مش كل شويه هتفكرني بيه .."ثم أشار بسبابته باتجاه عمه منصور"واوعي تقارن بين هايدي وانجي لان مفيش بينهم مقارنه ..دول ناس جوزوني بنتهم ووثقو فيا وانا محلتيش مليم أحمر
ماهما عارفين انت ولد مين ..وعارفين ان لايمكن اهلك يفتوك وحدك واصل"قالها عثمان"
أحمد"معاتبا"بس انتو فعلا سبتوني وقطعتوني ..وف الوقت اللي المفروض تكونو جمبي فيه سبتوني ولولا يوسف شغلني معاه كان زماني بشحت..
منصور"بنبرة مرتفعه"احنا حذرناك بدل المرة ألف مرة جولنالك دي لا من توبك ولا تليج بيك ومع ذلك معبرتناش واتحديت الكل واتجوزتها..
عثمان:خلاص يامنصور معدلوش لازمه الحديد الماسخ ده ..اهي غارت غورة تاخدها ..يارب بس مرتك متبجاش زييها..
أحمد"متأففا"خلاص بقي ياعمي ..جولتلك اني بحبها وهي كمان ..اقطمو الحديد ده عاد!!
...تدخل عليهم سكينه تقطع نقاشهم الحاد ..وهي تسير ببطء صوبهم ..احنت رأسها قليلا لتهتف بصعيديتها الخفيفه"الوكل جاهز ياحاج ..
ياللا يارجاله جومو بجي ناكلنا لجمه نهدي بيها اعصابنا"قالها عثمان وهو ينهض عن مكانه .ويدلف للداخل ..ليتبعه كلا من احمد ومنصور بخطوات بطيئه متثاقله ..
،،بغرفة أحمد وهايدي بمنزل الدالي بالصعيد ..
تجلس أمام المرآه تمشط خصلاتها الفحميه المموجه قليلا ..يبدو علي ملامحها التذمر والتشنج لتعتدل علي كرسيها لتكون بمقابل زوجها احمد الجالس علي الفراش ممدد بساقيه ومستند بساعده علي الوساده "
هايدي"متأففه وملامحها متشنجه"احمد احنا هنرجع القاهرة امته بقي!!
احمد"يقهقه علي هيئتها"لحقتي تزهقي ..داحنا يادوب بقالنا اسبوع "
"بتذمر هدرت"لا بجد انا تعبت عمك منصور ده صعب اووي ونظراته صعبه وكمان مراته مش مريحه ..مش خلاص اتصالحت ..يلاا نرجع بقي!!
احمد"باذن الله هنرجع بكرة او بعده بالكتير ..اصفي شويه حسابات كده مع عمامي ونرجع !!
لم تجيبه اكتفت بزفيرا طويلا بعصبيه"
......
اليوم التالي ..من احدي شوارع القاهرة..
يسير عمر صوب سيارته المركونه بعيدا وهو يتحدث بالهاتف.مع صديقه زياد الحلبي زميله بالسكن في كندا ..
عمر"يتحدث ع الهاتف بتذمر"انا كنت ف السفارة انهارده بخلص شويه ورق كده
زياد........
عمر:انشالله رضوان هيتصرفلي في فلوس اول ماخدها منه هحجز واجي علطول ..
زياد.......
عمر:يابني والله ...
اصطدم باحدهم وقع الهاتف من يده من اثر الاصطدام وتهشم ..
عمر"بصدمه"يانهار اسود مش تفتحي ياعم..
بأعين متسعه وملامح قد تجهمت "هو انتي ..انتي حد زاقك عليا يابت انتي..
"كانت رغد"
رغد"بعد ان استوعبت الموقف قليلا وتعرفت عليه"هيزقوني عليك انت ليه مفكر نفسك وزير الداخليه..انت اللي بتمشي مبتشوفش اودامك ..
انا اللي مبشوفش اودامي ..الله يخربيتك ده كل مرة بشوفك فيها بتحصللي مصيبه ..انحني علي الارض ليجثو علي ركبتيه وقام بالتقاط اجزاء من هاتفه ..نهض ببطء وملامح حزينه"اعمل اي دلوقتي ياخسارة الفون كان عليه كل شغلي وارقامي
رغد"وهي تلوي فمها بتحسر"قليل الزوق يعني وطيت تجيب تليفونك ومجبتش كتبي!!ايه مفيش نخوة عايزني انا اللي اوطي اجيبهم في نص الشارع..
عمر"بعد ان انقطب جبينه واقترب حاحباه من بعضهما"لأ انتي مش طبيعيه ..انتي عارفه الفون اللي انتي كسرتيه ده بكام ..!
لتصرخ به هي الأخري"وقع بسببك انت ..ابقي فتح بعد كده وانت ماشي..
مزيدا من الشد والجذب بينهم ..لينتهي النقاش بانحناء عمر وهو يلتقط كتبها من الأرض..
عمر"يمد يده بكتبها"خدي كتبك اهي ..لو شوفت وشك ده تاني ..مش هيحصلك طيب!!
رغد "وهي تمصمص بشفافها وبنبرة استهزاء نطقت"ماشي ياعم براد بيت ..اكيد يعني الصدفه مش هتجمعني بيك تاني ..
ليوليا ظهرهما لبعضهما البعض..
عمر"وعلي ثغره شبح ابتسامه"حلوة بس لمضه ..
رغد"وهي تعض علي شفتيها"خربيت جمال عنيه والنبي ده احلي من براد بيت ..بس غتت ومغرور..
....."ماذا لو كانت بداية الحب صدفه!!
.......
بمنزل الدالي بالصعيد..
يجلس كلا من عثمان ومنصور وصفيه مع ابن شقيقهم أحمد ببهو المنزل وأمامهم علي الطاوله المستديره صينيه عليها أكواب شاي..
أحمد:بالمختصر المفيد ياعمي ..انا عاوز نصيب ابويا وحقه في كل حاجه
منصور"بصوت أجش"عشان تضيعه ع البندريه اللي انت متجوزها زي ماعملت جبل سابج!!
أحمد"بنفاذ صبر"اولا انا مبشحتش منك ..انا جاي اطلب حقي بالزوق وبالأدب لانك كبيرنا ..ثانيا حقي اللي انا هاخده هشتغل بيه عشان اقف علي رجلي..
منصور"بحده"لا مش حجك ..ده حجي من بعد اخويا انا اللي حافظت علي ماله وارضه وزودته ..مش هدي شجا السنين دي كلاتها ليك عشان تضيعها..
صفيه "متدخله بالحوار"حقه يامنصور ..ولا انت عاوز تاكل حج اليتيم ..
عثمان:احمد خلاص معتش عيغيب عن عينينا ..واحنا هنفضل امعاه ..لو شوفناه بيجع هنسنده ..ومرته بت اصل انا سألت ع أهلها بنفسي اغني مننا بكتير ..بلاش يامنصور تيجي عليه واديله حجه!!
منصور"رغما عنه بعد ضغطهم"هديلو ..بس مش هياخد كل نصيبه ..اطمن انه بجي راجل واد مسؤوليته ..ساعتها اديه نصيبه كله !!
احمد"بعصبيه ونبرة مرتفعه"اي اللي بتقوله ده ياعمي!!
عثمان:ف دي معاه حج يااحمد ..واحنا هنبجي معاك ومش هنسيبك واصل ..نطمن عليك ياولدي احنا مش هنعيشلك العمر كله ..
صفيه"تضرب علي كتفه بخفه"وانا كمان مع رأي الحاج منصور ياولدي..واحنا مش هنضرك داحنا عزوتك وسندك ..
ليسود الصمت قليلا ..فيقتطع أحمد سكوتهم بنبرة استسلام "ماشي ياعمي ..شوف هتعمل ايه وانا معاك !!
ليعتدل منصور بجلسته قليلا "هو ده عين العقل.."بنبرة مرتفعه ينادي علي الخادمه سكينه ويأمرها بأن تبلغ ابنه سليم الحضور لأبيه ويجلب معه الأوراق الخاصه بالأرض وملكية المنزل الكبير...
....
** بمنزل رضوان البحيري..
بعد ان عاد من الخارج بصحبة زوجته أروي وطفليه ..لتأخذ اروي الأطفال وتذهب بهم الي غرفتهم لتبديل ثيابهم والنوم ..وأيضا هي بدلت ثيابها لقميص قصير أزرق حريري ..
بملامح متجهمه ترمق زوجها ..والذي لاحظ هو الأخر تغيرها وتغير ملامحها ..
رضوان "بتساؤل"انا عاوز اعرف انتي لاويه بوزك ليه دلوقتي!!هو انا قتلتك حد يابنتي
أروي"بغضب"يعني مش عارف ف اي..اه صح وانت هتعرف ازاي وانت اساسا مش مركز معايا..
رضوان:انتي هتقولي قالبه وشك ليه ..ولا اروح اتخمد اريح
أروي"تقف امامه وتضع كفيها بخصرها"مين اللي انتي مشلتش عينك من عليها ف المطعم دي!
ببلاهه تسائل "مين؟!
بسخريه"والله انت هتستعبط ..انا اللي بسألك..
رضوان:معرفش والله أساسا بتكلمي عن اي ولا عن مين ..
أروي:بطل استعباط يارضوان ..انا شيفاك بعيني وانت نركز معاها ..كل ده ليه عشان صبغه شعرها اصفر وحاطه ميكاب طب مانا ممكن اعمل كده وساعتها شوف الرجاله هتتهبل عليا ازاي..
بحده هدر بها"دانا اقطع خبرك ..أروي اتعدلي احسنلك انا اه مدلعك بس متسوقيش فيها بقي ..
أروي:ايوة..خودوهم بالصوت ..علي صوتك كمان عشان متكلمش عن عنيك الزايغه ..
مسح بكفيه علي وجهه وهو يردد الاستغفار بخفوت ليهدأ قليلا..
ثم يجذبها من كفها برفق ويجلسها علي ساقه اليسري بحنان ..يد تلعب بخصلاتها العسليه واليد الأخري تتحس ذراعها واكتافها برقه"أروي ..اهدي شويه ..انتي عارفه اني مبشوفش غيرك ..مش غلطه ملهاش لازمه ندمت عليها ندم عمري هتفضلي تعاقبيني بيها ..
بنبرة متحشرجه مرتعشه من اثر لمساته الجريئه"احم ..انا نسيتها اصلا ..انا بكلمك عن انهارده..
يدان تتجرأ اكثر وأكثر "انا بحبك انتي ..عصبيه "ويطبع قبله علي جبينها" حنينه"ويطبع قبله أخري علي وجنتها" هاديه "والأخري يطبعها علي الوجنه الأخري"مجنونه"لتكون خير الأمور الوسط وتستقر بشفاهها ..بقبله مجنونه تعبر عن صدق مشاعره وعن حبه الذي يتزايد ليميل بها علي الأريكه و.. !!.لنتركهم سويا بعالمها الخاص ..
__..اما عند يوسف !!
تخرج من المرحاض مرتديه منامه قصيرة ممزوجه باللون الابيض والأسود تضع المنشفه علي شعرها وبكفيها تقوم بتدليك خصلاتها بالمنشفه ..ليدلف يوسف في تلك اللحظه معه بعض الحقائب ويقوم بوضعها علي الفراش من دون ان يتحدث ..يجلس بجانب الحقائب ويرمق سارة بأعجاب ومكر..والأخري ترمي باعينها داخل الحقائب..
لتقطع نظراته المتلاعبه بتساؤل"اي اللي ف الشنط دي؟!
يوسف"وهو يهز أكتافه "افتحي وشوفي انتي !!
تنظر اليه بريبه ثم تسير بخطي بطيئه صوب الحقائب الموضوعه علي الفراش
رقة الكلمة في شفايفِك
الخيال اللي محاوطني
ومحاصرني وإنتي غايبة كأني شايفِك
العيون المعجزات اللي باخاف أرفع عينيا
يغضب المولى عليَّ
والله ما أنا عارفْ لِي خُوف..
أنا بابقى خايف ربّي ولّا بابقى خايفك
ممدد علي ظهره ..يتأمل سقف غرفته وبأنامله ينقر علي الفراش ..ليصيب النائمه بجواره بالتوتر فتشد علي جفنيها أكثر وهي تدعي النوم!!
يزفر ضيقا ..لم يستطع النوم ليلتفت برأسه لسارة ويرمقها بضيق ..
سارة ..سارة انتي نمتي خلاص"تحدث يوسف وهو يميل علي جنبه بضجر..
لتجيبه بنبرة متحشرجه متصنعه"اه ..
يبتسم وهو يقترب منها بجسده ..وبذراعه يحاوط خصرها المنحوت لتنتفض وتهدر بتوتر"انت بتعمل اي؟!
يقترب أكثر حتي يلتصق بها "مش هعمل حاجه ..انا عايز انام بس..
لتتنحي عنه بجسدها قليلا فيجذبها ثانيه وهو يدفس وجهه بعنقها يشتم رائحتها بأعين مغمضه ليهتف بأنفاس ساخنه حارة وهو يطبق علي خصرها ويلصقها أكثر"قولتلك عايز انام بس ..
أصرت عدم النوم والانتباه لتصرفاته ..مر قليلا من الوقت وهو بلا حراك حتي شعرت بانتظام أنفاسه ..لتتنهد باريحيه وتبتعد بجسدها قليلا عنه لتسبح هي الأخري بنوم عميق بين ذراعيه..
^-^-^-^-^-^-^-^-^-^-^
.. بأسيوط ..بمنزل عائله الدالي ..
يجلس كلا من أحمد مع عميه منصور وعثمان في الشرفه الكبيرة المطله علي الحديقه الخاصه بالمنزل..
عثمان"وهو يضع ساقه اليمني اسفل اليسري ومستريح بظهره علي الأريكه المصنوعه من خشب الزان "هتف بنبرة متحشرجه لأحمد الجالس امامه"مجولتلناش بجي ياولد اخوي ..هتعاود ع مصر ولا هتجعد وتستجر "تستقر"اهنه..
أحمد"يعتدل بجلسته للأمام ليهتف بنبرة ثابته"انا ياعمي مرتاح هناك ف القاهرة ..شغلي وحياتي وبيتي هناك..
بنبرة استهزاء وسخريه يقاطعه منصور بصوته الأجش"اومال ..بجي معجول هتخلي البندريه تجعد اهنه معانا ..شايفك بتعيد غلط زمان ياولد دياب!!
أحمد"بلهجه جاده"لو سمحت ياعمي ..زمان وراح لحاله مش كل شويه هتفكرني بيه .."ثم أشار بسبابته باتجاه عمه منصور"واوعي تقارن بين هايدي وانجي لان مفيش بينهم مقارنه ..دول ناس جوزوني بنتهم ووثقو فيا وانا محلتيش مليم أحمر
ماهما عارفين انت ولد مين ..وعارفين ان لايمكن اهلك يفتوك وحدك واصل"قالها عثمان"
أحمد"معاتبا"بس انتو فعلا سبتوني وقطعتوني ..وف الوقت اللي المفروض تكونو جمبي فيه سبتوني ولولا يوسف شغلني معاه كان زماني بشحت..
منصور"بنبرة مرتفعه"احنا حذرناك بدل المرة ألف مرة جولنالك دي لا من توبك ولا تليج بيك ومع ذلك معبرتناش واتحديت الكل واتجوزتها..
عثمان:خلاص يامنصور معدلوش لازمه الحديد الماسخ ده ..اهي غارت غورة تاخدها ..يارب بس مرتك متبجاش زييها..
أحمد"متأففا"خلاص بقي ياعمي ..جولتلك اني بحبها وهي كمان ..اقطمو الحديد ده عاد!!
...تدخل عليهم سكينه تقطع نقاشهم الحاد ..وهي تسير ببطء صوبهم ..احنت رأسها قليلا لتهتف بصعيديتها الخفيفه"الوكل جاهز ياحاج ..
ياللا يارجاله جومو بجي ناكلنا لجمه نهدي بيها اعصابنا"قالها عثمان وهو ينهض عن مكانه .ويدلف للداخل ..ليتبعه كلا من احمد ومنصور بخطوات بطيئه متثاقله ..
،،بغرفة أحمد وهايدي بمنزل الدالي بالصعيد ..
تجلس أمام المرآه تمشط خصلاتها الفحميه المموجه قليلا ..يبدو علي ملامحها التذمر والتشنج لتعتدل علي كرسيها لتكون بمقابل زوجها احمد الجالس علي الفراش ممدد بساقيه ومستند بساعده علي الوساده "
هايدي"متأففه وملامحها متشنجه"احمد احنا هنرجع القاهرة امته بقي!!
احمد"يقهقه علي هيئتها"لحقتي تزهقي ..داحنا يادوب بقالنا اسبوع "
"بتذمر هدرت"لا بجد انا تعبت عمك منصور ده صعب اووي ونظراته صعبه وكمان مراته مش مريحه ..مش خلاص اتصالحت ..يلاا نرجع بقي!!
احمد"باذن الله هنرجع بكرة او بعده بالكتير ..اصفي شويه حسابات كده مع عمامي ونرجع !!
لم تجيبه اكتفت بزفيرا طويلا بعصبيه"
......
اليوم التالي ..من احدي شوارع القاهرة..
يسير عمر صوب سيارته المركونه بعيدا وهو يتحدث بالهاتف.مع صديقه زياد الحلبي زميله بالسكن في كندا ..
عمر"يتحدث ع الهاتف بتذمر"انا كنت ف السفارة انهارده بخلص شويه ورق كده
زياد........
عمر:انشالله رضوان هيتصرفلي في فلوس اول ماخدها منه هحجز واجي علطول ..
زياد.......
عمر:يابني والله ...
اصطدم باحدهم وقع الهاتف من يده من اثر الاصطدام وتهشم ..
عمر"بصدمه"يانهار اسود مش تفتحي ياعم..
بأعين متسعه وملامح قد تجهمت "هو انتي ..انتي حد زاقك عليا يابت انتي..
"كانت رغد"
رغد"بعد ان استوعبت الموقف قليلا وتعرفت عليه"هيزقوني عليك انت ليه مفكر نفسك وزير الداخليه..انت اللي بتمشي مبتشوفش اودامك ..
انا اللي مبشوفش اودامي ..الله يخربيتك ده كل مرة بشوفك فيها بتحصللي مصيبه ..انحني علي الارض ليجثو علي ركبتيه وقام بالتقاط اجزاء من هاتفه ..نهض ببطء وملامح حزينه"اعمل اي دلوقتي ياخسارة الفون كان عليه كل شغلي وارقامي
رغد"وهي تلوي فمها بتحسر"قليل الزوق يعني وطيت تجيب تليفونك ومجبتش كتبي!!ايه مفيش نخوة عايزني انا اللي اوطي اجيبهم في نص الشارع..
عمر"بعد ان انقطب جبينه واقترب حاحباه من بعضهما"لأ انتي مش طبيعيه ..انتي عارفه الفون اللي انتي كسرتيه ده بكام ..!
لتصرخ به هي الأخري"وقع بسببك انت ..ابقي فتح بعد كده وانت ماشي..
مزيدا من الشد والجذب بينهم ..لينتهي النقاش بانحناء عمر وهو يلتقط كتبها من الأرض..
عمر"يمد يده بكتبها"خدي كتبك اهي ..لو شوفت وشك ده تاني ..مش هيحصلك طيب!!
رغد "وهي تمصمص بشفافها وبنبرة استهزاء نطقت"ماشي ياعم براد بيت ..اكيد يعني الصدفه مش هتجمعني بيك تاني ..
ليوليا ظهرهما لبعضهما البعض..
عمر"وعلي ثغره شبح ابتسامه"حلوة بس لمضه ..
رغد"وهي تعض علي شفتيها"خربيت جمال عنيه والنبي ده احلي من براد بيت ..بس غتت ومغرور..
....."ماذا لو كانت بداية الحب صدفه!!
.......
بمنزل الدالي بالصعيد..
يجلس كلا من عثمان ومنصور وصفيه مع ابن شقيقهم أحمد ببهو المنزل وأمامهم علي الطاوله المستديره صينيه عليها أكواب شاي..
أحمد:بالمختصر المفيد ياعمي ..انا عاوز نصيب ابويا وحقه في كل حاجه
منصور"بصوت أجش"عشان تضيعه ع البندريه اللي انت متجوزها زي ماعملت جبل سابج!!
أحمد"بنفاذ صبر"اولا انا مبشحتش منك ..انا جاي اطلب حقي بالزوق وبالأدب لانك كبيرنا ..ثانيا حقي اللي انا هاخده هشتغل بيه عشان اقف علي رجلي..
منصور"بحده"لا مش حجك ..ده حجي من بعد اخويا انا اللي حافظت علي ماله وارضه وزودته ..مش هدي شجا السنين دي كلاتها ليك عشان تضيعها..
صفيه "متدخله بالحوار"حقه يامنصور ..ولا انت عاوز تاكل حج اليتيم ..
عثمان:احمد خلاص معتش عيغيب عن عينينا ..واحنا هنفضل امعاه ..لو شوفناه بيجع هنسنده ..ومرته بت اصل انا سألت ع أهلها بنفسي اغني مننا بكتير ..بلاش يامنصور تيجي عليه واديله حجه!!
منصور"رغما عنه بعد ضغطهم"هديلو ..بس مش هياخد كل نصيبه ..اطمن انه بجي راجل واد مسؤوليته ..ساعتها اديه نصيبه كله !!
احمد"بعصبيه ونبرة مرتفعه"اي اللي بتقوله ده ياعمي!!
عثمان:ف دي معاه حج يااحمد ..واحنا هنبجي معاك ومش هنسيبك واصل ..نطمن عليك ياولدي احنا مش هنعيشلك العمر كله ..
صفيه"تضرب علي كتفه بخفه"وانا كمان مع رأي الحاج منصور ياولدي..واحنا مش هنضرك داحنا عزوتك وسندك ..
ليسود الصمت قليلا ..فيقتطع أحمد سكوتهم بنبرة استسلام "ماشي ياعمي ..شوف هتعمل ايه وانا معاك !!
ليعتدل منصور بجلسته قليلا "هو ده عين العقل.."بنبرة مرتفعه ينادي علي الخادمه سكينه ويأمرها بأن تبلغ ابنه سليم الحضور لأبيه ويجلب معه الأوراق الخاصه بالأرض وملكية المنزل الكبير...
....
** بمنزل رضوان البحيري..
بعد ان عاد من الخارج بصحبة زوجته أروي وطفليه ..لتأخذ اروي الأطفال وتذهب بهم الي غرفتهم لتبديل ثيابهم والنوم ..وأيضا هي بدلت ثيابها لقميص قصير أزرق حريري ..
بملامح متجهمه ترمق زوجها ..والذي لاحظ هو الأخر تغيرها وتغير ملامحها ..
رضوان "بتساؤل"انا عاوز اعرف انتي لاويه بوزك ليه دلوقتي!!هو انا قتلتك حد يابنتي
أروي"بغضب"يعني مش عارف ف اي..اه صح وانت هتعرف ازاي وانت اساسا مش مركز معايا..
رضوان:انتي هتقولي قالبه وشك ليه ..ولا اروح اتخمد اريح
أروي"تقف امامه وتضع كفيها بخصرها"مين اللي انتي مشلتش عينك من عليها ف المطعم دي!
ببلاهه تسائل "مين؟!
بسخريه"والله انت هتستعبط ..انا اللي بسألك..
رضوان:معرفش والله أساسا بتكلمي عن اي ولا عن مين ..
أروي:بطل استعباط يارضوان ..انا شيفاك بعيني وانت نركز معاها ..كل ده ليه عشان صبغه شعرها اصفر وحاطه ميكاب طب مانا ممكن اعمل كده وساعتها شوف الرجاله هتتهبل عليا ازاي..
بحده هدر بها"دانا اقطع خبرك ..أروي اتعدلي احسنلك انا اه مدلعك بس متسوقيش فيها بقي ..
أروي:ايوة..خودوهم بالصوت ..علي صوتك كمان عشان متكلمش عن عنيك الزايغه ..
مسح بكفيه علي وجهه وهو يردد الاستغفار بخفوت ليهدأ قليلا..
ثم يجذبها من كفها برفق ويجلسها علي ساقه اليسري بحنان ..يد تلعب بخصلاتها العسليه واليد الأخري تتحس ذراعها واكتافها برقه"أروي ..اهدي شويه ..انتي عارفه اني مبشوفش غيرك ..مش غلطه ملهاش لازمه ندمت عليها ندم عمري هتفضلي تعاقبيني بيها ..
بنبرة متحشرجه مرتعشه من اثر لمساته الجريئه"احم ..انا نسيتها اصلا ..انا بكلمك عن انهارده..
يدان تتجرأ اكثر وأكثر "انا بحبك انتي ..عصبيه "ويطبع قبله علي جبينها" حنينه"ويطبع قبله أخري علي وجنتها" هاديه "والأخري يطبعها علي الوجنه الأخري"مجنونه"لتكون خير الأمور الوسط وتستقر بشفاهها ..بقبله مجنونه تعبر عن صدق مشاعره وعن حبه الذي يتزايد ليميل بها علي الأريكه و.. !!.لنتركهم سويا بعالمها الخاص ..
__..اما عند يوسف !!
تخرج من المرحاض مرتديه منامه قصيرة ممزوجه باللون الابيض والأسود تضع المنشفه علي شعرها وبكفيها تقوم بتدليك خصلاتها بالمنشفه ..ليدلف يوسف في تلك اللحظه معه بعض الحقائب ويقوم بوضعها علي الفراش من دون ان يتحدث ..يجلس بجانب الحقائب ويرمق سارة بأعجاب ومكر..والأخري ترمي باعينها داخل الحقائب..
لتقطع نظراته المتلاعبه بتساؤل"اي اللي ف الشنط دي؟!
يوسف"وهو يهز أكتافه "افتحي وشوفي انتي !!
تنظر اليه بريبه ثم تسير بخطي بطيئه صوب الحقائب الموضوعه علي الفراش