البارت الثالث
زهراء:راح فين شكله خرج تانى يااارب روحه بلاا
راجعة لااا يارب استغفر الله العظيم مش حلو كدا مهما كان مينفعش ادعى عليه.
بعد خمسة أيام
والحال على ما هو مفيش تغيير من اليوم دا وزياد
بيخرج من الفجر ومايرجعش الا على الساعة عشرة
بالليل وينام.
وزهراء طول الايام دى يا تتفرج على التليفزيون أو
نايمة معندهاش اى حاجة تعملها وطبعا محصلش اى كلام أو اى موقف بينهم طول الايام دى
طول الوقت تجاهل من الطرفين
فى اليوم السادس(يوم رجوعهم لمصر)
كانت زى كل يوم قاعدة عند الشباك بتتفرج على شوارع لندن اللى متهنتش بيها ولا اتفسحت فيها سمعت صوت الباب بينفتح عرفت أنه رجع بس ولا لفت ولا حتى عبرته فكرت انه زى كل يوم على طول يدخل الاوضة وينام،بس انصدمت لما سمعته بينادى عليها،لفت له وهى بتبص لكل مكان فى الاوضة الا عيونه.
زياد وهو بيقعد على الكنبة بتعب قال لها:
روحى جهزى شنطتك وشنطتى عشان هنرجع مصر النهاردة.
على طول اول ما سمعت منه كلمة هنرجع مصر ابتسمت بفرح وسعادة،وعلى طول دخلت الاوضة تجهز الشنط،وبعد ما جهزتهم وخلصت،خرجت شافت زياد فى نفس مكانه ماتغيرش.
زهراء بدلع عفوى مع شوية فرح قالت له:
انا خلصت وجهزت كل الشنط
بص لها شوية وبعدها هز راسه يعنى ماشى.
رفع السماعة وطلب الغدا وكلها خمس دقايق والباب خبط،قام زياد واخد الغدا منهم ونادى على زهراء
اللى راحت قعدت فى الاوضة عشان تتجنب الكلام
معاه.
اول ما سمعته بينادى عليها على طول راحت له،وشافته قاعد على طرابيزة الاكل،وبيشاور لها عشان تقعد،راحت وقعدت بمسافة بعيدة شوية عنه وهى حاسة ان ريحة الاكل دوختها.
ابتسمت وهى شايفة قدامها اشهى الاكلات وما لذ
طاب،جت عشان تمد ايدها وتاكل،بس استغربت لما مسك ايدها ولفت له باستغراب.
زياد وهو بيهز راسه ب لااء،وبعدها شاور على طبق ناحيته،وبسخرية قال لها:
دا اكل ولاد الناس العز ومايكلوش الا الأغنيا وانتى فقرية وبنت فقر ومش هتاكلى غير اكل الفقرا وطبعا هوا دا أكلك ودا اكلى.
بصت له بصدمة كبيرة من تفكيره الرجعى والمتخلف
وحست بالإهانة بس حاولت متبينش اى حاجة قدامه.
زهراء بكبرياء قالت له:
ناولنى الطبق اصلامفيش احلى ولا احسن من اكل الفقرا اللى مش عاجبك.
ابتسم بسخريه وعطالها الطبق إللي كان فيه عيش وجبنة واكلت وهي بتدعي في سرها
يا رب يجيلك مغص عشان تانى مرة تعرف ازاى
تأكل اكل الاغنيا بتاعك والله انت فعلا على ومتخلف و بخيــــل مستخسر فيا لقمة العيــش يارب يشرء.
زياد وهو بيكح:
كح كح كح مد ايده و اخد كوباية المية وشرب
زياد:اكيد دى عنيكى
ابتسمت غصب عنها وهي فرحانه ان ربنا استجاب
دعوتها.
وعلى الساعة 5 ونص نزلوا تحت فى الريسبشن وزياد خاص حسابه وموظف الاستقالة رحب بيهم وخرج من الفندق وركبوا تاكسى رايحين للمطار،وبعد شوية وصلوا المطار وزياد خلص كل الأوراق وركبوا الطيارة واقلعت الطيارة بيهم على الساعة سبعة ونص راجعين على مصر.
وصلت الطيارة لأرض مصرونزلت وهي حاسة بالسعاده وأخيرا هتشوف أمها اللى وحشتها وواحشها حضنها وحنيتها،شدها من ايدها ومشى بسرعة وزهراء ماشية بنفس سرعته.
زهراء وهى بتنهج من التعب قالت له:بالراحة شوية انا تعبت.
زياد بغضب:اسكتى مش عايز اسمع حسك.
وراحوا لمكان الشنط بينتظروا شنطتهم،وانتظروا لمدة طويلة لان المطار كان زحم جدا من المسافرين
انتظروا حوالى ساعة تقريبا وبعدها اخدوا شنطهم وهما خارجين وطبعا اللى كان بيجر الشنط هى زهراء
زهراء بصوت واطى شوية وباحراج وهى بتبص لشنط السفر اللى فى ايدها:زز زياد
حس زياد بغيظ اول ما نطقت اسمه،مش عارف ليه بس كره اسمه فى اللحظة دى.
زياد بملل:نعععم.
زهراء وهى بتنزل عيونها:عايزة اروح التواليت
زياد بتأفف:مش قادرة تستحملى شوية.
هزت زهراء راسها بخجل وقالت له:لاء.
زياد وهو ماشى:طب يلا بسرعة متغيبيش.
ابتسمت زهراء وهىماشية رايحه للتواليت وزياد كان بينتظرها عند البوابة،بعدها بعشر دقايق خرجت زهراء من التواليت وراحت لمكان زياد اللى شافها وهى بتقرب منه،زياد:يلا نمشى.
مشت معاه وهى حاسة ان فيه حاجة غلط بتحصل
وفجأة
زهراء:يالهوووووى لاااء
وقف زياد ولف باستغراب:فيه ايييييه!
زهراء:الشنط
زياد بيبص لايدها الفاضية:فين الشنط؟
زهراء:شكلى نسيتهم عند التواليت.
زياد بعصبية ونرفزة:شاطرة،فى الأول نترزع ساعة
نستنى فيها الشنط والوقتى سيادتك تيجى تضيعيهم.
زهراء والدموع بدأت تتجمع فى عيونها:
والله نسيييت،وبعدين كان المفروض يعنى تاخدهم معاك وانا رايحة التواليت.
زياد بعصبية اكتر:
نععم لكون شغال عندك ولا شغال عندك وانا معرفش.
مشى وهو متنرفز ودخل جوا ناحية التواليت،وطبعا زهراء كانت بتلاحقه،وصلوا عند التواليت وملقوش الشنط.
زياد وهو بيبص لزهراء بغضب:
هما فين هااااا انتى مش قولتى انهم هنا؟
زهراء وهى بتهز راسها بخوف من عصبيته:
اه والله،شكلهم اخدوا الشنط.
قرب منها زياد وهو حاطط ايده على جبينها
وبعصبية قال لها:
انا عايز اعرف ازاى هما هنا،هو انتى عندك مخ
اصلا انا بصراحة شفت غباء لكن زى غباءك دا عمرى كله ماشوفتش زيه.
زهراء حاسة نفسها خلاص مش قادرة تستحمل تحبس دموعها اكتر من كدا،قعدت تعيط بشكل يقطع القلب طبعا مش قلب زياد.
بعد ما راح زياد لمكتب المطار يبلغهم بضياع الشنط،وطبعا جابوهم،لان فيه واحد من موظفين المطار
شافهم موجودين عند التواليت واخدهم عنده لانه فهم ان صاحبهم مضيعهم،وبعد ما زياد اخد الشنط ومشى راح ناحية باب المطار الخارجى خرج زياد وزهراء من المطار وركبوا عربيتهم رايحين للبيت واللى كان فيلا زياد.
وطول الوقت في العربية،سكوت فى سكوت وزهراء طول الوقت بتفكر فى امها إللي وحشتها مووووت
عايزة تقوله يوديها لبيت اهلها بس خايفة منه،لكنها اتشجعت فى الاخر.
زهراء وهى بتبص للشارع:زياد
زياد غمض عيونه للحظة بغيظ:نعععم.
زهراء:انا
زياد بملل:انتى اييه اخلصى
زهراء:ماما وحشتنى ومشفتهاش من زمان ياريت يعنى،سكتت عشان تعرف ردة فعله بس هو كمان ساكت،قررت تكمل
ياريت تاخدنى لبيت اهلى والله وحشتوني واخواتى
الصغيرين وماما انا
قاطعها زياد بملل:
خلاااص بسسس اوووف ايييه هتحكيلى قصة حياتك فهمنا عايزانى اوديكى لأهلك.
سكتت زهراء وزياد بعد شوية صمت و زهراء محتارة الوقتى هيوديها ولا لاااء
خايفه تسأله وتحصل مشكلة ففضلت السكوت
وكلها ربع ساعة شافت العربية بتدخل شارعهم
عرفت أنه موديها لبيت اهلها وفرحت وطااااارت من الفرحة
وقفت العربية عند باب بيت ابو زهراء.
زياد بملل:يلااااا انزلى اخلصى
زهراء وهى بتبصله:مش هتنزل معايا؟
زياد وهو بيهز راسه ب لاااا:
دا اللى ناقص كمان،بقولك ايه اخلصى يالا
فتحت زهراء باب العربية ولسه بتنزل لفت له:
طب هتيجى تاخدنى امتى؟
زياد وهو بيبصلها بنظرة مفهمتش معناها:والله على حسب يمكن بعد شهر او بعد سنة ويمكن ماجيش خالص.
هزت راسها وكان واضح عليها السعاده
زهراء بعفوية:ياريت والله يبقا احسن سلااام.
نزلت وقفلت الباب و راحت اخدت شنطتها من
الصندوق(شنطة العربية)
وزياد لحد الوقتى مش مستوعب اللى قالته
زياد فى سره:
قصدها اى بياريت والله يبقا احسن،هى مش عايزة تشوف وشى يعنى ماشى يا فقرية يا بنت الفقرى انا
هوريكى.
نزل من العربية وشافها مش موجودة.
زياد بغيظ وكلمتها بتتردد فى ودانه:انا هوريكى
وراح ناحية باب البيت وضرب الجرس وفتح له أخو زهراء الصغير
انس:نهم(نعم)
ابتسم زياد لأخو زهراء الصغير ونزل لمستواه:
انعم الله عليك اسمك اى يا حلو انت؟
انس:أثمي البتل(أسمي البطل)
زياد بضحك:ههه طيب يا بطل مين اللى جوا؟
انس وهو ماسك مصاصة في ايده:
ماما و زهووووور و صناح(ماما و زهراء و صلاح)
زياد وهو بيبوس انس على خده:هههه ماشاء الله ربنا يحميك.
دخل زياد جوا بعد ما عرف تنه مفيش حد غير زهراء وامها،اول ما دخل شافها وهى حاضنة امها وبتعيط
وام زهراء معاها.
زهراء وهى مش راضية تسيب حضن امها وبشهقةقالت لها:
والله وحشتيني يا ماما وحشتيني مووت انا كنت بحسب الساعات والدقايق والثواني عشان أشوفك واترمى فى حضنك يا امى.
أم زهراء وهي بتعيط:والله أنا أكتر ياا بنتى والله أنا أكتر ما تتخيلى ربنا يخليكى ليا وما يحرمنيش منك ابدا.
زهراء وهي بتبعد عن أمها:
خلاااص يا ماما أنا خلاص هقعد معاكى ومش هسيبك تانى،صحيح ماقولتيش هوا فين بابا؟
أم زهراء بغيظ:
حسبنا الله نعم الوكيل فيه المفترى من يوم جوازك ما شوفتوش زمانه راح يلعب بالفلوس اللى اخدها من ابو زياد ربنا ما يوفقه ابدا ظلمك وجوزك واحد اكبر من ابوكى.
زهراء وهى بتمسح دموعها:
ربنا يسامحه يا ماما بس انا ماخدتش ابو زياد.
ام زهراء باستغراب:
ازااااى يعنى!
لسه زهراء هتتكلم قاطعها صوت زياد:السلالم عليكم.
لفوا ناحية الصوت زهراء استغربت لانها فكرت انه مشى وهو قايل لها مش هيدخل.
قالت فى سرها:
ايه اللى غير رايك يا زياد ربنا يستر قلبى مش متطمن
ام زهراء باستغراب:انت مين؟
زهراء:ماما دا زياد ابن ابو زياد وبغيظ:وجوزى.
ام زهراء فى الأول مكنتش مستوعبة،لكن بعدين
طااارت من الفرح تن بنتها مش هتضيع حياتها مع رجل عجوز،وبعدها رحبت بيه وهى بتقول:
يا اهلا وسهلاً نورت يابنى اتفضل يا أهلا يا أهلا.
مشى زياد لعند ام زهراء وباسها على راسها احتراما
ليها برغم تنه مش باين عليها انها كبيرة فى السن. قعد وقعدت زهراء جمب امها.
أم زهراء بفرح وسعاده ما تتوصفش:
ربنا يحميك والله كأنه زارنا النبى نورت البيت والله.
زياد وهو بيبتسم:منور بأهله يا خالتى
زهراء كانت بتبصله وهي مستغربه منه ومن تغيير
مزاجه وقالت في سرها:
أول مرة أشوفه كدا طول الوقت مكشر وبيشتم فيا والوقتى بيبتسم لـ ماما و بيحبها وبيحترمها والله كويس انك طلعت بتعرف فى الأصول يا زياد يا ابن العز.
قطع عليها سرحانها صوت أمها:
أنا هروح اعمل لكم عصير.
زهراء على طول قامت وقالت:عنك انتى يا ماما.
راحت زهراء للمطبخ عشان تعمل العصير وأم زهراء قاعدة مع زياد
أم زهراء بابتسامه:ان شاء الله تكون مرتاح مع زهراء ومتكنش تعباك معاها.
ابتسم زياد وقال في سره:
قال بتتعبنى قال انا اللى تاعبها وهى لسه شافت حاجة التقيل لسه جاى.
لااا يا خالتي الحمد الله أنا مرتاح وهي مريحانى على الآآآآخر.
أم زهراء:
الحمد الله بس متزعلش منها لو عملت اى حاجة أو قالت حاجة انت شايفها لسه صغيرة بعنى طول بالك عليها شوية واكيد انت استغربت من الجروح اللىعلى ضهرها.
زياد باستغراب بس محبش يبين ليها انه مقربش منها قال لها:اه صحيح ايه سبب الجروح دى؟
أم زهراء وهى بتتنهدد :
آااه دى عايزة قاعدة لوحدها، بس هقولك باختصار اوى ابوها ربنا ما يوفقه هو السبب فى كل حاجة عذبت زهراء لدرجة أنه دخلت فى فترة كانت فيها مريضة
نفسياً وكانت بتجرح نفسها فى ضهرها عشان محدش ياخد باله وبالصدفة انا عرفت وبعدها اخدناها لدكتور وطبعا خالها هو اللى اخدها لان ابوها ربنا ما يبارك فيه ولا فى الساعة اللى اتجوزته فيها مفهوش خير لا فى ولاده ولا فى بنته.
قطع عليهم الكلاام دخول زهراء بصينية العصير
زهراء وهي بتمد الصنية لـ زياد:اتفضل.
اخد زياد العصير وهو ساكت:
ماعطتش أهمية للموضوع لأنها متعوده على اسلوبه الوقح معاها على طول،وبعدها اكتر الكلام كان بين زهراء وامها لأن زياد اغلب الوقت ساكت ومش بيتكلم الا اذا توجهله كلاام.
زياد وهو بيقوم:يلااا يا خالتي إحنا هنستأذن
زهراء رفعت راسها باستغراب وقالت في سرها:
إحنا لاا دا شكله مابيعرفش يفرق بين الفرد والجمع ههه.
أم زهراء:اقعدوا شوية انتم يدوب لسه جايين
زياد وهو بيبتسم:
لااا نقعد فيين،معلش لازم نروح عشان نرتاح شوية
وبعدين لسه هنروح لبيت اهلى
أم زهراءوهي بتبتسم:طيب خللى زهراء نبات معايا الليله.
زياد كان هيوافق بس افتكر كلمة زهراء
ياريت والله يبقا احسن،و على طول غير رايه
زياد وهو بيسحب زهراء لحضنه:
لا تبات فين انا ماقدرش على بعدها عني لحظة واحدة.
أم زهراء:
ههه ربنا يخليكم لبعض إن شاء الله.
زهراء ارتعش قلبها من حركته اللى احرجتها وفي نفس الوقت حيرتها ومعرفتش تعمل اى غير انها استسلمت للأمر.
وبعدها خرجوا من بيت أبو زهراء و ركبوا العربية
زياد بحده:
اسمعيني كويس يا بنت الناس متصدقيش اللى حصل جوا وانى فعلاميت فيكى انا ما اصرتش على مجيتك الا عشان اوريكى(وهو بيقلدها)ياريت والله يبقا احسن.
زهراء فى اللحظة دى استوعبت كل حاجة.
دور زياد العربية رايح لـ فلته،وبعد نص ساعه تقريباوصلوا لفيلا زياد،دخل بالعربية لعند باب الفيلا إللي كانت بالنسبةلـ زهراء قصر مش فيلا من ضخامته ومن حلاوته.
زياد ماقدرش يمسك ابتسامته الساخرة لما شاف
انبهارها وقال لها:
كل دا وانتى بس مشفتيش غير من برا اومال لو دخلتى جوا هيغمى عليكى بقا ههه.
طنشته ومعبرتهوش خلااص بدأت تتعود على اسلوبه الساخر معاها،دخل زياد جوا و وراه زهراء إللى كانت بتتفرج على الأثاث الفخم الرائع بتنسيقه،كان حاجة واااااو مش طبيعية،أما زياد فطلب من الخدم يطلعوا شنطهم فوق.
زياد وهو بيبص ل زهراء إللي واضح فى عيونها الإنبهار: يا فقرية تعالي ورايا.
زهراء مشت معاه من غير أي اعتراض وهي لسه بتتأمل المكان زاوية زاوية بعيونها اللي مش قادره تلاحق على حاجة لأنه بكل بساطة كل حاجة بتبهرها طلعت معاه السلم ووصلوا للدور التانى.
زياد وهو واقف قدام اوضة بيشاور:
دى اوضتى واللى هناك دى(وهو بيشاور على الجهة المقابله للاوضة)اوضتك.
راجعة لااا يارب استغفر الله العظيم مش حلو كدا مهما كان مينفعش ادعى عليه.
بعد خمسة أيام
والحال على ما هو مفيش تغيير من اليوم دا وزياد
بيخرج من الفجر ومايرجعش الا على الساعة عشرة
بالليل وينام.
وزهراء طول الايام دى يا تتفرج على التليفزيون أو
نايمة معندهاش اى حاجة تعملها وطبعا محصلش اى كلام أو اى موقف بينهم طول الايام دى
طول الوقت تجاهل من الطرفين
فى اليوم السادس(يوم رجوعهم لمصر)
كانت زى كل يوم قاعدة عند الشباك بتتفرج على شوارع لندن اللى متهنتش بيها ولا اتفسحت فيها سمعت صوت الباب بينفتح عرفت أنه رجع بس ولا لفت ولا حتى عبرته فكرت انه زى كل يوم على طول يدخل الاوضة وينام،بس انصدمت لما سمعته بينادى عليها،لفت له وهى بتبص لكل مكان فى الاوضة الا عيونه.
زياد وهو بيقعد على الكنبة بتعب قال لها:
روحى جهزى شنطتك وشنطتى عشان هنرجع مصر النهاردة.
على طول اول ما سمعت منه كلمة هنرجع مصر ابتسمت بفرح وسعادة،وعلى طول دخلت الاوضة تجهز الشنط،وبعد ما جهزتهم وخلصت،خرجت شافت زياد فى نفس مكانه ماتغيرش.
زهراء بدلع عفوى مع شوية فرح قالت له:
انا خلصت وجهزت كل الشنط
بص لها شوية وبعدها هز راسه يعنى ماشى.
رفع السماعة وطلب الغدا وكلها خمس دقايق والباب خبط،قام زياد واخد الغدا منهم ونادى على زهراء
اللى راحت قعدت فى الاوضة عشان تتجنب الكلام
معاه.
اول ما سمعته بينادى عليها على طول راحت له،وشافته قاعد على طرابيزة الاكل،وبيشاور لها عشان تقعد،راحت وقعدت بمسافة بعيدة شوية عنه وهى حاسة ان ريحة الاكل دوختها.
ابتسمت وهى شايفة قدامها اشهى الاكلات وما لذ
طاب،جت عشان تمد ايدها وتاكل،بس استغربت لما مسك ايدها ولفت له باستغراب.
زياد وهو بيهز راسه ب لااء،وبعدها شاور على طبق ناحيته،وبسخرية قال لها:
دا اكل ولاد الناس العز ومايكلوش الا الأغنيا وانتى فقرية وبنت فقر ومش هتاكلى غير اكل الفقرا وطبعا هوا دا أكلك ودا اكلى.
بصت له بصدمة كبيرة من تفكيره الرجعى والمتخلف
وحست بالإهانة بس حاولت متبينش اى حاجة قدامه.
زهراء بكبرياء قالت له:
ناولنى الطبق اصلامفيش احلى ولا احسن من اكل الفقرا اللى مش عاجبك.
ابتسم بسخريه وعطالها الطبق إللي كان فيه عيش وجبنة واكلت وهي بتدعي في سرها
يا رب يجيلك مغص عشان تانى مرة تعرف ازاى
تأكل اكل الاغنيا بتاعك والله انت فعلا على ومتخلف و بخيــــل مستخسر فيا لقمة العيــش يارب يشرء.
زياد وهو بيكح:
كح كح كح مد ايده و اخد كوباية المية وشرب
زياد:اكيد دى عنيكى
ابتسمت غصب عنها وهي فرحانه ان ربنا استجاب
دعوتها.
وعلى الساعة 5 ونص نزلوا تحت فى الريسبشن وزياد خاص حسابه وموظف الاستقالة رحب بيهم وخرج من الفندق وركبوا تاكسى رايحين للمطار،وبعد شوية وصلوا المطار وزياد خلص كل الأوراق وركبوا الطيارة واقلعت الطيارة بيهم على الساعة سبعة ونص راجعين على مصر.
وصلت الطيارة لأرض مصرونزلت وهي حاسة بالسعاده وأخيرا هتشوف أمها اللى وحشتها وواحشها حضنها وحنيتها،شدها من ايدها ومشى بسرعة وزهراء ماشية بنفس سرعته.
زهراء وهى بتنهج من التعب قالت له:بالراحة شوية انا تعبت.
زياد بغضب:اسكتى مش عايز اسمع حسك.
وراحوا لمكان الشنط بينتظروا شنطتهم،وانتظروا لمدة طويلة لان المطار كان زحم جدا من المسافرين
انتظروا حوالى ساعة تقريبا وبعدها اخدوا شنطهم وهما خارجين وطبعا اللى كان بيجر الشنط هى زهراء
زهراء بصوت واطى شوية وباحراج وهى بتبص لشنط السفر اللى فى ايدها:زز زياد
حس زياد بغيظ اول ما نطقت اسمه،مش عارف ليه بس كره اسمه فى اللحظة دى.
زياد بملل:نعععم.
زهراء وهى بتنزل عيونها:عايزة اروح التواليت
زياد بتأفف:مش قادرة تستحملى شوية.
هزت زهراء راسها بخجل وقالت له:لاء.
زياد وهو ماشى:طب يلا بسرعة متغيبيش.
ابتسمت زهراء وهىماشية رايحه للتواليت وزياد كان بينتظرها عند البوابة،بعدها بعشر دقايق خرجت زهراء من التواليت وراحت لمكان زياد اللى شافها وهى بتقرب منه،زياد:يلا نمشى.
مشت معاه وهى حاسة ان فيه حاجة غلط بتحصل
وفجأة
زهراء:يالهوووووى لاااء
وقف زياد ولف باستغراب:فيه ايييييه!
زهراء:الشنط
زياد بيبص لايدها الفاضية:فين الشنط؟
زهراء:شكلى نسيتهم عند التواليت.
زياد بعصبية ونرفزة:شاطرة،فى الأول نترزع ساعة
نستنى فيها الشنط والوقتى سيادتك تيجى تضيعيهم.
زهراء والدموع بدأت تتجمع فى عيونها:
والله نسيييت،وبعدين كان المفروض يعنى تاخدهم معاك وانا رايحة التواليت.
زياد بعصبية اكتر:
نععم لكون شغال عندك ولا شغال عندك وانا معرفش.
مشى وهو متنرفز ودخل جوا ناحية التواليت،وطبعا زهراء كانت بتلاحقه،وصلوا عند التواليت وملقوش الشنط.
زياد وهو بيبص لزهراء بغضب:
هما فين هااااا انتى مش قولتى انهم هنا؟
زهراء وهى بتهز راسها بخوف من عصبيته:
اه والله،شكلهم اخدوا الشنط.
قرب منها زياد وهو حاطط ايده على جبينها
وبعصبية قال لها:
انا عايز اعرف ازاى هما هنا،هو انتى عندك مخ
اصلا انا بصراحة شفت غباء لكن زى غباءك دا عمرى كله ماشوفتش زيه.
زهراء حاسة نفسها خلاص مش قادرة تستحمل تحبس دموعها اكتر من كدا،قعدت تعيط بشكل يقطع القلب طبعا مش قلب زياد.
بعد ما راح زياد لمكتب المطار يبلغهم بضياع الشنط،وطبعا جابوهم،لان فيه واحد من موظفين المطار
شافهم موجودين عند التواليت واخدهم عنده لانه فهم ان صاحبهم مضيعهم،وبعد ما زياد اخد الشنط ومشى راح ناحية باب المطار الخارجى خرج زياد وزهراء من المطار وركبوا عربيتهم رايحين للبيت واللى كان فيلا زياد.
وطول الوقت في العربية،سكوت فى سكوت وزهراء طول الوقت بتفكر فى امها إللي وحشتها مووووت
عايزة تقوله يوديها لبيت اهلها بس خايفة منه،لكنها اتشجعت فى الاخر.
زهراء وهى بتبص للشارع:زياد
زياد غمض عيونه للحظة بغيظ:نعععم.
زهراء:انا
زياد بملل:انتى اييه اخلصى
زهراء:ماما وحشتنى ومشفتهاش من زمان ياريت يعنى،سكتت عشان تعرف ردة فعله بس هو كمان ساكت،قررت تكمل
ياريت تاخدنى لبيت اهلى والله وحشتوني واخواتى
الصغيرين وماما انا
قاطعها زياد بملل:
خلاااص بسسس اوووف ايييه هتحكيلى قصة حياتك فهمنا عايزانى اوديكى لأهلك.
سكتت زهراء وزياد بعد شوية صمت و زهراء محتارة الوقتى هيوديها ولا لاااء
خايفه تسأله وتحصل مشكلة ففضلت السكوت
وكلها ربع ساعة شافت العربية بتدخل شارعهم
عرفت أنه موديها لبيت اهلها وفرحت وطااااارت من الفرحة
وقفت العربية عند باب بيت ابو زهراء.
زياد بملل:يلااااا انزلى اخلصى
زهراء وهى بتبصله:مش هتنزل معايا؟
زياد وهو بيهز راسه ب لاااا:
دا اللى ناقص كمان،بقولك ايه اخلصى يالا
فتحت زهراء باب العربية ولسه بتنزل لفت له:
طب هتيجى تاخدنى امتى؟
زياد وهو بيبصلها بنظرة مفهمتش معناها:والله على حسب يمكن بعد شهر او بعد سنة ويمكن ماجيش خالص.
هزت راسها وكان واضح عليها السعاده
زهراء بعفوية:ياريت والله يبقا احسن سلااام.
نزلت وقفلت الباب و راحت اخدت شنطتها من
الصندوق(شنطة العربية)
وزياد لحد الوقتى مش مستوعب اللى قالته
زياد فى سره:
قصدها اى بياريت والله يبقا احسن،هى مش عايزة تشوف وشى يعنى ماشى يا فقرية يا بنت الفقرى انا
هوريكى.
نزل من العربية وشافها مش موجودة.
زياد بغيظ وكلمتها بتتردد فى ودانه:انا هوريكى
وراح ناحية باب البيت وضرب الجرس وفتح له أخو زهراء الصغير
انس:نهم(نعم)
ابتسم زياد لأخو زهراء الصغير ونزل لمستواه:
انعم الله عليك اسمك اى يا حلو انت؟
انس:أثمي البتل(أسمي البطل)
زياد بضحك:ههه طيب يا بطل مين اللى جوا؟
انس وهو ماسك مصاصة في ايده:
ماما و زهووووور و صناح(ماما و زهراء و صلاح)
زياد وهو بيبوس انس على خده:هههه ماشاء الله ربنا يحميك.
دخل زياد جوا بعد ما عرف تنه مفيش حد غير زهراء وامها،اول ما دخل شافها وهى حاضنة امها وبتعيط
وام زهراء معاها.
زهراء وهى مش راضية تسيب حضن امها وبشهقةقالت لها:
والله وحشتيني يا ماما وحشتيني مووت انا كنت بحسب الساعات والدقايق والثواني عشان أشوفك واترمى فى حضنك يا امى.
أم زهراء وهي بتعيط:والله أنا أكتر ياا بنتى والله أنا أكتر ما تتخيلى ربنا يخليكى ليا وما يحرمنيش منك ابدا.
زهراء وهي بتبعد عن أمها:
خلاااص يا ماما أنا خلاص هقعد معاكى ومش هسيبك تانى،صحيح ماقولتيش هوا فين بابا؟
أم زهراء بغيظ:
حسبنا الله نعم الوكيل فيه المفترى من يوم جوازك ما شوفتوش زمانه راح يلعب بالفلوس اللى اخدها من ابو زياد ربنا ما يوفقه ابدا ظلمك وجوزك واحد اكبر من ابوكى.
زهراء وهى بتمسح دموعها:
ربنا يسامحه يا ماما بس انا ماخدتش ابو زياد.
ام زهراء باستغراب:
ازااااى يعنى!
لسه زهراء هتتكلم قاطعها صوت زياد:السلالم عليكم.
لفوا ناحية الصوت زهراء استغربت لانها فكرت انه مشى وهو قايل لها مش هيدخل.
قالت فى سرها:
ايه اللى غير رايك يا زياد ربنا يستر قلبى مش متطمن
ام زهراء باستغراب:انت مين؟
زهراء:ماما دا زياد ابن ابو زياد وبغيظ:وجوزى.
ام زهراء فى الأول مكنتش مستوعبة،لكن بعدين
طااارت من الفرح تن بنتها مش هتضيع حياتها مع رجل عجوز،وبعدها رحبت بيه وهى بتقول:
يا اهلا وسهلاً نورت يابنى اتفضل يا أهلا يا أهلا.
مشى زياد لعند ام زهراء وباسها على راسها احتراما
ليها برغم تنه مش باين عليها انها كبيرة فى السن. قعد وقعدت زهراء جمب امها.
أم زهراء بفرح وسعاده ما تتوصفش:
ربنا يحميك والله كأنه زارنا النبى نورت البيت والله.
زياد وهو بيبتسم:منور بأهله يا خالتى
زهراء كانت بتبصله وهي مستغربه منه ومن تغيير
مزاجه وقالت في سرها:
أول مرة أشوفه كدا طول الوقت مكشر وبيشتم فيا والوقتى بيبتسم لـ ماما و بيحبها وبيحترمها والله كويس انك طلعت بتعرف فى الأصول يا زياد يا ابن العز.
قطع عليها سرحانها صوت أمها:
أنا هروح اعمل لكم عصير.
زهراء على طول قامت وقالت:عنك انتى يا ماما.
راحت زهراء للمطبخ عشان تعمل العصير وأم زهراء قاعدة مع زياد
أم زهراء بابتسامه:ان شاء الله تكون مرتاح مع زهراء ومتكنش تعباك معاها.
ابتسم زياد وقال في سره:
قال بتتعبنى قال انا اللى تاعبها وهى لسه شافت حاجة التقيل لسه جاى.
لااا يا خالتي الحمد الله أنا مرتاح وهي مريحانى على الآآآآخر.
أم زهراء:
الحمد الله بس متزعلش منها لو عملت اى حاجة أو قالت حاجة انت شايفها لسه صغيرة بعنى طول بالك عليها شوية واكيد انت استغربت من الجروح اللىعلى ضهرها.
زياد باستغراب بس محبش يبين ليها انه مقربش منها قال لها:اه صحيح ايه سبب الجروح دى؟
أم زهراء وهى بتتنهدد :
آااه دى عايزة قاعدة لوحدها، بس هقولك باختصار اوى ابوها ربنا ما يوفقه هو السبب فى كل حاجة عذبت زهراء لدرجة أنه دخلت فى فترة كانت فيها مريضة
نفسياً وكانت بتجرح نفسها فى ضهرها عشان محدش ياخد باله وبالصدفة انا عرفت وبعدها اخدناها لدكتور وطبعا خالها هو اللى اخدها لان ابوها ربنا ما يبارك فيه ولا فى الساعة اللى اتجوزته فيها مفهوش خير لا فى ولاده ولا فى بنته.
قطع عليهم الكلاام دخول زهراء بصينية العصير
زهراء وهي بتمد الصنية لـ زياد:اتفضل.
اخد زياد العصير وهو ساكت:
ماعطتش أهمية للموضوع لأنها متعوده على اسلوبه الوقح معاها على طول،وبعدها اكتر الكلام كان بين زهراء وامها لأن زياد اغلب الوقت ساكت ومش بيتكلم الا اذا توجهله كلاام.
زياد وهو بيقوم:يلااا يا خالتي إحنا هنستأذن
زهراء رفعت راسها باستغراب وقالت في سرها:
إحنا لاا دا شكله مابيعرفش يفرق بين الفرد والجمع ههه.
أم زهراء:اقعدوا شوية انتم يدوب لسه جايين
زياد وهو بيبتسم:
لااا نقعد فيين،معلش لازم نروح عشان نرتاح شوية
وبعدين لسه هنروح لبيت اهلى
أم زهراءوهي بتبتسم:طيب خللى زهراء نبات معايا الليله.
زياد كان هيوافق بس افتكر كلمة زهراء
ياريت والله يبقا احسن،و على طول غير رايه
زياد وهو بيسحب زهراء لحضنه:
لا تبات فين انا ماقدرش على بعدها عني لحظة واحدة.
أم زهراء:
ههه ربنا يخليكم لبعض إن شاء الله.
زهراء ارتعش قلبها من حركته اللى احرجتها وفي نفس الوقت حيرتها ومعرفتش تعمل اى غير انها استسلمت للأمر.
وبعدها خرجوا من بيت أبو زهراء و ركبوا العربية
زياد بحده:
اسمعيني كويس يا بنت الناس متصدقيش اللى حصل جوا وانى فعلاميت فيكى انا ما اصرتش على مجيتك الا عشان اوريكى(وهو بيقلدها)ياريت والله يبقا احسن.
زهراء فى اللحظة دى استوعبت كل حاجة.
دور زياد العربية رايح لـ فلته،وبعد نص ساعه تقريباوصلوا لفيلا زياد،دخل بالعربية لعند باب الفيلا إللي كانت بالنسبةلـ زهراء قصر مش فيلا من ضخامته ومن حلاوته.
زياد ماقدرش يمسك ابتسامته الساخرة لما شاف
انبهارها وقال لها:
كل دا وانتى بس مشفتيش غير من برا اومال لو دخلتى جوا هيغمى عليكى بقا ههه.
طنشته ومعبرتهوش خلااص بدأت تتعود على اسلوبه الساخر معاها،دخل زياد جوا و وراه زهراء إللى كانت بتتفرج على الأثاث الفخم الرائع بتنسيقه،كان حاجة واااااو مش طبيعية،أما زياد فطلب من الخدم يطلعوا شنطهم فوق.
زياد وهو بيبص ل زهراء إللي واضح فى عيونها الإنبهار: يا فقرية تعالي ورايا.
زهراء مشت معاه من غير أي اعتراض وهي لسه بتتأمل المكان زاوية زاوية بعيونها اللي مش قادره تلاحق على حاجة لأنه بكل بساطة كل حاجة بتبهرها طلعت معاه السلم ووصلوا للدور التانى.
زياد وهو واقف قدام اوضة بيشاور:
دى اوضتى واللى هناك دى(وهو بيشاور على الجهة المقابله للاوضة)اوضتك.