الفصل الرابع
لم يمر الكثير من الوقت حتى وصلت " ندا " إلى منزل " مريم " ، أمتدت يد " ندا " لكى تطرق على الباب بخفوت وسريعا ما فتحت لها " مريم " بأبتسامة لابقة مرحبة بيها رادفة بترحاب :
" أهلا يا ندا، أتفضلى يا حبيبتى "
دلفت " ندا " منزل " مريم " وهى تشعر بالكثير من الحرج، فهى أول مرة تدخل بها بيت " مريم " التى ليست بصديقتها حتى، ولكنها عزمت على أن تُكمل ما جاءت من أجله وترحل، لترادف " ندا " بخجل :
" أتفضلى يا مريم الأسكتش بتاعك أهو، معلش بقى سما حصل عندها ظروف طارقة ومقدرتش تيجى، أدعلها بقى ربنا معاها
أعتلت وجه " مريم" ملامح التعاطف المُصطنعة والمزيقة مُضيفة بتأثر :
" والله يا ندا غصب عنى، مكنتش أقدر أستنى لحد بكره عشان ألحق أذاكر للامتحان، المهم خدتينى فى الكلام ونسيت أقولك تشربى أيه يا حبيبتى؟! "
هزت " ندا " رأسها بالنفى على حديث " مريم " وهى تنهض من مكانها مرة أخرى مُعقبة بلهفة :
" لا والله مش هينفع عشان متاخرش على ماما أكتر من كده ده يادوبك ألحق أروح "
أمتعضت ملامح " مريم " بكثير من الأنزعاج المُصطنع رادفة بإصرار :
" لا والله يا ندا مينفعش ، لازم على الأقل أعملك كوباية عصير، دا أنتى أول مره تيجى عندى فى ببتى معقول مضيفكيش!! "
شعرت " ندا " بالكثير من الحرج من إصرار " مريم " عليها وعدم أستطاعتها على الرفض ، لتردف " ندا " بإستسلام :
" خلاص يا مريم كوباية عصير مش هتأثر، بس بسرعه عشان ماما متقلقش عليا "
أومأت لها " مريم " بالموافقة وسريعا ما دلفت إلى المطبخ وأعدت ل " ندا " كأس من العصير، وتوجهت نحو " ندا " لتجلس معها إلى أن تتناوله، أخذت تتبادلان الحديث حتى تنتهى " ندا " من شُرب هذا العصير
بعد قليل من الوقت وضعت " ندا " الكأس الفارغ على تلك الطاولة أمامها وسريعا ما نهضت مُستعدة لذهاب رادفة بأمتنان :
" طيب أستاذن انا بقى يا مريم، وشكرا جدا على العصير التحفه ده "
أبتسمت لها " مريم " مُضيفة بأمتنان مُصطنع :
" العغو يا حبيبتى متبوليش كده، بتشكرينى على أيه!!، ده انا اللى بشكرك على تعبك معايا بجد وإنك جبتيلى الأسكتش "
كان يودعان بعضهم وهم يتجهان ثوب باب الشقة، ولكن بدأت " ندا " تشعر بالدوار الشديد وعدم الأتزان ، وسريعا ما سقطت أرضا مُغشيا عليها لا تشعر بأى شيء يحدث حولها
_________
بدأ القلق يتسرب إلى قلب " هدى " وهى تُتابع الساعة التى تجاوزت الخامسة مساًء وموعد عودة " ندا " كان الثالثة بعد مرورها على زميلتها، ولكنها تأخرت أكثر مما تخيلت وما زاد قلقها أن هاتف " ندا " أيضا مُغلق منذ الساعه الرابعة!!
شعرت " هدى " بالخوف الشديد وأخذت تدعى أن تكون الامور بخير وأن لا يصيب أبنتها أية أذى، بينما خرجت " جنة " من غرفتها لتجد والدتها قالقة للغابة، لتشعر " جنة " أن هناك أمرا ما سئ للغاية، أقتربت " جنة " من والدتها بهدوء رادفة بأستفسار :
" مالك يا ماما فى أيه!! شكلك قلقانة أوى كده ليه؟! "
أعتلت ملامح القلق والتوتر وجه " هدى " وهى تضيف مُعقبة بعدم القدرة على التحمل رادفة برغب :
" أختك ندا أتأخرت أوى يا جنة، مش عارفه أيه الى اخرها اوى كده!!، يارتنى ما سبتها تروح لزميلتها دى
ضيقت " جنة " ما بين حاجبيها بأستنكار وقد تسرب بعض القلق إلى قلبها رادفة بإستفسار :
" زميلتها!! زميلتها مين دى يا ماما؟! "
قصت عليها " هدى " كل ما حدث وعن محادثتها مع " ندا " وعن طلب " سما " من " ندا " وسبب عدم ذهابها هى ، لترتاب " جنة " من هذا الأمر، ولكنها حاولت أن لا تُظهر ذلك القلق أمام والدتها حتى لا تسوء الأمور أكثر من ذلك، لتُعقب " جنة " بهدوء مُحاولة تهدئتها قائلة :
" طيب متقلقيش يا حبيبتى تلاقيها أعدت مع زميلتها دة شوية والكلام أخدهم وتليفونها فصل شحن غصب عنها، زمانها جايه دلوقتى "
أومأت لها " هدى " بالموافقة ولكنها لم تشعر بالأطمئنان بعد رادفة بتمنى :
_ ياريت يا بنتى أسترها يارب
__________
لاتزال " مريم " تحاول أن تُيقذ " ندا " ولكن هذه المرة سريعا ما أستعادت " ندا " وعيها غير مدركة لما حدث أو ما يحدث حولها!!، لتنظر " ندا " نحو " مريم " وهى تشعر بالدوار الشديد وكثيرا من الصداع رادفة بأستفسار :
" أيه ده!! هو ايه اللى حصل يا مريم؟! "
زفرت " مريم " مُصطنعة ملامح القلق وعدم إدراك سبب ما حدث رادفة بإستفسار :
" حرام عليكى يا ندا وقعتى قلبى ، لقيتك مره واحده دوختى وأغمى عليكى وبقالى ساعتين بفوق فيكى مفيش فايدة لدرجة إنى أفتكرت إن جرالك حاجه "
قفزت " ندا " من مكانها بكثير من الفزع رادفة بأرتباك :
" بتقولى ساعتين!! ساعتين أزاى يعنى!! هى الساعه كام دلوقتى؟! "
ألتقط " ندا " هاتفها رامقة إياه، لتصيح بصدمة رادفة وفزع :
" يالهوى ده تلفونى كمان فاصل، ده زمان ماما قلقانه جدا "
حاولت " مريم " تهدئتها وإظهار المساعدة لها رادفة بتعاطف مُصطنع :
" متقلقيش يا حبيبتى أنا هاجى معاكى عشان أوصلك وعشان متتاخريش أكتر من كده على مامتك "
أومأت لها " ندا " بالموافقة وسريعا ما ذهبا معا لمنزل " ندا " وها هى الخطة تسير كما خطط لها بالضبط
_________
وصلت السيارة بهم أمام منزل " ندا "، لتترجل منها وشكرت " مريم " على توصيلها وعزمت عليها أن تصعد معها ولكن " مريم أعتذرت منها، وسريعا ما صعدت " ندا " إلى بيتِها تحت أنظار " عز " الذى كان يقف بنافذة غرفته وقد أستغرب من تأخر " ندا " إلى هذا الوقت ، فالساعه أصبحت الخامسة والنصف ليلا ، فهو كان يظُنها نائمة عندما أتصل بها عدة مرات ووجد أن هاتفها مُغلقا، لتمتعض ملامحة مُستفسرا عن من هذا الذى يقوم بتوصيلها إلى المنزل فى هذا الوقت وأين كانت
شعر " عز " بالكثير من الغضب والغيرة الحارقة وسريعا ما شرع فى الخروج ليلحق بها ويسالها، ولكنه لم يلحقها فعندما خرج كانت هى قد دلفت منزلها، ليكذ على أسنانه بعضب شديد عازما على معرفة من يكون صاحب تلك السيارة!!
بينما دلفت " ندا " منزلها مُتجهة نحو والدتها التى زفرت براحة عند رؤيتها وكأنها وجدة مأواها، لتصيح " ندا " بكثير من الأسئ مُعتذرة عن تاخيرها رادفة بأسف :
" أنا أسفة والله يا ماما أنا و.... "
قاطعتها " هدى " بحدة والغضب يتطاير من عينها رادفة بحدة وعتاب :
" أيه اللى أخرك لحد دلوقتى يا ندا؟! :
أعتلت وجه " ندا " ملامح الحزن والإنزعاج من نفسها بسبب غضب والدتها وقلقها إلى هذا الحد، لتعقب " ندا " رادفة بأسئ :
" والله العظيم يا ماما كان غصب عنى ، أقعدى بس وأنا هحكيلك "
قصت عليها " ندا " كل ما حدث لها بمنزل " مريم " وعن فقدانها للوعى، بينما شعرت " هدى " بالقلق الشديد على أبنتها، لماذا فقدت الوعى وهى ليس بها شئ؟! ولم يختر ببالها أى شئ أخر سوا أن تكون أبنتها بها شيء ما، ولكنها يجب أن تطمئن حتى لا يُصور لها عقلها أشياء أخرى تصيبها بالجنون، لتصيح " هدى " بقلق :
" ولما صحبتك فوقتك لقيتى نفسك فين؟! "
تفهمت " ندا " لما يدور بعقل والدتها وهذا حقها للأطمئنان عليها ، لتُطمئن " ندا " والدتها رادفة بهدوء :
" مكان ما كنت أعده معاها فى أوضة الأنترية، الظاهر كده إنها سحبتنى لحد الأنتريه عشان تعرف تفوقنى "
هدات " هدى " قليلا وخمنت لتطمئن نفسها أن ما حدث لأبنتها يُمكن أن يكون سببه إرهاقها من الاستيقاذ مبكرا وضغط الأمتحانات ، لتُأومئ لها " هدى " بالموافقة رادفة بحنان :
" طيب يا بنتى، روحى غيرى هدومك وأنا هقوم أحضرلك الغداء، زمانك جعانه أوى "
وضعت " ندا " يدها على بطنها رادفة بأستعطاف :
_ اه والله يا ماما دا أنا هموت من الجوع "
نهضت " هدى " سريعا عازمة على الإتجاه ثوب المطبخ رادفة بعاطفة :
" يا حبيبتى يا بنتى ، غيرى هدومك بسرعة وأنا هحضرلك الأكل حالا "
دلفت " هدى " المطبخ لكى تُحضر الطعام لأبتها، ولكن أوقفها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم ، لتتوجه " هدى " نحو الباب وصدمة كبيرة أنتباتها لما راته أماما وجهها!!
________
كان " عز " مُستلقيا على فراشه بنصف جلسة يفكر فى سبب تاخرها إلى هذا الوقت!!، ومن هذا الشخص الذى قام بتوصيلها الى هنا بسيارته!!، ولماذا كان هاتفها مغلق! أسئلة كثيرة تُطرح براسه لا يعرف لها جواب وبدأ ذلك الشك اللعين بالتسرب تجاة عقلة، ولكنه سريعا ما نفض رأسه من تلك الأفكار مُذكرا نفسه بمدى حبه هو و" ندا " لبعضهما، ليقطع شروده صوت رساله على هاتفه ليظن انها " ندا " قد قامت بفتح هاتفها، ولكنه وجدها أنها رسالة غريبة من رقم مجهول، ليفتحها لمعرفة على ما تحتوى!!، ولكنه صُدم مما واقعت عينيه عليه
أنها صورة ل " ندا " و" حازم " عاريان معا فى فراشً واحد لا يسترهما سوا قطعة من القماش القطنى ومستلقيان بجانب بعضهم و " ندا " تتوصد صدره ورافعة وجهها موجهته نحو وجه " حازم " الذى يُقبلها من شفتيها ويبدو عليهم انهم لتو مُتهيين من ممارسة مُحرمة، فذلك واضح على تعابير وجه " حازم " وهو يقوم بتلمس كُل جسدها بيديه القذرتان وهى غير مُمانعه لهذا ويبدو عليها الأستسلام...
أحمرت عينان " عز " من شدة صدمته وأصبحت الدموع مُتحجرة فى عينيه مما رأه لتو، لا يصدق عينيه هل هذه " ندا "!! ، كلا بطلع لا هى لا تستطيع أن تفعل ذلك، كيف لها أن تفعل ذلك!! أكانت تخدعه كل تلك الفترة الطويلة!! ، والأن يراها نائمة بأحضان رجل أخر!!، لماذا فعلت هذا وكيف؟!
شعر " عز " بكثير من الاختناق والضيق فى صدرة لا يستطيع أن يأخذ نفسه بصورة طبيعية وضربات قلبه لم تعد مستقرة، يشعر بغليان الدماء داخل عروقه وكأنه قارب على أن يزفر أنفاسه الأخيرة!!، ليتجه سريعا نو النافذة الخاصه بغرفته لينتبه لتلك السيارة التى لم تُغادر بعد أن قامت بتوصيل " ندا " ليدقق النظر بها مُحاولا التعرف عليها، هو يشعر وكانه رأها من قبل!! وسريعا ما تذكر " عز " أن تلك السيارة ل " حازم " ، فهو رائها يوم زفاف " زينة " و" معاذ " فشعر بالغضب الشديد وتلك الافكار السيئة التى لا ترأف به
أوشك " عز " على أن يفقد عقله من كثرة التفكير، ولكنه لن يتوقف، ماذا يحدث أهذه حقيقية أم خدعة للأقاع بينهم!!، كلا هذه ليست خدعة هذا يبدوا وكانه حقيقى!! وإن لم يكن حقيقى ماذا تفعل سيارت هذا الوغد هُنا الان؟!، أشتعل " عز " بنيران الكراهية ليعزم على النزول إلى ذلك الحقير ويقسم أن يقتله بيده، ليوقفه صوت رنين هاتفة بنفس ذلك الرقم المجهول ليسرع " عز " بالرد عليه، ليأتيه ذلك الصوت الأنثوى رادفا بسخرية :
" أيه رائيك فى حبيبة القلب وهى فى حضن حازم بذمتك مش حلوين أوى "
أستشاط " عز " مما قالته تلك العاهرة، ولكنه حاول قدر أستطاعته تمالك أعصابه رافا بأستفسار :
" أنتى مين وعايزه أيه؟! "
زفرت تلك الفتاة بكثير من الملل مُضيفة بمزيد من الوقاحة قائلة :
" أنا واحده أنت متعرفهاش أصلا بس لنا أعرفك وأعرف الانسة ندا، أو المدام ندا أصلى اشك فى موضوع أنسه ده بعد الفديو بعتهولك ده، ولا أنت أيه رائيك؟! "
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ساخرة ولازعة، ليفقد " عز " قدرته على تمالك أعصابه رادفا بأسنان مُلتحمة :
" أنتى مين يا بت الكلب وعايزه منى أيه؟! "
ضحكت تلك الفتاة ضحكة ساقطه لا تفعلها سوا العاهرات رادفة بدلال وأستفزاز :
" بلاش غلط طيب يا عم عز، يعنى أنا الحق عليا أنى بنورك وغرضى مصلحتك، مهانش عليا أسيبك بقرون كده ومخدوع فيها زي ما أنا كمان كنت مخدوعه ، أصل أنا حبيبت حازم واللى سرقته منى الست ندا بتاعتك "
صاح " عز " بكثير من الغضب والكراهية رادفا بصراخ :
" أنتى كدابه ووسخة ، مستحيل ندا تعمل حاجة زى دى ، دى أكيد لعبه وأنا هعرف أزاى أوصلك وهطلع عين أهلك يا زبالة يا بنت الكلب "
ضحكت تلك الفتاة ضحكة أستفزازية بصخب شديد مجيبة إياة بكثير من الثقة :
" أهدى كده بس على نفسك شويه ليطقلك عرق يا زوز، أنا عندى الفديو كامل بس قولت أمهدلك الأول عشان متروحش فيها من الصدمة، وعندى كمان مقاطع أشكال وألوان هبعتهالك وأكيد هتعجبك أوى، لو تحب تشوفها وتتأكد ندا عملت كده فعلا ومش تركيب، لو لسه مش مصدقنى أنا ممكن أديك أمارة بتحصل دلوقتى حالا، حازم وولدته عند ندا فى البيت بيطلبوا أيد ندا لحازم عشان يصلحوا المصيبه اللى حصلت دى، أنت عارف دول مهما كان قرايب بردو ومينفعش يسيب قربته بعد ماااا.... أنت فاهمنى بقى ، بس أنت عشان صعبت عليا مينفعش تفضل متعلق بواحده زى دى وقلبك يتكسر، أنا لو منك أبعد أحسن ما أعيش طول عمرى دكر فى البطاقه بس "
أغلقت " مريم " الأتصال سريعا قبل أن يتفوه بكلمة أخرى، بينما سقط الهاتف أرضا من يد " عز " من شده صدمته، ليلحق " عز " به مُتهاويا على الأرض غير مُسوعباً لما قالته تلك الفتاة، ليُصيح بعقله مُكدا لنفسه أن " ندا " لم تفعل هذا الشيء، ولكنه رأى بعينه تلك الصور، وهذا الذى يُدعى حازم عندهم الأن بالفعل، هذه الفتاه لا تكذب بل " ندا " هى من تكذب وتخدعه وأصبح هو ذلك الشخص الأحمق التى خدعته فتاة مثلها، لماذا فعلت به هكذا؟!، أخذ يبكى بحرقه على قلبِه المنكسر على حبيبة عمره الذى أكتشف لتو خيانتها له لتشتعل عينيه بالكراهية عازما على أن يجعلها تندم أشد الندم على خداعها له واللعب معه
__________
جلست كلا من " نجلاء " و" حازم " برفقة " هدى " لتنفيذ ما جائوا من أجله، لتُعقب " نجلاء " متفوهة بمكر شديد قائلة :
" قولتى ايه يا بقى يا هدى!!، أكيد مش هتكسفينى فى طلبى ده وطبعا مش هتلاقى عريس زى حازم ل ندا "
أبتلعت " هدى " بأرتباك لا تعلم ماذا تقول لها، فالأمر ليس بيدها هى بل بيد " ندا " لتجيبها بكثير من الحيرة :
" بصراحة يا نجلاء الموضوع ده رده مش عندى للاسف، ده عند صاحبة الشأن، أدينى وقت أسالها وأسيبها تفكر براحتها وأبقى أرد عليكى بعدها، متأخذنيش يا أختى أصل ده جواز مش لعبة "
تنهت " نجلاء " بغطرسة وأستعلاء مُنزعجة من طريقة " هدى " وتأمرها عليها هى وأبنتها، ولكنها لم تخرب خطة أبنها وأصطنعت الموافقة رادفة بتاكيد :
" حقك طبعا يا حبيبتى ولازم تاخدى رائيها وتاخدوا وقت تفكروا فيه كمان، بس مطوليش عليا لحسن حازم مستعجل أوى "
أومأت لها " هدى " بالموافقة رادفة بصفى نية :
" من عنيا يا حبيبتى واللى فيه الخير يقدمه ربنا بعون الله "
أبتسمت " نجلاء " بمكر ونظرت نحو أبنها ليبادلها الأخر الأبتسامة، فهى الان نفذت مهمتها لإرضاء أبنها الحقير وسريعا ما ذهبا، ليتركا " هدى " تُفكر بالأمر وتبحث عن طريقة تفاتح بها أبنتها وتقنعها بهذا الأمر
_________
أستيقذت " ندا " من نومها وسريعا ما خرجت من غرفتها، لتجد والدتها وشقيقتها يجلسان معا أمام التلفاز فتوجهت لتجلس معها ملقية عليهم تحية الصباح رادفة بصوت غالب عليه أثار النوم :
" صباح الخير يا حبايبى "
بادلتها " جنة " التحية، بينما عقبت " هدى " رادفة بأستفسار :
" صباح النور يا قلبى، أيه نموسيتك كحلى النهارده ليه كده معندكيش محاضرات النهارده ولا أيه؟! "
تنهدت " ندا " بأرهاق شديد خشية من ما هى مُقبلة عليه، فبداية من الأسبوع القادم ستبدا أمتحانات نهايه العام وعليها الأستعداد لها جيدا، لتجيبها " ندا " رادفة بتعب :
" لا كان عندى محاضره النهارده الساعة تسعة بس أتفقت مع واحده صحبتى تبعتهالى عشان أنا تعبانه أوى وقولت أريح نفسى النهارده عشان الأمتحانات هتبدا من أول الأسبوع الجاى إن شاء الله "
أومأت لها " هدى " برأسها موافقة إياها على ما فعلت فبالطبع هى تحتاج لقليل من الراحة خصيصا بعد ما حدث ليلة أمس، لتجيبها " هدى " رادفة بأتفاق :
" خير ما فعلتى يا بنتى، أنتى فعلا محتاجه ترتاحى شوية وتهدى أعصابك "
شعرت " هدى " أن هذا هو الوقت المناسب لتتحدث مع " ندا " عن موضوع " حازم "، ولكن الحديث فى مثل تلك الأمور يكون على إنفراض لتلتفت " هدى " نحو " جنة " رادفة بأبتسامة :
" بقولك أيه يا جنة يا حبيبتى، ما تقومى تعمليلنا الفطار عشان أنا جوعت أوى ومش قادره أقوم أحضره "
أنزعجت " جنة " من طلب والدتها، فهى لا تكره بحياتها شئ كالمطبح لزفر بضيق وحنق رادفة بتأفف :
" يوووه بقى يا ماما ، ما تخلى الست ندا هى اللى تقوم تحضره، هو انا عشان الصغيره كله جى عليا كده!! "
ضربتها " ندا " بخفة على راسها رادفة بمرح :
" ما تقومى يا بت وأسمعى الكلام بقى، وأعمليلى كمان معاكى كباية نسكافيه "
زفرت " جنة" بحنق وإنزعاج ونهضت من مكانها مُتجة ثوب المطبخ رادفة بضيق :
" حاضر يا أختى، منا أصلى الخدامة الفلبنية بتاعتك أنتى كمان، خلصنى بقى يارب من البيت ده عشان أنا أتخانقت منهم أصلا "
جلست " ندا " بجانب والدتها لتشاهد معها التلفاز بعد أن ضحكت بشدة على إنزعاج شقيقتها، بينما شعرت " هدى " أن هذه هى فرصتها وهذا هو الوقت المناسب لمُحادثة أبنتها فى هذا الأمر، لتعقب رادفة بحب :
" بقولك أيه يا ندا، فى موضوع كده كنت عايزه أتكلم معاكى فيه وأعرف رائيك فيه أيه؟! "
أعتلت وجه " ندا " الكثير من ملامح الأستفسار رادفة بكثير من الفضول والإهتمام :
" موضوع أيه يا ماما؟! "
________
مُستلقيا " عز " على فراشه أحمر العينين شاحب الوجه، بالطبع فهو لم ينم منذ ليلة أمس ويحاول أن يفرغ بعض من غضبه بأحراق السجائر ونثر الدخان حوله لعله يستطيع أن يهدأ من تلك النيران المُشتعلة داخل صدره
لاحظت " منى " باب غرفة " عز " مفتوحا، لتسترق النظر لتجده مُستيقظا، لتطرق الباب دألفة الغرفة ليعتدل فى جلسته وأطفئ تلك السجارة التى لا يتذكر اهى المئة أم المئاتان، لتجلس معه " منى " التى شعرت بالقلق حيال جلسته وهيئته تلك لتردف بأستفسار :
" مالك يا عز فى أيه!!، مطلعتش تفطر معانا ليه النهاردة!!، وعنيك حمرة كده ليه؟! شكلك منمتش طول الليل "
وقعت عيناها على مطفأة السجائر شاهقة بفزع مُضيفة :
"وأيه كمية السجاير دى؟! مالك يا عز فى أيه يا أبنى!! "
أغمض " عز " عينيه بألم كم يتمنى أن يلقى بنفسه داخل صدرها ويبكى بكل ما به من قوة!!، ولكن ماذا سيقول لها!! هل يقول لها أن أبنها تم خداعة وخيانتة وكُسر قلبه من قبل الفتاة الوحيدة التى ظل يحبها منذ سنوات طويلة؟!، لا لن يفعل ذلك لم ينهار أبدا، أبتلع " عز " ألم قلبه رادفا بضيق :
" مفيش حاجه يا أمى أنا كويس متقلقيش، مشكلة بس فى الشغل وبكره هتتحل إن شاء الله "
ضيقت " منى " ما بين حاجبيها بعدم تصديق لما يقوله أبنها مُضيفة بأستفسار :
" طب ليه مطلعتش تتعشى معانا أمبارح كمان؟! "
أشتعلت النيران بداخل " عز " عن تذكر ما رائه ليلة أمس وصور " ندا " مع ذلك الحقير وتلك المكالمة التى تلقها، ليتملكه الغضب والكراهية تجاه " ندا "، كم يريد أن يحرق هذا العالم بأثره ولكنه سريعا ما تمالك نفسه حتى لا تلاحظ والدته شيئا، ليجيبها رادفا بهدوء مصطنع :
" معلش يا أمى مكنش ليا نفس "
أدركت " منى " أن أبنها يكذب ولكنها لاحظت أيضا ذلك الضعف بعينيه وعدم إرادة فى التحدث بالأمر، لُتفضل عدم الضغط عليه هذه المرة ليُسرع " عز " ناهضاً من فراشه مُتجها ثوب المرحاض مُحاولا إخفاء تلك الملامح التى أقل ما يُقال عليها إنها تعود لشخص على وشك أن يفقد حياته، لتُتابعه " منى " بعينها بأسئ وهى تشعر أن هناك أمرا كبير وأن ذلك الأمر الذى يُزعجه أكبر من نطاق عمله بكثير جدا، لتتمتم " منى " رادفة بتمنى :
" ربنا يسترها عليك يا أبنى ، انا قلبى مقبوض وحسه بحاجه وحشه هتحصل، جيب العواقب سليمة يارب "
يتبع ...
" أهلا يا ندا، أتفضلى يا حبيبتى "
دلفت " ندا " منزل " مريم " وهى تشعر بالكثير من الحرج، فهى أول مرة تدخل بها بيت " مريم " التى ليست بصديقتها حتى، ولكنها عزمت على أن تُكمل ما جاءت من أجله وترحل، لترادف " ندا " بخجل :
" أتفضلى يا مريم الأسكتش بتاعك أهو، معلش بقى سما حصل عندها ظروف طارقة ومقدرتش تيجى، أدعلها بقى ربنا معاها
أعتلت وجه " مريم" ملامح التعاطف المُصطنعة والمزيقة مُضيفة بتأثر :
" والله يا ندا غصب عنى، مكنتش أقدر أستنى لحد بكره عشان ألحق أذاكر للامتحان، المهم خدتينى فى الكلام ونسيت أقولك تشربى أيه يا حبيبتى؟! "
هزت " ندا " رأسها بالنفى على حديث " مريم " وهى تنهض من مكانها مرة أخرى مُعقبة بلهفة :
" لا والله مش هينفع عشان متاخرش على ماما أكتر من كده ده يادوبك ألحق أروح "
أمتعضت ملامح " مريم " بكثير من الأنزعاج المُصطنع رادفة بإصرار :
" لا والله يا ندا مينفعش ، لازم على الأقل أعملك كوباية عصير، دا أنتى أول مره تيجى عندى فى ببتى معقول مضيفكيش!! "
شعرت " ندا " بالكثير من الحرج من إصرار " مريم " عليها وعدم أستطاعتها على الرفض ، لتردف " ندا " بإستسلام :
" خلاص يا مريم كوباية عصير مش هتأثر، بس بسرعه عشان ماما متقلقش عليا "
أومأت لها " مريم " بالموافقة وسريعا ما دلفت إلى المطبخ وأعدت ل " ندا " كأس من العصير، وتوجهت نحو " ندا " لتجلس معها إلى أن تتناوله، أخذت تتبادلان الحديث حتى تنتهى " ندا " من شُرب هذا العصير
بعد قليل من الوقت وضعت " ندا " الكأس الفارغ على تلك الطاولة أمامها وسريعا ما نهضت مُستعدة لذهاب رادفة بأمتنان :
" طيب أستاذن انا بقى يا مريم، وشكرا جدا على العصير التحفه ده "
أبتسمت لها " مريم " مُضيفة بأمتنان مُصطنع :
" العغو يا حبيبتى متبوليش كده، بتشكرينى على أيه!!، ده انا اللى بشكرك على تعبك معايا بجد وإنك جبتيلى الأسكتش "
كان يودعان بعضهم وهم يتجهان ثوب باب الشقة، ولكن بدأت " ندا " تشعر بالدوار الشديد وعدم الأتزان ، وسريعا ما سقطت أرضا مُغشيا عليها لا تشعر بأى شيء يحدث حولها
_________
بدأ القلق يتسرب إلى قلب " هدى " وهى تُتابع الساعة التى تجاوزت الخامسة مساًء وموعد عودة " ندا " كان الثالثة بعد مرورها على زميلتها، ولكنها تأخرت أكثر مما تخيلت وما زاد قلقها أن هاتف " ندا " أيضا مُغلق منذ الساعه الرابعة!!
شعرت " هدى " بالخوف الشديد وأخذت تدعى أن تكون الامور بخير وأن لا يصيب أبنتها أية أذى، بينما خرجت " جنة " من غرفتها لتجد والدتها قالقة للغابة، لتشعر " جنة " أن هناك أمرا ما سئ للغاية، أقتربت " جنة " من والدتها بهدوء رادفة بأستفسار :
" مالك يا ماما فى أيه!! شكلك قلقانة أوى كده ليه؟! "
أعتلت ملامح القلق والتوتر وجه " هدى " وهى تضيف مُعقبة بعدم القدرة على التحمل رادفة برغب :
" أختك ندا أتأخرت أوى يا جنة، مش عارفه أيه الى اخرها اوى كده!!، يارتنى ما سبتها تروح لزميلتها دى
ضيقت " جنة " ما بين حاجبيها بأستنكار وقد تسرب بعض القلق إلى قلبها رادفة بإستفسار :
" زميلتها!! زميلتها مين دى يا ماما؟! "
قصت عليها " هدى " كل ما حدث وعن محادثتها مع " ندا " وعن طلب " سما " من " ندا " وسبب عدم ذهابها هى ، لترتاب " جنة " من هذا الأمر، ولكنها حاولت أن لا تُظهر ذلك القلق أمام والدتها حتى لا تسوء الأمور أكثر من ذلك، لتُعقب " جنة " بهدوء مُحاولة تهدئتها قائلة :
" طيب متقلقيش يا حبيبتى تلاقيها أعدت مع زميلتها دة شوية والكلام أخدهم وتليفونها فصل شحن غصب عنها، زمانها جايه دلوقتى "
أومأت لها " هدى " بالموافقة ولكنها لم تشعر بالأطمئنان بعد رادفة بتمنى :
_ ياريت يا بنتى أسترها يارب
__________
لاتزال " مريم " تحاول أن تُيقذ " ندا " ولكن هذه المرة سريعا ما أستعادت " ندا " وعيها غير مدركة لما حدث أو ما يحدث حولها!!، لتنظر " ندا " نحو " مريم " وهى تشعر بالدوار الشديد وكثيرا من الصداع رادفة بأستفسار :
" أيه ده!! هو ايه اللى حصل يا مريم؟! "
زفرت " مريم " مُصطنعة ملامح القلق وعدم إدراك سبب ما حدث رادفة بإستفسار :
" حرام عليكى يا ندا وقعتى قلبى ، لقيتك مره واحده دوختى وأغمى عليكى وبقالى ساعتين بفوق فيكى مفيش فايدة لدرجة إنى أفتكرت إن جرالك حاجه "
قفزت " ندا " من مكانها بكثير من الفزع رادفة بأرتباك :
" بتقولى ساعتين!! ساعتين أزاى يعنى!! هى الساعه كام دلوقتى؟! "
ألتقط " ندا " هاتفها رامقة إياه، لتصيح بصدمة رادفة وفزع :
" يالهوى ده تلفونى كمان فاصل، ده زمان ماما قلقانه جدا "
حاولت " مريم " تهدئتها وإظهار المساعدة لها رادفة بتعاطف مُصطنع :
" متقلقيش يا حبيبتى أنا هاجى معاكى عشان أوصلك وعشان متتاخريش أكتر من كده على مامتك "
أومأت لها " ندا " بالموافقة وسريعا ما ذهبا معا لمنزل " ندا " وها هى الخطة تسير كما خطط لها بالضبط
_________
وصلت السيارة بهم أمام منزل " ندا "، لتترجل منها وشكرت " مريم " على توصيلها وعزمت عليها أن تصعد معها ولكن " مريم أعتذرت منها، وسريعا ما صعدت " ندا " إلى بيتِها تحت أنظار " عز " الذى كان يقف بنافذة غرفته وقد أستغرب من تأخر " ندا " إلى هذا الوقت ، فالساعه أصبحت الخامسة والنصف ليلا ، فهو كان يظُنها نائمة عندما أتصل بها عدة مرات ووجد أن هاتفها مُغلقا، لتمتعض ملامحة مُستفسرا عن من هذا الذى يقوم بتوصيلها إلى المنزل فى هذا الوقت وأين كانت
شعر " عز " بالكثير من الغضب والغيرة الحارقة وسريعا ما شرع فى الخروج ليلحق بها ويسالها، ولكنه لم يلحقها فعندما خرج كانت هى قد دلفت منزلها، ليكذ على أسنانه بعضب شديد عازما على معرفة من يكون صاحب تلك السيارة!!
بينما دلفت " ندا " منزلها مُتجهة نحو والدتها التى زفرت براحة عند رؤيتها وكأنها وجدة مأواها، لتصيح " ندا " بكثير من الأسئ مُعتذرة عن تاخيرها رادفة بأسف :
" أنا أسفة والله يا ماما أنا و.... "
قاطعتها " هدى " بحدة والغضب يتطاير من عينها رادفة بحدة وعتاب :
" أيه اللى أخرك لحد دلوقتى يا ندا؟! :
أعتلت وجه " ندا " ملامح الحزن والإنزعاج من نفسها بسبب غضب والدتها وقلقها إلى هذا الحد، لتعقب " ندا " رادفة بأسئ :
" والله العظيم يا ماما كان غصب عنى ، أقعدى بس وأنا هحكيلك "
قصت عليها " ندا " كل ما حدث لها بمنزل " مريم " وعن فقدانها للوعى، بينما شعرت " هدى " بالقلق الشديد على أبنتها، لماذا فقدت الوعى وهى ليس بها شئ؟! ولم يختر ببالها أى شئ أخر سوا أن تكون أبنتها بها شيء ما، ولكنها يجب أن تطمئن حتى لا يُصور لها عقلها أشياء أخرى تصيبها بالجنون، لتصيح " هدى " بقلق :
" ولما صحبتك فوقتك لقيتى نفسك فين؟! "
تفهمت " ندا " لما يدور بعقل والدتها وهذا حقها للأطمئنان عليها ، لتُطمئن " ندا " والدتها رادفة بهدوء :
" مكان ما كنت أعده معاها فى أوضة الأنترية، الظاهر كده إنها سحبتنى لحد الأنتريه عشان تعرف تفوقنى "
هدات " هدى " قليلا وخمنت لتطمئن نفسها أن ما حدث لأبنتها يُمكن أن يكون سببه إرهاقها من الاستيقاذ مبكرا وضغط الأمتحانات ، لتُأومئ لها " هدى " بالموافقة رادفة بحنان :
" طيب يا بنتى، روحى غيرى هدومك وأنا هقوم أحضرلك الغداء، زمانك جعانه أوى "
وضعت " ندا " يدها على بطنها رادفة بأستعطاف :
_ اه والله يا ماما دا أنا هموت من الجوع "
نهضت " هدى " سريعا عازمة على الإتجاه ثوب المطبخ رادفة بعاطفة :
" يا حبيبتى يا بنتى ، غيرى هدومك بسرعة وأنا هحضرلك الأكل حالا "
دلفت " هدى " المطبخ لكى تُحضر الطعام لأبتها، ولكن أوقفها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم ، لتتوجه " هدى " نحو الباب وصدمة كبيرة أنتباتها لما راته أماما وجهها!!
________
كان " عز " مُستلقيا على فراشه بنصف جلسة يفكر فى سبب تاخرها إلى هذا الوقت!!، ومن هذا الشخص الذى قام بتوصيلها الى هنا بسيارته!!، ولماذا كان هاتفها مغلق! أسئلة كثيرة تُطرح براسه لا يعرف لها جواب وبدأ ذلك الشك اللعين بالتسرب تجاة عقلة، ولكنه سريعا ما نفض رأسه من تلك الأفكار مُذكرا نفسه بمدى حبه هو و" ندا " لبعضهما، ليقطع شروده صوت رساله على هاتفه ليظن انها " ندا " قد قامت بفتح هاتفها، ولكنه وجدها أنها رسالة غريبة من رقم مجهول، ليفتحها لمعرفة على ما تحتوى!!، ولكنه صُدم مما واقعت عينيه عليه
أنها صورة ل " ندا " و" حازم " عاريان معا فى فراشً واحد لا يسترهما سوا قطعة من القماش القطنى ومستلقيان بجانب بعضهم و " ندا " تتوصد صدره ورافعة وجهها موجهته نحو وجه " حازم " الذى يُقبلها من شفتيها ويبدو عليهم انهم لتو مُتهيين من ممارسة مُحرمة، فذلك واضح على تعابير وجه " حازم " وهو يقوم بتلمس كُل جسدها بيديه القذرتان وهى غير مُمانعه لهذا ويبدو عليها الأستسلام...
أحمرت عينان " عز " من شدة صدمته وأصبحت الدموع مُتحجرة فى عينيه مما رأه لتو، لا يصدق عينيه هل هذه " ندا "!! ، كلا بطلع لا هى لا تستطيع أن تفعل ذلك، كيف لها أن تفعل ذلك!! أكانت تخدعه كل تلك الفترة الطويلة!! ، والأن يراها نائمة بأحضان رجل أخر!!، لماذا فعلت هذا وكيف؟!
شعر " عز " بكثير من الاختناق والضيق فى صدرة لا يستطيع أن يأخذ نفسه بصورة طبيعية وضربات قلبه لم تعد مستقرة، يشعر بغليان الدماء داخل عروقه وكأنه قارب على أن يزفر أنفاسه الأخيرة!!، ليتجه سريعا نو النافذة الخاصه بغرفته لينتبه لتلك السيارة التى لم تُغادر بعد أن قامت بتوصيل " ندا " ليدقق النظر بها مُحاولا التعرف عليها، هو يشعر وكانه رأها من قبل!! وسريعا ما تذكر " عز " أن تلك السيارة ل " حازم " ، فهو رائها يوم زفاف " زينة " و" معاذ " فشعر بالغضب الشديد وتلك الافكار السيئة التى لا ترأف به
أوشك " عز " على أن يفقد عقله من كثرة التفكير، ولكنه لن يتوقف، ماذا يحدث أهذه حقيقية أم خدعة للأقاع بينهم!!، كلا هذه ليست خدعة هذا يبدوا وكانه حقيقى!! وإن لم يكن حقيقى ماذا تفعل سيارت هذا الوغد هُنا الان؟!، أشتعل " عز " بنيران الكراهية ليعزم على النزول إلى ذلك الحقير ويقسم أن يقتله بيده، ليوقفه صوت رنين هاتفة بنفس ذلك الرقم المجهول ليسرع " عز " بالرد عليه، ليأتيه ذلك الصوت الأنثوى رادفا بسخرية :
" أيه رائيك فى حبيبة القلب وهى فى حضن حازم بذمتك مش حلوين أوى "
أستشاط " عز " مما قالته تلك العاهرة، ولكنه حاول قدر أستطاعته تمالك أعصابه رافا بأستفسار :
" أنتى مين وعايزه أيه؟! "
زفرت تلك الفتاة بكثير من الملل مُضيفة بمزيد من الوقاحة قائلة :
" أنا واحده أنت متعرفهاش أصلا بس لنا أعرفك وأعرف الانسة ندا، أو المدام ندا أصلى اشك فى موضوع أنسه ده بعد الفديو بعتهولك ده، ولا أنت أيه رائيك؟! "
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ساخرة ولازعة، ليفقد " عز " قدرته على تمالك أعصابه رادفا بأسنان مُلتحمة :
" أنتى مين يا بت الكلب وعايزه منى أيه؟! "
ضحكت تلك الفتاة ضحكة ساقطه لا تفعلها سوا العاهرات رادفة بدلال وأستفزاز :
" بلاش غلط طيب يا عم عز، يعنى أنا الحق عليا أنى بنورك وغرضى مصلحتك، مهانش عليا أسيبك بقرون كده ومخدوع فيها زي ما أنا كمان كنت مخدوعه ، أصل أنا حبيبت حازم واللى سرقته منى الست ندا بتاعتك "
صاح " عز " بكثير من الغضب والكراهية رادفا بصراخ :
" أنتى كدابه ووسخة ، مستحيل ندا تعمل حاجة زى دى ، دى أكيد لعبه وأنا هعرف أزاى أوصلك وهطلع عين أهلك يا زبالة يا بنت الكلب "
ضحكت تلك الفتاة ضحكة أستفزازية بصخب شديد مجيبة إياة بكثير من الثقة :
" أهدى كده بس على نفسك شويه ليطقلك عرق يا زوز، أنا عندى الفديو كامل بس قولت أمهدلك الأول عشان متروحش فيها من الصدمة، وعندى كمان مقاطع أشكال وألوان هبعتهالك وأكيد هتعجبك أوى، لو تحب تشوفها وتتأكد ندا عملت كده فعلا ومش تركيب، لو لسه مش مصدقنى أنا ممكن أديك أمارة بتحصل دلوقتى حالا، حازم وولدته عند ندا فى البيت بيطلبوا أيد ندا لحازم عشان يصلحوا المصيبه اللى حصلت دى، أنت عارف دول مهما كان قرايب بردو ومينفعش يسيب قربته بعد ماااا.... أنت فاهمنى بقى ، بس أنت عشان صعبت عليا مينفعش تفضل متعلق بواحده زى دى وقلبك يتكسر، أنا لو منك أبعد أحسن ما أعيش طول عمرى دكر فى البطاقه بس "
أغلقت " مريم " الأتصال سريعا قبل أن يتفوه بكلمة أخرى، بينما سقط الهاتف أرضا من يد " عز " من شده صدمته، ليلحق " عز " به مُتهاويا على الأرض غير مُسوعباً لما قالته تلك الفتاة، ليُصيح بعقله مُكدا لنفسه أن " ندا " لم تفعل هذا الشيء، ولكنه رأى بعينه تلك الصور، وهذا الذى يُدعى حازم عندهم الأن بالفعل، هذه الفتاه لا تكذب بل " ندا " هى من تكذب وتخدعه وأصبح هو ذلك الشخص الأحمق التى خدعته فتاة مثلها، لماذا فعلت به هكذا؟!، أخذ يبكى بحرقه على قلبِه المنكسر على حبيبة عمره الذى أكتشف لتو خيانتها له لتشتعل عينيه بالكراهية عازما على أن يجعلها تندم أشد الندم على خداعها له واللعب معه
__________
جلست كلا من " نجلاء " و" حازم " برفقة " هدى " لتنفيذ ما جائوا من أجله، لتُعقب " نجلاء " متفوهة بمكر شديد قائلة :
" قولتى ايه يا بقى يا هدى!!، أكيد مش هتكسفينى فى طلبى ده وطبعا مش هتلاقى عريس زى حازم ل ندا "
أبتلعت " هدى " بأرتباك لا تعلم ماذا تقول لها، فالأمر ليس بيدها هى بل بيد " ندا " لتجيبها بكثير من الحيرة :
" بصراحة يا نجلاء الموضوع ده رده مش عندى للاسف، ده عند صاحبة الشأن، أدينى وقت أسالها وأسيبها تفكر براحتها وأبقى أرد عليكى بعدها، متأخذنيش يا أختى أصل ده جواز مش لعبة "
تنهت " نجلاء " بغطرسة وأستعلاء مُنزعجة من طريقة " هدى " وتأمرها عليها هى وأبنتها، ولكنها لم تخرب خطة أبنها وأصطنعت الموافقة رادفة بتاكيد :
" حقك طبعا يا حبيبتى ولازم تاخدى رائيها وتاخدوا وقت تفكروا فيه كمان، بس مطوليش عليا لحسن حازم مستعجل أوى "
أومأت لها " هدى " بالموافقة رادفة بصفى نية :
" من عنيا يا حبيبتى واللى فيه الخير يقدمه ربنا بعون الله "
أبتسمت " نجلاء " بمكر ونظرت نحو أبنها ليبادلها الأخر الأبتسامة، فهى الان نفذت مهمتها لإرضاء أبنها الحقير وسريعا ما ذهبا، ليتركا " هدى " تُفكر بالأمر وتبحث عن طريقة تفاتح بها أبنتها وتقنعها بهذا الأمر
_________
أستيقذت " ندا " من نومها وسريعا ما خرجت من غرفتها، لتجد والدتها وشقيقتها يجلسان معا أمام التلفاز فتوجهت لتجلس معها ملقية عليهم تحية الصباح رادفة بصوت غالب عليه أثار النوم :
" صباح الخير يا حبايبى "
بادلتها " جنة " التحية، بينما عقبت " هدى " رادفة بأستفسار :
" صباح النور يا قلبى، أيه نموسيتك كحلى النهارده ليه كده معندكيش محاضرات النهارده ولا أيه؟! "
تنهدت " ندا " بأرهاق شديد خشية من ما هى مُقبلة عليه، فبداية من الأسبوع القادم ستبدا أمتحانات نهايه العام وعليها الأستعداد لها جيدا، لتجيبها " ندا " رادفة بتعب :
" لا كان عندى محاضره النهارده الساعة تسعة بس أتفقت مع واحده صحبتى تبعتهالى عشان أنا تعبانه أوى وقولت أريح نفسى النهارده عشان الأمتحانات هتبدا من أول الأسبوع الجاى إن شاء الله "
أومأت لها " هدى " برأسها موافقة إياها على ما فعلت فبالطبع هى تحتاج لقليل من الراحة خصيصا بعد ما حدث ليلة أمس، لتجيبها " هدى " رادفة بأتفاق :
" خير ما فعلتى يا بنتى، أنتى فعلا محتاجه ترتاحى شوية وتهدى أعصابك "
شعرت " هدى " أن هذا هو الوقت المناسب لتتحدث مع " ندا " عن موضوع " حازم "، ولكن الحديث فى مثل تلك الأمور يكون على إنفراض لتلتفت " هدى " نحو " جنة " رادفة بأبتسامة :
" بقولك أيه يا جنة يا حبيبتى، ما تقومى تعمليلنا الفطار عشان أنا جوعت أوى ومش قادره أقوم أحضره "
أنزعجت " جنة " من طلب والدتها، فهى لا تكره بحياتها شئ كالمطبح لزفر بضيق وحنق رادفة بتأفف :
" يوووه بقى يا ماما ، ما تخلى الست ندا هى اللى تقوم تحضره، هو انا عشان الصغيره كله جى عليا كده!! "
ضربتها " ندا " بخفة على راسها رادفة بمرح :
" ما تقومى يا بت وأسمعى الكلام بقى، وأعمليلى كمان معاكى كباية نسكافيه "
زفرت " جنة" بحنق وإنزعاج ونهضت من مكانها مُتجة ثوب المطبخ رادفة بضيق :
" حاضر يا أختى، منا أصلى الخدامة الفلبنية بتاعتك أنتى كمان، خلصنى بقى يارب من البيت ده عشان أنا أتخانقت منهم أصلا "
جلست " ندا " بجانب والدتها لتشاهد معها التلفاز بعد أن ضحكت بشدة على إنزعاج شقيقتها، بينما شعرت " هدى " أن هذه هى فرصتها وهذا هو الوقت المناسب لمُحادثة أبنتها فى هذا الأمر، لتعقب رادفة بحب :
" بقولك أيه يا ندا، فى موضوع كده كنت عايزه أتكلم معاكى فيه وأعرف رائيك فيه أيه؟! "
أعتلت وجه " ندا " الكثير من ملامح الأستفسار رادفة بكثير من الفضول والإهتمام :
" موضوع أيه يا ماما؟! "
________
مُستلقيا " عز " على فراشه أحمر العينين شاحب الوجه، بالطبع فهو لم ينم منذ ليلة أمس ويحاول أن يفرغ بعض من غضبه بأحراق السجائر ونثر الدخان حوله لعله يستطيع أن يهدأ من تلك النيران المُشتعلة داخل صدره
لاحظت " منى " باب غرفة " عز " مفتوحا، لتسترق النظر لتجده مُستيقظا، لتطرق الباب دألفة الغرفة ليعتدل فى جلسته وأطفئ تلك السجارة التى لا يتذكر اهى المئة أم المئاتان، لتجلس معه " منى " التى شعرت بالقلق حيال جلسته وهيئته تلك لتردف بأستفسار :
" مالك يا عز فى أيه!!، مطلعتش تفطر معانا ليه النهاردة!!، وعنيك حمرة كده ليه؟! شكلك منمتش طول الليل "
وقعت عيناها على مطفأة السجائر شاهقة بفزع مُضيفة :
"وأيه كمية السجاير دى؟! مالك يا عز فى أيه يا أبنى!! "
أغمض " عز " عينيه بألم كم يتمنى أن يلقى بنفسه داخل صدرها ويبكى بكل ما به من قوة!!، ولكن ماذا سيقول لها!! هل يقول لها أن أبنها تم خداعة وخيانتة وكُسر قلبه من قبل الفتاة الوحيدة التى ظل يحبها منذ سنوات طويلة؟!، لا لن يفعل ذلك لم ينهار أبدا، أبتلع " عز " ألم قلبه رادفا بضيق :
" مفيش حاجه يا أمى أنا كويس متقلقيش، مشكلة بس فى الشغل وبكره هتتحل إن شاء الله "
ضيقت " منى " ما بين حاجبيها بعدم تصديق لما يقوله أبنها مُضيفة بأستفسار :
" طب ليه مطلعتش تتعشى معانا أمبارح كمان؟! "
أشتعلت النيران بداخل " عز " عن تذكر ما رائه ليلة أمس وصور " ندا " مع ذلك الحقير وتلك المكالمة التى تلقها، ليتملكه الغضب والكراهية تجاه " ندا "، كم يريد أن يحرق هذا العالم بأثره ولكنه سريعا ما تمالك نفسه حتى لا تلاحظ والدته شيئا، ليجيبها رادفا بهدوء مصطنع :
" معلش يا أمى مكنش ليا نفس "
أدركت " منى " أن أبنها يكذب ولكنها لاحظت أيضا ذلك الضعف بعينيه وعدم إرادة فى التحدث بالأمر، لُتفضل عدم الضغط عليه هذه المرة ليُسرع " عز " ناهضاً من فراشه مُتجها ثوب المرحاض مُحاولا إخفاء تلك الملامح التى أقل ما يُقال عليها إنها تعود لشخص على وشك أن يفقد حياته، لتُتابعه " منى " بعينها بأسئ وهى تشعر أن هناك أمرا كبير وأن ذلك الأمر الذى يُزعجه أكبر من نطاق عمله بكثير جدا، لتتمتم " منى " رادفة بتمنى :
" ربنا يسترها عليك يا أبنى ، انا قلبى مقبوض وحسه بحاجه وحشه هتحصل، جيب العواقب سليمة يارب "
يتبع ...