2 غيرة و أسرار

و مضى الليل بساعاته و ريم تتقلب فوق فراشها تتمنى أن تغفو عيناها ولو لساعة واحدة ، حتى يهدأ عقلها ليأتى عليها الصباح فغادرت ريم الفراش تشعر بالضياع اكثر ، فغادرت الغرفة و اتجهت الى الردهة و جلست امام الشرفة تراقب السماء بشرود لتنتبه الى صوت عمتها تقول :
- ايه اللى صحاكى بدرى كدا يا ريم .

التفتت ريم و رسمت ابتسامة ودودة على وجهها و قالت :
- تلاقينى بس لسه متعوتش على الوقت هنا المهم حضرتك عاملة ايه .

تنهدت زينب و جلست بجانبها و ربتت على يدها و قالت :
- من ساعة ما وصلتى و عينكى بتهرب منى .

ارتبكت ريم وخفضت عيناها في محاولة منها للتهرب من حديث عمتها فقالت :
- انا ابدا انا .

ادركت زينب بقلبها ان ريم تخفى شيئا عنها فقالت و هى تحاول ان تطمئنها:
- اهدى يا ريم و اسمعينى انا عمتك زينب اللى بتحس بيكى من غير ما تتكلمى و تقراكى حتى لو عيشتى بعيد عن حضنى عمرك كله هفضل احسك بصى يا ريم وقت ما تحسى انك عوزة تتكلمى هتلاقينى اسمعك بقلبى زى زمان و افهمك .

ووقفت زينب و هى تربت على رأسها بحنان فاستوقفها صوت ريم الحزين تقول :
- انا انا هربانة من بابا يا عمتى .
-------------------------

جحظت عينا زينب و شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها حين أستقرت كلمات ريم بعقلها ، فجلست مرة اخرى و تركت الفرصة لريم لتفصح عما بداخلها دون ضغط ، لتخفض ريم عيناها ارضا تفرك راحتيها و اردفت قولها :
- انا مشيت و سبت المغرب ليا اسبوع و اتنقلت من مكان للتانى و من بلد للتانى ، علشان بابا ميقدرش يوصل لى و اتوه عنه و ميفكرش انى جيت مصر .

تملكت الدهشة من زينب فهى لا تصدق ما قالته ريم و هاجمتها الظنون و الاسئلة فقالت تحاول ان تمالك اعصابها :
- انا مش فاهمة يا ريم ليه هربتى اصلا و يعنى ايه اتنقلتى من بلد للتانى علشان ابوكى ميعرفش يوصلك ما تفهمينى يا بنتى ايه اللى يخليكى تسيبى ابوكى و تهربى .

احست ريم ان ما كبتته بداخلها طوال الفترة الماضية يهددها بالانفجار ، فأغمضت عيناها تتمنى ان تبتعد عنها تلك الصورة التى تهاجمها بضراوة لترتجف و هى عيناه ترمقها بنظراته العابثة التى لطالما كرهتها ، و احست انها تسمع فحيح صوته قرب اذنها يقول بصوته اللزج :
- هو انتى بتبعدى عنى ليه هو انتى لسه شيفانى غريب دا انا خطيبك و كلها حبة و نتجوز ، يعنى طاوعينى كدا علشان تاخدى عليا بقولك ايه لو مكسوفة و خايفة عمى يشوفنا تعالى اوضتى هنبقى براحتنا .

- انتفضت بقوة لاحظتها زينب فامتلأت نفسها بالقلق عليها و شعرت بارتعاشة جسدها ، فمدت يدها تتلمس اصابعها ليفاجئها ، تثلج اطرافها فاحتضنت كفها و اخذت تفرك به لعلها تفدئها ، لتصدمها ريم بشهقات متوالية تلاها انهيارها باكية لتسمع صوتها بصعوبة يقول :
- مكنش ينفع استنى معاهم اكتر من كدا خصوصاً بعد ما ما كان عاوز عاوز انا انا .

تملك الفزع من زينب لحالة الانهيار التى اصابت ريم فشددت من ذراعيها حولها و اخذت تتلو ايات القران لعلها تهدأ و تسكن ليأتيها صوت ريم من جديد يقول:
- كان لازم اهرب يا عمتو علشان انقذ نفسى بعد ما قالى عادى و فيها ايه لما نكون سوا .

تغضن جبين زينب فهى لم تعد تفهم شىء فقالت تسئل ريم لتوضح لها تلك الالغاز التى تلقيها على سمعها :
- طيب اهدي و فهمينى بالراحة هربتي ليه علشان انا معدتش فاهمة حاجة .

لم تدرى ريم بما تجيب عمتها فما عانته و مر عليها لهو من المستحيل ان تتفهمه او تصدقه ، و لكنها لم تجد امامها غير ان تفصح بكل ما هو حبيس بداخلها و يعذبها فسحبت نفسا تلو الاخر و قالت :
- انا مش عارفة ان كنتى هتصدقينى يا عمتو و لا لاء ، لكن عارفة ان اللي هقوله لحضرتك هيتسبب لك فأذى كبير ، اذى مكنتش احب ابدا انى اعرضك له و هقول لحضرتك انا هربت ليه و سبت بابا و جيت هنا ليه ، أنا هربت بعد ما فجأة لاقيت بابا بيتغير بيتحول لواحد أنا مش عرفاه و بقيت بخاف منه ، للأسف يا عمتو بابا اللي حضرتك كنتي تعرفيه راح ضاع و أختفى و اللي موجود واحد متعرفيهوش و مبقاش اخوكى و تقدري تعتبري إن أخوكي اللى كنتى عرفاه مات ، و اتخلق مكانه واحد متحبيش ابدا انك تعرفيه .

أنهمرت دموع ريم و أزداد ألم قلبها فضغطت فوقه و قالت :
- يمكن حضرتك و الكل فاكرين إن أنا كنت عايشة هناك معاه فسعادة و راحة و انه كان بيراعينى ، لا يا عمتو للأسف بابا رماني من أول ما وصلنا المغرب فمدرسة داخلي و راح اتجوز ، و كان كل اخر سنة بيستقبلني اسبوع و مكنش بيقضيه معايا لا دا كان بيسافر و يسبنى مع اى حد يرعانى من اللى شغالين عند مراته ، و لما طلبت منه يخلينى ارجع اعيش معاكى تانى كان بيرفض بشدة و بيهددنى انى لازم اسمع كلامه علشان ميغضبش عليا ، و أنا اتحملت بعده عنى و وحدتى بعيد عنكم و غربتى بعيد عن بلدى و حاولت اندمج و حاولت اصاحب حد يشاركني الوحدة اللي عيشاها ، بس ملاقتش الناس هناك طيبة بس انا معرفتش اكون صداقة مع حد لانى كنت حاسة انى غريبة وسطهم حاولت على قد ما اقدر بس فشلت فشغلت نفسى بالدراسة و جانبها بدأت اتعلم بالية و خبيت على بابا ، و رغم الصعوبة علشان سنى كان كبير الا انى قدرت انجح و اثبت انى فعلا مش فاشلة ، و فيوم كان في حفلة كبيرة تبع الدار اللى كنت عايشة فيها و انطلب منى اقدم فقرة من بحيرة البجع و اديتها ، و اتفاجأت ان كان في مدرب بالية روسى فالحفلة عجبه ادائى و طلب انى التحق بالمدرسة بتاعته هناك قدمت و طبعا من ورا بابا و اتمرنت معاه من البداية تانى و اسسنى صح و عمل حفلة مخصوص علشان يقدمنى للجمهور و نجحت لدرجة انى اتقدم لى دعوة انضم لفرقة بالية روسى ، كنت فاكرة انى خلاص لاقيت حياتى دراستى ناجحة فيها و هوايتى بس لا كل دا راح فغمضة عين ، لما بابا عرف قصدى مرات بابا اللي عرفت انى حققت انجاز قلبت بابا عليا و وقفت فطريقى و حرضت بابا عليا و هو انحاز ليها على حسابى انا و منعنى من البالية ، و قرر فجأة انى لازم ارجع اعيش معاه فبيته و مع مراته التى مكنتش بتسيب فرصة تعدى الا و تضايقنى فيها ، كرهتنى فنفسى و فحياتى لدرجة انها وصلتنى انى افكر فالانتحار ، متستغربيش ايوة انا فكرت كتير يا عمتى انى اموت نفسى و اخلص من حياتى .

استمعت زينب لما ترويه ريم بصدمة فهى حقا لم تعد تعرف شقيقها الذى تكلمت عنه ابنته و احست بالحزن لتغير اخيها هكذا ، و تمنت لو تستطع ارجاع الزمن و منعه من اخذ ريم معه و لكنها لن تستطيع فملامح ريم تنضح امامها بمعاناتها و كربها فتنهدت و قالت حين شعرت ان ريم تقع تحت ضغط كبير :
- قومى يا ريم تعالى ريحى جوا و كفايا كلام .

رفضت ريم و نظرت الى عمتها و قالت :
- سبينى يا عمتو اتكلم خلينى اشيل عن قلبى الحمل التقيل دا و صدقينى انا حاسه براحة و انا بتكلم معاكى ، انا كل اللى مر فحياتى و انا لوحدى مرمية بين المدارس الداخلى و دور الاقامة كوم و الفترة اللى روحت اعيش فيها مع بابا و مراته كانت كوم تانى ، كنت بشوف بابا بيتغير ادامى فاللحظة الواحدة مليون مرة اللحظة اللى كنت بلمح فيها حنيته كانت بتروح بسرعة و اشوفه بيقسى عليا اوى و من سنة و نص تقريبا او اقل يعنى اتغير تماما بقى بيعاملنى بحب و حنان ، لدرجة انه رجعنى اتمرن بالية تانى و بعدين فهمت سر التغير دا كان عاوزنى اتجوز اخو المدام بتاعته اللى من وقت ما شافنى و هو مش عارف يعيش من غيرى و مينفعش يبقى نفسه فحاجة و تتمنع منه .

عقدت زينب حاجبيها و نظرت الى ريم بصدمة فابتسمت ريم بسخرية و اردفت :
- مصدومة يا عمتو لا استنى لسه الصدمة جاية اصل انا كنت داخلة مزاجة اوى وعوزنى و هو اتعود اللى يشاور عليه يطوله و اللى يؤمر بيه البية لازم يتنفذ حتى لو كان اكبر مني بعشرين سنة ، و حتى موفقتي مكنش ليها اى اهمية عندهم لان من المفروض اني احمد ربنا على النعمة اللى هبقى فيها و افرح ان واحد زى بسام اتقدم ليه ، خصوصا انه يعتبر من اغنياء المغرب و طبعا انا فغربة و صمم بابا انى اتجوزه و رجع منعنى عن البالية و حدد معاه ميعاد كل حاجة كأنى نكرة ، حاولت اتقبله لكن معرفتش كنت كل ما اشوفه اخاف من نظراته ليا و لو قرب منى كنت بحس بغثيان و الامر اتطور منه و بدأ يتطاول عليا ، و لما روحت اشتكى لبابا قالى ان بسام بيحاول يقربنى منه علشان اتعود عليه و طالما الامر فالحدود يبقى مفيهاش حاجة لما يحضنى و لا يبوسنى ، كنت مصدومة من كلام بابا معايا فمراته حاسيت وقتها انى تايهة و مش لاقية نفسى و انى بضيع وقتها اتمنيت انى اكون معاكى علشان تحمينى منهم و تبعدى شرهم عنى ، اكتئبت و قفلت على نفسى و مكنتش بخرج من اوضتى الا فاضيق الحدود فضلت على الحال دا شهر لحد ما فيوم لاقيت بسام داخل عليا اوضتى و بكل بجاحة بيقولى ان واخد الاذن يقضى معايا الوقت بما انه اتفق مع بابا على ميعاد الجواز خلال ايام .

شهقت زينب و اتسعت عيناها من الصدمة فصاحت بغضب و قالت :
- مستحيل اللى بتحكى عنه دا يكون اخويا ابدا انا مش مصدقة مش مصدقة .

انهمرت دموع زينب فأغمضت ريم عيناها تعلم انها تسببت بالالم لعمتها و لكنها اصرت على استكمال حديثها حتى تنحى ذلك الجبل بعيدا عن صدرها فقالت بصوت مهزوم :
- وقتها كنت زى ما اكون مضروبة على راسى بصيت له و لاقيت نفسى بصرخ بطريقة هسترية و بقيت بكسر فكل حاجة بسام خاف من الحالة اللى وصلت لها ، و انهرت و لما فوقت لاقيت نفسى فمصحة نفسية مقفول عليا باب و مسجونة فيها و عرفت انى اتعرضت لانهيار عصبى شديد و ان بابا و مراته جبونى المصحة علشان اتعالج ، قعدت فالمصحة اربع شهور كنت ممنوعة من الزيارات و ان اى حد يجيلى لحد ما الدكتور قالى ان في زيادرة مهمة ليا و انى احتمال كبير اخرج من المستشفى ، انا كنت فاكرة ان اللى جاى يزورنى هو بابا لكن اتفاجأت انه بسام كان جاى يبلغنى ان بابا اخد شهادة رسمية من المصحة انى بعانى من مرض نفسى و انه ممكن لو مستكملتش العلاج اكون خطر على المحيطين بيا ، و ان الشهادة دى لو انا فضلت منشفة دماغى معاه هتخلينى اعيش عمرى كله فالمصحة و مشفش الدنيا تانى و قالى انه هيسبنى اسبوعين افكر براحتى و مشى ، و فجأة لاقيت الدكتور داخل عليا و بيقول لى انه سمع الكلام اللى قاله بسام علشان كدا هيساعدنى انى اهرب لانه حس انى اتظلمت بدخولى المصحة اللى بسام شريك فيها ، و تانى يوم لاقيت الدكتور جايبلى جواز سفر مزور و تذكرة سفر لفاس و قالى انى بعد ما اوصل فاس لازم افضل اتجول كذا مرة من مكان لمكان ، علشان ميتعرفش مكانى فين و فالاخر جيت انا بجد مش عارفة لو مكنتش صعبت على الدكتور و هربنى كنت هعمل ايه بيتهىء لى انى كنت اموت نفسى و اخلص .

حاولت زينب ان تهدأ و تتمالك اعصابها التى اثارتها اعترفات ريم فقالت تبعد عنها اى تفكير فالانتحار :
- استغفرى ربنا يا ريم و اياكى تجيبى السيرة دى على لسانك يعنى عاوزة بعد اللى شوفتيه دا كله فالاخر تنتحرى و تغضبى ربنا بصى انا عوزاكى تهدى و تطمنى انت خلاص بقيتى دلقتى فبيتك و صدقينى لا اخويا و لا الجن الارزق هيقدر يمسك طول ما انتى فحضنى .

تمنت ريم ان تصدق كلمات عمتها و لكنها تعلم ان بطش بسام اقوى من الجميع فنظرت الى عمتها بتقدير و قالت:
- ربنا ميحرمنيش منك يا عمتو .

تملك زينب غضب اعمى من تصرفات شقيقها و احست انها تتمنى لو ان تطال يداها عنق اخيها لازهقت روحه نظير ما فعله في ابنته ريم و تجمعت الدموع في عيناها و هى ترى الخوف المختفى داخل عينا ريم فقالت و هى تقف و تجذب ريم الي صدرها :
- متخافيش يا ريم ربنا كبير و هيقدرنى انى احافظ عليكى و صدقينى انا مش هسمح لاى حد فيهم انه يمسك طول مانا عيشة .
---------------------

و بالشركة حاول حسام ان يتابع عمله و لكنه لم يستطع فكلما طالع شاشة الحاسوب رأها امامه بعيناها المذعورة الدامعة ووجهها الشاحب فأغمض عينه لعله يستعد تركيزه ليعيد فتحهما مرة اخرى ليقف مغادرا مكتبه و وجد قدماه تأخذه الى مكتب نسرين ، التى ابتسمت له و هى تتابع عملها و قالت دون ان تبعد عينها عن الاوراق التى تدون فيها :
- سيادة المحاسب سايب شغله و مكتبه و بيعمل ايه فالعلاقات العامة .

ارتبك حسام و حمد الله انها لم ترى حالة التخبط التى تملكته ، فقال بعدما تغلب عليه قلبه و فضوله :
- إلا بنت خالك عاملة ايه النهاردة يا نسرين .

تركت نسرين القلم و رفعت عيناها التى حدقت به بنظرات تأكد حسام منها انها تشعر بحالته فازداد ارتباكه فادار وجهه عنها ليأتيه صوتها يقول:
- قصدك ريمي هى كويسة انما انت بتسئل ليه .

زفر حسام و اغمض عيناه و كتم بداخله ضيقه الغريب الذي اثارته نسرين بتحببها لريم ليتعجب من إحساسه هذا فقال بتردد :
- عادى يعنى يا نسرين طبيعى اسألك بعد ما شوفت حالتها يوم ما وصلت كانت عاملة إزاي .

تركت نسرين مكتبها و التفت حوله ووقفت امامه تحاصره بعيناها بريبة و قالت بصوت خفيض :
- يعنى دا سؤال برىء من اخو خطيبى عن بنت خالى و دا مجرد سؤال عادى بتطمن بيه عليها علشان كانت تعبانة .

تجهمت ملامح حسام و رفع حاجبه و نظر لها بسخط و قال لاسلوبها بالحديث معه :
- ايوة على فكرة و بلاش دماغك تاخدك لبعيد ، و لعلمك اى حد فمكانى كان هيسأل و يطمن.

لوت نسرين شفتيها و بداخلها تشعر بأنه يضمر شيء آخر بداخله فقالت :
- و ماله يا حسام أنا همشيه عادى و طبيعى و مش هخلى دماغى تاخدنى لبعيد ، رغم ان كلام ادهم عن حالتك المتغيرة والعصبية اليومين اللى فاتوا تخلى دماغى تسئل عن السبب .

ازدرد حسام لعابه فتحركت تفاحة ادم في حلقه دليل توتره فاتخذ خطواته ليغادر المكتب و هو يقول :
- ادهم دا انا هعلقوا علشان بيتكلم فاللى مالوش فيه ، و بعدين دا مكنش سؤال اللى هتعملوا عليه حكاية عموما انا غلطان انى سألت .

اسرعت نسرين و وقفت امامه و نظرت له بتمعن و قالت :
- حسام متزعلش من كلامى بس انا مش عوزاك تنسى ان في فحياتك واحدة انت مرتبط بيها ، فمينفعش بكل المقاييس انك تنشغل بريم هى مش بنت خالى و بس ، لا دى اغلى عندى من نفسى و اخاف من اهتمامك اللى شيفاه فعيونك و اللى لاحظه ادهم هى كمان تشوفه و تحسه و تتعلق بيك ، انا مش هرضى انها تتعلق بوهم او تنجرح و فنفس الوقت مش عاوزة اخسرك .

تلاشت الكلمات منه و تبخرت امام الحقيقة التى القتها نسرين امام وجهه و هى تذكره بهاجر فأحس بمشاعره تتخبط بقوة بداخل قلبه فأستدار بصمت مغادرا دون ان يجيبها يشعر ان عليه الهرب منها و من مواجهة نفسه .

------------------
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي