الفصل الرابع

_ اوه حبيبتى لورين ، لقد اخبرنى چاك كل شئ انا اسفة لذلك
قالت چوليا و هى تعانقها بقوة
_ كيف لا تخبرينى ها ؟ لقد كان چوليان و چاك يعلمان بالامر و لكننى اخر من يعلم
اردفت چوليا و هى تربت على ظهرها لتبادلها عناقها بحزن
_ چوليا ، لقد اصبحت بخير شكرا لانك بجانبى .. لا تقلقى علىّ
قالت لورين و هى تبتسم بخفة
_ هذه هى ، لورين التى لا تستسلم لازال هناك الكثير لتفعليه عزيزتى لا تيأسى ابدا ؟ يمكنك الذهاب لحفلات اخرى لا تيأسي لورين
قالت چوليا و هى تحمسها فابتسمت چوليا لها بهدوء و قد اعطاها كلام چوليا بعض القوة لقد عانت چوليا اكثر و لكنها تحاول مجددا و تتعثر و تنهض مجددا ، النجاح ليس سهلا و هذا ما يجعله اكثر لذة ، أليس كذلك ؟؟! ..

فى الصباح التالى
الجامعة ..

_ انا اسفة چاك ، لاننى لم استطع فعل شئ حيال الغاء الحفل ..
قالت لورين بحزن فأمسك چاك بيدها
_ لا تقلقى لورين ، سيتثنى لنا الغناء فى حفل اكبر و افضل فقط لننتظر ربما هذا لم يكن الحفل المقدر لنا
قال چاك و هو يواسيها ..
_ لقد نسيت ان اخبر چوليان عن تلسكوباته ، سأذهب لاخبره ، سيكون سعيدا حتما
صاحت لورين فجأة و حملت حقيبتها و جيتارها و غادرت ذاهبة الى جوليان ليضع چاك يده على رأسه بقلة حيلة
_ أدريان مجددا و مجددا
تنهد چاك بملل ثم امسك بجيتاره و بدأ العزف حتى يشغل تفكيره عن لورين و چوليان ..

****

جلس چوليان على طاولة الغداء فى مطعم الجامعة و بدأ يتناول طعامه بصمت كعادته حتى اقتربت منه تلك الفتاة الجميلة التى تكون معه فى نفس القسم
_ اوه چوليان لما تتناول الطعام وحدك ؟
سألت ميرا و هى تجلس امامه
_ افضل ذلك
قال چوليان باقتضاب
_ حقا ؟! اذن ألا يمكننى البقاء و تناول طعامى معك ؟ قالت تلك الفتاة ميرا بدلال ..
_ لا بأس
اجاب چوليان بهدوء و هو لم يرفع نظره لها
_ صحيح ، اود سؤالك اذا ما فهمت المحاضرة الاخيرة عن الثقوب السوداء انا لم افهم جيدا ، أيمكنك ان تشرح لى بعد الجامعة ؟
سألت ميرا و هى تتناول طعامها بهدوء بجانبه
_ اسف و لكن بعد الجامعة لدى عمل بدوام جزئى لذا لن استطيع حتما
اجاب چوليان محاولا انهاء الحديث معها
_ حسنا اذن
قالت ميرا بهدوء و هى تعبس
_ اذا اردتى يمكننى شرحه لك بالغد قبل الدرس الثانى قال چوليان بهدوء
_ هذا سيكون مناسبا للغاية ، شكرا لك چوليان على وقتك قالت ميرا و هى تبتسم بسعادة لموافقته لتجلس فجأة لورين بجانبه حيث ظهرت فجأة من اللامكان و عيناها تفيضان غضبا لانها رأت چوليان يجلس مع ميرا
_ اوه چوليان ؟
ردد چوليان و هو ينظر نحوها بتفاجئ فمتى اتت لهنا ؟

امسكت چوليان ذراعه بين ذراعها و هى تنظر لـ ميرا نظرات غاضبة
_ ما الذى اتى بك لهنا لورين ؟
همس چوليان بغضب
_ هل هى شقيقتك چوليان ؟
قالت ميرا بابتسامة
_ لا ، انها جارتى لورين انها فى عامها الرابع فى كلية الفنون و الموسيقى
قال چوليان موضحا
_ انها تبدو لطيفة يسعدنى التعرف عليك لورين ، اننى ميرا صديقة چوليان
قالت ميرا بابتسامة
_ سأغادر الان چوليان اراك غدا
قالت ميرا و نهضت من مكانها و لوحت له ، و بعد ان تأكد انها رحلت ابعد چوليان على الفور ذراعه عن يد لورين
_ هاى چوليان ، ألا تعتقدين انك تلمسيننى كثيرا مؤخرا ؟ ألا تعرفين مقدار البكتريا و الجراثيم التى يمكن ان تنتقل بيننا ؟! انا اكره ان اصاب بالمرض لذلك اكره اللمس و كثيرا لذا من فضلك ابقى على مسافة بيننا
قال چوليان بجدية لتبتعد عنه قليلا
_ هكذا ..
سألت چوليان بهدوء
_ اكثر قليلا ..
قال چوليان لتبتعد اكثر
_ هذا جيد ، لذا من فضلك حافظى على تلك المسافة بيننا دائما
قال چوليان و قد انهى طعامه و نهض من مكانه ، و هى خلفه تحاول الحفاظ على تلك المسافة بينهما
_ و الان لما اتيتى الى هنا ؟
سأل چوليان و هو يعقد حاجبيه و ذراعيه امام صدره
_ لقد اردت اخبارك شيئا مهما
قالت لورين و هى تنظر نحو عيناه ليقطع هذا التواصل البصرى الذى كان بينهما
_ سأذهب لاحضر كتبى من الاعلى ، انتظرى هنا قليلا
قال ثم صعد الدرج نحو خزانته ليحضر كتبه

....

چوليان ...

تلك الفتاة جريئة بشكل لا يصدق ، كيف تنظر بعينى شاب بهذه الجرأة ؟ و لما عيناها و اللعنة جميلة هكذا لا اصدق ما الذى اتفوه به الان حتى بسببها ؟ ...
_ چوليان انت لا تؤمن بالعواطف تذكر هذا
قلت لنفسي ثم احضرت الكتب من الخزانة و وضعتها بالحقيبة ثم نزلت مجددا ، لقد كانت تتحدث مع شاب من قسمنا انه زير النساء خاصتنا ..

_ اوه انا احب عزف الجيتار كثيرا ..
قال چوليان الشاب
_ حقا !! هذا شئ رائع
اجابت لورين بابتسامة
_ انا احب الموسيقى كثيرا ، كنت اتعلم العزف عندما كنت صغيرا
قال الشاب بتملق

_ يمكنك العودة و تعلم العزف مجددا يمكننى مساعدتك بهذا سأخبرك بأماكن جيدة لتتعلم بها
قالت لورين و قد كانت ساذجة كفاية حتى لا تعرف انه يتملقها و يريد الحديث معها اكثر

_ واو هذا حقا رائع ، أيمكننى الحصول على رقمك لاحدثك ؟
اقترح الفتى بابتسامة فظهر چوليان امامها من العدم ...
_ لورين لنغادر
قلت بحدة لتتبعنى بهدوء و بعدما لوحت للفتى الذى كانت تتحدث معه
_ و اللعنة أتتحدثين مع اى احد هكذا ؟
سألتها بحدة و انا اعقد حاجباى امامها بغضب
_ لقد اراد تعلم الموسيقى ، و اردت ان اساعده
اجابت لورين بهدوء
_ هل انتى ساذجة لتلك الدرجة ام انك تدعين البراءة ؟ لقد كان يتملقك بوضوح لاى اعمى
قلت بغضب مجددا
_ اى سذاجة بالامر ؟ هل احتاج ذكاء خارق لاتحدث مع شخص ما عن الموسيقى ؟!
قالت لورين بغضب هى الاخرى ..
_ و اللعنة فقط لا تكونى بتلك السهولة سيظنك الشباب لقمة سائغة لأى شاب
قلت غاضبا بقسوة

_ أنا فتاة سهلة وساذجة ، هل لديك اى اضافات اخرى ؟ قالت لورين بغضب و هى تمنع دموع عيناها من الانسياب ثم غادرت من امامه ..
_ لم اقصد هذا !!
قلت بعدما اوقفتها و انا امسك بذراعها
_ حسنا چوليان سميث ، اعلم انك لم تقصد لذا فقط من فضلك اتركنى و شأنى الان
قالت ثم غادرت من امامى مجددا ، و لكننى  كنت اتبعها بهدوء لاننى كنت اشعر بالذنب لقولى كلاما قاسيا مجددا لها فربما هى بتلك البراءة حقا و لم تكن تعرف نوايا ذاك الشاب

عبرت لورين بوابة الجامعة الرئيسية و انا لازلت خلفها حتى كادت تعبر الطريق ، و لكن كانت هناك سيارة مسرعة على وشك صدمهما سويا ، انتبهت لها سريعا و ركضت ممسكا بها و دفعتها بسرعة على الرصيف لنسقط سويا و لكننى  اصيبت بخدش فى جبينى
_ اوه يا الهى چوليان هل انت بخير ؟!
قالت بقلق و جميع اطرافها ترتجف فقد شعرت و كأنهما على وشك الموت الان
_ لقد كدتى تموتين و اللعنة ؟ اين كان عقلك ؟!
قلت بغضب و لازال قلبى مضطربا و يخفق بقوة لقد ظننت اننا سنموت معا الان
_ انا اسفةحقا لم انتبه
قالت لورين و كادت تلمس جرحه و لكنها تذكرت انه طلب منها عدم لمسه او الاقتراب منه ، لقد كانت شاردة تماما و هى تفكر ربما چوليان يكرهها لانه يظن انها فتاة سهلة كما يقول
_ اوه و اللعنة ، فيما انت شاردة مجددا لورين هل انتى بخير حتى ؟ هل تأذيتى ؟!
قلت و انا اتفقدها فاومأت برأسها انها بخير ، ثم اخرجت من حقيبتها لاصقة طبية صغيرة
_ يمكنك وضعها لنفسك أليس كذلك ؟ لاننى قد انقل اليك بعض البكتريا
قالت لورين ببرود ثم وضعتها بيدى
_ الى اين انتى ذاهبة ؟
سألت و انا ارآها تغادر
_ سأذهب الى العمل ..
اجابت ثم غادرت مجددا تاركة اياى شاردا بأفعالها الغريبة تلك ..

كنت طوال اليوم شاردا ، تلك الاعمال الكتابية الرتيبة التى اكرهها هناك الكثير منها للاسف فى عملى الجديد لقد ظننت ان عملى سيتعلق بمراقبة السماء فقط .. كم كنت سخيفا حقا ؟! ..

هل لازالت غاضبة ؟! .. الى متى سيظل لسانى اللعين يقول كلاما قاسيا لها ؟ ، هل هى طريقة جيدة لاجعلها تتوقف عن حبى ؟ و اللعنة اكاد افقد عقلى بسببها ، انهيت عمله عند الثامنة و غادرت المكان

****

توقف عند محطة الحافلات و صعد للحافلة المتوجهة لمنزله الجديد ، سمع صوت صفارة هاتفه ليجد ان اليوم هو اليوم الذى انتظره لتساقط الشهب الجماعى فى السماء ، و لكنه شعر بالاحباط للغاية لانه لا يمكنه استخدام تلسكوباته بعد الان ، توقفت الحافلة ليصعد بعض الناس بها كانت الحافلة ممتلئة بالفعل و لا يوجد مقاعد اخرى لذا وقف الناس فى الممر و كانت لورين احدى الواقفين بالممر ، لقد كانت لاتزال شاردة كان هناك شابا خلفها يبدو مريبا ، كان يحاول لمس جسدها فنهض چوليان من مكانه فورا غاضبا ثم وقف خلفها بدلا منه ..

هى لم تلاحظ وجوده و لكنها عرفت انه خلفها عندما تسللت رائحة عطره الرجولية الى انفها
_ چوليان
رددت لورين و هى تنظر نحوه كان يبدو على ملامحها الارهاق للغاية لذا هى لم تتفوه بالمزيد من الكلمات ، نزل الاثنان من الحافلة و اصبحا يسيران بجانب بعضهما فى ذلك الزقاق الضيق
_ اظن انك اردت قول شيئا مهما لى هذا الصباح
سأل چوليان بفضول
_ اه اجل لقد تذكرت
قالت لورين و هى تبتسم بحماس
_ عندما نصل للمنزل سأخبرك
اردفت ليومأ لها هو لم يكن فضوليا لقد ظن انه ربما شيئا سخيفا
وصلا للمنزل و طلبت منه لورين اتباعها حتى توقفت قبل السطح ببضع درجات قليلة
_ أيمكنك اغماض عيناك قليلا ، چوليان ؟
قالت لورين بهدوء فأغمض عيناه و امسكت بمعطفه حتى اوصلته لمنتصف السطح
_ يمكنك فتحها الان
قالت لورين و ابتسامتها تتسع ليفتح عيناه و يصدم حرفيا مما رآه لقد كانت تلسكوباته هنا بالقرب من السماء فى مكان مكشوف يمكنه مراقبة السماء كما يريد من خلاله

اصبحت عيناه تلمعان بشغف و ابتسامته اتسعت للغاية من السعادة ، بينما كان قلب لورين الضعيف يخفق بقوة ، رؤية تلك التعبيرات على وجه چوليان تستحق اكثر من ذلك ، قالت لنفسها و هى تراقب عيناه التى تنظر للسماء بولع و كأنها افضل شئ على الاطلاق فى هذا العالم ، نظر نحوها مجددا ثم امسك بيدها
_ انا حقا شاكر لك لورين ـ للغاية ، انا سعيد جدا لاننى يمكننى مراقبة السماء الان
قال چوليان و عيناه تبتسم سعادة و هو يطالع السماء من تلسكوباته ، و لكن قلب چوليان كان يزداد خفقانا لقد امسك يدها غير عابئ بانتقال الجراثيم هذه المرة ، أيحب السماء و النجوم لتلك الدرجة ؟! ..
_ يا ليتنى كنت نجمة ..
همست و هى تبتسم بينما امسك چوليان بتلسكوبه و اخذ يشاهد تساقط الشهب الجماعى الذى رغب دوما بمشاهدته و قد كان جمالا يستحق التأمل حقا ، كانت واقفة فى المنتصف تراقبه فقط و هو يشاهد نجومه الغالية حتى امسك يدها و جعلها تنظر فى تلسكوبه .

_ انا لا ارى شيئا جوليان
قالت لورين ليقف خلفها مباشرة و يعدل زاوية المنظار لتبتسم بسعادة و هى ترى ذلك المنظر البديع
" انك اول شخص اسمح له بمشاهدة النجوم معى
همس بجانب اذنها
_ هذا لاننى شاكر للغاية لك لورين
قال چوليان مجددا بابتسامة لتبتعد عن المنظار خاصته و لكنها اصطدمت به خلفها و لم يكن يفصل بينهما عدة انشات قليلة حتى ..
.....

لورين ...

و اللعنة قلبى اللعين يكاد يتوقف بقربه ، ابتعدت بسرعة قبل ان اقبل شفتاه الكرزية تلك ، فانا لست فتاة سهلة كما يظن..

جلست بعيدا بينما هو لايزال يشاهد تساقط النجوم خاصته ، وضعت يدى على صدرى الذى يعلو ويهبط بسرعة ثم تنفست بعمق عدة مرات ، و اللعنة چوليان لعين سميث  !! رغم انك تتفوه دائما بالكلام القاسي الى اننى ليس لى سلطة على قلبى اللعين هذا الذى يحبك رغم كل شئ ، انهى تطلعه فى السماء و قد جلس بجانبى بهدوء
_ انظرى الى تلك النجمة الساطعة انها تسمى سيريوس ، انها اكثر النجوم سطوعا فى الليل تلك النجمة عمرها 240 مليون عاما و لازالت صامدة حتى الان ، كم هى جميلة ؟! قال چوليان و هو يتأمل السماء بينما لورين كانت سعيدة للغاية و هى تراه يتحدث بذلك الشغف عن شئ يحبه
_ ماذا عن تلك ؟!
سألت لورين و هى تشير نحو نجم اخر
_ هذه ايجل او النسر ..
قال چوليان و هو يشير نحو النجمة التى اشارت لها لورين سابقا ..

_ انها ليست كبيرة للغاية او ساطعة للغاية مثل خاصتك سيريوس ، و لكننى احببتها ، انها تبدو بسيطة ستكون نجمتى المفضلة من الان فصاعدا لانها تشبهنى
قالت لورين بابتسامة

مر الوقت و چوليان لازال يتأمل السماء و لكنه لسبب ما اصبح ينظر للنجمة ايجل كثيرة ، نظر نحو لورين ليجدها نائمة بسلام فتنهد بعمق ثم حملها بين ذراعيه لينزلها للاسفل ..
يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي