البارت 8

البارت.( 8 )
انا حرة
حبيبة عبدالله
..................................
................. .......................................
لُطفيه

خرجنا من الڤيلة و ركبنا العربية طول الطريق في حالة من الصمت لغاية ما قررت اقطع الصمت  و

:هو انا ينفع اطلب طلب

رد عليه بندهاش

:اكيد طالما طلبتي ب أدب

بصيت علي الطريق بتنهيدة وقولتله

:انا عايزة اكلم اهلي

:لي

لفيت وشي وقولتله بستغراب

:في مشكلة

:لا مفيش بس انا بسأل من باب الفضول مش اكتر

:عايزه اعرف منال اتجوزت ولا لسه

:اممممم هي وحشتك

ولاول مره ارتبك ومعرفش ارد

في اللحظة دي لقيته عاد السؤال تاني

:وحشتك

استجمعت شجعتي ورديت عليه بثبات

:انا بس بسأل فضول مش اكتر

رد عليه بعدم اقتناع

:طيب هتصل بيهم و اطمنك عليهم ..قصدي اشوف هي منال اتجوزت ولا لسه

كنت عارفه انه بيلقح عليه و انه فاهم انا عايزه يتصل بيهم ليه
هما فعلا وحشوني بس الي مستغربه انا ليه مكسوفة اخرج المشاعر دي بره قلبي لي ديما بطلع الوحش الي فيه لي معترفش اني غلط ولو لمره
لي مقولش اني ضعيفة ولو حته ليوم واحد

لي مقولش اني وحشه و اني مستاهلش كل الي انا فيه وان عندهم حق يتبره مني لي ديما عايشه في وحل

فوقت من شرودي علي صوت كلكس العربية نزل زياد من العربية و نزلت انا كمان

مد ايده ليه اترددت في الاول اني امسك ايده وبصيت في عينيه ولاول مره احس فيها بدفئ جهلته لسنين
من بعد ما كنت بستمد قوتي من نظرات النار
هل انا فعلاً اتغيرت ولا دي بداية لخيبة امل جديدة

وعلي اخر لحظة لقتني بمسك طرف ايديه وببتسم

دخلت معاه المطعم راقي جداا
و لي برده لحظة انه هادي جداا ومفيهوش زحمه كتير

قعدت علي التربيزه الي زياد شاور عليها

حاولت اكون هاديه علي غير العاده مكنتش عايزه اتكلم كنت مركذه اكتر علي المكان و الناس بيتعامله مع بعض ازاي

:اى رايك في المكان

انتبهت للكلام

:نعم

رد عليه زياد بستغراب

:شكلك كنتي سرحانة بقولك اي رئيك في المكان

:لا مش سرحانة ولا حاجة انا بس متفجئه من السؤال

:اي الغريب في السؤال

:اصلك بتسألني عن رئيي انا عمر ما حد سألني عن رئيي

:يمكن عشان مبتديش لحد فُرصة

:قصدك محدش بيديني فُرصه

:انا اديتك فُرصه و انتي بتعملي المستحيل عشان تضيعيها

:هي فين الفُرصه دي

:قدامك مقعدك ف مكان عمرك متحلمي بيه حرقتي الاوضه. وديتك في جيم عشان تتعلمي فنون جديدة خربتي الدنيا ومقعدتيهاش

ومع زالك بحاول معاكي ومش هيأس تقدري تقوليلي انتي بقي حاولتي فين

غصب عني عنيه دمعت وكنت عايزه ادفن مكاني ولا انه يشوف دمعتي عمري في حياتي معيط خالص حتي في اصعب المواقف

في الاخر فضلت اني اسكت و اسيبه يهزمني المره دي بس و انسحب في سكوت مؤقتاً

.
زياد

قد اي دمعتها ريحتني لان ببساطة قدرت اخرج السواد الي مسيطر عليها داخلياً

اي نعم كان في حاجه من جوايه مضيقاني بسبب دمعتها لا ان ارتحت وحسيت اني عملت انجاز باهر
و الي شجعني اكتر اني لقتها سكتت ومتكلمتش ف قررت اسكت انا كمان و اسيب ل عنانها "الحرية" بس بشروطي انا

ومفيش دقايق و حضرت روز صديقة الطفولة
وقت ما كنت عايش في إنجلترة قبل ما ارجع ل.مصر

قومت وقفت و سلمت عليها . السلام المعروف حضن وقبله .

ابتسمت ابتسامة خفيفة و بصت ل لُطفيه ببتسامة

.
لُطفيه

فضلنا قاعدين ساكتين لحد ما دخلت بت ملزقة المطعم
و حضن من هنا علي بوسه من هنا و مضيقها عليه انا بس

المهم انه شاورلها عليه وكلمها ب الانجليزي ف ردت عليه وبعدين قالي بهدوء

:لُطفيه دي روز صحبة عمري. كنت اعرفها ايام ما كنت قاعد في إنجلترا

بصتله بسماجه وبغلاظه وقولتله

:بجد ولله .... طب انا اعمل اي اقوم ارقص

رد عليه وهو بيبرنق عينيه علي اساس انه هيخوفني و قالي

:هدي العب شويه احنا كنا بنقول اي من شويه
واحمدي ربنا انها مبتعرفش تتكلم عربي

:طب وانا هعرف اكلمها ازاي يعني بلاسلكي

تجاهل كلامي و لف وشه ليها وقعد يكلمها ب الاجنبي وانا زي الاطرش في الزفه كنت هطق وانا قعده
وحسه انه مشدود لها و هي كمان بصراحة تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك

بعد ثواني جه الجرسون و اداها المنيو و ادا ل زياد المنيو و جه يديني المنيو راح زياد وخده منه

اتضايقت جداا و شديت المنيو منه و قولتله بسماجه

:اي هتأكلني علي مزاجك كمان سبني انا اطلب الي عايزه

رد عليه وهو بيجز علي سنانه

:انا غلطان

المهم اني فتحت المنيو ويارتني ما فتحته ده مفهوش كلمه عربي ولي يضايق ان حتى مش حاطين صور الاكل
دي الاسامي بس

بلعت ريقي و طبعا عمري ف حياتي ما هطلب المسعده

قررت اني اختار زي ما بختار في المواقف الصعبه لا وهو

اني قولت في سري

حادي بادي كرومب زبادي شاله حطه كله علادي

وسميت و اخترت

اديت المنيو للجرسون وانا كلي تكبر

و الغريب ان لقيت الجرسون بص بستغراب للي انا اخترته و بص ل زياد و قال حاجه انا مفهمتهاش

ف لقيت زياد بياخد منه المنيو تاني وبيشاورله علي الحاجه الي انا اخترتها

بص في المينيو و ابتسم في سخيره و قاله حاجه ب الانجليزي وبعدين الجرسون مشي وكل ده قدام نظرات البت الملزقه روز

:مالك بتبصلي كده لي

:لا حاجه

:لا قول لو مضايق من قعدتي انا ممكن اخللكم الجوو

بصلي بلامبالاه

:بتجيبي كم الالش ده منين نفسي اعرف

:انا مش بقلش

:امال

:لا اصلي شيفاك مش طايقني

:امممممم طب انتي اخترتي اي عشان العشا

بصتله برتباك وقولتله بضيق

:اخترت اكل زي اي حد اي المشكله

:لا ما المشكله انه مش اكل انتي اخترتي ازازة خمره

برنقت عيني وقولتله بخجل

:نعم انا انا.

:انتي اي انتي تسكتي خالص دلوقتي عشان نبتدي الدرس

:درس اي

:مع روز. يومين في الاسبوع هتعلمك فنون الاتيكيت في الطعام

:اي فنون الاتيكيت دي

:عشان تعرفي تاكلي ازاي بعد كده.

بصتلها بضيق وقولتلها

:واحنا هنتفاهم ازاي مع بعض

:ما انا هبقي معاكم وهترجملك كل كلمه

:اااه قول كده بقي وخدني حجه

:جحة اي

:لا ولا حاجه

:طب ركذي بقي عشان تفهمي روز هتقولك اي

وعلي مضض قعدت نص ساعه تفهمني الاكل ازاي و ازاي امسك شوكه وسكينه

بس مكنتش مركذه كنت حطه كل تركيزي علي زياد وهو بيبصلها

كنت مضايقه من جويه جداا و قررت اطلب اني امشي و علي مضض وافق

و خرجنا من المطعم علي العربية

كنت حسه بضيق من جوايه مش عارفه لي

لحد ما وقفت العربيه في الجراج بتاع الفيلة و نزلت منها وكنت هطلع علي اوضتي بس لقيت زياد بينده عليه

اضطريت انزل

:افندمم

:تعالي معايه المكتب ثواني

:مكتب اي ده

:شاور علي غرفه معينا

ف بعد تفكير دخلت فيها اول مره اشوفها مع اني بقالي اكتر من اسبوعين هنا بس اول مره اشوفها

كانت مليانه كتب كتيره ومكتب يتوسطها و كرسي هزاز

شاورلي زياد علي الكرسي الهزاز عشان اقعد عليه

وفعلا قعدت و ابتديت اهز نفسي

لقيته قعد قدامي علي كرسي عادي و قالي ببتسامة

:هاااا عايزك بقي تقوليلي الحاجات الي بتضايقك و الحاجات الي بتفرحك

:انا مش فاهمه حاجه انت جايبني هنا لي

:بصي يا ستي انهرده يوم اي

:مش عارفه

رد عليه بتنهيده

:انهرده الخميس. و اوعي تقولي الكلمه الي بعديها

ابتسمت وقولتله بهدوء

:كنت هقول طبق خنافيس ولله

طب ممكن بقي نسيبنا شويه من الكلام ده و ركذي معاية كده

:كل يوم خميس هيبقي في جلسه ليكي انا ونتي هنتكلم علي انفراد و تحكيلي كل حاجه بتضيقك و كل حاجه بتفرحك من ايام ما كنتي لسه عيله صغيره
اي رايك اهي اظن دي حاجه سهله

:طيب وبعدين يعني اي الي هيحصل

:هيحصل حاجات كتير لو كنتي متعاونة معايه

:طيب موافقه
رد علية و هو بيقعد علي الكرسي الي قدامي
تمامم اوي

قعدت قدامه اكتر من ساعه بحكي عن بلاوي كنت بعملها و مصايب لسه محدش اكتشفها و هو كان بيناقشني فيها لحد ما وقف عند حاجه وقالي

:لي انتي كده

:ما انا قولتلك عشان الناس الي كنت عايشه معاهم مينفعش معاهم غير كده

انت واحد فتحت عنيك علي معلقه من دهب كل يوم في بلد شكل و بتتعلم و مفيش مشاكل

انما انا جدي كان بيبيع بيره و ابويه كمان و عمتي اتجوزت فوق الخمس مرات وكل مره كانت بتطلق ب طريقه شكل و عمي مدمن مخدرات و مراته بتخونه و عمي التاني مراته هربت وخانته هي كمان

ده غير الشتايم الي عمله زي اللبانه ف بؤى الكبير قبل الصغير

كنت عايزني اطلع اي يعني دكتورة و لا مدرسة فزيا

:اختك منال عاشت في نفس الظروف بس مطلعتش زيك

:عشان عبيطه بكره لمه تتجوز اهل جوزها يمرمطوها زي امي كده و يسوده عشتها

:لي وخده كل الامثله السيئه مفيش ابدا حد نصحك بحاجه كويسه وثبتي عليها

:لا مفيش حتي وانا صغيره في تانيه ابتدائي مدرسة الدين قالتلي انا وزمايلي ان الي بيكدب بيتشوي في النار و عمره ما يدخل الجنه ابداً

بصلي بستغراب وقالي

:المدرسه قالتلك كده

:ايوه حتى انا روحت البيت و لقيت بابا بيكدب علي ماما وبيقولها انه بطل يبيع خمره مع انه كان لسه بيبعها و لقيت مرات عمي بتكدب علي جوزها وبتقوله انها بتحبه مع انها بتكره لقيت امي بتكدب علي ابويه و بتقوله انها رايحه عند بيت جدي وهي رايحه عند خالتي

ف ساعتها قولت لنفسي كلهم هيتشوو في نار جهنم اشمعنا انا

بصلي بتفحص وغموض وقالي

:هي المدرسه دي مقالتلكيش ان الي بيكدب بيروح النار
بس ربنا بيقبل التوبه و اسمه الغافور الرحيم

:لا مقالتليش

:اسمها اي المدرسه دي

:نادية

:عشان كده

رديت عليه بفضول

:عشان كده اي

:ابويه وانا صغير قالي كلمه عمري ما نستها التعليم في الصغر ك النقش علي الحجر

انتي طبقتي الي هي قالته ب الحرف و فضلتي مشي بيه ل سنين وكل ما بتعملي غلط بتفتكري جملتها بدليل ان اول حاجه جت في بالك هي و كمان لمه سألتك علي اسمها مخدتيش وقت عشان تفتكرية

دي حاجه محفوره جواكي شايفه انك كده كده دخله النار حتي لو عملتي اي

:انا مش زي ما انت فاهم مفيش حد علمني حاجه ومبخفش من حد

:اممم طب ممكن اسأل سؤال تاني

:اسأل

:بتخافي من ربنا

اتعدلت في قعدتي وقولتله

:هو ده الي اقدر اقولك اني بخاف منه جداا ونفسي ماموتش عشان متعذبش

:من حب لقاء الله حب لله لقاءه وبعدين مين قالك انك هتتعذبي

:افعالي

:غريبه انتي يا لُطفيه

قومت وانا حسه بخوف مش عارفه من اي ولا لي بس كنت مخنوقه في تلك الحالتين

:انا هطلع عشان تعبت وعايزه انام

رد عليه بهدوء

:طيب اوكي

جيت اخرج لمحت من شباك المكتب الي بيطل علي الجنينه الوردة البامبي ابتسمت نصف ابتسامه ولفيت وشي وقولتله

:ابقي خلي بالك من الوردة بدل ما تدبل ويبقي اتنين دبلانين وكده كتير عليك

بص عليها ببتسامة و رد وقال

:اكيد هخلي بالي منها هو انا عندي كام ورده ....

يتبع

حبيبه عبدلله (مفيده)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي