الفصل الثالث
تدارك سعيد الأمر وفهم سبب هذا الطلب ولا يعرف هل هذا غيرة بنات من بعضهم أم أنها تحب أن تكون الكتفوقة دائما ليس بالأمر المهم بالنسبة له الأهم هو أنه سيجد فرصة أخيراً للحديث معها وحدهم وهذا لم يحدث بسبب وجود ريهام ومنى
_ يا ستى بإذن الله هتجيبى مجموع عالى السنادى انا واثق فيكى
= متعرفش انا كنت فاشلة ازاى يا سعيد انت فعلا خلتنى اشوف الدراسة دى حاجة سهلة جدا بعد ما كان عندى عقد الدنيا منها
_ يارب توصلى للى انتى عيزاه ، وانا معملتش حاجة انتى اللى زكية وبتفهمى بسرعة
فى وسط هذا الحديث كان قد اتى الحاج منصور ليلقى عليهم التحية التى ازعجت سعيد لأنه اراد الحديث مع منى وقتا اطول .. ولكن ما باليد حيلة ..
_ صباح الخير يا سعيد يابنى ، صباح الخير يا حبيبتى
هم سعيد واقفا ليرد تحية الحاج ومن ثم ردتها ياسمين
= صباح الخير يابابا
_ تعالى معايا يا سعيد عايز اوريك حاجة
ذهب سعيد مع الحاج منصور مترجلين فى الجنينة ليجدو نفسهم خلف الڤيلا وهناك تتواجد حجرة مغلقة كان مفتاحها فى يد الحاج منصور فتح الباب ليجد سعيد امامه غرفة مجهزة بالكامل يوجد بها على اليمين سرير مجهز ونظيف جدا وبجواره كومودينو والناحية المقابلة طاولة يتواجد عليها مغلاة مياة وبجوارها اكواب وعلب من المركد انها الشاى والبن والسكر ويتواجد شعلة صغيرة تسمى بالسبرتاية ، اما عن الناحية الشمال فيتواجد بها مكتب وعليه بعد الأوراق البيضاء واباجورة اضاءة ، فهم سعيد انها غرفة مجهزة للمزاكرة او ما شابه ذلك إلى أن دخل اليها بعدما طلب ذلك الحاج منصور
_ ادخل يابنى
دخل سعيد والحاج منصور وجلس الحاج منصور على طرف السرير بينما سحب سعيد كرسى المكتب ليجلس عليه متسائلا للحاج عن ما هذه الغرفة ولم فقام بالرد عليه الحاج منصور
_ دى يابنى اوضة انا جهزتها ليك انا من امبارح منمتش بسبب الإنتخابات وبسبب التفكير الكتير فيها والصبح جهزتلك الأوضة دى عشان تبقى قريب منى الفترة الجاية ، وفى نفس الوقت تقدر تزاكر لبنتى وانت شغال
أحس سعيد ببعض الحرج مما يفعله الحاج منصور
= بس انا يا حاج مش بأثر وبروح بيتنا عادى وباجى الصبح انابع الشغل وكل حاجة
_ انا عارف كل دا يابنى بس ريحنى
فكر سعيد قليلا ولكن " الحب يجعل المرء يفعل كل شئ"
= خلاص اللى تشوفه يا حاج
_ قولى بقى عملت ايه فى الموضوع بتاعنا
أخرج سعيد بعض الأوراق ليطلع عليها الحاج منصور
_ ايه دا يابنى انا مش فاهم دى فلوس ايه
= بص يا حاج زى ما فهمتك امبارح عشان تكسب الأنتخابات لازم تكسب فئة كبيرة أوى من أهل الدايرة ودا مش هيحصل غير لما تكون وسطهم بمعنى أنك تحضر أفراحهم وجنازتهم حد مريض تروح تزوره حد محتاج تديله تطلع مثلا كل شهر قرشين للناس الغلابة ، تعيد عليهم ، تدبح فى العيد الكبير وتوزع على الناس .. هى دى الحاجات اللى هتخلى الناس تنجحك ...
_ ايوا يابنى بس الحاجات دى بتتعمل قبل الأنتخابات علطول واحنا لسة قدامنا حوالى سنة على ما باب الأنتخابات يفتح
= مهى دى الفكرة ياحاج كل اللى بيجي يدخل الأنتخابات بيصرف شهر او اتنين بتوع الأنتخابات وخلاص على كدا لكن اخنا بقى هبدأ من دلوقتى عشان نقدر نبنى محبة عند الناس فهى اللى تبقى حابة انك تبقى النايب بتاعهم مش انت اللى تفرض نفسك عليهم
_ بس دي كدا مصاريف ياما اوى ، كل دا عشان كرشي فالمجلس
= مهو انت متعرفش كرسي المجلس دا بيعمل ايه الحاج عمر بيقدر يوصل دلوقتى بعلاقته احنا هنعكس احنا هنوصل بالناس وكافتنا احنا هتبقى ربحانة ، اينعم هنصرف كتير بس المصاريف دى ولا حاجة لما تملك السوق لوحدك وتبقى كمان عضو مجلس الشعب وعندك حصانة دى لوحدها كفاية
_ ياااه يا سعيد على دماغك انا مكنتش اتخيل أنك دماغك جامدة كدا ، انت من انهاردة مسؤول حملة الأنتخابات بتاعتى
= بس أهم حاجة يا حاج منصور السرية محدش يعرف انك هتنزل انتخابات مجلس الشعب غير وقت أعلان الأسامى وقول ساعتها انى انا اللى اصريت عليك انك ترشح نفسك
_ ماشى يابنى توكلنا على الله
= ماشى ياحاج خلى بالك فى حالة وفاة انهاردة فى بيت عويضة ولازم تروح
_ لا مش مهم خليها بكرا ابقى اعدى عليهن
= لا مينفعش دى بقت أهم حاجة بالنسبالنا دلوقتى ، اذا كان على الشغل فنا هتابعه المهم انك تتابع الحاجات اللى بقولك عليها
_ ماشى يا سيدى بما نشوف أخرتها
= أخرتها هتبقى سيادة النايب انشاء الله
ظل سعيد طوال اليوم يتابع بعض الأعمال وجلس مع ياسمسن ليرتب معها بعض الأشياء حتى غلبه النعاس فذهب إلى غرفته الجديدة للمبيت بها كما قرر الحاج منصور خلد فى النوم سريعا من كثرة الأرهاق الذى حل به لم يفكر فى مراجعة دروسه أو الأتيان بملابسه كان اليوم مرهق جدا عليه فكل شئ تفكير أو حسابات أو متابعة أعمال .. أستيقظ سعيد مبكرا نظر فى ساعته فوجدها العاشرة صباحاً نظر إلي نفسه وإلى ما يرتدي فوجد نفسه نائما بملابسه التى لم يبدلها ، نظر حوله وأستجمع قواه وزاكرته فتذكر انه نام بالأمس بالغرفة التى خصصها له الحاج منصور قام سعيد من جلسته ليشعل اضاءة الغرفة وما أن فعل ذلك فوجد طرقات على باب الغرفة فتح سعيد الباب ليجد حاس العقار بيده صينية مغطاه بقطعة من القماش أخبره أنه فطاره وقد أنر الحاج منصور بتجهيزه له أخذ سعيد الصينية من الحارس وتوجه نحو الطاولة رفع الغطاء القماشى ليجد منظرا لطالما كان يتمناه فالوحدة التى بها لم تجعل له نصيب فى أن يكون عنده من يجهز له مثل هذا الفطور ، فهو يعيش وحده يقوم بأعداد كل شئ لنسفه بنفسه مثل ملابسه وأكله وشربه وكل شئ .. أحس ببعض الراحة فى بداية يومه تناول سعيد الفطور ومن بعده أعد فنجان القهوة الخاص به فتح باب الغرفة وذهب متجهاً نحو باب الڤيلا فتح له الحارس وذهب سعيد لمنزله توجه إلي الحمام ليتحمم ويزيل عن جسده تعب وعرق الأمس أرتدى سعيد ملابسه وذهب يتابع العمل حتى أنتهى منه مبكرا فقرر أن يذهب إلى منزل صديقه ليجلس مع والده بعض الوقت فهو لم يراه منذ اسبوع طرق سعيد باب المنزل فتتح له الحاج على الذى أخذه فى حضنه بمجرد رؤيته
_ يعنى ياض أنت أرجعك تشتغل معايا تانى عشان اقدر اشوفك يعنى
= والله يا حاج مفروم فالشغل مع الحاج منصور انت عارفه بقى
_ اه عارفه ، وقابلته امبارح فى عزا بيت عويضة وحكالى انه حاطط على كفتك الشغل كله ، تعالى أدخل ام مصطفى هتفرح اوى بيك ..
ذهب سعيد إلى الداخل مع الحاج على جلسو سويا فى حجرة الضيوف فأتت والدة مصطفى لتسلم عليه واخذته فى حضنها .. هذا ليس بالعادى فى الصعيد ولكن سعيد بالنسبة إليها أبها مثل مضطفى تماما فهى من ربته بعدما فقد أمه وابيه وبعد ما حدث له من خاله فكانت هى ملجأه .. أتبعت والدة مصطفى بعدما احتضنه قائلة ..
_ يابنى يعنى مش حرام عليك تغيب كل دا وانت عارف ان اخوك كمان مش موجود
= غصب عنى يا خالتى والله متبهدل شوية فالشغل
_ طيب اقعد شوية مع عمك على عقبال ما أجهزلك الفطار أكيد بتاكل لقمتك الخايبة دى
ضحك سعيد بسبب هذا الكلام ثم اردف
= لا والله دا انهاردة فطرت فطار كويس جدا كمان بس كدا كدا هتغدى معاكم
نظر إليه الحاج على وكأنه يعلم أنه يحمل اخبارا يريد قولها
_ مالك ياض شكلك مخبى حاجة عليا قول
= حاجة ايه بس ياحاج منت عارف لو فيه هحكيلك علطول يعنى
فى الوقت الذى كان يرد فيه سعيد على الحاج على رأى بعينه ريهام أخت مصطفى قادمة نحوهم وكعادتها تحب المغازلات والمناكشات الكلامية
_ اه ياعم بقى ، خلاص يابابا من لقى احبابه نسي صحابه
ضحكوا جميعاً على تلك الكلمات فرد عليها سعيد قائلا
= انا مهما كان ليا احباب ياريهان فأنتوا اهم الناس فحياتى انتوا عيلتى
لم يكمل حديثه حتى سمعوا صوت طرقات على الباب فذهبت ريهام لترى من بالخارج
_ ياترى مين اللى جايلنا دا
قالت ريهام تلك الجملة وقد اختفت من أمام نظره فرد عليها سعيد بصوتا عال
= دول الأحباب ياختى
أستغرب الحاج على من تلك الجملة
_ احباب مين يابنى ، تقصد ايه
ما أن أتم كلمته الحاج على حتى سمعوا صرخة فرحة بالخارج فذهب الجنيع مسرعا ليروا من بالخارج ، حتى وقع نظرهم على باب المنزل ، ها هو مصطفى قد أتى مبتسما فى مجههم وأخته معلقة برقبته يتحدث مع سعيد
_ طبعا لسانك مقدرش يسكت زى العادة
= ياعم انا مبقاليش خمس دقايق هنا
نظر مصطفى لأخته وقام بأبعادها لكى يسلم على الباقيين
_ أوعى يابنت كدا خلينا أسلم على ابوكى وامك
أبتعدت عنه ريهام توجه مصطفى قاصد أمه ارتمى بحضنها ومن ثم قبل يديها فوجد دموعها تملئ وجهها هذا هو شعور الأم عندما ترى أبنها بعد فترة كبيرة من الفراق قبل رأسها وقال ..
_ وحشتينى يا ست الكل
= أنت اللى وحشتينى يا كبدى
ألتفت مصطفى الي والده وأخذ يديه يقبلها من ثم أحتضنه
وذهب بعدها إلى صديق عمره وارتمى بحضنه
_ واحشنى ياصاحبى
= حمدالله على السلامة ياخويا
باعدت بينهم ريهام يطريقتها الخاصة
_ خلاص بقى اوعى كدا حضن اخويا واحشنى
وارتمت بحضنه مرة أخرى ذهبوا جميعهم الى غرفة الضيوف جلسوا جميعا ولكن مضطفى جلس على الأريكة نظرا لأن اخته لازالت بحضنه فقالت لها أمها ..
_ يابت سيبى أخوكى يرتاح شوية دا جاى من سفر طويل
= ياستى ملكيش دعوة هو مرتاح ، ولا انت مش عاجبك ياسى مصطفى
نظر اليها مصطفى ضاحكا وقال ..
_ سيبيها ياماما ، هى حرة خليها تاخد ريحة العرق دى كلها اللى فيا
ضحكوا جميعا وجلسوا يعض الوقت تركهم مصطفى وذهب ليستحم ويبدل ملابسه من ثم نزل إليهم ولجس معهم كانوا يتناقشون فى أمرا ما انتظر حتى انتهو من حديثهم ثم وجه سؤاله الى صديقه سعيد
_ قولى يا سعيد الواد اسامة عامل ايه انا بتصل بيه مردش عليا
تنهد سعيد كالذى ضاع منه شيئا ثم اجاب ..
= والله يا صاحبى ما اعرف انا قولتلك قبل كدا اننا مبقناش نتقابل كتير بس هو بقاله حوالى ست شهور كدا كل ما اتصل بيه يقولى مش فاضى والفترة الأخيرة دى مبقاش يرد عليا اصلا
_ طب ما يمكن يابنى عنده مشاكل ولا حاجة وانت اللى مش واخد بالك
= لا ياصاحبى .. انت بس اللى متعرفش حاجة اسامة احواله اتغيرت كتير مبقاش زى الأول
_ على العموم خلينا نتغدى وبعدها نشوف الحوار دا
جهزت والدة مصطفى الغذاء وذهبوا جميهم إلى الطاولة تناولو الأكل وبعدها ذهب سعيد ومصطفى والده ليجلسو بالخارج وبدأ الحديث سعيد
_ كنت عايز احكى معاك فى موضوع مهم ياحاج
= احكى يابنى انا معاك
_ الحاج منصور عايز ينزل الأنتخابات الجاية
= ينزل قصاد الحاج عمر دا بيهزر
_ انا مش دى مشكلتى يا حاج انا عارف انه لو اشتغل على الموضوع صح هيكسب ، انا بس خايف ليلمع فعينه الكرسي وميشوفش حد هو دلوقتى مستعد يساعد البلد كلها بس الله اعلم بعد كدا ايه اللى هيحصل ، وانا بتكلم معاك لأنك عارفه اكتر منى
= يابنى اللى أعرفه انك ماسكله كل حاجة يعنى انت اللى بأيدك تخليه يساعد ويقف جنب الناس
_ مهو انا فعلا هعمل دا ولسة كدا كدا على الانتخبات اكتر من سنة فهكون ساعدت فيهم البلد فى حاجات كتير
= ربنا يبارك فيك يابنى يارب ويوجهك للصالح
كان مصطفى يتابع الحوار حتى ورد فى ذهنه سؤالا اراد طرحه
_ وهو ايه اصلا اللى يخلي الحاج منصور عايز المقعد فى المجلس
= دا الأهم بقى يا صاحبى ، نو عايز الكرسي عشان خاطر يقدر يقف قصاد الحاج عمر انت عارف ان الاتنين شغالين فى نفس المجال ومنافسين لبعض بس اغلب الصفقات والمناقصات اللى بيكسبها هو الحاج عمر ودا عشان خاطر نفوذه وعلاقاته فهو عايز يكون علاقات زيت ويقدر يتساوى بيه ، دا الشئ اللى مخوفنى فعلا
فكرا مصطفى قليلا فى كلام سعيد ثم اردف
_ بص يا سعيد انت كدا كدا دى لقمة عيشك ومتقدرش غير انك تساعده فيها لكن تقدر توجهه للصح لو هو عايز الكرسي يبقى يعمل بيه ، ولا ايه يا حاج
= صح يابنى دا اللى انا بقوله يكسب عادى بس يوم ما يحتاج اصوات ياخدها بحب مش بالعافية
_ والله يا عمى انا هعمل كل اللى ربنا يقدرنى عليه
تذكر مصطفى شيئا فأنتفض واقفا وموجها حديثه إلى والده
_ طيب بعد اذنك بقى ياحاج هستأنذ انا وسعيد شوية هنروح مشوار ونرجع
لم يدرك سعيد شيئا فغمز له مصطفى ففهم انه يريد الفرار بعيدا عن ابيه فرد على الحاج منصور السلام وتوجهها قاصدين الشارع وما ان خرجو حتى سأل سعيد مصطفى عن ما يريده فأجابه مصطفى
_ يا ستى بإذن الله هتجيبى مجموع عالى السنادى انا واثق فيكى
= متعرفش انا كنت فاشلة ازاى يا سعيد انت فعلا خلتنى اشوف الدراسة دى حاجة سهلة جدا بعد ما كان عندى عقد الدنيا منها
_ يارب توصلى للى انتى عيزاه ، وانا معملتش حاجة انتى اللى زكية وبتفهمى بسرعة
فى وسط هذا الحديث كان قد اتى الحاج منصور ليلقى عليهم التحية التى ازعجت سعيد لأنه اراد الحديث مع منى وقتا اطول .. ولكن ما باليد حيلة ..
_ صباح الخير يا سعيد يابنى ، صباح الخير يا حبيبتى
هم سعيد واقفا ليرد تحية الحاج ومن ثم ردتها ياسمين
= صباح الخير يابابا
_ تعالى معايا يا سعيد عايز اوريك حاجة
ذهب سعيد مع الحاج منصور مترجلين فى الجنينة ليجدو نفسهم خلف الڤيلا وهناك تتواجد حجرة مغلقة كان مفتاحها فى يد الحاج منصور فتح الباب ليجد سعيد امامه غرفة مجهزة بالكامل يوجد بها على اليمين سرير مجهز ونظيف جدا وبجواره كومودينو والناحية المقابلة طاولة يتواجد عليها مغلاة مياة وبجوارها اكواب وعلب من المركد انها الشاى والبن والسكر ويتواجد شعلة صغيرة تسمى بالسبرتاية ، اما عن الناحية الشمال فيتواجد بها مكتب وعليه بعد الأوراق البيضاء واباجورة اضاءة ، فهم سعيد انها غرفة مجهزة للمزاكرة او ما شابه ذلك إلى أن دخل اليها بعدما طلب ذلك الحاج منصور
_ ادخل يابنى
دخل سعيد والحاج منصور وجلس الحاج منصور على طرف السرير بينما سحب سعيد كرسى المكتب ليجلس عليه متسائلا للحاج عن ما هذه الغرفة ولم فقام بالرد عليه الحاج منصور
_ دى يابنى اوضة انا جهزتها ليك انا من امبارح منمتش بسبب الإنتخابات وبسبب التفكير الكتير فيها والصبح جهزتلك الأوضة دى عشان تبقى قريب منى الفترة الجاية ، وفى نفس الوقت تقدر تزاكر لبنتى وانت شغال
أحس سعيد ببعض الحرج مما يفعله الحاج منصور
= بس انا يا حاج مش بأثر وبروح بيتنا عادى وباجى الصبح انابع الشغل وكل حاجة
_ انا عارف كل دا يابنى بس ريحنى
فكر سعيد قليلا ولكن " الحب يجعل المرء يفعل كل شئ"
= خلاص اللى تشوفه يا حاج
_ قولى بقى عملت ايه فى الموضوع بتاعنا
أخرج سعيد بعض الأوراق ليطلع عليها الحاج منصور
_ ايه دا يابنى انا مش فاهم دى فلوس ايه
= بص يا حاج زى ما فهمتك امبارح عشان تكسب الأنتخابات لازم تكسب فئة كبيرة أوى من أهل الدايرة ودا مش هيحصل غير لما تكون وسطهم بمعنى أنك تحضر أفراحهم وجنازتهم حد مريض تروح تزوره حد محتاج تديله تطلع مثلا كل شهر قرشين للناس الغلابة ، تعيد عليهم ، تدبح فى العيد الكبير وتوزع على الناس .. هى دى الحاجات اللى هتخلى الناس تنجحك ...
_ ايوا يابنى بس الحاجات دى بتتعمل قبل الأنتخابات علطول واحنا لسة قدامنا حوالى سنة على ما باب الأنتخابات يفتح
= مهى دى الفكرة ياحاج كل اللى بيجي يدخل الأنتخابات بيصرف شهر او اتنين بتوع الأنتخابات وخلاص على كدا لكن اخنا بقى هبدأ من دلوقتى عشان نقدر نبنى محبة عند الناس فهى اللى تبقى حابة انك تبقى النايب بتاعهم مش انت اللى تفرض نفسك عليهم
_ بس دي كدا مصاريف ياما اوى ، كل دا عشان كرشي فالمجلس
= مهو انت متعرفش كرسي المجلس دا بيعمل ايه الحاج عمر بيقدر يوصل دلوقتى بعلاقته احنا هنعكس احنا هنوصل بالناس وكافتنا احنا هتبقى ربحانة ، اينعم هنصرف كتير بس المصاريف دى ولا حاجة لما تملك السوق لوحدك وتبقى كمان عضو مجلس الشعب وعندك حصانة دى لوحدها كفاية
_ ياااه يا سعيد على دماغك انا مكنتش اتخيل أنك دماغك جامدة كدا ، انت من انهاردة مسؤول حملة الأنتخابات بتاعتى
= بس أهم حاجة يا حاج منصور السرية محدش يعرف انك هتنزل انتخابات مجلس الشعب غير وقت أعلان الأسامى وقول ساعتها انى انا اللى اصريت عليك انك ترشح نفسك
_ ماشى يابنى توكلنا على الله
= ماشى ياحاج خلى بالك فى حالة وفاة انهاردة فى بيت عويضة ولازم تروح
_ لا مش مهم خليها بكرا ابقى اعدى عليهن
= لا مينفعش دى بقت أهم حاجة بالنسبالنا دلوقتى ، اذا كان على الشغل فنا هتابعه المهم انك تتابع الحاجات اللى بقولك عليها
_ ماشى يا سيدى بما نشوف أخرتها
= أخرتها هتبقى سيادة النايب انشاء الله
ظل سعيد طوال اليوم يتابع بعض الأعمال وجلس مع ياسمسن ليرتب معها بعض الأشياء حتى غلبه النعاس فذهب إلى غرفته الجديدة للمبيت بها كما قرر الحاج منصور خلد فى النوم سريعا من كثرة الأرهاق الذى حل به لم يفكر فى مراجعة دروسه أو الأتيان بملابسه كان اليوم مرهق جدا عليه فكل شئ تفكير أو حسابات أو متابعة أعمال .. أستيقظ سعيد مبكرا نظر فى ساعته فوجدها العاشرة صباحاً نظر إلي نفسه وإلى ما يرتدي فوجد نفسه نائما بملابسه التى لم يبدلها ، نظر حوله وأستجمع قواه وزاكرته فتذكر انه نام بالأمس بالغرفة التى خصصها له الحاج منصور قام سعيد من جلسته ليشعل اضاءة الغرفة وما أن فعل ذلك فوجد طرقات على باب الغرفة فتح سعيد الباب ليجد حاس العقار بيده صينية مغطاه بقطعة من القماش أخبره أنه فطاره وقد أنر الحاج منصور بتجهيزه له أخذ سعيد الصينية من الحارس وتوجه نحو الطاولة رفع الغطاء القماشى ليجد منظرا لطالما كان يتمناه فالوحدة التى بها لم تجعل له نصيب فى أن يكون عنده من يجهز له مثل هذا الفطور ، فهو يعيش وحده يقوم بأعداد كل شئ لنسفه بنفسه مثل ملابسه وأكله وشربه وكل شئ .. أحس ببعض الراحة فى بداية يومه تناول سعيد الفطور ومن بعده أعد فنجان القهوة الخاص به فتح باب الغرفة وذهب متجهاً نحو باب الڤيلا فتح له الحارس وذهب سعيد لمنزله توجه إلي الحمام ليتحمم ويزيل عن جسده تعب وعرق الأمس أرتدى سعيد ملابسه وذهب يتابع العمل حتى أنتهى منه مبكرا فقرر أن يذهب إلى منزل صديقه ليجلس مع والده بعض الوقت فهو لم يراه منذ اسبوع طرق سعيد باب المنزل فتتح له الحاج على الذى أخذه فى حضنه بمجرد رؤيته
_ يعنى ياض أنت أرجعك تشتغل معايا تانى عشان اقدر اشوفك يعنى
= والله يا حاج مفروم فالشغل مع الحاج منصور انت عارفه بقى
_ اه عارفه ، وقابلته امبارح فى عزا بيت عويضة وحكالى انه حاطط على كفتك الشغل كله ، تعالى أدخل ام مصطفى هتفرح اوى بيك ..
ذهب سعيد إلى الداخل مع الحاج على جلسو سويا فى حجرة الضيوف فأتت والدة مصطفى لتسلم عليه واخذته فى حضنها .. هذا ليس بالعادى فى الصعيد ولكن سعيد بالنسبة إليها أبها مثل مضطفى تماما فهى من ربته بعدما فقد أمه وابيه وبعد ما حدث له من خاله فكانت هى ملجأه .. أتبعت والدة مصطفى بعدما احتضنه قائلة ..
_ يابنى يعنى مش حرام عليك تغيب كل دا وانت عارف ان اخوك كمان مش موجود
= غصب عنى يا خالتى والله متبهدل شوية فالشغل
_ طيب اقعد شوية مع عمك على عقبال ما أجهزلك الفطار أكيد بتاكل لقمتك الخايبة دى
ضحك سعيد بسبب هذا الكلام ثم اردف
= لا والله دا انهاردة فطرت فطار كويس جدا كمان بس كدا كدا هتغدى معاكم
نظر إليه الحاج على وكأنه يعلم أنه يحمل اخبارا يريد قولها
_ مالك ياض شكلك مخبى حاجة عليا قول
= حاجة ايه بس ياحاج منت عارف لو فيه هحكيلك علطول يعنى
فى الوقت الذى كان يرد فيه سعيد على الحاج على رأى بعينه ريهام أخت مصطفى قادمة نحوهم وكعادتها تحب المغازلات والمناكشات الكلامية
_ اه ياعم بقى ، خلاص يابابا من لقى احبابه نسي صحابه
ضحكوا جميعاً على تلك الكلمات فرد عليها سعيد قائلا
= انا مهما كان ليا احباب ياريهان فأنتوا اهم الناس فحياتى انتوا عيلتى
لم يكمل حديثه حتى سمعوا صوت طرقات على الباب فذهبت ريهام لترى من بالخارج
_ ياترى مين اللى جايلنا دا
قالت ريهام تلك الجملة وقد اختفت من أمام نظره فرد عليها سعيد بصوتا عال
= دول الأحباب ياختى
أستغرب الحاج على من تلك الجملة
_ احباب مين يابنى ، تقصد ايه
ما أن أتم كلمته الحاج على حتى سمعوا صرخة فرحة بالخارج فذهب الجنيع مسرعا ليروا من بالخارج ، حتى وقع نظرهم على باب المنزل ، ها هو مصطفى قد أتى مبتسما فى مجههم وأخته معلقة برقبته يتحدث مع سعيد
_ طبعا لسانك مقدرش يسكت زى العادة
= ياعم انا مبقاليش خمس دقايق هنا
نظر مصطفى لأخته وقام بأبعادها لكى يسلم على الباقيين
_ أوعى يابنت كدا خلينا أسلم على ابوكى وامك
أبتعدت عنه ريهام توجه مصطفى قاصد أمه ارتمى بحضنها ومن ثم قبل يديها فوجد دموعها تملئ وجهها هذا هو شعور الأم عندما ترى أبنها بعد فترة كبيرة من الفراق قبل رأسها وقال ..
_ وحشتينى يا ست الكل
= أنت اللى وحشتينى يا كبدى
ألتفت مصطفى الي والده وأخذ يديه يقبلها من ثم أحتضنه
وذهب بعدها إلى صديق عمره وارتمى بحضنه
_ واحشنى ياصاحبى
= حمدالله على السلامة ياخويا
باعدت بينهم ريهام يطريقتها الخاصة
_ خلاص بقى اوعى كدا حضن اخويا واحشنى
وارتمت بحضنه مرة أخرى ذهبوا جميعهم الى غرفة الضيوف جلسوا جميعا ولكن مضطفى جلس على الأريكة نظرا لأن اخته لازالت بحضنه فقالت لها أمها ..
_ يابت سيبى أخوكى يرتاح شوية دا جاى من سفر طويل
= ياستى ملكيش دعوة هو مرتاح ، ولا انت مش عاجبك ياسى مصطفى
نظر اليها مصطفى ضاحكا وقال ..
_ سيبيها ياماما ، هى حرة خليها تاخد ريحة العرق دى كلها اللى فيا
ضحكوا جميعا وجلسوا يعض الوقت تركهم مصطفى وذهب ليستحم ويبدل ملابسه من ثم نزل إليهم ولجس معهم كانوا يتناقشون فى أمرا ما انتظر حتى انتهو من حديثهم ثم وجه سؤاله الى صديقه سعيد
_ قولى يا سعيد الواد اسامة عامل ايه انا بتصل بيه مردش عليا
تنهد سعيد كالذى ضاع منه شيئا ثم اجاب ..
= والله يا صاحبى ما اعرف انا قولتلك قبل كدا اننا مبقناش نتقابل كتير بس هو بقاله حوالى ست شهور كدا كل ما اتصل بيه يقولى مش فاضى والفترة الأخيرة دى مبقاش يرد عليا اصلا
_ طب ما يمكن يابنى عنده مشاكل ولا حاجة وانت اللى مش واخد بالك
= لا ياصاحبى .. انت بس اللى متعرفش حاجة اسامة احواله اتغيرت كتير مبقاش زى الأول
_ على العموم خلينا نتغدى وبعدها نشوف الحوار دا
جهزت والدة مصطفى الغذاء وذهبوا جميهم إلى الطاولة تناولو الأكل وبعدها ذهب سعيد ومصطفى والده ليجلسو بالخارج وبدأ الحديث سعيد
_ كنت عايز احكى معاك فى موضوع مهم ياحاج
= احكى يابنى انا معاك
_ الحاج منصور عايز ينزل الأنتخابات الجاية
= ينزل قصاد الحاج عمر دا بيهزر
_ انا مش دى مشكلتى يا حاج انا عارف انه لو اشتغل على الموضوع صح هيكسب ، انا بس خايف ليلمع فعينه الكرسي وميشوفش حد هو دلوقتى مستعد يساعد البلد كلها بس الله اعلم بعد كدا ايه اللى هيحصل ، وانا بتكلم معاك لأنك عارفه اكتر منى
= يابنى اللى أعرفه انك ماسكله كل حاجة يعنى انت اللى بأيدك تخليه يساعد ويقف جنب الناس
_ مهو انا فعلا هعمل دا ولسة كدا كدا على الانتخبات اكتر من سنة فهكون ساعدت فيهم البلد فى حاجات كتير
= ربنا يبارك فيك يابنى يارب ويوجهك للصالح
كان مصطفى يتابع الحوار حتى ورد فى ذهنه سؤالا اراد طرحه
_ وهو ايه اصلا اللى يخلي الحاج منصور عايز المقعد فى المجلس
= دا الأهم بقى يا صاحبى ، نو عايز الكرسي عشان خاطر يقدر يقف قصاد الحاج عمر انت عارف ان الاتنين شغالين فى نفس المجال ومنافسين لبعض بس اغلب الصفقات والمناقصات اللى بيكسبها هو الحاج عمر ودا عشان خاطر نفوذه وعلاقاته فهو عايز يكون علاقات زيت ويقدر يتساوى بيه ، دا الشئ اللى مخوفنى فعلا
فكرا مصطفى قليلا فى كلام سعيد ثم اردف
_ بص يا سعيد انت كدا كدا دى لقمة عيشك ومتقدرش غير انك تساعده فيها لكن تقدر توجهه للصح لو هو عايز الكرسي يبقى يعمل بيه ، ولا ايه يا حاج
= صح يابنى دا اللى انا بقوله يكسب عادى بس يوم ما يحتاج اصوات ياخدها بحب مش بالعافية
_ والله يا عمى انا هعمل كل اللى ربنا يقدرنى عليه
تذكر مصطفى شيئا فأنتفض واقفا وموجها حديثه إلى والده
_ طيب بعد اذنك بقى ياحاج هستأنذ انا وسعيد شوية هنروح مشوار ونرجع
لم يدرك سعيد شيئا فغمز له مصطفى ففهم انه يريد الفرار بعيدا عن ابيه فرد على الحاج منصور السلام وتوجهها قاصدين الشارع وما ان خرجو حتى سأل سعيد مصطفى عن ما يريده فأجابه مصطفى