الفصل الخامس

لاحظت زينب رغم محاولات زوجها بألا يبدى شئ أنها لا تكفيه وعيناه لم تكف عن إلتهام كل من يراها ولكنها بمنتهى الغباء تغاضت عن هذا لتمنع أى أحد من التشفى فيها وظنت أنه مادام يعود لها بالأخير فهذا يعنى محبته لها وليس لأنه لن يجد حمقاء مثلها يسرق أموال أخاها بإسمها دون أن تدرى

لقد حاول جعل زياد يرفع راتبه الشهرى لكنه رفض ولم يهتم لتهديداته فحاول إقناع زينب بعمل توكيل له بحجة نيته فى إنشاء مشروع ما بإسمها وهى كالحمقاء نفذت طلبه فحاول بيع المنزل والهرب بماله بعد أن أغرته فاتنه جعلته يدرك مافاته بسبب تلك الزيجه وكانت الصاعقه التى وقعت على رأسه حين إكتشف بأن زينب لا تملك شئ مطلقاً

كاد يُجن ولكنه لم يستطع أن يعنفها لذا أخبرها ببؤس تعرضه لضائقه ماليه وطلب منها مساعدته بمصاغها فأحضرت له المصاغ القليل الذى إشتراه لها فصرخ بها مستنكراً يسألها عن ذهبها قبل الزواج فمن المؤكد أنه كان لديها الكثير فأجابته بلا إنتباه لإشتعال عيناه بالحقد

- لأ مهو بابا كان بيخاف لأتعرض للخطف بسبب الدهب فماكنتش بلبسه
- أيوه بس كان موجود
- لأ مهو مش هلبسه هنشتريه ليه ثم دايما كان رائف يقول إن الهديه بغلاوة صاحبها مش غلاوة تمنها
- يعنى إيه معندكيش دهب كمان
- متزعلش حبيبى ممكن أستلفلك من حد من إخواتى
- مش عاااايز

صرخته الغاضبه أجفلتها وحالته الشارده البارده تجاهها جعلتها تقلق من أن يكون كف عن حبها الذى لم يكن له وجود سوى بخيالها فقط

ظن أنه الأذكى ولم يكن يعلم أن زياد وضع كل تحركاته نُصب عينيه ويعلم بعلاقاته المتعدده بهذه وتلك ومن يريد الهرب بنقوده معها ولم يبالى لو طلق زينب أو هجرها فحينها سيريها وضاعة من إختارته شريكاً لحياته بالأدله ليجعل والدته لا تنوح سوء حظ إبنتها ويجعلها تدرك أن دلالها لها وإصرارها على هذه الزيجه لسعادة إبنتها دون أن تستمع لصوت العقل أو تفكر لما يرفض زوجها وإبنيه هذا الشاب هذا ما أسقط زينب بالهاويه سيكون درساً لإثنتيهما لكنه لن يكشف عن هذا إلا حين يظهر الوجه الحقيقى القبيح لزوج زينب

حين وجد أنه الخاسر تنصل من عشيقته وظل مع زينب وظن أنها حين تصبح أماً لأبنائه سيتبدل الوضع لكن هيهات لأحلامه تلك

علمت زينب بأمر عشيقته فقد أتت إلى المنزل تخبرها بوقاحه كل ما كانا ينتويانه لكنها لم تكن تعلم بأمر المسكن تعلم فقط أنه أراد مصاغ زينب لهربهما

صعقت الحقيقه زينب لكنها لم تخبر أحد بما حدث وتظاهرت أن شيئاً لم يكن وظنت أن زوجها تعقل حين علم بحملنا الذى إستغلته جيداً فى الراحه وإدعاء المرض لتجعل حياه تعمل كخادمه لديها حتى لاحظت نظرات زوجها إلى حياه فهى لم تعد تلك الطفله البائسه أصبحت شابه فى مقتبل العمر تزداد جمالاً كل يوم فأصبحت تستغل كل مناسبه لتحط من قدرها لكن حياه كانت بارعه فى إخفاء مشاعرها عنها ولم تمهلها فرصه للتشفى بها

مر عام وتلاه آخران وها هو عام يتبعهم وحياه على أعتاب التخرج تأمل أن تجد بتحقيق حلمها السلوى عما تعانيه بحياتها الشخصيه

بينما تمت خطبت زياد وريتاج أخيراً فلسوء حظ زياد كانت ريتاج تهتم كثيراً بدراستها ولم توافق على الخطبه إلا بعد أن تحصل على الماجستير وقد تعلم الصبر حقا على يديها بينما رُزِقَ شمس ورائف بتوأمين أعاد تربية شمس من جديد بينما كانا وديعين تماما مع رائف وكأن الثلاثه إتفقوا عليها مما جعلها دوماً متذمره ورائف يستمتع بالأمر

ترقى زياد وعامر فقد كانا وكأنهما خُلِقا لهذا العمل وها هى قضيه كبيره من المفترض حلها ولكنها كالأخطبوط لها كثير من الأذرع ومنها أذرع داخليه غامضه ويعمل عليها معهما ضابطين آخرين هما يوسف وعمر لكن القضيه تحتاج لعنصر نسائى ورئيسهما يرفض الموجودات لأن الإخباريه التى وردت له بأن الذراع الداخلى إحداهن لكن لم يتأكد هويتها بعد

تداول الفريق النقاش بالقضيه مع اللواء حيث إقترح عمر
- أنا بقترح نجيب واحده من كلية الشرطه
فإعترض عامر: مينفعش معندهاش أى خبره ف شغلنا مجربتش تخوض عمليه حقيقيه
- ندربها ثم إن كل العاملات ف الشرطه بقوا معروفين له ودى هتبقى وسيلتنا عشان نكشفه ونعرف العين اللى له وبتكشفله أسرارنا

تقرر الأمر وغادر الجميع وكاد أن يتبعهم عامر ولكنه توقف ونظر للواء يبدى إعنراضه للمره الأخيره
- بس دى مجازفه يافندم
آحتدت نبرته فليس هناك سبباً وجيهاً لإعتراضه
- وإحنا من إمتى بنخاف
فرد ظهره بحده وتجهم وجهه لسوء ظن اللواء به وهتف بجديه
- مش إحنا اللى نخاف هما اللى لازم يترعبوا
- تمام من بكره تجتمع مع فرقتك وهتلاقى البنت اللى اخترناها معاك وتبدأ تنفيذ الخطه
- تمام يافندم

خرج بوجه أسود جعل الجميع يتحاشاه لكن ليس زياد فقد تبعه إلى مكتبه
- شكلك عكيت وإندكيت ياصاحبى
- أنا مبحبش أشتغل مع الستات
- غريبه مكنتش معترض لما كنا بنشتغل مع أى واحده من اللى شغالين هنا
- عشان كلهم عندهم خبره عن شغلنا وبيتعاملوا بجديه أما الجديده دى لسه عيله فرحانه بالبدله ومهما كانت شاطره ف تدريبات كليتها ولا الاولى حتى مش زى الواقع وياسلام بقى لو كانت غبيه وهتقعد تتنحنح لنا
- كلام إيه الفارغ ده دول رجالة ف شغلهم وحتى لو دماغها ف النحنحه هتخليها للبيت مش هتقل عقلها وتجربها هنا دول متنقيين عالفرازه مش أى حد والسلام واديك أهوه حد كان معانا بيتمايص كنا اللى بس يتهاون لحظه بيتكدر
- يوووه
- الظاهر سيلا عامله عمايل
- الله يحرق دى سيره
- ليه بس دا البت بتحبك
- حبها حنش وإتلفحت بسمه
قهقه زياد بمرح: مش فاهم أنا ثقتها ف جوزاها منك دى جابتها منين وإنت مبتقبلش شكلها
أجابه بسخط: فاكره إن صحوبية أبوها وأبويا هتساعدها
- دا على أساس إنك علاقتك بأبوك حلوه أوى يا إبنى دا إنتو إنتقام من غير غرام

دندن زياد قليلاً بمرح جعل عامر يلتهى عن غضبه ثم تحول حديثهما فيما بعد عن القضيه فنسى غضبه تماماً وتذكر زياد حديثه معه فيما سبق حين كان يتجادل حول رغبته فى الغناء كعادته بتلك الأيام

- يابختك بأبوك تيجى نبدل
تنهد بيأس منه: ياعامر أبويا وأبوك ميفرقوش عن بعض الإتنين عاوزينا نمشى على هواهم بيخطتو لحياتنا على مزاجهم بغض النظر عن رأينا إحنا إنت بس اللى عجبك أبويا عشان عاوزلى الحاجه اللى إنت عاوزها
لاحظ ضيقه فحاول تعديل مزاجه فمازحه ببسمه خفيفه: ياسيدى يكفى إننا إتعرفنا على بعض
تلاشى ضيقه وهنف بصدق: تصدق اهى دى الفايده الوحيده اللى طلعت بيها من الموضوع دا كله بس إنت مالك النهارده
تنهد بضيق: قولت لما دخلت الكليه وخلصت وإشتغلت هيبقى أمر واقع بالنسبه لبابا لكنه لسه مُصمم عاللى ف دماغه
- طب إنت عرفت تعافر وتدخل الكليه اللى إنت حاببها وتبقى ظابط انا بقى خيبتى تقيله
- ليه غنى وإملا الدنيا غنى مش لازم الشهره غنى لنفسك ولحبايبك غنى فرح قلبك 
نظر له بإستغراب للحظه فسأله :مالك
- تصدق إن فى حد قالى نفس الكلام
- أكيد حد بيحبك
أومأ بصمت وهمس لنفسه بسخريه: آه لو تعرف إن الحد ده ست كنت ولعت ف نفسك
لقد سبقته حياه بتلك النصيحه وإقتنع بها لأنها نبهته لنقطه لم يعلمها قبل زفاف أخاه فقد طُلِبَ منه الغناء فوقف أمام المدعوين وكان كمن إبتلع القط لسانه وشحب وجهه وترك المذياع وإبتعد ليس لديه الشجاعه الكافيه لمواجهة رهبته المفاجئه هو ذو صوتٍ شجى لكنه لا يستطيع نشره على الملأ فقط أمام قله قليله أو لنقل من يعرفهم شخصياً

إنتبه عامر لشروده ففرقع بإصبعيه ليعيده إلى أرض الواقع وهو يعقب بمزاح
- شكل ريتاج مدوخاك
لم ينتبه أنه مزاح وأجابه بصدق: عالآخر
فقهقه عامر وأشار له لمتابعة العمل ثم توقف للحظه وقال فجأه: إيه رأيك نروح النادى النهارده نفك شويه
- موافق نخلص اللى ورانا ونروح نغير جو

ضحك بسخريه وهو يومئ له فليس هناك أى إختلاف سيجلسان او يسيران يثرثران غالباً بشأن حياتهما والعمل كما المعتاد فقط مع إختلاف المكان

وقد كان فقد ثرثرا بكل شئ بجانب كوبى العصير وقد ظهر إسم حياه من العدم على شفاه زياد الذى يشعر بالقلق تجاهها فمنذ إلتحقت بالكليه وهى تبدو غريبه متباعده شئ ما بها ليس فى وضعه الصحيح لكنها لا تخبره ما هو لكنها بعد عدة أشهر عادت كما كانت بدون سبب مقنع ولكنه لاحظ أن هذا قناع تضعه لتهرب من مواجهته ولكى لا تخبره عما يزعجها حقا

مر الوقت ونهضا سويا ليجدا سيلا قادمه نحوهما تتمايل بغنج جعل عامر يشعر بالغثيان

- هاى ميرو
- مين يا أمه
كتم زياد ضحكته بصعوبه بالغه بينما زجرها عامر بضيق: إسمعى يابت إنتى أنا لا بحب الدلع ولا اللى بيدلعوا وإسمى عامر مش عاجبك إتقلعى من هنا ومتورنيش خلقتك ولا تنادينى تانى ويكون أحسن على فكره
عقب زياد بسخريه: منظرك بقى وحش أوى
رفعت رأسها بغرور ونظرت له بإذراء: ملكش دعوه يا إنت واحد وخطيبته تدخل بينهم ليه يابارد
عاتب عامر بمزاح : إخص ياعامر بعد العِشره دى كلها تخطب ولا تعزمنيش
- أما أتنيل أتعزم أنا الأول
- كده منظرك بقى زباله الصراحه
زفرت الهواء بحده لكنه لم يبالى فلا هو ولا عائلته قد يفرق معهم سلطة أباها الواهيه وأراد إشعال غيظها أكثر فتابع سائلا بسخريه: إلا قوليلى الثقه اللى إنتى فيها دى جيباها منين
أجابه عامر وهو يرمقها بإحتقار: من جيب أبوها طبعا

مالت إحدى صديقتها إلى الأخرى وهما تتابعان ما يحدث
- البت دى تلمه أوى شايفه وشه مقلوب إزاى ومش طايق يبص ف خلقتها
- بارده تقولى إيه
- تصدقى نفسى بجد تفشل خطتها وأبوها ميعرفش يدبسه بصحوبيته مع أبوه
سألتها بسخريه: ليه عندك عشم
فأجابتها ببسمه: يعنى
زجرتها على أحلامها الحمقاء: يا خيبنك طب دى بنات أحلى وأرق منك ومن سيلا ولا عبرهم أمه تعبت تحاول تعرفه على بنات وهو يكسفها ويكسفهم وزى ما إنتى شايفه كده بيقلب ف ثانيه هو حلو ويجنن بس طبعه صعب أوى
- مش يمكن
- متبقيش هبله زى سيلا طب هيا بتحلم عشان أبوها وإنتى
- مش يمكن يلاقى فيا الإختلاف اللى عاوزه
- أو يمكن سيلا توديكى ورا الشمس دى قادره ومحدش بيقدر عليها
قضبت جبينها مستنكره: ليه يعنى ما بابا
قاطعتها سريعاً بتحذير: لأ يا حلوه أبو سيلا أقوى ودلعوته أقوى فاكره الظابط اللى إسمه عمر
- آه الواد الحليوه ده كان دمه خفيف بس عينيه زايغه
- آه وشوشو فكراها
- آه صحيح مبقتش تظهر ليه
- عشان سيلا
- إزاى إيه حاولت تخطف منها عامر وأذتها لأ بس دى
قاطعتها بضجر: حيلك حيلك شوشو كانت معجبه بعمر ومكنتش سيلا واخده بالها منه وعامر محدش كان بيشوفه خالص أيامها كتير كان مسافر ف مهمه باين وسيلا لقت روحها فاضيه ولاحظت عمر وعجبها لهفته من شوشو وبقت هيا وعمر مبيفترقوش أبدا
- الله اومال سابته ليه
- وهيا دى بتسيب حد لسه متصاحبه عليه بس مش زى الأول يعنى كانوا ف الداخله والخارجه سوا وقريبين من بعض بطريقه مريبه
ثم مالت أكثر وهمست بحذر: شوشو قفشتهم سوا ف حفله كانوا ف أوضه ضلمه مش عايزه أقولك يالهوى عاللى حصل دخلت صدفه لقتهم ورا الباب ومنظرهم ميتوصفش قعدت تعيط وتصوت وتتخانق مع سيلا عشان سيلا عارفه بإعجابها بيه وخدته منها مع إنها مش عايزاه وعايزه عامر وسيحتلها وعمر دا فص ملح وداب ف وسط المولد وسيلا ضربتها بالألم وطردتها وأمرت كل الموجودين ينسوا اللى حصل أحسنلهم وتانى يوم عرفنا إن شوشو وعيلتها سابوا المدينه كلها أبو سيلا إيده طايله أوى
شهقت الأخرى بصدمه: وكل دا حصل إمتى
- وانتى ف فرح بنت خالتك الشهر اللى فات
- وقطعت مع عمر
- لأ فضلو سوا بس أصحاب وبس بس دا ميمنعش من بعض التجاوزات وعمر ماشى على هواها روح روح تعالى تعالى وخدى الكبيره شغال الأيام دى مع عامر
- أبوها له دخل
- لأ طبعا بس هيا بتستغل الموضوع بيجيبلها أخباره واللى سمعته هه إن مفيش جديد ودا مطمنها إنها هتاخده لنفسها عن قريب
- وعامر؟
- ماله أبوه ف جيب أبوها الصغير
- بس أنا أسمع إنه مبيتفقش مع أبوه
- وأبوه هيغلب لو حب هيجبره عليها
- مش معقول معتقدش إن واحد زى عامر ده ينجبر على جوزاه
- تبقى متعرفيش أبوه دا الأبلسه بتاخد منه دروس عشان مصلحته يولع ف إبنه مش يجوزه بس وأسكتى اسكتى احسن دى جايه علينا وشاكله مديها إستماره سته كالعاده

جلست سيلا أمامهما بغرور فتغزلتا فى علاقتها الرائعه بعامر وسايرتهما فثلاثتهما منافقات تزدرى كلا منهن تزدرى الأخرى لكن مصلحتها برفقتها

بينما تأفف وظل يسب ويلعن طمع والديه الذى لا يكتفيان رغم ما يملكانه ولا يهتمان لسعادته أو لسعادة أخته الفرد الوحيد الذى يهتم حقا له بهذه العائله

باليوم التالى إجتمعوا فأمسك يوسف بالأوراق التى أمامه فقد أرسل لهم اللواء معلومات عن تلك الفتاه التى تنضم إليهم لكنه قضب جبينه متعجباً حين قرأ الإسم: الله هو مش سيادة اللوا قال هيجيب واحده من الكليه
- المفروض
أجابه عامر بلا إهتمام وعيناه بالاوراق التى يتصفحها عن دور كلا منهم بالخطه
- أومال إيه ده
رفع رأسه نحوه: فى إيه
- مكتوب هنا رأفت
- نعم ورينى كده
أمسك بالأوراق ليرى إسم زميلتهم التى تفاجئ بأنه إسم رجل حينها دخل زياد برفقة عمر ولاحظ ملامحهما
- جرى إيه
- اللوا إختار راجل معانا بدل الطالبه اللى قال عليها
زوى عمر جانب فمه: وأنا اللى قولت المهمه هتبقى عنب طلعت خل
إحتدت نظرات عامر نحوه فلاذ بالصمت بينما عقب زياد: يمكن اللى بيكتب الإسم نسى الهه منه ولا حاجه بتحصل
وضع الاوراق أمامه: أنهى هه ف رأفت مش فاهم أنا
إتسعت عيناه وأمسك بالأوراق سريعاً ونظر إلى الإسم وهتف بغضب وهو يضرب بالأوراق الطاوله بحده
- غبى

تفاجئ الجميع بردة فعله بينما كاد هو ظل يوبخ نفسه لقد نسى إسمها الحقيقى تماما من كثرة ندائها بحياه  وغفل عن الأمر فلم ينتبه لما كانت تعانيه من هذا الإسم هذا إذا ما جعلها غريبه متباعده الإسم الذى أعاد لها كل كريه بحياتها ولهذا قررت أن تدخل كلية الشرطه بعد أن إلتقت بأباها وتذكر جدالاً بينها وبين رائف وكانت ثائره على غير عادتها

- يابنتى عاوزه تبقى ظابط إزاى مش كنتى عاوزه إدارة أعمال
- هو مش شايفنى خيبه ومنفعش أنا هوريه إنى بميت راجل
- يامجنونه إنتى إفهمى الحكايه مش هينه
- لأ بقى هيا كبرت ف دماغى وهوريه
تدخل بضيق فمنذ ذهبت إلى زيارته بلا سبب عادت هكذا: اووووف هما أبهتنا دول دماغهم ماشيه إزاى
ثم سخر قائلاً: تصدقى المفروض إنتى وهو اللى تبدلو فعلا مش أنا
قضبت جبينها نحوه ونسيت للحظه ثورتها: نبدل إيه
فأوضح لها: ليا واحد صاحبى أبوه هيموت ويخليه يدرس إدارة أعمال وهو عاوز شرطه وإنتى عاوزه إدارة أعمال وأبوكى عاوز شرطه

لقد أخطأ بظنه دون أن يعلم فهى لم تلتقى بوالدها ولم يعلم والدها عن الأمر بشئ ورغم أنه تقبل الأمر بسهوله حين أخبرته سابقاً لكنه حاول إثناؤها الآن فليس لديه القدره على تخيلها بهذه المهنه الصعبه يكفيها ما عانته من مشقه طوال حياتها لتضع حياتها على المحك بالمستقبل لكنه لم يستطع جعلها تتراجع وحين تركتهما لجأ إلى رائف لكنه تفاجئ به يؤيد رأيها بعد أن كان ثائراً رافضاً للأمر منذ لحظات فرقع حاجبيه بدهشه

- إنت بتهرج
- دا الإختيار الأنسب ليها هيبقى نقطة قوه تحميها من مرات أبوها وإبنها وأبوها إن لزم الأمر
فإعترض بوهن: إحنا معلمينها حركات تدافع بيها عن نفسها
- أيوه بس مرات أبوها وابنها اتكاتلو عليها وكانو هيكسروها لما عرفو بقصة الشرطه دى

تفاجئ بهذا فأوضح له رائف أنها ذهبت لزيارة والدها حين علمت أنه أصيب فى حادث فرغم أنها نبتعده منذ زمن عنه لكنها منذ أتت رجته بأن يتبع أخبار والدها دوماً دون أن يفصح بذلك لأحد لكى لا يظنوها ناكرة الجميل أو أنها تحن لحياتها المؤلمه لكنه أباها لكن حين ذهبت وجدت زوجته وإبنها يمنعاها أن تراه وتشاجرت معهما وخرجت خاسره وهما يسخران منها حين أخبرتهما بلحظة غضب أنها ستراه رغم أنفهما وظنهما أنها تعتمد على أسرة قويه هو السبب أزاد من غضبها فأخبرتهم أنها قويه وستصبح شرطيه لتريهما وإنفجارهما ضاحكين أشعل فتيل التحدى بداخلها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي