باريBarry

Psychodgoya`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-16ضع على الرف
  • 16.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثاني

عندما وقع واكين مغشيا عليه التف الجميع حوله و اقتربت مايدا بسرعة بعد أن افاقت من الصدمة و وليام يصرخ بها أن تتصرف فهي طبيبة حتى لو كانت طبيبة نفسية فهي تستطيع أن تفعل شئ  ، لذا تحركت بسرعة و ادخلوه العيادة  الكبيرة الموجودة بالدار و قامت مايدا بقياس ضغطته بسرعة قبل وصول الطبيب ، فوجدته منخفض و أمرت إحدى الممرضات أن تأتي بسرعة بمحلول و تضعه عليه بسرعة ، أما باري كان قلبه سوف يتوقف فهذا صديقه الوحيد ، لم يستطع تحمل كل هذه الضغوط الكثيرة و لم يستطيع أن يحبس دموعه و عندما رأى وليام دموع والده و عمه الراقد ممدا بالسرير شعر بالإختناق الشديد ، و حاول الخروج لكي يستنشق قليلا من الهواء و لكن لم يتحمل فقد أصيب بنوبة ربو قوية و كاد أن يقع لولا يد مايدا التي استلمته بسرعة و هي تصرخ " حبيبي ما بك ، تحمل قليلا يا عزيزي ... ثم صرخت و دموعها بعينيها " جوزي بسرعة احضري بخاخ والدك ستجدينه فوق الطاولة في غرفتنا  ، اذهبي معها يا لوي بسرعة ... كانت لويزا خائفة جدا على خالها الذي تحبه فركضت بسرعة و هي تمسك يد جوزي التي كانت تركض و دموعها بعينيها و سألتها أن هل سيكون والدها بخير ، فطمئنتها لويزا أن خالها رجل قوي و لن يصيبه ضرر
أما مايدا كانت متوترة وسط كل هذا و زاد توترها و هي ترى أنفاس زوجها تصعد بصعوبة كبيرة و يصارع حتى يأخذ نفس صغير  ، لم تتحمل و انفجرت باكية و هي ترى حال زوجها هكذا ، شعرت بيد توضع على كتفها و كان هناك ذلك القلب المحبب و قالت لها كاثرين العجوز " سيكون بخير يا صغيرتي ..
أما باري لم يشعر بنفسه إلا و هو يمسك يد ابنه و يمسح على رأسه و يقول " ستكون بخير يا ثعلبي تحمل ، يا حبيب والدك ، ستعود حفيداتي و معهم العلاج ... و انصدمت  مايدا جدا إذن هذا هو باري ، والد زوجها ، يشبه وليام كثيرا و هو يعشق ابنه و تكاد تقسم أنه سوف يسامحه ، وجهه لطيف جدا و محبب ، شعرت بالود نحوه و عندما أتت لويزا اختطفت منها مايدا البخاخ بسرعة و وضعته بفم زوجها و كانت تمسح على صدره ببطئ و هي تضعه على رجليها ، اكتسح الجميع فيض من المشاعر في تلك اللحظة ، فالحب الصادق هذه الأيام أختفى و أصبح نادر و كان الكل يدعو بشفاء وليام في تلك اللحظة من أجل هذه العائلة اللطيفة و من أجل باري أيضا  ، فقد أستوعب الكل الآن أنه ابنه ، حتى واكين أستيقظ و عندما وجد حالة وليام هكذا أصبح يدعو له من قلبه فهو قد تعرف عليه جيدا في الأيام السابقة و قد أحبه كأنه ابنه من لحمه و دمه و بعيدا عن خلافه مع والده الذي لا يعلم سببه فوليام شاب محترم و مثابر جدا و أيضا طموح و لديه نظرة ابعد من والده الذي تربى على دلال شقيقاته الثلاثة ، أما وليام تدلل من والده لكن شاب طموح جدا و عكس باري في كثير من الصفات و كان باري دائما يشبهه بشقيقته التي تدعى بريندا ...
سألت لوي " ألم تتوقف هذه النوبات يا مايدا
ردت " بل مؤخرا زادت جدا خصوصا انه اصبح كئيب جدا و انا قمت بهذه الرحلة مخصوص ليرتاح نفسيا ، فهو يضغط نفسه بالعمل و يتعب و نفسيته متعبة أكثر و يفكر طوال الوقت حتى و هو بالفراش و خلال هذين الأسبوعين ظننت أنها فارقته لانه بدأ مرتاح و لكنني كنت مخطئة كان يجب علي الانتباه أكثر 
و انفجرت باكية و لكن لويزا أمسكت يدها و هي تقول ' كلنا نعلم انك لا تقصرين ابدا في الاهتمام بخالي و لكن نعلم سبب علته هذه و أنتي لم تخطئي و خالي أيضا لم يذنب و لكن ليس بيدكما شئ  ....
كان باري قلق جدا و أصبحت الأفكار تتضارب برأسه إذن صغيره ليس بخير و هذا أشعره بعقدة الذنب و أنه السبب و بات يدخل عقله بدوامة طويلة... 

     عندما وصل وليام مع عائلته إلى كيبك قرب نهر سانت لورانس و المنتجعات التي تحيط بها الطبيعة من كل مكان شعر براحة كبيرة و شكر في داخله مايدا التي ارغمته على القدوم فهذا المكان كالسحر هنا ، أستنشق الهواء النقي و لمعت عيناه بشعور لا يعلم ما هو و لكن شعر بأن شيء غال عليه موجود هما ، شئ لا يعلم ما هو و لكن شعر بأن جزء ما ينتمي له هنا ، رائحة غريبة جدا نسيها  ، رائحة منذ زمن لم يعلم أين ضاعت ، و لكن غريب جدا لما يشعر بهذا و لما هذا المكان سحره غريب ، فهو منذ ساعات كان يرتل أنه لن يذهب لمكان و كان يخطط للفرار بعد عدة أيام و لكن يبدو أنه سوف يبقى أكثر من عدة أيام على ما يبدو ، يالها من خبيثة زوجته البريئة فقد اختارت مكان لا يستطيع أن يرفض البقاء فيه حتى لو كان لا يرغب بذلك ، و أيضا هذا الشعور بالانتماء الغريب جعله يتمسك بالبقاء لعدة أيام أخرى و ان يغير خطته التي رسمها بين نفسه ، لا يعلم لما لديه شعور بأنه سوف يجد شئ ما يفتقده ، شئ ما يبحث عنه أو شئ غريب يشده بقوة  ، ليأتي الله بكل شئ خير ، هذا ما تمناه في داخله الذي بدأ يدق نواقيس عجيب من التوتر و الراحة الغريبة بنفس الوقت ، ليستر الله هذا....
.
.
.
.
.
   أما مارك و توني و جوزي انطلقوا مباشرة راكضون نحو المسطحات الجميلة يلعبون هنا و هناك و اشتموا رائحة يعرفونها جيدا ، رائحة ذكية يحبها الأطفال و الكبار ، رائحة الأمان و الحب ، أنها رائحة الأجداد فهم يملكون ثلاث جدات لطيفات و عندما تتبعوا المنظر وجدوا دار بريسانث غريباري و رأوا منظرا عشقته قلوبهم الصغيرة ، هنا الكثير من الأجداد و الجدات ، هلل الأطفال بقوة كبيرة و صفقوا و ركضوا  إلى هناك و لكن الحارس منعهم من الدخول و احتج مارك و توني و جوزي كثيرا و بداو بالصراخ الذي سمعه واكين و اتي ليعلم ما يحدث وجد ثلاث ملائكة لطيفون يريدون الدخول و لكن يبدو أن ألبرت يمنعهم بسبب القوانين ، ضحك من قلبه عندما صرخت له تلك الطفلة " جدي هذا الرجل يمنعنا من الدخول ..، كرر التؤام الذين معها ورائها  " جدي اجعله يدخلنا أرجوك  ، نحن نريد دخول هذه الجنة ... ، ضحك واكين بكل قوته من قلبه و قال " الجنة .... فردت له الطفلة "أجل الجنة ، كل مكان فيه جدات و اجداد هو الجنة هذا ما تقوله عمتي لوي ...،تأثر واكين من قلبه و نظر إلى ألبرت أن ادخلهم  ، فسمح لهم بالدخول و هو عاجز و عند دخولهم مع واكين سألهم لماذا كذبتم و قلتم أني جدكم ؟؟ ... ردت جوزي " نحن لم نكذب ... ، أستغرب واكين و سألها  كيف؟؟ ... ، فقال توني " جدتي سام تقول أن كل كبير في سن هو بمثابة جدنا  ، و قال مارك " أجل و تقول أيضا أنه علينا إحترام الكبار كما نحب أن نحترمها هي و جدتي بيري و جدتي غريتل 
... تعجب واكين من هولاء الملائكة اللطفاء الذين اكتسحوا قلبه بكلامهم و بلطافتهم و صدقهم و شكرا الأسرة الفاضلة التي ربتهم على مفاهيم نبيلة كهذه ، فيجب على الجميع تعليم أطفالهم هل الناس هكذا و ألا يكونوا انانيين أبدا  ...

   مر أسبوع كامل على تواجد وليام و عائلته هنا ، مايدا كانت مرتاحة جدا فقد رأت وجه زوجها الذي تحب يشع نورا من بعد زمن طويل و بالرغم من أنه لم يغادر كل الحزن إلا أن وجهه بدأ صافيا كأن ضالته في هذا المكان و سوف تقسم انهم لو بقوا هنا على حسب مدة خطتها ربما سيتعافى زوجها من كل هذا الألم الذي يسيطر على روحه و يتأكل فيها ...
أما وليام كان قد حفظ كل مكان مميز هنا و كان يقضي وقت ممتع مع اولاده ، تعرف على قاضي متقاعد يقيم في دار للعجزة قريب من هنا  ، و كان هذا التعارف بسبب صغاره الذين كانوا يصحبوه معهم ذات يوم ، رجل لطيف و ذو نظرة و حكمة كبيرة في الحياة ، وجد نفسه ينساب بكل أريحية مع هذا الرجل المسمى واكين ، فأصبح يناديه العم واكين  ، انصدم عندما علم أنه في تسعينيات عمره و لايزال قوي و بصحة جيدة جدا  ، أعجبه ذلك العقل العبقري الذي قام ببناء هذا الدار  ، يبدو أنه رجل كبير بالسن و يعلم جيدا ما يرغب به الكبار و ما يريحهم  ، و علم من واكين أنه صديقه و هو رجل طيب القلب ، أخبره أنه سيعرفه عليه ذات يوم عندما تتاح له الفرصة ، رأى أطفاله يركضون ذاهبون إلى إتجاه الشرق هناك شئ مميز يجعلهم يذهبون إلى هناك منذ أن أتوا إلى هنا لا يعلم ما هو و لكن هم اطفال اكيد وجدوا شيئا يسليهم .....
.
.
   أما لويزا كانت مشغولة جدا هذه الأيام فهي تنهي في عمل لوحات كان يجب أن تسلمها إلى أصحابها فهي فنانة مشهورة باللوحات المميزة و قد أهملت منذ أن اتت هنا عملها قليلا و لكن هذا عمل طارئ و عليها أن تنجزه لذا كانت الوقت المتفرعة فيه تقضيه مع جدها و الباقي تعمل فيه حتى أنها فكرت كم اشتاقت لذلك العجوز الهرم واكين و كلماته السليطة و كم اشتاقت للجميع و لكن عليها إنجاز عملها و ارسال هذه اللوحات إلى أصحابها  ...

.
.  باري يرى هذه الأيام انشغال صديقه بالخروج كثيرا للمنتجعات و تبدو عليه السعادة ، أبتسم من قلبه لسعادة صديقه و لكن ما ذلك الشئ الذي يسعده ، سمعه تحدث عن ثلاث أشخاص و لكن هو لم يركز لأن لويزا جائت تتحدث معه و هو يشتاق لها خصوصا أنها مصغوطة بعمل طارئ و وقت فراغها تجلس معه و هو يستغل هذا الوقت القليل ليجالس حفيدته ....
.
.
   هناك كانت بريندا قد زارت عمتها سام التي وجدتها كالعادة تضحك بأعلى صوت لها و هي تتحدث مع كلبها لايكي  ، لايكي من سلالة الجيرمان و هو طلب وفي جدا منذ سنين مع عمتها ، تحدثوا كثيرا مع بعضهم و لكن عمتها نظرت لها نظرة فهمتها و قالت لها " ألم نقسو كثيرا على شقيقك يا طفلتي
فردت " لا أعلم يا عمتي و لكن حاله لا يعجبني أبدا و أشعر بالألم عليه و لكن كلما تذكرت باري ، اعتصرني قلبي من الألم  ..
فقالت سام " أخ يا طفلتي لقد اشتقت لذلك الهرم المدلل و لكنني أعلم أنه سيكون بخير أينما ذهب و لكني خائفة على طفلي وليام فقد أصبح كالجثة جسد بلا روح...
فقالت بيري " انا أيضا قلقة و فكرت انا و عمتي بيري أن نصالحه و أيضا غريتل قالت هذا و لكن أخذته مايدا هو و الأطفال في رحلة استجمام ..
فقالت سام " حقها يا ابنتي فهي لا يعجبها حال زوجها ، المسكينة تعاني معه كثيرا و لكن ربما تغير له هذه الرحلة نفسيته قليلا ..
فقالت بيري " لا أعتقد هذا و لكن اتمنى ان تتعافى روحه ....  

   باري كان يتجول داخل الدار و لم يعلم إلى أين يتجه فكل مكان هنا جميل و ممتلئ بالأشجار و قد سمع صوت جذب كل حواسه ، صوت ضحكة عالية جدا جدا و هذا هو صوت صديقه العزيز واكين الذي لا يضحك هكذا إلا معه و لكن ماذا يجعله يضحك هكذا ، أبتسم و تتبع صوت صديقه و اذا به يجلس على الأرض مع ثلاث ملائكة ظريفين و لطفاء و عند تقدمه نحوهم نظر له طفل ظريف و قال " انظري يا جوزي هذا أحد الأجداد الذين لم نراهم من قبل .... نظرت له أربع أعين صغيرة و قال فتى آخر " اخفض صوتك يا مارك فقد سمعك .... فقالت الطفلة  " لما يخفض صوته هو لن يغضب منا أليس كذلك يا جدي واكين .... ضحك واكين و هو يقول " الجد باري يحب الجميع و لن يغضب منكم أليس كذلك يا صديقي باري ....
لم يجد باري إلا نفسه يبتسم بشدة و هو يقول " جدكم العجوز باري بحبكم و لن يغضب منكم ...
قامت الطفلة و هي تبتسم و قد احتضنت رجل باري و هي تقول " حقا يا جدي ... نزل باري إلى مستواها و قال " أجل يا حبيبتي ....
فقال أحد الطفلين و عيناه تلمع "  انا توني و هذا تؤامي الأصغر مارك و هذه شقيقتي جوزي أليس كذلك يا جدي واكين...
ضحك واكين و قال " أجل يا حبيب جدك ...
فقال باري " تشرفنا يا مارك و انت توني و انتي أيتها الجميلة بيري .... صفقت جوزي بحماس و قالت " عمتي لوي صادقة كل الأجداد جميلين
  ضحك باري و واكين على لطافة هؤلاء الصغار الحلوين و قد تحدثوا و لعبوا معهم كثيرا و علم باري لما واكين هذه الأيام يختفي و يغيب لساعات طويلة  ، علم أنه يقضي أفضل أوقات حياته ، شعر بأنه أحب هؤلاء الأطفال من قلبه ، و تذكر حبيبته لويزا و تذكر اطفال ابنه تمنى لو يلتقي بهم يوما و يراهم حتى لو من بعيد و يضمهم فقط ، طرد الأفكار من رأسه حتى لا يفكر بالألم مرة أخرى ....
.
.
.
.
  مايدا كانت تقضي أفضل ايام حياتها شكرت الله بأن جاء بهذه الفكرة العبقرية لدماغها  فقد بدأت ترى تحسن زوجها و سعادة أطفالها حتى أنها هي نفسها صارت أفضل  ، بشرة نقية أكثر و راحة أكثر و نوم أعمق  ، و غذاء صحي جدا ...
رأت خيال رجل يشبه ذلك المدعو باري ، لا تعلم هل تخيلت ام لا ، يشبه والد زوجها الذي رأته في الصور كثيرا و لكن لا تعلم هل تتوهم  ، هي لم تحفظ صورته جيدا ببالها لذا ربما سعادتها بتعافي روح زوجها الملحوظ جعلها تتوهم و لكن ربما يكون هو ، لا يمكن فقد بحث وليام في كل مكان  ، لا بأس سوف تطلب من بيري بعث صورة لوالدها و لكن يجب أن يكون معه وليام و هي حتى لا تشك بالأمر ربما يبان أنه مجرد خيال في رأسها  ، لكن حتى تتأكد لن تتسرع أبدا و لن تخبر أحد بهذا لانه ربما يدخل امل كاذب إلى حياتهم و يعكر صفو هذا الشفاء الذي بدأ يظهر على حال أسرتها الصغيرة ، كما أنها تعلم أن بيري و العائلة يحاولون إرجاع زوجها لحياتهم و لن تجعل وهم يقف في طريق سعادة زوجها و حبيبها وليام ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي