15
تحت تجي الليل أسفل شجرة على ضفاف الدوحة هناك حيث كان كاينر ينتظر قرمزية العينين، إرتدى أبهى ثيابه و تعطر قبل خروجه، كأنما هو ذاهب الي موعد لن يتكرر.
كانت نسمات لطيفة تهب تلامس بشرته تلك، ذلك الإحساس الذي ينتابه، يوحي له أنها هنا بقربة على بعد بضع كلمات و أحرف ليته يقولها و تصبح هي ملك له الي آخر نفس.
" أراك هنا"
همست و هي تقف خلفه.
تبسم كاينر قبل أن يلتفت نحوها و رد قائلا:
"و هل أفوت لقاءا كلقاءك؟!"
ضحكت هي و دارت حوله و الفرحة تبرق على عينيها.
توقفت و حدقت به و الهواء يداعب خصلات شعرها.
" إذن ما هي قصتك؟"
سأل كاينر و هو يتقدم صوبها.
" فتاة ولدت دون قوى و تخلي عنها أهلها، نفيت الي عالمكم هذا، للتفاجا بأن لا أحد يستطيع رؤيتها أو سماعها، قصتي هذة على لسان كل إمرء من بني جنسك، أشك بأنك لم تسمع عني"
قالت قرمزية العينين و هي تحدق بكاينر الذي لم يبدو عليه التفاجأ.
" يلقبونني بالفتاة الشباح، أنا من عشيرة مصاصي الدماء، إن لم تكن تعلم"
ردت هي و و عينيها تقولان لا تبتعد عني بعد أن عرفت حقيقتي.
" أعلم هذا، لكن وودت سماع قصتك منك شخصيا، دائما ما يكون هنالك جانب آخر ، رواية أخرى لأي حكاية"
أجاب كاينر و هو يجلس بقربها بعد أن جلست هي على الصخرة الكبيرة التي بقرب الدوحة.
جزء من خصلات شعرها الطويل تناثر على وجه كاينر، فأزاحه ببطء بأنامله و هو يتأملها لتلك صاحبة العينين الجذابتين.
كانت هي لا تصدق وجود بشري الي هذة اللحظة قادرا على رؤيتها، فقامت بقرص خده بقوة حتى تأوه هو ألما.
" لما فعلت هذا؟"
سألت كاينر و قد باعد وجهه عنها
" كي أتأكد أنك حقيقة و لست من صنع خيالي"
أجابت و هي لا تدري أتفرح أم تحزن، من جهة هي لاتزال خائفة من أن تلعنه فيختفي و يدمس عالمها فقد كان كاينر كالشمعة في عالم يسود فيه الطقس العاصف شديد الظلمة.
" بماذا تفكرين؟
تعالي معي سأريك شيئا"
قال كاينر بينما أمسك يدها و سارا معا الي أن وصلا منحدرا أسف تل يطل على الدوحة كانت هنالك بضع زنابق تحمل لون السلام و الحب.
" أنت من زرعها أليس كذلك؟"
سألت هي بينما إنحنت لتقطفها.
" و يحك تمهلي!
لم تزرع لتقطف يا عزيزتي،
ممنوع اللمس فقد شاهدي من بعيد"
رد كاينر و تركها تضحك قدر إستطاعتها.
" هذة أول مرة يقابل شخص لا يود قطف الأزهار، ألن تقدم لي باقة أو ما شابه كما يفعل بني جنسك"
قالت و هي تقف بإعتدال و النجوم و كأنها تضيء لهما تلك الليلة.
" ماذا و إن كنت مختلف عنهم؟
أستقبلين بي؟"
سألها و نبضات قلبه تتسارع ككل مرة تقف هي أمامه.
" ربما في حياة آخرى"
ردت و تبسمت بحزن
" إنظر هناك،
أليس ذلك أحد زملائك؟"
سأل السيد ياروج و هو يشير صوب كاينر
" ما الذي أتى به الي هنا؟
مع من يتحدث؟"
قال مايكل و هو ينزل صناديق الدواء.
" ماذا و إن إكتشف أمرنا؟"
قال ياروج بقلق
تبسم مايكل ثم قال:
" نقلنا جميع الصناديق و تبقى واحد، لن يشكل كاينر عقبه علينا هو لا يتدخل في شؤن غيره و إن فعل ستكون هذة آخر ليلة له"
قال مايكل و هو يرفع الصندوق الأخير، و يمد حزمة النقود للسيد يارواج.
" اووه كم أنت رجل سيء!"
قال السيد ياروج و هو يحسب نقوده و يهز رأسه بفرح.
عاد مايكل الي المخيم قابل مالينا التي كانت تجلس عند جزع شجرة و كأنها تنتظر عودة شخص ما.
" إن كنت تنظرين كاينر، فقد رأيته عند البحيرة يحادث نفسه"
قال مياكل و هو يتجه الي غرفته.
" لا أنت مخطأ، أنا لا أنتظر أحدا، لم أشعر بالنعاس لذا قررت الجلوس هنا"
ردت مالينا و قد إتسعت بؤرة عينيها بعدما سمعت عن أمر كاينر.
ضمت هي ساقيها و بدأت تحدق بألسنة اللهب التي كانت تتقد أمامها.
" أراك وحدك هنا؟"
قال دوناتيلو بينما وقف خلفها.
" ماذا تريد الأن؟"
ردت هي فلم ترد تواجده قربها
" أردت إلقاء التحية عليك قبل ذهابي لتفقد حال تاركو، لذا إهدئي"
قال دوناتيلو ثم رحل و تركرها تجلس في مكانها.
بقيت مالينا إلي مطلع الصبح في مكانها تحدق الي النجوم التي بدأت بالإختفاء تارة و الي تلك النار التي إنطفأت، تتمنى أحيانا لو أنها لم تقابله لكاينر، ربما حياتها لن تكون بهذا التعقيد. لم يعد كاينر الا مع بزوخ الشعاع الأول، و البسمة تعتلي وجهه كأنت تلك المرة الأولى التي تاره بتلك السعادة العارمة.
" لقد تأخرت،
برد العشاء و أشرقت الشمس
أين كنت؟"
قالت و هي تعلم أنه سيتجاهلها كالعادة و يمضى دون قول حرف واحد.
" كنت في موعد، أليس واضح أنني وجدت ضالتي"
قالها و النشوة تتملكه مر بقربها و همس قائلا:
" ربما سأعيد النظر في قراري"
وقف مالينا تراقبه بقلب ما توقف عن الخفقان كأنه يطارد من قبل وحش كاسر،
" ماذا تراه دهاك؟"
تمت هي و لكنه لم يرد عليها، جثت على الأرض و الدموع تملأ عينها كأنها خسرت حربا حتى قبل أن تبدأها.
سارت عائدة الي غرفتها، لتغرق في النوم لتنسى، و ليتها تنسى و تزول همومها بصحوها.
سبعة أيام و خمس ليالي، خلالها ساءت حال تاركو كانت تهلوس بأمور غير منطقية، لم يتمكونوا من مساعدتها لا علاج ينفع معها في الأساس لم يتم تحديد ما هي علتها. لسوء حظها خرج الطبيب دييقو في رحلة الي الجنوب كانت هنالك بعض الحالات الطارئة تستلزم حضوره شخصيا. الوضع في المخيم لا يبشر بالخير، زاد عدد المصابين ، حمى عاليه و تشنجات بيد أنأن حالات الإغماء صارت هائلة.
" لما أعطيتها هذا المحلول؟
من أين حصلت عليه؟"
سألت مالينا أم الطفل الذي لم يتوقف على التقيأ دما مطلقا.
مسحت الأم دموعها و قالت:
" لقد ساءت حاله الليلة الماضية و لم أتحمل رؤيته يحتضر، فأخذته الي شيخ القرية، هو أعطاني هذا الخليط، لقد تحسنت حاله بعد الجرعة الأولى، و لكن إنظري إلي حاله الأن"
تمالكت مالينا أعصابها و أعرضت عن وجهها، سارت صوب النافذة فقد كانت غاضبة جدا.
" لا تقلقي يا سيدتي سنفعل كل ما بوسعنا، أيمكنك الإنتظار في الخارج"
قال دوناتيلو بلطف لأم الطفل.
" شكرا لك يا بني"
ردت هي و سارت الي غرفة الإنتظار.
" كيف لهم ألا يفروقو بين الخرافات و ما يفيدهم، هم لسوا بأطباء حتى، يتخبصون بما تهوى أنفسهم و يخسر الكثيرون أرواحهم إثر تخبصاتهم"
قالت مالينا و هي تمسك النافذة و تغلقها بقوة.
" ألم تكونين مهتمة بأمور السحر و الشعوذة"
سأل دوناتيلو و هو ينقل الطفل الي غرفة العمليات هنالك حيث تكفل كاينر بأمره.
" لا، هنالك فرق بين أن أتهم بها و أن أشجع أفعالهم تلك و أدعمها"
قالت مالينا و هي تحدق صوب الباب حيث أن أم الطفل كانت تصلي على أمل نجاة إبنه.
"ماذا قررت إذن؟"
سألها دوناتيلو بينما كان يرتب الحقن على الرف.
" سأعمل على توعيتهم، حتى لا يقعوا ضحية للخداع و الدجل"
ردت مالينا و خرجت بسرعة من الغرفة.
" غريب أمرها، أحبها رغم ذلك"
همس دوناتيلو الذي بدأ يشعر بصداع،فجلس على الكرسي، و شرب كأس من الماء.
كانت نسمات لطيفة تهب تلامس بشرته تلك، ذلك الإحساس الذي ينتابه، يوحي له أنها هنا بقربة على بعد بضع كلمات و أحرف ليته يقولها و تصبح هي ملك له الي آخر نفس.
" أراك هنا"
همست و هي تقف خلفه.
تبسم كاينر قبل أن يلتفت نحوها و رد قائلا:
"و هل أفوت لقاءا كلقاءك؟!"
ضحكت هي و دارت حوله و الفرحة تبرق على عينيها.
توقفت و حدقت به و الهواء يداعب خصلات شعرها.
" إذن ما هي قصتك؟"
سأل كاينر و هو يتقدم صوبها.
" فتاة ولدت دون قوى و تخلي عنها أهلها، نفيت الي عالمكم هذا، للتفاجا بأن لا أحد يستطيع رؤيتها أو سماعها، قصتي هذة على لسان كل إمرء من بني جنسك، أشك بأنك لم تسمع عني"
قالت قرمزية العينين و هي تحدق بكاينر الذي لم يبدو عليه التفاجأ.
" يلقبونني بالفتاة الشباح، أنا من عشيرة مصاصي الدماء، إن لم تكن تعلم"
ردت هي و و عينيها تقولان لا تبتعد عني بعد أن عرفت حقيقتي.
" أعلم هذا، لكن وودت سماع قصتك منك شخصيا، دائما ما يكون هنالك جانب آخر ، رواية أخرى لأي حكاية"
أجاب كاينر و هو يجلس بقربها بعد أن جلست هي على الصخرة الكبيرة التي بقرب الدوحة.
جزء من خصلات شعرها الطويل تناثر على وجه كاينر، فأزاحه ببطء بأنامله و هو يتأملها لتلك صاحبة العينين الجذابتين.
كانت هي لا تصدق وجود بشري الي هذة اللحظة قادرا على رؤيتها، فقامت بقرص خده بقوة حتى تأوه هو ألما.
" لما فعلت هذا؟"
سألت كاينر و قد باعد وجهه عنها
" كي أتأكد أنك حقيقة و لست من صنع خيالي"
أجابت و هي لا تدري أتفرح أم تحزن، من جهة هي لاتزال خائفة من أن تلعنه فيختفي و يدمس عالمها فقد كان كاينر كالشمعة في عالم يسود فيه الطقس العاصف شديد الظلمة.
" بماذا تفكرين؟
تعالي معي سأريك شيئا"
قال كاينر بينما أمسك يدها و سارا معا الي أن وصلا منحدرا أسف تل يطل على الدوحة كانت هنالك بضع زنابق تحمل لون السلام و الحب.
" أنت من زرعها أليس كذلك؟"
سألت هي بينما إنحنت لتقطفها.
" و يحك تمهلي!
لم تزرع لتقطف يا عزيزتي،
ممنوع اللمس فقد شاهدي من بعيد"
رد كاينر و تركها تضحك قدر إستطاعتها.
" هذة أول مرة يقابل شخص لا يود قطف الأزهار، ألن تقدم لي باقة أو ما شابه كما يفعل بني جنسك"
قالت و هي تقف بإعتدال و النجوم و كأنها تضيء لهما تلك الليلة.
" ماذا و إن كنت مختلف عنهم؟
أستقبلين بي؟"
سألها و نبضات قلبه تتسارع ككل مرة تقف هي أمامه.
" ربما في حياة آخرى"
ردت و تبسمت بحزن
" إنظر هناك،
أليس ذلك أحد زملائك؟"
سأل السيد ياروج و هو يشير صوب كاينر
" ما الذي أتى به الي هنا؟
مع من يتحدث؟"
قال مايكل و هو ينزل صناديق الدواء.
" ماذا و إن إكتشف أمرنا؟"
قال ياروج بقلق
تبسم مايكل ثم قال:
" نقلنا جميع الصناديق و تبقى واحد، لن يشكل كاينر عقبه علينا هو لا يتدخل في شؤن غيره و إن فعل ستكون هذة آخر ليلة له"
قال مايكل و هو يرفع الصندوق الأخير، و يمد حزمة النقود للسيد يارواج.
" اووه كم أنت رجل سيء!"
قال السيد ياروج و هو يحسب نقوده و يهز رأسه بفرح.
عاد مايكل الي المخيم قابل مالينا التي كانت تجلس عند جزع شجرة و كأنها تنتظر عودة شخص ما.
" إن كنت تنظرين كاينر، فقد رأيته عند البحيرة يحادث نفسه"
قال مياكل و هو يتجه الي غرفته.
" لا أنت مخطأ، أنا لا أنتظر أحدا، لم أشعر بالنعاس لذا قررت الجلوس هنا"
ردت مالينا و قد إتسعت بؤرة عينيها بعدما سمعت عن أمر كاينر.
ضمت هي ساقيها و بدأت تحدق بألسنة اللهب التي كانت تتقد أمامها.
" أراك وحدك هنا؟"
قال دوناتيلو بينما وقف خلفها.
" ماذا تريد الأن؟"
ردت هي فلم ترد تواجده قربها
" أردت إلقاء التحية عليك قبل ذهابي لتفقد حال تاركو، لذا إهدئي"
قال دوناتيلو ثم رحل و تركرها تجلس في مكانها.
بقيت مالينا إلي مطلع الصبح في مكانها تحدق الي النجوم التي بدأت بالإختفاء تارة و الي تلك النار التي إنطفأت، تتمنى أحيانا لو أنها لم تقابله لكاينر، ربما حياتها لن تكون بهذا التعقيد. لم يعد كاينر الا مع بزوخ الشعاع الأول، و البسمة تعتلي وجهه كأنت تلك المرة الأولى التي تاره بتلك السعادة العارمة.
" لقد تأخرت،
برد العشاء و أشرقت الشمس
أين كنت؟"
قالت و هي تعلم أنه سيتجاهلها كالعادة و يمضى دون قول حرف واحد.
" كنت في موعد، أليس واضح أنني وجدت ضالتي"
قالها و النشوة تتملكه مر بقربها و همس قائلا:
" ربما سأعيد النظر في قراري"
وقف مالينا تراقبه بقلب ما توقف عن الخفقان كأنه يطارد من قبل وحش كاسر،
" ماذا تراه دهاك؟"
تمت هي و لكنه لم يرد عليها، جثت على الأرض و الدموع تملأ عينها كأنها خسرت حربا حتى قبل أن تبدأها.
سارت عائدة الي غرفتها، لتغرق في النوم لتنسى، و ليتها تنسى و تزول همومها بصحوها.
سبعة أيام و خمس ليالي، خلالها ساءت حال تاركو كانت تهلوس بأمور غير منطقية، لم يتمكونوا من مساعدتها لا علاج ينفع معها في الأساس لم يتم تحديد ما هي علتها. لسوء حظها خرج الطبيب دييقو في رحلة الي الجنوب كانت هنالك بعض الحالات الطارئة تستلزم حضوره شخصيا. الوضع في المخيم لا يبشر بالخير، زاد عدد المصابين ، حمى عاليه و تشنجات بيد أنأن حالات الإغماء صارت هائلة.
" لما أعطيتها هذا المحلول؟
من أين حصلت عليه؟"
سألت مالينا أم الطفل الذي لم يتوقف على التقيأ دما مطلقا.
مسحت الأم دموعها و قالت:
" لقد ساءت حاله الليلة الماضية و لم أتحمل رؤيته يحتضر، فأخذته الي شيخ القرية، هو أعطاني هذا الخليط، لقد تحسنت حاله بعد الجرعة الأولى، و لكن إنظري إلي حاله الأن"
تمالكت مالينا أعصابها و أعرضت عن وجهها، سارت صوب النافذة فقد كانت غاضبة جدا.
" لا تقلقي يا سيدتي سنفعل كل ما بوسعنا، أيمكنك الإنتظار في الخارج"
قال دوناتيلو بلطف لأم الطفل.
" شكرا لك يا بني"
ردت هي و سارت الي غرفة الإنتظار.
" كيف لهم ألا يفروقو بين الخرافات و ما يفيدهم، هم لسوا بأطباء حتى، يتخبصون بما تهوى أنفسهم و يخسر الكثيرون أرواحهم إثر تخبصاتهم"
قالت مالينا و هي تمسك النافذة و تغلقها بقوة.
" ألم تكونين مهتمة بأمور السحر و الشعوذة"
سأل دوناتيلو و هو ينقل الطفل الي غرفة العمليات هنالك حيث تكفل كاينر بأمره.
" لا، هنالك فرق بين أن أتهم بها و أن أشجع أفعالهم تلك و أدعمها"
قالت مالينا و هي تحدق صوب الباب حيث أن أم الطفل كانت تصلي على أمل نجاة إبنه.
"ماذا قررت إذن؟"
سألها دوناتيلو بينما كان يرتب الحقن على الرف.
" سأعمل على توعيتهم، حتى لا يقعوا ضحية للخداع و الدجل"
ردت مالينا و خرجت بسرعة من الغرفة.
" غريب أمرها، أحبها رغم ذلك"
همس دوناتيلو الذي بدأ يشعر بصداع،فجلس على الكرسي، و شرب كأس من الماء.