14

" ما سر الفتاة الشبح؟
هل لها علاقة بالحريق الذي نشب في القرية؟
أيمكنك معرفة الفاعل؟
ماذا عن الوباء الذي فتك بالملاين
أسببه عودة مصاصي الدماء؟
هل هنالك حقا وجود لمصاصي الدماء؟"
سألت مالينا بسرعة تكاد تلفظ الأحرف صحيحة.
صمت الرجل لوهلة ثم حدق بها و قال و هو مغمض عينيه و قد بدأ يرتعش قليلا:
" هنالك خطر سيحل بثلاثة منكم و رابعكم ستصيبه لعنة ستجعله يتخبط في متاهات العشق و أنت إياك و الركض وراء سراب تعلمين أنه لن يدوم لك "
قالها ثم فتح عينيه.

" لكن يا سيدي أنا لم أفهم شيئا"
ردت مالينا و هي تضع يدها على رأسها تحك فروة رأسها ببطء.

" إنتهى و قتكما"
قال الرجل طارد الأرواح ثم أمرهم بالخروج سريعا.
لم يكن أمام مالينا خيار سوى الرحيل و التفكير فيما قاله لها، رغم أنها لم تفقه في حديثه شيئا.








" آنستي ما قاله هو يعد نبوءة أي أنه كتحذير لأمر سيحدث قريبا"
قالت أوكيا و هي تسير على بعد خطوتين من مالينا كانتا عائدتين إلي المخيم، لقد خاب جميع أملها بعد مقابلتها لذلك الرجل لم يجب على أسئلتها هي لا تزال في حيرة من أمرها.

" تاركو إستيقظي"
قال مايكل و هو يضع الحليب بالقرب من تاركو التي كانت نائمة لأكثر من نصف يوم.

نهضت تاركو خائفة تصرخ و تقول بأعلى صوتها:
" أرجوك إبتعد عني"
وقف مايكل بسرعة و خطى للخلف خطوتين و نظر إليها مجددا، لاحظ عينيها و الهالات السوداء التي تحيط بها،
التعب و الإرهاق يبدوان بينين عليها، كانت و كأنها رأت شبحا.
" تماسك"
همس مايكل و هو يقترب ببطء و حذر صوب تاركو التي كانت تنحب وتضم ساقيها إلي صدرها.
" ما الذي فعل بك هذا؟"
سأل مايكل ثم جلس على الفراش بقربها.

سمعت تاركو صوت إيس يناديها رفعت عينيها و هى تتمنى الموت في كل نفس تتنفسه.
" إياك و التفوه بحرف عما حدث"
همس هو بينما يداعب خصلات شعرها المتدلية.
لم يكن مايكل قادرا على رؤيته، فنظرت تاركو إليه ثم بلعت بصعوبة ريقها و قالت:
" لقد كان كابوسا"
إقترب منها مايكل ثم قال:
"أهذا من فعل السحرة أم مصاصي دماء؟"
فتحت تاركو عينيها بحجم دلو ضخم حينما سمعت لفظ مصاص دماء، تمتمت و لم تعد تقدر على الحديث بصورة طبيعية.


" أيها الطبيب مايكل هنالك أحد يود محادثتك، قال أنه السيد ياروج"
رجل دخل بسرعة على غرفة تاركو كانت ملامح الخوف تبدو عليه.
" حسنا أنا قادم حالاً ، دعه يسترح في غرفتي الي حين عودتي"
رد مايكل و هو ضع الغطاء على تاركو التي إتخذت طرف السرير ملاذ تخال أن يحميها من شر ذلك الرجل و لكن هيهات.
تركها مايكل و هو يود معرفة ماذا جرى لها فهي لا تبدو على طبيعتها.

" فتاة مطيعة"
همس إيس و هو يجلس على الكرسي الذي يقرب الخزانة حيث لا تصله أشعة الشمس.
رمقته تاركو بنظرات الإحتقار و الكره و كأنها بركان و ستطيح به، مزيج من الخوف من أتخطو للأمام خطوة فتكون تلك آخر تحركاتها كانت ترجو لو أن احد ما يساعدها و ينقذها من هذا الوضع
الذي هي فيه.
" أنت تتسائلين بينك و بين نفسك لما لم يستطع صديقك ذك رؤيتي؟"
قالها إيس و هو يرجع خصلات شعره الطويلة للوراء في بهرجة و تفاخر.
لم تنزل تاركو عينها عنه كانت تحدق به و الذهول واضح عليها.
" آه غيرت رأي لن أخبرك عن أي شيء، و لكن تذكري نحن قادمون لغزو أرضكم أرونا شجاعتكم"
رد إيس ثم إختفى ، نهضت تاركو من فراشها و بالكاد قدميها تحملانها، تترنح في سيرها و جسدها يصرخ ألما و إرهاقا، إستندت على الباب توقفت لتلتقط أنفاسها لبضع لحظات ثم واصلت مسيرها حتى غدت بالقرب من حمام الفتيات.

" تاركو!"
صاحت مالينا و هي تركض صوبها، أمسكتها قبل أن تسقط أرضا، نقلوها الي غرفتها، بعد ما تم فحصها وجد أنها خسرت الكثير من الدماء و ضغطها مخفض جدا.
طلب منها المكوث في الفراش حتى تتماثل للشفاء.

















" أرأيت علامة العضة التي على عنقها؟"
قالت ممرضة لصديقتها التي تقوم بحل الدواء لإعطائه لتاركو.
" تبدو كما و لو أن مصاص دماء عضها"
ردت الأخرى و هي ترتب الفراش الاخرى بالقرب من النافذة.

" سيداتي سمعت لفظ مصاص دماء
هل أنا مخطيء؟"
قال إيس الذي ظهر من اللامكان، و جلس على الفراش قرب تاركو التى تغط في نوم عميق.
صرخت الممرضات و أقعت إحداهن، قنينة الدواء فتحطمت طار جزء من حطامها و أصاب حذاء إيس.
نظ إيس إليهما و تبسم و تلك الأنياب تبرق من فاهه.
" أعرفكم بنفسي يا جميلتا زمانكما، أنا
إيس، مصاص دماء من بعد آخر"
قالها بغرور و شموخ و كبرياء.

صاحت الممرضتان و أرادتا الهرب و لكنه أوصد الباب بطريقة ما.

" الباب لا يفتح.
حتى النوافذ مغلقة،
ساعدونا"
صاحت إحداهن بينما جثت الأخرى على الأرض تلتفط أنفاسها بصعوبة كان ترتجف و كأنها ترى وحشا كاسرا جاهز للإنقضاض عليها.
"مبكر أن تعلموا بأمرنا، يا جنس البشر،
و أيضا من سمح لكم بلمس تاركو خاصتي"
قال إيس و قد إقترب من إحداهن، أمسكها من ذقنها، و بسرعة خاطفة قطع رقبتها و قال:
" مضيعة للوقت"
رمق الآخرى بنظرات شر و بغض.
كانت تصرخ و تزحف للوراء .
"اوه ليس مشهد التوسل هذا مجددا.
ألا تبرعان في شيء آخر غير لعب دور الضحية"
همس في إذنها و برمشة عين شق صدرها و أخرجها قلبها الذي ينبض بين كفة يده ، الدماء كانت تتناثر في كل مكان، تقيأت هي دما و بالكاد فتحت عينيها، حطم إيس قلب الفتاة حرفيا.
كانت جثتا الفتاتين على الارض و إيس يغطيه الدماء، تلك العينين القرمزيتين اللتان يمتلكهما مخيفتين لحد أن تشيخ بمجرد النظر إليهما.

" ألم أخبرك الا تأتى إلي المخيم للقائي؟
ماذا دهاك هل تريد طوريتنا في المشاكل؟"
قال مايكل و هو يخاطب السيد ياروج بنبرة حادة دون مراعاة لفارق العمر بينهما.

التوتر و القلق يعتري وجه السيد ياروج كان يقف صامتا كأنما كان يهدد بمسدسا من الخلف.

" بالفعل أنتما في ورطة كبيرة،
ماذا تخالني يا مايكل؟
طفلا في الرابعة من عمره يسهل خداعه"
قال الطبيب دييقو و هو يمسك كتف مايكل الذي إنتفض و إبتعد منه بسرعة كأن كهرباء ساكنة سرت في جسده.
" ما الأمر أ أ أيها الطبيب دييقو؟"
قال مايكل و أسنانه ترتجف.

" أيعقل أنك لا تعلم ما فعلت؟
أتدعو السيد ياروج الي هنا و لا تخبرني بذلك، لم أكن أعرف أنكما تعرفان بعضكما البعض هكذا"
رد الطبيب دييقو و هو يضع نظارته بعد أن نظف زجاجها.
" اوه أنا، إنه هو... "
تمتم مايكل و لو يدرك ما عليه قوله .

" لقد أتيت لإيصال شحنة من الدواء كما طلب منى الطبيب مايكل، لقد تقابلنا قبل أيام و إكتشفت من حديثه أنكم تحتاجون الي دواء، كما تعلم أنا لا أعمل بالمجان و خدماتي دايما مكلفة و لكن لأجل مايكل قبلت طلبه على شرط أن يسدد ربع القيمة نهاية هذا الشهر، يمكنكم تفحص الادوية إن أردم التأكد، إنها هناك في الشاحنة"
قال السيد ياروج متصنعا الثقة.

" كم أن الطبيب مايكل شخص لطيف، حتى يطلب منك شخصيا إحضار الدواء لنا ألاتمتلك عمال"
رد الطبيب دييقو ثم تقدم صوب السيد ياروج الذي بدأ بالتراجع كان متوترا.
تدخل مايكل و قال:
" أسف و لكن لم أتحمل رؤية هؤلاء يعانون و نحن نمتلك القدرة على الطلب الدواء حتى و إن كان ذلك عبر السوق السوداء.أسف لتصرفي من تلقاء نفسي دون إستشارتك أعلم أنني دائما ما اتسرع و أخذ الأمور على منحى شخصي حسب تفكيري "
رد مايكل و قد أبدى أسف و ندما كأنما يعتذر عن جرائم إرتكبها سابقا.
هز الطبيب دييقو رأسه ثم قال:
" لقد نفدت مني هذة المرة و لكنني إن رأيت مع هذا الرجل أو أنه له علاقة بك سوف أطردك و أحردك من رخصتك الطبية"

رحل الطبيب دييقو و ترك مايكل الذي جر السيد يارواج الي مكان بعيد ثم قال:
" بحق الله ما الذي أتى بك؟"
" لقد قبضت الشحنة الاولى عند الحدود فإدعيت أنها تخص البعثة الطبية و أعطيتهم عنواك و زيفت تقرير الطلب من حظنا أن رجالي دائما ما يحملون البضائعة الثمينة في الشاحنة الثالثة فالاولى تعد تمويها و الثانية لإزالة الشبهات."
رد السيد ياروج و هو يعدل ربطة عنقه ثم أردف قائلا:
" بضاعتك وصلت المكان المحدد لاقنى غدا بعد الساعة الثانية عشر"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي