الفصل الثانى

احكمت امساكها لجيتارها و غادرت من امامه ليمسك بيدها و يوقفها
_ لما انت جريئة هكذا ؟!
سأل چوليان و هو يطالع عيناها
_ انا ؟!
اشارت على نفسها متسائلة
_ اوه ياللبراءة !! من كان يتغزل بعيناى منذ قليل ؟
قال و هو يقلب ناظريه
_ چوليام انظر للنجمة
قالت لينظر بسرعة نحو السماء فطبعت قبلة خفيفة على وجنته اليمنى ثم ركضت بسرعة من امامه
_ جوليان سميث الذكى ، لقد خدعتك
قالت بصوت عال و هى تركض فوضع يداه بجيبه بلا مبالاة و عاد ادراجه الى منزله ..
*

_ و اللعنة ؟ ما الذى تقوله ؟ هناك عقد بيننا ؛ كيف تلغى تصوير الفيلم سيد جيم ؟
قالت چوليا بغضب
_ انت تعرفين جوليا اننى ليس بيدى حيلة ، لقد قال المنتج الرئيسى انه لن يدفع فلسا واحدا فى ذلك الفيلم الجمهور ثائر بالفعل بسبب الحادث و على الارجح لن يحقق نجاحا ، و ايضا العقد يتضمن توقف المنتج عن التمويل لذا لن يمكنك رفع قضية
قال السيد چيم و هو يقلب ناظريه فاحكمت قبضتها على حقيبة يدها وسارت ببطء على الطريق بينما دموعها تتناثر كشلال جرفه نهر فى ريعان شبابه فى طرفة عين واحدة تدمرت حياتها الفنية

فكلما كان نجاحك اكثر ابهارا كلما كان سقوطك اكثر ايلاما
و هى تألمت بالفعل بشدة تلك الايام الفائتة ، شعرت بملمس يد باردة تسللت على كتفها
_ ألينا ؟! هل انت بخير ؟!
قال سام الذى ظهر امامها فجأة من العدم لاح على وجهها شبح ابتسامة خافتة
_ اجل اننى بخير سام شكرا لك
اجابت بخفوت ولكن نبرة الحزن كان تغلب على صوتها
_ واللعنة هل الغوا عقد الفيلم ؟
سأل بصدمة بعدما خمن ذلك
_ كيف عرفت ؟!
سألت چوليا بغرابة
_ تعبيراتك الحزينة توحى بذلك ، أتعرفين يمكنك رفع قضية ؟
قال سام بحزن
_ لا يمكننى فعل ذلك العقد ينص على توقف المنتج عن التمويل فى اى وقت
اجابت جوليا بنبرة حزينة 
_ واللعنة ، تلك الشركة الغبية .. سأتوقف عن الاخراج لهم قال سام بغضب
_ لا بأس سام ، لا تخسر عملك بسببى ، سيكون كل شئ على ما يرام
قالت چوليا و كادت تغادر حتى امسك سام يدها
_ انا سأوصلك
قال و اشار على سيارته فأومأت چوليا

..
دخلت چوليا الى منزلها بهدوء لتجد الكثير من الفواتير الموضوعة على الطاولة
_ يا الهى ، ما كل هذا ؟
تنهدت و جلست امام الطاولة تتفقد تلك الفواتير ، احدها للكهرباء و اخرى من البنك يطالبها بتسديد القرض ، و راتب مديرة اعمالها
_ واللعنة ، كيف سأدفع كل تلك الفواتير ؟
قالت وهى تضع يدها على رأسها ثم امسكت هاتفها و اتصلت بشركة عقارات و عرضت منزلها للبيع لن تحتاج لرأى جوليان لانه ان لم تفعل ذلك ستكون ملقاة فى الشارع عندما يحجز البنك على املاكها
رن هاتفها لتنظر نحوه و تجد ان امها المتصلة ، تنهدت مجددا و ارجعت شعرها للخلف واجابت
_ مرحبا امى ..
اجابت چوليا بهدوء
_ و اللعنة چوليا ، ما الذى فعلتيه اى منتج سيتعامل معك الان ؟ ، كيف سيمكنك العيش الان ؟!
قالت والداتها بغضب
_ سأجد حلا امى ..
قالت ببرود ثم اغلقت المكالمة و اتصلت على سام
_ هل يمكنك ان تصطحبنى لحانة ما ؟
قالت چوليا و هى تعبث بأصابعها بتوتر فقد كانت تشعر بالغضب و الخوف و لكنها لم تجد حلا سوى ان تذهب لحانة للتخفيف عن نفسها

**
چوليان ..

انتقلنا لحى جديد فى منطقة بسيطة للغاية ، انا اتفهم شقيقتى بالفعل لابد انها تعانى ، ان تخسر كل ما بنته لسنوات فى عشية وضحاها امر مؤلم غاية الالم ، دخلت الى غرفتى الجديدة ، كانت اصغر بكثير من غرفتى السابقة اظن ان تليسكوباتى والمناظير السماوية لن يكون لها مكان هنا ابدا ، هناك مكتبة صغيرة فى احد اركان الغرفة ستحتوى على كتبى بالكاد
_ هل اعجبتك الغرفة چو ؟
سألت چوليا
_ بلى انها جميلة ، كما انها تبدو مريحة و دافئة
اجبت و انا امسك بيدها لا اود ان ازيد همومها
_ انت لا تجيد الكذب ايها الصغير ، و لكن لا بأس بها للوقت الراهن ستتحسن الامور قريبا اعدك
قالت جوليا و هى تمسك بيدى فعانقتها بقوة
_ ستكون الامور على ما يرام جوليا انتى قوية اعرفك جيدا
قلت و انا اربت على ظهرها

..
كان چاك يطرق على بابها بقوة ، لتستيقظ لورين مفزوعة ، فتحت الباب و هى تفرك عيناها بسبب نعاسها
_ واللعنة لورين ، هل تعلمين من جيراننا الجدد ؟
قال چاك بصراخ و هو يدخل الشقة
_ من ؟!
سألت قبل ان تمسك بكوب ماء و تشرب
_ چوليان و چوليا سميث
قال جاك لتبصق الماء من فمها
_ حمقاء !!
قال جاك بضحك فركضت بسرعة و جلست بجانبه على الاريكة
_ماذا ؟! لا اصدق من اخبرك ؟!
سألت بسرعة و هى تقفز مكانها
_ كنت انظر من النافذة صباح اليوم لاجده ينزل من الشقة المقابلة لك تماما ، سألت صاحب المبنى ليخبرنى انهم السكان الجدد
قال جاك
_ يا الهى !! هذا افضل خبر سمعته فى حياتى ، انا و چوليان سنكون جيرانا
صاحت لورين بحماس
_ و لكن الى اين ذهب ؟ اليوم عطلة من الجامعة
سألت لورين و هى تعقد حاجباها
_ ربما هو يقوم بأحد ابحاثه او يدرس فى المكتبة تعرفين كم هو مجتهد و ممل هذا الچوليان خاصتك ، لا اعلم لما تحبينه من الاساس
قال چاك بضجر
_ واللعنة چاك ، اذهب لتتدرب لان عزفك لا يزال سيئا و انا سأذهب لاساعد چوليا فى ترتيب المنزل
قالت لورين و هى تنهض من مكانها بحماس

طرقت الباب بهدوء و هى تحمل كعك الشيكولاتة الذى اعدته اليوم صباحا
_ اوه  ، انتى الفتاة التى تحب چو
قالت چوليا بدهشة بعدما فتحت الباب
_ تفضلى
قالت لورين بابتسامة وهى تعطيها الكعك

_ ولكن كيف عرفتى اننا نسكن هنا ؟ ألازلتى تطارديه كما يقول ؟
سألت چوليا بشك
_ لا ابدا ، ليس هذه المرة على الاقل ، انكم جيراننا الجدد و انا اعيش بالشقة المقابلة لك و بالصدفة عرفت انكم السكان الجدد لذا اردت الترحيب بكم
قالت لورين بابتسامة
_ هذا رائع يسعدنى اننى اعرف احدا بهذا الحى ..
قالت جوليا بسعادة

_ الا ترغبين ان اساعدك فى ترتيب المنزل
اقترحت اليس
_ أليس لديك جامعة اليوم ؟! لقد ذهب چوليان و اخبرنى ان لديه صفوف اليوم
قالت جوليا بغرابة
_ لا ليس لدينا صفوف اليوم انه يوم عطلة ربما چوليان فى مكان اخر
قالت لورين فاومأت چوليا و بدأوا سويا فى ترتيب المنزل

وقعت عينان لورين على ذلك الاطار الكبير الذى يحتوى صورة لـ چوليان و هو صغير
_ يا الهى كم كان لطيفا !!
قالت لورين و هى تبتسم تلقائيا ، فاخذت چوليا تتأمل صورة شقيقها الصغير ، لقد كبر الان واختفى كل هذا اللطف ام هذا فقط ما يظرهه ؟ ..

انقضى النهار و هما منهكتان ، جلسا على الاريكة امام شاشة التلفاز الكبيرة للغاية ففى هذا المنزل الصغير تبدو و كأنها شاشة سينما
_ چوليا ، لا تيأسي ابدا انتى موهوبة للغاية و ستبلين حسنا دائما هذا ليس شيئا يذكر الناجح دائما ما يمر بنكسات فى حياته وهذا ما يجعله ناجحا ، اعلم انك لستى معتادة على المنزل بعد و لكن فكرى فى الامر كأنها فترة راحة او اجازة ما
قالت لورين بابتسامة خافتة لتواسيها و هى تمسك بيدها ، لم تستطع جوليا ان تتماسك اكثر من ذلك هى فقط شعرت بدومعها التى تنهمر على وجهها
_ لقد كان مجرد حادث و كانت المكابح معطلة و لم اكن انا السبب فى قتلها ليس و ط كأننى امكننى انقاذها و لم افعل ، لما كل هذا الانتقاد اذن ؟ لما تعرضت للنفى بتلك الطريقة ؟
قالت جوليا ببكاء لتعانقها لورين بقوة
_ لقد ارادوا فقط للناجح ان يفشل ، كما جميع حيوانات الغابة تنتظر للاسد ان يسقط و لكنك لم تسقطى بعد هذا ما عليكى اثباته للجميع چوليا
قالت لورين و هى تربت على ظهرها بخفة
_ سيكون كل شئ على ما يرام انا واثقة
قالت لورين مجددا
_ ما هذا ؟ ما الذى اتى بك الى هنا ؟
قال چوليان بحدة و هو ينظر نحوهما مسحت چوليا دموعها بسرعة
_ احزر ماذا چو ؟ انها تعيش فى الشقة المقابلة لنا
قالت چوليا بابتسامة
_ واللعنة ، هل سكنتى فى المنزل المقابل عمدا ؟ اين كرامتك واللعنة ؟
قال جوليان بحدة لتمتلء عينان لورين بالدموع رغم انها تمثل القوة دائما الا ان كلامه قاسي للغاية و دائما يؤلمها ، هى غادرت فقط فور سماعها لكلامته القاسية
_ و اللعنة جوليان ، انها تسكن هنا منذ اعوام لذا نحن من نطاردها ان كنا نسير بمبدئك العقيم هذا ، لما كلامك معها دائما بتلك القسوة ؟ لقد جاءت لهنا لتساعدنى فى ترتيب المنزل و انت ايها اللعين فور دخولك تصرخ بوجهها
قالت چوليا بحدة لينظر للارض فقط و لا يتحدث
_ عليك الاعتذار ايها الغبى
قالت چوليا فتجاهلها ثم دخل الى غرفته فقط و القى بحقيبته على الفراش واللعنة لم يكن ينقصه سوى لورين ليكتمل يومه ، نظر الى فاتورة الجامعة التى يحملها بين يداه ربما سيتحتم عليه الانتقال من القسم الذى يحبه للغاية
طرقت چوليا الباب بخفة ليخفى الفاتورة فورا فى جيبه فشقيقته لا ينقصها هموما اخرى
_ العشاء جاهز
قالت باقتضاب فخرج من غرفته و جلس على مائدة الطعام و لكن اخته صامتة على عكس عاداتها هى لا تتحدث معه او تلقى نكاتها السيئة الان
_ لما لا تتحدثين ؟
سأل جوليان و هو ينظر نحوها بغرابة
_ اين كنت اليوم چوليان ؟ لا تخبرنى انه كان لديك صفوف لاننى اعلم ان اليوم عطلة
قالت چوليا و هى تنظر نحو عيناه ..
_ انا لست طفلا بعد الان لتراقبيننى جوليا ، يمكننى الذهاب لاى مكان اريده
قال بحدة و هو يضع معلقة الطعام على الطاولة بقوة
_ و لكننى شقيقتك الكبرى و يحق لى معرفة الاماكن التى تذهب اليها
قالت چوليا بحدة ..
_ واللعنة .. هل لورين هى التى اخبرتك ان اليوم عطلة ؟ سأل چوليان بغضب
_ لا تغير الموضوع چوليان ، انا اعرفك جيدا انت لن تذهب لملهى ليلى حتى ، اذن فيما امضيت وقتك انا اعلم انك لست صغيرا بعد الان و لكننى اود حقا الاطمئنان عليك
قالت شقيقته و هى تحاول التحكم بأعصابها
_ حسنا ، لقد كنت ابحث عن عمل ما
قال بهدوء مفجرا تلك الكلمات بوجه شقيقته ..
يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي