الفصل الثا

لويزا لاحظت اختفاء جدها باري أيضا فقد أصبح يخرج مع واكين كثيرا هذه الأيام و يبدون في غاية السعادة  ، تبقى لها فقط القليل و تنهي عملها و بعدها سوف تخرج لترى ما يحدث من ورائها ...
كان الجميع خلال أسبوع قد تعرف على الثلاثي الشقي ، جوزي ، مارك و توني و أصيب بعدوى حبهم كل من في دار بريسانث غريباري ، الجميع اصبح يحبهم جدا  حتى ألبرت أصبح يدخلهم بحب وقد كانوا يلعبون هنا و هناك  و حتى انا مايدا جائت باحثة عن صغارها فوجدتهم وسط العجائز يمرحون ، ضحكت من قلبها و تقدمت نحوهم و هي تقول " إذن لقد وجدتم جزيرة الكنز  ...، ألتفت الجميع نحو تلك الجميلة التي تتقدم نحوهم  ، ذهب الصغار يركضون و هم يتحدثون بصوت واحد و هي تضحك عليهم " ماما ماما  ، انظري إلى كل هؤلاء الأجداد ، ماما ماما هذا جدي واكين و هذه الجدة كاثرين و تلك إسمها مثلي جوزي ، و هذا جدي ليام .... و يتحدث الصغار من دون توقف ، ضحكت مايدا من قلبها و هي تقول " آسفة لقد ازعجكم صغاري كثيرا و لكن لديهم ثلاث جدات أفسدنهم تماما  ....
تقدم واكين نحوها و هو يبتسم و قال " لا بأس فهؤلاء الملائكة ظريفين جدا ، مرحبا انا واكين  ...
مدت مايدا يدها مبتسمة و قالت " تشرفت يا عمي و انا أدعى مايدا ... ، أجاب واكين " و انا تشرفت يا ابنتي ...،
بعدها تقدم رجل وسيم جدا نحو المرأة الحلوة و كان يبتسم بلطف و قال " هل وجدتهم يا حبيبتي 
ردت مايدا " تعال و أنظر إلى صغارك المشاغبين
تقدم وليام و هو يضحك و قد مد يده يصافح واكين " كيف حالك يا عمي واكين ، يبدو أنهم يشاغبون كثيرا
ضحك واكين و هو يقول " لا تقلق فعجائز مثلنا يحبون الأحفاد كثيرا ...
ضحك وليام و قال " بل صدقني هم يجدون في هذا المكان جنتهم  ، هل قابلت زوجتي مايدا
أبتسم واكين و قال " أجل و هي جميلة جدا
ضحكت مايدا و هي تقول " انت لم تراني بشباي يا عمي كنت جميلة جدا .... ضحك واكين و هو يقول " حقا ... ضحكت بعمق و علمت أنها استفزت زوجها و قالت " حقا ...
   بعدها رفض الأطفال الذهاب مع والديهم الذين قرروا الذهاب للشاطئ و أخبرهم واكين ألا يقلقوا سيحرص على سلامتهم و عند عودتهم يمكنهم أن يأتوا و يأخذونهم  ، ثم ذهبت كل من مايدا و زوجها وليام ...
.
.
  لويزا أنهت عملها و قررت الخروج و التعرض لبعض أشعة الشمس و الهواء النقي ، لذا قررت أن تبحث عن هؤلاء العجائز المنشغلين  ، وجدت معظمهم غير موجود و استغربت جدا ، لم تعلم إلى أين ذهبوا و لكن قررت أخيرا الذهاب للحديقة الكبرى في الدار قرب النافورة و فعلا وجدت هناك تجمع غريب لكل العجائز من ضمنهم جدها و واكين و رأت من بعيد ثلاث مخلوقات يلعبون هنا و هناك و يمرحون بفرح وسط العجائز و عندما اقتربت كان أحب و ألطف و اجمل ما رأت فصرخت بفرح " أرانبي الصغيرة 
ألتفت الصغار نحوها و ركضوا و هم يصرخون  " عمتي لوي عمتي لوي
و عانقتهم لويزا بعمق و هي تقبل فيهم بشوق و كانت تقول " اشتقت لكم كثيرا يا قطع المارشميللو اللذيذة جدا جدا جدا  ... ، و تحدثت معهم من دون وعي بلهفة " كيف حال غريتل  و بيري الكبيرة و الصغيرة و سام و أين خالي و مايدا أين هما و من جاء معكم هيا هيا أخبروني  ...
قالت جوزي " أتينا مع ماما و بابا
قالت و عيناها تبرق  " خالي ويلي هنا،  أين أين
نسيت لويزا كل من حولها عندما رأت الأطفال و كانت تسأل عن كل شئ و الجميع يضحك عليها و لكن هناك من انصدم و زادت ضربات قلبه و لم يعد يعلم ما هذا ...

    لويزا كانت تتحدث بسرعة و لم تعلم كيف نسيت الجميع و هي تداعب أبناء خالها اللطيفون ، أما باري كان قد صدم ، إذن هولاء الأرانب اللطيفة هم أحفاده ، هم أبناء وليام طفله ، لقد كبر جدا و أصبح أب لأجمل كائنات رأها في حياته كلها ، و قد فرح كثيرا لهذه و اقترب منهم أكثر و عيناه تدمع ، لم يتحمل حبس دموعه بل أطلق لها العنان و هو يقترب من الأطفال و يقبلهم و يضمهم و هنا كانت صدمة لويزا ، هذا يعني أن باري يعلم هويتها و لكن كيف ، كيف حدث هذا و عندما سمعته يقول " إذن أنتم اطفال ثعلوب المكار ...
هنا قطع الشك باليقين عندها و تأكدت أن باري يعلم هويتها جيدا و كل هذا الوقت يخدعها  الماكر  ، ضحكت و دموعها بعينيها و قالت ببكاء " إذن جدي كان يخدعني  ، لما فعلت هذا يا باري أيها المخادع ...
  أما باري عندما سمعها قال " ورثت مكر عائلة دي وايت أيتها المشاغبة .... ثم قام بضمها لصدره و كانوا يبكون في منظر يقطع القلب ، حتى واكين لم يحبس دموعه و عندها سأل باري لويزا  " لكن لم اتعرف عليهم ليس بهم شبه العائلة  ... ، ضحكت لويزا و عيناها مبتلة بالدموع و قالت " هذا شبه المجنونة مايدا  ، فهم قطع بسكويت مثل والدتهم و لكن لديهم نفس طباع خالي ويلي كما تقول جدتي بيري  ... ،  ضحك باري بكل ما لديه من قوة فهو عجوز لا يتحمل شئ و قال " لاحظت هذا و لكن كنت أعاند في نفسي لأنهم لا يشبهون دي وايت أبدا... عندها جائت تلك الجميلة و هي تقول "ماذا يحدث هنا ؟؟
و عندها رأت لويزا و صرخت " لوي أيتها المخادعة انت أيضا هنا لقد اشتقت لك كثيرا  .... ضحكت لويزا و نهضت تعانق مايدا و قالت " أيتها المجنونة كيف حالك
و دخلتا في عناق طويل جميل و بعدها انتبهوا على حالهم و سألتها لويزا عن الجميع فطمئنتها مايدا على غريتل و الكل و سألت بعدها لويزا عن خالها و قبل أن تتحدث مايدا جاء وليام و هو ينادي " أين أرانبي الصغيرة .. و عندها رأى لويزا فلمعت عيناه بشدة و هو ينادي عليها " باكز باني  .... ركضت لويزا إلى خالها و عانقته بشدة و كانت تبكي لم تكن تعلم أن القدر نفسه الذي حيرها لشهور هو نفسه من سوف يأتي بخالها إلى هنا ، نفسه من كان قد جعلها تفكر كيف سوف تأخذ باري معها ، ربما هذه الصدفة تكون مقدرة لكي يلتقي الاب و ابنه ربما الأطفال يكونون هم الخيط الذي سوف يحل القضية  ، هم حبل نجاة والدهم و جدهم  هم وحدهم الحل ....
هناك رأى ألتقت كل من أعين باري و وليام في لحظة تاريخية من الثانية ، لحظة توقف عندها كل شئ ، تسمر باري و إبنه بمكانهم و هنا كان الجميع لا يفهم شئ ما عدا واكين الذي كان يعلم كل شئ هنا ما عدا السبب وراء كل هذا الحزن ، لكنه فهم الروابط التي بين كل هؤلاء الموجودين هنا مايدا زوجة وليام ابن صديقه باري و هؤلاء الصغار أحفاده و لويزا هي حفيدة باري و هذا ما يعلمه منذ البداية و لكن وسط كل هذه المعمعة لا يعلم ما سوف يحدث تاليا فقد كان متوتر خائف على صديقه و خصوصا انه يعلم سبب حزنه هو ابنه و ها هو أمامه لا يعلم ما سيحدث و كل هذا ارعش قلبه جدا و أثقل عليه خصوصا انه هذه الأيام يحاول تفادي ذلك الذي يقول أنه ابن شقيقه و هذا أصابه بإنخفاض في ضغطه فوقع مغشيا عليه وسط صدمة الجميع ....
.
.
عندما وقع واكين مغشيا عليه التف الجميع حوله و اقتربت مايدا بسرعة بعد أن افاقت من الصدمة و وليام يصرخ بها أن تتصرف فهي طبيبة حتى لو كانت طبيبة نفسية فهي تستطيع أن تفعل شئ ، لذا تحركت بسرعة و ادخلوه العيادة الكبيرة الموجودة بالدار و قامت مايدا بقياس ضغطته بسرعة قبل وصول الطبيب ، فوجدته منخفض و أمرت إحدى الممرضات أن تأتي بسرعة بمحلول و تضعه عليه بسرعة ، أما باري كان قلبه سوف يتوقف فهذا صديقه الوحيد ، لم يستطع تحمل كل هذه الضغوط الكثيرة و لم يستطيع أن يحبس دموعه و عندما رأى وليام دموع والده و عمه الراقد ممدا بالسرير شعر بالإختناق الشديد ، و حاول الخروج لكي يستنشق قليلا من الهواء و لكن لم يتحمل فقد أصيب بنوبة ربو قوية و كاد أن يقع لولا يد مايدا التي استلمته بسرعة و هي تصرخ " حبيبي ما بك ، تحمل قليلا يا عزيزي ... ثم صرخت و دموعها بعينيها " جوزي بسرعة احضري بخاخ والدك ستجدينه فوق الطاولة في غرفتنا ، اذهبي معها يا لوي بسرعة ... كانت لويزا خائفة جدا على خالها الذي تحبه فركضت بسرعة و هي تمسك يد جوزي التي كانت تركض و دموعها بعينيها و سألتها أن هل سيكون والدها بخير ، فطمئنتها لويزا أن خالها رجل قوي و لن يصيبه ضرر
أما مايدا كانت متوترة وسط كل هذا و زاد توترها و هي ترى أنفاس زوجها تصعد بصعوبة كبيرة و يصارع حتى يأخذ نفس صغير ، لم تتحمل و انفجرت باكية و هي ترى حال زوجها هكذا ، شعرت بيد توضع على كتفها و كان هناك ذلك القلب المحبب و قالت لها كاثرين العجوز " سيكون بخير يا صغيرتي ..
أما باري لم يشعر بنفسه إلا و هو يمسك يد ابنه و يمسح على رأسه و يقول " ستكون بخير يا ثعلبي تحمل ، يا حبيب والدك ، ستعود حفيداتي و معهم العلاج ... و انصدمت مايدا جدا إذن هذا هو باري ، والد زوجها ، يشبه وليام كثيرا و هو يعشق ابنه و تكاد تقسم أنه سوف يسامحه ، وجهه لطيف جدا و محبب ، شعرت بالود نحوه و عندما أتت لويزا اختطفت منها مايدا البخاخ بسرعة و وضعته بفم زوجها و كانت تمسح على صدره ببطئ و هي تضعه على رجليها ، اكتسح الجميع فيض من المشاعر في تلك اللحظة ، فالحب الصادق هذه الأيام أختفى و أصبح نادر و كان الكل يدعو بشفاء وليام في تلك اللحظة من أجل هذه العائلة اللطيفة و من أجل باري أيضا ، فقد أستوعب الكل الآن أنه ابنه ، حتى واكين أستيقظ و عندما وجد حالة وليام هكذا أصبح يدعو له من قلبه فهو قد تعرف عليه جيدا في الأيام السابقة و قد أحبه كأنه ابنه من لحمه و دمه و بعيدا عن خلافه مع والده الذي لا يعلم سببه فوليام شاب محترم و مثابر جدا و أيضا طموح و لديه نظرة ابعد من والده الذي تربى على دلال شقيقاته الثلاثة ، أما وليام تدلل من والده لكن شاب طموح جدا و عكس باري في كثير من الصفات و كان باري دائما يشبهه بشقيقته التي تدعى بريندا ...
سألت لوي " ألم تتوقف هذه النوبات يا مايدا
ردت " بل مؤخرا زادت جدا خصوصا انه اصبح كئيب جدا و انا قمت بهذه الرحلة مخصوص ليرتاح نفسيا ، فهو يضغط نفسه بالعمل و يتعب و نفسيته متعبة أكثر و يفكر طوال الوقت حتى و هو بالفراش و خلال هذين الأسبوعين ظننت أنها فارقته لانه بدأ مرتاح و لكنني كنت مخطئة كان يجب علي الانتباه أكثر
و انفجرت باكية و لكن لويزا أمسكت يدها و هي تقول ' كلنا نعلم انك لا تقصرين ابدا في الاهتمام بخالي و لكن نعلم سبب علته هذه و أنتي لم تخطئي و خالي أيضا لم يذنب و لكن ليس بيدكما شئ ....
كان باري قلق جدا و أصبحت الأفكار تتضارب برأسه إذن صغيره ليس بخير و هذا أشعره بعقدة الذنب و أنه السبب و بات يدخل عقله بدوامة طويلة...

    باري كانت الأفكار تتضارب في رأسه و شعر بالذنب كثيرا لانه سبب زيادة مرض ابنه ، منذ الصغر و وليام يعاني من هذا المرض اللعين ، و عندما تكون نفسيته متعبة تزيد عليه النوبات كثيرا و هذا قد ضايق صدره جدا و فكر اما يجب أن ينتهي كل هذا الجفى و الألم  ، ألا يجب ينتهي كل هذا الهجران الذي لم يكسب منه سوى وجع القلب و زيادة مرضه هو و ابنه ، أما يجب أن تنتهي كل هذه السلسلة المقيتة من الألم و الوجع ، لقد زاد هذا عن حده و هو أشتاق لإسرته و قد اتعبه هذا الهجران أكثر من غيره فهو لم يعاقب أحد سوى نفسه و هذا زاد كمية الألم بقلبه كثيرا و جعله يفكر اكثر فلو جئنا للمنطق فقد بالغ كثيرا في ردة فعله و هذا نتيجة للغضب و قد زاد كل هذا و أيضا هو سامح ابنه منذ زمن طويل و يكذب إن قال أنه لم يسامحه و لن يسامحه فهو قطعة من قلبه قبل كل شئ ، إذن لما يكابر في نفسه ، لما يزيد من كمية الألم و لما يجرح نفسه و أحبائه يجب عليه إنهاء كل هذا و قد أتخذ قراره ، يعلم جيدا أن العودة ليست بهذه السهولة و لكن على المياه أن تعود لمنبعها الأول و عليه البدأ بالخطوة الأولى من أجله و من أجل أحفاده و من أجل ابنه الذي يعشقه كثيرا  ...
.
.
.
  مايدا كانت تمسك هي و أطفالها يد والدهم الذي يحبونه كثيرا فقد تألم الجميع لمنظر وليام النائم مثل الأطفال ، و كانت جوزي كالملاك ترقد على صدر والدها و تقبله في رأسه ، كانت لطيفة و منظرها مؤلم جدا و عندما بدأ وليام يفتح عيناه وجد مايدا في وجهه و هي قلقة و معها أطفاله الذين هللو منذ رؤية أعين والدهم مفتوحة ، و جاء واكين يهرول و هو يسأل وليام عن صحته ، أما مايدا فإنفجرت بالبكاء و قد نامت على أحضان زوجها الذي أبتسم بألم على حال احبابه ، و عندما جائت لويزا التي كانت تقبل رأس خالها دخل بعدها ذلك العجوز و هو ممتلئ الأعين بالدموع  ، حاول وليام النهوض و لكن باري أسرع نحوه و امسك يده و سأله هل انت بخير ، و عندما طمأنه وليام شعر براحة كبيرة و شعر وليام كأن روحه ردت اليه و نظرت له مايدا و قالت " إذن انت باري المشهور ، كنت أظنك اسطورة و لن أراك يا رجل ....
ضحك باري و قال " انا هو باري المشهور و لست اسطورة و انت مايدا الجميلة أليس كذلك
ابتسمت مايدا من قلبها و قد قالت بكل حب و ضحك " أجل و لكن انا لست جميلة لهذه الدرجة
علم باري أن مايدا تحب أن يمدحها الناس فهي تعلم جمالها جيدا فقال " معقول يا ابنتي انت الجمال كله
فقالت بضحك " يالله انت حلو حلا كما يصفك الجميع  ، الخالة بيري محقة انت رائع
ضحك باري على كلام مايدا فهي فتاة طيبة كما يبدو و فرح لحظ ابنه كثيرا و حمدا الله أن خلصه من تلك المشعوذة و بالحديث عنها ماذا حدث لها يا ترى ، لا يهم فلتنزل عليها اللعنات المهم أن ابنه ابعدها من طريقه ......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي