الفصل الرابع ⛱️‍♀️

الساحرة بيانكا : " الأن سوف أحول ذيلك الطويل الجميل هذا الى قدم بشرية ، و كما انتي أجمل عروسة بحر ، سوف تتحولي إلى أجمل الفتيات على الأرض ، و لكن كوني على حذر من البشر ، و من تلك الليلة التي تتحول فيها قدمك الى ذيل ، و ترجعي الى طبيعتك كـ عروسة بحر قبل أن يراكي اي إنسان . "
ميلوزين تتحدث و هي سعيدة و متلهفة الى تلك اللحظة التي تملك فيها قدم بشرية ، حيث تقول .
ميلوزين : " حسناً ، حسناً ، انا مستعدة الأن ، هل اغمض عيني حتى اتحول الى انسانة ؟ . "
تضحك الساحرة بيانكا و تقول لها .
الساحرة بيانكا : " لا يحتاج الامر الى أن تغمضي عينك يا ميلوزين ، يمكنك ان تشاهدي هذا بـ نفسك ، فالنبدأ الأن . "
تلتف الساحرة بيانكا حول ميلوزين عدة مرات ، و في تمسك بـ يدها العصا السحرية ، و ظلت تردد كلمات سحرية غير مفهومة ، و هي تدور حول ميلوزين ، و بعد لحظات قليلة تحول ذيل ميلوزين الى قدم ، نظرت اليه ميلوزين وهي سعيدة بـ تحريك قدمها ، و تقول .
ميلوزين : " هااا انا الان املك قدم إنسان و أستطيع أن أمشي على الارض مثلهم ، كم هو إحساس رائع ، انا سعيدة كثيراً ، انظري يا سيريا الى قدمي كم هي جميلة ، كم هو إحساس جميل . "
ثم تقترب ميلوزين من الساحرة بيانكا و تقول لها .
ميلوزين : " اشكرك كثيراً يا بيانكا ، كم انتي ساحرة طيبة ، كنت أظنك غير ذلك كما تقول بعض الأسماك ، و لكن عندما اقتربت منكي وطلبت منكي المساعدة كنت طيبة معي . "
تنظر اليها الساحرة بيانكا و هي تبتسم و تقول لها .
الساحرة بيانكا : " لا يجب ان نصدق كل ما يقال عن احد لم نعرفه جيداً ، فـ البعض يقول الحقيقة و البعض يكذب ، لا يجب ان نصدر حكماً على أحد و نحن لا نعرفه . "
سيريا : " نحن نشكرك يا ساحرة بيانكا . "
الساحرة بيانكا : " الأن جاء دورك انت يا شيتوس ، تعالى اقترب مني . "
يقترب السمكة شيتوس من الساحرة بيانكا ، و قال لها .
السمكة شيتوس : " أريد أن اتحول الى عصفور جميل . "
تضحك الساحرة بيانكا و تقول .
الساحرة بيانكا : " لا تقلق يا شيتوس ، سوف تكون عصفور جميل كما انت سمكة جميلة ، و لكن احترس انت أيضًا على نفسك ، الإنسان يحب العصافير و من الممكن ان يمسكك احد و يضعك عنده في قفص . "
يبتعد السمكة شيتوس و هو خائف و يقول .
السمكة شيتوس : " لا ، لا ، لا اريد ان اتحول عصفور حتى لا يضعني الإنسان في قفص . "
الجميع يضحك ثم تقول له ميلوزين .
ميلوزين : " لا تقلق يا شيتوس سوف نكون سوياً ، و لن يقترب منا أحد ، ألم تأتي معي لكي تكون بـ جواري و تحميني . "
السمكة شيتوس : " نعم ، نعم ، سوف آتي معك ، هيا يا ساحرة بيانكا انا مستعد الأن ان اتحول الى عصفور . "
تشير الساحرة بيانكا بـ العصا السحرية الى السمكة شيتوس ، و هي تردد بـ كلمات سحرية ، حتى تحول شيتوس الى عصفور جميل ، و قالت لهم الساحرة بيانكا .
الساحرة بيانكا : " هيا اصعدوا الأن الى سطح البحر ، انتي الأن انسانة و انت يا شيتوس عصفور يجب ان تصعدوا الى الهواء حتى تتنفسوا جيداً من الهواء .
تقترب ميلوزين من اختها سيريا و تحتضنها ، ثم تقول لها .
ميلوزين : " أختي و حبيبتي سيريا ، لم نفترق أبداً منذ ولادتنا ، و كنت اتمنى ان تكوني معي في هذه الرحلة ، سوف اشتاق اليكي ، اراكي قريباً يا حبيبتي سيريا . "
سيريا : " انا أيضاً سوف اشتاق اليكي يا ميلوزين ، احترسي على نفسك جيداً . "
ميلوزين : " حسناً يا سيريا ، الى اللقاء . "
شيتوس : " هيا يا ميلوزين ، لقد ابتلت أجنحتي الجديدة كثيراً ، و لا أستطيع أن أسبح بها ، هيا نصعد الى السطح . "
تمسك ميلوزين بـ شيتوس و تسبح الى سطح البحر ، ثم صعدت ميلوزين و هي ممسكة بـ صديقها شيتوس ، و أمسكت بـ صخرة قريبة من الشاطيء ، نظرت ميلوزين الى الشاطيء و هي تبتسم ، ثم قالت لـ صديقها شيتوس .
ميلوزين : " سوف أسبح يا شيتوس الى الشاطيء مثل الإنسان ، و انت الان سوف تجرب اجنحتك لكي تطير بها برفقتي الى الشاطيء . "
شيتوس : " حسناً يا ميلوزين ، إن إحساس الطيران إحساس رائع ، الهواء جميل اليوم ، ياااه لقد كنت في الأمس سمكة في الماء ، و الان انا عصفور في الهواء ، يااااه انه حال الدنيا لا تثبت على شيء . "
تضحك ميلوزين و تقول له .
ميلوزين : " و ما دخل حال الدنيا في هذا يا شيتوس ، نحن هنا بسبب سحر الساحرة بيانكا و ليس حال الدنيا يا شيتوس . "
شيتوس : " افهم هذا جيداً ، و لكني كنت اريد أن اقول حكمة قد سمعتها من صديقي الكابوريا . "
ميلوزين : " هيا يا شيتوس و توقف عن الكلام قليلاً ، حتى أستطيع أن أسبح لـ أصل الى الشاطيء . "
و بعد لحظات تصل ميلوزين الى الشاطيء و معها صديقها شيتوس .
ميلوزين : " هاا لقد وصلنا يا شيتوس ، انه الشاطيء الذي يلعب عليه الأطفال و يبنون القلاع و القصور الرملية . "
ثم تنهض ميلوزين و تقف على قدمها للمرة الأولى ، تذهب هنا و هناك تجري و تتحرك بـ سرعة و هي تضحك بـ صوتٍ عالٍ ، و هي سعيدة جدا بـ هذا الشعور ، حيث تقول .
ميلوزين : " أنا لدي قدم إنسان و امشي عليها الأن ، انه احساس رائع جدا يا شيتوس . "
يطير شيتوس و يرفرف بـ جناحيه و هو سعيد و يضحك و يقول .
شيتوس : " انا أيضاً لدي جناح و أطير به في الهواء ، إحساس جميل يا ميلوزين . "
تضحك ميلوزين و تقول .
ميلوزين : " أريد أن اجري هنا و هناك ، اريد أن أصعد تلك المباني العالية . "
شيتوس : " و لكن أين نذهب الان يا ميلوزين ؟ . "
تنظر ميلوزين في كل إتجاه تبحث عن مكان تذهب إليه ، و في تلك اللحظة كان هناك شاب وسيم يرتدي تيشيرت لونه أزرق و شورت أبيض و قبعة بيضاء مع نظارة شمسية ، ينظر الى ميلوزين و شيتوس ، ويترقب ميلوزين منذ أن خرجت من مياه البحر و معها شيتوس الذي في هيئة عصفور جميل ملون ، كان يجلس بعيداً تحت احدى المظلات على الشاطيء ، ظل الشاب ينظر اليها و يتعجب انها تكلم عصفور ، و زاد اندهاشه عندما شاهد العصفور يقترب من ميلوزين و كأنه صديقها و يتحدث اليها ، لفت انتباهه هذا و ظل ينظر اليها و هو يجدها و كأنها تبحث عن شيء ما و تتحرك هنا و هناك ، ظلت عين الشاب تراقب ميلوزين و عصفورها الجميل ، حتى فكر ان يقترب منها بعد ما وجدها حائرة و كأنها تبحث عن شيء ما ، اقترب الشاب من ميلوزين ، و ما إن اقترب منها حتى نظرت إليه ميلوزين و انتابها الخوف منه ، فـ إبتعدت عنه و كان شيتوس العصفور يقف على كتفها ، لاحظ الشاب ان ميلوزين خائفة منه ، حاول ان يطمئنها ، و سألها عن إسمها و الى اي مدينة تنتمي ؟ ، حيث قال .
الشاب : " لا تخافي ، انا لن أؤذيكي ، انا فقط شاهدتك من بعيد و لاحظت انكي تبحثين عن شيء ، جئت لكي أساعدك ، ما أسمك ؟ ، و من اي مدينة أنتي ؟ . "
كان الشاب يتحدث الى ميلوزين و هو بـ وجه مبتسم و بـ صوتٍ هادئ ، حتى نظرت اليه ميلوزين و اطمئنت ، و قالت له .
ميلوزين : " إسمي ميلوزين ، و هذا عصفوري شيتوس . "
الشاب : " اسمك جديد و جميل يا ميلوزين ، و عصفورك أيضاً شكله جميل . "
ابتسم لها الشاب و مد يده لكي يصافح يدها ، و لكنها نظرت الى يده في دهشة و لم تفهم ماذا يقصد بـ هذه الحركة ، حتى ضحك الشاب و قال لها .
الشاب : " ألا تصافحي أحد يا ميلوزين ؟ ، انا امد يدي اليكي لكي نتصافح و اتعرف عليكي و نكون أصدقاء ، هيا صافحي يدي . "
حتى مدت ميلوزين يدها اليه بـ هدوء تام ، لاحظ الشاب ان ميلوزين فتاة في غاية الجمال و خجولة بـ شدة ، فـ قال لها .
الشاب : " أعرفك بـ نفسي ، انا إسمي آدم ، أعمل هنا على الشاطيء ، احب السباحة ، و اقوم بـ تعليم الأطفال الصغار هنا السباحة في البحر . "
ميلوزين : " و هل يوجد أحد لا يعرف السباحة في البحر ! ؟ . "
يضحك آدم و يقول .
آدم : " لكي الحق ان تقولي هذا بعد أن شاهدتك في البحر و انتي تسبحين مثل السباحين الماهرين ، نعم يا ميلوزين هناك الكثير لا يعرف السباحة ، بل القليل منهم من يستطيع ان يسبح في البحر ، و لكن انا لم اعرف من أين انتي . "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي