الفصل الثالث

اخذت تدور في المكتب ذهابا و ايابا ما عليها فعله ان لم تتحرك سوف تخسر حبيبها و تأخذه منها تلك الملعونة الاطالية انها تأتي كل سنة اجازة الى مصر و كل مرة تحاول الاقتراب من جاد و اخر محاولاتها عند طلبها منه زواج منها بحجة اخذ الجنسية المصرية لكنها تعلم انها ليست هذه نيتها بل تريد الاستولاء على جاد يجب ان تتحرك بسرعة لن تتحمل خسارته فهو ملجئها الوحيد

نظرت الى ساعتها لتراها تشير الى الثانية بعد منتصف الليل

اخرجت رأسها قليلا من نافذة ترى ان انتهى الحفل
ام لا لكن المكان كان خالي الا من الخدم الذين ينضفون اثار الحفل و طاولة تجلس عليها كلى من ميرفت و حازم الذي لم يتوقف بتغزل بميرفت طول السهرة فهو يحبها جدا و يعتبرها بمثابة امه المتوفاة
و صوفيا التي تلتسق بجاد و تتحدث معه في امور العمل

اما نور فقد اشتعلت عيناها من هذا المنظر لترفع هاتفها سريعا و ترن على جاد الذي ما ان راى اسمها انتفض فهو قد وعدها بان يتحدثو بعد انتهاء الحفل لكن قد نسى تماما

جاد: ايوه يا نور

نور بغضب غيرة حاولت كبته: اتصلت علشان اقولك مفيش داعي تتعب نفسك و تيجي علشان انا هنزل انام

جاد بأسف: اسف يا نوري والله نسيت تماما استنى دقيقتين و هكون عندك

نور و قد بدات الدماء تغلي في عروقها: نسيت اكيد هتنسى و معاك الاحسن و الافضل و الاجمل نور مين اصلا لي تفتكرها عموما ما قولتش ليك تعال انا داخلة نام

واغلقت الهاتف دون سماع الرد و ذهبت الى غرفتها و اندثرت تحت اغطيتها تستدعي النوم

نظر الى الهاتف بصدمة ل اول مرة تقدم على هذا تصرف و ماذا تقصد بالاحسن و الافضل و الاجمل
يا اللهي هل هيا بلفعل
تغاااااااااااااااااااااااااااار

جاء حازم من وراءه يقرصه قائلا: فيك يا عم انتا وصلت لحد فين

ضحك جاد بصوت مسموع و قال: هحكيلك بعدين عاوز ايه دلوقي

حازم بضجر: مين هيوصل صحبتك السحلية الصحراء دي

جاد بستغراب: عادي يعني زي ما جبتها رجعها

حازم بردح: لا ونتا صادق لا بقولك انا راجل عندي المرارة و مريض مش بستحمل السهوكة الزايدة

جاد يريد دخول الى نور كي يراضيها قبل نومها لكن يجب ان يوصل صوفيا الى مقر سكنها و هوا يعلم حازم ان رفض فعل شيئ لن يفعله و لو بقطع رأسه
زفر بقوة: طب يلا يا عشان نمشي

حازم بتعب: امشي امشي فين يا برنس ده انا تفشخت نهاردة انا قولت للمزة لشغالة عندك تجهزلي اوضتي بي فوق تثأب ثم اردف و احتمال اقعد ايام هنا

جاد: على اساس انك وحدك كنت بتشتغل الايام دي منا مفحوت معاك يا وزبالة و تقعد عندي ايام ليه

حازم و هوا يذهب: ابدا اصل مشوار من بيتك لشركة اقرب

جاد: عيل بارد صحيح

حازم من بعيد: حبيبي يا جوجو تسلم

طالعه بنصف عين قبل ان يذهب الى صوفيا لينقلها: يلا يا صوفيا علشان اوصلك

صوفيا و قد شحب لونها من الحرج: توصلني فين

جاد بتعب: لمكان اقامتك يا صوفيا بسرعة علشان تعبان

صوفيا بتوتر: ااص اصلل

انقذها قدوم ميرفت قائلة بتبرم: صوفيا اوضتك جاهزة اتفضلي علشان ترتاحي الوقت تأخر

نظر جاد بستغراب لوالدته لتهتف صوفيا سريعا: اصل طنط ميرفت عزمت عليا اني اقعد فترة ايقامتي هنا مع اني رفضت بس هيا اصرت و انا مارضيتش اكسر بخاطرها حملت حقيبتها مردفة عن اذنكم هطلع ارتاح

ذهبت ليقول جاد و هوا يمسح على وجهه بعصبية: الله بسامحك يا امي ايه لي خلاك تعزمي عليها منتي عارفة تصرفات صوفيا عاملة زاي و علاقتها بنور عاملة زاي انا مصدقت نقرب شوية

ميرفت بصدمة: والله يا بنتي انا لا عزمت عليها و لا اصريت انا بس سألتها انتي هتقعدي فين قالت شنطتها في عربية حازم انا فكرت انك انت لي عزمها

جاد بزهق: عزمها اين بس انا اصلا معرفش انها جت الى قبل الحفلة بدقيقتين

زفر بقوة قائلا: يارب يعدي الاسبوع ده على خير

نظرت له ميرفت ببتسامة شماتة: اسبوع ايه يا حبيبي هيا ناوية المرة دي تستقر فمصر و اكيد هتماطل علشان الورق وكده و متقدرش تأجر او تشتري بيت الى بعد ما طلع الاقامة و الموضوع ده هياخد يجي ثلاث اربع شهور و بعدها دخلت في نوبة ضحك

جاد بصدمة: نعم ثلاث اربع شهور ايه بس امي انتي ما تعرفيش نور و جنانها ده غير اني خايف عليها تدخل في حالتها تاني من عمايل صوفيا

ميرفت وقد اصبح وجهها احمر من ضحك: ااااه يابني ده نتا هتشوف ايام سودة على ايد نوري
ههههههههههههه دي هتسويك على الجوانب

جاد وقد اطلق ضحكة قلة حيلة قائلا: اكتر من من كده انا هتحرق تصبحي على خير يا امي

تمالكت ميرفت نفسها قائلة: و نتا من اهلو يا حبيبي

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في مكان اخر في احدى القرى البعيدة

كان يجلس رجل عجوز في العقد سابع من عمره تظهر عليه القسوة في وجهه وهو احد كبائر القرية
ليصدمه دخول الغفير يقول بلهفة و صراخ

الغفير: الحق يا بيه في واحد بره بيجول ان جابلك خبر على بنت الغزية الضايعة

الحاج حمد: مين راجل ديه

الغفير: معارفش يا حاج بس هوا ظاهر عليه انه من من خلاجاته انه مش من هني

الحاج حامد: دخله بسرعة جبل ما يروح منينا

بعد قائق دخل رجل في منتصف الثلاثين يرتدي بدلة سوداء و يضع نظرات شمس هاتفه الحاج حامد قائلا بصوته الغليظ: انت مين و ايه لي عرفك بطريجي

ابتسم الرجل ابتسامة ملتوية وراح يسرد عليه ما يعرفه

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في صباح يوم جديد في قصر جاد كان الهدوء ما يسيطر على المكان يقطع صمته تمتمات و همسات الخدمين وهم يقومون بأعمالهم

خرجت نور من غرفتها بعد ما انتهت من تغير ثيابها الى Uniform الخادمين و اتجهت الى المطبخ

قالت بوجه مجهم و بإقتضاب: صباح الخير

لم تهتم و لم تفكر كثيرا بعدم رد احدا عليها تعرف ان الجميع يكرهها هنا لكنها لم يكن لديها فكرة لما انها لا تإذي احد و مطيعة و حتى انها لطيفة مع الجميع
لكنها لا تعرف ان كل هذا الكره بسبب لطافتها الزائدة او نقول غيرة و حسد

لكنها كا العادة لم تأبه بأحد و باشرت اعداد فطور جاد و ميرفت المفضل
اعدت اوملات بالخضروات الى جاد اما ميرفت فقد صنعت لها بان كيك بالفواكه
فكرت نور ان تزيل غيرتها جانبا و تحاول كسب جاد اليها قبل ان تخطفه منها تلك الاطالية انها تمقتها بشدة صاحبة ارجل النعامة

استفاقت عند سماعها دخول الخادمة
قائلة: يلا بسرعة حطو الفطار صحيو

لتذهب نور سريعا تغير ملابسها فلا تريد ان يرها بهذا زي تعلم انه يغضب كثيرا ارتدت فستان رقيق باللون الارجواني زادها لطافة و ناسب بشرتها البيضاء الناعمة
و فردت شعرها الطويل يتسرسل على ظهرها بروعة ليصل طوله الى بعد ظهرها بلونه الاشقر الغامق
وضعت قليل من الكحل و الماسكرا لتظهر جمال عيناها الفيروزتين الكبيرة و رموشها طويلة و القليل من ملمع السفاه بلون الوردي الفاتح
واكملت طلتها بسندل به كعب صغير لا يتجاوز طوله اثنان سانتي بلون الخردل
فكانت بالحق احدى اميرات خرجت من كتاب اسطوري
نظرت الى نفسها في المرآة مخاطبة نفسها: اهو كده هتمي فنفسك شوية و نتي على طول واقفة قدامو بهدومك المبهدلة وشك الاصفر ابتسمت لنفسها و كادت تخرج لكن عادت سريعا ترش على نفسها عطرها المفضل برائحة الفراولة المنعشة
وغادرت سريعا الا المطبخ اخذت الاطباق و ذهب الى غرفة الصفرة ببتسامة لطيفة

لكن ابتسامتها سقطت ما ان رأت من تحتل مقعدها الذي بجانب الايسر لجاد وهو من يترأس الطاولة لكن حاولت ان لا تبين لها اهتزازها فأعادت ابتسامتها قائلا: صباح الفل

اشرقت ملامح جاد ما ان سمع صوتها و صدم عند وقوع عيناه عليها يا اللهي هل تنوي قتلي بنوبة قلبية ما كل هذا الجمال خرج صوته بخفوت قائلا: يصباح الجمال
لم يلتقط احد كلامته غيرها عند ميلانها لتضع له طبقه المفضل على الفطور
لتبتسم بخجل و انتصار لكن لم تعقب على الامر قائلة بمرح: طب بذمتكم في حد مدلعكم كده زيي

ضحكت ميرفت قائلة: الحقيقة لا والله بقالي كام يوم نفسي في الكاب كيك و كل مره احب اطلبو بنساه تسلملي ايدك يا حبيبتي

ليقول حازم بتبرم: هوا انا ابن البطة سودة يعني مفيش ولا حتى زتوناية ليا انا

ضحكت نور قائلا: معلش يا زومة ما كنتش عارفة انك هنا بس ولا يهمك احلى غدى لاحلى زومة في دنيا انتا بس تعالى

قال حازم: اجي فين انا رايح اساسا الشغل النهاردة اجازة ايه رايك نطلع نغير جو انا تخنقت من جو الشغل

ابتسمت نور بسعادة: طب تصدق انا كمان نفسي اخرج بببس.... و اشارت بعينيها الى جاد الذي كان مؤخوذ برائحة عطرها و شعرها الذي يتحرك بفعل حديثها وكانت لا تزال تقف بجواره لكن استفاق على تلك الزيتونة الذي ضربت جبهته ليتطلع حوله بإستعاب لي يرى نور تحاول كتم ضحكتها هيا و ميرفت و حازم ينظر له ببراءة

حازم: ايه جوجو سرحان ف إيه ده انا صوتي راح و انا بنادي عليك

نظر له جاد بغضب و قال بجز على اسنانه: يا حيون مية مرة قولتلك ما تقوليش جوجو دي تاني علشان و نعمة هربيك

قال حازم ببتسامة صفراء: خلاص يا عم ملكش في طيب نصيب الحق عليا لي بدلعك المهم بقا انا اجازة من الشغل نهاردة وو....

ليقاطعه جاد: مين ده لي اجازة و مين سمحلك اصلا

حازم بإمتعاض: لا بقا مهو انا مش آلة اشتغل 24 سا ده انا بقالي ست شهور ما اخدتش اجازة و بعد مجهود الجبار لي انا عملتو الشهور دي من حقي رتاح

جاد بملل: خلاص خد اجازة اسبوع يا جبار

تهلهلت اساريره :روح يا شيخ ربنا يناولك لي في قالك يارب و غمز له و هوا يشير بنور بعينيه

جاد بضحك: تصدق يلا اول مرة تقول و تعمل حاجة مفيدة

ضحكت ميرفت قائلة: نور حبيبتي انتي ما تعبتيش و انتي واقفة زي صنم كده ما تقعدي و افطري

نور بأحتجاج: لا يا طنط مش...

ليهف جاد بصرامة: نور اسمعي كلام

نور نفخت خديها بغيظ: هو انت عيلة علشان تقولي اسمعي كلام

نظر اليها ببتسامة صفراء: اه عيلة و يلا بسرعة علشان اما كمان اجازة الاسبوع ده علشان نختار نقضيه فين

لمعت عينان نور: احلف

جاد بضحك: اجلف ايه يا نور ربنا يهديكي هوا انا عيل يلا بسرعة

نور بسعادة: طب والله انت اجدع واحد فيكي يا مصر

حازم: لا والله يا جزمة مش على اساس من شوية كنت هفسحك

ضحك نور و هيا تتجه الى ناحية مكان جلوس صوفيا: طب ولا تزعل انت اجدع واحد فيك يا محافظة

نقلت عينها الى صوفيا التي تأكل ملتزمة الصمت منذ جلوسها لتقول نور: ممكن تنقلي

تسلطت طل الانظار عليها لتهتف صوفيا: نعم

لتعيد نور قائلة: انقلي علشان ده مكاني انا ونتي اخدتيه من غير ما تسألني

نظرت لها صوفيا بسخرية: ايه شغل العيال ده هوا مفيش كراسي غير ده

نور: لو مريحك كرسي خديه معاكي ناا عاوزة مكاني

قال جاد: خلاص يا نور اقعدي ف اي مكان مش فارقة

نور و بنبرة بكاء و قد ظهرت طفلة بريئة سرق احدهم لعبتها: لا انا عاوزة مكاني انا ديما بقعد هنا تقعد هيا في اي مكان اشمعنى مكاني

قالت ميرفت بعقل: معليش يا نوري تعالي اقعدي جنبي هوا دلوقتي بس و فالغدى ارجعي لمكانك

لتهز رأسها بعنف قائلة: لا ده مكاني و مش هسمحلها تاخدو

الموضوع عند نور مش مجرد كرسي اخدتو منها هيا عارفة كويس ان صوفيا هتعمل المستحيل علشان تاخد مكانها فقلب جاد و لهذا تريد ان تبين لها ان مكان قلبه الذي هوا على يساره تماما مثل موضع المكان على يسار طاولة ملهل هيا و ستحارب ليضل مكانها وحدها

نظرت اليها صوفيا بنتصار فهي تعرف معنى قول نوري بمكاني لكنها انها خصم ليس بهين

لكن انمحت نظرات النصر سريعا من عين صوفيا عند قول جاد موجها لها الكلام: معليش يا صوفيا انقلي انتي جنب امي انتي عارفة نور عنيدة

لترجع نظرات النصر تلك لأعين النور و تنظر لها بشماتة و كأنها تقول ارأيتي انه مكاني انا

ابتسمت صوفيا بتصنع قائلة: اه عارفة بس ما كنتش اتصور انها تعند على حتت كرسي كده زي العيال

قالت لها نوري ببتسامة صفراء هيا تجلس فوق مقعدها قائلة : معلش بقا يطنط حكم سن بقا شايفة لقدامك عيال اه صحيح انتي تميتي 33 شهؤ لفات صح

لتقوب صوفيا بضحكة متوترة: 33 ايه يا نور دمك خفيف اوي انا تميت 28 بس

ضحكت نور بإستهزاء: ههه ايه ده معقولة رجعتي لورى بخمس سنين انتي بتصغري و لا بتكبري

ميرفت وحازم كانو يكتمون ضحكتهم بصعوبة انا جاد كان ينظر لها بهيام

لتهزه نور من يده قائلة بدلال : جادو انا عاوزة اروح الساحل

قالت صوفيا بإستهزاء:نروح ساحل ده ايه ده بدل ما تقولي نسافر على مالديف ولا نروح جزر ايطاليا الاماكن هناك جنان

قالت نور بحنق: ونتي مالك انتي انا عاوزة اروح ساحل لتتغير نبرتها الى دلال: اصلا لنا جاد عندنا ذكريات فيها مع بعض

جاد: لتؤمر بيه ست نور يتنفذ حالا

ابتسمت له بحب ليبادلها الابتسامة

تحت انظار تلك الحية
يبدو ان مهمتها ليست سهلة في ظل وجود طفلة ماكرة مثل نور بس الشاطر هوا لي بيضحك في الاخر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي