الفصل الثاني ٢

الفصل الثاني ٢
وصل دكتور مراد منزله وهو يلهث من التعب ثم جلس ليستريح قليلا نظرا لاﻧه في الستين من العمر وفي تلك اللحظة اقبل سيد قائلا:
_حمد لله على السلامة يادكتور
هتف وهو مازال يلهث:
_الله يسلمك ياعم سيد قولي بقا عملت زي ما قلتلك ولا بوظت الدنيا؟
_اطمن يادكتور عملت كيف ما قولتلي بالظبط واتفضل بص عليه بنفسك عشان تتاكد
_طيب ياعم سيد روح انت اعملي فنجان قهوة وهاتهولي علي هناك
_حاضر يادكتور تأمرني بحاجه تانيه؟
_اه صح قبل ما انسي عايزك طول ما انا مش موجود تفتح عينك كويس اوي
اصاب سيد القلق الشديد مما جعله يهتف في خوفا قائلا:
_هو في حاجه حصلت ولا ايه يادكتور؟
_لا لا اطمن مفيش حاجه حصلت بس انت نفذ اللي انا بقولك عليه وخلاص
_متخافش يا دكتور المكان هنا أمان قوي ومحدش يقدر يهوب ناحية المكان ده خالص
_تمام اوي بس برضو خلي بالك ولو حسيت باي حاجه بلغني علي طول
_اوامرك. يا دكتور
حمل دكتور مراد نظارته وذهب إلي تلك الغرفه الخاصه بذلك الاختراع بينما وقف سيد قلقا يحادث نفسه قائلا
-: الرجل ده. شكله واعر قوي والجهاز اللي جوة ده شكله حاجه كبيره قوي ومهمه كمان عشان إكده كل شويه والتاني يديني في اوامر وتعليمات، انا لازم اعرف منه ايه هي الحكاية بالظبط بدل ما انا قاعد إكده كيف الاطرش في الزفه.
_______*______*______
في المستشفى
يتحدث الدكتور مع معتز قائلا:
_مبروك يا بشمهندس المدام حامل
اتسعت حدقات عين معتز فرحا ثم هتف قائلا:
حامل بجد يادكتور؟
_اه طبعا بجد الف مبروك ياسيدي
_الله يبارك فيك يادكتور ومتشكر اوي على تعبك معانا
_على ايه يا بشمهندس ده شغلي انا هكتبلها على شوية ادويه تمشي عليهم بانتظام وياريت متعملش اي مجهود خالص ع الاقل لمدة شهرين
_ميرسي اوي يادكتور
خرج الدكتور بينما احتضن معتز زوجته ثم هتف:
مبروك يا حبيبتي
_الله يبارك فيك ياحبيبي انا مش مصدقه يامعتز ياه اخيرا هبقي ام
معتز: الحمدلله يا حبيبتي ربنا قادر على كل شيء
نظرت اليه في حبا ثم هتفت: بص بقا لو ولد انت اللي هتسميه ولو بنت انا اللي هسميها اتفقنا يا بشمهندس
_ههههه اتفقنا يا ستي المهم بس تسمعي الكلام اللي قاله الدكتور ومتعمليش اي مجهود
_ماشي يا حبيبي
في تلك اللحظة رن هاتف معتز فاخرجه من جيبه وهتف قائلا:الوو ايوه ياوجدي
_ايه يا بشمهندس مش عايز ترد ليه انا وليد كنا عايزين نطمن علي صفاء هي عامله ايه دلوقتي
_معلش ياوجدي مسمعتش الموبايل وهو بيرن
_ماشي ياسيدي المهم طمنا علي صفاء عامله ايه دلوقتي
_الحمدلله يا وجدي كويسه
_طب الحمدلله و الدكتور قالك ايه
_بفرح قالي ان هبقي اب قريب
_بابتسامة وفرح بجد ياميزو الف الف مبروك يا عم
_الله يبارك فيك يا وجدي
_بص بقا بمناسبة الخبر الجميل ده انا وليد قررنا ندبس في عشا بره قولت ايه؟
_هههههه وماولوا ياعم مش خساره فيكم بس كده من عيني
_ ماشي يا بشمهندس عن اذنك بقا
_اتفضل
_مع السلامه
_سلام
في تلك الاثناء نظر معتز الي صفاء ثم ابتسم قائلا: يلا بينا يا حبيبتي عشان اوصلك وارجع بقا الموقع عشان فيه شغل كتير لازم اخلصه.
______*______*________*
بداخل غرفته الخاصة ولاسيما تلك الغرفة التي تحوي مكتبه واختراعه الكبير يجلس دكتور مراد مرتديا نظارته يقوم بحل إحدي المعادلات الفيزيائيه التي تتعلق بذاك الاختراع بتمعن وتركيز شديد وهو يهتف: ركز يا مراد مش فاضل غير خطوة واحده بس وتقدم للعالم الاختراع العبقري ده اللي هينقله نقله تانيه
في تلك اللحظة طرق سيد الباب فاذن له دكتور مراد بالدخول قائلا:
_ادخل ياعم سيد
_القهوة يا دكتور
_حطها عندك ياعم سيد
وضع سيد القهوة علي المكتب
لم يمض قليلا حتي صاح دكتور مراد قائلا: لاقتها اخيرااا
انهدش سيد مما جعله يخاطبه بطيبة قلب قائلا:
_ هو فيه حاجه كانت ضايعه من سعادتك ولا ايه يا دكتور
ابتسم لطيبته ثم قال:
لا لا مفيش حاجه ضاعت مني دي حاجه ليها علاقه بالفيزياء
_مش خابر اي الفيزياء دي بس الحمدلله انك لقتها
ابتسم ثانيه ثم هتف:
_قولي ياعم سيد لو جاتلك الفرصه انك تسافر للماضي هتسافر ولا لا ولو سافرت هتتمني تقابل مين
رسمت علي وجه سيد الكثر من علامات الاستفهام قائلا:
_اسافر للماضي كيف عاد؟
_هقولك
هم دكتور مراد بالحديث لكن قطع حديثه سماع صوت سيارة وقفت امام منزله فهتف في قلق قائلا:
_فيه صوت عربيه قدام البيت اجري ياسيد بسرعه شووف مين اللي واقف قدام البيت
خرج سيد مسرعا وهو يقول: هات العواقب سليمه يارب
بينما حمل دكتور مراد هاتفه وبدا بالتقليب في الصور الخاصة بعائلته قائلا:
وحشتوني اوي يا ولاد ياتري عاملين ايه دلوقتي.
_____*_______*______
بولاية كاليفورنيا الامريكية ولاسيما بمنزل دكتور مراد تجلس دكتوره سهام زوجته برفقة إبنتها الصغري ريهام والتي خاطبتها قائلة:
مامي هو بابا هيرجع امريكا امتا
اغلقت اللاب توب الذي امامها ثم قالت:
هو بابا وحشك ولا ايه يا حبيبتي
_اه طبعا ياماما ووحشني جدا كمان هيرجع امتا بقا
_قريب يا حبيبتي بس هو عنده شغل في مصر هيخلصوا وهيجيلنا
قاطع حديثهم نزول شاب وسيم في الثلاثين من العمر وهو يهتف من أعلي الدرج قائلا:
او ممكن احنا اللي نروحله
_بجد ياحسام!
جلس بجوارها ثم قبل راسها قائلا:
_اه بجد هو احنا عندنا كام ريهام
اتسعت حدقات عيناها فرحا ثم هتف: ميرسي اوي ياحسام
ابتسمت دكتوره سهام ثم هتفت: ايه ده
انت فعلا ناوي تسافر مصر ولا ايه ياحسام؟
_اه ياماما
_خير ياحبيبي ايه السفر اللي جه فجاءة ده؟
هم بالحديث لكن قطع حديثه رنين هاتفه فاخرجه من جيبه و استاذن ليجيب قائلا:
_ثواني ياماما هرد. بس علي الموبايل
_اوكي ياحسام اتفضل ياحبيبي
ابتعد قليلا ثم اجاب:
_الووو ايوة يا شادي
_انت فين ياحسام
_خير في حاجه ولا ايه؟
_ينفع تجيلي الشركه دلوقتي حالا
_في حاجه ولا ايه؟
_مش هينفع الكلام في التلفون لما تيجي هقولك
_اوكي يا شادي انا جاي حالااا
انهي حسام مكالمته مع شادي قائلا: ماما انا هعدي علي شادي في الشركه عن اذنك
اصابها القلق ورسم على وجهها الكثير من علامات الاستفهام فهتفت قائلة:
في حاجه ولا ايه ياحسام؟!
_ معرفش والله ياماما شادي عايزني في ايه اول ما اروح هناك هعرف وابلغك اطمني ياماما مفيش حاجه تستاهل القلق
_اوكي يا حبيبي خلي بالك من نفسك
_اوكي ياماما
خرج حسام وهو يتمتم: ياتري في اي حصل خلي شادي يكلمني وهو متوتر اوي كده.
...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي