م-رجانه‍`

Amaniabdoo123`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-27ضع على الرف
  • 65.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

part 1


ماذا لو أن الشئ الذي بحثت عنه لسنوات تندم لمعرفته لاحقًا،و ماذا لو أن الشئ المخبئ خلف ستائر القدر و نظنه أفضل من حياتنا التي نعيشها الآن كان اتعس واشد إيلامًا


في مكان ما  في هذا الظلام الدامس وسط الكثير من نُباح الكلاب و اصوات الحشرات ليلاً مع اصوات الرياح الشديدة تتجول تلك الفتاة في الطرقات طوال الليل ،و تنام طوال النهار من شدة إنهاك جسدها الصغير و الضعيف، لقد كانت دائمًا ما تبحث عن شئ ثمين بالنسبة لها قد فقدته لسنين ،كان عائلتها التي تركتهم في عمرٍ صغير و لم تجد لهم آثرًا، حاولت جاهده بكل ما اوتيت من قوة ان تجدهم لكن هيهات لما اختاره القدر لها.

في ذلك الحي يتربع ذلك الجسد الصغير على الارض الصلبة كجثةٍ فقدت معنى الحياة و اصبحت في حالةٍ يُرثى لها، كحبل مشنقةٍ قديم مُعلق في سقف منزلٍ مهترئ و صدئ،مر من أمام هذا الجسد المتهالك طيف فتاه شقراء ليلفت انتباه ذلك الجسد و يصب كل تركيز بؤبؤ عيناه على صاحب هذا الطيف.

مرحبًا، أدعى أكيرا ماذا عنكِ
نبست كلماتها لتمد يدها إلى الفتاة الصغيره القابعه ارضًا
،تلبكت تلك الفتاه لأنها اول مرةٍ لها لتلقي سؤال كهذا من الغرباء، كانت دائمًا ما تكون بمفردها و منبوذة من قِبل الجميع بسبب لون شعرها القرمزي و المختلف عنهم.

مرجانه.
حالما أنهت نبس حروف إسمها مدت يدها المرتعشه نحو الأخري لتصافحها، ارتعاش جسدها من برودة الطقس و تلبكها جعلها تشعر بالقشعريرة تسري بجسدها، كانت تود احتضان اي شخص تراه الان لتبكي و تفرغ كل ما بجوفها لعلها تشعر بالراحه التي لم تعاود زيارتها منذ أن كانت في رحم امها.

لماذا تجلسين هكذا بمفردك؟ أليس لديك عائلة هنا او ما شابه ذلك
خفضت المعنيه بالأمر رأسها و أخذت تبكي في وهنٍ و ضعف لتسارع الأخرى من ضمها لها، تشبثت الاخرى سريعًا بها و اصبحت تشد على ملابس الشقراء بقوة بأصابعها الصغيره تِلك ،لأول مره تجد كتفًا تستند برأسها عليه و حضنًا يحتويها حتى تطلق جميع ما بجعبتها من آهاتٍ و آلام.

لا بأس صغيرتي حتى و ان لم يكن لديك عائلة فأعتبريني أنا جميع عائلتك
إبتعدت اكيرا عنها قليلاً لتجفف دموع التي تتوسط حضنها بأطراف اصابعها و تأخذ بيدها نحو طريقٍ مجهول، ان صح التعبير نحو مستقبلٍ مجهول ينتظر كلاهما.

أخذت الأيام تتوالي واحده تلو الأخرى حتى أصبحت أكيرا أكبر مراهقه في بلدتها حيث قد بلغت من العمر الخامسه عشر، تعلمت الرمايه و السباحه و ركوب الخيل و تدربت على فنون القتال جيدًا كي تحمي مرجانه من اي أذى يصيبها،لقد اعتبرتها كـ اكثر من مجرد صديقه،كـأختٍ و كـعائلة، عائلتها الوحيده على هذا الكوكب كانت مرجانة.

بينما مرجانه أحبت أكيرا كثيرا و فقد اصبحت آكيرا بمثابة والدتها،لا تستطيع الاستغناء عنها البتة لكن كما ذكرنا سابقًا للقدر  شأنٌ آخر.

في احد ليالي ديسمبر الممطره قد احتل جيش الدولة المجاورة كامل البلدة و أخذوا يذبحون الأطفال و النساء بوحشية فظيعه و بدون رحمه ،و في ظل تلك الأوضاع كانت مرجانه نائمة من شدة إنهاكها من تعليم أكيرا  فنون الدفاع عن النفس لها، لذا استغلت أكيرا الوضع لتنقذ صديقتها و أخذت تركض بها لتخبئها في مكان بعيد قليلاً عن هذه البلده قبل أن يغزوا الجيش باقي منازل البلده و بيفتك بهما،لكن حالما عادت آكيرا كي تتستر على مكان صديقتها باغتها أحد أفراد الجيش بخنجر في رقبتها دون ان تنتبه له حتى وقعت جثةً هامده.

فساد في كل مكان و دمار و أرضٌ مليئة بالرماد الممزوج بالدماء ،الجثث هنا و هناك، رائحة الدماء ملئت المكان، هكذا كانت حالة القرية بعد ذلك الغزو من العدو لقد كانت بحرًا من الدماء.

استيقظت مرجانة على صوت حذو حصان لتعتدل في جلستها و تنظر حولها لتجد مكان غير مألوف لم تعهده من قبل،لتسمع بالقرب منها جنديان يتحدثان حول البلدة التي تم غزوها، و بعض الجثث المقطعه لأشلاء،ارتعش سائر جسدها بينما راودها الخوف الشديد حالما سمعت ما قال كلاهما لتركض بأقصى سرعة لها بإتجاه القرية دون ان ينتبه لها كلاهما،اخذت تتعثر و هى تتجه نحو البلده تبحث عن صديقتها لعلها تجدها لكن لم تجد سوى الجثث و رائحة الدماء تملئ المكان بكثرة

أخذت تسير بخطى بطيئة و هى مصدومه من شكل  الدماء التي امامها حتى وجدت جثة صديقتها العزيزه بجانب جزع شجرة مغطى بالدماء لتجثوا على ركبتيها و تنهار باكية ، لا سبيل لها غير البكاء و النحيب بأعلى صوت تملكه من شدة القهر و الألم الذي تشعر به داخل آيسرها الان،لقد كانت اكيرا الام و الاب و الاخت بالنسبة لها لقد كانت كل شئ لها بدونها هى لا شئ،لقد فقدت عمودها الفقري للتو...لذا قطعت وعدًا بأنها لن ترحم أي فردٍ من جيش العدو حتى لو كلفها ذلك كل حياتها لن تستسلم ابدًا،الانتقام اعمى بصيرتها لموت صديقتها المؤلم لكن الصدمة و الانهيار كانو الاكثر تأثيرًا عليها،صدمتها و تألمها لموت صديقتها جعلاها تشعر بالضعف و الوهن...سيكون تخطي أمر موت صديقتها صعبًا للغايه على قلبها الصغير و الهش

اتجهت للبلدة المجاورة لبدأ حياة مختلفه تمامًا عن السابقه،حياة ستكون بها بمفردها جسدً بلا روح،اصتدمت في طريقها بجسد ما ليرتد كلامها للخلف ، استقام بمساعدة يديه له ليمد لها  يده كي تستقيم هى الاخرى لكنها حالما لاحظت الزي الذي يرتديه سحبت يدها بسرعه و الغضب اعمى بصيرتها،استقامت بمساعدة يديها بسرعه بينما ركضت نحوه كي تضربه بكل ما اوتيت من قوة،ارادت و بشده إزالة طقم اسنانه بقبضة يديها،لكنه و للأسف الشديد قد تفادها ببساطه بينما هى حاولت مره اخرى و في كل مره يتفادى ضربتها حتى سأمت من هذا الأمر و حاولت لكم وجهه لكنه هذه المره باغتها بإمساك يديها ليلفها و يُكبل يديها بيديه و يلصق ظهرها بصدره..

حاولت سحب يديها بالقوة ، ليترك جسدها يرتد بعنف و تقع أرضًا

"لما قطط هذه الايام مشاكسه"
اردف بنوع من السخرية تتملك نبرته،لتغضب أكثر و تستقيم بسرعه لتضرب وجهه لكنه استطاع امساك يدها قبل وصولها حيث وجهه و يشد خصرها بأتجاهه بيده الحره

اقترب من أذنها ليهسهس بفحيح يشبه فحيح الأفعى
إذن،هنا قطة تحتاج للترويض

بدأ يتحسس جسدها بقذاره بينما هى حاولت الإفلات من بين قبضتيه بأقصى قوة قد تمتلكها لكنها لم تستطع،لتبدأ دموعها بالإنهمار من شدة القهر و يسكن جسدها فجأة برعبٍ و أعين جاحظه فاقده لبريق الحياة حينما بدأ يتحسس جسدها من تحت ملابسها،بينما هى بداخلها تتذكر جثة صديقتها و كيف كانت مقتوله بأشنع الطرق، لم تستطع البكاء حتى البكاء قد عجزت عنه لشدة صدمتها و قهرها.

حينما بدأ بإنتهاك خصوصيات جسدها أكثر أحست بجسده يسقط خلفها بينما هى بقيت متصنمه مكانها دون حراك ، حملها شخص ما لمكانٍ مجهول و هى طوال الوقت في صمتٍ رهيب، تتذكر جميع الذكريات التي تربطها بصديقتها العزيزه بأعين دامعه...

حينما وصل ذلك الشاب حيث وجهته وضعها أرضًا و ذهب يبحث عن شئ يصلح للأكل و بعض المياه الصالحه للشرب كذلك

عاد مرة آخرى حينما حصل على ما يريد، بعض الأسماك قد شابكهم بالحبال كالرزمة و القليل من الماء الكافي لكليهما، ناولها المياه لكنها لم تحرك ساكنا لذا تنهد بصبر و جلس بجانبها و بقي شارد الذهن،ينظر لوجهها بين الفينة و الأخرى بدون النبس بحرف واحد حتى سئم الصمت ليختار قتله ببضع كلمات

إذن ما اسمكِ؟

كما توقع تماما لم تجبه كاد يستقيم و يذهب للبحث عن اي معدات يستطيع بها حمايتهم لكنها تكلمت أخيرًا

مُ-رجانة.شبح ابتسامه استقر على شفتيه ليردف بعدها
انا رين،لست في وضعٍ يسمح لي بقول سررت بـلقائك لكنني حقًا سُررت بـلقائك

احتل الصمت المكان مرةً آخرى ليتنهد مجددًا و يستقيم

إن احتجتي اي شئ انا سأكون بالجوار فقط ناديني و سآتي إليك
انهي قول كلماته ليهُم بالذهاب.

حل الليل و اصبحت الاجواء أكثر هدوءًا من قبل، كل ما يُسمع هو صوت المياه الجارية و الرياح العاتيه لأن الشتاء قادم.

انتهى من شوي السمك ليقدم لها حصتها من الطعام و يبدأ بتناول طعامه بشراهه و بين كل لقمةٍ و آخرى يرتشف القليل من الماء ليساعده على بلع طعامه، ان صح التعبير على افتراس طعامه

إذن آنسه مرجانة ألن تخبريني ما سبب صمتك كل هذه المده؟"
تسأل كما لو كان يعرفها منذ فترة طويلة،كأنه يعرف انها ثرثارة و لا تستطيع الصمت لبضع لحظاتٍ قليلة

نظرت له دون التفوه بشئ ليردف بما جعلها تركض نحوه و تحاول لكمه بقوه
"أكان موت صديقة عمرك بهذا السوء

نظرت له بتحدي و هى حقًا تريد تشويه وجهه بعنف
"أأنت من قتلتها! أجبني أأنت من قمت بهذه الأفعال الشنيعه أيها الجندي الفاسد!!"

هدئي من روعك عزيزتي فأنا حتى لم أمس أي كائن بشري بالأذى و إن كنت قد فعلت حقًا ما كنت لأنقذك من أيدي ذلك المغتصـب"
اقترب من أذنها و هو يهمس ليعض أُذنها بخفه مما جعل جسدها يرتعش و تبتعد عنه بسرعه
كيف علمت أنها صديقة عمري إذن!
سألته بحنق و غصة في حلقها تحثها على البكاء، ليجيبها بكل هدوء

فـ لنقل أنني كنت أراقبكم منذ مدة

أنت كاذب
نظرت له بشك و يقين أنه يكذب في كل كلمة تفوه بها، أرادت إراقة دماءة الآن و بشدة

حسنًا..لقد كانت وصيتها أن أعتني بك في حال إن أصابها مكروه و بعدها ذهبت و لم تعُد مجددًا ، عندما كنتِ نائمة بمفردك بعيدًا عن أجواء البلدة، انا قد حاولت التمويه عن مكانك بكل ما اوتيت من قوة حتى انني استخدمت كل الحيّل التي اعرفها ،أنا أسف لكِ حقًا آسف لأنني لم أستطع حمايتها..

أخذت شهقاتها تعلو واحدةً تلو الأخرى ، حاولت كبحها لكن لم يعد بإمكانها فعل ذلك بعد الأن لتجهش بالبكاء بينما هو حاول تجاهل بكائها المقطع للقلب دون احتضانها و التخفيف عنها، فـ من هو حتى يقترب منها.

آتى صباح اليوم التالي لتصحوا على صوت سكب مياهه بالقرب منها، عندما إلتفتت رأت ظهرًا مغطى بالندوب من أعلاه حتى أسفله، لقد كان هو لكنه يستحم الأن و هو يرتدي بنطاله في هذه الاجواء البارده، استقامت لتقترب نحوه و تضع اناملها على مكان كل ندب موجود في ظهره بينما هو قد سرت القشعريرة في كامل جسده من حركات أناملها الدافئة كدفئ اغسطس على ظهره البارد كبرودة ديسمبر

حاول تمالك نفسه ليلتفت لها بتعابير جامده
ما الأمر، أتحتاجين شيئًا؟

لا...أعني كنت فقط أريد معرفة قصة هذه الندوب
عندما أنهت جملتها حركت أناملها بنعومة على آخر ندبٍ موجود في ظهره و هذا جعله غير مستقرٍ بحق، أيفتعل بحقها الجرائم الأن، حمحم ليتحدث ببرود مصتنع

إنها لا شئ، عارضت جيشي مرة لا أكثر

همهمت بتفهم لتبتعد و تترك له مجال إكمال ما كان يفعله بينما أخذت تسير بإتجاه المكان الذي كان يجلب منه الأسماك لشويهم، اقتربت من المياه بحذر و أخذت تحدق في بعض الأسماك القريبة منها و هى شاردة الذهن

أحست به يجلس بقربها
أعجبتك الأسماك لهذه الدرجه

أومئت له بخفه لتسأله سؤال آخر
كم عمرك؟

"بعد يومين سيكون يوم مولدي العشرون ربيعًا ماذا عنكِ"

اربعة عشر.

نظر لها بصمت لوهلات ليقترب من اذنها بسرعة
لكنني أعلم

دفعته بعيدًا عنها ليسقط فـ المياه و تستقيم هى لتعود أدراجها، بينما هو قد استمتع بما فعلته به

قام بإصطياد بعض الأسماك ليكون غدائهم لليوم و عاد حيث هى تقبع.

حاول جعلها تتناول طعامها لكنه رفضت كالعادة حتى جعلها تتناولة بإقناعه لها انها لن تستطيع الانتقام لصديقتها العزيزه ان لم تكتسب الطاقه من تناولها ذلك الطعام، ظل يمدح طعامه اللذيذ و طريقة طهوه الفريدة من نوعها كما يسميها.

حالما حل الليل سمعا اصوات اقدام احصنه كثيرة على مقربةٍ منهم مما يدل على محاصرة الجيش لهم قريبًا لذا سارع بجرها من يدها خلفه و أخذ يعدو حتى وصلا لقرية أخرى قريبة منهم

كانت البلدة هادئة و الأُناس نيام لذا بحث عن أي مكان يبيتون به الليلة حتى يحل الصباح ليكملوا رحلتهم بعيدًا عن هذه القرية فـ العدو سيكون هنا عاجلاً أم آجلاً.

حل صباح اليوم التالي ليستيقظا بسبب الضوضاء المحيطه بهم

استقام بسرعة ليجد المكان يعج بأُناسٍ مفعمين بالحيوية يسيرون هنا و هناك ليأخذ مرجانه إلى جانبه و يسير بحثًا عن بضاعة جيده كي يشتري منها القليل لكلاهما بينما مرجانه لم تفعل شيئًا سوى أنها سارت إلى جانبه و من فتره لأخرى تقوم بـ اللحاق به

توقف عند بائع تفاح ليشتري القليل و يجلسا لتناوله، و بينما هم يتناولون طعامهم رأت مرجانه طفله صغيره تنظر للتفاح الذي بيدها بأعين لامعه لتتجه مرجانه نحوها و تعطيها تفاحتها، أخذتها الفتاه منها بينما بدأت بتناولها بنهم من شدة الجوع

عادت مرجانه حيث كانت تجلس ليناولها رين تفاحه آخرى
"كلي جيدًا لأننا سنعاود السير للبحث عن مكانٍ آخر نبيت فيه"

ساروا كثيرًا حد الإنهاك ليجلسوا في مكانٍ غريب قليلاً لكنه شبه صحراوي لوجود الماء و الاشجار القليلة جدًا به

استراحوا ليكملوا سيرهم بإتجاه بلدة قريبه منهم ليستريحوا بها

قابلهم فـ الطريق شخصٌ مسن يجُر عربه ليساعده رين سريعًا بينما أخذ الرجل الآخر بشكره و دعاهم حيث منزله للمبيت لديه عندما علم أنهم لا يملكون مكانًا يلمكثون به الليلة

لولا أن رين كان لا يرتدي سترة العدو  لكان  مذبوحًا و معلقًا على ابواب تلك القرية بواسطه شيوخها و شبابها و حتى نسائها و لكان عبرة لجميع افراد القرية

حمد الله داخله أنها قد تمزقت منه عندما كان يحاول اصطياد بعض الأسماك عندما علم من المسن الذي يتحدث معه ان هذه البلدة صارمه للغاية و حالما يقترب منهم أحد من أفراد الجيش يقومون بصلبة حيًا.

عندما حان موعد بزوغ الشمس ركض رين لمرجانة ليوقظها لأن عليهم مغادرة البلدة بأسرع ما يمكن، أيقظها من سباتها ثم هرب من ذلك البيت الذي أواهم ليجرها خلفه بسرعه و هى غير مستوعبه ما يحدث

ليتوقف عند نقطة يلهث و يحاول تنظيم أنفاسه لتحوم آسئلة كثيره في ذهن مرجانه كـ مالذي يجري

ليسرد لها رين كل ما سمع

•عودة حيث ما حصل قبل ساعاتٍ قليلة•

إستيقظ رين في وقتٍ متأخر من الليل ليذهب لشرب بعض الماء كي يروي عطشه و لكن في طريقة لفعل ذلك قد استمع إلى اصوات همس قريبه منه ليقترب بحذر تجاه غرفة ذلك المسن

"لقد علمت أن الجيش يبحث عن شاب مع فتاه بشعرٍ أحمر، و هم الآن متجهين لهنا"

أردف المسن تحت حيرة زوجته لتسارع في حديثها
"و لكن ماذا ستفعل أستُسلمهم للجيش كي تحافظ على سكان قريتك أم ستتستر عليهم"

"لا أستطيع التستر عليهم يا إيناس! كما تعلمين أنا عمدة البلدة لذا أنا مسؤول عن كل هذه الأرواح هنا، لا أستطيع المجازفة بحماية إثنين من الشُبان و التضحية بسُكان القرية كلهم"

تنهدت إيناس و هى حقًا حزينه على حال هاذين الشابين
"لِما لا تخبرهم بالمغادرة فورًا إذًا"

استقام المُسن و هو حقًا في حيرةٍ من امره
"هذا مستحيلٌ...الجيش على وشك الوصول خلال ساعات قليلة لن يتمكنوا من الفرار بهذه السهولة.."

إلتمست زوجته الغضب و الحزن في نبرته لتحاول تهدئته
"هون عليك عزيزي بالتأكيد سنجد حلاً وإن لم نجد ستكون عاقبة هاذين الشابين البريئين سوءًا...."

•عودة للحاضر•

سمع أصوات اقدام تقترب من حيث يقبعون لذا عاد للركض مجددًا و هو يسحب مرجانة خلفه قدر المستطاع

دخلا غابة مليئة بالشجيرات الكثيفه و الضخمه ليبحثا عن مكانٍ يستطيعا المكوث فيه للغد

و بينما يبحثون سمعا اصوات بعيدة عنهم لذا تتبعا الصوت حتى وصلا حيث مجموعة من الناس يقومون بعمل طقوسٍ غريبة، اتضح بعد مدة وجيزة أنهم يُحضرون مآدبةً كبيرة لشواء بعض البشر

تصمنت مرجانة مكانها حالما لمحت تلك الفتاه الصغيره التي كانت قد اعطتها التفاحه منذ ساعات ليست بقليلة عندما رأتها بين هؤلاء البشر الذين سيؤكلون عما قريب لذا سارعت فـ الذهاب ناحيتها لولا إمساك رين لكتفها و سحبها بعيدًا عن المكان

حالما ابتعدوا كفاية تركها رين لتصرخ مرجانة به
"ماذا تفعل أيها الأحمق! ألا ترى أن هناك بشرًا على وشك أن يُؤكلوا!!"

تنهد رين بقلة حيلة
"ليست معنا الأسلحة اللازمة لهزيمتهم لذا لا نستطيع مواجهة كم هذه الاعداد من آكلي لحوم البشر بينما لا نملك سلاحًا واحدًا حتى!"

"انت جبان و اناني!"

"لست كذلك لكن إن خاطرنا الأن من أجل إنقاذ الباقيين سنُقتل! لِما لا تفهمين الامر "

"جبان أحمق، لا تهتم إلا لحياتك البائسةِ لا غير"

صاحت به مرجانة مره آخرى لتركض حيث يوجد آكلي لحوم البشر لكي تنقذ تلك الطفلة الصغيره بأي ثمن كلفها ذلك

تنهد رين بقلة حيلة ليركض خلفها حتى لا تتأذى هذه المجنونه

سحبها من معصمها بسرعة ليخبأها بجانبه فأحد آكلي اللحوم ذو السلاح قد كان موشكًا على رؤيتها

"مالذي آتى بك إلى هنا!"
هسهست بصوت منخفض للقابع خلفها ليتنهد للمرة الثانيه في هذا اليوم المشؤوم

"كدتي تُقتلين أيتها الحمق..!"

لم يكمل نبس حروفه ليرى أن أحد افراد اكلي اللحوم يقف امامهم و الان

قام بكتم فم مرجانه و عضها من رقبتها بشده كأنه يلتهمها امام ذلك المسخ حتى لا يهجم عليهم

فهم الاخر ان هذا اكل لحوم اخر مثله لذا اخفض السلاح و اقترب منهم ليترك رين القابعه بين يديه بسرعه و يلكم الاخر بقوه حتى يرتد ارضا و قام بأخذ سلاحه و قتله..

سحب المتصنمه في مكانها من يدها و ذهب حيث البشر الآخرين كي ينقذهم كما ارادت هذه المجنونه بجانبه

قتل رين العديد منهم و دافع عن مرجانه بينما مرجانه لم تقتل سوا القليل جدا و الاخرين قامت بإعاقة حركتهم عن طريق كسر بعض اطرافهم لا اكثر.

ذهبت حيث الطفله الصغيره و اخذت تعانقها بشده و تطمأنها ان كل ذلك قد انتهى بينما كان رين يحرر الباقيين

ترك رين الطفله مع والدتها و والدها الذي اكتشف انهم كانو محبوسين بجانب طفلتهم هم ايضا، قامو بتوديعهم و ذهبوا بسرعه لمكانٍ آخر فـ عاجلاً أم آجلاً سيحاصرهم الجيش على هذا المنوال لو تباطؤا اكثر

وصلوا لغابةٍ آخرى بعد مواصلة السير للعديد من الساعات الطويلة،ليقررو المكوث في الكوخ الذي يتوسط هذه الغابة حتى يحل الغد.

استيقظ رين بسبب شعوره بشئ ناعم يتلمس جسده و بين فينة و آخرى يقوم بعضه كأنه يحاول إلتهامه ليستقيم فزعًا و يجد نمرًا صغيرًا يلاعب قدمه

حاول تجاهله و معاودة النوم لكنه سمع صوتًا مخيفًا ليستقيم هذه المره بسرعه و يجد نمرًا كبيرًا يتوسط المكان و الذي استطاع استنتاجه ان هذة النمرة هى والدة هذا النمر الصغير

أخذ رمحه و مسدسه و صوب ناحيته النمرة بحذر شديد

كل هذا يحدث و مرجانه لا تزال نائمة بسبب انهاك جسدها

صوب رين برمحه بإتجاه تلك النمره لكنه تردد لأن لديها أطفالاً بالتأكيد

حاول إيقاظ مُرجانه و الذهاب بعيدًا قبل أن تُقدم النمرة على أي حركة و عندها سيُضطر لأذيتها بشدة او سيقتلها و هو حقًا لا يريد ذلك البته.

تعب من إيقاظ مُرجانه الذي دون أي جدوى ليُباشر بإمساك رمحه بإحكام لأن زئير تلك النمرة لا يناوي على خيرٍ حتمًا

اقترب بغية قتلها كآخر وسيلة للدفاع عن مرجانة ليقاطع معركتهما الصغيره تلك صفير أحدهم

هدأت النمرة ليدخل رجل من مظهره يوحي أنه صاحب هذا الكوخ يرتدي ملابسًا مصنوعه من جلود الأسود و قبعتًا توحي أنه قد قام بذبح أسدٍ بكل تأكيد..

اقترب ذلك الرجل بحذر من القابع قِبالته ليردد بعض الكلمات الغريبة لتخرج النمرة بكل طاعة و أخذت النمر الصغير معها،كأنه أخبرها بذلك...

"إذن من تكون؟"
سأل الرجل و هو يترقب ملامح القابع أمامه بكل حذر

"رين..."
هذا كل ما أردف به رين ليحمل مرجانة بين ذراعيه و يهم بالخروج

زمجرة تلك النمرة عند رؤيته و ذهبت لتتفحص هل سيدها بخير أم لا

تعب من كثرة المشي و هو يحملها لذا استراح قليلا في مكانٍ ليس ببعيد عن الكوخ

استيقظت مرجانه بعد فتره من الوقت لتستقيم جالسةً و تفرك عينيها بكلتا يديها
لينظر لها رين و يبتسم إبتسامةً حتى لا تلاحظه

"أين نحن؟"


يتبع......Part 2


”رحلةٌ محفوفة بالمخاطر“
............

"أين نحن؟"
سألت مرجانة بينما تتفحص المكان حولها

"نحن في الغابة"
هذا كل ما اردف به رين ليرمي رمحه بإتجاه شئٍ بسرعة ليسقط ذلك الجسد الضخم على الأرض

ليتهم هربوا...

"ما هذا!"
سألت مرجانة و هى ترتعد خوفًا من ذلك الحيوان الذي تراه لأول مره

"إنها أفعى الكوبرى لكنها ضخمه بحق أركضي بإتجاه الكوخ حالاً!"

حاول رين تشتيت الأفعى لكنه لم يُفلح ليركض بأسرع ما لديه و يمسك يد مرجانة يجرها خلفه بأقصى ما يمتلك من قوةٍ و سرعه

إتجها للكوخ آخيرًا ليختبئا من تلك الافعى التي لا زالت تطاردهم كم بحقٍ هى سريعة

بعد فترةٍ ليست بقليلة دخل الرجل صاحب الكوخ ليداوي جروحه ليرى الاثنان الخائفان يستلقيان خلف طاولة الطعام

ضحك الرجل بصخبٍ لأول مرةٍ يضحك هكذا منذ أن توفيت زوجته

"أتخافان الأفاعي! حقًا!"
قهقه الرجل اكثر و بدأت عيناه تدمع من شدة الضحك

"ترتحلان هنا و هناك و تخافان من مجرد أفعى صغيره!"

ضحك بصخبٍ مرة آخرى ليصمت فجأه عند سماعه فحيحً قويًا و إحساسه بأن الافعى الكبرى هنا

استقام ليركض للخارج سريعًا و يرى ما خشيّ عقباه

نمرته الوحيده في مواجهة لأكبر أفعى كوبرى في الغابة

حاول التواصل مع الافعى و عقد اتفاق و لكنها غاضبة للغاية و إما أن تأكلهم او تقتل الشابان في الداخل و تتناولهم أيضًا
لا يوجد مجالٌ للتفاوض

تنهد الرجل مرة آخرى ليخبرها ان بهذه الطريقة سيقتلون بعضهم البعض و سيخسر كلامها فلا يوجد حلٌ لديها سوا التفاوض

راقبهم رين من نافذه الكوخ الصغيره دون أن يلاحظوه لكنه لم يفهم أيًا من كلمات ذلك الرجل صاحب الكوخ كما يسميه

توصل الرجل و الأفعى لحلٍ أخيرًا و أخذ الأفعى و اتجه ناحية الكوخ لكنه لم يجد أيًا من الشابان كما كان يتوقع

كانا قد هربا قبل وصوله بالفعل، أخذ رين يركض و هو يجر مرجانه خلفه حتى وصل لمكان رمحه لينتشله و يكملا الركض إلى أن خرجا من هذه الغابة الكبيره و يقابلهما صحراء شاسعة و من ما يرى هناك بلدة لكنها بعيده جدا عن مكانهما يكاد يرى البيوت من حيث يقبع

حمد الله ان معه ماءًا و بعض الطعام حتى لا يموتا قبل ان يصلا نحو تلك البيوت المشيدة بالطين

استلقى كلاهما على الارض لبضع دقائق ليجلسا بعد أن استراحها و أخذو يتظللون بشجرةٍ قريبةٍ منهم ويتناولون بعض الطعام و الشراب حتى شبعا كلاهما ليحملا ما تبقى و يبدأو سيرهم

حالما وصلا لمنتصف الطريق إستلقت مرجانه على الارض لشدة إنهاك جسدها بينما رين جلس بجانبها ليستريح قليلاً هو الآخر

"ألم نقترب بعد.."
سألت مرجانه بنوع من الانهاك ليهمهم لها رين لعلها تصبر قليلا

استقاما بعد مدة من استراحتهما ليواصلا السير نحو القرية

حل الليل و قد أوشكا على الوصول أخيرًا
ليحمل رين مرجانه المتعبه و يذهب بها حيث أحد بيوت القرويين القريبة منهم

دلف ذلك البيت ليجده فارغًا لذا وضع مرجانه ارضًا لتنام و تستريح قليلاً

انتابه الشك لان القرية هادئة أكثر مما كان يتوقع بكثير..

مُريب..هذا ما بَدَرَ إلى ذهنه

استراح قليلا بجانب مرجانه ليسمع اصواتً خافته

استرق النظر ليجد بعض البشر استدل من مظهرهم انهم آكلوا لحوم بشر

يبحثون هنا و هناك و يتفحصون كل المنازل بنية إيجاد بعض البشر ليسدوا بهم جوعهم لهذه الليلة

اقتربوا من المنزل الذي به كلاهما لكنهم تصنموا لوهلة حالما رأوا تلك الافعى الكبرى التي كانت تطارد الشابين

انها وليمة كبيرة بالنسبة لهم لكنها صعبه

واجهوها بكل ما أوتو من قوة لتأكل الافعى بعضًا منهم بينما الاخرون حاولو النيل منها حتى وقعت تلك الافعى الكبيره اخيرا

اخذوا يجهزونها لكي يتناولوها انها فريسة ضخمه و مأدبةٌ ضخمه لهذه الليلة السعيدة

ذُهل رين من كل ما رآه أمامه ليحمل مرجانه و يحاول الابتعاد عن تلك القريه قدر المستطاع
لو بقيا هنا قليلا لمزيدٍ من الوقت سيُأكلون و هم نيام

اقترب من قريةٍ آخرى أحد مصابيحها مضاءة
هذا جيد فـ هذا يدل على وجود بشرٍ طبيعين في هذا المكان

طرق باب شيخ القرية ليفتح له الاخر المنزل بحذرٍ بعد مدةٍ من طرقه على الباب

و اخيرًا سيمكثون بمكانٍ آمنٍ هذه الليلة

من يدري؟....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي