عيون الشيطان

Sabrin_alaa`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-11ضع على الرف
  • 23.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

عيون الشيطان

في بيت من بيوت الاسياد يلد مولودا غير كل كل المواليد يشعر الجميع بقبضه في القلب كل من ينظر اليه يشعر بالخوف والهرع بالرغم من انه وليد رضيع
اطلقو عليه اسم الشيطان امام والده فصفعهم بالقلم
دلفت الخادمه الى غرفه سيدها وقد كان ينتظرها بشوق ولهفه لتزف عليه خبر الولاده فقد كان ينتظر تلك المولود بفارغ الصبر
لكنه عندما نظر الى وجهها العبوس عقد حاجبيه واستغرب بشده واردف بخوف
ـ  في ايه ياوليه مالك اعوذ بالله من دا وش  بومه داخله عليا
ثم فرد تجاعيد وجهه واردف بلين
ها المره اللي فوق دي ولدت ولا لسه 
ردت الخادمه بأسف
ـ ولدت ياجناب البيه بس اااا
قطعت حديثها الخادمه فجأه ولكنها لم تجرأ على قول الباقي
وكان ينظر اليها وهدان بإهتمام واردف بغضب
ماتقولي ياوليه كلك قطر وشبع من موتك
ايه اللي حصل ستك عزيزه جرالها حاجه

اردفت الخادمه بسرعه لتنفي مايقول
ـ لا لا ياسيدي وهدان ستي عزيزه بخير وولادتها جت سهله الحمد لله المشكله مش فيها المشكله ف اللي ولدته
ثم نظرت اليه في خوف وقالت بسرعه
بس اعذرني يابيه اكتر من كدا مش هقول
احسن بعدين تموتني ناقصه عمر
وهرولت الخادمه من بين يديه خوفا منه على عمرها
فأوقفها وهو يصرخ ـ استني هنا يابنت المحروق انتي
وقفت الخادمه وهي تشعر بكامل جسدها يحترق
بينما وهدان كان يشعر بالضيق وعلامه استفهام على وجهه لا يفهمها
نظر لها وهدان  وهو يشعر بالضيق من حديثها ولا يفهم شيئا مما يدور
فأردف بغضب اكبر وهو يشعر بإرتفاع درجه حرارته ويشعر ايضا بفوران في دماء  جسده وأردف بعصبيه
ـ الله يحرقك وليه نكد عكرتي مذاجي للهي يعكر مزاجك امشي غوري من وشي يالا

وخرجت مسرعه بعدما امرها سيدها
ولكنه مازال يفكر لماذا الجميع وجههم عبوس وانتي ايضا قدمتي قدوم البؤساء او كأن يوم القيامه قد اتى وفوق كل ذلك تعتذرين اريد ان اعلم الآن ماذا حدث
بعدما اجبرها سيدها على القول تحدثت اخيرا واعلمته بحال الطفل ولما الجميع يطلقون عليه لقب الشيطان
وعندما علم تركها سريعا ونهض مسرعا الى الخروج مهرولا الى غرفه زوجته التى كانت تلد بها
وامسك بالباب ودفعه بقوه فأنقسم الى نصفين من عصبه ونظر الى زوجته واردف بقوه مخاطبا الجميع ـ مش عايز اشوف وش حد فيكو اطلعو برا كلكو
قالها بغضب وبصوت ملئ بالخوف والرعب للجميع
ومن ثم ارتعبو جميعا ودلفو الى الخارج مهرولين
ثم اقترب من زوجته وهي تنصب عرقا من كل مكانا وهي تشعر بالخوف منه هي الآخرى لكنها لا تستطيع الحركه ولا الهروب منه فهو سيد البلده الطاغي التي لا يعرف الرحمه ابدا ونظر الى الصغير الملفوف في حجر امه واردف بإستغراب
ـ ياااه اخيرا بعد صبر عشر سنين اتحرمت فيهم من الخلفه يجيني ولد زي البدر كدا

ثم اقترب من عيناه المقفولتان وقام بفتحهما بيده
ثم نظر فيهن ومن ثم اردف بخوف
ـ ياقوي اي دا سبحان الله ازاي الواد عنيه بيضا خالص وبيشوف

الام بخوف ـ  اي دا انت ازاي عرفت انه هيشوف بيهم
نظر لها مهران بشراسه
ثم خافت وانكمشت في نفسها واردفت بخوف
ـ يابوويه عليا وعي نسياني ايوا انا عارفه صح انك دكتور عيون شاطر
ثم نظرت  عزيزه الى زوجها واردفت بأمل
بس عالفكرا انت ممكن تعالجه بالعمليات والعدسات الطب اتقدم جدا دلوقتي

عجب الاب مما قالت وأردف  بسرعه
ـ مين قالك اني عايز اعاجه الواد دا جاني هديه من السما وهيكون لي مستقبل تاني خالص غير اللي ف دماغك

شعرت الام بالضيق مما قال وخافت بشده على وليدها لكنها ضعيفه ولم يكن بيدها غير الصبر
كان هذا اول يوم لهذا الصغير والكل يطلقون عليه الشيطان قبل ان يفعل شيئا في دتياه حتى والده ايضا قد اطلق عليه لقب الشيطان فقد كان ذهابا وايابا ينادي زوجته بأم الشيطان مما كان يشعرها بالأسف والخجل منه
وذات يوم من الايام جلست بجواره على سفره العشاء
جلس وهدان في المنتصف وزوجته في الكرسي الايمن بالقرب منه
ـ عامله ايه ياعزيزه والشيطان الصغير عامل ايه

عزيزه وقد فاض بعا الكيل
ـ متقولش عليه شيطان ياوهدان الشيطان الحقيقي هو انت وبطل تطلع عليه الاسم دا انا ابني ملاك ولسه ف اللفه وفيه حنيه الدنيا محستش بوجع وانا حامل فيه ابدا
انا وجعي كلو جاي منك انت ياوهدان

وهدان نظر اليها وقد اصبحت ملامحه جامده جمود الصخر وعروقه ظهرت من تحت جلده وحراره جسده العاليه وصلت اليها مما جعلها تخاف منه بشده
لكنها لم تظاهر عليه ذلك واصبحت جامده هي الاخرى لكن قلبها يحمل الكثير
اردف بصوت اجش
ـ ايه اللي بتقوليه دا ياعزيزه صوتك علي
عليا وبقيتي تبوصيلي وانتي بتتكلمي ايه نسيتي نفسك ولا ايه نسيتي انا جيبك منين ودافع فيكي كام يابنت القص

كان يعايرها بعائلتها الضعيفه التي اشتراها منهم لكي تصبح جاريه له ويبيع ويشتري فيها مثل مايريد لا رأي لها ولا كلمه

قامت من مكانها
ـ ماخلاص بقى كفايه سيره مالهاش عازه ولت وعجن عالفاضي
من ساعت ما اتجوزتني وانت كأنك مشتريني انا عمري ماشوفت عبوديه بالشكل دا انت ايه يا اخي مبتزهقش

استفزته لكي تصل لغرضها وتحقق ماتريد وقد نجحت في ذلك
عقد حاجبيه ومن ثم اردف بضيق
ـ يووه عليكي وانتي مره نكديه كدا غوري من وشي انتي والشيطان اللي معاكي وحسك عينك وهبعت الغفر ياخدوكي على البيت البحري تتربي فيه شويه يمكن تحسي بالنعمه اللي انتي فيها
قالها بقوه ومن ثم انتقل من مكانه الى وجهه باب الغرفه ونادى بصوت عال
ـ ياابو لهب انت يازفت ياابو لهب

اتى مهرولا مايدعيه بأابي لهب وهكذا اطلق عليه لانه يده اليمنى ويعتمد عليه وهدان كثيرا
وبدأ يأمره
ـ اسمع ياابو لهب هتاخد الست عزيزه وابنها
وهتوديهم البيت البحري وتبعتلهم الدقيق
وهي اللي تخبزه
والطيور وهي اللي تدبح وتعمل الاكل
خليها تتربي شويه وتحس بقيمه النعمه اللي ست شتها تتمنى تطولها

ثم دلف الى الخارج وهو يتأفف مما قال
ابو لهب وهو ينظر الى عزيزه بطمع
ـ يالا ياست الكل انا مش عارف ايه اللي جابرك عالعيشه دي بس
وحاول الامساك بخصرها ليساعدها على النهوض مما اثار غضب عزيزه وقامت بدفعه عنها  بصفعه بقوه لدرجه انها تهز الجدران ويتصدع صوتها في ارجاء الغرفه

واشارت اليه بأصبعها السبابه
ـ اوعى ايدك النجسه دي تتمد عليا تاني انت فاهم ولا لأ
اثارت جنونه هذه المرأه فهي زوجه سيده
فلا يستطيع ضربها او صفعها ابدا
فإن علم وهدان بذالك لقطعه الى اشلاء صغيره والقاه في الصحراء للضباع
قامت عزيزه بقوه وذهبت الى غرفتها واخذت طفلها النائم بين ذراعيها واخذت بعض اغراضها وثيابها ودلفت الى خارج القصر
وهدان   ـ رايحه فين ياشؤم واخده خلجاتك
ليه هو انا لما اتجوزتك كان معاكي خلجات

عزيزه بوهن ـ ليه هتمشيني للبيت البحري من غير هدوم ولا ايه

مهران ـ انتي هتمشي من هنا زي ماجيتي
والشيطان كمان مش هتاخديله هدوم
هو هيبقى قوي وهيطلع راجل زي ابوه
ثم وجه نظره للخادمه جليله وهو يأمرها
جليله خدي شنطه الهدوم دي
عزيزه بخوف ـ لا ياوهدان حرام عليك انا استحمل انما هو لا دا لسه رضيع يانضري   اتقي الله دا مهما كان ابنك

اخذت منها جليله صره الملابس وانصرفت
عزيزه وهي تستغيث
ـ والنبي ياوهدان هات الهدوم مش هنام انا وابني ف الطل اللي هناك دا من غير هدوم

لم يلتفت اليها والى حديثها وسرعان ماذهب الى داخل غرفه مكتبه
ولم تجد حلا عزيزه وسحبها ابا لهب ومعه السائق الى المنزل البحري
ابا لهب بطمع في عزيزه  وهو ينظر الى السائق بأمر
خليك انت يافتحي هنا انا هوصل ست الكل جوا البيت
لم يكمل حديثه حتى قاطعته عزيزه بقول صارم
ـ ارجع لسيدك ياابو لهب انا عمري ماهخلي شيطان زيك يدخل معايا مكان ابدا
يالا غور انت والسواق
روحو لسيدكو بكرا تنشو معاه في نار جهنم

قالت اشد كلمات لأمره كاد الضعف يقتلها
ودلفت الى المنزل وقفلت الباب عليها
ثم نظرت الى وليدها
ـ ايه ياحبه عيني ايه يانضري ايه ياقبب امك من جوه
كان الصغير يبكي جوعا ولقد ادركت ذلك
فقالت بمرح ـ امممم هو قلب ماما جعان
واكيد مش هيستنى ماما الوقعه من الجوع لما تاكل خلاص ياروحي كل انت ونام وانا هبقى اكل بعدين
وامسكت بثدها وقامت بإرضاعه بحنان
حتى نام الرضيع نوما هادئ  وتشعر الام بالحنان والطمئنينه عكس ما كانت عليه فنقلت شهورها واحساسها اليهه فنام وهو
مر الوقت كالسحاب
وقامت عزيزه من نومها وهي جالسه وقد كانت تشعر بقشعريره البرد القارس في المنطقه فأمسكت بيد ابنها الصغير فوجدتها اشبه بقطعه التلج
ـ ياحبيبي يازين انتي ايدك سقعانه كدا ليه
ونظرت حولها فلم تجد شيئا مثل بطانيه او اي غطاء ثقيل فخلعت عبائه من قماشه القطيفه الثقيله واخذت ابنها بين احضانها واخذت تلفها جسده برفق ولين الى ان شعر بالدفء وعاد مجددا الى النوم
بينما هي فقد كان كامل جسدها ينتفض
ونظرت حولها مجددا ولكن هذه المره قد وجدت مدفئه قديمه وبها بعض الحطب
فأقتربت منها واخذت تبحث في كل مكان عن  اي اداء للأشتعال  فلم تجد ودلفت بسرعه الى الخارج فوجدت حجرين فأخذتهما ولم تتردد وحاولت مراؤا وتكرارا الى انها نجحت اخيرا واشعلت المدفئه وجلست بجوارها وشعرت بالدفء واطمأن قلبها نوعا ما
اما في منزل وهدان الشيمي كان يجلس على كرسي مكتبه ويراجع بعض الحسابات في شأن تجارته وارباحه وكان يجلس معه عثمان تاجره الوفي الموكل بأمر الحسابات
الخاصه بالتجاره
وهدان ـ كدا يبقى الحساب تمام اوي و 100،100 اتكل على الله انت ياعثمان انت معايا هنا من بدري زمان امك واخواتك مستنيين اجازتك ف مصر روحلهم اقعد معاهم يومين وارجع لنا تاني

عثمان بتردد ـ كتر خيرك ياوهدان بيه
بس احممم

نظر له عثمان وعيناه اضيقت ورجع للوراء بظهره
ـ مالك ياعثمان ملجلج كدا ليه زي اللي عاوز يخطب

عثمان ابتسم ـ بصراحه ايوا ياوهدان بيه
انا جاي وعشمان فيك كل خير

وهدان ـ ف مين؟!
عثمان وقد بلع ريقه ـ ف اختك مريم
وهدان وعلى وجهه علامات استفهام كثيره
وتعرفها منين اختي مريم لامؤاخذه دي متعرفش طريق الجنينه
لم لينتظر ليسمع اجابته وقد اخرج مهران من درج مكتبه مسدسا ووضعه امامه على المكتب
عثمان وقد شعر بالخوف قليلا لكنه ظل ثابتا على موقفه لانه رجلا لا يعرف الهوب الا من الله
عثمان ـ الحقيقه انا مره واحده شوفتها كانت مع ابو لهب ناحيه مستشفى البلد وعرفت انها تعبانه حتى اسأل ابو لهب

وهدان ـ سيبك من ابو لهب وخليك معايا
انا موافق بس بشرط
عثمان وقد شعر بالفرحه وبدون تفكير في الشرط تسرع بكلماته
ـ اؤمر انا موافق على اي شرط ايا كان

وهدان ـ تمام روح اعزم امك واخواتك وكتب الكتاب والدخله الخميس اللي جاي

عثمان رفع نظارته وخرج مسرعا وهو يشعر بالفرحه المتطايره
عندها تسللت جليله الى غرفه مريم الجالسه وحدها دائما تنظر تاره الى الحديقه بحزن وتاره اخرى الى السماء بتفكير عميق ودموعها تنزل منها رغما عنها
هي دائما شارده وحزينه لا تعرف الفرح ابدا
دلفت اليها جليله
ـ وبعدين ياست الكل انتي هتفضلي كدا لا اكلك ولا شربك هتفضلي عايشه ف ملكوته

مريم ـ شيلي الاكل دا من قدامي ياجليله انا ماليش نفس
جليله بحماس ـ ب واللي يجبلك بقى خبر
يفرح قلبك ويفتح نفسك

مريم بيأس ـ مافيش حاجه هتفرح قلبي انا خلاص معدش ليا نفس لأي حاجه ياجليله

جليله ـ هيجيلك النفس وهتعيشي حياتك اللي معيشتيهاش صدقيني وهتتجوزي وتخلفي واللي جاي كلو خير ان شاء الله بس انتي قولي ياارب
وقد جلست بجوار قدمها وبدأت تقص عليها ما رأت وما سمعت
ـ سيدي وهدان كان قاعد مع سي عثمان الباشكاتب اللي عنده اوم وانا معديه بالصدفه من جار المكتب سمعت اسمك
وهفني الشوق اسمع واعرف بيكلمو عنك ليه
اتاري سي عثمان عايزك ف الحلال وطلب ايدك من وهدان بيه وهو معترضش
الف الف مبروك ياسي ربنا يسعدك ويهنيكي يارب

كانت جليله تتحدث وقد حدث عكس ماتوقعت تماما فهي كانت تتمنى ان ترى على وجهها العبوث القليل من الامل والفرحه لكنها شعرت يخيبه امل عندما انهارت امامها واصابتها تشنجات وهي تقول
ـ لا عز تاني لأ مش هيحصل ف حد تاني اللي حصل ف عز
عز تاني لأ كفايه بقى كفايه حرام عليكو
وقد وقعت في الارض واخذت تهتف بهذه الكلمات
وجليله تحاول تهدئتها قدر المستطاع ولا تعرف
لكنها اسرعت بنداء الممرضه التي كلفها وهدان برعايتها والاهتمام بها
ـ ياهنا انتي يااللي اسمك هنا تعالي يا اختي بسرعه اللهي يسترك ست مريم تعبانه
دلفت الممرضه مسرعه واقتربت من مريم وحاولت تهدئتها
ـ اي دا هو ايه اللي حصلها وايه اللي وصلها لكدا
انا انا لازم اكلم الدكتور فورا
واسرعت الى الهاتف الارضي الموجود بالغرفه واتصلت به
فأجابها ـ خير ياهنا في ايه
هنا بخوف ـ الحقنا يادكتور مريم تعبانه اوي ورجعتلها التشنجات من تاني
بعد ماحالتها اخيرا اتحسنت وحسينا بأمل ورجعت تتكلم رجعت تاني للتشنجات

الطبيب ـ طيب طيب اديها ابره مهدئ من اللي ادتهوملك ماشي
هنا بخوف ـ حاضر يادكتور حاضر
واسرعت بأخذ الحقنه من شنطتها واحضرتها على عجله واعطتها في ذراعها
وفي خلال ثواني هدأت قليلا وذهبت في نوم عميق
هنا ـ الحمد لله هديت
هذا ماكان يبدو على مريم من الظاهر اما بداخلها تعيد التفكير في بعض الذكريات المؤلمه التي اخذتها الى حالتها تلك
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي