الفصل الثالث

_ لما لا تتحدثين چوليا ؟
سأل جوليان و قد نظر لها
_ اين كنت اليوم چو ؟ لا تخبرنى انه كان لديك صفوف لاننى اعلم ان اليوم عطلة
قالت چوليا وهى تنظر نحو عيناه ..
_ انا لست طفلا بعد الان لتراقبيننى چوليا ، يمكننى الذهاب لاى مكان اريده
قال بحدة و هو يضع معلقة الطعام على الطاولة بقوة
_ و لكننى شقيقتك الكبرى ويحق لى معرفة الاماكن التى تذهب اليها
قالت چوليا بحدة ..
_ واللعنة .. هل لورين هى التى اخبرتك ان اليوم عطلة قال چوليان بغضب 
_ لا تغير الموضوع ادريان ، انا اعرفك جيدا انت لن تذهب لملهى ليلى حتى .. اذن فيما امضيت وقتك انا اعلم انك لست صغيرا بعد الان و لكننى اود حقا الاطمئنان عليك قالت شقيقته و هى تحاول التحكم بأعصابها
_ حسنا ، لقد كنت ابحث عن عمل ما
قال چوليان بهدوء حتى يرضى فضولها

_ و لما تفعل ذلك چوليان ، عليك التركيز على دراستك و لا تقلق بشأن المال ابدا ، ألم نتفق على ذلك قبلا ؟
قالت چوليا بحزن 
_ چوليا انا لست صغيرا بعد الان يمكننى تحمل المسئولية انا رجل بعد كل شئ و على توفير المال ، يمكنك الاعتماد على من الان فصاعدا اختى
قال و هو يمسك بيد شقيقته و يربت عليها حتى تطمئن 
_ انا فخورة بك حقا چو
قالت چوليا بينما تمسح دموعها فقبل چوليان رأسها بهدوء 
_ سيكون كل شئ بخير
قال چوليان بابتسامة
_ انت تتحدث مثلها الان
قالت چوليا و هى تبتسم 
_ من ؟!
سأل بحيرة 
_ لورين ، لقد كانت تواسينى قبل مجيئك لقد قالت تلك الجملة بالضبط
اجابت چوليا ثم عقدت حاجباها عندما تذكرت ما فعله چوليان معها اخر مرة
_ عليك الذهاب و الاعتذار منها چوليان  ، انها فتاة لطيفة و طيبة و انت المخطئ كذلك
قالت چوليا ليومأ لها چوليان هو لا يريد ان يحزن شقيقته الا جانب انه يشعر بالذنب تجاه ما قاله لـ لورين ..

....

صباح اليوم الموالى ..

كادت لورين تحضر الافطار لاجله هذا اليوم ولكنها تذكرت كم اهانها بالامس ؟ وكم كان قاسيا ؟ زفرت بهدوء ثم امسكت بحقيبتها و جيتارها و فتحت باب الشقة فوجدته امامها 
_ صباح الخير
قال چوليان و لكنها شعرت بالفزع فور رؤيته ، انه چوليان متكأ على الحائط امام شقتها و يقول صباح الخير  ، لقد نسيت كل كلاماته القاسية تماما وهى الان تحلق فوق الغيوم بسبب كلمة واحدة منه 
_ ألازلتِ غاضبة ؟!
سأل عندما لم يجد ردها و لكنه لا يعلم انها فى عالم من الاحلام الوردية الان 
_ لا بأس
قالت لورين بهدوء محاولة ان تظهر كبرياءها عندما تذكرت نعته لها بأنها دون كرامة
_ انها المرة الاولى التى اعتذر من احدهم ، لذا انا اعتذر على كلامى بالامس لقد كنت مخطئا
قال جوليان ثم غادر بسرعة من امامها فهو يشعر بالاحراج للغاية خاصة لانها المرة الاولى التى يعتذر فيها لاحد حتى وان كان مخطئا كان يتجاهل الامر تماما وكأنه لم يكن ..

....
فى الجامعة 

_ اوه ، اعتذر منكِ ـ چوليان النرجسى ، لا اصدق انت بالتأكيد تبالغين
قال چاك و هو يضحك بشدة
_ اقسم لقد فعل ، انت لا تعلم كم كان يبدو ساحرا هذا الصباح و هو يتكأ على الحائط امام منزلى و يهمس بصباح الخير ، لقد كدت اموت من شدة خفقات قلبى قالت لورين بهيام و هى تضع يدها على قلبها 

_ واللعنة !! كم انتى حمقاء لورين ؟ ، تحلقين مع الفراشات لمجرد صباح الخير ، ماذا ان قال انا معجب بك ؟ اراهن انك قد تموتين وقتها
قال چاك و هو لازال يضحك 
_ واللعنة ايها الغبى هل تسخر منى ؟
قالت لورين  بغضب و هى تضربه على رأسه بخفة
...

كان سام جالسا على الاريكة و يبحث عن احد الافلام او حتى البرامج التى يمكن لـ چوليا ان تشارك بها ، فهو يرى انها بريئة ، وموهوبة و لا يجب ان تتوقف عن التشبث بحلمها مهما حدث ، لذا هو قرر مساعدتها حتى تصل لمبتغاها ، تذكر ذلك اليوم عندما كانا يشربان سويا ـ كم كانت لطيفة و بريئة حينها ، هى بالطبع ليست مجرمة كما يعتقد الجميع

فجأة ورده اتصالا منها فابتسم و امسك الهاتف ثم اجاب ..
_ سام ،كيف حالك ؟!
سألت چوليا
_ بخير ، كيف حال شقتك الجديدة ؟
سأل بهدوء و هو يبتسم 
_ لا بأس بها انها جيدة ، لقد اتصل بى احد المخرجين و يود العمل معى لذا اتصلت لاخذ رأيك ، لما لا نتقابل اليوم ؟ هل يمكنك المجئ لمنزلى واحتساء قهوة سويا ؟! سألت چوليا بتهذيب
_ حسنا لا بأس ، انا متفرغ اليوم
قال سام بابتسامة 

...

انهى چوليان دراسته و صفوفه ثم ذهب للمرصد الفلكى الذى من المفترض انه سيبدأ العمل به الان 

_ ولكن سيد سميث ، ان مستواك التعليمى يؤهلك للعمل فى مكان افضل بالفعل ، انا حقا فى حيرة لما تود العمل هنا
سأل ذاك المسئول عن المكان و هو يعقد ذراعيه امام صدره
_ لاننى لازلت طالبا ليس من السهل ان اعمل بأى مكان ثم اننى افضل المكان هنا لانه سيضيف الى خبرتى بالمجال الذى ادرسه
قال چوليان باقناع 
_ حسنا اذن يسعدنى ان تكون شغوفا بما تحب
قال الرجل ومد يده مصافحا چوليان بابتسامة 

**

_ چاك ، مارأيك ان نشارك هذا السطح مع چوليان ؟
سألت لورين و هى تجلس على تلك الوسائد الموضوعة بـ ركن ما على السطح 
_ لا افهم
قال چاك بغرابة
_ اقصد غرفته الجديدة لا اظن انه يمكنه وضع تليسكوباته بها وانت تعلم كم هو شغوف بتلك الاشياء
قالت لورين بحماس
_ واللعنة انتى لا تفكرين سوى به دائما ، افعلى ما يحلو لك لورين
قال چاك بحدة فعانقته لورين بقوة و هى تبتسم
_ شكرا چاك
قالت و نزلت بسرعة للاسفل و هى متحمسة للغاية 
طرقت باب منزل چوليان و چوليا
_ اوه لورين كيف حالك ؟!
سألت چوليا بعدما فتحت الباب
_ هل چوليان هنا ؟!
سألت لورين بصوت منخفض 
_ لم يأتى بعد ، هل هناك شئ ما ؟!
سألت چوليا و قد انتابها القلق
_ لا شئ كنت اود فقط اخذ ادواته و نقلها للسطح حتى يتثنى له رؤية النجوم بوضوح ..
قالت چوليا بابتسامة 
_ اوه انها فكرة جيدة ، لننقل ادواته و لتكن مفاجأة
قالت چوليا محفزة اياها ..

_ اظن ان چوليان سيكون سعيدا بهذا للغاية ، أليس كذلك چاك ؟
سألت لورين و هى تنظر لتلسكوباته الموضوعة بسعادة ، لمجرد تخيلها سعادته فقط بذلك كادت تطير من فرحتها ، كانت چوليا واقفة بجانبها حتى امسكت هاتفها عندما سمعت صوت استلام رسالة 
من المخرج سام : 
- انا امام منزلك ويبدو انك لست بالداخل ، هل ذهبتِ لمكان ما چوليا ؟ _
_ اوه على النزول الان اليس لذلك سأذهب اولا
قالت چوليا وهى تلوح لـ چاك و لورين
نزلت چوليا اولا وكان سام واقفا امام الباب ..

_ اسفة للغاية سام ، لقد كنت بالاعلى
قالت چوليا و انحنت معتذرة ثم فتحت الباب و ادخلت سام ، حضرت القهوة بسرعة ثم وضعتها امام سام الذى كان جالسا على الاريكة ..
_ المنتج هارون لقد ارسل لى سيناريو لدراما جديدة ، لذا اردت ان اريك السيناريو لتخبرنى هل اوقع ام لا ؟
قالت چوليا ، و هى تضع ذلك السيناريو بين يدين سام ، الذى بدأ يقرأ بصمت بينما كانت چوليا تراقبه و لاول مرة تظن انه ساحرا بروموشه الكثيفة و غمازته الغائرة التى تظهر عندما يبتسم 
_ اظن ان السيناريو لا بأس به
قال سام و نظر نحوها و لانها كانت شاردة به التقت عيناهما لفترة جعلت قلب چوليا يرفرف
_ اذن هل اوقع العقد ؟
سألت چوليا و قد نظرت لكوب القهوة خاصتها حتى تهرب من نظراته 
' ليس وقت الحب چوليا انه وقت العمل ' همست لنفسها 
_ أتعرفين من سيحصل على دور البطولة معك ؟
سأل سام
_ لا اعلم بعد ، سأسأل السيد هارون لاحقا
قالت چوليا
_ حسنا عندما تنوين توقيع العقد سآتى معك لاننى اريد مقابلة السيد هارون
قال سام لانه شعر ان چوليا ساذجة و ان هارون هذا قد يكون يتلاعب بها 
_ حسنا
اجابت چوليا

....
سام ..

و لسبب ما لا اعرفه ، انا لا اثق بالسيد هارون هذا ، لا اعرف ان كان يخدع چوليا بهذا العقد ام هو حقا سيناريو حقيقى ؟ ، اكره ان اعترف بهذا و لكن بعد تلك الشائعة عن چوليا فسيكون منتجا غبيا ان جعلها بطلة نسائية فى دراما لانه حتما سيخسر امواله لان الجمهور لن يشاهد شيئا لها بعد تلك الفضيحة التى تورطت بها رغم انها بريئة الا ان الجمهور لن ينسى بسهولة ، اعلم انها موهبة ولكن الناس للاسف يحبون ذوى السمعة الطيبة حتى و ان كان خبيثا سأكون مطمئنا فقط عندما اذهب معها و اقرأ العقد بنفسى عدة مرات ، حتى لا يتلاعب بالكلمات او بها 

***
چوليان ..

و اللعنة ؟! كم اشعر بالحرج لمقابلتها مجددا كيف لى ان اعتذر امامها ، هذا حقا مخجل للغاية ..
ساتجاهلها فحسب كما كنت افعل دائما ، صعدت بضع درجات من السلم لاسمع صوت بكاء فتاة ، لقد كان صوتا مؤلوفا 
اكملت الصعود حتى وجدتها تجلس على الدرج وتحتضت ركبتيها الى صدرها وغارقة فى بكاء طويل ، هل فقط اتجاهل الامر واكمل طريقى ؟ولكننى لم استطع فعلها هذه المرة ربما اردت ان ارد ذلك الدين عندما تلقت عنى كل قذائف الطلاب 

جلست بجانبها على الدرج و ربت على ظهرها بهدوء لاول مرة ايضا افعل هذا مع فتاة غير الينا شقيقتى ، رفعت لورين نظرها نحوى لاجد انفها احمر و عيناها كذلك فخبأت وجهها بسرعة عندما وجدتنى انا ربما كانت تظننى صديقها الاخرق چاك
_ من فضلك غادر چوليان ، لا ارغب منك ان ترانى هكذا
قالت بتعلثم و هى تحاول مسح دموعها المنهمرة و كادت تغادر ، لاول مرة ترغب بالذهاب بعيدا عنى يبدو ان شيئا جديا قد حدث فعلا لها 
_ واللعنة لورين !! لقد بحثت عنك وانتى هنا
صاح ذلك الاخرق چاك خلفنا ثم امسك بيدها وعانقها 
_ سيكون كل شئ بخير ، سنحظى بحفل اخر
قال چاك بلطف و هو يربت على كتفها ، ربما هو يحبها !! لا اعلم ما يحدث بينهما حتى و لا اهتم 

صعدت بضع درجات اخرى
_ چوليان
نادت بصوتها الباكى فتوقفت مكانى و لكننى لم التفت و لكن فجأة شعرت بذراعيها التى تحاوطان خصرى ليخفق قلبى بقوة وقتها 
_ شكرا لك
همست لورين بينما لازالت تبكى ثم ابتعدت مجددا ببطء ، فهرولت مسرعا لادخل منزلى بهدوء واضعا يدى على قلبى الذى لازال يخفق بشدة 

_ اوه چو ، هل وصلت ؟
سألت چوليا التى كانت تحضر العشاء فاومأت برأسى ثم دخلت على الفور لغرفتى و استلقيت على فراشى محدقا بالسقف 
_ اوه يا الهى تلك الفتاة حقا شيئا ما ، كيف لها ان تكون بتلك الجرأة واللعنة ؟
همست و انا اضع يدى على رأسي ..
**

استيقظت لورين صباحا و عيناها لازالت حمراء بعض الشئ لقد تحطم حلمها الان ، تلك الحفلة التى كانت متحمسة للغاية للغناء و العزف بها مع چاك اتصل بها المسئول عن الحفل و اخبرها ان كل شئ سيلغى لان المنتج قرر السفر فجأة بسبب مرض زوجته ، طرقات متتالية على باب شقتها لتذهب و تفتح 
_ اوه حبيبتى لورين ، لقد اخبرنى چاك كل شئ انا اسفة لذلك
قالت چوليا و هى تعانقها بقوة 
_ كيف لا تخبرينى ها ؟ لقد كان چو و چاك يعلمان بالامر ولكننى اخر من يعلم
اردفت چوليا و هى تربت على ظهرها لتبادلها عناقها بحزن
_ چوليا ، لقد اصبحت بخير شكرا لانك بجانبى
قالت لورين و هى تبتسم بخفة 
_ هذه هى .. لورين التى لا تستسلم لازال هناك الكثير لتفعليه عزيزتى ؟ يمكنك الذهاب لحفلات اخرى لا تيأسي لورين
قالت چوليا و هى تحمسها فابتسمت لورين لها بهدوء و قد اعطاها كلام چوليا بعض القوة لقد عانت چوليا اكثر و لكنها تحاول مجددا و تتعثر و تنهض مجددا ، النجاح ليس سهلا و هذا ما يجعله اكثر لذة ، أليس كذلك ؟؟! ..

يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي