الفصل الرابع
أغلق الهاتف و نظر لملك التي مازالت تنظر له ببسمة واسعة
فإبتسم لها... ثم اردف بمرح
( قولي بقا انك محتاجة حد يفرفشك بدل الناس الكئيبه اللي عايشة معاهم دول صح؟ )
إبتسمت له بخفه..
فمال علي اذنها واردف بخفوت مرح
( بقولك ايه هو انتي مرتبطة؟)
نظرت للفراغ بشرود..
فلوي فمه بضيق..
( اممم مرتبطة... شكله منكد عليكي لما جبنا سرته كشرتي... هما كدا ياختي الراجلة قطعوا وقطعت سيرتهم منكدين على الولايه الغلابه)
نظرت له ملك بذهول وهي تكتم ضحكاتها...
فإبتسم لها بخفه.. ثم اخرج ورقه وقلم و اخذ يخط عليها بعض الادويه...
ثم نهض مردفا ببسمة.
( أول جلسة خلصت يا ملوكة و انتي كويسة بس اكيد فيه صدمة اتعرضتي ليها و مهمتي اخليكي تعرفي تجتازيها.. يلا اشوفك بعد بكرا ان شاء الله )
ثم رحل...
وبقت هي مره اخري وحيدة و اخذت تسيل دموعها بصمت.. و تلك الذكري المره تلوح امامها...
ولكن لم تسمتر طويلا.. حيث تحول تفكيرها في هذا الطبيب الوسيم خفيف الظل
اليوم ولأول مره منذ خمس سنوات شعرت بالأمان.. ذلك الفراغ المظلم داخلها والذي يشعرها بالوحشة دائما كسره شعاع صغير دافئ...
نزل يوسف من الطابق الثاني فقابل باسم في طريقة للخارج.. فوقف أمامه مردف بعملية...وهو يمد يده بورقة بيضاء
( ملك متعرضة ل صدمة شديدة جدا و ده اللي مخليها مش مستجيبه لأي علاج كيميائي
... دول شوية فيتامينات و برضو نوع محلول مغذي لانها ضعيفه جداا...و ان شاء الله قريب جدا هترجع زي زمان و أحسن )
مد يده بالورقه ل بابسم
إبتسم باسم بشدة
( تمام يا دكتور.. الزيارة الجاية امتي؟)
رد يوسف
( بعد بكرا ان شاء الله)
اوما له باسم.. ورحل يوسف لمنزله وهو يفكر في تلك الملاك الجميل..
****************
كان يجلس يوسف في غرفتة بشرود.. يفكر ب ملك
دخلت والدته و اردفت بغيظ
( هو انا مش بنادي عليك يا اخرة صبري بقالي ساعة )
إبتسم يوسف بمشاكسة
( للدرجاتي مش قادره علي بعدي)
لوت شفتيها بسخرية
( ايوه ياروحي اومال مين اللي هيغيرلي الانبوبه و ينزل الزبالة)
امتعضت ملامح يوسف بغيظ
ثم صاح سريعا
( اومال منة فين؟ عملتي فيها اي.. اوعي تكوني عملتيها علي الملوخية اللي رحيتها طالعة دي )
ضحكت والدته بيأس
( عوض عليا يارب عوض الصابرين.. دي غلطتنا يارتنا ما دخلناك كلية المجانين دي)
نهض سريعا من علي الفراش و اردف بملامح غاضبه زائفه
( لحد هنا وبس مش هسمحلك تهيني فيا مره تانيه اااااه
صرخ بألم حينما هوت والدته علي وجه بصفعة
وهي تردف برفع حاجب وتحدي
( يا راااجل )
لوي يوسف شفتيه بغيظ و هو يصيح بقهر
( استغفر الله العظيم واتوب اليه. لولا إنك امي كنت اتصرفت تصرف مش هيعجبك...)
صرخت بغيظ وهي ترحل
( مش كفاية أهبل لا وعاق كمان...)
توسعت عين يوسف بعدم تصديق
( اي الولية دي.. ده مسخرة بكرامتي الارض وساكت ودلوقتي تقولي عاق عوض عليا يارب عوض الصابرين... انتي فين يا منة... منة..
اخذ يبحث عن القردة في الشقة...
حتي سمع صوت في غرفة أخية
ففتح الباب فجاءة و صدم مما رأي
( نهار اسوح نجاح هتبيتنا في الشارع..اي اللي هببتوه ده..)
وجد أخية زياد و القردة يجلسوا أمام الخلاط المحطم
دخل يوسف سريعا و أغلق الباب خلفه مردفا بصدمة
( عملتوا اي ياوش المصايب انت وهي؟)
رد زياد بعبوس
( ياعم وانا مالي قردتك هي اللي نفسها في عصير موز بلبن قومت اعملها.. واحنا بنقطع الموز فجاءة هي اتخضت من صوت الخلاط فراحت متزحلقه وهي بتقع مسكت فيا وأنا مسكت في الخلاط فهوب تك راح واقع علي الارض بقا مدشدش اااه)
صرخ زياد بالم حينما صفعه يوسف علي رقبته من الخلف متمتم بغيظ.
(و تمسك في الخلاط ليه يا أهبل)
زفر زياد بعبوس
( ياعم سيبك من أم الزفت دلوقتي أمك هتعملنا شورما و هتسلقلك القردة ع العشاء.. ده الخلاط لسا جيباه جديد)
نظر يوسف للقردة بغيظ
( حبكت ياختي موز بلبن دلوقتي)
اصدرت القردة صوت يدل ع الاعتراض
فصاح يوسف بضيق
( أتلمي يا بت اسكتي شوية)
نظر يوسف ل زياد مردفا بتفكير
( بص انت تاخدة و تتسحب و تدخل علي المطبخ و تقوم اي بقا حاطه علي الارض كإنه وقع لوحدة..)
اوما له زياد بدون تفكير
و اخذ الخلاط وهو يخرج من الغرفة و يسير علي أطرافه بحذر حتى لا تراه والدته..
بينما يوسف حمل القردة وهو يغمز لها و تحرك خلف زياد..
بينما زياد يضع اجزاء الخلاط علي الارض حتي يظهر كإنه سقط
وقف يوسف علي باب المطبخ و شهق بصوت عال وهو يصيح بصدمة مصطنعه وصوت عالي
( كسررررت الخلاط الجديد يا زيااااد)
تجمد زياد محله وهو ينظر ل شقيقة بغضب وكاد ينهض و يهرول سريعا للخارج إلا أن الاوان قد فات و حضرتك نجاح التي خرجت تهرول بخوف وعدم تصديق لما سمعته اذنيها
ضربت على صدرها بجنون وهي تري أشلاء الخلاط
( يا مصيبتي الخلاط الجديد..)
كتم يوسف ضحكاته بشدة ثم اردف بجدية مصطنعه
( شوفتي الواطي واكيد كان هيلبسها في منة)
تلعثم المسكين زياد وهو يبتلع ريقه.. بينما والدته قامت بخلع نعلها سريعا و هبطتت فوقه وهي تصرخ بغيظ و غضب
( هو انت فالح في حاجة يا فاشل اللي عايد الثانويه.. غيرك فاتحين بيوت دلوقتي و بيصرفوا علي اهليهم مش أهليهم اللي بتصرف عليه.. لا وكمان تكسر الخلاط.. ده انا هكسر عضمك)
يوسف بتشجيع
( إديله المعفن اللي ما بيفتحش كتاب ده ..)
كان زياد يهرول في المنزل و خلفه والدته
و يوسف يقوم بتحريض والدته...
بينما القردة تصقف بسعادة...
( كمان... امسكي بسرعة... اديلة)
مساء..
كان يقوم زياد بترتيب المنزل عقابا له و يوسف يجلس امام التلفاز و القردة بجانبه و علي قدمه طبق به ( لب)... كان يلقي يوسف القشر على الارض بإستفزاز..
بينما زياد يرمقه بغضب..
و يوسف يكتم ضحكاته بصعوبة..
صرخ زياد بنفاذ صبر
( ما كفاية بقا ياعم فيه اي...)
رد يوسف ببراءة
( فيه اي ياروحي معصب نفسك ليه اهدي كدا ليجيلك شوجر وانت لسا شباب )
ضغط زياد على شفتيه بغل وهو ينظر لشقيقه بقهر
( لا يا حبيبي مش معصب ولا حاجة بس ممكن أعصب و انت عارفني لما بعصب بعمل اي..)
إبتسم يوسف بشماته.. ثم اردف بمرح و ضحك
( بتكسر الخلاط و امك تشبشبلك).
فضحكت القردة بشدة وهي تضرب كف ب كف يوسف
صرخ زياد بغضب مكتوم
( الرحمة يارب)
بينما يوسف قهقه بشده... نهض مره واحدة فسقط الطبق علي الارض
يوسف بصدمه مصطنعه
( أوبس سوري ما أخدتش بالي.. يلا تشاو بقا عشان نازل مع صحابي شوية.. نضف بضمير يا زيزو )
ثم تحرك للخارج تارك زياد ينظر له بغضب..
بعدما خرج يوسف..
نظر زياد للقردة بشر.. فبلعت ريقها بخوف..
فإقترب منها بغضب
( بقا كل ده بسببك يابنت ال.......)
فهرولت القردة سريعا
إبتسم زياد بشر
( هتروحي مني فين ياعني وربنا لانفخك النهردة يا جذمة)
و أخذ يهرول خلفها....
دخلت القردة الحمام سريعا... و اخذت تقفز علي كل شئ محدثه خرابا وهي تصدر اصوات غاضبه بينما زياد يلطم خديه...
( احية احيه كسرتي الحمام يخربيتك أمي هتنفخنا... تعالي تعالي مش هعملك حاجة.. بس بس حاسبي حاسبي الماسوره يخربيتك )
فجاءة قامت بإسقاط بعض الاشياء علي احد ( مواسير المياه) فكسرت و اندفع الماء بشدة
ارتعش زياد وكاد يبكي
( اااه يحزنك يا زياد هتدفن الليلة يا زياد.. يا خسارة شبابك يا زياد...)
دخل سريعا حتي يحاول اصلاح الوضع إلا انه زاد سوء.
وانفجرت المياه و اخذت تندفع بشدة في الحمام
هرولت القردة سريعا للخارج تبحث عن نجاح حتي جذبتها للحمام..
ضربت علي صدرها بحركتها المعتادة وهي تشهق بصدمة
( يالهوووي علي اللي هيجلطني... ما تولع فينا يابني احسن)
رد زياد بمرح
( الجو حر يا نوجا.. قولت انعنشه شوية.. )
خلعت خفها و ألقته عليه بعنف
( ده انا اللي هنعنشك.. هروح أقفل الرئيسيي و اجيلك )
ذهبت سريعا و اغلقت المياه..
ثم عادت له.. مردفه بشر..
( اختار موته مناسبه بقا)
إبتلع ريقه بتوتر مردفا ببسمة غبية
( مفيش احلي من موتت ربنا)
إبتسمت له بشر
( الموت كله بتاع ربنا يا حبيب أمك... بس انا هوصلك ليه)
إبتلع ريقه بخوف.. ثم اردف ببرائه
( انا.. ؟هتعملي فيا كدا ده انا ابنك.. اهون عليكي)
ردت بما جعله يصدم
(اه تهون)
( احم بيقولوا في الحالات دي الجري نص الجدعنه .. ممكن توسعيلي من علي الباب كدا عشان اعرف اجري)
إبتعدت قليل حتي تفسح له الطريق..
ف اخذ يتحرك بحذر و عندما وصل لها كاد يهرول... إلا انها امسكته من ياقته و إبتسمت بشر..
( ع فين ياعين أمك.. نسيت تقولي حابب تموت ازي)
رسم ملامح باكية علي وجهه مصطنعة وهو يطلم خدية
****************
في صباح يوم جديد...
كان الجميع يجلس علي طاولة الإفطار معاد زياد.. الذي كان يقوم برص الطعام
اردفت نجاح بقوة
( أدخل بقا زي الشاطر كد اغسل الأطباق اللي في الحوض و نضف المطبخ مكان ما عملت الفطار )
تمتم داخله ببكاء
( ربنا علي الظالم و المفتري..)
بينما يوسف كتم ضحكاته بشدة... فوالدته أقسمت أن يقوم زياد بكل اعمال المنزل لمدة اسبوع
كاد زياد ان يتحرك إلا ان نجاح صاحت بمكر
( متنساش الغسيل اللي في الغسالة عاوز يتشطف )
وضع يديه علي معدته مثل النساء واردف بنبره شبيه بالنساء
(ها يا ابلتي... فيه حاجة تاني نسياها)
انفجر الجميع في الضحك
ردت نجاح بشماته
( لا يا حبيبتشي لما أفتكر هقولك.. روحي كملي)
تمتم الاب بيأس
( بيت مجانين بصحيح)
مال عليه يوسف مردفا ببراءه
( شوفت ان انا العاقل اللي فيهم ازي)
دفعه سعيد بغيظ مردد بسخرية
( عاقل بالستر)
ضحكت نجاح بشدة...
فنهض يوسف بغيظ
( عيلة كئيبه شبه الناس اللي رايح ليهم في القصر دلوقتي... انا ماشي خليني اروح اغير جو في القصر الشيرح البرح ده.. بدل الحارة الفقيرة دي)
رفعت نجاح حاجبها بذهول
( بقا احنا حارة فقيرة!! )
وضع يوسف نظارة سوداء بدل الطبيه و اكمل بمرح
( ياريت فقيرة وبس دي نكره... بكرا يبقا عندي قصر زي عيلة الفيشاوي و امشي ارمي عليكم الفلوس.. تشاو)
ثم تركهم ورحل وهو يسير بثقة و غرور
ضحك الاب بيأس...
*****************
وصل يوسف القصر
دخل للداخل بعدما فتحت له مدبرة القصر...
( خليكي انا هطلع لوحدي)
اومات له... ثم رحلت لعملها..
بينما هو اخذ يتحرك وهو يتطلع ع القصر بإعجاب..
بينما هو يسير إستمع لصوت يخرج من غرفة المكتب لا يعرف مكتب من ولكن الصوت كان واضح
( يا هشام الصفقة دي لازم تتم بسرعة... الجماعة كدا بدأو يزهقوا وانت عارف زهقهم وحش)
مط يوسف شفتيه بسخرية ثم حدث نفسه
( ما يزهقوا ولا يطقوا حلو دي زهقهم وحش مش كان اسمها زعلهم وحش)
ضحك داخله...
ثم صعد لغرفة ملك..
فوجدها كما هي تنظر للحديقة بشرود من النافذة
إبتسم بخفه و حنان..
ثم إقترب منها و حذب الكرسي حتي يجلس علي الاريكة... وهو يغمغم بمرح
( أكيد وحشتك صح؟ ده شئ اكيد انا عارف)
جلس امامها علي الاريكة وهو ينظر لها بتركيز مردفا بحنان
( ممكن تعتبريني زي اخوكي و تقوليلي اي اللي عمل فيكي كدا انسي اني الدكتور بتاعك..)
نظرت للفراغ ولم تعره أي إنتباه..
بينما هو لو فمه بضيق مردفا بغيظ و نبرة لا تتم للأطباء بأي صلة
( في اي يابت انت ِ
نظرت له سريعا بتعجب و ذهول
فاكمل برفع حاجب و نبرة تبدو شعبية
( ده انا اول مره اتكلم مع مريض عندي بالعقل و الهدوء ده... ياشيخة قدري اني بتعامل معاكي بإحترام وانا اللي عمري ما عملتها مع حد قبل كدا... فلخصي كدا و قوليلي مالك...)
كانت تنظر له بذهول و عيون واسعه لا تصدق ان هذا المجنون طبيب نفسي..
بينما هو إبتسم داخله بمكر حينما نجح في الاحتواذ علي إنتباهها
فاكمل بإستهزاء زائف
( خلاص خلاص ما تقوليش انا عرفت مالك؟)
ضيقت ما بين حاجبيها بتسأل
فرمقها بتسليه مردفا بعند طفولي
( اكيد مش هرد عليكي زي ما انتي ما بترديش عليا)
رمقته بسخرية وعادت تنظر للفراغ بشرود
فتراجع هو سريعا
( طب خلاص هقولك عشان صعبتي عليا)
نظرت له برفع حاحب.
فغمز لها بخفه.. ثم ضحك وهو يتحدث بمشاكسة
(اعترفي انك هتموتي و تعرفي يا فضولية يا لئيمه انتي)
لاح شبه إبتسامه علي وجهها. فإبتسم بسعادة
( بصي ياستي انتي حصلك كدا بسبب إنك فاشلة)
نظرت له بصدمة
فإبتسم بذكاء و غرور
( ايوه شوفتي انا فهمتك ازي..)
عبست بشدة
فاكمل سريعا بتبرير
( انتي فاشلة ومش بتحبي المذاكرة ومش هتقدري علي طب وعيلتك طبعا كلها دكاترة ف ماينفعش انتي بقا اللي تطلعي فاشلة و تدخلي تجارة.. فعملتي التمثليه بتاعتك دي علشان تهربي من الثانوية العامه و كلية الطب )
نظرت له بدموع و حزن شديد... لاحظة حينما ذكر عائلتها
فنظر لها بتعجب مصطنع
( اي مش حابة تجارة... طب كنتي ناوية ع أداب)
مازلت عابسة بحزن
فزفر بتأفف مصطنع
( طب تيجي أحكيلك عن حياتي.. اصلي دايما بسمع من الناس وعمر ما حد سمع مني)
انهي حديثه بتاثر شديد
فنظرت له بحزن اكثر
ف صاح بصراخ جعلها تنتفض بخضه
( لااااا هو انتي هتحزني اكترر... ده انا احزاني يا بنتي مسخرة و كوميدي)
إبتسمت بيأس علي هذا الشاب
اردف بتذكر ومرح
( تعرفي وانا طالع ليكي سمعت ابوكي و عمك بيزعقوا ان الصفقة اتاخرت..)
تجمد جسدها برعب....
فإبتسم لها... ثم اردف بمرح
( قولي بقا انك محتاجة حد يفرفشك بدل الناس الكئيبه اللي عايشة معاهم دول صح؟ )
إبتسمت له بخفه..
فمال علي اذنها واردف بخفوت مرح
( بقولك ايه هو انتي مرتبطة؟)
نظرت للفراغ بشرود..
فلوي فمه بضيق..
( اممم مرتبطة... شكله منكد عليكي لما جبنا سرته كشرتي... هما كدا ياختي الراجلة قطعوا وقطعت سيرتهم منكدين على الولايه الغلابه)
نظرت له ملك بذهول وهي تكتم ضحكاتها...
فإبتسم لها بخفه.. ثم اخرج ورقه وقلم و اخذ يخط عليها بعض الادويه...
ثم نهض مردفا ببسمة.
( أول جلسة خلصت يا ملوكة و انتي كويسة بس اكيد فيه صدمة اتعرضتي ليها و مهمتي اخليكي تعرفي تجتازيها.. يلا اشوفك بعد بكرا ان شاء الله )
ثم رحل...
وبقت هي مره اخري وحيدة و اخذت تسيل دموعها بصمت.. و تلك الذكري المره تلوح امامها...
ولكن لم تسمتر طويلا.. حيث تحول تفكيرها في هذا الطبيب الوسيم خفيف الظل
اليوم ولأول مره منذ خمس سنوات شعرت بالأمان.. ذلك الفراغ المظلم داخلها والذي يشعرها بالوحشة دائما كسره شعاع صغير دافئ...
نزل يوسف من الطابق الثاني فقابل باسم في طريقة للخارج.. فوقف أمامه مردف بعملية...وهو يمد يده بورقة بيضاء
( ملك متعرضة ل صدمة شديدة جدا و ده اللي مخليها مش مستجيبه لأي علاج كيميائي
... دول شوية فيتامينات و برضو نوع محلول مغذي لانها ضعيفه جداا...و ان شاء الله قريب جدا هترجع زي زمان و أحسن )
مد يده بالورقه ل بابسم
إبتسم باسم بشدة
( تمام يا دكتور.. الزيارة الجاية امتي؟)
رد يوسف
( بعد بكرا ان شاء الله)
اوما له باسم.. ورحل يوسف لمنزله وهو يفكر في تلك الملاك الجميل..
****************
كان يجلس يوسف في غرفتة بشرود.. يفكر ب ملك
دخلت والدته و اردفت بغيظ
( هو انا مش بنادي عليك يا اخرة صبري بقالي ساعة )
إبتسم يوسف بمشاكسة
( للدرجاتي مش قادره علي بعدي)
لوت شفتيها بسخرية
( ايوه ياروحي اومال مين اللي هيغيرلي الانبوبه و ينزل الزبالة)
امتعضت ملامح يوسف بغيظ
ثم صاح سريعا
( اومال منة فين؟ عملتي فيها اي.. اوعي تكوني عملتيها علي الملوخية اللي رحيتها طالعة دي )
ضحكت والدته بيأس
( عوض عليا يارب عوض الصابرين.. دي غلطتنا يارتنا ما دخلناك كلية المجانين دي)
نهض سريعا من علي الفراش و اردف بملامح غاضبه زائفه
( لحد هنا وبس مش هسمحلك تهيني فيا مره تانيه اااااه
صرخ بألم حينما هوت والدته علي وجه بصفعة
وهي تردف برفع حاجب وتحدي
( يا راااجل )
لوي يوسف شفتيه بغيظ و هو يصيح بقهر
( استغفر الله العظيم واتوب اليه. لولا إنك امي كنت اتصرفت تصرف مش هيعجبك...)
صرخت بغيظ وهي ترحل
( مش كفاية أهبل لا وعاق كمان...)
توسعت عين يوسف بعدم تصديق
( اي الولية دي.. ده مسخرة بكرامتي الارض وساكت ودلوقتي تقولي عاق عوض عليا يارب عوض الصابرين... انتي فين يا منة... منة..
اخذ يبحث عن القردة في الشقة...
حتي سمع صوت في غرفة أخية
ففتح الباب فجاءة و صدم مما رأي
( نهار اسوح نجاح هتبيتنا في الشارع..اي اللي هببتوه ده..)
وجد أخية زياد و القردة يجلسوا أمام الخلاط المحطم
دخل يوسف سريعا و أغلق الباب خلفه مردفا بصدمة
( عملتوا اي ياوش المصايب انت وهي؟)
رد زياد بعبوس
( ياعم وانا مالي قردتك هي اللي نفسها في عصير موز بلبن قومت اعملها.. واحنا بنقطع الموز فجاءة هي اتخضت من صوت الخلاط فراحت متزحلقه وهي بتقع مسكت فيا وأنا مسكت في الخلاط فهوب تك راح واقع علي الارض بقا مدشدش اااه)
صرخ زياد بالم حينما صفعه يوسف علي رقبته من الخلف متمتم بغيظ.
(و تمسك في الخلاط ليه يا أهبل)
زفر زياد بعبوس
( ياعم سيبك من أم الزفت دلوقتي أمك هتعملنا شورما و هتسلقلك القردة ع العشاء.. ده الخلاط لسا جيباه جديد)
نظر يوسف للقردة بغيظ
( حبكت ياختي موز بلبن دلوقتي)
اصدرت القردة صوت يدل ع الاعتراض
فصاح يوسف بضيق
( أتلمي يا بت اسكتي شوية)
نظر يوسف ل زياد مردفا بتفكير
( بص انت تاخدة و تتسحب و تدخل علي المطبخ و تقوم اي بقا حاطه علي الارض كإنه وقع لوحدة..)
اوما له زياد بدون تفكير
و اخذ الخلاط وهو يخرج من الغرفة و يسير علي أطرافه بحذر حتى لا تراه والدته..
بينما يوسف حمل القردة وهو يغمز لها و تحرك خلف زياد..
بينما زياد يضع اجزاء الخلاط علي الارض حتي يظهر كإنه سقط
وقف يوسف علي باب المطبخ و شهق بصوت عال وهو يصيح بصدمة مصطنعه وصوت عالي
( كسررررت الخلاط الجديد يا زيااااد)
تجمد زياد محله وهو ينظر ل شقيقة بغضب وكاد ينهض و يهرول سريعا للخارج إلا أن الاوان قد فات و حضرتك نجاح التي خرجت تهرول بخوف وعدم تصديق لما سمعته اذنيها
ضربت على صدرها بجنون وهي تري أشلاء الخلاط
( يا مصيبتي الخلاط الجديد..)
كتم يوسف ضحكاته بشدة ثم اردف بجدية مصطنعه
( شوفتي الواطي واكيد كان هيلبسها في منة)
تلعثم المسكين زياد وهو يبتلع ريقه.. بينما والدته قامت بخلع نعلها سريعا و هبطتت فوقه وهي تصرخ بغيظ و غضب
( هو انت فالح في حاجة يا فاشل اللي عايد الثانويه.. غيرك فاتحين بيوت دلوقتي و بيصرفوا علي اهليهم مش أهليهم اللي بتصرف عليه.. لا وكمان تكسر الخلاط.. ده انا هكسر عضمك)
يوسف بتشجيع
( إديله المعفن اللي ما بيفتحش كتاب ده ..)
كان زياد يهرول في المنزل و خلفه والدته
و يوسف يقوم بتحريض والدته...
بينما القردة تصقف بسعادة...
( كمان... امسكي بسرعة... اديلة)
مساء..
كان يقوم زياد بترتيب المنزل عقابا له و يوسف يجلس امام التلفاز و القردة بجانبه و علي قدمه طبق به ( لب)... كان يلقي يوسف القشر على الارض بإستفزاز..
بينما زياد يرمقه بغضب..
و يوسف يكتم ضحكاته بصعوبة..
صرخ زياد بنفاذ صبر
( ما كفاية بقا ياعم فيه اي...)
رد يوسف ببراءة
( فيه اي ياروحي معصب نفسك ليه اهدي كدا ليجيلك شوجر وانت لسا شباب )
ضغط زياد على شفتيه بغل وهو ينظر لشقيقه بقهر
( لا يا حبيبي مش معصب ولا حاجة بس ممكن أعصب و انت عارفني لما بعصب بعمل اي..)
إبتسم يوسف بشماته.. ثم اردف بمرح و ضحك
( بتكسر الخلاط و امك تشبشبلك).
فضحكت القردة بشدة وهي تضرب كف ب كف يوسف
صرخ زياد بغضب مكتوم
( الرحمة يارب)
بينما يوسف قهقه بشده... نهض مره واحدة فسقط الطبق علي الارض
يوسف بصدمه مصطنعه
( أوبس سوري ما أخدتش بالي.. يلا تشاو بقا عشان نازل مع صحابي شوية.. نضف بضمير يا زيزو )
ثم تحرك للخارج تارك زياد ينظر له بغضب..
بعدما خرج يوسف..
نظر زياد للقردة بشر.. فبلعت ريقها بخوف..
فإقترب منها بغضب
( بقا كل ده بسببك يابنت ال.......)
فهرولت القردة سريعا
إبتسم زياد بشر
( هتروحي مني فين ياعني وربنا لانفخك النهردة يا جذمة)
و أخذ يهرول خلفها....
دخلت القردة الحمام سريعا... و اخذت تقفز علي كل شئ محدثه خرابا وهي تصدر اصوات غاضبه بينما زياد يلطم خديه...
( احية احيه كسرتي الحمام يخربيتك أمي هتنفخنا... تعالي تعالي مش هعملك حاجة.. بس بس حاسبي حاسبي الماسوره يخربيتك )
فجاءة قامت بإسقاط بعض الاشياء علي احد ( مواسير المياه) فكسرت و اندفع الماء بشدة
ارتعش زياد وكاد يبكي
( اااه يحزنك يا زياد هتدفن الليلة يا زياد.. يا خسارة شبابك يا زياد...)
دخل سريعا حتي يحاول اصلاح الوضع إلا انه زاد سوء.
وانفجرت المياه و اخذت تندفع بشدة في الحمام
هرولت القردة سريعا للخارج تبحث عن نجاح حتي جذبتها للحمام..
ضربت علي صدرها بحركتها المعتادة وهي تشهق بصدمة
( يالهوووي علي اللي هيجلطني... ما تولع فينا يابني احسن)
رد زياد بمرح
( الجو حر يا نوجا.. قولت انعنشه شوية.. )
خلعت خفها و ألقته عليه بعنف
( ده انا اللي هنعنشك.. هروح أقفل الرئيسيي و اجيلك )
ذهبت سريعا و اغلقت المياه..
ثم عادت له.. مردفه بشر..
( اختار موته مناسبه بقا)
إبتلع ريقه بتوتر مردفا ببسمة غبية
( مفيش احلي من موتت ربنا)
إبتسمت له بشر
( الموت كله بتاع ربنا يا حبيب أمك... بس انا هوصلك ليه)
إبتلع ريقه بخوف.. ثم اردف ببرائه
( انا.. ؟هتعملي فيا كدا ده انا ابنك.. اهون عليكي)
ردت بما جعله يصدم
(اه تهون)
( احم بيقولوا في الحالات دي الجري نص الجدعنه .. ممكن توسعيلي من علي الباب كدا عشان اعرف اجري)
إبتعدت قليل حتي تفسح له الطريق..
ف اخذ يتحرك بحذر و عندما وصل لها كاد يهرول... إلا انها امسكته من ياقته و إبتسمت بشر..
( ع فين ياعين أمك.. نسيت تقولي حابب تموت ازي)
رسم ملامح باكية علي وجهه مصطنعة وهو يطلم خدية
****************
في صباح يوم جديد...
كان الجميع يجلس علي طاولة الإفطار معاد زياد.. الذي كان يقوم برص الطعام
اردفت نجاح بقوة
( أدخل بقا زي الشاطر كد اغسل الأطباق اللي في الحوض و نضف المطبخ مكان ما عملت الفطار )
تمتم داخله ببكاء
( ربنا علي الظالم و المفتري..)
بينما يوسف كتم ضحكاته بشدة... فوالدته أقسمت أن يقوم زياد بكل اعمال المنزل لمدة اسبوع
كاد زياد ان يتحرك إلا ان نجاح صاحت بمكر
( متنساش الغسيل اللي في الغسالة عاوز يتشطف )
وضع يديه علي معدته مثل النساء واردف بنبره شبيه بالنساء
(ها يا ابلتي... فيه حاجة تاني نسياها)
انفجر الجميع في الضحك
ردت نجاح بشماته
( لا يا حبيبتشي لما أفتكر هقولك.. روحي كملي)
تمتم الاب بيأس
( بيت مجانين بصحيح)
مال عليه يوسف مردفا ببراءه
( شوفت ان انا العاقل اللي فيهم ازي)
دفعه سعيد بغيظ مردد بسخرية
( عاقل بالستر)
ضحكت نجاح بشدة...
فنهض يوسف بغيظ
( عيلة كئيبه شبه الناس اللي رايح ليهم في القصر دلوقتي... انا ماشي خليني اروح اغير جو في القصر الشيرح البرح ده.. بدل الحارة الفقيرة دي)
رفعت نجاح حاجبها بذهول
( بقا احنا حارة فقيرة!! )
وضع يوسف نظارة سوداء بدل الطبيه و اكمل بمرح
( ياريت فقيرة وبس دي نكره... بكرا يبقا عندي قصر زي عيلة الفيشاوي و امشي ارمي عليكم الفلوس.. تشاو)
ثم تركهم ورحل وهو يسير بثقة و غرور
ضحك الاب بيأس...
*****************
وصل يوسف القصر
دخل للداخل بعدما فتحت له مدبرة القصر...
( خليكي انا هطلع لوحدي)
اومات له... ثم رحلت لعملها..
بينما هو اخذ يتحرك وهو يتطلع ع القصر بإعجاب..
بينما هو يسير إستمع لصوت يخرج من غرفة المكتب لا يعرف مكتب من ولكن الصوت كان واضح
( يا هشام الصفقة دي لازم تتم بسرعة... الجماعة كدا بدأو يزهقوا وانت عارف زهقهم وحش)
مط يوسف شفتيه بسخرية ثم حدث نفسه
( ما يزهقوا ولا يطقوا حلو دي زهقهم وحش مش كان اسمها زعلهم وحش)
ضحك داخله...
ثم صعد لغرفة ملك..
فوجدها كما هي تنظر للحديقة بشرود من النافذة
إبتسم بخفه و حنان..
ثم إقترب منها و حذب الكرسي حتي يجلس علي الاريكة... وهو يغمغم بمرح
( أكيد وحشتك صح؟ ده شئ اكيد انا عارف)
جلس امامها علي الاريكة وهو ينظر لها بتركيز مردفا بحنان
( ممكن تعتبريني زي اخوكي و تقوليلي اي اللي عمل فيكي كدا انسي اني الدكتور بتاعك..)
نظرت للفراغ ولم تعره أي إنتباه..
بينما هو لو فمه بضيق مردفا بغيظ و نبرة لا تتم للأطباء بأي صلة
( في اي يابت انت ِ
نظرت له سريعا بتعجب و ذهول
فاكمل برفع حاجب و نبرة تبدو شعبية
( ده انا اول مره اتكلم مع مريض عندي بالعقل و الهدوء ده... ياشيخة قدري اني بتعامل معاكي بإحترام وانا اللي عمري ما عملتها مع حد قبل كدا... فلخصي كدا و قوليلي مالك...)
كانت تنظر له بذهول و عيون واسعه لا تصدق ان هذا المجنون طبيب نفسي..
بينما هو إبتسم داخله بمكر حينما نجح في الاحتواذ علي إنتباهها
فاكمل بإستهزاء زائف
( خلاص خلاص ما تقوليش انا عرفت مالك؟)
ضيقت ما بين حاجبيها بتسأل
فرمقها بتسليه مردفا بعند طفولي
( اكيد مش هرد عليكي زي ما انتي ما بترديش عليا)
رمقته بسخرية وعادت تنظر للفراغ بشرود
فتراجع هو سريعا
( طب خلاص هقولك عشان صعبتي عليا)
نظرت له برفع حاحب.
فغمز لها بخفه.. ثم ضحك وهو يتحدث بمشاكسة
(اعترفي انك هتموتي و تعرفي يا فضولية يا لئيمه انتي)
لاح شبه إبتسامه علي وجهها. فإبتسم بسعادة
( بصي ياستي انتي حصلك كدا بسبب إنك فاشلة)
نظرت له بصدمة
فإبتسم بذكاء و غرور
( ايوه شوفتي انا فهمتك ازي..)
عبست بشدة
فاكمل سريعا بتبرير
( انتي فاشلة ومش بتحبي المذاكرة ومش هتقدري علي طب وعيلتك طبعا كلها دكاترة ف ماينفعش انتي بقا اللي تطلعي فاشلة و تدخلي تجارة.. فعملتي التمثليه بتاعتك دي علشان تهربي من الثانوية العامه و كلية الطب )
نظرت له بدموع و حزن شديد... لاحظة حينما ذكر عائلتها
فنظر لها بتعجب مصطنع
( اي مش حابة تجارة... طب كنتي ناوية ع أداب)
مازلت عابسة بحزن
فزفر بتأفف مصطنع
( طب تيجي أحكيلك عن حياتي.. اصلي دايما بسمع من الناس وعمر ما حد سمع مني)
انهي حديثه بتاثر شديد
فنظرت له بحزن اكثر
ف صاح بصراخ جعلها تنتفض بخضه
( لااااا هو انتي هتحزني اكترر... ده انا احزاني يا بنتي مسخرة و كوميدي)
إبتسمت بيأس علي هذا الشاب
اردف بتذكر ومرح
( تعرفي وانا طالع ليكي سمعت ابوكي و عمك بيزعقوا ان الصفقة اتاخرت..)
تجمد جسدها برعب....