الفصل الاول

الفصل الاول
في منزل بسيط جدا كانت تجلس فتاه امام طاولة طعام صغيرة موضوع عليها بعض الاطعمة الشعبية
كانت تتناول هي وصديقتها طعام الافطار بصمت وبعد دقائق قالت بجديه لصديقتها فرح :-
- انا هسافر اسكندرية انهارده.

تعحبت منها فرح وقالت بتسأول :-
- ليه يا عشق مش احنا اتفقنا مش هتروحي هناك تاني ؟

‏بهتت ملامح عشق واردفت :-
- ‏لازم اروح انهاردة يا فرح .. هو صحيح عمي اتخلي عني لما بابا وماما اتوفوا بس طنط سعاد بتحبني ولازم ازورها عشان تعبانه.

ربتت فرح علي كتف صديقتها وقالت ببتسامه حنونه :-
- خلاص روحي يا حببتي .. بس ياريت متروحيش عند عمك انتي عارفة هيزعجك بكلامه زي كل مرة .

اومأت لها عشق وهي تنهض من علي الطاوله وتلتقط حقيبتها قائله :-
- انا همشي بقاا عشان متأخرشي انتي عارفه لازم ابقي هناك في مكان الاستقبال قبل اي موظف ما يدخل الشركه.

ضيقت فرح عينيها وقالت بضيق :-
- مش كان احسن لو سيبتي شغل الاستقبال واشتغلتي مصممة بدل توزيع الابتسامات المزيفه اللي بتوزعيها علي اللي الداخل واللي خارج

ضحكت عشق بصخب وقالت بسخريه :-
- هو انا كنت لقيت شركة عاوزة مصممين ومروحتش.

ضربت فرح كف علي الاخر وقالت بجديه :-
- كان في اعلان للشركه اللي احنا شغالين فيها وعايزين مصممين بس انتي رفدتي تقدمي تصاميمك .. ممكن اعرف ايه هو السبب انك تضيعي فرصه زي دي

بهتت ملامح عشق واردفت بتوتر :-
- سمعت ان مدير الشركه جدي اوي في تعامله ..وكمان كلام الموظفين عليه وانه عصبي اوي

تنهدت براحه واكملت :-
- دا انا بحمد ربنا ان هو له باب مخصص في الشركه والا كنت شوفته كل يوم واترعبت .. دا انا لحد دلوقتي مش عارفه شكل مدير الشغل بتاعي

ضحكت فرح واردفت ببتسامه :-
- علي فكرة بقاا استاذ ادم محترم جدا وبيتعامل بجديه في الشغل ومش بيهين اي موظف او بيتطاول عليه

نفضت عشق رأسها وقالت بلا مبلاه :-
- ملناش دعوه ..المهم انا ماشيه دلوقتي ومعلشي هاخد العربيه انهاردة

اومأت لها فرح ببتسامه فقتربت عشق منها لتقبلها من وجنتها وتقول مودعه اياها :-
- مع السلامة يا قلبي

______________________________

في قصر كبير جدا يتصف بالرقي والجمال انه قصر ادم الانصاري
وفي غرفة ادم
كان يقف امام المرآه يعدل من وضع حلته السوداء الانيقه والساعه ذات الماركه العالميه
انتهي من هندمة ملابسه ونزل الي الاسفل فوجد والدته تقرأ جريده فقترب منها يطبع قبله علي باطن كفها قائلا بحب :-
- صباح الخير يا ست الكل

مسحت خديجة والدة ادم فوق شعره واردفت ببتسامه :-
- صباح النور يا حبيبي

نظر حوله يبحث عن ماجد فلم يجده فسأل والدته قائلا :-
- فين ماجد يا ماما ؟

نظرت له بتوتر وقالت بخفوت :-
- احم هو في اسكندريه مع اصحابة وراجع انهارده بليل.

عقد حاجبيه بضيق قائلا :-
- بيعمل ايه في اسكنديه.. هو مش عارفه ان في شغل كتير في الشركه لازم يخلص.

هدأته والدته قائله :-
- معلشي يا حبيبي لسه صغير ومش متعود علي الشغل زيك .

تنهد بضيق وحاول رسم ابتسامه علي شفتية وقال :-
- خلاص عشان خاطرك انتي بس يا ست الكل هسيبه المره دي ومش هتكلم معاه .

ابتسمت له وهي ترفع يديها داعية له :-
- ربنا يريح قلبك يا بني ويرزقك ببنت الحلال

ابتسم لها واقترب منها مقبلا جبينها وقال مودعا اياها :-
- لازم امشي عشان عندي اجتمام مهم

ابتسمت له وودعته ببتسامه وهي تدعي له وتتمني ان الله يحفظة هو وماجد

______________________________

كانت تسير بسيارتها بسرعه كبيرة فهي متهورة في القيادة ولم تنتبه لتلك السيارة التي قامت بالاصطدام بها
ابتعلت ريقها بتوتر وهي تري شاب ذو جسد رياضي يرتدي حله انيقه ونظارة شمس سوداء تخفي عينيه يهبط من السيارة بوجه متهجم ويقترب منها صارخا :-
- لما انتي مش بتعرفي تسوقي بتسوقي ليه ؟

غضبت من صراخه واردفت بحده :-
- احترم نفسك يا استاذ ..وبعدين انت كمان غلطان محدش قالك تمشي في الجهه اللي انا ماشيه فيها

ضغط علي كف يده محاولا تهدأت نفسه وقال بغصب :-
- انا امشي مكان ما انا احب مش انتي اللي هتقوليلي امشي فين ..مش علي اخر الزمن واحد زيك هتيجي تأمرني امشي ازاي

صرخت به قائله :-
- محصلشي حاجه للعربيه عشان تتعصب كده .. وبعدين ايه واحده زيي دي ما تحترم نفسك يا اخ

وصل غضبه الي ذورته فقال منهيا الموضوع وذاهبا ناحيه سيارته :-
- ملكيش في السواقه متسوقيش اروح الناس مش لعبه

انهي حديثه وصعد الي سيارته وبدأ في قيادتها

نظرت هي في اثر سيارته بضيق متمتمة :-
- مغرور

______________________________

في شقه حديثه التراس ممزوجه باللون الابيض واللون البني
كانت تقف مجيدة تعد فنجان من القهوه وهي تقول لرياض :-
- مش ناوي تسافر يا رياض ولا ايه ؟

رفع حاجبه بستنكار واردف :-
- انتي عوزاني امشي ولا ايه ؟

احمر وجهها من الحرج وقالت :-
- مش قصدي .. انا بس كنت عاوزه اطمن علي بابا وماما فقولت اسألك هتسافر ولا لأ عشان تبعتلهم سلامي

ابتسم بسخريه وقال :-
- ومن امتا الحنيه دي يا ست ماجي هو مش انتي قاطعه علاقتك بيهم بقالك خمس سنين !؟

زفرت بضيق قائله :-
- خلاص يا رياض مش عاوزة اطمن عليهم ارتحت

اتسعت ابتسامته واردف :-
- اه ارتحت !

جلست علي الاريكه امام شاشه العرض وقد تبدل ضيقها وحل محله الابتسامه والفرح فسألها رياض بشك :-
- انتي مالك فرحانه انهاردة كده ليه .

توترت من سؤاله واشاحت بوجهها بعيدا عنه وقالت :-
- عادي يعني .. هو لازم يبقي في حاجه عشان ابقي فرحانه

نهض من مكانه وهو يطالع توترها بشك واردف :-
- تمام . انا رايح الشركه عاوزة حاجه

هزت رأسها بلا فقال هو بيأس وهو يغادر :-
- صعبان عليها تقولي شكرا

______________________________

في شركة A.M العالمية للأزياء
كان يجلس ادم امام مكتبة يتفحص بعض الاوراق
فطرقت السكرتيرة الباب فسمح لها بالدخول
وقفت السكرتيرة مي امامه بتوتر وهي معها ورقه
رفع انظارة عن الورق الذي يتفحصة وقال بتسأول جاد :-
- في حاجه يا مي ؟

اقتربت منه تعطية الورقه وهي تقول بعملية :-
- دا طلب استأذان من موظفه بتشتغل في قسم الاستقبال

تطلع الي الطلب بتمعن ثم قال بحدة :-
- مفيش اذن هي مش شركة ابوها عشان تيجي وقت ما هي عايزه وتمشي وقت ما تحب

انتفضت مي من صوته الحاد واردفت :-
- خلاص يا فندم هقولها ان الطلب اترفض

- يا ريت تتفضلي تبلغيها ومش عاوز ازعاج تاني انتي فاهمة

قالها ادم وهو يعود بأنظارة الي الاوراق

اطاعت مي امره وخرجت الي عشق المنتطرة واردفت بضيق :-
- للأسف موافقشي

تأففت عشق وقالت برجاء :-
- طيب ممكن ادخل انا اطلب منه الاذن ؟

قالت مي بلهفة :-
- اوعي تعملي كده يا عشق دا ممكن يرفدك ..انتي كملي شغلك وبعدين سافري تمام

هزت عشق رأسها بيأس :-
- تمام

______________________________

في المساء
عاد ادم الي القصر واقترب من والدته التي تشاهد التلفاز بتمعن يطبع قبله علي جبينها :-
- عاملة ايه يا ست الكل؟

رفعت انظارها اليه وهي تقول ببتسامة :-
- بخير يا حبيبي طول ما انت بخير

ابتسم لها وجلس بجانبها وهو يردف بتسأول :-
- هو ماجد لسا موصلشي ؟

ردت والدته :-
- لا يا حبيبي لسه

تحولت نظراته الي الضيق بسبب اخيه ثم صعد الي غرفته وهو يتوعد ماجد بالعقاب لانه تأخر

______________________________

تقود سيارتها بسرعه كبيرة وهي تدندن مع تلك الاغنية التي تسمعها عبر سماعات الموسيقي الموضوعه علي اذنيها

وعلي الجهه الاخري :-
يقود سيارتة ببطئ شديد فقد اكتشف قبل قليل ان فرامل السيارة لا تعمل حاول الاتصال بأحد لكي يساعدة ولكن لا يوجد اجابة من الطرف الاخر
حاول كبح الفرامل مرة اخري ولكنها مازالت لا تعمل
ولكن لفت نظرة تلك الساعه النسائية التي يلمع بريقها عند حذائة
انحني لكي يأتي بها ولكنة اصطدم بتلك السيارة التي تأتي اتجاهه بسرعه كبيرة جدا

بعد وقت قليل :-
يصدر صوت ضجيج عالي جدا فكانت تلك الاصوات اصوات سيارات الشرطة والاسعاف
فكان يوجد سيارة مقلوبة وجميعها مهشم اما السيارة الاخري فكانت مصطدمة بسور حديد يفصل بين البحر والطريق السريع
اسرع معظم رجال الاسعاف الي تلك السيارة المقلوبة فأخرجوا منها ذلك الشاب الذي لا تظهر ملامحة بسبب الدماء
فحملوه رجال الاسعاف بسرعه الي سيارة الاسعاف

اما عند السيارة الاخري :-
اخرجوا تلك الفتاه التي كانت تتنفس ببطئ شديد وتفتح عينيها من حين لاخر
فأخذوها رجال الاسعاف بسرعه الي سيارة الاسعاف ليتم نقلها الي المستشفي بسرعه كبيرة

بعد عدة ساعات :-
كان يقف ادم امام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب وهو يكاد يموت قلقا علي اخيه

بعد عدة ساعات خرج الطبيب من غرفة العمليات فقترب منه ادم مسرعا وهو يسأله بجدية :-
- حالته ايه يا دكتور ؟

تنهد الطبيب واردف :-
- بصراحه يا ادم باشا ماجد حالته خطيرة وهو للاسف دخل في غيبوبة

صمت ادم لوهله ثم اردف بعد ذلك بترقب :-
- هيفوق امتا ؟

رد الطبيب :-
- ممكن اسبوع او شهر او سنه الله اعلم .. للاسف يا ادم بيه الاصطدام اللي حصل كان قوي جدا واعتقد ان ماجد كانت سرعته قليله لان البنت اللي معاه في الحادثه محصلهاش حاجه غير شوية كسور ورضوخ في الجسم

ادم بتسأول :-
- اسمها ايه البنت دي ؟

- اسمها عشق الشهاوي

اومأ ادم برأسه وترك الطبيب وذهب الي الغرفة التي تنتظر بها والدته وعندما دلف الي الدخل نهضت خديجه بسرعة وهي تسألة :-
- ماجد كويس صح يا ادم ؟

اقترب من والدته يحتضنها وهو يردف بتوعد :-
- هيبقي كويس يا امي بس لما اجبله حقه.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي