الفصل الثاني

الملك اسكندر
منذ بعد ظهر وانا أتساءل عما قاله العراف.
واضاف "لكن ما يمكن ان يكون يعني في ما كان يقوله ؟" .
"مولاي الملك، ما الذي تفكر به؟" سالت الملكة.
"لا شيء"، أجبتها.
قالت "ايها الملك، عليك الخلود للنوم، تحتاج للراحة بشكل جيد".
قلت: "حسنا!".
"على أي حال، أيا كان لا حاجة إلى تكبد عناء نفسي لأنه خبر جيد، وأنا سوف انتظر الامر وسنرى" فكرت.
الملكة شادية
لم أستطع منع نفسي من التفكير في ما حدث في الصباح.
ماذا لو ان وسام يفكر في ما افكر.
اليوم هي المرة الثالثة التي حاولت فيها تسميمه حتى انه يموت ويلحق بأمه عديمة الفائدة، لكن على ما يبدو أن جهودي تذهب سدى.
سوف يكون لي محاولة بوسيلة أخرى حتى أتمكن من قتله ...
لو لم يكن محاطا من قبل حراسه لكنت قد اضطررت الة حشر السم الى فمه ....
عليه أن يموت !!!
"أنا لا أريد أي شيء او عثرة من شأنه أن يعيق ابني من العرش" اعتقدت.
استدرت الى جانبي ورأيت أن الأمير كان نائما بالفعل.
لكن حول ما قاله العراف في وقت سابق، ماذا كان يعني؟ ....
"ما المعجزة التي ستحدث قريبا؟" فكرت.


الأمير وسام
جلست لبضع دقائق وأنا لم أستطع التوقف عن التفكير في حياتي ...
"لماذا يريد كل أفراد عائلتي الموت لي ؟" فكرت مع نفسي.
"لماذا يبدو الجميع يضمنون الكراهية لي هل هو خطأي لأنني ولدت أعمى".
"ايها الامير، أنت تبكي، لماذا تبكي؟" سمعت الصوت وانجرفت بعيدا عن أفكاري.
شعرت بلمسة يد اديب على خدي كما انه يساعدني على مسح دموعي.
وقال اديب مرة اخرى "ايها الأمير، لماذا تبكي؟".
"أنا بخير" اجبته.
"ايها الأمير، أعتقد أننا يجب أن نغادر من هنا الآن"، قال اديب.
"نعم" ...
وحاول الوقوف لكني تراجعت ....
فقال "ايها الأمير! انتظرني أولا حتى أتمكن من مساعدتك".
"لا بأس، كل ما في الامر أنني لا أريد أن أزعجك"، أجبته.
امسك يدي وكلانا مشى داخل القصر.


توجهت الى المطبخ حيث كان ابي و زوجة أبي يتناولون طعامهم.

"أنا لا أعرف من أين حصلت على قواها فالجميع يعشقها ويحبها أكثر من ابنتي، وحتى والدها يحبها أكثر من ابنتي لا بد أن تكون ساحرة" سمعت أفكارها.


أه !! قبل أن انسى، نسيت أن أقول أني اقرأ أيضا عقول الناس بصرف النظر عن قدرتي في الشفاء.

"أين هي أختك" سأل أبي.

حدقت بسرعة في زوجته، وأنا أعلم ما إذا كان ينبغي إعطاء إجابة سلبية فقد ادخل في ورطة، وأصبحت محتارة لم أكن أعرف ماذا أقول.

"قلت أين هي أختك لماذا انتي الوحيدة التي تعمل في الطهي منذ عدت" سأل أبي مرة أخرى.

انها .... ذهبت ... .الى الخارج " اجبت وأنا متلعثمة وابتلع حلقي.

قال أبي "! لماذا لم تعد منذ بعد الظهر، انت تعرفين انها بالفعل قد خرجت في وقت متأخر".

"يا زوجي العزيز، خرجت لزيارة صديقاتها"، قالت زوجة ابي.

"زيارة صديقاتها، منذ بعد الظهر الى هذا الوقت؟" قال أبي.

"أه انها سوف تعود قريبا" .

"أنت المسؤولة عن افساد هذه الطفلة" قال أبي وهو يبدأ الاكل

"كيف؟ أي طفلة؟" سألت زوجته.

"أنت تسأليني اي طفلة؟، لماذا سوف نتوقع من شقيقتها الكبرى أن تطبخ في حين انها ليست في المنزل الى الآن؟" أجاب أبي.

"كما ظننت، هذا الرجل يحب هذه الفتاة الغبية اكثر من ابنتي" سمعت افكار زوجته مرة أخرى.

"ما الذي لا تزالين تنتظرينه، احضري لنا الماء" قالت أمي على الفور.

الملكة شادية

الصباح التالي.

لم أستطع النوم طوال الليل. كانت جميع أفكاري منصبة على ما قاله العراف أمس.

أنا لا أعرف ما الذي كان يقصده ولكن بعد التفكير حول هذا الشيء ذهني لا يفكر إلا في هذا الاعمى الأمير وسام.

"هل يمكن أن يكون انه سيبصر مرة أخرى؟ هل هذا ما يعنيه العراف بمثابة معجزة" .

من يدري إذا كان المقصود به معجزة العراف التي تحدث عنها هي تلك الأعمى؟ من يدري ما اذا كان سيكون قادرا على الرؤية مرة أخرى.

"لكنه كان أعمى منذ ولادته، يمكن لهذا أن يحدث" .

لا أعرف متى نهضت من السرير ووقفت على قدمي.

أنا لن اسمح لأي شيء ان يعيق ابني من أن يكون وريثا للعرش.

هذا لا يمكن أن يحدث طالما انا على قيد الحياة، أنا لا يمكن أبدا أن أكون على قيد الحياة وابني أن يكون لا شيء، وأنا أعلم انه إذا رأى الأمير وسام مرة أخرى فالملك سوف يجعله وريثا له لأنه هو أول ابن له، سوف احاول القيام بأي شيء حيال ذلك قبل أن يحدث هذا.

هذا هو واحد من الاسباب التي أريد له ان يموت قبل أي شيء. ولكن كل ذلك يبدو أنه سيصبح عبثا أنا لا أعرف لماذا كل خططي لا تنفع.

"إذا كان لا يمكن أن يموت لا بد لي من خطة آخرة"

"ماذا حدث؟ لماذا نهضت من السرير " سأل الملك

"لا شيء" أجبت الملك بصمت مع العديد من الأفكار في رأسي

الأمير وسام

على الفور استيقظت، وشعرت بوجود اديب في غرفتي بالفعل.

يمكنني تصور انه هو من خلال رائحته.

"صباح الخير ايها الأمير،" .

وكان واضحا جدا أن الحراس الآخرين ليسوا في الغرفة.

"شكرا لكم بخصوص الامس" قلت وابتسمت.

"سافعل اي شيء من أجلك ايها الأمير،" أجاب.

"أين هم حراس الآخرين، لأنني أعرف أنك وحدك فقط هنا" قلت ..

"ايها الأمير، قلت لهم أنك تريد أن تأخذ حماما ساخنا حتى يتمكنوا من البقاء خارج"، قال.

"شكرا لك اديب" قلت.
"لذا هل أنت مستعد ايها الأمير؟" سأل.

وشعرت بيده على يدي وأعطاني عكازي، وقال انه سيساعدني على الحمام.

عادة ما تكون مساعدته لي كل يوم لتنظيف أسناني والاستحمام.

ساعدني وأعطاني فرشاة حتى أتمكن من تنظيف اسناني وبعد ان انتهيت من تنظيفها جردني من ثيابي ثم اغتسلت

بعد أن انتهيت من الاستحمام ساعدني على العودة الى الغرفة وجلست على السرير.

"ايها الأمير، الطعام جاهز !!" سمعت ذلك وتسرع قلبي على الفور.

منذ وقت طويل مضى وانا خائف من تذوق أي طعام في القصر.

الملكة شادية

يجب أن يكون العرش لابني وليس لأحد آخر. ولا بد لي من التأكد من أن لا أحد باستثناء ابني سيحصل على العرش.

أنا لا أعرف ما يجب القيام به، حيث أن جميع خططي على قتل الأمير وسام من دون جدوى.

"ماذا سأفعل؟" فكرت.

إذا كان الأمير وسام لا يزال على قيد الحياة فابني لن يحصل على العرش.

ومع ما قاله العراف لم اكف عن التفكير منذ يوم أمس و قلبي لا يزال ينبض بسرعة.

إذا أريد ابني للعرش، يجب أن أتأكد من أن الملك ايضا يجب أن يموت قبل أن تحدث تلك المعجزة.

"لا بد لي من قتل الملك. وسوف يكون قتل الملك في أقرب وقت ممكن" .

وبما أنني لا يمكن أن اقتل الأمير وسام، فبالتالي فإن الملك يجب أن يموت قبل أن يحدث أي معجزة غبية.

لا أستطيع أن اتوقف واسمح لجميع جهودي على مدى السنوات الماضية ان تكون عبثا.

"الملك يجب أن يموت،" فكرت وابتسمت بخجل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي