4

الفصل الرابع
و فعلا خرجت الفتاة و لم يسمع بعد ذلك عن أي شيء وفي المساء جاء ماجد بيك و هو يضع سيجاره الفخم في فمه وكالعادة لم ينتبه أحد لغياب الفتاة فالأم نائمة وتضع قناعا لشد الوجه
و الأب ذهب للنوم مبكرا لأنه سيعاود الخروج إلى عشيقته هذا ماسمعه سعد عندما تحدث معها على جواله في المطبخ .



تفاجئ سعد بكل هذا التشتت ، أم لا يهمها إلا المظاهر الكاذبة لتلغي عقدة النقص التي ولدها الزوج الغني عندها مهملة لعائلتها و لاتعرف عنهم شيئا
و أب متصابي يبحث في هذا العمر عن العشق و هو زوج و أب ناهيك عن أنه ليس صغيرا بالسن .




سكن الجميع إلى أن صرخت الخادمة :سيدتي سيدتي الأنسة الصغيرة ليست بغرفتها خرجت لأبدل لهاشراشف غرفتها و لم أجدها هناك و هي ليست في اي ركن من البيت



رشا : ماذا ماذا تقولين ؟

صاحت: ماجد ماجد يا إلهي ....تعال بسرعة أرجوك ماجد حلا ليست في البيت
هرع ماجد عند ماسمع كلامها و قال : أين ابنتك يا خانم أيتها الأم الفاضلة


رشا : يوووه لا يهمك إلا أن توقع اللوم علي ابنتك ليست هنا افعل شيئا



فاتصل بها ولكن جوالها ليس في نطاق التغطية
ياللهول أين هي ؟!
اتصلوا يالشرطة و حضر المحقق و استفسر عن مواصفاتها و أخذ المعلومات المطلوبة و قال لهم : لا نستطيع أن نعتبرها مفقودة قبل 48 ساعة.

قالت الأم : أرجوك افعل شيئا أنا لن أتحمل وقت طويل .




لقد أسف سعد و كان يريد أ يخبرهم بأنه رأها تتحدث على جوالها مع احد ليس رفيقتها كما ادعت

ثم تتذكر أمها أنها قالت انها ذهبت مع صديقتها فاتصلت بكل صديقاتها لكنها لم تكن عند أي منهن



قالت رشا : ويل قلبي ماذا سنفغل أين البنت أين حلا يا ماجد .

ماجد : سننتظر المحقق و نبحث نحن أيضا

مضى على غياب الفتاة يوم كامل و لم تظهر و الأسرة كانت قلقة عليها .



منظر الأم أحزن سعد كثيرا جدا و لكنه لا يعرف كيف سيخبرهم بأنها خرجت مع شاب و ليس مع فتاة

و في بعد مضي ليلة قاسية على العائلة وضعت الخادمة الطعام و روائح الأكل اللذيذة بدأت تتصاعد إلى أنف سعد الذي مات جوعا و بدات تزقزق عصافير بطنه


فتخيل نفسه ينزل إليهم بسرعة و يجلس معهم فورا و يأكل كل طعامهم .



ثم تخيل ردود أفعالهم معه
ضحك ضحكة هادئة مع نفسه خوفا من ان يسمعوه
و في تلك الأثناء وصل المحقق و عنصرين من الشرطة ليحققا في أمر اختفاء الفتاة




هنا ابتلع سعد لعابه و صمت صمتا طويلا'' خشية أن يكتشف أمره و يقبض عليه من أول محاولة .




حقق الشرطي مع الجميع و دون إفاداتهم و انصرف




وفي المساء عاود الاتصال و طلب منهم المجيء اليه فورا .




اتجه الجميع إلى المحقق بقلق شديد فنزل سعد و تناول وجبة سريعة واتجه مسرعا إلى هدفه فسرق اسورة واحدة ومبلغ مئة ألف كان بوسعه ان يأخذ كل شيء لكنه لم يرد ان يؤذيهم أكثر فهو يعتقد أنه شاركهم جزءا من حياتهم وبالمثل العامي صار بينه و بينهم خبز و ملح .





و بينما هو يتوجه إلى باب الحديقة الخلفي ليهرب بما سرق إلا أنه عاد إلى العلية بعد أن ملأ القنينة بالماء و أخذ بعض الأطعمة ليمنع جوعه في الأعلى



قال لنفسه : لن أغادر قبل ان أطمأن على مصير الفتاة و سأخرج ليلا و هم نائمون




بعد قليل عادوا و معهم الفتاة و هي تبكي و الكل يلومها .



ماجد بيك : سببت لي الفضيحة ألا تخجلين من نفسك

رشا : يا خسارة تربيتي فيك أهذا ما أستحقه منك سحقا لي و لك

حلا : أنا أحبه

ماجد بيك : وهل الحب يعني خيانة الأهل لأجل من نحب ثم لم تخبرينا بأنك عاشقة و تحبين ذلك الوغد


رشا و بكاء الفتاة يقطع قلبها : هل أنت مرتاحة بعد ان خدعك و هرب

حلا : كنت أظن أنه يحبني فعلا و أن سيصون نفسي التي أطاعته لكنه تخلى عني.


ماجد بيك : غدا سنذهب إلى طبيب في مدينة اخرى لنعيد الأمور إلى نصابها ولا من شاف و لا من دري . و لكن بعد اليوم سيكون الحساب عسيرا





فهم سعد ان الفتاة الحمقاء تعرضت للاغتصاب من ذلك الشاب الذي كلمته يومها و غدر بها ثم هرب





و علم أن المال لم يكن سبب سعادة في هذه العائلة الغنية المشتتة رغم توفره بشدة






انتهى الأسبوع في بيت ماجد بيك و حقق هدفه بنجاح و غادرهم في الليل و قبل أن يخرج لبس الكفين و كنب لهم عبارة على ورقة كانت قد وضعت على طاولة في المطبخ : لم يصنع المال السعادة في عائلة مشتتة و لا تهتم إلا بالمظاهر ، شكرا على استضافتي بينكم و سامحوني.






ثم انطلق باتجاه بيت ورد و التقى به و أخبره بما جرى معه

فضحك ورد بشدة و قال له : كم أنت احمق العواطف لا تنفع في عملنا






قال سعد : كانت تجربة جميلة و صعبة وخطرة جدا

ورد: جهز نفسك للمرة الثانية سأخبرك بالمكان الثاني بعد يومين




سعد : و ما هي مشاريعك حاليا

ورد : جهز نفسك لنستمتع
نظر إليه سعد باندهاش و هز رأسه موافقا
ليلتها رافق ورد سعد إلى الملهى القريب و جلسا على طاولة و طلب كل ما يشتهيان من طعام




صدم سعد بأنه دخل ملهى ليلي و رأى هناك راقصة شبه عارية بملابس رقصها و أناس كثر ترتدي نساءهن أقصر الثياب

سعد : ويحك ماهذا المكان

ورد : راقب فقط هذه الناس تمتلك أموالا كثيرة




سنفرح من جهة و هنا سنجد فريستنا الجديدة هل فهمت .


سعد بوجه تملأه تعابير الاستغراب : اه فهمتك

ورد : راقبني و إياك أن تفغل مثلي فقط راقب.

ثم قام و بدأ يرمي قطعا نقدية على الراقصة و يحيي الحضور.


كان سعد مذهولا : يقولون أن مال الحرام يذهب هباء بهباء و هذا ما أراه عند ورد
أنا لن أفعل فعله فاخواتي أحق بهذه النقود .


عاد إليه ورد و تناولا أصناف الطعام الكثيرة و تحدثا مطولا عن مخططات قادمة




و بين شد و ارتخاء
اقتربت منهما الراقصة لوليتا التي وقفت قربهما تحمل كأسا و تنظر إلى سعد نظرة لعوب و تضحك ضحكات عالية متواترة لا تحمل الأدب فيها اطلاقا
فأشاح سعد وجهه عنها فقد كانت المرة الأولى التي يرى فيها امرأة شبه عارية




و تذكر في تلك اللحظة مناظر النساء التي كان يراها أغلبهن يرتدين جلبابا طويلا و يضعن مايستر رأسهن .



نزغ تلك الذكرى بسرعة و نظر إلى ورد
و قال له : يجب أن نذهب
ورد : انتظر يارجل

لوليتا : من هذا الوسيم الخجول أهو أخوك يا ورد
و أطلقت ضحكة عاهرة من ثغرها الجميل.

ورد : لا أنه صديقي من القرية

لوليتا : إنه وسيم جدا ما اسمه ؟.

شعر سعد بالامتعاض و بقي يراقب فقط




ورد : سعد ، اسمه سعد جاء يبحث عن عمل هنا

لوليتا : هل تعمل معي هههه هنا

سعد و شرارات الاستغراب تملأ سحنته: هنا و ماذا سأفعل هنا .


لوليتا : هلا صعدت معي إلى فوق لأعلمك ماذا ستفعل .. يا إلهي كم أنت وسيم .
كانت حركات جسدها تكاد تقنعهبالصعود إلا أنه قال في نفسه : أستغفر الله العظيم .

قاطعها ورد : لا لا شكرا نحن راحلون الآن ، هيا بنا سعد .

لوليتا: أرجوك لا تكن قاسيا يا ورد
نهض ورد ثم سعد و قالا لها: سنعود لاحقا .



خرجا من الملهى و صمت سعد تماما لمدة عشر دقائق ثم قال : على فكرة ارتيادك لهذا المكان سيضيع تعبك تماما



ورد : اهدئ ، إنني لا آتي إلى هنا إلا لالتقاط الفرائس الغنية التائهة هنا في هذا المكان .


صمت قليلا و تابعا سيرهما ثم قال : ما رأيك بفريستك الجديدة

سعد: لم أفهم

ورد : الراقصة لوليتا من أكثر الراقصات شهرة في المنطقة مطلوبة في كل المناسبات غنية جدا يعني ممن يقال عنها بتلعب بالمصاري لعب
جد طريقة لتعرف عنها أكثر و عن بيتها .



سعد: يا إلهي إنك داهية يا ورد.

ورد : استمتع بعطلتك غدا ثم جهز نفسك بعد غد لتنفيذ المهمة الجديدة .

سعد : حسنا


بعد أن وصلا بيت ورد نام سعد بسرعة و تبعه ورد بعد أن شرب كأس شاي .

و في الصباح انطلق ورد إلى مخططاته و ترك سعد نائما'' بعد أن ترك له نسخة من مفتاح باب البيت .



و في الساعة التاسعة صباحا'' استيقظ سعد و وجد مفتاحا وضع على ورقة كتب عليها : ( هذه نسختك من مفتاح البيت تناول فطورك سأعود مساء) .



تثاءب سعد و قام بتكاسل عن السرير و غسل وجهه ثم دخل المطبخ و تناول الطعام و ضحك و قال بصوت عال : لم أعد أتحمل هذه الأصناف من الطعام لقد تعودت على طعام آل ماجد بيك هههه لقد اشتقت لعليتهم هههه .




ثم فكر بأن العليه ستكون طريقته الخاصة في الوصول إلى غايته .

-تلك الراقصة هل تملك علية يا ترى في منزلها ؟ هههههه.





ثم انطلق يمشي خارجا و ينظر إلى الناس في الشارع و عندما وصل إلى الكراج سأل عن ابن قريته سيف و وضع مبلغا لأختيه في حوزته مع رساله و أخبره بأن يسلمها ليد أخته الكبرى حصرا.





ثم تابع مشيه و فجاة رأى العم أبومحمد بائع الفول يقف عند الرصيف فهرع ليسلم عليه




سعد : مرحبا عمي كيف حالك أتذكرني أنا سعد

العم أبو محمد : اعذر كبر السن يا ولدي

سعد : لقد ساعدتني في ايجاد عمل عند صديقك صهيب أتتذكر


أبو محمد: آه أجل أجل كيف هي أمورك يا ولدي طمئني عنك

سعد : للأسف تركت العمل عنده بسبب خطأ مني لم يغفره لي يومها.
عملت في العتالة فترة ثم تركت لكن أموري بخير.

أبو محمد : اللهم وفق عبدك سعد بما يرضيك

سعد: سررت لرؤيتك ادع لي يا عماه وداعا.


ثم افترقا .

و استمر سعد بالمشي و المشي
لكنه لم يجد نفسه إلا و صار قرب ذلك الملهى فدخل إليه و جلس على طاولة و طلب شرابا.





سأل النادل عن لوليتا فقال له بأنها لم تحضر اليوم وربما تأتي في المساء .

سعد : هل لك أن تخبرني بمكان سكنها فأنا أحتاجها في أمر ضروري

النادل : إنها تسكن في شارع الوليد في شقة في منطقة بعيدة عن الناس نوعا ما إسأل هناك سيدلك اي شخص عليها.




شكر النادل ثم وضع مبلغا من المال على الطاولة و خرج باتجاه العنوان



و فعلا سأل عنها و استدل على المنزل و هناك وجد انه بيت كبير له حديقة و مساحته واسعة .




و قرر أن لا يضيع الوقت و سيحضر غدا بملابس عامل التنظيفات من اضافة شنب مستعار لأن لوليتا قد تعرفه فورا




عاد إلى المنزل و هو يحمل بعض الخضار و المعلبات التي اشتراها
وفي طريق العودة شاهد رجلا عجوزا معاقا يحاول قطع الطريق .




فترك الأغراض جانبا و ساعده فدعا الرجل له قائلا : اللة يحميك من عين العدا و ينقذك من كل كرب بتوقع فيه .
استغرب سعد طبيعة هذا الدعاء .
و حمل أغراضه و تابع طريقه .




و في المنزل دخل المطبخ وجهز الطعام ثم دخل الغرفة و نام .
و استيقظ عصرا على صوت غناء ورد



قال ورد : انهض و اجلس معي يا كسول .

سعد: هل تناولت طعامك .

ورد : أجل هيا قم و شاركني شرب الشاي


وبينما هما يتداولان أطراف الحديث خطر على بال سعد أن يسأله : حدثني يا ورد عن حياتك العاطفية ألم تقع في الحب



صدم سؤاله وردا فصمت قليلا ثم قال: قصتي طويلة جدا
سعد : كلي أذان صاغية
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي