17

حب أم انتقام ج ٢

كارمن مقاطعه إياهم : لن اذهب لأى مكان , انا اميرة و من واجبى ان اواجه المصاعب بشجاعه لا الاختباء كالفئران فى الجحر ، انا قارده على الدفاع عن نفسى لستُ ضعيفه حتى اختبئ و اهرب هكذا
سيف : اولا لم نقرر بعد نحن نتناقش فى الامر ،،
ثانيا اذا حدث و قمنا بأرسالك لمكان آخر هذا لا يعنى انكِ ضعيفه , نحن نواجه عدوا لا نعلم نواياه الحقيقيه و من الواضح انه يستخدم حيل دنيئه للوصول أليكِ
رعد مكملا  : انتِ نقطة ضعف الملك الوحيده لذلك لا نريدك ان تكونِ بالصورة كى لا يستخدمك ضدنا لذلك ارجوكِ تعاونى معنا لا وقت لدينا الان العناد و النقاش فى هذه النقطه
كارمن باستنكار : انت من تقول هذا الكلام ؟ ماذا عن كلامك منذ قليل لقد خبرتنى بالا اكون ضعيفه و ألا استسلم ؟
رعد : اجل فعلت و لكن هذا لا يُعد هروبا نحن نفعل ذلك لصالح الجميع 
سيف موجها حديثه ل رعد : موافق على خطتك و لكن لدى شرط واحد 
رعد : ما هو ؟
سيف : لن تذهب بمفردهاا ستذهب معها 
رعد : و لكن عمليات البحث عنه تحت اشرافى 
سيف : اعلم سأتولى انا تلك المهمه و انت ستتولى حماية كارمن انت الوحيد الذى اثق به .. ما رأيك  ؟!
رعد :  كيف ان يكون لى رأى من بعد جلالتك !!
سيف : جيد اذا ابحث عن مكان آمن و جميل يليق ب أميرتنا الجميلة 
رعد : المكان موجود بالفعل  
نظروا له بأستغراب ليكمل : المنزل الصيفى الخاص بى موقعة مميز و بعيد نوعا ما عن القصر 
كارمن بسخريه : و ستقدمنى لمعارفك على اننى زوجتك أليس كذلك  ؟!
رعد : لا ساقدمك لهم على انكِ شقيقتى 
هتفت بذهول : ماذا ؟ شقيقتك ؟
رعد : أجل لدى شقيقة و لكنها ذهبت للعيش فى مكان آخر و الجيران يعلمون بوجودها و هم لم يروها قط لذلك من السهل ان اقدمكِ لهم بصفتك شقيقى  ثم اكمل بلا مبالاة ، هذا ان اهتم احدا من الاساس لتعرف عليكِ 
نظرت له بأستنكار ليكمل : فهم يتجنبون التعامل معى , ثم اكمل بسخريه : لا اعلم لماذا  ؟!
سيف بسخرية : بسبب طيبة قلبك الزائدة 
ابتسموا بسخريه لتنظر لهم كارمن بغيظ ف اردفت قائلة : سأخذ صفيه معى 
رعد  : لن يذهب سواى انا و انتِ لا نريد ان نلفت الانظار إلينا 
كارمن ؛ و ما المُلفت فى تواجدها معنا ؟!
رعد : لم يسبق و ان دخلت امرأة منزلى من قبل و الجميع يعلم مدى كرهى للنساء سيكون الامر مريبا 
كارمن بذهول  : اذا من سيقوم بخدمتى هناك ! 
رعد ببرود  : سنخدم انفسنا بأنفسنا  ، ثم وجه حديثة ل سيف  : سأذهب لأخبر مازن بالتجديدات و سوف اخبر الجنود و كل من يعمل بالقصر بأننى ذاهب للبحث عن كرم بمفردى و سننتظر حلول الليل و سأخذ الأميرة و نغادر القصر و لكن كيف سنبرر غياب الأميرة 
سيف : لن يلاحظ أحدا غيابها لا تقلق سأتولى هذا الأمر بنفسى 
رعد : حسنا أسمح لى بالمغادرة مولاى  ، انحنى لهم و غادر القاعة لتتابعه كارمن بعيونها بغيظ اقترب منها سيف و هو يضع يدة على كتفها و هتف بحنان و هو يربط على شعرها بيده الاخرى سيف : قرارى هذا من اصعب القرارات التى أتخذتها فى حياتى فراقكِ ليس بالأمر الهين على و لكنى مضطر لذلك فأنا لا اريد ان يمسكِ مكروها ، لذلك لا اريدكِ ان تكونى منزعجة او غاضبة منى 
كارمن : اعلم ذلك جيدا , ثم اكملت بغضب : و لكنى لا اريد الهرب اريد ان ابقى معكم و ان اقوم بواجباتى ، الى متى ستظل تحمينى و تعاملنى كطفل صغير لا يقدر على حماية نفسه  ؟!
سيف ليهدأ من روعها : حسنا دعينا نعقد أتفاقا ، نفذى كلامى هذه المرة الى ان نجد هذا الرجل و بعدها سأعلمك بنفسى كيفية ادارة المملكة و سأجعلكِ مستشارى الخاص ، و سأعلمكِ كل شئ و لكن ليس الآن يجب ان نتخلص من ذلك الوغد قبل ان يصل إلينا ول شعبنا 
كارمن : و بعد ان ينتهى الامر لن تتراجع عن كلامك هذا أليس كذلك ؟!
امسك بورقة موضوعة على المكتب و احضر القلم و المحبرة : سأقوم بتدوين كلامى هذا و إليك ختمى الخاص ايضا  ، اخرج الختم الخاص به الذى يستخدمة فى الجوابات السياسية و ختم فى نهايه الورقة و اعطاها أليها : هل انتِ راضيه الآن! 
تخذت الورقه و على وجهها ابتسامة رضا  : اجل هذا ما كنت اسعى أليه من البداية  ؟!
هتف باستنكار و هو يسحبها من اذنها بخفه : كم انتِ فتاه لئيمة ! هل كنتِ تراوغيننى لتحصلى على ما تريدينة ! 
كارمن و هى تتدعى البراءة  : انا! ابدأ .. تخلصت من مسكتة ، سأتركك الآن لأتجهز شكرا اخى  
قبلت خدة و اخذت الورقة و صعدت لغرفتها على الرغم من كرهها لفكرة ترك القصر و لكن شقيقها وعدها بتعليهما كيفية ادارة المملكة بالاضافة لذلك ستتقرب من رغد اكثر ، عند وصولها لتلك النقطة توقف عقلها لوهله عندما تداركت بأنهما سيبقيان معا فى منزل واحد بمفردهما احمرت وجنتيها من شدة الخجل كيف ستتمكن من التعامل معه ؟! و هم فى منزل لا يوجد سواهما شعرت بوجنتبيها تحترق من شدة توترها و حاولت ابعاد تفكيرها عن تلك المنطقة و ترك الامور تسير كما هى
****
وصلت راضية لمقر عملها كان المكان مليئ بالزبائن و كان من ضمنهم فتاة تعرفها جيدا فقد كانت زميلتها ايام الدراسة حاولت ان تتجنب مقابلتها تحركت بأتجاه المخزن و لكن اسما اوقفها بجملتة تلك :  لقد حضرت راضية ، سأدعها تحدثكم هى عن اللوح بنفسها ، راضية هلا اتيتى 
راضية و هى تنظر له بتوعد فهو يعلم جيدا بأنها تكره مقابلة الزبائن و التحدث معهم فهذا اختصاصة هو ، و لكنها أجابت بغيظ : بالتأكيد , ثم بدأت فى شرح معنى كل لوحة و كان الجميع منبهر بطريقتها السلسة فى الشرح و افكارها الجامحه التى تعكسها لوحاتها كان كل هذا يحدث تحت انظار زميلتها تلك التى كانت تنظر لها بغيظ ، فدائما ما كانت تحقد على راضية و تكره نجاحها تغاضت راضية عن نظراتها الى ان انهت شرحها تركتهم و توجهت الى مكتبها لتلحق بها تلك الفتاه
اسما : كيف حالك راضية مر وقت طويل منذ آخر مرة تقابلنا فيها  ؟!
هتفت ببرود  : يا ليتنا لم نتقابل ثانيةَ ماذا تريدين اسما لمَ انتِ هنا ؟!
هتفت ببراءه مصطنعه : لم اكن اعلم بأن هذا المكان ملك لكِ ، كانت صدفة لا اكثر 
راضية بسخرية : صدفة ، كصدفة تواجدك بحفل مولدى ! ماذا كنتِ تفعلين بحفل مولدى مع الكولونيل رعد ! هل كنتِ تحاولين اغواءه كعادتك ام ماذا ؟!
ابتسمت بخبث : ظننتكِ لم تلاحظى وجودى 
راضية ؛ بلى فعلت ولكنى لم اريد ان اتحدث معك فقد كان تواجد حين ذاك سبب فى تعليم احداهن درسا بأن الذُباب امثال رغد لا ينجذبون سوى للقاذورات امثالك 
اسما : لقد سبق و انجذب الملك ل القاذورات امثالى ألا تتذكرين ! لقد اختارنى انا للذهاب للحفل معه و ليس انتِ يا راضية
راضية : لقد قام بأختيارك حينها ليجعلنى اغار منكِ
و بعدما انتهى من عرضة رفضك و ألقى بكى فى الشارع دون حتى أن ينظر خلفه اليكى
نظرت لها اسما بغضب و هى تتذكر معاملة سيف ليها ذلك

فلاش باك ..
مر على حفل عيد مولد راضية ما يقرب من العشرة أيام , خلال تلك المدة لم تتوجه للقصر لتدرس معه كعادتها مما اثار خوفة عليها فكر مليا فى سبب غيابها ذاك ايعقل ان تكون مريضه و لو كانت مريضه لاخبره غيث بذلك اذا فلمَ لم تأتى كعادتها ، ظل ينتظر مجيئها الى ان مر على غيابها شهر كامل لم يسمح له كبرياءة بالسؤال عنها على الرغم من انه يطوق لرؤيتها و لكنه لن يتنازل عن كبرياءه و بدون شعور منه اصبح غاضبا معظم الوقت ، كان يقضى معظم اوقاته فى التدريب و الخروج مع والدة للمشاركة فى المعارك ، لاحظت كارمن ذلك حاولت اكثر من مره معرفة سبب غضبة ذاك و عدم مجئ راضية للدراسه معه كعادتهم و لكنه لم يجب عليها الى ان اتى ذلك اليوم ، بينما كان جالسا مع اصدقاءه فى حفل خطبة احد اصدقاءهم كانوا يتحدثون فى امور عديدة و لكنه لم يشاركهم فى الحديث كان صامتا على غير عادته
تحدث صديق له : لمَ انت صامتا هكذا! هل حدث شيئا ما ! 
هتف بشرود  : لا لم يحدث شئ 
هتف غير مصدقا لكلامه : كاذب ، ماذا حدث سيف ؟؟ 
بمجرد سماعة يلقبه بذلك اللقب تذكرها لم يسمح لاحد بمناداته بهذا الاسم ألا هى و شقيقته لطالما كان يخبرها بألا تنادية بهذا الاسم و بداخله جزء منه سعيد لمنادتها له بهذا الاسم فهو يشعره بأنه مميز معها ، شخص آخر غير سيف الذى يهابه الجميع شخص لا يظهر سوى معها هى و هى فقط
ليناديه مرة أخرى بعدما لاحظ شرودة  : هاااى بماذا شردت ! 
اخذ نفس طويل  : يراودنى شعور غريب هذه الايام اشعر و كأننى افتقد شخص ما ابحث عنه فى اوجه الجميع متمنيا رؤيته ، عندما كنا نتقابل كنت اطوق لرؤيتها و استمتع بوقتى معها كانت بمثابت حمامة السلام التى تجلب الامن و السكينة لقلبى و لكن بعدما غابت عنى شعرت و كأن روحى سِلبت منى و لأُترك وحيدا اشعر و كأنى غدوتُ شخص ضعيفا و هشا 
اكمل الاخر  : و انت تكره ان تبدو ضعيف او هشا امام اى شخص حتى امام نفسك  اليس كذلك ؟!
سيف : اريد ان اتخلص من هذا الشعور لا اريدة 
= اذا الحل بسيط يا صديقى لتتخلص من احساسك اتجاهها اثبت لذاتك بأنها غير مهمة بالنسبة لك و ان تلك المشاعر لا قيمة لها 
سيف : كيف  ؟
صديقه : تعرف على فتاه اخرى و اخرج معها صدقنى ستناها و تنسى اسمها و كل ما يتعلق بها .. انت لم تحبها ف انا اعرفك جيدا انت لا تحب بهذه السهولة انت مُنجذب لها لانها ممنوعة و الممنوع مرغوب 
هتف بتفكير : ايعقل ! 
اجل يُعقل ،ثم اكمل و هو يشير بذراعة فى ارجاء المكان : فكر فى كلامى و انظر حولك هناك الألاف من الفتيات اللئى ينتظرن اشارة منك اذهب و اثبت لنفسك قبل ان تثبت لها بأنها لا شى بالنسبة لك 
كانت عيناه تتحرك مزامنتا لحركة يد صديقه لتقع عيناه عليها كانت هى واقفه مع مجموعة من الفتيات يتحدثن و اصوات ضحكاتهم تتعالى فى مكان ، نظر لها كانت جميلة بأبتسامتها العذبة التى تخطف انفاسة كلما وقعت عيناه عليها و لكن تلك الابتسامة مختلفة بعض الشئ على الرغم من جمالها ألا انها كانت حزينة و كأن هناك شيئا ما يزعجها ، لم تكن ابتسامتها المتغيرة فحسب بل ملابسها شعرها كل شىء اصبح متغيرا بها كانت ترتدى فستان باللون الاسود جريئ بعض الشئ نظر لها بغضب لم يكفيها ما حدث يوم حفل مولدها حاول استجماع شتات امورة و ألا ينهض ليجذبها من شعرها و يعيدها للمنزل لكى لا ينظر اليها غيرة تذكر كلام صديقه و ابعد نظرة عنها

ربطت على كتفها ثم غاردت الغرفه و توجهت لاكمال عملها لتترك الاخرى فى دوامه من التفكير و الحنين لحياتها قبل مجيئها لهنا ، هبطت دمعه من مقلتيها لتتوالى دموعها بالسقوط تحسرا على ما وصلت أليه اخرجت الاسورة و قامت باحتضانها و كانها شخص عزيز عليها تطلب منه الدفىء و الآمان و تمتمت بخفوت : متى سينتهى هذا الكابوس لم يعد قلبى قادرا على المواصله .. ارجوك تعال و انقذنى انت املى الوحيد للخروج من هنا !!


يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي