الفصل الخامس
أتسعت عينِاى "ندا" بصدمة كبيرة مما أخبرتها به والدتها لتو، لم تكن تستوعب طلب "حازم" لزواج منها فهى لا تشعر تجاه بأى مشاعر وتعتبره مثل شقيقها "معاذ" ، كيف يمكن له أن يطلب طلب مثل هذا!!، و "عز" ماذا سيفعل عندما يعلم بطلب "حازم"؟! ، ماذا سيفعل به؟! "
قطع شرود "ندا" صوت "هدى" مُتفوهة بحنان وبدون أى نوع من أنواع الضغط على أبنتها رادفة بإستفسار :
" ها يا بنتى قولتى أيه؟! "
أعتلت وجه "ندا" ملامح الأنزعاج والحنق من طلب هذا الذى يدعو "حازم" ومن سؤال والدتها ذلك أيضا، لتجيبها "ندا" رادفة بأنفعال وإنزعاج شديد :
" رأيى فى أيه بس يا ماما!!، أنا أصلا بشوف حازم زى معاذ أخويا بالظبط مش أكتر ومقدرش أشوفه أكتر من كده "
لأحظت "هدى" إنفعال أبنتها لتصبح متأكدة أن قلب أبنتها مُتعلق بشخص أخرى غير "حازم"، فذلك الأنفعال ليس من فراغ، لتبتسم لها كى لا تُشعرها بالضغط عليها مُعقبة بحب :
" طب يابنتى أهدى بس ليه الانفعال ده كله!! ، يغور حازم وأمه كمان ولا تزعلى نفسك، بس الظاهر كده إن فى حاجه أكبر من أن حازم زى أخوكى ولا أنا كلامى غلط؟! "
أبتلعت "ندا" بصدمة وقد ظهر عليها علامات الأرتباك والتوتر خوفا من أن تكون والدتها قد تعلم شيء بموضوعها هى "عز" ويُزعجها الأمر، لتضيف "ندا" بتلعثم :
" حاجه!! ، حاجه زى أيه يعنى يا ماما؟! "
أبتسمت "هدى" على تلعثم وإرتباك أبنتها ومحاولتها الفاشلة فى إخفاء الأمر رادفة بتهكم :
" يا بت عيب ده انا أمك اللى مربياكى وحفظاكى أكتر ما أنتى حافظة نفسك "
أرتبكت "ندا" أكثر وأصبحت محاصرة بين أن تُخبرها بموضوعها هى و "عز" أم تتركها مفاجأة كما خططت هى و"عز" لهذا الامر!!، لتستيلم "ندا" للأختيار الثانى وهى أن تنتظر ليكون الأمر مفاجأة للجميع، لتعقب "ندا" رادفة بحب :
" بصراحة هو فيه حد بس بلاش نتكلم دلوقتى يا ماما خليها مفاجاة، وقريب أوى هتعرفى كل حاجة "
أبتسمت "هدى" بحب لأبنتها وأدركت أنها لا تريد التحدث بالأمر الأن، ولهذا تركتها على راحتها وهى بداخلها تشعر بالثقة الكامله تجاه أبنتها، لتضيف بحب وعاطفة :
" ماشى يا ندا وأنا هستنى الوقت المناسب اللى تيجى تقوليلى فيه، ومدام أنتى مش عايزة حازم مقدرش أغصب عليكى يا بنتى، انا هتصل ب نجلاء وأعتذرلها واقولها أنك مش شايفة حازم أكتر من أخ وإن الموضوع صعب بالنسبالك "
شعرت "ندا" بسعادة عارمة لتفهم والدتها لهذا الأمر وعدم إجبارها على هذا الشئ، لتُقبل "ندا" والدتها بكثير من الحب رادفة بإمتنان :
" ربنا يحليكى ليا يا حبيبتى وميحرمنيش منك أبدا يا أحلى وأجمل أم فى الدنيا "
بأدلتها "هدى" القُبلة مضيفة بحب :
" ولا منك يا حبيبة قلبى "
________
يجلس "حازم" على البار الخاص بغرفته وبيده كأس الخمر وظل يشرب ويشرب من فرط سعادتة، فهو أقترب من تحقيق هدفه الذى خطط له منذ فترة طويلة لكى يحصل على "ندا" وبالطبع قد قطع شوطا كبير فى مخططه ولم يبقى سوا القليل منه
دلفت "نجلاء" غرفة أبنها لتجده يشرب الخمر وهو فى قمة سعادة وإنتشائه، فعلمت انه قام بتنفيذ كل شيء، لتشعر بالراحة لرؤيتها سعادة أبنها ولكنها لم يعجبها شربه الكثير للخمر لتزجره رادفة بأنزعاج :
" ليه بس كده يا أبنى!!، ليه كل الشرب ده؟! حرام عليك يا حازم صحتك!! "
أبتسم لها "حازم" بسعادة وفخر رادفا بثقة :
" أنا بحتفل بنجاحى يا ماما ، خلاص أنا تقريبا نفذت كل اللى أنا عايزه وزرعت البذرة وراعتها ومستنى حصادها، كلها كام يوم بالكتير و"ندا" هتكون معايا وملكى أنا وبس "
شعرت "نجلاء" بالفخر بقوة وإرادة أبنها وإصراره على الحصول على ما يريد، حتى ولو كان على حساب أوجاع أشخاص أخرى فقط كل ما يُهمها هى سعادة أبنها وتلبية راغباته فقط
________
دخلت "ندا" غرفتها ملتقة هاتفها عازمة على أن تتصل ب "عز" لتخبره بما حدث بينها وبين والدتها، ولكنها لم تجد منه ردً عليها لتُرسل له رساله قصيرة وكان نصُها :
" أنت فين يا عز مش بترد عليا ليه!!، عايزة أتكلم معاك ضرورى، فى حاجه حصلت وعايزة أقولك عليها كلمنى ضرورى "
وسريعا ما قامت "ندا" بارسالها وظلت مُنظرة أن يتصل بها أو حتى يرد على رسالتها التى ظهر لها أنه قد رائها بالفعل، ولكنه لم يرد عليها لترتاب "ندا" من طريقته تلك التى لم تُجربها من قبل وعدم إهتمامه بالرد عليها
مرت عدة دقائق ولا يوجد رد لتشعر "ندا" أن هناك خطب ما وكادت أن تراسله مرة أخرى، ليوقفها وجود رساله منه، قامت "ندا" سريعا بفتحها وبمجرد أن رأت مُحتواها ألقت الهاتف أرضا وتخشبت بمكانها من هول صدمتها وفزعها من كلماته تلك، كيف ل "عز" أن يرسل لها كلام كهذا!! ماذا يقصد بهذا الحديث!!، كيف طاوعه قلبه أن ينطق كلام كهذا الذى فى تلك الرساله التى كان نصُها :
" أنا بقى مش عايز أتكلم معاكى فى حاجة ولا عايز أشوف وشك تانى فى أى حته ولا عايز أعرف، أنتى فاهمه!! مش عايز أشوف وشك يا ندا لأنى والله العظيم لو شوفت وشك تانى هخليكى تندمى إنك عرفتينى وهخليكى تتمنى الموت من اللى هعمله فيكى "
جلست "ندا" بنهاية فراشها فى صدمة وخوف مما قرأته، صمتت "ندا" قليلا مُحاولة أن تستوعب ما الذى قاله "عز"!!، لماذا يتحدث معها بتلك الطريقة!! ، أيُعقل أن يكون علم بطلب حازم والتقدم لزواج منها؟!، هل يمكن أن يكون فسر الأمر بطريقة أخرى؟!، يجب عليها أن تذهب وتحدث معه وتفسر له الأمر، يجب أن تشرح له ما حدث!!، هى بالطبع تعلم إلى أى حد هو يعشقها وبالطبع الأمر ليس بهين بالنسبة له
أسرعت "ندا" فى الخروج من منزلها بعد أن أخبرت والدتها أنها ذاهبة إلى منزل "زيزى" لتحدث معها بأمرا ما، وبالفعل أتجهت "ندا" إلى منزل "عز" والخوف والقلق يتملكان منها مع كل خطوه تخطيها، إلى أن وصلت لباب شقتهم وطرقت عليه بخفوت
ثواناً فقط وفتحت لها "زيزى" التى شعرت بالدهشة تجاه هذا الأمر فلطالما "ندا" لم تأتى إلى بيتهم قبل أن تُخبر أحد بقدومها، ولكنها رحبت بها كثيرا وأدخلتها غرفة الأستقبال الخاصة بهم، لتلحق بهم "منى" التى أستمعت إلى صوت ترحيب أبنتها بها، أتجهت "منى" نحو "ندا" وأخذت تُعانقها بحب وسعادة رادفة بترحيب :
" دا أيه النور ده كله يا ولاد!! ندا عندنا فى البيت!!، عامله أيه يا حبيبتى "
حاولت "ندا" أن تُخفى خوفها وتوترها أمام "منى" و"زيزى" بأبتسمة هادئة رادفة بحب مُتبادل :
" الحمدلله يا طنط، أنا بخير أنتى عامله أيه؟! "
أبتسمت لها "منى" بأمتنان رادفة بحب :
" الحمدلله يا بنتى نشكر ربنا "
صمت الجميع للحظات ف "منى" تود أن تسألها عن سبب قدومها حتى أنها لم تفعل مثل كل مرة وتعطى لهم خبر بقدومها، بينما تلك المرة لم تُخبر أحد على الإطلاق، لأبد أن هناك أمرأ ما وهذا لا يشعرها بالطمئنينه، وعلى الجانب الأخر أيضا "زيزى" تشعر بالريبة لقدوم "ندا" بهذة الطريقة المفاجأت حتى إنها لم تُخبرها وما زاد ريبتها تلك الملامح على وجه "ندا"، فهى تبدو وكانها واقعة بمشكلة كبيرة ويصعب حلها
بينما "ندا" كانت تشعر بالحرج والخجل الشديد، كيف أنجرفت وراء غبائها وجأت بتلك الطريقة المفاجأة ولم تُخبر أحد بقدومها!!، حتى إنها لا تعلم ماذا تقول لهم وهى لا ترى "عز" بأى مكان!!، كيف ستسأل عليه وما هى حاجتها لسؤال عنه الأن، أتاتها فكرة لتقطع هذا الصمت رادفة بلهفة :
" أومال فين عز يا جماعة ، انا بصراحة كنت عايزاه عشان أسأله على حاجة بخصوص الحساب البنكى بتاعى "
تنهدت "منى" براحة فهى كانت تظن أن هناك أمراً سئ لتجيبها بابتسامة صادقة :
" عز فى أوضته يا حبيبتى، لحظه واحده بس أما أندهلولك "
نهضت "منى" مُتجة نحو غرفة "عز"، وسريعا ما دلفت الغرفة لتجده مُستلقى على فراشة ولايزال يحرق الكثير من السجائر بشراهة، لتقطع شروده "منى" رادفة بهدوء :
" ندا برا يا عز وعايزه تتكلم معاك فى حاجه "
أتسعت عينى "عز" بكثير من الغضب والحنق مما أخبرته به والدته، وسريعاً ما نهض من فراشه مُتجهاً نحو باب الغرفة وملامحه لا تُبشر بالخير أبدا، ولكنه توقف من تلقائه نفسه مُدركا أنه إذا رأها لم يستطيع التحكم فى غضبه وقد يقتلها بين يديه الأن، ليعود "عز" للخلف مرة أخرى مؤجها حديثة نحو والدته التى شعرت بالدهشة لتوقفه المفاجئ ، فهى تعلم أنه يُحب "ندا" لما إذا توقف عن الذهاب لها!!، لتزداد دهشتها عندما جلس "عز" مرة أخرى وهو يحدثها بحدة :
" مش عايز أقابل حد أو أتكلم مع حد "
ضيقت "منى" ما بين حاجبيها شاعرة بالصدمة والغرابة من حديث "عز" لتضيف بإستفسار رادفة بقلق :
" فى أيه يا عز!! مالك يا أبنى؟! "
زفر "عز" بغضب وحنق والشر يتطاير من عينيه رادفا بحدة وحزم :
" يووه قولت مش عايز أكلم حد يا أمى بالله عليكى، قولها مش عايز أكلمها ولا أشوف وشها "
فزعت "منى" من هيئته التى قاربت من هيئة الوحوش بسبب إحمرار عينيه وبرز عروقه وأسنانه الملتحمة، لتومأ له والدته بالموافقة خارجة من غرفته وهى متأكدة أن هناك أمرا ما!!...
توجهت "منى" نحو "ندا" التى بالفعل أستمعت إلى صوت صراخ "عز" بأنعدام رغبته بالتحدث معها ونفوره من مقابلتها، لتسألها "منى" رادفة بإستفسار :
" هو أنتوا متخانقين مع بعض يا بنتى أو زعلانين من بعض فى حاجه؟! "
أعتلت وجه "ندا" ملامح الحزن لعدم معرفتها سبب ما يحدث أو ما يفعله "عز"، لتجيب "ندا" على سؤال "منى" رادفة بأعين دامعة :
" لا والله يا طنط مفيش حاجه جاحه خالص، أنا مش عارفة فى أيه!! "
تنهدت "منى" بأستياء مُحاولته تهدأت "ندا" التى قاربت على ذرف الدموع رادفة بموساة :
" طب متزعليش يا بنتى، هو بس عنده مشكله فى شغله يمكن هى اللى مخليه مزاجة وحش، شويه بس كده يفك وهو بنفسه اللى هيجى يكلم ويراضيكى دا عز مفيش أحن منه ولا أطيب من قلبه "
أومأت لها "ندا" بالموافقة وهى تشعر أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، ولكنها فضلت عدم التطرق فى الحديث أكثر من ذلك، لتردف "منى" بمرح :
" يلا بقى أنا هقوم أحضر العشا وأسيبكوا تحطوا راسكوا فى راس بعض زى عوايدكم "
نهضت "منى" وأتجهت نحو المطبخ حتى تترك لهم مساحة للحديث معا، فهى تعلم كم هم يحبون بعضهم وأنهم أصدقاء مقربين منذ طفولتهم...
________
كان "عز" بغرفته واقفاً أمام المراه يستعد للخروج من المنزل، لتقترب منه "منى" وأخذت تربط على كتفه بحنان رادفة بأستفسار :
" مالك يا عز يا أبنى!!، فى ايه يا حبيبى؟! "
لاتزال ملامح "عز" يعتليها الغضب والكراهية، ولكنه فعل قصارى جهده كى يُحاول أن لا يكون وقحاً مع والدته، ليجيبها رادفا بهدوء :
" مفيش حاجه يا أمى، زى ما قولتلك مشكله كده فى الشغل "
أمتعضت ملامح وجه "منى" بكثير من الحزن رادفة بعتاب :
" طب يا أبنى وأيه دخل ديالا فى شغلك ليه عملتها عملت كده و... "
قاطعها "عز" زاجرأ إياها بحدة وعينان قاربت على إخراج النيران رادفا بحدة وغضب :
" مش عايز أسمع أسمها تانى يا أمى لو سمحتى، معدتش عايز أشوف وشها تانى، قوللها تبعد عنى أحسن لها بدل ما أعمل حاجه أخليها تندم إنها عرفتنى طول عمرها "
خرج "عز" من الغرفة بل من المنزل بأكمله غير مكترث لولدته التى وقعت بصدمة كبيرة مما أستمعت إليه من أبنها التى لم تعتاد على أن تراه بهذه الحاله، لتعقب "منى" بكثير من الخوف والحزن رادفة برجاء :
" أسترها معانا يارب "
يتبع ...
قطع شرود "ندا" صوت "هدى" مُتفوهة بحنان وبدون أى نوع من أنواع الضغط على أبنتها رادفة بإستفسار :
" ها يا بنتى قولتى أيه؟! "
أعتلت وجه "ندا" ملامح الأنزعاج والحنق من طلب هذا الذى يدعو "حازم" ومن سؤال والدتها ذلك أيضا، لتجيبها "ندا" رادفة بأنفعال وإنزعاج شديد :
" رأيى فى أيه بس يا ماما!!، أنا أصلا بشوف حازم زى معاذ أخويا بالظبط مش أكتر ومقدرش أشوفه أكتر من كده "
لأحظت "هدى" إنفعال أبنتها لتصبح متأكدة أن قلب أبنتها مُتعلق بشخص أخرى غير "حازم"، فذلك الأنفعال ليس من فراغ، لتبتسم لها كى لا تُشعرها بالضغط عليها مُعقبة بحب :
" طب يابنتى أهدى بس ليه الانفعال ده كله!! ، يغور حازم وأمه كمان ولا تزعلى نفسك، بس الظاهر كده إن فى حاجه أكبر من أن حازم زى أخوكى ولا أنا كلامى غلط؟! "
أبتلعت "ندا" بصدمة وقد ظهر عليها علامات الأرتباك والتوتر خوفا من أن تكون والدتها قد تعلم شيء بموضوعها هى "عز" ويُزعجها الأمر، لتضيف "ندا" بتلعثم :
" حاجه!! ، حاجه زى أيه يعنى يا ماما؟! "
أبتسمت "هدى" على تلعثم وإرتباك أبنتها ومحاولتها الفاشلة فى إخفاء الأمر رادفة بتهكم :
" يا بت عيب ده انا أمك اللى مربياكى وحفظاكى أكتر ما أنتى حافظة نفسك "
أرتبكت "ندا" أكثر وأصبحت محاصرة بين أن تُخبرها بموضوعها هى و "عز" أم تتركها مفاجأة كما خططت هى و"عز" لهذا الامر!!، لتستيلم "ندا" للأختيار الثانى وهى أن تنتظر ليكون الأمر مفاجأة للجميع، لتعقب "ندا" رادفة بحب :
" بصراحة هو فيه حد بس بلاش نتكلم دلوقتى يا ماما خليها مفاجاة، وقريب أوى هتعرفى كل حاجة "
أبتسمت "هدى" بحب لأبنتها وأدركت أنها لا تريد التحدث بالأمر الأن، ولهذا تركتها على راحتها وهى بداخلها تشعر بالثقة الكامله تجاه أبنتها، لتضيف بحب وعاطفة :
" ماشى يا ندا وأنا هستنى الوقت المناسب اللى تيجى تقوليلى فيه، ومدام أنتى مش عايزة حازم مقدرش أغصب عليكى يا بنتى، انا هتصل ب نجلاء وأعتذرلها واقولها أنك مش شايفة حازم أكتر من أخ وإن الموضوع صعب بالنسبالك "
شعرت "ندا" بسعادة عارمة لتفهم والدتها لهذا الأمر وعدم إجبارها على هذا الشئ، لتُقبل "ندا" والدتها بكثير من الحب رادفة بإمتنان :
" ربنا يحليكى ليا يا حبيبتى وميحرمنيش منك أبدا يا أحلى وأجمل أم فى الدنيا "
بأدلتها "هدى" القُبلة مضيفة بحب :
" ولا منك يا حبيبة قلبى "
________
يجلس "حازم" على البار الخاص بغرفته وبيده كأس الخمر وظل يشرب ويشرب من فرط سعادتة، فهو أقترب من تحقيق هدفه الذى خطط له منذ فترة طويلة لكى يحصل على "ندا" وبالطبع قد قطع شوطا كبير فى مخططه ولم يبقى سوا القليل منه
دلفت "نجلاء" غرفة أبنها لتجده يشرب الخمر وهو فى قمة سعادة وإنتشائه، فعلمت انه قام بتنفيذ كل شيء، لتشعر بالراحة لرؤيتها سعادة أبنها ولكنها لم يعجبها شربه الكثير للخمر لتزجره رادفة بأنزعاج :
" ليه بس كده يا أبنى!!، ليه كل الشرب ده؟! حرام عليك يا حازم صحتك!! "
أبتسم لها "حازم" بسعادة وفخر رادفا بثقة :
" أنا بحتفل بنجاحى يا ماما ، خلاص أنا تقريبا نفذت كل اللى أنا عايزه وزرعت البذرة وراعتها ومستنى حصادها، كلها كام يوم بالكتير و"ندا" هتكون معايا وملكى أنا وبس "
شعرت "نجلاء" بالفخر بقوة وإرادة أبنها وإصراره على الحصول على ما يريد، حتى ولو كان على حساب أوجاع أشخاص أخرى فقط كل ما يُهمها هى سعادة أبنها وتلبية راغباته فقط
________
دخلت "ندا" غرفتها ملتقة هاتفها عازمة على أن تتصل ب "عز" لتخبره بما حدث بينها وبين والدتها، ولكنها لم تجد منه ردً عليها لتُرسل له رساله قصيرة وكان نصُها :
" أنت فين يا عز مش بترد عليا ليه!!، عايزة أتكلم معاك ضرورى، فى حاجه حصلت وعايزة أقولك عليها كلمنى ضرورى "
وسريعا ما قامت "ندا" بارسالها وظلت مُنظرة أن يتصل بها أو حتى يرد على رسالتها التى ظهر لها أنه قد رائها بالفعل، ولكنه لم يرد عليها لترتاب "ندا" من طريقته تلك التى لم تُجربها من قبل وعدم إهتمامه بالرد عليها
مرت عدة دقائق ولا يوجد رد لتشعر "ندا" أن هناك خطب ما وكادت أن تراسله مرة أخرى، ليوقفها وجود رساله منه، قامت "ندا" سريعا بفتحها وبمجرد أن رأت مُحتواها ألقت الهاتف أرضا وتخشبت بمكانها من هول صدمتها وفزعها من كلماته تلك، كيف ل "عز" أن يرسل لها كلام كهذا!! ماذا يقصد بهذا الحديث!!، كيف طاوعه قلبه أن ينطق كلام كهذا الذى فى تلك الرساله التى كان نصُها :
" أنا بقى مش عايز أتكلم معاكى فى حاجة ولا عايز أشوف وشك تانى فى أى حته ولا عايز أعرف، أنتى فاهمه!! مش عايز أشوف وشك يا ندا لأنى والله العظيم لو شوفت وشك تانى هخليكى تندمى إنك عرفتينى وهخليكى تتمنى الموت من اللى هعمله فيكى "
جلست "ندا" بنهاية فراشها فى صدمة وخوف مما قرأته، صمتت "ندا" قليلا مُحاولة أن تستوعب ما الذى قاله "عز"!!، لماذا يتحدث معها بتلك الطريقة!! ، أيُعقل أن يكون علم بطلب حازم والتقدم لزواج منها؟!، هل يمكن أن يكون فسر الأمر بطريقة أخرى؟!، يجب عليها أن تذهب وتحدث معه وتفسر له الأمر، يجب أن تشرح له ما حدث!!، هى بالطبع تعلم إلى أى حد هو يعشقها وبالطبع الأمر ليس بهين بالنسبة له
أسرعت "ندا" فى الخروج من منزلها بعد أن أخبرت والدتها أنها ذاهبة إلى منزل "زيزى" لتحدث معها بأمرا ما، وبالفعل أتجهت "ندا" إلى منزل "عز" والخوف والقلق يتملكان منها مع كل خطوه تخطيها، إلى أن وصلت لباب شقتهم وطرقت عليه بخفوت
ثواناً فقط وفتحت لها "زيزى" التى شعرت بالدهشة تجاه هذا الأمر فلطالما "ندا" لم تأتى إلى بيتهم قبل أن تُخبر أحد بقدومها، ولكنها رحبت بها كثيرا وأدخلتها غرفة الأستقبال الخاصة بهم، لتلحق بهم "منى" التى أستمعت إلى صوت ترحيب أبنتها بها، أتجهت "منى" نحو "ندا" وأخذت تُعانقها بحب وسعادة رادفة بترحيب :
" دا أيه النور ده كله يا ولاد!! ندا عندنا فى البيت!!، عامله أيه يا حبيبتى "
حاولت "ندا" أن تُخفى خوفها وتوترها أمام "منى" و"زيزى" بأبتسمة هادئة رادفة بحب مُتبادل :
" الحمدلله يا طنط، أنا بخير أنتى عامله أيه؟! "
أبتسمت لها "منى" بأمتنان رادفة بحب :
" الحمدلله يا بنتى نشكر ربنا "
صمت الجميع للحظات ف "منى" تود أن تسألها عن سبب قدومها حتى أنها لم تفعل مثل كل مرة وتعطى لهم خبر بقدومها، بينما تلك المرة لم تُخبر أحد على الإطلاق، لأبد أن هناك أمرأ ما وهذا لا يشعرها بالطمئنينه، وعلى الجانب الأخر أيضا "زيزى" تشعر بالريبة لقدوم "ندا" بهذة الطريقة المفاجأت حتى إنها لم تُخبرها وما زاد ريبتها تلك الملامح على وجه "ندا"، فهى تبدو وكانها واقعة بمشكلة كبيرة ويصعب حلها
بينما "ندا" كانت تشعر بالحرج والخجل الشديد، كيف أنجرفت وراء غبائها وجأت بتلك الطريقة المفاجأة ولم تُخبر أحد بقدومها!!، حتى إنها لا تعلم ماذا تقول لهم وهى لا ترى "عز" بأى مكان!!، كيف ستسأل عليه وما هى حاجتها لسؤال عنه الأن، أتاتها فكرة لتقطع هذا الصمت رادفة بلهفة :
" أومال فين عز يا جماعة ، انا بصراحة كنت عايزاه عشان أسأله على حاجة بخصوص الحساب البنكى بتاعى "
تنهدت "منى" براحة فهى كانت تظن أن هناك أمراً سئ لتجيبها بابتسامة صادقة :
" عز فى أوضته يا حبيبتى، لحظه واحده بس أما أندهلولك "
نهضت "منى" مُتجة نحو غرفة "عز"، وسريعا ما دلفت الغرفة لتجده مُستلقى على فراشة ولايزال يحرق الكثير من السجائر بشراهة، لتقطع شروده "منى" رادفة بهدوء :
" ندا برا يا عز وعايزه تتكلم معاك فى حاجه "
أتسعت عينى "عز" بكثير من الغضب والحنق مما أخبرته به والدته، وسريعاً ما نهض من فراشه مُتجهاً نحو باب الغرفة وملامحه لا تُبشر بالخير أبدا، ولكنه توقف من تلقائه نفسه مُدركا أنه إذا رأها لم يستطيع التحكم فى غضبه وقد يقتلها بين يديه الأن، ليعود "عز" للخلف مرة أخرى مؤجها حديثة نحو والدته التى شعرت بالدهشة لتوقفه المفاجئ ، فهى تعلم أنه يُحب "ندا" لما إذا توقف عن الذهاب لها!!، لتزداد دهشتها عندما جلس "عز" مرة أخرى وهو يحدثها بحدة :
" مش عايز أقابل حد أو أتكلم مع حد "
ضيقت "منى" ما بين حاجبيها شاعرة بالصدمة والغرابة من حديث "عز" لتضيف بإستفسار رادفة بقلق :
" فى أيه يا عز!! مالك يا أبنى؟! "
زفر "عز" بغضب وحنق والشر يتطاير من عينيه رادفا بحدة وحزم :
" يووه قولت مش عايز أكلم حد يا أمى بالله عليكى، قولها مش عايز أكلمها ولا أشوف وشها "
فزعت "منى" من هيئته التى قاربت من هيئة الوحوش بسبب إحمرار عينيه وبرز عروقه وأسنانه الملتحمة، لتومأ له والدته بالموافقة خارجة من غرفته وهى متأكدة أن هناك أمرا ما!!...
توجهت "منى" نحو "ندا" التى بالفعل أستمعت إلى صوت صراخ "عز" بأنعدام رغبته بالتحدث معها ونفوره من مقابلتها، لتسألها "منى" رادفة بإستفسار :
" هو أنتوا متخانقين مع بعض يا بنتى أو زعلانين من بعض فى حاجه؟! "
أعتلت وجه "ندا" ملامح الحزن لعدم معرفتها سبب ما يحدث أو ما يفعله "عز"، لتجيب "ندا" على سؤال "منى" رادفة بأعين دامعة :
" لا والله يا طنط مفيش حاجه جاحه خالص، أنا مش عارفة فى أيه!! "
تنهدت "منى" بأستياء مُحاولته تهدأت "ندا" التى قاربت على ذرف الدموع رادفة بموساة :
" طب متزعليش يا بنتى، هو بس عنده مشكله فى شغله يمكن هى اللى مخليه مزاجة وحش، شويه بس كده يفك وهو بنفسه اللى هيجى يكلم ويراضيكى دا عز مفيش أحن منه ولا أطيب من قلبه "
أومأت لها "ندا" بالموافقة وهى تشعر أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، ولكنها فضلت عدم التطرق فى الحديث أكثر من ذلك، لتردف "منى" بمرح :
" يلا بقى أنا هقوم أحضر العشا وأسيبكوا تحطوا راسكوا فى راس بعض زى عوايدكم "
نهضت "منى" وأتجهت نحو المطبخ حتى تترك لهم مساحة للحديث معا، فهى تعلم كم هم يحبون بعضهم وأنهم أصدقاء مقربين منذ طفولتهم...
________
كان "عز" بغرفته واقفاً أمام المراه يستعد للخروج من المنزل، لتقترب منه "منى" وأخذت تربط على كتفه بحنان رادفة بأستفسار :
" مالك يا عز يا أبنى!!، فى ايه يا حبيبى؟! "
لاتزال ملامح "عز" يعتليها الغضب والكراهية، ولكنه فعل قصارى جهده كى يُحاول أن لا يكون وقحاً مع والدته، ليجيبها رادفا بهدوء :
" مفيش حاجه يا أمى، زى ما قولتلك مشكله كده فى الشغل "
أمتعضت ملامح وجه "منى" بكثير من الحزن رادفة بعتاب :
" طب يا أبنى وأيه دخل ديالا فى شغلك ليه عملتها عملت كده و... "
قاطعها "عز" زاجرأ إياها بحدة وعينان قاربت على إخراج النيران رادفا بحدة وغضب :
" مش عايز أسمع أسمها تانى يا أمى لو سمحتى، معدتش عايز أشوف وشها تانى، قوللها تبعد عنى أحسن لها بدل ما أعمل حاجه أخليها تندم إنها عرفتنى طول عمرها "
خرج "عز" من الغرفة بل من المنزل بأكمله غير مكترث لولدته التى وقعت بصدمة كبيرة مما أستمعت إليه من أبنها التى لم تعتاد على أن تراه بهذه الحاله، لتعقب "منى" بكثير من الخوف والحزن رادفة برجاء :
" أسترها معانا يارب "
يتبع ...