الفصل السابع
جلست على المقعد المقابل له تحاوط رأسها بتفكير.. تحاول ايجاد حلٍ في تلك الأزمة
أين ستخفيه عن الجميع.. بعد اذاعة صورته في الأخبار سيعثرون عليه بسهولة فالجميع يريدون أخذ المال حتى ولو كان عن طريق الهواء والوشاية
أما هو فظل جالس ينظر لها بلا استيعاب.. من أين جائت بيقينها أنه ليس بمجنون.. ومالذي يجعلها تجلس هكذا تحاول ايجاد حل ينقذه من العودة إلى المصحة العقلية
قفزت فجأة بفزع وهي تسمع طرقات على باب شقتها
ارتبكت وشحب وجهها هامسة...
-هل علم احدهم انه هنا!
جذبته سريعًا من ملابسه كـ"حرامي غسيل"
واتجهت نحو غرفتها تدخله وتغلق الباب عليه فورًا بتوتر ثم تصيح مقتربة من الباب...
-آتية لأفتح
فتحت الباب لتجد ليلى هي الواقفة أمامها تنظر لها بملامح شاحبة وهي تقول سريعًا...
-رأيتك على التلفاز تعرضين صور المجانين الهاربين
وذاك الرجل أمس الذي كان هو.. انه يشبه واحدًا منهم.. نعم ملامحهم متشابهة و..
ادخلتها طيف سريعًا وكممت فمها وهي تغلق الباب زاجرة بخفوت...
-اصمتي ياليلى اخفضي صوتك.. هذا ليس مجنون انما تشابه في الشكل لا أكثر.. اصمتي فمك هذا
ابعدتها ليلى وهي تزفر مرتاحة وهي تضع كفها على صدرها وتقول...
-الحمدلله كاد قلبي يتوقف خوفًا حينما رأيت صورته
وربما تهيأت وجود التشابه بينهم.. ولكن هل غادر هءا الرجل!
اخفت طيف ارتباكها عنها وحركت رأسها بإيجاب
فزادت راحة ليلى التي ربتت على كفتها مطمئنة..
-الحمدلله لقد خفت عليكِ.. لا تكرري افعالك المتهورة تلك ياطيف نحن لسنا في عالم وردي
متى ستسافرين.. في أي ساعة اقصد
صفعت طيف رأسها ولقد نسيت تمامًا أمر السفر
وبالتأكيد لن تسافر بعد الأحداث التي حدثت مؤخرًا
ولكن في ذات اللحظة في بحاجه للاختفاء هي وذاك الوسيم كي تنقذه من العودة للمشفى العقلي الذي لا يناسبه أبدًا
لمعت عيناها وابيض وجهها وهي تقول سريعًا...
-ليلى أفكر ألا أسافر هل من الممكن أن تعيريني مفتاح الكوخ البحري الخاص بخالك.. اود الذهاب والاستجمام هناك قليلاً بدلا من السفر.. هل هو مجهز!
حركت ليلى رأسها مستغربة...
-نعم ساعطيكِ اياه..وايضًا هو مجهز بثلاجة وموقد حديثان وسخان ولكن لا تلفاز به ولا شبكة للانترنت
يبدوا بدائيا باستثناء الاجهزة الضرورية.. ولكن ألن تكوني وحيدة هناك.. اقصد انه على اطراف المدينة و...
قاطعتها طيف فورًا بإيجاب...
-أنا أود الاختلاء بنفسي لا تقلقي.. وفي كل حال حتى وإن سافرت سأكون وحيدة مع انشغال امي وزجها..
ثم دفعتها للخارج وهي تفتح الباب..
-هيا اصعدي واجلبيه لي إلى أن اجهز حقائبي هيا هيا سريعًا
ثم أغلقت الباب خلفها واتجهت إلى الغرفة الأخرى تجلب حقيبة سفر ثم تدلف إلى المطبخ تجلب المعلبات التي تملكها وبعض الأطعمة المثلجة التي تحتفظ بها في ثلاجتها والكثير من الموارد الغذائية التي ستعينهم لفترة مؤقتة هناك
كانت تتحرك بسرعة وعد تفكير.. تحاول ألا تتراجع عن هذا القرار المتهور الذي اخذته.. ولا تعلم لمَ اخذته
ثم دلفت إلى غرفتها الرئيسية لتراه جالسًا يحدق في الأرض شاردًا لا يدري أمسه من غداه..!
تأملته مليًا تشفق على حاله.. هي واثقة انه ليس متخلا عقليًا، تثق مئة بالمئة ايضًا
ولا تعلم لما تود مساعدته.. ربما بسبب افتتانها بشكله
وربما لانها تشفق على صمته وحالته الصحية
هي لا تدري لمَ تفعل هذا.. هي تتبع حدس داخلها فقط
تحركت من شرودها وهي تتجه نحو الغرفة الأخرى تخرج له بعضًا من ملابس زوج والدتها فهو طويلاً وسيناسبه القياس على أي حال
ثم اتجهت للغرفة تعطيهم له وتقول بهدوء يشوبه الارتباك من التقاء اعينهم..
-خذ غير ثيابك في هذه الغرفة إلى أن اجمع ملابسي
فنحن سنغادر هذا المكان.. وخذ هذا الوشاح ضعه حول رقبتك واخفي به وجهك سنسلك طريق لا نقاط للتفتيش به لا تقلق ياعادل
كادت تسير تخرج من الغرفة ولكنه جذب كفها ينظر لها مطولاً ويكتب كلمات وهمية على باطن كفها
فأقشعر بدنها بأسره وهي لا تفهم ما يود قوله
ايغريها مثلا أم ماذا
ظلت ثوان إلى أن استوعبت أنه يخط حروف كبيرة لتفهمها فركزت نظراتها أكثر إلى مايريد كتابته
حتى تحدثت مندهشة...
-تقول أن اسمك نديم وليس عادل!
حرك رأسه بإيجابٍ صامت وترك كفها فازدادت حيرتها وتشتتها.. جعدت جبينها بحيرة وهمست..
-ولكن ان كنت أنت ذاك الهارب كيف اسمك نديم!
أنا لا افهم شيء
أشاح وجهه عنها يرفض الافصاح عن المزيد
من الواضح أن خلف هذا الرجل سر كبير يختبئ خلف صمته وهيئته الغريبة!
فلم تملك إلا أن تقول باسمة...
-حسنًا يانديم. هيا غير ملابسك لنغادر
ثم خرجت لتأخذ المفتاح من ليلى وتحضر ملابسها للانطلاق إلى الكوخ البحري لتقيم هي والوسيم المجنون
***
في الكوخ البحري في الثامنة مساءًا..
استيقظت في المساء وخرجت لردهة الكوخ وهي تتمطئ، تنوي استنشاق بعض الهواء قبل أن تعاود النوم من جديد
ولكنها لم تجد شريكها في الكوخ.. ووجدت الأريكة التي ينام عليها فارغة.. حتى أن باب الكوخ كان مفتوحًا على مصراعاه يتحرك ذهابًا وإيابا مع نسمات الهواء
خرجت من الكوخ ترنو بعيناها تراه جالسًا على أحد المقاعد الخشبية.. يحدق في الفراغ بشرود دون ردة فعل أخرى.. منذ أن اخبرته صباحًا بما حدث في الاخبار وأن الجميع يبحث عنه وعن باقي الهاربين وهو ساكن بهذا الشكل.. لم ينفعل أو تتوتر فرائسه
حتى حينما عرضت عليه فكرة المكوث في الكوخ
لم يبدي أي تفاعل.. وكأنه لا يهم إن عثروا عليه أم لا
ولولا إلحاحها لما تبعها ايضًا.. هذا الرجل ليس مجنونًا
بل يائس يخبئ خلف صمته اشياء مفجعة تعرض لها
لا تعلم لمَ هي مؤمنة أنه ليس بمجنون ابدًا
دلفت للغرفة تجلب دفتر وقلم وسترته الثقيلة وتخرج لتجاوره في جلسته بعدما وضعت السترة على كتفه وجلست تقول...
-أنا جلبت لك ورقة وقلم في حال أردت أن تخبرني عن حياتك وعن سبب حالتك تلك
لم تتلقى منه ردًا.. بل لم يحرك رأسه لها حتى
ظل ينظر إلى الأمام بذات الشرود وكأنها غير موجودة !
غريب حال هذا الرجل
أين ستخفيه عن الجميع.. بعد اذاعة صورته في الأخبار سيعثرون عليه بسهولة فالجميع يريدون أخذ المال حتى ولو كان عن طريق الهواء والوشاية
أما هو فظل جالس ينظر لها بلا استيعاب.. من أين جائت بيقينها أنه ليس بمجنون.. ومالذي يجعلها تجلس هكذا تحاول ايجاد حل ينقذه من العودة إلى المصحة العقلية
قفزت فجأة بفزع وهي تسمع طرقات على باب شقتها
ارتبكت وشحب وجهها هامسة...
-هل علم احدهم انه هنا!
جذبته سريعًا من ملابسه كـ"حرامي غسيل"
واتجهت نحو غرفتها تدخله وتغلق الباب عليه فورًا بتوتر ثم تصيح مقتربة من الباب...
-آتية لأفتح
فتحت الباب لتجد ليلى هي الواقفة أمامها تنظر لها بملامح شاحبة وهي تقول سريعًا...
-رأيتك على التلفاز تعرضين صور المجانين الهاربين
وذاك الرجل أمس الذي كان هو.. انه يشبه واحدًا منهم.. نعم ملامحهم متشابهة و..
ادخلتها طيف سريعًا وكممت فمها وهي تغلق الباب زاجرة بخفوت...
-اصمتي ياليلى اخفضي صوتك.. هذا ليس مجنون انما تشابه في الشكل لا أكثر.. اصمتي فمك هذا
ابعدتها ليلى وهي تزفر مرتاحة وهي تضع كفها على صدرها وتقول...
-الحمدلله كاد قلبي يتوقف خوفًا حينما رأيت صورته
وربما تهيأت وجود التشابه بينهم.. ولكن هل غادر هءا الرجل!
اخفت طيف ارتباكها عنها وحركت رأسها بإيجاب
فزادت راحة ليلى التي ربتت على كفتها مطمئنة..
-الحمدلله لقد خفت عليكِ.. لا تكرري افعالك المتهورة تلك ياطيف نحن لسنا في عالم وردي
متى ستسافرين.. في أي ساعة اقصد
صفعت طيف رأسها ولقد نسيت تمامًا أمر السفر
وبالتأكيد لن تسافر بعد الأحداث التي حدثت مؤخرًا
ولكن في ذات اللحظة في بحاجه للاختفاء هي وذاك الوسيم كي تنقذه من العودة للمشفى العقلي الذي لا يناسبه أبدًا
لمعت عيناها وابيض وجهها وهي تقول سريعًا...
-ليلى أفكر ألا أسافر هل من الممكن أن تعيريني مفتاح الكوخ البحري الخاص بخالك.. اود الذهاب والاستجمام هناك قليلاً بدلا من السفر.. هل هو مجهز!
حركت ليلى رأسها مستغربة...
-نعم ساعطيكِ اياه..وايضًا هو مجهز بثلاجة وموقد حديثان وسخان ولكن لا تلفاز به ولا شبكة للانترنت
يبدوا بدائيا باستثناء الاجهزة الضرورية.. ولكن ألن تكوني وحيدة هناك.. اقصد انه على اطراف المدينة و...
قاطعتها طيف فورًا بإيجاب...
-أنا أود الاختلاء بنفسي لا تقلقي.. وفي كل حال حتى وإن سافرت سأكون وحيدة مع انشغال امي وزجها..
ثم دفعتها للخارج وهي تفتح الباب..
-هيا اصعدي واجلبيه لي إلى أن اجهز حقائبي هيا هيا سريعًا
ثم أغلقت الباب خلفها واتجهت إلى الغرفة الأخرى تجلب حقيبة سفر ثم تدلف إلى المطبخ تجلب المعلبات التي تملكها وبعض الأطعمة المثلجة التي تحتفظ بها في ثلاجتها والكثير من الموارد الغذائية التي ستعينهم لفترة مؤقتة هناك
كانت تتحرك بسرعة وعد تفكير.. تحاول ألا تتراجع عن هذا القرار المتهور الذي اخذته.. ولا تعلم لمَ اخذته
ثم دلفت إلى غرفتها الرئيسية لتراه جالسًا يحدق في الأرض شاردًا لا يدري أمسه من غداه..!
تأملته مليًا تشفق على حاله.. هي واثقة انه ليس متخلا عقليًا، تثق مئة بالمئة ايضًا
ولا تعلم لما تود مساعدته.. ربما بسبب افتتانها بشكله
وربما لانها تشفق على صمته وحالته الصحية
هي لا تدري لمَ تفعل هذا.. هي تتبع حدس داخلها فقط
تحركت من شرودها وهي تتجه نحو الغرفة الأخرى تخرج له بعضًا من ملابس زوج والدتها فهو طويلاً وسيناسبه القياس على أي حال
ثم اتجهت للغرفة تعطيهم له وتقول بهدوء يشوبه الارتباك من التقاء اعينهم..
-خذ غير ثيابك في هذه الغرفة إلى أن اجمع ملابسي
فنحن سنغادر هذا المكان.. وخذ هذا الوشاح ضعه حول رقبتك واخفي به وجهك سنسلك طريق لا نقاط للتفتيش به لا تقلق ياعادل
كادت تسير تخرج من الغرفة ولكنه جذب كفها ينظر لها مطولاً ويكتب كلمات وهمية على باطن كفها
فأقشعر بدنها بأسره وهي لا تفهم ما يود قوله
ايغريها مثلا أم ماذا
ظلت ثوان إلى أن استوعبت أنه يخط حروف كبيرة لتفهمها فركزت نظراتها أكثر إلى مايريد كتابته
حتى تحدثت مندهشة...
-تقول أن اسمك نديم وليس عادل!
حرك رأسه بإيجابٍ صامت وترك كفها فازدادت حيرتها وتشتتها.. جعدت جبينها بحيرة وهمست..
-ولكن ان كنت أنت ذاك الهارب كيف اسمك نديم!
أنا لا افهم شيء
أشاح وجهه عنها يرفض الافصاح عن المزيد
من الواضح أن خلف هذا الرجل سر كبير يختبئ خلف صمته وهيئته الغريبة!
فلم تملك إلا أن تقول باسمة...
-حسنًا يانديم. هيا غير ملابسك لنغادر
ثم خرجت لتأخذ المفتاح من ليلى وتحضر ملابسها للانطلاق إلى الكوخ البحري لتقيم هي والوسيم المجنون
***
في الكوخ البحري في الثامنة مساءًا..
استيقظت في المساء وخرجت لردهة الكوخ وهي تتمطئ، تنوي استنشاق بعض الهواء قبل أن تعاود النوم من جديد
ولكنها لم تجد شريكها في الكوخ.. ووجدت الأريكة التي ينام عليها فارغة.. حتى أن باب الكوخ كان مفتوحًا على مصراعاه يتحرك ذهابًا وإيابا مع نسمات الهواء
خرجت من الكوخ ترنو بعيناها تراه جالسًا على أحد المقاعد الخشبية.. يحدق في الفراغ بشرود دون ردة فعل أخرى.. منذ أن اخبرته صباحًا بما حدث في الاخبار وأن الجميع يبحث عنه وعن باقي الهاربين وهو ساكن بهذا الشكل.. لم ينفعل أو تتوتر فرائسه
حتى حينما عرضت عليه فكرة المكوث في الكوخ
لم يبدي أي تفاعل.. وكأنه لا يهم إن عثروا عليه أم لا
ولولا إلحاحها لما تبعها ايضًا.. هذا الرجل ليس مجنونًا
بل يائس يخبئ خلف صمته اشياء مفجعة تعرض لها
لا تعلم لمَ هي مؤمنة أنه ليس بمجنون ابدًا
دلفت للغرفة تجلب دفتر وقلم وسترته الثقيلة وتخرج لتجاوره في جلسته بعدما وضعت السترة على كتفه وجلست تقول...
-أنا جلبت لك ورقة وقلم في حال أردت أن تخبرني عن حياتك وعن سبب حالتك تلك
لم تتلقى منه ردًا.. بل لم يحرك رأسه لها حتى
ظل ينظر إلى الأمام بذات الشرود وكأنها غير موجودة !
غريب حال هذا الرجل