الفصل الثالث

عيون الشيطان
اصدرت صرخه عاليه في القصر كله صوتعا لم يكن يحمل الخير ابدا
اخذت تهز فيها
ـ عزيزه عزيزه لا متموتيش ابنك لسه مكملش اسبوع
ابنك محتاجلك ياعزيزه متسبهوش وتمشي
بلاش تسبيه لوهدان
وهدان هيدمره ياعزيزه
كانت هذه كلمات مريم
فقد كانت تشعر بالوجع من قلبها على هذا اليتيم التي اصبح بدون ام
اصبح زين مع ابيه الذي يناديه الشيطان فقط
الذي يشعر دائما انه سيكون خليفته في القهر والظلم
سيكون شخصا ظالما لايهمه غير جني الاموال فقط
ولكن كيف سيصبح ذلك الفتى ياترى
مرت بعض الايام على وفاه عزيزه
والرضيع يصرخ يريد حضن امه
لكن عمته تحاول ان تخفف عنه
احضر وهدان الكثير من المرضعات
لكنه يأبى دائما الرضاعه منهم
فقد كان وهدان في هذه الايام على وشك الجنون
قد فقد زوجته ولم يهتم لكن طفله الذي كان سيموت على وجده ف الحياه لن يسمح بموته
فأحضر بعض من رجاله على رأسهم عثمان مدير حساباته واخيرا اتى بعد مرور يومان
كان وهدان يجلس في مكتبه يحاول تهدئه ماتبقى من اعصابه
وهدان بلهفه عندما رأي عثمان
ـ ها عملت ايه؟!
ـ خير ياوهدان بيه
انا عايز اقولك اني لفيت على دكاتره كتير ف مصر ومن حسن حظنا كان في دكتور اطفال كبير اوي من فرنسا بيزور مصر خدت معاد علشان اقابله وهو دا اللي اخرني
وهدان وقد بدأ يشعر بالملل
ـ المهم ياغبي خش ف المفيد
عثمان بسرعه اجابه
ـ المهم يابيه قولتله على حال زين وهو متأخرش اداني العلبه دي وقالي خد منخا معلقه ف ببرونه فيخا ميه مغليه ولما تبرد الولد يشرب

وهدان ـ اممم كنت خايف ان اخرتها تبقى علاجه لبن بودره
بقى ابني انا اللي عايزه يطلع ف قوه اسد من اسودي او نمر من نموري يرضع ف الاخر لبن بودره

عثمان ـ والله ياباشا الدكتور طمني وقالي انه زي لبن الام بالظبط

وهدان بيقين ـ انت مش بتكلم طرشجي ياعثمان
انا دكتور وفاهم كل اللي بتقوله ونفسي تفهمني
مافيش حاجه ابدا تيجي زي لبن الام لانه كله خير مش موجود ف مصانع الخواجات
ثم تنهد قليلا ـ المهم خد الدوا واطلع ل جليله ممكن تكون قاعده مع مريم  اديها الدوا واكد عليها تسقي زين منه وتتأكد انه شبع

عثمان بفرحه ـ ماشي يابيه اللي تؤمر بيه
ودلف الى غرفه  مريم اميرته
دق الباب مرتين
مريم بفزع وقد كانت تسرح شعرها
ـ مين؟!
عثمان بخجل
ـ انا!
مريم بإستغراب
ـ انا كدا يعني عرفتك انت مين وازار تيجي هنا لحد اوضتي
عثمان وقد شعر بالخجل كثيرا
ـ طيب انا اسف ياست الكل  ياريت تجهزي وتطلعي علشان وهدان بيه اكد عليا افهمك ضروري
مريم وقد عقدت حاجبيها ـ تفهمني ايه
انت مين ياجدع انت وايه اللي جايبك
لحد اوضتي بقولك ايه انزل تحت والا هصوت والم عليكي الناس

عثمان بقوه وقد استفزته كثيرا
ـ مريم اجهزي وانزلي تحت علشان عاوزك ضروري واوعي تتأخري فاهمه
انا جبت لبن ل زين ولازم تفهمي طريقه تحضيره
اوعي تتأخري
هنا فتحت مريم الباب وكانت تضع طرحه صغيره وشفافه على رأسها
وقالت بلهفه ـ انت بتقول ايه جبت لبن ل زين هو فين دا الواد ياكبدي جعان اوي
بطنه اتهرت من الميه بسكر ولبن المعيز

هنا نظر لها عثمان في صدمه
ـ لبن معيز
بتسقي الواد لبن معيز ليه يامريم حد قالك عليه انه ربعيه
دا بني ادم ياوليه
مريم بخناق ـ ولولو عليك ساعه وسكتو ياجدع انت لسانك طويل كدا ليه
وقبل ان تخرج اليه من الغرفه تدست قدمها تحت السجاده فكادت ان تسقطالا انها وقعت في احضان عز فسقطت منها
الطرحه الشفافه رغما عنها ولأول مره يرى
عثمان جمال مريم الحقيقي فهو قد رأها من قبل لكنها المىه الاولى التي يرى بها شعرها
فقد كان حريري ينسدل على كتفها ممتدا لأسفل ظهرها
بينما عيناها البنيتان ساحرتان قد اسرو اعين الغريب عثمان
ظلو على حالتهم تلك بعض الوقت حتى شعر عثمان بأحدا يعتني درجات السلم فخشي ان يراهم احدا في وضعهم هذا ويظن بهم سوء وتتضرر سمعتها
وماهي المرأه الا السمعه الطيبه 
اتت اليهم جليله
ـ اي ده عثمان!
ايه اللي جابك هنا
عثمان بثقه ـ انتي كنتي فين انتي والواد اتفضلي اللبن دا خدي منه معلقه واحده ف بررونه وعليه نص كوبايه ميه مغليه ورجيه كويس ولما يبرد اسقيه للولد

جليله وهي تحدق به وهي مبهمه
عثمان بمرح ـ فهمتي ياجلوس الطين
هنا اختطفت مريم العبوه من يد عثمان
ـ متقلقش ياعثمان انا فهمتك كويس والولد ف عنينا قول كدة للي باعتك

غضب عثمان كثيرا من قولها اللي باعتك
وذهب بهدوء وهي يطلع امامه بثقه
كان يشعر بوخذه في قلبه وهي تعامله مثل الخدم
مرت الايام سريعا ومر حوالي سته اشهر على وفاه عزيزه ام زين
ووهدان قرر ان يزوج اخته لعثمان وينفذ شرطه ولكن عثمان لا يعلم ماهو الشرط حتى الان
واتى يوم الزفاف
كان الجميع مجتمعون في حديقه القصر
ينتظرون حضور مأذون البلد لعقد القران
اما في الاعلى كانت الماشطه تزين وتجمل من مريم   لتجعلها حقا ملكه في يوم زفافها ومن ثم دلفت اليها جليله
ـ الله اكبر عليك يا ست هانم ده انت طلعت اموره قوي ده انت النهارده زي العسل ده انت ولا ملكه في مكانك  وملكه في زمانها نظرت مريم الى الاسفل وهي حزينه وظهرت دمعه من عينيها فرطت الى الاسفل ثم نظرت اليها
ـ ايه رايك يا جليله اللي بيحصل ده بس انا خلاص تعبت تعبت وما عدتش قادره استحمل
خافت جليله وبشده مما قالت ثم اردفت اليها
ـ ما تقوليش كده يا ست هنا ان شاء الله وهدان بها يبعد عنك وهيسيبك تعيشي حياتك في حالك نظرت اليها مريم بحزن

ـ   مش اذا عشنا اصلا انت بتتكلمي كده يا قليله وكانك مش فاهمه حاجه انت انت مش فاكره اللي حصل مش فاكره وحداني عمل ايه في عز اللي كان بيحبني بجنون اللي كان كالمستعد يهد الدنيا عشاني 
فلاش باك
ده انا في عز الى الى زوجته في غرفه نومهما بالقصر ومن ثم بلف معهما وهدان وكان يسر وهدان في تلك الليله ان يدخل معهم الغرفه ولم يفهم ذلك عز لماذا لقد فهم انه يريد ان يطمئن على شقيقته فقط ولكنه لم يعلم ما يدور براسه فقد دلف اليهما وهدان بصدق الف الف الف مبروك الف مبروك يا نسيبي نورت البيت ارض في عز بصدق وفرحه
ـ الله يبارك فيك يا وهدان عقبال ما تشوف اولادنا كده ان شاء الله وهم ماليين عليك البيت
تحولت نظره وهدان من الابتسامه الى الحزن لانه في تلك الفتره كان متزوج ولم ينجب اطفال ولذلك اعتقد انه عقيم لذلك عندما ذكر له عز هذه النقطه حزن كثيرا ثم اكمل العز بصدق وفرحه دون ترتيب لكلامه وهدان انا مش عايزك تقلق خالص مريم هتكون في عيني انا والله باحبها وعمري ما هازعلها ابدا نظرت اليه مريم في تلك اللحظه بفرحها وهي تشعر وكان لان معها رجلا بالصدق وتشعر بالامان مجددا التي فقدته مع اخيها وهدان
ضحكه وهدان ضحكه بالسخريه ههه ومن ثم ومن ثم اجلس اخته ونظر الى هز هز تعال اقعد عايزك استغرب عدهم بشده ولم يتوقع انه يريده بشيء في تلك الليله فهو الان مستعد استعداد تام لزوجته ويريد ان يصافحها ويقبلها ويشرح لها كيف انه مشتاق اليها
وهدان بجديه
ـ  طبعا انا قلت لك من فتره ان في شرط وانت وافقت على جوازك من مريم من غير ما تعرف ايه هو الشرط ده ودلوقتي  انا عايزه اقوله لك عليه
استمع اليه وبشده فاردف عز بمرح
ـ  خير يا ابو نسب في ايه انت قلقتني نظره له وهدان وهو يحاول يرد له المزاح

ـ  اكثر لا لا يا راجل ما تقلقش كله هيبقى تمام من بعد الليله دي هاسيب لك مراتك وانت حر فيها احنا عندنا عاده قديمه ان اي بنت بتتجوز في العيله بنعمل لها دخله بلدي
لم يفهم عز ما قاله لانه من من القاهره وهذه العادات لم تكن موجوده على الاطلاق الا في القرى الصعيد والقرى الجاهليه لذلك لم ينتبه اعز لما يقوله ولكنه اراد ان يستمع اليه ليفه اكثر فنظر اليه بتمعن وقال
ـ انا مش فاهم مش فاهم قصدك يا وهدان انت عايز تقول ايه وهتعمل فعلا  دخله بلدي انت مش فاهم يعني ايه دخله بلدي عز وهو ينظر الى زوجته وهي تنظر في الارض وتشعر بتوتر كبير ووجهها يحمر واكثر واكثر انا هافهمك يعني دخله بلدي يعني تدخل على مراتك دلوقتي قدامي  واشوف دليل البكاره اللي يثبت انها طاهره وشريفه
  اتسعت عينين عز بشده مما قال وارض وقام من مكانه ونظر الى وهدان وهو يصرخ في وجهه
ـ  انت بتقول ايه انت اتجننت انت ازاي تقول الكلام ده انت عايز تحضر دخلتي انا ومراتي انت مجنون انت اكيد مجنون وحداني وامسك واخرج من جيبه سلاحه ووجهه الى صدر عز واردف اليه بقوه انت ازاي تعلي صوتك علي يا ولد انت مش عارف انت بتكلم مين انا وهدان وهدان الشيطان اللي  ما حدش في البلد كلها يقدر علي ولا يهزني
اقترب عز من مريم وامسك بزراعها ولم يهمه ابدا سلاح الذي اخرجه وموجه اليه واردف الى وهدان بقوه اكبر من قوته

ـ انا مش خايف منك ولا خائف من السلاح اللي انت حاطه قدامي ده انا ما بخافش الا من اللي خلقني انا طاوعتك في كل حاجه يا وهدان وده لاني بحب اختك بس انا مستحيل اقبل بالمهزله اللي انت بتقولها دي مستحيل ولو على موتي  بس انا مش هاعمل كده
لم يهمه عز رؤيه المسدس وهو موجه نحوه ومن ثم ذهب الى زوجته الجالسه على السرير وامسك بيدها واردف  لوهدان بقوه اكثر من قوه وهدان
ـ انا مستحيل اقبل من المهزله اللي انت بتقولها دي انت ازاي عايزني ادخل على امراتي قدامك انت راجل مهزق وطلعت انسان مش كويس وانا مستحيل اقبل بده انا هاخذ مراتي يا وهدان وامشي بعيد عن هنا مش هاوريك وشي ثاني
وامسك بيدها وتوجه نحو الباب ليخرج ومن ثم اصدر صوتا راعب الجميع ونظره مريم الى زوجها فوجدته غريقا بدمائه وسقط على الارض وهو ينظر لها بحنان وفرت دمعه من عيناه وقال برومانسيه
ـ كان نفسي افضل جنب طول العمر كله امنيه واحده طلبتها وتحققت وان اموت ف حضنك ياحببتي بحبك يا مريم بحبك قوي
ثم نظر الي شفتاها وامسك برأسها  وقبلها برف  قبله الوداع  قبل ان ينتقل الى السماوات كانت مريم تحبه بشده وتجد فيه السند والظهر
عادت  مريم مجدده من شروطها وتفكيرها على صوت جليله
ـ مريم ست مريم فوقي مش كده يلا يا ست مريم عشان هم جايين يلا اقعدي على السرير عشان سي واهدان وسي عثمان جايين دلوقتي نظره مريم اليها واردفت بحزن بس انا اكيد هاحط حد المهزله دي انا خلصت يا مريم يا جليله لقيت الحل واخرجت من جيبها زجاجه صغيره لم تفهم جليله ماذا تقصد وماذا يوجد بداخل هذه الزجاجه لكنها ظلمت مجرد ضم انه صمم قاتل فاي انسانه في هذه الحاله وتكون مقبره على الزواج لم يكن امامها حلا سوى الانتحار وفتحت مريم الزجاجه وكادت على وشك ان تشرب منها لكن جليله اخذتها والقتها  عنها بسرعه
دق باب الغرفه ودلف كل من عثمان ووهدان اليها وهم بكامل سعادتهما وهدان
ـ الف مبروك يا عروسه
كانت ترى مريم نفس المشهد الذي حدث منذ سنتين من الان نظر لها عثمان ولم يجدها فرحه فقد وجدها حزينه والدموع تنزل من عينيها وعيناها مسوده وحول عيناها مسوده من الكحل وهو سائح على عينيه
ـ
ا وهدان معلش يا ابو نسب لا مؤاخذه اصلها مكسوفه حبتين شغل بنات بقى ودلع بنات
عثمان بإبتسامه خبيثه
ـ لا ولا يهمك عادي انا هاديها وعلى العموم تسلم يا وهدان تسلم نظره وهدان لجليله وارض فلها اطلعي انت يا بنت دلوقت انا عاوز العريس والعروسه بكلمتين ارتعبت مريم من هذه الجمله لانها تعلم جيدا ماذا سيحدث بعدها ولكن هل عثمان مثل عز فيابى ان تحدث مثل هذا الحدث امام اعينه ام سيرفض في كل الاحوال هي لا تحبه ولا تراه في الزواج منه فلقد احبت شخصا واحدا فقط في حياتها ولم ولن ترضى بغيره هو بيجوريها عثمان وبدا يتحدث تلك كلماته تلك امامه بلا خجل ولا حياء فاردف له ببجاحه

ـ باقول لك ايه انا عايز دخله بلدي قلت ايه عثمان صمت قليلا ثم نظر له وابتسم وقال
ـ هنا له من حقك انك تطمئن على اختك انا موافق لقد ثغر في عينيها كثيرا مريم احست انها لم تكن مع رجلا بالنسبه لنا ما اعتقدت ويعتبر كلمه كلب من كلاب وهدان شقيقها نظرت اليه بإستحقار شديد وردفت اليهم اثنين بقراءه
ـ انتم مجانين انت بتقول ايه انت انت اكيد مجنون انت ازاي عايز تبين عرضك وشرفك قدام قدام جوز اختك ازاي انت ايه يا اخي ما عندك نخوه ما عندكش اخوات
نظر لها ببرود ـ عندي اخوات  بس كلهم دخلوا بنفس الطريقه واللي ارضاه على اخواتي ارضاه على بنات الناس
وبسرعه اقترب منها وبدون رحمه امسك بشقي فستانها وقام بقطعه الى نصفين 
ثم بدأ بتقبيلها بطريقه بشعه لا تعرف الرحمه
هذا كله يحدث امام اخيها الذيكان يشاهد كل شئ بإستمتاع كبير وكأنه يشاهد مشهد في التلفاز مثلا
كان بارد بحق الكلمه مثل التلج
هو لا يحبها هي حقا شقيقته لكنه يملك طباعا غريبا اشبه بطباع الحيوانات المفترسه لا يعرف الرحمه اخته تختصب امامه وهو لا يفعل شئ
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي