الفصل السادس
امسكت طيف الأوراق أمامها ونظرت للكاميرا وهي تقول بلهجة ثابتة عملية تتلو البيان باحترافية...
-صرح مصدر مسؤول أن البحث عن الهاربين من المصحة العقلية سيكونوا في المصحة خلال أيام قليلة
وتم عقاب مسؤول المشفى والعاملين فيها وتحويلهم للتحقيق بسبب اهمالهم الذي أدى لفرار المرضى
وبعد ساعاتٍ قليلة عثروا على تسعة من أصل ثلاثة عشر ممن فروا من المصحة.. والآن سنعرض اسماء وصور المرضى الهاربين لتعثروا عليهم مع الشرطة
بدأت الشاشة في عرض اربعة صور لرجالٍ بدأت طيف
تسرد اسمائهم وأعمارهم وأوصافهم كي يحذرهم الناس ويدلوا الشرطة عن اماكنهم إن تعثروا بهم
ولكنها تسمرت منصدمة حينما رأت صورة لأحدهم.. لرجلاً تعرفه تمامًا بل وأنها نامت معه في ذات الفراش ليلة أمس
ولسخرية القدر كانت هي أول من تعثر في مجنون وسيم صامت و هارب من مصحة للأمراض العقلية..!
توقفت عن الكلام وفُتح فمها بصدمة وهي تتعرف بسهولة عليه.. رغم أن جودة الصورة سيئة لا توافيه حقه إلا أنها وبسهولة علمت تلك العينان وذاك الوجه.. ولكن كيف.. كيف!
صاح المخرج من صمتها الذي طال أكثر من اللازم...
-انتقلي للفاصل في الحال ياطيف
تلجلجت طيف بالكامل وهي تترك الأوراق وتحاول استعادة صوتها الذي سُلب أثر الصدمة فقالت بلا انتباه...
-وسنتلوا باقي النشرة الاخبارية بعد الفاصل
ثوانٍ قليلة واقترب منها خالد وهو يستشيط غضبًا مما حدث لها على الشاشة وهي تعرض صور المرضى.. كان وجهه ينذر بغضب جعل من حوله يصمتون بترقب وقلق إلى أن وقف أمامها وكتف ذراعاه بغضب وهتف بحدة...
-بالله عليك اخبريني ماذا دهاكن.. الأخرى استيقظت صباحًا تتفاجئ أنها مريضة فااخبرتني قبل البث بساعة
وحينما لجئت لكِ تتصرفين بقلة احترافية.. لست الوحيدة التي توفى جدها ياطيف، سعد لن يكون متافهم فيما يحدث هنا!
ران صمت طويل في غرفة التصوير وكانت طيف تحدق في خالد بحرج واجمة خاصة حينما تعلقت العيون بها يراقبونها وهي تتلقى التوبيخ من خالد
هي التي لم تخطئ يومًا في عملها ولم تتلقى ابدًا سوى المدح فقط والتعليقات المعجبة بفقرتها المسائية في برنامجها السياسي تتعرض لمثل هذا التوبيخ..!
جاء صوت سعد من خلف خالد وهو ينظر لهم بهدوء
لطالما كان سعد رجلًا هادئًا لا يأخذ كل شيء على أعصابه كخالد.. اقترب منهم يقول لخالد بهدوء...
-ما لا يرضيني أن ارى تلك الاجواء السلبية قي قناتي ياخالد، رجاء التزم الهدوء وتحدث بروية
طيف لها ظروفها الخاصة التي تشتت ذهنها الآن
وبدلا من أن تشكرها وتعتذر عن قطع اجازتها توبخها!
تلجلج لسان خالد لثوان وهو يخلع سماعة الأذن ويقول بضيقٍ منفعل...
-ولكن أن لم اقطع عطلتها بإرادتي.. علياء تلك مريضة ولم تبلغني باكرًا ولا أحد يحل محلها سوى طيف
وارتباكها المفاجئ على الشاشة زاد غضبي ياسعد
ثم أنها الآن هنا بصفتها المذيعة طيف وليست فتاتك ياسعد
وقبل أن ينشب الخلاف بينهم أكثر اقترب مساعده منه يقول بتردد..
-فقرة الاعلانات انتهت وحان ظهور الاستاذة طيف لتتلوا باقي النشرة الاخبارية من جديد
حدجها خالد بضيق يقول بحدة...
-ارجوا أن تنتبهي أكثر هذه المرة.. وانت ياسعد إن كنت لا تودني أترك العمل بأكمله الآن، ارحل من ساحة عملي كي انجز
ثم تركهم واتجه إلى مكانه خلف الشاشة الصغيرة وهو يصرخ في العاملين حوله أن يشغل كل منهم مكانه ليبدأو البث
فاتجهت طيف تجلس أمام الطاولة من جديد تضبط ملابسها وهندامها وتجعد وجهها بعملية تحاول التغلب على القشعريرة والخوف اللذان غزا جسدها
ونفسها تردد
" في بيتي مجنونً هارب ياويلي"
ابتعد سعد عن دائرة التصوير ووقف في أحد الجوانب يتأمل طيف التي عادت ممارسة عملها بهدوء وتركيز.. تصلح مااقترفته قبل دقائق
ولكن هو يعرفها.. تبدو مشغولة البال قلقة او غاضبة
طيفة خاصته ليست على مايرام ابدًا !
انهت طيف فقرتها وقفزت من مقعدها سريعًا تخلع عنها مكبر الصوت وتركض خارج غرفة التصوير متجهة لمنزلها.. حيث ذاك المجنون في شقتها!
عادت إلى شقتها سريعًا و استقلت المصعد وهي تحرك رأسها نافية.. تحاول أن تخبر نفسها أن هذا مجرد تشابه لا أكثر.. يخلق من الشبه أربعون
كيف يكون مجنونًا.. لقد كان عاقلاً تمامًا حينما دافع عنها ليلة أمس واستيقظ صباحًا وحاول الخروج من منزلها.. لا يبدو فاقدٍ لعقله
وضعت كفها على جبينها تتنهد هامسة...
-مجرد تشابه في الوجوه لا أكثر ياطيف..يخلق من الشبه أربعون كما يقول جدي، نعم مجرد تشابه لا أكثر
توقف المصعد في طابقها فتحركت سريعًا إلى شقتها تكتب رمز الدخول ليُفتح الباب فورًا وتدخل باحثة عنه في الشقة بفزع وبعض الخوف
مرضى العقول يستطيعون أذية أي شخصٍ بلا وعي أو ارادة.. وايضًا يتصرفون تصرفات عشوائية تؤدي إلى كوارث لا حصر لها.. وتتمنى ألا يكون فعل هذا بشقتها
تنهدت مرتجفة وهي تخطو داخل الشقة تبحث عنه وهي تجلي صوتها الذي اختفى أثر الصدمة
ولكن شعرت بيدٍ تجذب مرفقها بقوة يجذبها له
صرخت بفزع وهي تلتفت له وتتوقع أن يؤذيها
ولكنه كان ينظر لها بصبرٍ نافذ وهو يشير للباب أن تفتحه ليغادر.. ويبدوا أنه كان ينتظرها في الشرفة لأنها حينما دلفت لم تراه في غرفة الجلوس
ترك رسغها حينما رأى الفزع مرسومًا على وجهها
فكتف ذراعاه ورمقها بنظراتٍ حادة منتظرة أن تستفيق من نوبة الفزع تلك وتفتح له الباب ليغادر شقتها تلك ويحاول العودة حيث أتى
أما طيف فابتلعت رمقها وممرت كفها على شعرها تساوية ببعض التوتر وهي تقول بأنفاسٍ متهدجة...
-أنا فزعت لأنك ظهرت فجأة من العدم و..
قطعت كلماتها بعجز وهي تنظر له تتأمل وقفته الهادية.. تحاول ان تعرف أهو حقًا مجنون ويمثل عليها العقل.. أم أنه عاقل وذاك التشابه المريع مجرد مصادفة.. ليتها تكون مصادفة لا أكثر
اخرجت صورته التي اخذتها من قسم الاعداد في المحطة ورفعتها أمام وجهه تسأل مرتبكة..
-أهذا أنت!
تمعن في الصورة للحظات قبل أن ينظر لها دون ردة فعلٍ واضح.. وكأنه يرفض الاجابة
وحتى لو رفض الاجابة بمجرد النظر لوجهه وللصورة ستجد انه ذات الشخص.. صورة تطابق الأصل تمامًا
ينقصها فقط أن ينفي أنه ذالك الشخص ليطمئن قلبها.. لا تعلم لمَ تشغل رأسها بإن كان هو أم لا، ولكن شيء داخلها يدفعها بقوة أن تنفي انه ليس ذالك الشخص
ولكنه وللدهشة حرك رأسه بإيجاب كإجابة على سؤالها فتوسعت عيناها وبىدت أناملها وهي تهمس بثقل...
-اسمك هو عادل أشرف المجنون الهارب من المصحة العقلية أول أمس!
لم يبدو متفاجئًا من معرفتها أنه مجنون هارب، ربما توسعت عيناه قليلاً ولاحت نظرة مفعمة بالمرارة في عيناه قبل حلقة قبل أن يحرك رأسه بإيجاب
ويشير للباب أن تفتحه له ليغادر
وبالفعل تحرك يقف أمام الباب ينتظر أن تأتي وتفتحه.. فتوسعت عيناها أكثر وفرغت فاهها بلا استيعاب وهي تقترب منه وتردد...
-ولكنك.. ولكنك لا يبدو عليك الجنون.. تبدو عاقلا
كيف تكون مجنون عقلي، لقد دافعت عني ببسالة يوم أمس وكنت طبيعيًا و...
قطعت حديثها فجأة واقتربت منه سريعًا تقول بلهفة وقد بدى الأمل على وجهها...
-هل شفيت من مرضك العقلي فهربت!
ياالله.. تبدو رجلا طبيعيًا تمامًا باستثناء انك لا تتحدث.. اجبني حبا في الله يكاد قلبي يتوقف قلقًا
أأنت مجنون أم لا !
الحاحها جعله يود لو يضحك ساخرًا عليها
وهل ستصدقه لو قال لها أنه ليس مجنون رغم مكوثة في المصحة العقلية لثلاث سنوات كاملة
وحتى ان صدقته.. مالها به وماله بها!
وقبل أن يتحدث بكلمة واحدة اقتربت منه تقول بحزم متردد مصحوب ببعض اللهفة..
-أنا اعرف انك لست مجنون.. ربما هناك خطأ
أنا رأيت سابقًا بعضًا من مرضى الأمراض العقلية
انت لست مشتتًا او مختل التصرفات.. ربما تكون شفيت والمشفى لا تود تصديقك.. أعرف أن الأمر صعبًا ولكن لا تقلق سأساعدك
توسعت عيناه ورفع حاجباه بلا استيعاب وهو ينظر لتلك الفتاة غريبة الأطوار التي امسكت يده سريعًا وسارت لأقرب مقعد تجلسه عليه ثم تقف جواره وتقول مرتبكة...
-الجميع يبحث عنك وعن باقي الهاربين
وكذالك اسمك وعمرك وكافة بياناتك منتشرة في التلفاز ومرفقة بجائزة مالية لمن يدلهم عليكم
ان خرجت الأن سيقبضون عليك بسهولة شديدة
سأساعدك على الاختباء
-صرح مصدر مسؤول أن البحث عن الهاربين من المصحة العقلية سيكونوا في المصحة خلال أيام قليلة
وتم عقاب مسؤول المشفى والعاملين فيها وتحويلهم للتحقيق بسبب اهمالهم الذي أدى لفرار المرضى
وبعد ساعاتٍ قليلة عثروا على تسعة من أصل ثلاثة عشر ممن فروا من المصحة.. والآن سنعرض اسماء وصور المرضى الهاربين لتعثروا عليهم مع الشرطة
بدأت الشاشة في عرض اربعة صور لرجالٍ بدأت طيف
تسرد اسمائهم وأعمارهم وأوصافهم كي يحذرهم الناس ويدلوا الشرطة عن اماكنهم إن تعثروا بهم
ولكنها تسمرت منصدمة حينما رأت صورة لأحدهم.. لرجلاً تعرفه تمامًا بل وأنها نامت معه في ذات الفراش ليلة أمس
ولسخرية القدر كانت هي أول من تعثر في مجنون وسيم صامت و هارب من مصحة للأمراض العقلية..!
توقفت عن الكلام وفُتح فمها بصدمة وهي تتعرف بسهولة عليه.. رغم أن جودة الصورة سيئة لا توافيه حقه إلا أنها وبسهولة علمت تلك العينان وذاك الوجه.. ولكن كيف.. كيف!
صاح المخرج من صمتها الذي طال أكثر من اللازم...
-انتقلي للفاصل في الحال ياطيف
تلجلجت طيف بالكامل وهي تترك الأوراق وتحاول استعادة صوتها الذي سُلب أثر الصدمة فقالت بلا انتباه...
-وسنتلوا باقي النشرة الاخبارية بعد الفاصل
ثوانٍ قليلة واقترب منها خالد وهو يستشيط غضبًا مما حدث لها على الشاشة وهي تعرض صور المرضى.. كان وجهه ينذر بغضب جعل من حوله يصمتون بترقب وقلق إلى أن وقف أمامها وكتف ذراعاه بغضب وهتف بحدة...
-بالله عليك اخبريني ماذا دهاكن.. الأخرى استيقظت صباحًا تتفاجئ أنها مريضة فااخبرتني قبل البث بساعة
وحينما لجئت لكِ تتصرفين بقلة احترافية.. لست الوحيدة التي توفى جدها ياطيف، سعد لن يكون متافهم فيما يحدث هنا!
ران صمت طويل في غرفة التصوير وكانت طيف تحدق في خالد بحرج واجمة خاصة حينما تعلقت العيون بها يراقبونها وهي تتلقى التوبيخ من خالد
هي التي لم تخطئ يومًا في عملها ولم تتلقى ابدًا سوى المدح فقط والتعليقات المعجبة بفقرتها المسائية في برنامجها السياسي تتعرض لمثل هذا التوبيخ..!
جاء صوت سعد من خلف خالد وهو ينظر لهم بهدوء
لطالما كان سعد رجلًا هادئًا لا يأخذ كل شيء على أعصابه كخالد.. اقترب منهم يقول لخالد بهدوء...
-ما لا يرضيني أن ارى تلك الاجواء السلبية قي قناتي ياخالد، رجاء التزم الهدوء وتحدث بروية
طيف لها ظروفها الخاصة التي تشتت ذهنها الآن
وبدلا من أن تشكرها وتعتذر عن قطع اجازتها توبخها!
تلجلج لسان خالد لثوان وهو يخلع سماعة الأذن ويقول بضيقٍ منفعل...
-ولكن أن لم اقطع عطلتها بإرادتي.. علياء تلك مريضة ولم تبلغني باكرًا ولا أحد يحل محلها سوى طيف
وارتباكها المفاجئ على الشاشة زاد غضبي ياسعد
ثم أنها الآن هنا بصفتها المذيعة طيف وليست فتاتك ياسعد
وقبل أن ينشب الخلاف بينهم أكثر اقترب مساعده منه يقول بتردد..
-فقرة الاعلانات انتهت وحان ظهور الاستاذة طيف لتتلوا باقي النشرة الاخبارية من جديد
حدجها خالد بضيق يقول بحدة...
-ارجوا أن تنتبهي أكثر هذه المرة.. وانت ياسعد إن كنت لا تودني أترك العمل بأكمله الآن، ارحل من ساحة عملي كي انجز
ثم تركهم واتجه إلى مكانه خلف الشاشة الصغيرة وهو يصرخ في العاملين حوله أن يشغل كل منهم مكانه ليبدأو البث
فاتجهت طيف تجلس أمام الطاولة من جديد تضبط ملابسها وهندامها وتجعد وجهها بعملية تحاول التغلب على القشعريرة والخوف اللذان غزا جسدها
ونفسها تردد
" في بيتي مجنونً هارب ياويلي"
ابتعد سعد عن دائرة التصوير ووقف في أحد الجوانب يتأمل طيف التي عادت ممارسة عملها بهدوء وتركيز.. تصلح مااقترفته قبل دقائق
ولكن هو يعرفها.. تبدو مشغولة البال قلقة او غاضبة
طيفة خاصته ليست على مايرام ابدًا !
انهت طيف فقرتها وقفزت من مقعدها سريعًا تخلع عنها مكبر الصوت وتركض خارج غرفة التصوير متجهة لمنزلها.. حيث ذاك المجنون في شقتها!
عادت إلى شقتها سريعًا و استقلت المصعد وهي تحرك رأسها نافية.. تحاول أن تخبر نفسها أن هذا مجرد تشابه لا أكثر.. يخلق من الشبه أربعون
كيف يكون مجنونًا.. لقد كان عاقلاً تمامًا حينما دافع عنها ليلة أمس واستيقظ صباحًا وحاول الخروج من منزلها.. لا يبدو فاقدٍ لعقله
وضعت كفها على جبينها تتنهد هامسة...
-مجرد تشابه في الوجوه لا أكثر ياطيف..يخلق من الشبه أربعون كما يقول جدي، نعم مجرد تشابه لا أكثر
توقف المصعد في طابقها فتحركت سريعًا إلى شقتها تكتب رمز الدخول ليُفتح الباب فورًا وتدخل باحثة عنه في الشقة بفزع وبعض الخوف
مرضى العقول يستطيعون أذية أي شخصٍ بلا وعي أو ارادة.. وايضًا يتصرفون تصرفات عشوائية تؤدي إلى كوارث لا حصر لها.. وتتمنى ألا يكون فعل هذا بشقتها
تنهدت مرتجفة وهي تخطو داخل الشقة تبحث عنه وهي تجلي صوتها الذي اختفى أثر الصدمة
ولكن شعرت بيدٍ تجذب مرفقها بقوة يجذبها له
صرخت بفزع وهي تلتفت له وتتوقع أن يؤذيها
ولكنه كان ينظر لها بصبرٍ نافذ وهو يشير للباب أن تفتحه ليغادر.. ويبدوا أنه كان ينتظرها في الشرفة لأنها حينما دلفت لم تراه في غرفة الجلوس
ترك رسغها حينما رأى الفزع مرسومًا على وجهها
فكتف ذراعاه ورمقها بنظراتٍ حادة منتظرة أن تستفيق من نوبة الفزع تلك وتفتح له الباب ليغادر شقتها تلك ويحاول العودة حيث أتى
أما طيف فابتلعت رمقها وممرت كفها على شعرها تساوية ببعض التوتر وهي تقول بأنفاسٍ متهدجة...
-أنا فزعت لأنك ظهرت فجأة من العدم و..
قطعت كلماتها بعجز وهي تنظر له تتأمل وقفته الهادية.. تحاول ان تعرف أهو حقًا مجنون ويمثل عليها العقل.. أم أنه عاقل وذاك التشابه المريع مجرد مصادفة.. ليتها تكون مصادفة لا أكثر
اخرجت صورته التي اخذتها من قسم الاعداد في المحطة ورفعتها أمام وجهه تسأل مرتبكة..
-أهذا أنت!
تمعن في الصورة للحظات قبل أن ينظر لها دون ردة فعلٍ واضح.. وكأنه يرفض الاجابة
وحتى لو رفض الاجابة بمجرد النظر لوجهه وللصورة ستجد انه ذات الشخص.. صورة تطابق الأصل تمامًا
ينقصها فقط أن ينفي أنه ذالك الشخص ليطمئن قلبها.. لا تعلم لمَ تشغل رأسها بإن كان هو أم لا، ولكن شيء داخلها يدفعها بقوة أن تنفي انه ليس ذالك الشخص
ولكنه وللدهشة حرك رأسه بإيجاب كإجابة على سؤالها فتوسعت عيناها وبىدت أناملها وهي تهمس بثقل...
-اسمك هو عادل أشرف المجنون الهارب من المصحة العقلية أول أمس!
لم يبدو متفاجئًا من معرفتها أنه مجنون هارب، ربما توسعت عيناه قليلاً ولاحت نظرة مفعمة بالمرارة في عيناه قبل حلقة قبل أن يحرك رأسه بإيجاب
ويشير للباب أن تفتحه له ليغادر
وبالفعل تحرك يقف أمام الباب ينتظر أن تأتي وتفتحه.. فتوسعت عيناها أكثر وفرغت فاهها بلا استيعاب وهي تقترب منه وتردد...
-ولكنك.. ولكنك لا يبدو عليك الجنون.. تبدو عاقلا
كيف تكون مجنون عقلي، لقد دافعت عني ببسالة يوم أمس وكنت طبيعيًا و...
قطعت حديثها فجأة واقتربت منه سريعًا تقول بلهفة وقد بدى الأمل على وجهها...
-هل شفيت من مرضك العقلي فهربت!
ياالله.. تبدو رجلا طبيعيًا تمامًا باستثناء انك لا تتحدث.. اجبني حبا في الله يكاد قلبي يتوقف قلقًا
أأنت مجنون أم لا !
الحاحها جعله يود لو يضحك ساخرًا عليها
وهل ستصدقه لو قال لها أنه ليس مجنون رغم مكوثة في المصحة العقلية لثلاث سنوات كاملة
وحتى ان صدقته.. مالها به وماله بها!
وقبل أن يتحدث بكلمة واحدة اقتربت منه تقول بحزم متردد مصحوب ببعض اللهفة..
-أنا اعرف انك لست مجنون.. ربما هناك خطأ
أنا رأيت سابقًا بعضًا من مرضى الأمراض العقلية
انت لست مشتتًا او مختل التصرفات.. ربما تكون شفيت والمشفى لا تود تصديقك.. أعرف أن الأمر صعبًا ولكن لا تقلق سأساعدك
توسعت عيناه ورفع حاجباه بلا استيعاب وهو ينظر لتلك الفتاة غريبة الأطوار التي امسكت يده سريعًا وسارت لأقرب مقعد تجلسه عليه ثم تقف جواره وتقول مرتبكة...
-الجميع يبحث عنك وعن باقي الهاربين
وكذالك اسمك وعمرك وكافة بياناتك منتشرة في التلفاز ومرفقة بجائزة مالية لمن يدلهم عليكم
ان خرجت الأن سيقبضون عليك بسهولة شديدة
سأساعدك على الاختباء