الفصل الاول
المقدمة
بسم اللة الرحمن الرحيم
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي واذا لا ارتكب اخطاء توصل الى حد المعاصى لكن يحملوني الذنب
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي واذا كان الناس هم من يحملنى الاخطاء الذى لا ارتكبها
ٍ
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب واذا لا كنت اسد بلا ضعيف الى حد كبير والكلاب تاكل لحمي
اصبحت جسد بلا روح وكنت وسط ظلام دائما لكن يظهر نور فى حياتى يضيء طريقي لكن ياخذة منى نور ولا استطيع العيش بدون نور ولا وهو يستطع العيش بدوني ولا يستطيع الحياة بدونى وفى النهاية لا نور بدون روح ولا روح بدون نور.
الفصل الاول
_______________
بسم اللة الرحمن الرحيم
فى مدينة الشرقية تحديدا ،فى قصر يدل على الفخامة والثراء و الاثات الراقيه و بداخلة اخذت تتردد آيات ذكر الله و تسود مظاهر الحزن، كانت فتاه جالسة تتوسط الاريكة مرتدية الاسود كانت تبدو حزينة للغايه كان الحزن باديا على قسمات وجهها اخذت تفكر فى كل ما حدث لها فى الفترة الماضية وهي تنزل دموعها دون ان تدرى أو تشعر فقد فقدت والدتها وهى فى سن العشر سنوات من بعدها اخذها والدها لتسكن معاه فى ذلك القصر لكن كان ظلام بالنسبه لها لانها كانت لست تعيش بمفردها فى القصر مع والدها بل مع زوجة والدها الهام الزوجة الأولى لي والدها واولادها فـ ولدتها الزوجة الثانية ! وعندما جاء والدها بها الى القصر كانت الصدمة للجميع وقد تم كشف زواج والدها السريه من ولدتها.
حاول والدها ان يجعل الهام زوجتة الاولى ان تحبها وتتقبل الوضع لكن رفضت وبشدة وغضب فكرت زواج زوجها عليها بعد ذلك السنوات و ايضا لديه فتاه منها،اخذت إلهام تعاملها بذل واهانه فهى تنتقم منها لاجل زواج والدها من والدتها وكان والدها يحاول اصلاح الوضع على قدر ما يشاء ولكن لم ينفع و فشل كل محاولاته في تقارب ابنته من زوجته إلهام و أولاده منها.
وهـا هي ابنته اليوم تأخذ عزاء والدها حمايتها في الحياه والوحيد الذي كان يحبها و يراعيها، فماذا الان؟. اخذت تبكى بحرقة على فقدان والدها فهي لا تصدق ما حدث حتي الآن.
حتي افاقت من شرودها على صوت غاضباً قائله
= ماخلاص ياختى بطلى عياط دة حتى النهاردة رابع يوم خلاص ربنا يرحمة،كان هذة صوت إلهام زوجة والدها الساخر منها.
نظرت أبنته إليها بحزن شديد وبصمت حيث تبادلات النظرات لثواني،لتقول إلهام بتهكم حاد مرددة شوف البت بتبصلي ازاى؟.
إجابتها هي بصوت مبحوح من كثرة الدموع بقهر دى أبويا مش عاوزاني ازعل ولا اعيط علية حتي يا مرات ابويا؟.
لوت شفتيها الهام ببرود قاتل تهتف ما قولتش كده بس خلاص بطلى وجع دماغ اهو راح وسابك لوحدك
نظرت لها بألم فهى الان اصبحت وحيده بالفعل وليس لديها سند في الحياة،ثم أجابت عليها متسائلة بلهجة حائرة هو انتى مش زعلانه على ابويا؟ أصل من ساعة ما الدكتور قال انو خلاص قلبه وقف و مات،وانتى ما عملتيش أي رد فعل خالص انك زعلانه عليه.
جزت علي أسنانها بعنف ونهضت وهي تتحدث بغيظ وغيرة ممكن لو ما كنتيش موجودة كنت زعلت علية،بس هزعل عليه ليه وهو مصنش العشره اللي كانت ما بينا و راح اتجوز عليا و خلف كمان منها.
هزت راسها لها بيأس و تطلعت فيها و شردت في حديثها وقالت بخفوت مش ناويه تنسى وتسامحي ده خلاص مات.
صاحت إلهام بصوت عالى وحسرة مرددة بقهر انسى،انسى ايه انسى عمري اللى راح مع ابوكي فى خدمتة هو و عياله وفى الاخر يطلع متجوز عليا،طب ليه؟ حتى مفيش سبب عيال عنده مني بدل الواحد ثلاثه وسنين وأنا شايلاه فوق راسي خدامه لي هو وعيالة يبقى ليه؟. ده جزاتي
ليدلف في تلك اللحظة عزمى و شاكر على الاصوات العاليه بعدم فهم ليتسال عزمي مرددا فى اية ياما انتم بتتخانقوا ولا ايه
لترد روح بصوت مبحوح من البكاء عليها
طب انا ذنبي ايه بكل ده؟
لتهتف إلهام بصياح قوي تقول ذنبك انك بنت اللى ما تتسمى زينب امك اللى لافت على جوزي و اخذته مني ومن بيتي و عياله علشان يتجوزها وتعيش في العز و تاخذ مكاني في القصر
شعرت روح بالإهانة الي والدتها المتوفيه ومع ذلك حاولت عدم الرد بالمثل، وابتلع اهانتها نجيب قائله بصوت خافت لو سمحت ماتغلطيش فى امى لا انتى ولا أنا نعرف بابا اتجوز ماما ازاي؟ وبعدين الاثنين ماتوا عيب نتكلم على حرمت ميت بقي.
غضبت بشده الهام لتهتف بانفعال نـعم،نعـم عيب انتى هتعلميني العيب كانت عرفته امك ياختى قبل ما تاخد جوزي مني وبعدين ما هى باينه زى الشمس امك كأنت على قد حالها يبقى ايه ،قالت واحد غنى هيعيشنى هانم يبقى ليه لا؟. مرسمش عليه ويتجوزنى و أعيش هانم.
ثم اكملت حديثها ونظرت بشماتة قائله بس اهو ربنا خدها وملحقتش تتهني في العز
نظرت روح لها بألم وقالت بمرارة برضة يا مرات ابويا دة امى ما يصحش كدة
تكلم أخيرا عزمى اخوها وابن الهام الاكبر حتى ينهى الحوار لكن أنه رغم حجمه الضخم وهبتة فى البلد وسط الفلاحين الذى يخافون منة ولكن لا يرد كلمة لي امى ودائما يستمع لها وينفذ.. عزمى بلهجة امر...خلاص بس وانتى كمان ذى امك عيب تردى عليها
لتهفت روح سريعه محاولة شرح موقفها قائله بتبرير هو انا رديت ولا اتكلمت حتي
تطلعت فيه بعيون حاده مرددة بسخرية : لا ياختى ردى ما دة اللى ناقص يا بنت زينب
تدخل شاكر حتي يدافع عن روح فهو منذ توجدها هنا بالقصر قد بدأ يشعر انه قلب يدق لها بشدة، تحدث شاكر وهو ينظر لها قائلاً خلاص يا خالتى حقك عليا أنا،معلش بس حتي علشان الناس إللي برة
ليقول عزمى باقتضاب متحدث قائلاً قولهم يا شاكر دول مش درينين بنفسهم يالا يا روح على فوق أنتي كمان
لتنظر إليهم روح بيأس وحسره وتقول فى نفسها انها البداية فماذا بعد لتتحرك لتصعد سلالم القصر بحزن شديد علي والدها وعلي حالها، تقدمت نحو غرفتها لتقابل فى وجهها نعمة مساعده المنزل انها سيده حنونة معها وتعاملها بطبيه والذى تربت على يديها،قالت نعمة بحنية معلش يا بنتى متزعلش
هتفت روح بيأس وإحباط تردده بمرارة انا تعبت يا داده نعمه
أجابت نعمة عليها بود تعبتى ده ايه ماينفعش من اولها كدة،ده انتي لسه هتشوفي
تطلعت فيه بعيون دامعة لتقول بمرارة انتى بتوسينى ولا بتخوفينى منهم
هزت راسها برفض لتقول بجدية لا بعرفك اللى هيحصل ماينفعش تبقى ضعيفه كدة افتكري كلام ابوكي ليكى قبل ما يموت
ابتسمت ابتسامه دون حياه تردده بوهن ابويا هو فين ابويا ماخلاص راح وسبنى لوحدى هو كمان ذي ماما.
أقتربت منها تمسح علي كتفها وهي تتحدث كلماتها بعقلانية مش بأيده يا بنتى وبعدين دة يعينى عليا قبل ما يموت كان اخر كلمة قالها ماتضعفيش ليهم يا روح علشان كأن عارف أنه ده اللى هيحصل يبقى ايه ..خليكى قويه واسمعي كلامه
هدات روح قليلا تفكر في حديثها ثم قالت بدموع امل مرددا يـارب
روح ذات العيون الخضراء الحزينة دائما الذى تشد من ينظر لها والوجة بياض لون الثلج وملامح جميله جدآ لها جمال خاص والجسم متناسق والطول قصيرة القامة والشعر البنى وناعم وطويل لكن يغطى بالحجاب والسن 19سنة
===
زفر بقوه عزمى وهو يجلس أمام والدته بضيق شديد معاتب إياها بكلماته قائلاً اية يا امى مش قادرة تمسكى نفسك والعزاء شغال حتي.
تجاهلت والدته حديثها وهي تقول بلهجة أمر اسمع البت دى مش قادرة اشوفها اكتر من كدة
في بيتي
اتسعت عيناه عزمى بدهشة وقال بعدم فهم نعم يعنى اعمل اية؟. اطردها بره البيت ولا ايه عشان الناس تقول ايه علينا.
إجابته الهام وهي تصيح بغضب انا ما قلتش اطردها بس مش عاوزها قدامي من النهارده في البيت
عقد حاجبيه باستغراب واجاب عليها بحيرة ايوه يعني اعمل اية؟.
نظرت إليه بصمت عدد ثواني ثم هتفت بصوت قاسي دون نقاش تتجوز اول عريس يجلها جوزها على طول و خليها تغور من هنا
هتف عزمى باستنكار وصدمة تتجوز
قالت الهام بتأكيد علي حديثها بعدم مبالاه ايوه مالك اظن كدة الناس مش هتقول حاجة
هز رأسه عزمي متمتماً بحيره ايوه بس ابويا لسة ميت مش هينفع دلوقتى خالص
لتقول إلهام بصوت غاضب بشده عند سير زوجها بقسوة شديدة اديك قلت مات خلاص يعني مبقاش لي وجود في الدنيا
هتف عزمى بضيق مكتومة عيب يا ياما دة مهما كان ابويا برضه مينفعش تقولي عليه كده
جزت إلهام علي أسنانها بعنف ونهضت تفكر كيف نتخلص منها بـ اي ثمن حتي هتفت باقتراح طب بص بلاش فرح دلوقت خليه كتب كتاب على طول وتروح بيت جوزها من غير فرح وهيصه
نهض عزمي متقدم منها يهتف باستغراب فى اية اللى يسمع كدة يقول جايبه لها عريس
هزت راسها برفض قائله بصوت حاد لا انا بقول اول عريس يتقدم وافق على طول وبلاش فرح و هيصه عشان محدش يقول حاجه
تنهد عزمي مستغرب من إصرارها ليقول ياسلام فجاة كدة مش طايقها ما هى بقلها سنين هنا ايه الجديد يعني
صمتت لحظه باضطراب وقد تجمعت دموعها بداخل عينيها ونظرت إليه وهي تجيب عليه بشرود وصوت حزين اديك قلت سنين، سنين وانا كاتمه فى قلبى وساكته من ساعة ما دخل ابوك عليا بيها وقالي دي بنتى من مراتي التاني وهتعيش هنا غصب عني وسكت و رضيت بالأمر الواقع طول عمري بس خلاص مش قادره جبت اخرى حس بامك و ماشيها من هنا يا عزمي انا لو البنت دي فضلت شهر واحد بس هموت.
شعر عزمى بـ الاسي والاشفاق علي والدته لينظر إليها بحزن مرددا خلاص ياما هاعملك اللى انتى عايزة.
كان شاكر وقتها يجلس ويستمع للحوار كله بصمت وقلبه يصرخ بألم أنها لم تكن لغيره وهو الذى عشقها من اول مرة وقعت عيونه عليها،لذلك لابد أن يفعل المستحيل لتصبح إليه.
===
تنهدت روح وهي تتأمل الشوارع من النافذة غرفتها بشرود فقد ظلت منذ وفاه والدها منذ اسبوع تقريبا حبيسة إلى غرفتها دون أن يخاطبها أحد بكلمة، أو لم يردون الحديث معها فركت روح ذراعيها وهي تفكر متوترة بأنها بالكاد العيش خلال الأيام الماضية كم كان صعب عليها و والدها معها أم الان قد رحل.. لم تختلف طريقة الحوار كلام الجميع معها على الإطلاق بعد وفاة والدها فـ مزال الجميع يكرها ويحملها ذنب زواج والدتها به والدها السريه ،ولكن ما الذي كانت تنتظره منهم من الأساس؟
فهذا الزيجة المشؤوم والدتها بـ والدها ليس إلا صفقة بشعة في البدايه ضمنت فيها والدتها الحصول على الأمان لنفسها لأنها كانت تعيش وحيده ،وقد حصلت زينب والدتها فيها علي حب و راحه البال من والدها فهو احبها بشده وانتهي المطف بعد زواج استمر عشر سنوات بموت والدتها بمرض خبيثة فلن تنتظر منهم أي عرضا للمشاعر حتي لو مجرد اصتناع حبهم.
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر داخل غرفة نوم صغيره وهي خاصه بـ روح لتفتح عيونها الجميلة على ضوء الشمس وهي تتململ بالفراش بكسل وتنهض بجسدها نصف جلسه تسند رأسها للخلف علي الوساده،وهي أول شئ تتذكره وفاه والدها منذ خمس أيام لقول بحزن متمتمت برضا ربنا يرحمك يا بابا انتي وماما
ليرن بعدها هاتفها باسم فرح شقيقتها من الهام فهي تتعامل معاها بأسلوب طبيه وتحبها عكس رحمة الاخت الثانية، أقترب روح بيدها تمسك الهاتف أعلي الطاوله لتفتح الخط و تهتف بابتسامة الو يا فرح عامله ايه
أجابت عليها فرح بابتسامة هى الأخرى مرددة صحيتك ولا صاحيه من بدري
ردت روح وهي تتثاب بخمول لا لسه صاحيه
من شويه
توترت فرح قليلا وهي تتسال بشك طب عاملة اية دلوقتى
أجابت روح بتنهيدة الحمد الله
فرح بترقب صوتها بحذر متسائلة باستفهام يعنى ماما ماتكلمتش معاكى فى حاجة امبارح
صمتت روح تتذكر ما حدث أمس لتحول الابتسامة بهدوء وقالت بكذب لا مفيش اصلى نمت بدري امبارح
هتفت فرح بتنهيدة مبتعرفيش تكذبي يا روح
أغمضت عينها بقوه تردده بحزن خلاص يا فرح يعنى اعمل ايه ربنا يهديها ويبعدها عني.
شعرت فرح بحزنها تقول بهزار محاوله تغير الحديث معاكى حق اصل ماتبقاش إلهام أمي لو معملتش كدة
ابتسمت روح بنص ابتسامة وقالت معاكي حق
ابتسمت فرح لتقول باقتراح حتي تبعدها قليلاً عن والدتها قائله طب بقولك اية ماتعدى عليا النهاردة انا قاعدة لوحدى وجوزى مسافر
صمتت لحظه تفكر لتقول بتردد طب هشوف
قالت فرح بخفوت ماشى هستناكي متتاخريش عليا
===
بداخل مخزن كبير به فاكهه وعمال يحمله بضاعة الفاكهة التي سوف يتم بيعها إلي التجاره للشراء،وهذا المخزن خاص بـ عزمي.
ليعلي فجاه عزمى بصوت عالى قائلاً يالا يا رجالة شيلوا البضاعة بسرعة عشــ
وقبل أن يكمل حديثه أستمع عزمى صوت احد ينده عليه خلف منه،التفت بهدوء وتطلع متفاجا به شاكر اتفضل خير
صافحه شاكر بود قائلاً عامل اية يا عزمي
عقد حاجبيه باستفسار وهو يجيب علية الحمد لله كويس خير ان شاء الله فى حاجة
توتر شاكر قليلا وهز كتفه وقال خير أن شاء الله
نظر عزمى إليه بإستغراب مالك يا شاكر ما تقول عاوزه ايه علي الصبح كده قلقتني
هتفت شاكر بتردد وارتباك لا خالص الموضوع مفهوش قلق ولا حاجه
ليقول عزمي متمتماً بنفاذ صبر وبحده طب ما تقول في إيه
تنهد شاكر قليلا ثم قال هو مش هينفع هنا ممكن ندخل نتكلم جوه
هز رأسه بحيره وقال باستسلام طب تعالى جوه اتفضل
أومأ شاكر برأسه و دلف معه إلي داخل غرفه المكتب وجلس أمامه ليصمت شاكر بحرج وتوتر،تنهد عزمي قليلا بعدما سحب نفسا من الهواء ونظر شاكر بشك وقال وهو يجلس قول يا سيدى ايه الموضوع اللي موترك بالشكل ده؟.
نظر شاكر وتحدث بتردد وحذر ليقول هو بصراحة يعنى أنا عايز اتجوز
أبتسم عزمي متمتماً بسعاده بجد الف مبروك ومين العروسة حد نعرفه
اماء برأسه بالموافقه ليقول أيوه
عقد حاجبيه باستفهام متسائلا بجد و مين هي العروس؟.
ليهتف شاكر محاوله يستجمع شجاعته ليقول بوضوح اختك روح
اتسعت عيناه عزمى بصدمة وهتف بعدم تصديق مين؟.
يـتـبـع
بسم اللة الرحمن الرحيم
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي واذا لا ارتكب اخطاء توصل الى حد المعاصى لكن يحملوني الذنب
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي واذا كان الناس هم من يحملنى الاخطاء الذى لا ارتكبها
ٍ
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب واذا لا كنت اسد بلا ضعيف الى حد كبير والكلاب تاكل لحمي
اصبحت جسد بلا روح وكنت وسط ظلام دائما لكن يظهر نور فى حياتى يضيء طريقي لكن ياخذة منى نور ولا استطيع العيش بدون نور ولا وهو يستطع العيش بدوني ولا يستطيع الحياة بدونى وفى النهاية لا نور بدون روح ولا روح بدون نور.
الفصل الاول
_______________
بسم اللة الرحمن الرحيم
فى مدينة الشرقية تحديدا ،فى قصر يدل على الفخامة والثراء و الاثات الراقيه و بداخلة اخذت تتردد آيات ذكر الله و تسود مظاهر الحزن، كانت فتاه جالسة تتوسط الاريكة مرتدية الاسود كانت تبدو حزينة للغايه كان الحزن باديا على قسمات وجهها اخذت تفكر فى كل ما حدث لها فى الفترة الماضية وهي تنزل دموعها دون ان تدرى أو تشعر فقد فقدت والدتها وهى فى سن العشر سنوات من بعدها اخذها والدها لتسكن معاه فى ذلك القصر لكن كان ظلام بالنسبه لها لانها كانت لست تعيش بمفردها فى القصر مع والدها بل مع زوجة والدها الهام الزوجة الأولى لي والدها واولادها فـ ولدتها الزوجة الثانية ! وعندما جاء والدها بها الى القصر كانت الصدمة للجميع وقد تم كشف زواج والدها السريه من ولدتها.
حاول والدها ان يجعل الهام زوجتة الاولى ان تحبها وتتقبل الوضع لكن رفضت وبشدة وغضب فكرت زواج زوجها عليها بعد ذلك السنوات و ايضا لديه فتاه منها،اخذت إلهام تعاملها بذل واهانه فهى تنتقم منها لاجل زواج والدها من والدتها وكان والدها يحاول اصلاح الوضع على قدر ما يشاء ولكن لم ينفع و فشل كل محاولاته في تقارب ابنته من زوجته إلهام و أولاده منها.
وهـا هي ابنته اليوم تأخذ عزاء والدها حمايتها في الحياه والوحيد الذي كان يحبها و يراعيها، فماذا الان؟. اخذت تبكى بحرقة على فقدان والدها فهي لا تصدق ما حدث حتي الآن.
حتي افاقت من شرودها على صوت غاضباً قائله
= ماخلاص ياختى بطلى عياط دة حتى النهاردة رابع يوم خلاص ربنا يرحمة،كان هذة صوت إلهام زوجة والدها الساخر منها.
نظرت أبنته إليها بحزن شديد وبصمت حيث تبادلات النظرات لثواني،لتقول إلهام بتهكم حاد مرددة شوف البت بتبصلي ازاى؟.
إجابتها هي بصوت مبحوح من كثرة الدموع بقهر دى أبويا مش عاوزاني ازعل ولا اعيط علية حتي يا مرات ابويا؟.
لوت شفتيها الهام ببرود قاتل تهتف ما قولتش كده بس خلاص بطلى وجع دماغ اهو راح وسابك لوحدك
نظرت لها بألم فهى الان اصبحت وحيده بالفعل وليس لديها سند في الحياة،ثم أجابت عليها متسائلة بلهجة حائرة هو انتى مش زعلانه على ابويا؟ أصل من ساعة ما الدكتور قال انو خلاص قلبه وقف و مات،وانتى ما عملتيش أي رد فعل خالص انك زعلانه عليه.
جزت علي أسنانها بعنف ونهضت وهي تتحدث بغيظ وغيرة ممكن لو ما كنتيش موجودة كنت زعلت علية،بس هزعل عليه ليه وهو مصنش العشره اللي كانت ما بينا و راح اتجوز عليا و خلف كمان منها.
هزت راسها لها بيأس و تطلعت فيها و شردت في حديثها وقالت بخفوت مش ناويه تنسى وتسامحي ده خلاص مات.
صاحت إلهام بصوت عالى وحسرة مرددة بقهر انسى،انسى ايه انسى عمري اللى راح مع ابوكي فى خدمتة هو و عياله وفى الاخر يطلع متجوز عليا،طب ليه؟ حتى مفيش سبب عيال عنده مني بدل الواحد ثلاثه وسنين وأنا شايلاه فوق راسي خدامه لي هو وعيالة يبقى ليه؟. ده جزاتي
ليدلف في تلك اللحظة عزمى و شاكر على الاصوات العاليه بعدم فهم ليتسال عزمي مرددا فى اية ياما انتم بتتخانقوا ولا ايه
لترد روح بصوت مبحوح من البكاء عليها
طب انا ذنبي ايه بكل ده؟
لتهتف إلهام بصياح قوي تقول ذنبك انك بنت اللى ما تتسمى زينب امك اللى لافت على جوزي و اخذته مني ومن بيتي و عياله علشان يتجوزها وتعيش في العز و تاخذ مكاني في القصر
شعرت روح بالإهانة الي والدتها المتوفيه ومع ذلك حاولت عدم الرد بالمثل، وابتلع اهانتها نجيب قائله بصوت خافت لو سمحت ماتغلطيش فى امى لا انتى ولا أنا نعرف بابا اتجوز ماما ازاي؟ وبعدين الاثنين ماتوا عيب نتكلم على حرمت ميت بقي.
غضبت بشده الهام لتهتف بانفعال نـعم،نعـم عيب انتى هتعلميني العيب كانت عرفته امك ياختى قبل ما تاخد جوزي مني وبعدين ما هى باينه زى الشمس امك كأنت على قد حالها يبقى ايه ،قالت واحد غنى هيعيشنى هانم يبقى ليه لا؟. مرسمش عليه ويتجوزنى و أعيش هانم.
ثم اكملت حديثها ونظرت بشماتة قائله بس اهو ربنا خدها وملحقتش تتهني في العز
نظرت روح لها بألم وقالت بمرارة برضة يا مرات ابويا دة امى ما يصحش كدة
تكلم أخيرا عزمى اخوها وابن الهام الاكبر حتى ينهى الحوار لكن أنه رغم حجمه الضخم وهبتة فى البلد وسط الفلاحين الذى يخافون منة ولكن لا يرد كلمة لي امى ودائما يستمع لها وينفذ.. عزمى بلهجة امر...خلاص بس وانتى كمان ذى امك عيب تردى عليها
لتهفت روح سريعه محاولة شرح موقفها قائله بتبرير هو انا رديت ولا اتكلمت حتي
تطلعت فيه بعيون حاده مرددة بسخرية : لا ياختى ردى ما دة اللى ناقص يا بنت زينب
تدخل شاكر حتي يدافع عن روح فهو منذ توجدها هنا بالقصر قد بدأ يشعر انه قلب يدق لها بشدة، تحدث شاكر وهو ينظر لها قائلاً خلاص يا خالتى حقك عليا أنا،معلش بس حتي علشان الناس إللي برة
ليقول عزمى باقتضاب متحدث قائلاً قولهم يا شاكر دول مش درينين بنفسهم يالا يا روح على فوق أنتي كمان
لتنظر إليهم روح بيأس وحسره وتقول فى نفسها انها البداية فماذا بعد لتتحرك لتصعد سلالم القصر بحزن شديد علي والدها وعلي حالها، تقدمت نحو غرفتها لتقابل فى وجهها نعمة مساعده المنزل انها سيده حنونة معها وتعاملها بطبيه والذى تربت على يديها،قالت نعمة بحنية معلش يا بنتى متزعلش
هتفت روح بيأس وإحباط تردده بمرارة انا تعبت يا داده نعمه
أجابت نعمة عليها بود تعبتى ده ايه ماينفعش من اولها كدة،ده انتي لسه هتشوفي
تطلعت فيه بعيون دامعة لتقول بمرارة انتى بتوسينى ولا بتخوفينى منهم
هزت راسها برفض لتقول بجدية لا بعرفك اللى هيحصل ماينفعش تبقى ضعيفه كدة افتكري كلام ابوكي ليكى قبل ما يموت
ابتسمت ابتسامه دون حياه تردده بوهن ابويا هو فين ابويا ماخلاص راح وسبنى لوحدى هو كمان ذي ماما.
أقتربت منها تمسح علي كتفها وهي تتحدث كلماتها بعقلانية مش بأيده يا بنتى وبعدين دة يعينى عليا قبل ما يموت كان اخر كلمة قالها ماتضعفيش ليهم يا روح علشان كأن عارف أنه ده اللى هيحصل يبقى ايه ..خليكى قويه واسمعي كلامه
هدات روح قليلا تفكر في حديثها ثم قالت بدموع امل مرددا يـارب
روح ذات العيون الخضراء الحزينة دائما الذى تشد من ينظر لها والوجة بياض لون الثلج وملامح جميله جدآ لها جمال خاص والجسم متناسق والطول قصيرة القامة والشعر البنى وناعم وطويل لكن يغطى بالحجاب والسن 19سنة
===
زفر بقوه عزمى وهو يجلس أمام والدته بضيق شديد معاتب إياها بكلماته قائلاً اية يا امى مش قادرة تمسكى نفسك والعزاء شغال حتي.
تجاهلت والدته حديثها وهي تقول بلهجة أمر اسمع البت دى مش قادرة اشوفها اكتر من كدة
في بيتي
اتسعت عيناه عزمى بدهشة وقال بعدم فهم نعم يعنى اعمل اية؟. اطردها بره البيت ولا ايه عشان الناس تقول ايه علينا.
إجابته الهام وهي تصيح بغضب انا ما قلتش اطردها بس مش عاوزها قدامي من النهارده في البيت
عقد حاجبيه باستغراب واجاب عليها بحيرة ايوه يعني اعمل اية؟.
نظرت إليه بصمت عدد ثواني ثم هتفت بصوت قاسي دون نقاش تتجوز اول عريس يجلها جوزها على طول و خليها تغور من هنا
هتف عزمى باستنكار وصدمة تتجوز
قالت الهام بتأكيد علي حديثها بعدم مبالاه ايوه مالك اظن كدة الناس مش هتقول حاجة
هز رأسه عزمي متمتماً بحيره ايوه بس ابويا لسة ميت مش هينفع دلوقتى خالص
لتقول إلهام بصوت غاضب بشده عند سير زوجها بقسوة شديدة اديك قلت مات خلاص يعني مبقاش لي وجود في الدنيا
هتف عزمى بضيق مكتومة عيب يا ياما دة مهما كان ابويا برضه مينفعش تقولي عليه كده
جزت إلهام علي أسنانها بعنف ونهضت تفكر كيف نتخلص منها بـ اي ثمن حتي هتفت باقتراح طب بص بلاش فرح دلوقت خليه كتب كتاب على طول وتروح بيت جوزها من غير فرح وهيصه
نهض عزمي متقدم منها يهتف باستغراب فى اية اللى يسمع كدة يقول جايبه لها عريس
هزت راسها برفض قائله بصوت حاد لا انا بقول اول عريس يتقدم وافق على طول وبلاش فرح و هيصه عشان محدش يقول حاجه
تنهد عزمي مستغرب من إصرارها ليقول ياسلام فجاة كدة مش طايقها ما هى بقلها سنين هنا ايه الجديد يعني
صمتت لحظه باضطراب وقد تجمعت دموعها بداخل عينيها ونظرت إليه وهي تجيب عليه بشرود وصوت حزين اديك قلت سنين، سنين وانا كاتمه فى قلبى وساكته من ساعة ما دخل ابوك عليا بيها وقالي دي بنتى من مراتي التاني وهتعيش هنا غصب عني وسكت و رضيت بالأمر الواقع طول عمري بس خلاص مش قادره جبت اخرى حس بامك و ماشيها من هنا يا عزمي انا لو البنت دي فضلت شهر واحد بس هموت.
شعر عزمى بـ الاسي والاشفاق علي والدته لينظر إليها بحزن مرددا خلاص ياما هاعملك اللى انتى عايزة.
كان شاكر وقتها يجلس ويستمع للحوار كله بصمت وقلبه يصرخ بألم أنها لم تكن لغيره وهو الذى عشقها من اول مرة وقعت عيونه عليها،لذلك لابد أن يفعل المستحيل لتصبح إليه.
===
تنهدت روح وهي تتأمل الشوارع من النافذة غرفتها بشرود فقد ظلت منذ وفاه والدها منذ اسبوع تقريبا حبيسة إلى غرفتها دون أن يخاطبها أحد بكلمة، أو لم يردون الحديث معها فركت روح ذراعيها وهي تفكر متوترة بأنها بالكاد العيش خلال الأيام الماضية كم كان صعب عليها و والدها معها أم الان قد رحل.. لم تختلف طريقة الحوار كلام الجميع معها على الإطلاق بعد وفاة والدها فـ مزال الجميع يكرها ويحملها ذنب زواج والدتها به والدها السريه ،ولكن ما الذي كانت تنتظره منهم من الأساس؟
فهذا الزيجة المشؤوم والدتها بـ والدها ليس إلا صفقة بشعة في البدايه ضمنت فيها والدتها الحصول على الأمان لنفسها لأنها كانت تعيش وحيده ،وقد حصلت زينب والدتها فيها علي حب و راحه البال من والدها فهو احبها بشده وانتهي المطف بعد زواج استمر عشر سنوات بموت والدتها بمرض خبيثة فلن تنتظر منهم أي عرضا للمشاعر حتي لو مجرد اصتناع حبهم.
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر داخل غرفة نوم صغيره وهي خاصه بـ روح لتفتح عيونها الجميلة على ضوء الشمس وهي تتململ بالفراش بكسل وتنهض بجسدها نصف جلسه تسند رأسها للخلف علي الوساده،وهي أول شئ تتذكره وفاه والدها منذ خمس أيام لقول بحزن متمتمت برضا ربنا يرحمك يا بابا انتي وماما
ليرن بعدها هاتفها باسم فرح شقيقتها من الهام فهي تتعامل معاها بأسلوب طبيه وتحبها عكس رحمة الاخت الثانية، أقترب روح بيدها تمسك الهاتف أعلي الطاوله لتفتح الخط و تهتف بابتسامة الو يا فرح عامله ايه
أجابت عليها فرح بابتسامة هى الأخرى مرددة صحيتك ولا صاحيه من بدري
ردت روح وهي تتثاب بخمول لا لسه صاحيه
من شويه
توترت فرح قليلا وهي تتسال بشك طب عاملة اية دلوقتى
أجابت روح بتنهيدة الحمد الله
فرح بترقب صوتها بحذر متسائلة باستفهام يعنى ماما ماتكلمتش معاكى فى حاجة امبارح
صمتت روح تتذكر ما حدث أمس لتحول الابتسامة بهدوء وقالت بكذب لا مفيش اصلى نمت بدري امبارح
هتفت فرح بتنهيدة مبتعرفيش تكذبي يا روح
أغمضت عينها بقوه تردده بحزن خلاص يا فرح يعنى اعمل ايه ربنا يهديها ويبعدها عني.
شعرت فرح بحزنها تقول بهزار محاوله تغير الحديث معاكى حق اصل ماتبقاش إلهام أمي لو معملتش كدة
ابتسمت روح بنص ابتسامة وقالت معاكي حق
ابتسمت فرح لتقول باقتراح حتي تبعدها قليلاً عن والدتها قائله طب بقولك اية ماتعدى عليا النهاردة انا قاعدة لوحدى وجوزى مسافر
صمتت لحظه تفكر لتقول بتردد طب هشوف
قالت فرح بخفوت ماشى هستناكي متتاخريش عليا
===
بداخل مخزن كبير به فاكهه وعمال يحمله بضاعة الفاكهة التي سوف يتم بيعها إلي التجاره للشراء،وهذا المخزن خاص بـ عزمي.
ليعلي فجاه عزمى بصوت عالى قائلاً يالا يا رجالة شيلوا البضاعة بسرعة عشــ
وقبل أن يكمل حديثه أستمع عزمى صوت احد ينده عليه خلف منه،التفت بهدوء وتطلع متفاجا به شاكر اتفضل خير
صافحه شاكر بود قائلاً عامل اية يا عزمي
عقد حاجبيه باستفسار وهو يجيب علية الحمد لله كويس خير ان شاء الله فى حاجة
توتر شاكر قليلا وهز كتفه وقال خير أن شاء الله
نظر عزمى إليه بإستغراب مالك يا شاكر ما تقول عاوزه ايه علي الصبح كده قلقتني
هتفت شاكر بتردد وارتباك لا خالص الموضوع مفهوش قلق ولا حاجه
ليقول عزمي متمتماً بنفاذ صبر وبحده طب ما تقول في إيه
تنهد شاكر قليلا ثم قال هو مش هينفع هنا ممكن ندخل نتكلم جوه
هز رأسه بحيره وقال باستسلام طب تعالى جوه اتفضل
أومأ شاكر برأسه و دلف معه إلي داخل غرفه المكتب وجلس أمامه ليصمت شاكر بحرج وتوتر،تنهد عزمي قليلا بعدما سحب نفسا من الهواء ونظر شاكر بشك وقال وهو يجلس قول يا سيدى ايه الموضوع اللي موترك بالشكل ده؟.
نظر شاكر وتحدث بتردد وحذر ليقول هو بصراحة يعنى أنا عايز اتجوز
أبتسم عزمي متمتماً بسعاده بجد الف مبروك ومين العروسة حد نعرفه
اماء برأسه بالموافقه ليقول أيوه
عقد حاجبيه باستفهام متسائلا بجد و مين هي العروس؟.
ليهتف شاكر محاوله يستجمع شجاعته ليقول بوضوح اختك روح
اتسعت عيناه عزمى بصدمة وهتف بعدم تصديق مين؟.
يـتـبـع