الحلقه الثانيه

خطوات الشيطان
الحلقه الثانيه
فلمعت عينى زهران ونظر اليهم فزعا: اوعى تقولي ان الكلام ده صحيح .
انتفض مادي واقف: انت ازى يا بابا تصدق كلام فاضى زى ده؟ انا مادي اللى عرف بنات بعدد شعر راسه يتقال عليه كده .
رمقه زهران بنظره غاضبه: ماهو ده اللى مجنني ازى البنت دي قالت كده وليه الكل صدقها .
جمع مادي حاجبيه وتعجب قائلا: كل مين انت تقصد أيه؟!
جز زهران على اسنانه قائلا: اه ما انت نايم على ودانك؛ السوشل مديا ملهاش كلام غيرك واللى عملته فى خطيبتك المسكينه .
فرك مادي فى رأسه وتلفت يمينا ويسارا وكانه يبحث عن شيئ ففطن زهران انه يبحث عنها فتعمض قائلا: انت بتدور على ايه مشيت من بدري ممكن تفهمني أيه اللى حصل؟
فتح عينه واغلقهم وزفر قائلا: مش فاكر أى حاجه كل اللى فاكره اننا دخلنا الاوضه، وكنت مجهز لها عصير فيه حبايه من نوع شديد قوي، كان هيخليها توب، بس معرفش أيه اللى حصل شربت الكاس من هنا ومدرتش بالدنيا معرفش جرى ليا أيه يظهر أني تقلت في الشرب زياده.
فكر زاهر قائلا: تقصد ايه يعني وأيه الكلام اللى قالتو عليك وليه؟
اخذ مادي نفس وزفره قائلا: افوق كده بس واركز وانا هجبلك اصل الموضوع ده حصل ازى، ومتقلقش من الكلام الفاضي ده، هو أنا محتاج شهاده من حد ده أنا مادي .
زفر زهران قائلا: اوك تمام بس على الصبح ملقيش أي كلام من على المديا مفهوم .
اومأ بالموافقه واستلقى سريره لامباليا خرج زهران عاد الى شركته، نظر جاسر الى مادي قائلا: هو أيه اللى حصل وسولي غيرت الخطه ليه وأيه اللعبه الهبله دي؟
انقلب مادي على جنبه معطي جاسر ظهره قائلا: بقولك أيه سيبني اكمل نومي ولما اصحي ابقا اكلمها وافهم انت عارف انها مش هتصحى دلوقتي .
فكر جاسر: طب مش هتدخل على المديا تشوف أيه اللى مكتوب حتى؟
تأفف: يوه بقا عايز انام اقولك شوف انت ولما اصحى ابقى قولى، وخليهم يجهزولنا سهره حلوه كده نرد بيها على التفاهات دي، انا مش فاهم بس بابا ادى للموضوع اهميه ليه اصلا ده كلام حد يهتم بيه؟
ابتسم جاسر: في دي عندك حق بس تعرف ده يأكد ان مارو دي هبله وعبيطه جدا.
اعتدل مادي واستلقى على ظهره ووضع ذراعيه تحت رأسه قائلا: وهو انت محتاج كل الوقت ده عشان تكتشف الكلام ده، انت شكلك مش هتسبني انام هقوم اخد حمام وارجعلك .
نزل من على السرير من الجه الاخرى ودخل الى الحمام، اخذ جاسر حاسبه النقال ودخل عليه وبدأ يقرأ المكتوب ويجمع بعض المعلومات، خرج مادي وجلس بجوار جاسر نظر بالحاسب قائلا: وصلت لأيه؟
ابتسم جاسر: زي ما توقعت النشر كله من موقع سولى اللى ادته ل مارو، مفيش غير موقع واحد غيرهم دورت ورها طلع تبع ياني .
اومأ مادي: اه أكيد طبعا مصدقت هكلم سولي افهم منها أيه الموضوع وبعدين ياني دي مقدور عليها.
التقط هاتفه مع الكمود وطلبها لحظات واجابت قائله: هاى مادي وحشتني كتير .
ضحك: حبيبة قلبي وحشتينى اكتر بس انا زعلان منك جدا .
عبست بدلع: ليه بس يا بيبي أيه اللى حصل؟
زفر مادي: ينفع اللى حصل ده يعني احنا متفقين تعرفيني قبل ما تعملي أي حاجه، وليه اصلا غيرتي الخطه اللى كنا متفقين عليها؟
تعجبت قائله: خطة ايه انا مغيرتش حاجه وبعدين انا قولتلك هنفذ لما ارجع من شرم.
زفر متحيرا: امال أيه اللى حصل ده وليه كل الاخبار منشوره من الموقع بتاعك؟
زفرت سولي: انا اصلا ادتها المواقع وشغلتهم لها على اللاب بتاعها وفهمتها كل حاجه هنعملها وسافرت وقولت لما نرجع ننفذ ولسه فاضل يومين على رجوعي وحتى انا مش متابعه حاجه حاليا.
جز على اسنانه: او ماي جض شت امال هي اتصرفت كده ليه كلميها وافهمي منها وعارفيني السوشال كلها بتتكلم عليا بسببها .
صدمت سولي: وااااات اوك هشوف حالا واكلمها خليك معايا هدخل من على اللاب.
مادي: تمام ودخلهيا معايا فى المكالمه عايز اسمع الحوار كله ومتقلقيش هقفل الصوت من عندي .
اومأت وهي تتابع الاخبار امامها على شاشة الحاسوب: اوك لحظه واحده بطلبها من التليفون التاني .
مادي رافضا: ليه ما تطلبيها وتعملى دمج؟
زفرت رافضه: هتعرف لان التليفون بيبعت رساله ان في مكالمه جماعيه .
اومأ بالموافقه: اوك يبقا افتحي الاسبيكر عشان اسمع الكلام .
زمتت شفتيها: بس متتكلمش عشان هقرب التليفونات من بعض يعني أي صوت هتسمعه .
طلبت رقمها على الهاتف الاخر وفتحت مكبر الصوت،لحظات واجابتها مارو قائله: سولي ازيك عامله أيه مكنتيش بتردي على تليفوناتي ليه؟
زفرت سولي: معلش كنت مشغوله شويه،بس انتِ ليه اتصرفتي منغير ما تقوليلى احنا مش متفقين هنفذ الخطه بعد ما أرجع؟
زفرت مارو بحزن: اللي حصل بقا هو طلب اني احضر حفلة عيد ميلاده، وأنا لقيتها فرصه كويسه وحاولت اكلمك لكن تليفونك مقفول، فقررت اني انفذ الخطه مع نفسي والحمد لله نجحت والمديا كلها بتتكلم عنه .
نظرت سولى الى الاعلى وقوصت شفتيها وهزت رأسها رافضه: هي أيه دي اللى نجحت انتِ مش شايفه ان الكلام بتاعك مش يدخل عقل حد ومش ممكن حد يصدقه؟
عبست مارو: مش هي دي فكرتك وانتِ اللى مدياني المواقع عشان انشر فيها كمان، وانا نفذت كل الخطوات بالظبط زي ما رتبنها، حتى جبت اسامي دكاتره وبعتهم لعمي زاهر وقولتله اني مستعده اقف جنبه للاخر.
ضربت سولي بيدها على فخذها: او شت ممكن تحكيلى بالضبط أيه اللى حصل؟
اخذت مارو نفس وزفرته: انا روحت الصيدليه وطلبت منه حاجه مخدره وكسرتها وجهزتها في ايدي بحيث اعرف احطها له فى الكاس بتاعه وبعد ..
قاطعتها مستنكره: مخدرة أيه هو انا قولتلك هنجيب حاجه مخدره اصلا؟
مارو بعدم فهم: ايوه مش قولتي هنجيب حاجه تنيمه وبعدين اقول ان هو معرفش.
فتحت سولي فمها وقبضت على يدها قائله: شت انا نسيت اني بكلمك اوف ماشي ( جزت على اسنانها وخفضت صوتها) غبيه .
غضب مادي جدا ونطق جاسر كلمه فأغلقت سولي المكالمه مع مارو وصرخت به قائله: أيه المجنون ده بيتكلم ليه هو عايز يكشفنا؟!
مادي غاضبا: امال يعني يسكت لما يحس ان صاحبه بيتلعب بيه؟ انت معايا ولا معها؟
زفرت: انت بتفكر ازى انا كنت بضحك عليها عشان توافق وتيجي معاك لحد اوضتك وكنت عامل حسابي هديها حبوب مقويه، واللى بعد كده عليك انت بقا فهمت .
اومأ متفهما: اه كده فهمت طب معلش الكلام يزعل وده صاحبي وبعدين الصوت كان بعيد يعني ممكن متكنش لحقت تميزه.
سولي: اوك بيبي ممكن بقا تطمن اني معاك وتسكت صاحبك ده عشان هكلمها تانى .
اومأ بالموافقه: اوك حبي.
واشار مادي لجاسر بالسكوت والهدوء،
طلبتها مره اخرى لحظات واجابت مارو قائله: هو أيه اللى حصل سمعت زى ما يكون صوت حد بيتكلم جنبك؟
ترددت سولي قائله: معرفش انا كمان حسيت ان في صوت معنا والمكلمه اتقطعت فجأه انما قوليلى بعد ما حطيتى المخدر وشربه حصل أيه؟
زفرت بحزن: يظهر انه كان حاطت ليا حاجه فى العصير اخدت منه بق واحد بس فضلت مدروخه ووقعت فى الارض مدرتش الا الصبح خرجت بسرعه ورجعت على البيت وعملت الجزء الثاني من الخطه ونشرت الكلام فى كل الصفحات ان واحده اتصدمت فى خطيبها وانه طلع مش راجل، والخبر انتشر فى كل حته والكل صدق.
ابتسمت ساخره: يا سلام ومين ده بقا اللى صدق الكلام ده؟
زمتت شفتيها وزفرت: ياني كلمتني وصدقت الكلام ونشرت هي كمان انه هو كان السبب فى انها اخدت مخدرات وتعبت جدا على ما اتعلجت منها وانه اكيد كان بيعمل كده عشان يدارى على نفسه، وعموما خلاص الكلام اتنشر وانتهى الامر سواء صدقوا او مصدقوش خلاص الكلام اتقال .
اومأت سولى قائله: اوك خلاص مش مهم انت كنتي عايزه تنتقمي منه عشان اللى عمله فيكي واتصرفتي من دماغك وبوظتي الخطه اصلا، المواقع اللى نشرتي منها هتتقفل كلها خلاص وانسي الموضوع كله لان كلامك محدش هيصدقه وحاولى تقولى لاونكل زاهر اي تبرير لكلامك وخلاص .
غضبت مارو: يعني أيه كل اللى عملته باظ منفعش ليه انا مش فاهمه.
زفرت سولي وهى تقول فى عقلها: ماهو انتِ لو كنتِ بتفهمِ كنتِ تعبتينى جدا ( تنحنحت) اصلا محدش مصدق وادخلي شوفي التعليقات لولا كلام ياني اللى كتبته كان الكل اتريق عليه وفكره نكتة الموسم قال مادي مش راجل قال يالا باي دلوقتي وهبقا اكلمك بعدين .
انهت معها مارو المكالمه وانفجرت فى البكاء وهي تشعر بالحزن والخزى على نفسها فقد عرضت نفسها لخطر كهذا للانتقام منه وفي النهايه لم تفلح وفشلت خطتها، تذكرت شعورها عندما استيقظت فى غرفته وكيف فزعت وازدادت فى البكاء، اتت والدتها ودقت الباب ودخلت وعندما راتها تبكي اسرعت اليها احتضنتها قائله فى لهفه: مالك يا بنتى مالك يا حبيبتى فيكِ ايه؟
ارتمت مارو فى احضنها وهي تقول: جبتونا هنا ليه يارتنا ماجينا هنا عايزه ارجع تاني لحياتي البسيطه الجميله، ليه ما يطلعش حلم ونصحي بقا ليه؟
ظلت تبكي ووالدتها تربت على ظهرها وتبكي معهاوهي تقول: ياريت يا بنتى ده احنا من ساعت ما جينا هنا واحنا بعدنا عن بعض ومبقناش زى زمان مش عارفه اخرتها أيه انا كمان زهقت وتعبت .
مارو ببكاء: قولي لبابا يا ماما خلينا نمشى انا مش عايزه افضل هنا خلاص تعبت الناس اللى هنا كلهم غيرنا خالص .
مسحت سهام دموعها ونظرت لها: قوليلى احكيلى مالك ايه اللى وصلك للحاله دي انا ماما وطول عمرنا واحنا اصحاب؟
نظرت اليها مارو بتردد اتحكى لها ام لا، اومأت لها سهام بنظرات مطمأنه لتتحدث، ابتلعت مارو غصه فى حلقها وقصت عليها كل ما حدث، نظرت اليها بصدمه وذهول من ما قالته، وضعت يدها على ثغرها وأومأت بالرفض قائله: انت ازى كده هو ده اللى كنت خايفه منه يا بنتى سولي دى واضح انها بتلعب بيكي وواضح ان غرضها الوحيد انها تسلمك لمادي، هو اللى زي مادي ده ينفع ...
اقول ايه بس (زفرت بحزن) لا حول ولا قوة الا بالله لله الامر من قبل ومن بعد ( سكتت للحظات) الحمد لله انها جت على قد كده .
رمقتها مارو بنظره مستنكره فهي لم تفهم شيئ: انتِ ليه بتقولي كده على سولي ده هي الوحيده اللى ساعدتني من ساعت ما جيت هنا.
فكرت سهام قائله: مارو بنتي الطيبه اللى متعرفش حاجه فى الدنيا طبيعي انك تصدقيها، وانت بتحكي قولتي انك قولتي ل ياني انك جمعتي معلومات عنه هو ده صحيح؟
نظرت مارو الى الاسفل بخجل: لاء انا قولت كده بس عشان الكلام اللى سمعته من العمال.
اخذت سهام نفس وزفرته: يعني انتِ كنتِ مصدقه؟
اومأت بالرفض واغرورقت عينها بالدموع: لاء هو مش بيحبني اناعارفت انه كداب في دي، وكل اللى كنت عايزه اعمله اني افهمه ان بنات الناس مش لعبه، يقولي كلام حلو ويخليني احبه وبعدين يهددني يأما اسلمه نفسي او يبعد عني ويسبني اتعذب واتألم، كنت عايزه يتوجع زى ما وجعني، وسولي قالت ان دي اكتر حاجه توجعه وتأزيه.
تنهدت سهام: وانتِ طبعا صدقيتها ومشيتى وراها وانتِ مغمضه( ربتت على ظهرها) حبيبتي يا بنتى دخلتي فى دنيا متعرفيش فيها حاجه، انما هو انت كنتِ قولتي اصلا انك هتسيبه لكن مكناش لسه عرفناه سولي عرفت منين؟
تنهدت مارو: ماهو كان كل شويه يجيب بنت ويمشي قدامي عشان اتضايق وازعل واخر مره وقف هو واحده بطريقه ضيقتني جدا واتخنقت معاه وضربت البنت دي، وقتها سولي اتدخلت وحجزت بينا واتعرفنا على بعض وبقينا اصحاب، ولما لقتيني متغاظه منه جدا مقهوره فقالت الفكره دي عشان انتقم منه بيها.
اومأت سهام قائله: يعني فكرة الانتقام دي فكرتها هي من الاساس، وانا اللى استغربت انك رجعتي تاني بعد ما كنتِ خلاص هتسبيه وانت طبعا صدقتيها ونفذتي كلامها كله.
زفرت مارو: لاء هي اتفقت معايا اننا نفذ الخطه لما ترجع من شرم، بس هو عزمني على عيد ميلاده وانا لقيتها فرصه كويسه وطلما انا عارفه الخطه استنى ليه بس مكنتش اعرف انه بالسفاله دى ولا توقعت انه هيحط حاجه فى العصير عشان كده شربت منه.
فكرت سهام: يعني ربنا هو اللى نجاكي من المصيده اللى كانو عملنهالك قولى الحمد لله
مارو بعدم تصديق: طب وسولي تعمل كده ليه انا مفيش بينى وبينها اى حاجه وحتى مادي انا مأزتهوش ولا حتى حاولت اضايق حد منهم؟!
زفرت سهام: يا بنتى احنا لما جينا هنا انا كنت خايفه عليكم من العالم ده ومن قسوته لان الناس دي عايشه لنفسها بس ومتعرفش حاجه غير الدنيا وبيشوفوا أنهم صح وحياتهم دي هي الحقيقه وبيدافعوا عنها حتى لو فى جواهم شك هيدافعوا بردو لانهم معندهمش أي استعداد يتنازلوا عن أى شيئ في حياتهم او حتى يغيرو، ولو حصلت وحد منهم اتغير بيبعد عنهم لانه مش هيعرف يعيش وسطهم.
سكتت مارو للحظات فهى غير مصدقه ولا مستوعبه ما قالته والدتها، تنهدت قائله: بس انا حبيته بجد وسلمته قلبي وكنت مستعده اكمل معاه باقي عمري ليه يطلع كده انا موجوعه قوي من ساعت ماعرفت انه كداب ومش عارف اعمل ايه ويمكن ده اللى خلاني اسمع كلام سولي واحاول انتقم منه بس انا خلاص فعلا تعبت ومش عايزه افضل هنا ممكن يا ماما تكلمي بابا ونرجع تاني لبيتنا الجميل وحياتنا اللى كنا فيها.
اخذت سهام نفس وزفرته: ياريت يا بنتى انا بدعي ربنا انه يخرجنا من الكابوس ده ونرجع لحياتنا الطبيعيه بس كنت عايزه اسألك عن اخوكي بقالى فتره ملاحظه عليه حاجات غريبه وشكله مش طبيعي وزى ما يكون عيان.
اومأت مارو قائله: فعلا هو في بعض الناس فى النادي بيقولوا انه بياخد مخدرات بس انا سألته قالى لاء .
فزعت سهام قائله: أيه معقول ده اخوكي اللى كان بيصلى كل صلاه فى المسجد وعمره ماأخر صلاه، ده حتى عمره ما شرب سجاير ازى يعنى اكيد ده كلام غلط .
رفعت مارو كتفها وانزلتها: جايز بس عموما هو الواحد مبقاش عارف يصدق أيه ومصدقش أيه؟ نفسي فعلا يطلع اللى احنا فيه ده حلم ونصحى منه بقا .
ربتت سهام على كتفها وتركتها وخرجت وهي في حالة من الرعب تريد ان تتاكد من ما قالته على ابنها، دخلت الى غرفته وجدته مازال نائم وتحت عينه اسود جدا وقد خسر الكثير من وزنه ووجه شاحب تمام، يفرك فى جسده بطريقه غريبه ويمسح انفه كثيرا بيده، فتشت جيوبه فوجدت بها شريط من دواء مجهول، زاد الشك فى قلبها خاصة انها والده اشتكى لها انه يأخذ الكثير من النقود، خرجت مسرعه وذهبت الى غرفتها امسكت هاتفها وطلبت احد اقاربها يعمل طبيب لحظات واجابها قائلا: السلام عليكم ازيك يا سهام.
حاولت ان تدارى ما بها: الحمد لله بخير.
الطبيب: خير فى حاجه مش عادتك تتصلي بيا في الشغل؟
تردد قائله: كنت عايزه اسألك عن حاجه فاضي ولا اتصل وقت تاني؟
اومأ بالموافقه: فاضي اتكلمي انا سامعك.
زمتت شفتيها: كنت عايزه اعرف لو شاكه ان حد مدمن اتأكد ازي خصوصا ان في كتير من علامات الادمان ظاهره عليه؟
-: ممكن يعمل تحليل ده اكتر حاجه بتأكد.
ترددت: بس انا مش عايزه اعرفه اني شاكه فيه؟
فكر قائلا: سهام انا دكتور ادمان ولو شوفته هعرف منغير تحليل بس هو مين ده حد من اصحاب أياد؟
سكتت للحظات وانفجرت فى البكاء: مش عارفه اقولك أيه ولا عارفه اعمل أيه انا تقريبا شبه متاكده انه مدمن بس مش عارفه اعمل ايه او اتصرف ازى، قولت اسالك يارشاد انت اكيد هتقدر تساعدني قلبي هيقف ومعرفش ازى مختش بالى قبل كده.
تنهد رشاد بحزن: طب اهدي كده وفهمينى هو بقاله قد أيه وانا هقولك نعمل أيه ونتصرف ازى.
مسحت دموعها: مش عارفه هو من ساعت ما جينا هنا وهو اتغير مبقاش زى الاول بطل لعب رياضه وكل يوم يجى وش الفجر ومهما اتخانق ازعق مفيش فايده، وبقالى فتره ملاحظه عليه الضعف والنوم الكتير وشكله اتغير خالص.
فكر رشاد قائلا: بصى الاعراض دي ممكن تتشابه مع امراض كتير ومينفعش احكم غير لما نعمل تحليل .
زفرت بحزن: انا فاهمه ده بس انا مش عايزه يعرف اني شاكه فيه عشان لو الكلام ده كدب ميزعلش انت عارف هو حاسس جدا.
سكت للحظات وقال: طب اسمعي انا هبعت لك واحد من عندي ياخد منه عينه وهو نايم مفيش طريقه غير كده ولما نتأكد نبقا نفكر هنعمل أيه.
اومأت بالموافقه قائله: طب انا عايزه اسألك بخبرتك كده فى المجال ده تقدر تقولي نسبة انه مدمن ممكن تكون قد أيه.
تردد قائلا: بصى ده مقدرش احدده خصوصا اني مشوفتوش ولا اتكلمت معاه بقالى فتره لكن الافضل انك متحوليش تتكلمي معاه ولا تلمحي له لحد لما نعمل التحليل ونتأكد .
اخذت نفس وزفرته قائله: طب خلاص انا هستنا لما تبعت الشخص اللى قولت عليه بس خليه بكره عشان هو خلاص قرب يصحى .
رشاد: خلاص هستنا منك تليفون بكره وابعته وأن شاء الله خير .
زاد الشك بداخلها وفكرت قائله: بس انا اعرف ان علاج الادمان صعب ومش الكل بيقدر عليه وانا خايفه لو هو فعلا مدمن يرفض اصلا العلاج .
رشاد متحيرا: انا اصلا مش قادر اصدق ان زياد الشاب الجميل ده ياخد الحاجات دي معقول الفلوس تخليه يعمل كده اتمنى اننا نطلع غلطانين بس الافضل انك تتحركِ بسرعه وناخدي خطوات، وانا ممكن احجزله مكان عندنا فى المصحه لو كان شكك ده فى محله، بس لحد لما نتاكد متحوليش تتكلمي معاه فى حاجه .
اومأت بالموافقه: معك حق وربنا يعديها على خير .
انهت معه المكالمه ودخلت الى غرفته ونظرت عليه وهو نائم على سريره بهذه الحاله، خرجت منها واقتربت من غرفة مارو وتذكرت ما ألت اليه هي الاخرى، وشعرت ان الدنيا كلها قد هدمت فوق رأسها، شعرت ان قدمها لم تعد تحملها، حاولت الاتصال بزوجها لكنه مشغول عنهم دائما فى الشركه، ولم يعد يهتم بهم ولا يرعاهم حتى السؤال عنهم اصبح شيئ روتينى كأنه يأدى واجب عليه، جلست على الارض وضع القرفساء وهى تقول فى عقلها: مش هسكت مش هسيب كل عمري يضيع عشان حلم مجنون، ده اوان التغير مش هستنا اكتر من كده خلاص، لازم اخد موقف يمكن اقدر الحق اللى باقي، بس أيه اللى اقدر اعمله اه يارب دبرني.
ونظرت الى غرف ابناءها وقلبها يمتلاء حسره وحزن عليهم، ابتلعت ريقها ولمعت عينها وكأنها وجدت فكره قد تكن المخرج لهم جميعا .
توقاعتكو بقا تفتكرو هتعمل ايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى / هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي