الفصل السادس و الاربعين
الفصل السادس والاربعون ..
____________________
- تلك القضبان لم تأت بالصدفة .. كما تعلم ،
هي لا يمكنها أن تتزحلق ..
هز رأسه نفيًا وهو يقول لها :
- لن تفعل ذلك ، هي تريد فقط أن تجربها ..
لم يتظاهر آريستيد أنه يعرف الكثير عن الأطفال ،
لكنه يعلم جيدا أن تلك الفتاة في غرفة الجلوس قد أحبت المزلاجين اللتين قدمهما لها ،
وهو لا يفهم لماذا جينيفر منزعجة هكذا ،
فسألها باهتمام :
ما الذي حدث معها ؟! لماذا عليها أن تضع تلك القضبان المعدنية ؟!
رغم التنهيدة العميقة التي أخذتها جينيفر ،
رأي آريستيد كيف ارتجفت شفتها السفلي وهي تبذل مجهودا لتجعله يفهم ،
أخفضت صوتها وكأنها تهمس وقالت :
- ولدت ستيفاني ولديها عيب منذ الولادة ..
غاب صوتها ليتسأل آريستيد عن سبب ما رآه في عينيها ،
لم يتعجب كثيرا .. لأنه رأي الاحساس بالذنب واضحا .
قالت بحزن شديد :
- قال لي الأطباء أنها لن تسير مطلقا مع القضبان المعدنية فكيف بدونها ،
وكانوا مخطئين .. لقد مرت بثلاث عمليات جراحية
مع علاج فيزيائي صعب ،
كل أسبوع طوال الخمس سنين الماضية ، عملية واحدة بعد وهي الأهم ،
والأطباء يقولون أنها قد تتمكن من السير بدون القضبان وأنا لا أستطيع المخاطرة أن تكسر ساقيها ... ليس بعد كل الذي عانيناه ....
مرة ثانية رأي آريسنيد لمعان الدموع في عينيها ، كان يرغب بأبعاد شعرها عن وجهها وأن
يضع يده علي خدها ليقدم لها الراحة ،
لكنها لم تكن جاهزة لتقبل مساعدته ،
في الحقيقة .. قد بدت وكأنها ستتمزق الي آلاف القطع ان لمسها حتى .
أخفض صوته لكنه لم يتمكن من عدم جعل صوته أجش وعاطفي :
- ما الذي تريدين مني أن أفعله ؟!
شحب وجهها وشيء ما عميق لمع في عينيها ،
فضغطت بقوة علي شفتيها واستدارت مبتعدة عنه ،
و قالت :
- أريدك أن تستمتع معنا في هذا النهار ،
وعندما تغادر أريدك أن تأخذ المزلاجين معك ..
فهم ما الذي قالته ، وما الذي لم تقله ..
لم تكن تتوقع منه أن يبقي هنا طوال هذه الفترة وبعد اليوم ،
هي لا تتوقع أن يعود ثانية من الاساس ..
ادراكه لذلك جعله يقف مستقيمًا ، لأنه ما أن نظر الي عنقها النحيل وتذكر كيف أن عينيها تتحولان من الدفء الي البرودة ،
ومن دون أي انذار ..
علم آريستيد أنه يريد العودة مرة ثانية ..
فقال له ببساطة كلمة واحدة :
- حسنا ..
- ما الذي تعنيه بقولك حسنًا ؟!
أدارت رأسها لتنظر اليه وقد ضاقت عيناها وكأنها تشعر بالشك في دوافعه ،
تمكن من عدم الابتسام لأن لديها كل سبب لتشك به ،
ولأن لديه رغبة قوية ليتعرف عليها بطريقة أفضل ...
وأفضل بكثير مما تتوقع هي .
علم أن هناك شيئا بينهما منذ اللحظة الأولي
التي رآها فيها في زفاف دريك ،
وقد لمح تحذيرا واضحا في عينيها لمرة أو أكثر ،
وحقيقة أنها لم تستسلم لإحساسها لا يفقد ذلك الاحساس قوته ،
بل يجعله أكثر قوة وأكثر تصميما لرؤيتها مرة ثانية ،
والحقيقة أنه منجذب ل جينيفر واذا اعترفت بذلك سيكون سعيدًا للغاية ،
...لم لا ؟ فهو يدرك جيداً أن الشعور متبادل ...
شيئان يعرفهما آريستيد جيدًا ،
الموسيقي والنساء ،
فبإمكانه أن يغني وعلي اللحن كل أغنية سجلت منذ عشرين سنة والى الآن ..
وهو قد عرف ما يكفي من النساء في سن عمره الستة والأربعون ليصبح شهيرا بمغامراته ،
ومن الواضح جدا أن هذه المرأة لا تثق به ،
لكنه تصور أنه من المحتمل أن لديها
سبب قوي لتفعل ذلك ، وهكذا هو لن يستعجلها .
كررت قولها بحدة :
- لقد سألتك منذ قليل .. ما الذي تعنيه بقولك حسنا ؟
استغرق للحظة حتي فكر بسؤالها ،
وعندما فعل لم يعترض ليوضح لها قوله :
أقصد حسنا ، أعدك بذلك ..
عندما أغادر بعد ظهر اليوم سآخذ معي المزلاجين ..
رددت بتفهم :
- اذن فهمت ..
نظر اليها مفكرا قبل أن يجيب :
- نعم ، ... لكن هذا لا يهم .. فلقد وعدتك ..
هزت رأسها سريعًا مرددة :
- جيد ...
استدارا نحو الباب وانضما الي ستيفاني ،
التي كانت لا تزال جالسة علي الأرض وهي تحاول أن تدخل قدمها بأحدي المزلاجين ..
قالت لها جينيفر :
- ستيفاني حبيبتي ، لنري الهدايا الباقية ..
فآريستيد لم يكن يعلم بشأن القضبان المعدنية ،
وسيعيد المزلاجين الي المتجر ...
أدارت ستيفاني رأسها الي آريستيد الذي غمز لها وهو يرفع الأوراق عن هدية أخري وقال
واعدا :
- لا تقلقي ستيف أخبرتني أمك عن القضبان علي ساقيك، وطالما لا نريد أن
تكسرين أي عظام في ساقيك ، فأنا سأحتفظ
لك بالمزلاجين في منزلي ..
آريستيد أنت عبقري ..
سيتمكن من ايجاد وسيلة ليمنع الفتاة من أن تصاب بخيبة الأمل ، وفي نفس الوقت سيستمر برؤية أمها في ذات الوقت ..
سألته ستيفاني بصوت ضعيف :
- أنت تقصد أنني أستطيع أن أستعملهما في وقت ما ؟!
هي تريد أن تستعملهما في وقت ما ؟
هو لم يفكر بذلك ، لذلك اجابها سريعًا :
- أعتقد ذلك ..
ثم نقل نظره من ستيفاني الي جينيفر ،
وشعر أن بعضا من كبرياؤه قد ذاب ، حين سألته جينيفر :
- هل يمكنك أن تضمن أنك ستمسك بها ان وقعت ؟!
شحب وجه آريستيد وفجأة شعر بالإحراج ، فجينيفر تريد ضمانة أنه سيبقي ابنتها بأمان ؟
انه مجرد عازب الان ، بالفعل لديه ابن كبير ، ولكنه لم يشترك في تربيته إلا حين وصل للسادسة عشر ،
هو الان لا هم لديه فقد كبر ولده ،
هو لا يعرف شيئًا عن حماية الأطفال ؟
رأت جينيفر الرعب في عيني آريستيد ،
وفجأة فهمت ما الذي جعلها تعامله بخبث ،
فهو يذكرها ب جوناثان ، والد ستيفاني ،
فكلاهما يملكان القدرة علي التأثير بالغير في غضون
ثوان قليلة ..
وأكثر من أي شيء آخر ،
كيف نظر الي ساقي ستيفاني ،
وكيف أصيب بالرعب عندما سألته ان كان يستطيع أن يضمن سلامة ابنتها وهي علي المزلاجين ،
اعاقة ابنتها أثارت أعصاب آريستيد وجوناثان ،
فلم يكن جوناثان أيضا قادرا علي تحمل المسئولية ،
ولهذا السبب رحل وتركهما .
شعرت جينيفر بالمرارة لرحيل جوناثان منذ
وقت بعيد ،
ولكنها الآن لا تشعر بالمرارة كما وأن اعاقة ستيفاني ليست من مسئولية آريستيد ،لقد بالغ بشراء الهدايا ،
ولم تكن غلطته أن يشتري هدية لا تستطيع ستيفاني استعمالها ..
رأته ينزع الورقة عن رزمة أخرى ، وهو يبتسم تقريبا كابتسامة ستيفاني ..
فالرجل فاتن لا شك بذلك ،
وقد جعل العيد لابنتها مناسبة خاصة ، و علي الرغم من اختياره الخاطئ للهدايا ..
فقد شعرت جينيفر بقلبها يصبح ناعما ما أن نظرت الي عيني ستيفاني ، وشعرت بنعومة أكثر عندما نظرت الي آريستيد ،
لم تكن تشك ولو لدقيقة واحدة أن هذه المناسبة ستكون
المرة الأخيرة التي ستراه فيها ،
لكنه هنا الآن .. وفي النهاية ... انه العيد .
سألت ستيفاني بتشويق :
- هل تعتقدين أن هذه طابة لكرة السلة ،
ماما ؟!
أجابت أمها بحماس :
- يمكن ذلك ..
قالت بتأثر وحزن :
- هل علي آريستيد أن يحتفظ بها أيضا في منزله ؟!
أجاب آريستيد هذه المرة :
- لا أعتقد أن هذا الأمر ضروري ، ستيف ..
هناك الكثير من الوسائل التي يمكنك بها لعب كرة السلة وأنت بأمان ،
لكن لا تحاولي اللعب مع أخي تاي .
لقد قفز علي قدمي بقوة المرة الأخيرة ونحن نلعب وهذا ما جعلني أعرج معظم الأسبوع ، وانظري فقط لما فعله بيدي ..
بصدق فكرت جينيفر أنه ليس من الرجال الذين يتذمرون بسبب بعض الجروح ،
فقالت ستيفاني :
- واو .. انظري ماما ..
رفع آريستيد يده أمامها لتراها ،
ولم تستطع أن تقول له أنها قد تعاني من أظافرها بطريقة
جدية أكثر من الخدوش في يديه ،
كانت يداه سميكة وأصابعه طويلة ومستقيمة ..
قالت ستيفاني بلطف بالغ :
- عليك أن تطلب من أمي أن تقبلها ، وهكذا ستصبح أفضل ...
جملة ستيفاني جعلت جينيفر ،
تصور صورة ما في مخيلتها ، فتابعت التحديق في يديه وهي تتخيل تلك اليدين حولها ،
انتقلت أخيرا بعينيها الي عينيه ، وشعرت بخديها يتوهجان
من الحرارة ،
تحرك آريستيد في مقعده وكأن خياله شاركها في ذات الأحلام ..
فسألته ستيفاني ببراءة :
- هل تريدها أن تفعل ذلك ؟!
جلس براحة أكثر في مقعده وقال لها :
- شكرا على النصيحة ستيف ،
ربما في مرة أخرى ..
فجأة أصبحت الغرفة حارة جدا ،
فأبقت جينيفر نظرها علي ابنتها ،
فسألته الفتاة الصغيرة بتعجب :
- لماذا تناديني ستيف ؟!
مال آريستيد برأسه الي جهة واحدة واجابها :
- مع أن ستيفاني اسم جميل ولكنه طويل ،
اذا ناديت الانسان باسمه المصغر تصلين الي شخصيته الحقيقية ، وأنا أصغر اسم كل شخص الي مقطع واحد ..
نظرت لها بعينان لامعة وهي تسأله :
- وما هو المقطع الواحد ؟!
آه ... آه يا آريستيد ،
لقد علق مرة معها في لماذا وكيف !
حاول أن يجيبها بطريقة سهلة وبسيطة فقال لها :
- المقطع الواحد هو كنغمة
واحدة في الموسيقي ، أو ضربة واحدة علي الطبل ،
ستيف مقطع واحد ..
وربت على فخذه مرة واحدة ثم ربت ثلاث مرات وقال :
- ستيف – ا – ني ثلاث مقاطع ..
قهقهت ستيفاني و قالت :
- هل تعرف كم مقطع اسم السيد أبراثي ؟!
ربت آريستيد علي فخذه ست مرات قائلًا :
- ست ..
نظرت ستيفاني نحو امها قائلة :
- لا أعتقد أن السيد أبراثي سيرغب ان ناديته أب ..
أليس كذلك يا ماما ؟!
وقبل أن تنتظر جواب أمها ،
بدأت الطفلة بتمزيق ورقة حول الرزمة الدائرية ،
وقالت انها دائما كانت ترغب بكرة السلة ..
و بوقت سريع جدا فتحت ستيفاني الهديتين الباقيتين ،
كانت واحدة لأحجية ، ولعبة علي شكل هرة
ناعمة وفروها طويل وناعم وناصع البياض ،
وعلي الفور أسمتها آبي ،
لأنها كما قالت تذكرها بلحية السيد أبراثي البيضاء ،
وما أن ذكرت جارها حتي نظرت الي آريستيد وقالت :
- هل تؤمن بالعجائب ، يا آريستيد ؟!
توقعت ستيفاني أن يتهرب بطريقة ما من
الاجابة ،
حتى كادت أن تقدم علي انقاذه بتبديل الموضوع عندما قال لها :
- ألا يفعل ذلك كل انسان ؟!
قالت ستيفاني :
- كنت أعلم ذلك ، قال لي السيد أبراثي أن والدي يؤمن بالعجائب ،
وقبل أن يتمكن آريستيد أو جينيفر من قول أي شيء تابعت :
- ماما ، هل تعتقدين أننا نستطيع أن نأكل ؟! فأنا جائعة جدا ..
كان على جينيفر أولا مساعدة ستيفاني لتقف ،
وثانيا ، أن تبعد شعرها عن وجهها ،
ومن ثم تراقبها وهي تسير حول المفروشات ،
وتتجه نحو المطبخ ،
وكذلك أن تشعر بالفخر من تصميم ابنتها الصغيرة وروحها العالية ،
قال آريستيد بنعومة :
- لا أستطيع أن أعرف كيف تتمكنين من مجاراتها !
ابتسمت له وأجابت بصدق وفخر كبيرين :
- انها مفعمة بالحيوية ..
لقد قالت جينيفر هذه الجملة كثيرا ،
حتي أصبحت طبيعة ثانية لها ،
لكنها لم تقلها من قبل لرجل كان ينظر لها بكل هذا الشوق ،
تمكنت أخيرا من ابعاد نظرها عنه وسارت نحو المطبخ ..
هناك كانت ستيفاني منشغلة بالتنقل الي
طاولة اعداد الطعام ،
وكانت تضع بعناية فائقة ، الملاعق والشوك بجانب الأطباق .
شعرت جينيفر بالفرح ،
لأن آريستيد أبدا اهتماما بابنتها ، وهذا ما جعله ينشغل بها ..
وهكذا تمكنت من أن تستجمع أفكارها لبعض الوقت ،
لقد مر وقت طويل ،
على احساسها بنفسها كما حدث لها من قبل ،
شعرت انها تحت نظرات منذ دقائق قليلة ،
بينما كانت تقطع الديك الرومي ،
ذكرت نفسها بالصفات المشتركة بين آريستيد و جوناثان ،
لكن عندما وضعت الطبق الكبير بين يدي آريستيد ،
نسيت تماما ما الذي كانت تقوله لنفسها ..
كل الذي كانت تفكر فيه هو وجوده قربها ،
صممت أن لا تعطيه أي تشجيع إضافي ،
فوضعت ما تبقي من الصحون علي الطاولة وجلست .
تصرف آريستيد كسيد رائع طوال فترة تناول الطعام ،
وهو يخبرهما بقصص عن طفولته ،
وكلها لطيفة ومسلية ..
وعندما انتهوا من تناول الطعام سألته ستيفاني ،
ان كان يرغب في مساعدتها في ترتيب الأحجية ..
فوجدت جينيفر نفسها وحيدة في المطبخ ،
كان بإمكانها أن تترك غسل الأطباق ،
لكنها كانت تريد شيئا ما يبقيها منشغلة ،
شيء ما يبعدها عن مراقبة التقارب بين آريستيد وابنتها ..
وبينما كانت تغسل الأطباق سمعت الحديث
الدائر في الغرفة المجاورة ..
كانت ستيفاني سعيدة جدا تضحك وتلعب ،
فكرهت جينيفر أن تري لذلك نهاية ،
لكن هذا هو الأمر الوحيد الطبيعي ...
فليس هناك أي شيء لتفعله من أجل ابنتها ،
بإمكانها أن تهد جبال ، و تبني الجسور ، و تأخذها للغيوم ،
ان كان ذلك يجعلها سعيدة ،
وغدا ستشرح لها عن الآباء ، لكن ذلك سيحدث غدا وليس اليوم ...
كانت غارقة في أفكارها ولم تلاحظ الصمت حتي انتهت من تجفيف آخر طبق ،
طوت المنشفة واستدارت لتري ما الأمر ،
توقفت عن الحركة واتسعت عيناها .
كان آريستيد يقف أمام الباب متكئ علي الطاولة يراقبها ،
قالت له بفزع بعد شهقت بخفه :
- منذ متي وأنت واقف هناك ؟!
اجابها وهو يبتسم على حمرة وجهها الظاهرة على وجنتيها :
- ليس منذ وقت طويل ..
اقتربت من باب المطبخ وهي تسأله بقلق :
- و أين ستيفاني ؟!
تقدم خطوة نحوها ليوقفها تن التقدم للخارج قبل أن يجيب :
لقد نامت علي الصوفا منذ عدة دقائق ..
ساد صمت للحظة قبل أن يسألها :
- ما الذي كنت تفكرين فيه ؟ منذ قليل ، أقصد ..
أخبرتها نظراته أنه كان يعلم ما الذي كانت
تفكر به في وقت سابق ،
وعندما وجدته يحدق بها بشوق واضح ،
انتقلت نظراتها الي يديه ولأول مرة لاحظت أنه يحمل رزمة في كل يد ..
قالت له بحرج ، وامتنان في نفس الوقت :
- ما كان عليك احضار هدايا لنا اليوم ..
قال لها وعيناه يحصران نظراتها التائهة :
- لقد أردت أن أفعل ..
ثم اقترب منها أكثر وأصبح صوته منخفضا وهو يتابع :
- هناك الكثير من الأشياء أريد القيام بها معك جيني .
صححت له :
- جينيفر ..
- ثم مدت يدها الي الرزمة الأكبر وتابعت :
- اعتقدت أنك تصغر اسم كل شخص الي مقطع واحد ،
جيني مقطعين !
قال لها بصوته الحالم :
- أنت مختلفة عن الباقيين بالنسبة لي ..
هزت رأسها ورفعت ذقنها وهي تقول :
- أنا لست لك بأي شيء ..
ابتسم لها آريستيد وقال :
- ألن تفتحي هديتك ؟!
______________________
____________________
- تلك القضبان لم تأت بالصدفة .. كما تعلم ،
هي لا يمكنها أن تتزحلق ..
هز رأسه نفيًا وهو يقول لها :
- لن تفعل ذلك ، هي تريد فقط أن تجربها ..
لم يتظاهر آريستيد أنه يعرف الكثير عن الأطفال ،
لكنه يعلم جيدا أن تلك الفتاة في غرفة الجلوس قد أحبت المزلاجين اللتين قدمهما لها ،
وهو لا يفهم لماذا جينيفر منزعجة هكذا ،
فسألها باهتمام :
ما الذي حدث معها ؟! لماذا عليها أن تضع تلك القضبان المعدنية ؟!
رغم التنهيدة العميقة التي أخذتها جينيفر ،
رأي آريستيد كيف ارتجفت شفتها السفلي وهي تبذل مجهودا لتجعله يفهم ،
أخفضت صوتها وكأنها تهمس وقالت :
- ولدت ستيفاني ولديها عيب منذ الولادة ..
غاب صوتها ليتسأل آريستيد عن سبب ما رآه في عينيها ،
لم يتعجب كثيرا .. لأنه رأي الاحساس بالذنب واضحا .
قالت بحزن شديد :
- قال لي الأطباء أنها لن تسير مطلقا مع القضبان المعدنية فكيف بدونها ،
وكانوا مخطئين .. لقد مرت بثلاث عمليات جراحية
مع علاج فيزيائي صعب ،
كل أسبوع طوال الخمس سنين الماضية ، عملية واحدة بعد وهي الأهم ،
والأطباء يقولون أنها قد تتمكن من السير بدون القضبان وأنا لا أستطيع المخاطرة أن تكسر ساقيها ... ليس بعد كل الذي عانيناه ....
مرة ثانية رأي آريسنيد لمعان الدموع في عينيها ، كان يرغب بأبعاد شعرها عن وجهها وأن
يضع يده علي خدها ليقدم لها الراحة ،
لكنها لم تكن جاهزة لتقبل مساعدته ،
في الحقيقة .. قد بدت وكأنها ستتمزق الي آلاف القطع ان لمسها حتى .
أخفض صوته لكنه لم يتمكن من عدم جعل صوته أجش وعاطفي :
- ما الذي تريدين مني أن أفعله ؟!
شحب وجهها وشيء ما عميق لمع في عينيها ،
فضغطت بقوة علي شفتيها واستدارت مبتعدة عنه ،
و قالت :
- أريدك أن تستمتع معنا في هذا النهار ،
وعندما تغادر أريدك أن تأخذ المزلاجين معك ..
فهم ما الذي قالته ، وما الذي لم تقله ..
لم تكن تتوقع منه أن يبقي هنا طوال هذه الفترة وبعد اليوم ،
هي لا تتوقع أن يعود ثانية من الاساس ..
ادراكه لذلك جعله يقف مستقيمًا ، لأنه ما أن نظر الي عنقها النحيل وتذكر كيف أن عينيها تتحولان من الدفء الي البرودة ،
ومن دون أي انذار ..
علم آريستيد أنه يريد العودة مرة ثانية ..
فقال له ببساطة كلمة واحدة :
- حسنا ..
- ما الذي تعنيه بقولك حسنًا ؟!
أدارت رأسها لتنظر اليه وقد ضاقت عيناها وكأنها تشعر بالشك في دوافعه ،
تمكن من عدم الابتسام لأن لديها كل سبب لتشك به ،
ولأن لديه رغبة قوية ليتعرف عليها بطريقة أفضل ...
وأفضل بكثير مما تتوقع هي .
علم أن هناك شيئا بينهما منذ اللحظة الأولي
التي رآها فيها في زفاف دريك ،
وقد لمح تحذيرا واضحا في عينيها لمرة أو أكثر ،
وحقيقة أنها لم تستسلم لإحساسها لا يفقد ذلك الاحساس قوته ،
بل يجعله أكثر قوة وأكثر تصميما لرؤيتها مرة ثانية ،
والحقيقة أنه منجذب ل جينيفر واذا اعترفت بذلك سيكون سعيدًا للغاية ،
...لم لا ؟ فهو يدرك جيداً أن الشعور متبادل ...
شيئان يعرفهما آريستيد جيدًا ،
الموسيقي والنساء ،
فبإمكانه أن يغني وعلي اللحن كل أغنية سجلت منذ عشرين سنة والى الآن ..
وهو قد عرف ما يكفي من النساء في سن عمره الستة والأربعون ليصبح شهيرا بمغامراته ،
ومن الواضح جدا أن هذه المرأة لا تثق به ،
لكنه تصور أنه من المحتمل أن لديها
سبب قوي لتفعل ذلك ، وهكذا هو لن يستعجلها .
كررت قولها بحدة :
- لقد سألتك منذ قليل .. ما الذي تعنيه بقولك حسنا ؟
استغرق للحظة حتي فكر بسؤالها ،
وعندما فعل لم يعترض ليوضح لها قوله :
أقصد حسنا ، أعدك بذلك ..
عندما أغادر بعد ظهر اليوم سآخذ معي المزلاجين ..
رددت بتفهم :
- اذن فهمت ..
نظر اليها مفكرا قبل أن يجيب :
- نعم ، ... لكن هذا لا يهم .. فلقد وعدتك ..
هزت رأسها سريعًا مرددة :
- جيد ...
استدارا نحو الباب وانضما الي ستيفاني ،
التي كانت لا تزال جالسة علي الأرض وهي تحاول أن تدخل قدمها بأحدي المزلاجين ..
قالت لها جينيفر :
- ستيفاني حبيبتي ، لنري الهدايا الباقية ..
فآريستيد لم يكن يعلم بشأن القضبان المعدنية ،
وسيعيد المزلاجين الي المتجر ...
أدارت ستيفاني رأسها الي آريستيد الذي غمز لها وهو يرفع الأوراق عن هدية أخري وقال
واعدا :
- لا تقلقي ستيف أخبرتني أمك عن القضبان علي ساقيك، وطالما لا نريد أن
تكسرين أي عظام في ساقيك ، فأنا سأحتفظ
لك بالمزلاجين في منزلي ..
آريستيد أنت عبقري ..
سيتمكن من ايجاد وسيلة ليمنع الفتاة من أن تصاب بخيبة الأمل ، وفي نفس الوقت سيستمر برؤية أمها في ذات الوقت ..
سألته ستيفاني بصوت ضعيف :
- أنت تقصد أنني أستطيع أن أستعملهما في وقت ما ؟!
هي تريد أن تستعملهما في وقت ما ؟
هو لم يفكر بذلك ، لذلك اجابها سريعًا :
- أعتقد ذلك ..
ثم نقل نظره من ستيفاني الي جينيفر ،
وشعر أن بعضا من كبرياؤه قد ذاب ، حين سألته جينيفر :
- هل يمكنك أن تضمن أنك ستمسك بها ان وقعت ؟!
شحب وجه آريستيد وفجأة شعر بالإحراج ، فجينيفر تريد ضمانة أنه سيبقي ابنتها بأمان ؟
انه مجرد عازب الان ، بالفعل لديه ابن كبير ، ولكنه لم يشترك في تربيته إلا حين وصل للسادسة عشر ،
هو الان لا هم لديه فقد كبر ولده ،
هو لا يعرف شيئًا عن حماية الأطفال ؟
رأت جينيفر الرعب في عيني آريستيد ،
وفجأة فهمت ما الذي جعلها تعامله بخبث ،
فهو يذكرها ب جوناثان ، والد ستيفاني ،
فكلاهما يملكان القدرة علي التأثير بالغير في غضون
ثوان قليلة ..
وأكثر من أي شيء آخر ،
كيف نظر الي ساقي ستيفاني ،
وكيف أصيب بالرعب عندما سألته ان كان يستطيع أن يضمن سلامة ابنتها وهي علي المزلاجين ،
اعاقة ابنتها أثارت أعصاب آريستيد وجوناثان ،
فلم يكن جوناثان أيضا قادرا علي تحمل المسئولية ،
ولهذا السبب رحل وتركهما .
شعرت جينيفر بالمرارة لرحيل جوناثان منذ
وقت بعيد ،
ولكنها الآن لا تشعر بالمرارة كما وأن اعاقة ستيفاني ليست من مسئولية آريستيد ،لقد بالغ بشراء الهدايا ،
ولم تكن غلطته أن يشتري هدية لا تستطيع ستيفاني استعمالها ..
رأته ينزع الورقة عن رزمة أخرى ، وهو يبتسم تقريبا كابتسامة ستيفاني ..
فالرجل فاتن لا شك بذلك ،
وقد جعل العيد لابنتها مناسبة خاصة ، و علي الرغم من اختياره الخاطئ للهدايا ..
فقد شعرت جينيفر بقلبها يصبح ناعما ما أن نظرت الي عيني ستيفاني ، وشعرت بنعومة أكثر عندما نظرت الي آريستيد ،
لم تكن تشك ولو لدقيقة واحدة أن هذه المناسبة ستكون
المرة الأخيرة التي ستراه فيها ،
لكنه هنا الآن .. وفي النهاية ... انه العيد .
سألت ستيفاني بتشويق :
- هل تعتقدين أن هذه طابة لكرة السلة ،
ماما ؟!
أجابت أمها بحماس :
- يمكن ذلك ..
قالت بتأثر وحزن :
- هل علي آريستيد أن يحتفظ بها أيضا في منزله ؟!
أجاب آريستيد هذه المرة :
- لا أعتقد أن هذا الأمر ضروري ، ستيف ..
هناك الكثير من الوسائل التي يمكنك بها لعب كرة السلة وأنت بأمان ،
لكن لا تحاولي اللعب مع أخي تاي .
لقد قفز علي قدمي بقوة المرة الأخيرة ونحن نلعب وهذا ما جعلني أعرج معظم الأسبوع ، وانظري فقط لما فعله بيدي ..
بصدق فكرت جينيفر أنه ليس من الرجال الذين يتذمرون بسبب بعض الجروح ،
فقالت ستيفاني :
- واو .. انظري ماما ..
رفع آريستيد يده أمامها لتراها ،
ولم تستطع أن تقول له أنها قد تعاني من أظافرها بطريقة
جدية أكثر من الخدوش في يديه ،
كانت يداه سميكة وأصابعه طويلة ومستقيمة ..
قالت ستيفاني بلطف بالغ :
- عليك أن تطلب من أمي أن تقبلها ، وهكذا ستصبح أفضل ...
جملة ستيفاني جعلت جينيفر ،
تصور صورة ما في مخيلتها ، فتابعت التحديق في يديه وهي تتخيل تلك اليدين حولها ،
انتقلت أخيرا بعينيها الي عينيه ، وشعرت بخديها يتوهجان
من الحرارة ،
تحرك آريستيد في مقعده وكأن خياله شاركها في ذات الأحلام ..
فسألته ستيفاني ببراءة :
- هل تريدها أن تفعل ذلك ؟!
جلس براحة أكثر في مقعده وقال لها :
- شكرا على النصيحة ستيف ،
ربما في مرة أخرى ..
فجأة أصبحت الغرفة حارة جدا ،
فأبقت جينيفر نظرها علي ابنتها ،
فسألته الفتاة الصغيرة بتعجب :
- لماذا تناديني ستيف ؟!
مال آريستيد برأسه الي جهة واحدة واجابها :
- مع أن ستيفاني اسم جميل ولكنه طويل ،
اذا ناديت الانسان باسمه المصغر تصلين الي شخصيته الحقيقية ، وأنا أصغر اسم كل شخص الي مقطع واحد ..
نظرت لها بعينان لامعة وهي تسأله :
- وما هو المقطع الواحد ؟!
آه ... آه يا آريستيد ،
لقد علق مرة معها في لماذا وكيف !
حاول أن يجيبها بطريقة سهلة وبسيطة فقال لها :
- المقطع الواحد هو كنغمة
واحدة في الموسيقي ، أو ضربة واحدة علي الطبل ،
ستيف مقطع واحد ..
وربت على فخذه مرة واحدة ثم ربت ثلاث مرات وقال :
- ستيف – ا – ني ثلاث مقاطع ..
قهقهت ستيفاني و قالت :
- هل تعرف كم مقطع اسم السيد أبراثي ؟!
ربت آريستيد علي فخذه ست مرات قائلًا :
- ست ..
نظرت ستيفاني نحو امها قائلة :
- لا أعتقد أن السيد أبراثي سيرغب ان ناديته أب ..
أليس كذلك يا ماما ؟!
وقبل أن تنتظر جواب أمها ،
بدأت الطفلة بتمزيق ورقة حول الرزمة الدائرية ،
وقالت انها دائما كانت ترغب بكرة السلة ..
و بوقت سريع جدا فتحت ستيفاني الهديتين الباقيتين ،
كانت واحدة لأحجية ، ولعبة علي شكل هرة
ناعمة وفروها طويل وناعم وناصع البياض ،
وعلي الفور أسمتها آبي ،
لأنها كما قالت تذكرها بلحية السيد أبراثي البيضاء ،
وما أن ذكرت جارها حتي نظرت الي آريستيد وقالت :
- هل تؤمن بالعجائب ، يا آريستيد ؟!
توقعت ستيفاني أن يتهرب بطريقة ما من
الاجابة ،
حتى كادت أن تقدم علي انقاذه بتبديل الموضوع عندما قال لها :
- ألا يفعل ذلك كل انسان ؟!
قالت ستيفاني :
- كنت أعلم ذلك ، قال لي السيد أبراثي أن والدي يؤمن بالعجائب ،
وقبل أن يتمكن آريستيد أو جينيفر من قول أي شيء تابعت :
- ماما ، هل تعتقدين أننا نستطيع أن نأكل ؟! فأنا جائعة جدا ..
كان على جينيفر أولا مساعدة ستيفاني لتقف ،
وثانيا ، أن تبعد شعرها عن وجهها ،
ومن ثم تراقبها وهي تسير حول المفروشات ،
وتتجه نحو المطبخ ،
وكذلك أن تشعر بالفخر من تصميم ابنتها الصغيرة وروحها العالية ،
قال آريستيد بنعومة :
- لا أستطيع أن أعرف كيف تتمكنين من مجاراتها !
ابتسمت له وأجابت بصدق وفخر كبيرين :
- انها مفعمة بالحيوية ..
لقد قالت جينيفر هذه الجملة كثيرا ،
حتي أصبحت طبيعة ثانية لها ،
لكنها لم تقلها من قبل لرجل كان ينظر لها بكل هذا الشوق ،
تمكنت أخيرا من ابعاد نظرها عنه وسارت نحو المطبخ ..
هناك كانت ستيفاني منشغلة بالتنقل الي
طاولة اعداد الطعام ،
وكانت تضع بعناية فائقة ، الملاعق والشوك بجانب الأطباق .
شعرت جينيفر بالفرح ،
لأن آريستيد أبدا اهتماما بابنتها ، وهذا ما جعله ينشغل بها ..
وهكذا تمكنت من أن تستجمع أفكارها لبعض الوقت ،
لقد مر وقت طويل ،
على احساسها بنفسها كما حدث لها من قبل ،
شعرت انها تحت نظرات منذ دقائق قليلة ،
بينما كانت تقطع الديك الرومي ،
ذكرت نفسها بالصفات المشتركة بين آريستيد و جوناثان ،
لكن عندما وضعت الطبق الكبير بين يدي آريستيد ،
نسيت تماما ما الذي كانت تقوله لنفسها ..
كل الذي كانت تفكر فيه هو وجوده قربها ،
صممت أن لا تعطيه أي تشجيع إضافي ،
فوضعت ما تبقي من الصحون علي الطاولة وجلست .
تصرف آريستيد كسيد رائع طوال فترة تناول الطعام ،
وهو يخبرهما بقصص عن طفولته ،
وكلها لطيفة ومسلية ..
وعندما انتهوا من تناول الطعام سألته ستيفاني ،
ان كان يرغب في مساعدتها في ترتيب الأحجية ..
فوجدت جينيفر نفسها وحيدة في المطبخ ،
كان بإمكانها أن تترك غسل الأطباق ،
لكنها كانت تريد شيئا ما يبقيها منشغلة ،
شيء ما يبعدها عن مراقبة التقارب بين آريستيد وابنتها ..
وبينما كانت تغسل الأطباق سمعت الحديث
الدائر في الغرفة المجاورة ..
كانت ستيفاني سعيدة جدا تضحك وتلعب ،
فكرهت جينيفر أن تري لذلك نهاية ،
لكن هذا هو الأمر الوحيد الطبيعي ...
فليس هناك أي شيء لتفعله من أجل ابنتها ،
بإمكانها أن تهد جبال ، و تبني الجسور ، و تأخذها للغيوم ،
ان كان ذلك يجعلها سعيدة ،
وغدا ستشرح لها عن الآباء ، لكن ذلك سيحدث غدا وليس اليوم ...
كانت غارقة في أفكارها ولم تلاحظ الصمت حتي انتهت من تجفيف آخر طبق ،
طوت المنشفة واستدارت لتري ما الأمر ،
توقفت عن الحركة واتسعت عيناها .
كان آريستيد يقف أمام الباب متكئ علي الطاولة يراقبها ،
قالت له بفزع بعد شهقت بخفه :
- منذ متي وأنت واقف هناك ؟!
اجابها وهو يبتسم على حمرة وجهها الظاهرة على وجنتيها :
- ليس منذ وقت طويل ..
اقتربت من باب المطبخ وهي تسأله بقلق :
- و أين ستيفاني ؟!
تقدم خطوة نحوها ليوقفها تن التقدم للخارج قبل أن يجيب :
لقد نامت علي الصوفا منذ عدة دقائق ..
ساد صمت للحظة قبل أن يسألها :
- ما الذي كنت تفكرين فيه ؟ منذ قليل ، أقصد ..
أخبرتها نظراته أنه كان يعلم ما الذي كانت
تفكر به في وقت سابق ،
وعندما وجدته يحدق بها بشوق واضح ،
انتقلت نظراتها الي يديه ولأول مرة لاحظت أنه يحمل رزمة في كل يد ..
قالت له بحرج ، وامتنان في نفس الوقت :
- ما كان عليك احضار هدايا لنا اليوم ..
قال لها وعيناه يحصران نظراتها التائهة :
- لقد أردت أن أفعل ..
ثم اقترب منها أكثر وأصبح صوته منخفضا وهو يتابع :
- هناك الكثير من الأشياء أريد القيام بها معك جيني .
صححت له :
- جينيفر ..
- ثم مدت يدها الي الرزمة الأكبر وتابعت :
- اعتقدت أنك تصغر اسم كل شخص الي مقطع واحد ،
جيني مقطعين !
قال لها بصوته الحالم :
- أنت مختلفة عن الباقيين بالنسبة لي ..
هزت رأسها ورفعت ذقنها وهي تقول :
- أنا لست لك بأي شيء ..
ابتسم لها آريستيد وقال :
- ألن تفتحي هديتك ؟!
______________________