خيال الواقع الفصل الرابع
ليلا..
في منزل يوسف الزيني .. اجتمع مع امه بعد وجبة العشاء .. بشأن الموضوع الذي اخبره به رضوان ب المكتب .. جلس يوسف علي الاريكه المقابله ل أمه .. أراح ب جسده علي ظهر الاريكه .. زفر سريعاا قبل ان يتحدث ..
يوسف : هايدي جالها عريس انهارده ..
أميمه ب نبرة فرحه متلهفه : بجد ! .. مين اهله يبقو مين !!
يوسف اشاح ب يده : رضوان هو اللي جايبه .. ابو العريس يبقي مستشار و ساكن قصاده .. راح اتكلم مع رضوان ع اساس رضوان يكلمنا و يقولهم ع ميعاد يناسبهم .. و بيقول انهم مستعجلين
أميمة انفرجت اساريرهاا : يااارب لو خير يكتبهولك يا بنتي .. " ثم نظرت ل يوسف ملياا و اعتدلت ل الامام مقتربه منه ب رأسها " .. مالك !! مش فرحان ليه ؟!!
يوسف حك طرف انفه ب أصابعه : مين قالك اني مش فرحان انا فرحان و جداا كمان .. بس خايف لما يقعد معانا و يعرف ان عندها السكر .. يمشي و ميجيش تاني زي اللي قبله ..
أميمة تبدلت ملامحها للعبوس : هايدي بتتعب جامد بعد الموضوع ده ، ربنا يسترر ..
يوسف مترددا : ما هو عشان كده انا خايف و متردد .. حرام لما تتعشم و تفرح و بعد كده ام العريس تكلم ف الفون و تقول كل شئ قسمه وىنصيب ..
اميمه اعتدلت ب جلستها و قالت ب ثبات : خلااص مش مهم نقول من الاول .. اكيد لما يقعد معاها و يتعرف عليها اكتر هيحبها و الموضوع ده مش هيأثر معااه ..
يوسف مضيق عينيه : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ؟! .. لا طبعاا ..
أميمه مترجيه : والنبي يا يوسف .. سيبني افرح و اختك تفرح متقولش ع الموضوع ده من اولها ..
ارضخ يوسف ل رغبه امه بعد ان ترجته .. زفر ب ضيق و هتف .. " طيب هطلع انا اتكلم مع هايدي و اعرفها ..
نهضت أميمه من مكانها و قالت ب عجاله .. " لا اطلع انت يا حبيبي ارتاح و سيبيلي هايدي انا هقولها " .. اتجه صوب الدرج رفع جاكته ب يده علي كتفه و هتفها و هو يصعد ب بطئ .. " ابقي عرفيني رايها الصبح عشان اقول ل رضوان يقولهم " ..
رمقته اميمه ب رضا .. متمنيه له الخير .. داعيه من قلبها ان تسير الامور علي خير ..
......................
دلفت أميمه ل غرفه ابنتها هايدي .. بعد ان استئذنتها ب الدخول ..
أميمه ب ابتسامه طيبه : بتعملي ايه يا قلب امك ؟ ..
هايدي و قد التمست الحنان من صوتها هتفت ب فرح : انا بفرح اووي اما بتقوليلي يا قلب امك ..
أميمه ب تأكيد : طب ما انتي قلبي و اخر فرحتي و الدلوعه بتاعتنا ..
هايدي ب امتنان و فرحه عارمه : ربناا ما يحرمني منك يا ست الكل .. بس ايه الدلع ده اوعي تكوني عايزه فلوس ..
أميمة قهقت ب شده من حديث ابنتها و هتفت من بين ضحكاتها : هعوز فلوس منك انتي .. ده انتي لسه بتاخدي المصروف ..
هايدي مضيقه عينها ب فضول : ممم اومال عايزه ايه يا أميمه انا قلبي اتوغوش ..
جلست أميمه علي طرف السرير و اشارت ل ابنتها للجلوس ب جانبها ..
أميمة : طب تعالي جمبي و انا اقولك !!
هايدي مسرعه ل جوارها : ها كلي اذان صاغيه ..
أميمه ضربتها ب خفه علي راسها : بطلي لماضه يا بت بقي .. " ثم تابعت " .. عندي ليكي خبر حلو ..
هايدي تأملت امها ب تساؤل : خير ؟!!
أميمه بصوت فرح : جالك عريس ..
و ما ان انهت اميمه كلمتها .. تغيرت ملامح هايدي للعبوس .. زاغت ب بصرها .. و احست ب انخفاض ب ضغط الدم مفاجئ ..
هايدي هتفت ب صدمه : ايه !!
شاهدتها أميمه ب تلك الحاله .. دخل الشك قلبها .. ب الأساس كانت تشك ب أبنتها " قلب الأم و احساسها لا يخيب " رمقتها ب شك و هتفت ..
أميمة : فيه ايه .. مالك !!
هايدي قالت ب توتر جلي : مم مم مفيش
أميمة هدرت بها ب لهجه محذرة : هايدي .. لو في حاجه قوليلي ..
هايدي انتبهت علي حالتها و انتباه امها ، ازاحت العرق من جبينها ب صعوبه بالغه : مفيش حاجه يا ماما انا بس .. بس .. كنت بقول يعني بلاش دلوقتي .. ع الاقل اخلص رابعه ..
أميمة هتفت ب ثبات : مفرقتش دلوقتي من بعدين .. هو عريس كويس و فرصه حلوة .. اي واحدة تتمناها ..
هايدي : بس ..
أميمة قاطعتها ب حده : مفيش بس .. بكرة ب اذن الله العريس و اهله هيجو و يارب يكون فيه قبول لاني عاوزه افرح بيكي بقي ..
امام اصرار والدتها و شخصيتها القويه .. فضلت الصمت .. و رضخت ل الواقع .. " اللي تشوفيه يا ماما "
مسحت اميمه علي ظهر ابنتها ب حنان و قالت .. " ربنا يهديكي يا بنتي و يجعله خير ليكي " ..
نهضت من مكانها ممسكه ب ركبتها و اتجهت ب بطء ل الخارج ..
فور خروج امها اوصدت الباب ب احكام و أمسكت الهاتف و اخذت ب الضغط عليه .. ثم تضعه علي اذنها ب انتظار الرد .. " ل الاسف لا يوجد رد "
اللعنه عليك يا جمال ، اين انت .. هربت ام ماذا .. الله اعلم
" موقف لا تحسد عليه .. تذكرت مرضها و هروب كل من تقدمو لها .. تنفست ب اريحيه و هتفت .. " اكيد هيبقي زي اللي قبله ، و يمشي " ..
متمنيه و داعيه الستر من ربهاا ...
.................
صباح اليوم التالي .. تجمعو علي الفطور ..
أميمه : اعملو حسابكو مفيش مرواح للكليه انهارده انتو الاتنين ..
سارة هتفت ل عدم معرفتها ب الأمر : ليه يا طنط خير ؟! ..
يوسف اجابها سريعا : هايدي جايلها عريس انهارده ..
سارة لم تعيره انتباها ، التفت ل هايدي الجالسه ب جوارها و قالت ب حماااس : اووباا .. مبرووك يا روحي بقي ..
اكتفت هايدي ب الايماء لها ب الابتسامه ..
نهضت أميمه عن كرسيها و هتفت ل الفتيات ب حماس .. " ياللا شهلو بقي عشان نساعد فاطمه ، ورانا شغل كتير " ..
نهضت هايدي من مكانها و سارت خلف امها ل الصالون ..
سارة و يوسف وحدهم ، وحدهم علي المائده .. وجدت انهم بمفردهم همت سريعاا من مكانها دون النظر اليه ..فهم فعلتها .. نهض عن مكانه و سار خلفها .. بعد ان تأكد من انشغال امه و اخته عنهما ..
جاء من خلفها .. امسكها من خصرها علي غفله منها .. ظهرها له مال ب راسه علي اذنها بعد ان جذب خصلاتها ل الخلف ، همس .. " عقبالك " ..
دفعته ب قوه .. و نزعت يده عنها ب قوة .. سارت ب خطي متعجله ل تبتعد عنه ، هتفها من الخلف .. " طب قولي شكرا حتي " ..
ابتسم ابتسامه جانبيه وضع يده بةجيب بنطاله و شرع ب الذهاب ل الخارج ..
................
في مكتب رضوان البحيري ..
كان يتحدث مع سكرتيرته الخاصه ..
رضوان ل يسرا ب نفاذ صبر : يا يسراا اللي بيحصل ده مينفعش انا راجل متجوز ..
يسرا ب دلال : و ايه المشكله لما تكون متجوز .. الشرع حللك اربعه .. انا معجبه بيك و انت معجب بيا .. ليه هتعقد الموضوع يا رضوان ! ..
رضوان هتف ب استنكار مزيف : و مين قالك ان الاعجاب متبادل ؟!
اقتربت منه و جلست علي المكتب مقابله .. أمسكت ب يده
يسرا : انا عارفه انك معجب .. يبقى هنستفيد ايه من البعد ده .. هه ؟!
توتر كثيراا من اقترابها الوقح .. ارخي ربطه عنقه .. و فك اول زرين من قميصه ب توتر .. ثم تنهد ..
اقتربت ب وجهها منه ، اقتربت كثيرا .. عضت علي شفتها السفليه ب اثارة .. رمقته ب وله .. استجاب لما تفعله .. كان ب عالم اخر عالم لم يجربه ولا كان علي دراية به .. أخرجته يسرا من الرجل العادي الروتيني .. الي الرجل المطلوب المرغوب .. جعلته يهرب من حبه و من مسؤليته ..
اغمض عينيه و ترك البدايه لها ..
فجأة اهتز هاتفه .. افاق من حالته و غيبوبته .. حمحم ب توتر .. امسك الهاتف ..
رضوان : ايوة يا يوسف .. بجد والله ؟!
خلااص هكلم سيادت المستشار و اعرفه ان الزيارة بالليل .. القي الهاتف ب انفعال بلل شفتيه ب طرف لسانه .. و هتفها و هو يشيح ب بصره عنها .. روحي انتي يا يسرا علي مكتبك ..
زفرت ب ضيق .. رمقته ب تحدي ..
يسرا : طيب هخرج دلوقتي ، بس فكر يا رضوان .. انا مش هستني قرارك أكتر من كده ..
غادرت المكتب ب انفعال .. وضع رضوان كفه علي رأسه مستندا ب ساعده علي سطح المكتب .. رفع راسه ب بطء مسح بكفه علي وجهه .. و أمسك الهاتف و قام ب الاتصال ب سيادة المستشار .. ل تحديد الموعد ..
......................
ليلا .. من امام منزل يوسف الزيني ترجل معتز و والديه من السيارة الخاصه بهم .. صعدوا علي الدرج الرخامي ب المقدمه المستشار و خلفه أمير و والدته .. قرعو الجرس ب ثبات .. فتحت الباب فاطمه ، و قالت ب ابتسامه واسعه .. " اتفضلو اتفضلو يا أهلا و سهلا يا أهلا و سهلا " .. حضر يوسف و معه رضوان ل استقبالهم تبعتهم أميمه .. ب ابتسامه عذبه و قابلهم يوسف
رضوان مرحباا بهم : اهلا و سهلا سيادة المستشار .. اتفضلو ل الصالون
سار يوسف ب المقدمه و تتبعه الجميع الي غرفه الصالون ...
مرح و ترحيب بهم .. تجولت الاعين ب المنزل معجبين ب الأثاث و التحف الانيقه ..
أميمه : انتو نورتونا والله ..
أمل : البيت منور ب أهله يا ام يوسف ..
" رمق يوسف معتز ب نظرات غير مفهومه .. لماذا لم يسترح له !!
.. " نتركهم مع بعضهم و ترحيبهم و نذهب ل غرفة هايدي .."
......
عند هايدي .. التوتر غالب علي ملامحها ..
سارة ب قلق : مالك يا دودو انتي خدتي علاجك ولا لأ ؟!
هايدي ب توتر جلي : ايوة خدته .. بس دايخه شويه ..
سارة ب خفتها المعهوده : اجمد كده يا عم .. " ثم نكزتها في خصرها " .. دايخه من قبل ما تشوفيه اومال لو شوفتيه بقي ..
اجلستها امام المرآه .. و اخذت تمشط شعرها ..
سارة : ايه رأيك يا هايدي اجيبه ع الجمب كده ؟ ..
هايدي ب لا مبالاه : متفرقش
احست ساره ب قلقها .. لكنها طردت احساسها بعيداا ..
سارة : خلاص بقيتي جاهزة .. ياللا انزلي
خرجت هايدي من غرفتها ب تملل .. و شرعت ب النزول ل المطبخ .. نهضت أميمه من مكانها و لحقت ب هايدي الي المطبخ ..
أميمة : ما شاء الله يا حبيببتي زى القمر .. ربنا يحرسك ياارب .. " رمقتها برضا ثم تحدثت " .. شيلي يا حبيبتي صينيه العصير و حصليني علي جوة و اضحكي شويه ..
اومأت هايدي ب الايجاب و تتبعت امها حامله صينيه العصير ..
أميمه ب تباهي و فرح : هايدي بنتي ..
رمقت أمل ل معتز ب معني : هي دي ؟!
هز معتز راسه ب النفي ل امه ..
امل : ربنا يخليهالك .. زي العسل ما شاء الله
وزعت العصير علي الجميع الوضع غريب .. معتز وضعه اغرب " اين سارة - حوريته - اين العروس "
هتفت أمل ب تردد
امل : اومال فين عروستنا الحلوة ؟
تغيرت ملامح الجالسين ..
أميمه : نعم يا حبيبتي !
رضوان مدركا ل الموقف و قال ب مرح ملطفا ل الجو المشحون : احنا عندنا العرايس كتير .. ثم ضحك وقال .. شاور بس ..
معتز ب ابتسامه عذبه : هي عروسه واحده مفيش غيرها ،
سارة
يوسف .. " أقال سارة .. ام انها تهيؤات .. نفض عن رأسه سريعاا .. ضيق عينيه .. وجه حديثه ل معتز ..
يوسف : قولت مين ؟!!
احس كلا من أمل و معتز ب القلق نظروا ل بعضهم ب استغراب ..
لحقت الامر هايدي التي تنفست الصعداء و انفرجت اساريرها ل ذكر اسم سارة و تنحيها عن الموضوع .. شكراا يا الله .. سترتني و انا لا استحق
هايدي : هطلع اندهلها اهوو
ولا اي وصف .. اقدر ان اوصف به يوسف .. لكم مطلق الحريه في تخيله .. احست أميمه ب خيبه الامل .. و رضوان ب الحرج .. اما يوسف !!
صعدت هايدي مسرعه متجه صوب غرفه بنت عمها .. دلفت ل غرفتها دون استئذان .. انتفضت سارة ل رؤيتها
سارة : خضتيني يا دودو .. في ايه ؟!
هايدي تتنفس ب صعوبه ب شكل واضح : العريس ...
سارة : ماله !!
هايدي ضحكت ب شده و هتفت ب صعوبه : العريس جاي يتقدملك انتي
اتسعت عين سارة ب ذهول و غير تصديق .. اقتربت من هايدي ب توجس
سارة : انتي لسعتي يا هايدي ؟!
هايدي : والله ابداا .. عايزينك تحت .. ياللا بسرعه
شرعت ب فتح خزانتها و اخذت تنتقي لها ملابس كي ترتديها قبل النزول .. " ايه رأيك ف ده " ..
هايدي ممسكه ب فستان ابيض ممزوج ب البمبي .. مفتوح قليلا من أعلي ..
ارتدته سارة بعد اصرار هايدي .." الذهول سيد الموقف ب النسبه لها "..
استبقتها هايدي ع الدرج و تبعتها سارة .. دخلت هايدي عليهم مشيرة ب يدها بحركه مسرحيه .. سارة
ثم تنحت جانباا ..
امل هتفت : ما شاء الله ..
نظرات معتز كانت كلها وله و اعجاب .. كانت كا الملاك ب اللون الأبيض و شعرها الكستنائي مفرود علي ظهرها ..
هزت سارة راسها ب التحيه و جلست ب جوار أمل ..
امل : جميله اووي يا معتز .. ربنا يهنيك يا ابني
رمقت سارة يوسف الجالس امامه ب نظرة سريعه ..
حالته لا توصف .. عينان مبحلقتان ب غضب يتطاير منهما الشرر .. حواجب معقوده .. و وجه مكتظ محتقن ..
انزلت راسها سريعاا ..
المستشار سالم : بما ان العروسه جت احنا جايين نطلب الانسه المصون سارة ل ابننا معتز .. ايه رايك يا ست أميمه !!
أميمه ب هدووء : الرأي رأيها هي ..
توجهو جميعا ب النظر ل سارة .. في انتظار ردها .. نظرت ل يوسف سريعاا .. قابلها ب التحذير .. هز راسه لها ب النفي .. اي رفض الخطبه ..
رفعت راسها ب شموخ و اومات ب رأسها ب الموافقه .. ثم رمقت يوسف ب تحدي .. الذي بادلها ب نظرات وعيد ..
اطلقت هايدي زغروده عاليا بعد موافقه سارة ...
.. نهض يوسف عن مكانه ب انفعال .. شرع ب الذهاب خارج المنزل ب أكمله .. حتي ينفس عن غضبه .." الأن يعلم لماذا لم يسترح له "..
في المنزل .. شعور ب خيبه الامل .. شعور ب النصر .. شعور ب الراحه ، شعور ب الفرحه .. اختلطت المشاعر لكلا منهما ..
نهض رضوان عن مكانه و تحدث ب نبرة عاليه
رضوان : طب تعالو يا جماعه نقعد في الصاله شويه .. و نسيب العرسان مع نفسهم شويه ..
انفرجت اسارير معتز عند سماعه ل هذا .. نهض الجميع ب التوالي .. تاركين معتز مع سارة ب مفردهم ..
تسارعت دقات قلبه .. رمقها ب وله .. ثم تحدث ب لطف
معتز : ازيك يا أنسه سارة ؟
استدارت له ب وجهها و رمقته ب ابتسامه عذبه
سارة : ب خير .. ازي حضرتك ؟
اقترب منها جالسا علي الكرسي المقابل لها .. تمتم ب ابتسامته
معتز : حضرتك ايه بس .. ياريت ميبقاش فيه ألقاب !!
سارة تنحنحت ب حرج : أحم ، ماشي
معتز : انتي تعرفيني ؟ .. " قالها ب تساؤل "
سارة تأملته جيدا .. ثم عقدت حاجباها .. و قالت : لأ
معتز زفر ضيقا : انا معيد عندك في الكليه ..!!
سارة ب ثبات : انا معرفش غير الدكاترة اللي بيدرسولنا .. و مليش علاقات هناك كتير ..
معتز تأملها قليلا ثم هتف : تعرفي اني حاولت أكلمك كام مرة من ساعه ما شوفتك !! .. ثم تابع ..كتير جداا و كل مرة كنت بحاول اقربلك فيها او اكلمك .. كان بيزيد اعجابي بيكي اكتر و اكتر ..
اومأت ب رأسها ب ابتسامه .. و أصرت الصمت .. وضعها محرج ، و نظراته لها تزيد احراجها ..
معتز : مش عايزه تسأليني عن حاجه .. " قالها ب لطف "
سارة تمتمت ب خفوت : مفيش عندي اسئله حاليا ..
معتز : عموما مع الوقت هنتعرف علي بعض و نفهم بعض أكتر ..
سارة هتفته ب نصف ابتسامه : ان شاء الله
.....
دخلت عليهم هايدي بعد ان تنحنحت قليلاا .. و هتفت " ياللا يا عرسان العشا جاهز " ..
.....................
أخذ سيارته و سار بها في الشوارع علي غير هدي .. قاد بسرعه .. يضرب علي المقود ب غضب بالغ .. بعد أن وصل من الغضب اقصاه .. يتنفس سريعا من فرط غضبه .. صدره يهبط و يتصاعد ب وضوح ..
" أصر علي أسنانه ب غيظ " و هدر ب صوت عالي غاضب " اما ربيتك مبقاش انا يا بنت ال .... والله ل اخليكي تتذليلي يا .... " و تعالي صوته بةالسباب "
وقف ب سيارته ب شكل مفاجئ .. اندفع ل الامام علي اثرها .. نظر ل الفراغ حوله .. اطبق علي جفنيه ب غضب و هو يصر علي أسنانه .. شعر ب ألم شديد ب رأسه .. وضع يده علي راسه .. ثم نفض عنها يمينا و يسارا و أمسك المقود و أكمل قياده ..
..............
دلف رضوان الي منزله بعد يوم شاق .. سواء ب العمل او ما حدث ب منزل يوسف .. استقبلته زوجته أروي علي الباب و خلعت عنه جاكيته .. تحدثت ب لهفه
اروى : هاا احكيلي ايه اللي حصل من اول طقطق لحد سلامو عليكو ؟
رضوان زفر طويلا : احكيلك ايه .. ده كان يوم ما يعلم بيه الا ربناا .. دماغي هتتفرتك م الصداع ..
اروى تحدثت ب نبرة يملؤها القلق : قصدك اي يا رضوان .. ايه اللي حصل العريس معجبش هايدي ؟ ..
رضوان قهقه عاليا حين ذكر اسم هايدي : هو انا مقولتلكيش ! .. " و علي صوت ضحكاته " .. مش هايدي دخلت و شايله العصير .. ع اساس انها العروسه .. تمام
اروى هتفت ب نفاذ صبر : هاا يا رضوان اخلص ..
رضوان : جايلك ب الكلام اهو .. المهم هايدي قعدت .. الاقيلك ام العريس و العريس بيقولو فين العروسه ..
اروى هتفت ب صدمه : نعععععم !!
رضوان اكمل : نفس اللي قولته ب الظبط .. لحقت الموضوع و اتاري قصدهم علي مين ؟! علي سارة ..
اروى ب صدمه و فم مفتوح : نععععم !!
رضوان اكمل : اهو ده نفس اللي قاله يوسف ب الظبط ..
اروى : و بعدين ؟! ..
اراح رضوان بةظهره ل الخلف و استند ب ساعده علي يد الأريكه ..
رضوان : بعدين ايه .. هايدي طلعت ندهت ل سارة و نزلت
أروي ب ضجر : كمل يا رضوان والله انت هتشلني ..
رضوان : مفيش جناب المستشار .. طلب ايدها من يوسف و امك .. و امك قالت الرأي رأيها و سارة وافقت ..
أروى ب اندهاش : وافقت !! ايه ده .. طب و يوسف ؟!!
رضوان : يوسف محدش يعرف راح فين .. فجاه كده قام و سابنا و مشي .. كان يوم صعب اووي يا حبيبتي ..
اروى : الله يكون في عونك يا ماما " قالتها أروي بحزن "
رضوان متسائلا : ليه ؟!
اروى : كانت فرحانه اوي انهارده و انا بكلمها في التلفون .. نفسها تفرح ب هايدي اووي ..
رضوان تنهد ب اريحيه : كان يوم غريب ولا الافلام الهندي ..
نهض عن مكانه و هو يخلع عنه قميصه ب تعب ..
رضوان : اما اروح اغير بقي .. اروي لو عندنا بنادول هاتيلي حبايه دماغي هتتفرتك ..
اروى هتفت من خلفه : بكرة بدرى هاخد العيال و اروح لماما .. عشان اعرف اللي حصل !!
رضوان اشاح ب يده و تحدث ب تعب : ماشي
...................
" عند يوسف " صفع باب سيارته ب غضب بعد ان استوقفها امام المنزل و ليس ب مكانها ' الجراج ' صعد الدرج الخارجي ب خطوتين .. دخل المنزل .. الهدوء يسود المكان .. الانوار مغلقه .. نظر ب ساعة يده - وجدها الثالثه صباحا - ملامحه غير مبشرة - نظر ل اعلي .. ثم صعد الدرج سريعاا .. نظر طويلا ل غرفة سارة نظراته مليئه ب الغل .. قبض علي كفه ب قوة .. تسائل ب نفسه
" اروح أكسر عليها الاوضه دلوقتي .. اكسر ايه .. انا لو شوفتها هقتلها "
استدار ب عنف و سار ب خطوات غاضبه صوب غرفه أمه ..ةقرع الباب ب عنف .. فزعت اميمه علي اثرها .. و فتحت سريعا ..
أميمه ب قلق : مالك يا يوسف في ايه ؟!
صعقت من مظهره ..
وجهه محتقن اعصاب وجهه بارزه وةايضا عروق عنقه ..
يوسف ازاحها عن طريقه ب خفه ثم هدر ب عنف : عجبك اللي حصل انهارده ده ..
أميمة فهمت ما يرمي اليه : لا طبعا مش عاجبني .. بس هنعمل اي !! اللي حصل بقي ..
يوسف اكتظ صوته و صاح عاليا : يعني ايه اللي حصل .. الخطوبه دي مش لازم تتم ..
اميمه : ملناش دعوة يا يوسف .. طالما سارة وافقت و رغبتها كده هنعمل ايه يعني ؟!!
يوسف تحرك من مكانه ب انفعال واضح و هدر ب نبرة أعلي : رغبتها !! رغبتها دي تحت جزمتي .. غصبا عنها تعمل اللي انا اعوزه و اللي اقوله هو اللي يمشي ..
أميمه و قد ساورها الشك : و انت مالك يا يوسف اي اللي مزعلك ؟!
اغلق فمه لحظه ..انتبه لحاله
يوسف و هو يوليها ظهره كي لا تكشفه : مضايق عشان هايدي .. اكيد زعلانه
أميمة هتفته ب سخريه : هايدي !! ده هايدي معملتش ربع اللي انت بتعمله ده .. اي الحكايه ب الظبط يا يوسف ؟!
اشاح لها ب يده وةهو يخرج من غرفتها هروبا منها قبل ان يفتضح أمره .. " يوووه .. اللي قولته هو اللي هيمشي " ..ثم ارتفع صوته ب شكل متعمد و هو في الممر الموصل ل الغرف ب بعضها .. و هدر ب غضب جلي .. " الخطوبه دي مش هتتم .. و يا انا يا هي !! " ..
دلف الي غرفته ثم صفق الباب ب عنف ..
اما عن " سارة " كانت حاضره ل الموقف من أوله .. تسمعت علي صياحهم من خلف باب غرفتها .. شعرت ب نغزه قلبها .. وضعت يدها صوب قلبها .. و ضربت ب خفه عليه و هتفت .. خيير .. خييير .... ابتلعت ريقها ب صعوبه .. و توجهت صوب الفراش .. توسطته .. محاوله تجاهل كل ما حدث و الخلود الي النوم .............
...........
في شركه " الزيني " ب مكتب رضوان ..
تفاجأ ب يوسف أمامه بعد ان دفع الباب ب كل قوته ل يصطدم ب الجدار ..
انتفض رضوان من كرسيه ..ثم هتفه ب بلاهه
رضوان : اومال انت فين يا بني من امبارح ؟!
وصله الرد من يوسف ب لكمه مدويه علي انفه .. " انت السبب " .. قالها يوسف بعد ان لكمه ب انفه ..
أمسك رضوان أنفه ب كفيه و احني رأسه ل الأسفل كي يوقف نزيف انفه .. و هتف ب وجع .. " انا السبب في اي يا مجنون ، انا عملتلك ايه ؟! " ..
يوسف و قد صدح صوته : انت اللي جيبته ، زي ما جيبته .. مشيه .. خلصني منه !!
رضوان مضيق عينيه : قصدك معتز !
يوسف هتفه سريعا : قصدي زفت ، انهي معاهم الموضوع زي مابدأته
رضوان : انهي ايه يا مجنون ؟! ، ما انت لو كنت قاعد معانا
امبارح كنت هتعرف اننا حددنا ميعاد ل الخطوبه بعد اسبوعين ..
يوسف عقد حاجباه ب صدمه و زاد خفقان قلبه : ايه !!! انتو حددتو كمان ميعاد ؟!
اقترب من رضوان بعد ان كور قبضته ل يلكمه ثانيه .. و لكن رضوان لن يقع ب فخه مرتين تفادي الضربه ب مهارة ..
رضوان : اعملك ايه ما انت اللي مشيت و سيبتني معاهم ..
هدر يوسف بغضب"مفيش خطوبه هتم ..
رضوان"نعععم ..هتصغرني مع الجماعه يعني!!
يوسف:واصغر اللي جابوك ..طالما معملتليش اعتبار..
رضوان :اعتبغر اي اللي اعملهولك سارة ..قطمت الكلام لما قالت انها موافقه ..
يوسف بعد ان جذب مطفأه السجائر وقذفه بها ولكنها لم تصيبه ..بنت ال...متفكرنيش هي قالت اي..
صدم رضوان من حال يوسف ..لم يسبق وان رأه بهذا الحال من قبل ..
هتفه بتساؤل "وانت مالك يايوسف اي اللي مضايقك !؟
يوسف"وقد نفذ صبره"هو كل حد اكلمه يقولي اي اللي مضايقك!! هايدي يااخي ..هاايدي اختي زعلانه ..مش هاين عليا زعلها ..
رضوان "وقد تبدلت ملامحه للاستغراب ..هايدي؟!!
قوس فمه ورمقه باستهزاء ..
"ده ع اساس اني مكنتش شايف هايدي امبارح ..
هاتها ع بلاطه يايوسف ..وقول اي اللي مضايقك ..رمقه يوسف بغضب ولم يجيبه..
تابع رضوان حديثه"اقولك انا اي اللي مضايقك ..اللي مضايقك هي ساره ..قولتلك قبل كده انت بتحبها ولا لا ..كابرت وقولت لأ..
انتفض يوسف بانفعال واضح ثم صرخ بغضب ..بنت ال... انا مستحيل احبها وانت عارف كده انا بكرهها بكرهها . بس والله لاوريها ..شرع بالخروج من مكتب رضوان ..
جذبه رضوان من ذراعه ..يوسف لو عرفت انك ضايقت سارة انا هزعلك ..
يوسف :"بنفس نبرة رضوان المحذرة"والخطوبه دي لو كملت كلكو هتزعلو!!
جذب ذراعه من قبضه رضوان وغادر والشرر يتطاير من هيئته ..
مال رضوان برأسه للخارج ..وجد الموظفون متجمعون امام مكتبه يتسمعون علي صياحهم ..
هتف بهم رضوان "بنبرة حاده"متهيالي كل واحد يشوف شغله أحسن ..
ثم استدار ورمق سكرتيرته يسرا "بحيرة" رمقته ب"ببرود متعمد"
دلف لمكتبه واوصد الباب ..وجلس علي مكتبه ليباشر عمله ..
..........
بمني كلية التجارة ..جامعه القاهرة ..
من داخل قاعه المحاضرات ..تجلس سارة وصديقتها رغد في اخر القاعه في انتزار دكتور ماده "مبادئ الاحصاء "
رغد"بابتسامه واسعه" ايه ده ولا الروايات اللي بقراها
سارة:اه والله حاجه غريبه فعلا ..
رغد :طب وانتي وافقتي ليه ؟!
سارة "لما بصيت ليوسف ولقيت الشر بيفط من عينه ووشه احمر ..محستش بنفسي غير وانا بهزلهم راسي اني موافقه ..
رغد:يخربيتك ..طب واي اللي حصل!!
سارة:الدنيا مقلوبه من امبارح ويوسف جه قبل الفجر وقعد يزعق مع مامته ..
يم تابعت بحزن "حتي طنط حاسه انها متغيرة معايا"
رغد:اكيد ..مش كانو مفكرينه جاي لهايدي ..
عموما خلي بالك بقي ..عشان يوسف مش هيجيبها لخير ..
وضعت ساره كفها علي قلبها ورددت "خيير ..خييير ""
دلف دكتوى الماده الي القاعه ..ساد الصمت وظهر صوت الدكتور الجهورى"بالقاء التحيه علي الطلبه ..!!
بمنزل يوسف..التوتر سيد الموقف ..الاجواء مشحونه ..حضرت اروي ظهرا كي تري امها وتقص عليها تفصيلا ما حدث أمس!!
اروى"تشير بيدها "والنبي ياداده فاطمه خدي رودي ويوسف وافتحيلهم اي قناه كارتون يتلبخو فيها شويه ..
حضرت فاطمه بخطوات بطيئه مالت علي الصغار وأمسكت بأيديهم ..وساروا معها صوب التلفاز ..
اعتدلت أروي بجلستها واتجهت بوجهها لأمها ..ها ياماما ..كملي..
تململت أميمه بجلستها :ومسحت بكفيها وجهها بتأني .."يوسف علي أخره ومصمم ان الخطوبه متحصلش.."
اروي "بنبرة استغراب"انا اصلا مستغربه ازاي سارة توافق ع العريس وهي شايفه انتو كنتو عايزينه لهايدي!!
أميمه"بغيظ"ماهو ده اللي مضايقني ومضايق يوسف . ايه للدرجادي مبتفهمش..
اروى"زمت شفتيها"معرفش حسيتها حركه لئيمه منها ..مش قادرة ابرر اللي عملته !!
أميمه "بنبرة هادئه"حرام ..انا اقول شهاده حق ..البت دي من يوم ما جت هنا وهي طيبه وف حالها ..عمرها لا اشتكت ولا سمعت حاجه منهاا..
أروى"انا كنت بحبها اووي ..بس بعد حركة امبارح وانا مش طيقاها ..لازم ترفض العريس ده ..منعا للمشاكل ..
أميمه:لاا ..ملناش دعوة ترفض تقبل ..هي حرة ..انا عندي بنات ..مقدرش اجي علي بنت زيهم ..
اخاف ربنا يقعدهولي فيكو
أروى"طب وهايدي عامله اي بعد موقف امبارح ..زعلت كتير؟!!
أميمه "اعتدلت للامام وهتفت باستغراب"اهي دي بقي اللي مش فهماها ..ده البت اول ماسمعت اسم سارة وانها العروسه والضحكه بقت من الودن للودن ..ورقعت الزغروده اللي تسمع للصعيد ..
أروي"غريبه يعني ..بس هقول اي الحمدلله انها متأثرتش اووي والا كانت هتتعب كالعاده ..
أميمه:يمكن ده اللي هداني شويه بعد موقف امبارح..
نهضت عن مكانها بعجاله هتفت ابنتها وهي تسير صوب المطبخ ..اما اقوم اطبخ الغدا..هتفتها اروي من خلفهاا..
هقلع الهدوم دي والبس اي حاجه من عند هايدي واجي اساعدك ..
نهضت من مكانها وصعدت الدرج متجهه صوب غرفة اختهاا ..
...................
بكليه الحقوق "خرجت هايدي من قاعه المحاضرات بعد ان انتهت المحاضرة ..ممسكه هاتفها بيد تضغط عليه للاتصال ..واليد الأخري تحمل الكتب والملازم ..وضعت الهاتف علي اذنها بانتظار الرد ...واخيرا جاءها صوت 'جمال'..
احتد صوتها وهي تهاتفه"انت فين كل ده ..مبتردش عليا ليه ..
جمال:.....
هايدي:يعني اي مسافر تتفسح مع اصحابك ..طب والكلبه اللي انت مرتبط بيها مش تعرفها ..بدل منتا سايبني مش عارفه راسي من رجلي!!
جمال:.....
هايدي:لا مش هوطي صوتي ولازم اشوفك ونتكلم وتحط حد للموضوع ده بقي..
جمال:.....
هايدي:طالما هتيجي بكرة انا كمان هجيلك بكرة بعد الكليه عشان اخلص..
انهت المكالمه معه دون ان تنتظر رد منه ..اغلقت الهاتف بعنف ..ثم ألقته بحقيبتها باهمال ..وتوجهت صوب الدرج للنزول ..
............
تقف سارة ورغد صديقتها أمام بوابه الجامعه ..تشير ﻻاي سيارة أجرة بالتوقف ..جائها من الخلف صوت أمير"
ساره ..أنسه سارة"
التفت سريعا هي ورغد ..مالت عليها رغد بمداعبه"ايه ده ..هو ده العريس!!
لكزتها سارة في كتفها ..
ابتسمت لأمير ..الذي اقترب منهم ..مد يده بالسلام لسارة ..مدت يدها له ..اطال بالسلام وهو يرمقها باعجاب..جذبت يدها من يده بحرج ..وهتفت 'رغد صحبتي'استظار براسه لرغد وابتسم لعا ابتسامه واسعه ..
ثم وجه حديثه لسارة"ها انتي خلصتي محاضراتك ولا اي؟!
سارة:ايوة ..ومروحين اهو..
أمير:طب ياللا عشان اوصلك!!
سارة"بامتنان"لأ شكرا ..مفيش داعي..
امير:لا ازاي دانا جاي وراكي مخصوص عشان اوصلك و..
اقتطع حديثه وهو يتنحنح بحرج
قصدي ..يعني شوفتك وانتي خارجه وقولت اوصلك ..
نظرت سارة لرغد ..اومأت رغد لسارة بالموافقه علي طلبه ..
رغد :طيب همشي انا بقي ياسو..
سارة :موجهه حديثها لأمير ممكن نوصل رغد في طريقنا ..
أمير"بثبات"طبعا طبعا "اتفضلي ياأنسه رغد..
رغد'بحرج'لا مش عاوزه اتعب حضرتك ..هاخد تاكسي ..
أمير "باصرار"اتفضلي نوصلك في طريقنا .مفيش تعب ولا حاجه ..
فتحت رغد الباب الخلفي للسيارة ..في حين ان أمير كان يستدير حول سيارته لكي يفتح الباب الامامي لسارة ..ولكنها احبطته عندما رأها تجلس بجوار هايدي بالخلف ..
قوس فمه بغيظ ..وتمتم ""ايه الورطه دي""..دلف الي السيارة وجلس علي مقعد القياده ..ظبط المرآه حتي ظهر بها وجه سارة ..
رمقها بابتسامه عذبه ..احرجت من تصرفه فأشاحت وجهها عنه بحرج..
وانطلقا بالسياره لايصال رغد اولا ..
.. ........
تجلس يسرا علي مكتبها بشركه الزيني ..مكتبها بجوار مكتب رضوان..كانت تتحدث بالهاتف بصوت منخفض مع سماح شقيقتها ..
يسرا"بصوت منخفض"يعني مش قادرة تصبري اما اجي البيت واحكيلك ..
سماح:.....
يسرا:طيب ..هو عموما م الصبح مش علي بعضه وكل شويه يندهلي ..هاتي ورق معرفش اي يايسرا ..خدي ورق معرفش اي يايسرا ..وانا مسقعالو ع الاخر"وضعت يدها علي فمها كي لايعلو صوت ضحكاتها"
سماح:......
يسرا:لأ هسيبه شويه كده .عشان يتلحلح شويه ويجي بقي ..
عارفه يابت لو الموضوع ده حصل ..داحنا هنتنغنغ ..انتي متعرفيش رضوان ده ..ده علي قلبه اد كده ..
"تم تأففت"يوووه اقفلي اقفلي بيتصلي علي تلفون المكتب ..اما اشوف عايز ايه؟!
أغلقت الهاتف سريعا مع شقيقتها ..وأمسكت بهاتف المكتب ..
"بنبرة جديه مصطنعه"ايوة يافندم ..
..حاضر هجيب الملف وادخل لحضرتك ..
اغلقت الهاتف ..فتحت درج مكتبعا وأخرجت مرآه صغيره ..نزرت لنفسها باعجاب قامت بتظبيط شعرها ..ثم اخرجت أحمر الشفاه من حقيبتها ووضعت قليلاا منه علي شفاهها ...
دخلت عليه بعد ان استأذنت بلطف للدخول..
ابتسمت بنصر ..فمجرد رؤيته هكذا يعتبر نصر لها ..
اتفضل يافندم الملف اهو .."هتفت وهي تناوله اياه"..
امسك منها الملف ثم جذبها من يدها سريعا ..قال بحزن..متغيرة معايا ليه ..
هتفت "حضرتك اللي عاوز كده ..
رضوان :بحيرة..ومين قالك اني عاوز كده ..استقام بوقفته مقابلها ..
انتي عايزه ايه وانا اعمله ..
هتفت بدلال بعد ان وصلت لمبتغاها ..انت عارف انا عايزه ايه ..
زفر بضيق نظرا لحاله"خلااص وانا كمان مبقتش قادر ..
وضعت كفها علي كتفه بدلال ومالت براسها عليه ..ولا انا كمان يا قلبي ..
"ليس لديه عذر ..متزوج من امرأه يحبها وتحبه ولديه منها اولاد ..متفاهمه معه وعلي قدر من الجمال ..قصة رضوان ليست قصه او روايه للتسليه ..واقع وحدث امامي ..لم يكن له عذر ..حاولت جاهده التماس اعذار ولم أجد"..
.................
قامت بتوديع صديقتها رغد من شباك سيارة أمير..ثم توجههت ببصرها اليه وهتفت مبتسمه..خلاص تقدر تطلع دلوقتي..
التف اليها امير برأسه وقال ..تيجي تقعدي اودام ؟!
هتفت سارة بحرج"لا انا مرتاحه كده.."
تافف بصمت ثم اندفع بسيارته ..
يتبادلون النظرات بمرأه السيارة ..نظرات تارة وابتسامات تارة اخري..
هتف بعد فترة من الصمت"انتي ساكته ليه ..
سارة:انت كمان ساكت..
أمير"يرمقها في المرأه"هو كل مرة انا اللي هتكلم ..
اتكلمي انتي بقي مرة من نفسي .
ابتسمت ابتسامه واسعه حتي بروت اسنانها"مممم ..طيب اقول اي..
التفت اليها وهتفها "ايه رابك ننزل اي مطعم نشرب حاجه ..او نتغدا سوا..
هتفت باسف"للاسف مينفعش ..مستأذنتش حد "
احبطته ثانيه..قال "انتي عايشه عند عمك من امته..
تبدلت ملامحها سريعا للعبوس علي ذكر سيرة بيت عمها ..انا في مصر بقالي سنه ونص قعدت حوالي سنه في بيت اخوات ماما ثم تابعت بحرج"ومرتحتش هناك"وبعدين مرات عمي طنط أميمه خدتني عندها ..
قال باستفهام"جايه مصر بس من سنه ونص..غريبه ..
تاملته بفضول"غريبه ليه"
انير "يعني لكنتك المصريه حلوة اووي ..كانك عايشه هنا بقالك سنين..
سارة:احنا كنا فعلا مهاجرين امريكا ..بس المنطقه اللي كنا عايشين فيها كان فيها عرب كتير ..وايام مدرستي كنت مصاحبه مصريين كتير وكنت بتكلم بلهجتهم ..حتي بابا الله يرحمه ..كان ف البيت كل كلامه مصري..
أمير :قولتيلي بقي..
مقولتليش ..ايه رايك فيا..
تفحصته باستغراب"مش فاهمه ؟!
أمير"احم ..قصدي يعني رأيك فيا بما اننا هنتخطب قريب وكده ..
سارة "اومأت له بابتسامه "وضحت له مدي رضاها عنه ..
تنفس باريحيه "يعني افهم من كده اي..
سارة :حلو كويس ..مبدأيا يعني. .
التفت لها وهو يرمقها بوله ..
هتفت مسرعه وهي تضرب علي الكرسي ضربات خفيفه ..استني هنا ..هنا..
نظر امامه مضيق عينيه بتساؤل ..هنا ..لسه البيت اودام ..
هتفت "لا هنا أحسن ..عشان بس محدش يقولي حاجه ..
ترجل من سيارته واستدار سريعا لها كي يفتح الباب ..ترجلت وقفت امامه وقالت "بامتنان "شكرا علي التوصيله ..
مال قليلا ليصل لمستواها ..مفيش بينا شكر ..ثم اخرج هاتفه من بنطاله :ممكن بقي رقم تلفونك ..عشان ابقي اكلمك ..
املته الرقم ..وتبادلو السلام ..ظل مكانه حتي غابت عن عينه ..صعد سيارته وغادر بها والابتسامه لا تفارقه..
..............
تجمعو علي المائده للغداء عند حضور رضوان ..
أروي:مش نستني يوسف اما يجي عشان نتغدا سوا..
رضوان:وهو فين يوسف ..انا فكرته هنا ..جه شويه الصبح ومشي ..والشغل علي بعضه..
أميمه:بتصل بيه الموبايل مقفول ..
"تورترت سارة اكثر ..تحركت علي كرسها بصمت ..ولم ترفع بصرها عن طبقها ..
اروى"بتهكم"وانتي ياسارة هتعملي ايه!!
سارة"مستفهمه"في ايه؟!
اروي"زفرت بحنق وهتفت"هو اي اللي ف اي؟!!ف العريس اللي جاي
تنحنحت سارة بحرج "ولا حاجه ..طنط وابيه رضوان حددو ميعاد الخطوبه ..
قاطعتهم أميمه قبل ان تتعقد الامور اكثر"خلاص يا أروى ..كملو أكل وبعدين ابقو اتكلمو..
رضوان"يلوك بالطعام بفمه"عامله ايه في الكليه ياسارة ..مرتاحه
سارة:اه الحمدلله ياأبيه
هايدي"متدخله في الحوار" دانا بقالي اربع سنين في حقوق ومش عارفه اصاحب حد ..
هي لسه مكملتش ترم هناك وليها بيست وزملا وكمان جابت عريس "وقهقت عاليا"
تبادلت هي ورضوان الضحك والمرح ..
وسط نظرات حنق من اروي لسارة ..وعدم اكتراث من أميمه..
..........
خرج يوسف من المصعد متجه صوب شقته الموجوده باحدي المباني الفخمه ..دلف للداخل بمفاتيحه الخاصه..منزل واسع عبارة عن بهو كبير وخمس غرف ومطبخ علي التراث الامريكي ومرحاض بغرفه النوم واخر بالخارج..
القي بجسده علي الاريكه بتعب ..ثم رفع قدميه ..تجول بعينيه في المنزل ..امسك هاتفه وضعط عدة مرات ..حتي جاءه الرد ...
ايوة ياعبده ..اطلع نضفلي الشقه دي دلوقتي..
اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد الأخر..
قام بالاتصال مرة اخري ..
الو ..ايوة ياأمي ..
اميمه:....
انا في الشقه بتاعتي..
أميمه:....
يوسف:لا متقلقيش عليا ..انا هنام هنا ..استقربت المسافه م الشركه لهنا وكنت تعبان ..
اميمه:.....
يوسف:مش وقته ياأمي ..مصدع وعايز انام ..
غلق معها ثم القي هاتفه بأهمال علي المنضده المجاورة له ..اطبق علي جفنيه بتعب ..واخذ يمسح بكفه مقدمه رأسه ..ثم نهض من مكانه توجه صوب غرفة النوم الكبيره ..دلف لداخلها وقام بفتح خزانة الملابس واخرج منها ملابس داخليه وبنطال من القطن لونه اسود ..وسحب منشفه ..وتوجه صوب المرحاض الموجود بالغرفه بخطوات متعبه ..كي ياخذ حماما منعشاا ..يزيل به تعب وتفكير دام يوم وليله ..
بمنزل رضوان ..
بحجرة نوم رضوان واروى ..يدعي رضوان النوم وايضا اروي ..
زفرت اروي بضيق بعد ان تململت علي الفراش ..تحركت من مكانها بضيق وقامت بفتح ضوء المصباح المجاور للفراش.. توجههت بصرهها صوب رضوان الذي يوليها ظهره ..ضربت علي كتفه ضربه خفيفه ..
أروي:رضوان ..قوم انا عارفه انك صاحي ..
أطبق علي جفنيه بشده لاكتشاف امر ادعاؤه للنوم ..
استدار ببطء شديد لها ..واخذ بفرك عينيه .. تمتم بخفوت"في اي ياحبيتي"
اروي"عايزه اتكلم معاك شويه ..ممكن!!
رضوان "يضيق عينيه بدهشه"دلوقتي ده الساعه داخله علي 3الفجر!!
أروي:اه دلوقتي يارضوان ..مانا مبقاش بعرف اتكلم معاك كلمتين علي بعض..
ارتفع عن مكانه قليلا بعد ان اسند الوساده خلف ظهره..
تنهد طويلا ثم هتف...مممم خير..
بشكل مفاجئ هتفته اروي"انت متغير معايا ليه!!
رضوان:متغير معاكي ..مين قالك اني متغير معاكي..
اروي:انا حاسه انك متغير معايا ..متكدبش احساسي ..
رضوان :مفيش حاجه ياأروي ..ضغط في الشغل مش اكتر..
اروي :طول عمرك مضغوط في الشغل ..في حاجه غريبه!
رضوان:مفيش حاجه ياأروي متخليش الشيطان يلعب بعقلك ..
اروي:اوعدني متخبيش عني حاجه ..لو قصرت نحيتك بحاجه قول..
رضوان"استحقر نفسه الف مرة وهتف بحب صادق 'اناي عمرك ماقصرتي ولا هتقصري ..انا اللي مقصر ..
جذبها من راسها برفق ..وضعها بلين علي صدره اخذ يمسح شعرها بحنان ..ثم طبع قبله رقيقه علي جبينها ..
استكانت اروي في حضنه باستسلام واستجابت له بوله ..لم يكن مجرد زوج ..بل حبيب واخ وصديق ..تربت علي يده من صغرها ..حاولت ان تطرد احساسها وتكذبه حتي لاتعكر صفو اللحظه ..ف هي الي الأن لم تري منه غير كل حسن ..حتي وان قصر وتغير قليلا
................
هو انا مش هشوفك غير كل فين وفين زي الاغراب ..
قالتها سهر وهي تسير بخطي ثابته مستقيمه صوب يوسف الذي كان يوليها ظهره ..كان موجود بالنادي يشرب كوبا من الشاي ..
استمع لصوتها ..زمجر بخفوت ..وهمس"اصل انا كنت ناقصك انتي كمان"
جلست بجواره ..وترمقه بعتاب وشجن ..انا زعلانه منك اووي..تقريبا اسبوعين مشفتكش..حتي مبيهنش عليك تتصل تطمن عليا..
يوسف:اتصل اطمن عليكي ليه ..منتي كويسه اهو وبعدين منتي قولتي شايفين بعض من اسبوعين ..عايزه ايه تاني!
سهر"بخبث"وهي ترفع شعرها من علي وجهها "عايزه كتير طبعا ..انت ناسي اننا مرتبطين!
احتد صوته "سهر ..فكك مني ..انتي عارفه اني مش هرتبط بيكي ولا بغيرك..
بنفس حدة صوته اجابته"لا ياجو ..مش بكيفك ..تعلقني بيك بمزاجك واما تزهق ترميني!!
يوسف:ارجعي بذاكرتك لورا ياسهر ..وافتكري كويس ..انتي اللي عملتي اي عشان توصليلي .."ثم أكمل بوقاحه"
ومفيش حاجه عملتهالي الا وخدتي تمنها..
سهر وقد اهتزت نبرتها غيظا "واديك قولتها ..يبقي مش هسيبك لغيري بسهوله ..
يوسف" رمقها باستهزاء ..صدقيني انتي بتلعبي لعبه انتي خسرانه فيها ..
ضربت الطاوله بعنف ..بعد ان وصلت لذرة الغضب "انا مش هخسر ياجو ..وهتشوف بنفسك .. ازاحت الكرسي بغضب ثم مالت علي اذنه تهمس بفحيح :ابقي سلملي علي طنط ياجو ..لحد مااشوفها وقهقت عاليا وغادرت بخطي جامده تعبر عن غيظها منه ..تمتمت بخفوت وهي تغادر"تريدها حرب ..فليكن ماتريد.."
ظهر علي ملامحه الضيق والانفعال وخصوصا حين ذكرت أمه "لا يريد ان تتشوه صورته بنظرها "
نهض عن مكانه بضيق ..وغادر هو الاخر علي عجالة ..متجها صوب شركته ..
.............
لم تذهب الي الجامعه ..خرجت من المنزل وهي محدده وجههتها ..ان تذهب ل"جمال"وتتحدث معه بشأن علاقتهم المحرمه "زواج عرفي ولكنه يظل محرم ..ف أهم شرط من شروط صحه الزواج هو الاشهار..ولكن اين الاشهار في الزواج العرفي "
كانت تضحك علي حالها حين ضغط عليها ونصحها بالزواج منه عرفيا علي اساس انه يعتبر زواج مؤقت لحين ان يعمل ويتقدم بطلبها من اهلها بشكل صحيح .. مخطئه 'ف الحلال بين والحرام بين'
ترجلت من سيارة الاجرة ..والقت علي السائق حسابه..توجهت صوب المبني وصعدت الدرج مستنده علي الحائط المجاور للدرج ..ثم توجهت الي شقة جمال ..وفتحت بمفاتيحها الخاصه..
وجدته نائم ..زفرت ضيقا ..استدارت حول الفراش وضربته علي ظهره عده ضربات كي تفيقه ..
هاتفها بتملل وهو مغمض الاعين ومازال غير مدرك "اي . ف اي؟
في منزل يوسف الزيني .. اجتمع مع امه بعد وجبة العشاء .. بشأن الموضوع الذي اخبره به رضوان ب المكتب .. جلس يوسف علي الاريكه المقابله ل أمه .. أراح ب جسده علي ظهر الاريكه .. زفر سريعاا قبل ان يتحدث ..
يوسف : هايدي جالها عريس انهارده ..
أميمه ب نبرة فرحه متلهفه : بجد ! .. مين اهله يبقو مين !!
يوسف اشاح ب يده : رضوان هو اللي جايبه .. ابو العريس يبقي مستشار و ساكن قصاده .. راح اتكلم مع رضوان ع اساس رضوان يكلمنا و يقولهم ع ميعاد يناسبهم .. و بيقول انهم مستعجلين
أميمة انفرجت اساريرهاا : يااارب لو خير يكتبهولك يا بنتي .. " ثم نظرت ل يوسف ملياا و اعتدلت ل الامام مقتربه منه ب رأسها " .. مالك !! مش فرحان ليه ؟!!
يوسف حك طرف انفه ب أصابعه : مين قالك اني مش فرحان انا فرحان و جداا كمان .. بس خايف لما يقعد معانا و يعرف ان عندها السكر .. يمشي و ميجيش تاني زي اللي قبله ..
أميمة تبدلت ملامحها للعبوس : هايدي بتتعب جامد بعد الموضوع ده ، ربنا يسترر ..
يوسف مترددا : ما هو عشان كده انا خايف و متردد .. حرام لما تتعشم و تفرح و بعد كده ام العريس تكلم ف الفون و تقول كل شئ قسمه وىنصيب ..
اميمه اعتدلت ب جلستها و قالت ب ثبات : خلااص مش مهم نقول من الاول .. اكيد لما يقعد معاها و يتعرف عليها اكتر هيحبها و الموضوع ده مش هيأثر معااه ..
يوسف مضيق عينيه : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ؟! .. لا طبعاا ..
أميمه مترجيه : والنبي يا يوسف .. سيبني افرح و اختك تفرح متقولش ع الموضوع ده من اولها ..
ارضخ يوسف ل رغبه امه بعد ان ترجته .. زفر ب ضيق و هتف .. " طيب هطلع انا اتكلم مع هايدي و اعرفها ..
نهضت أميمه من مكانها و قالت ب عجاله .. " لا اطلع انت يا حبيبي ارتاح و سيبيلي هايدي انا هقولها " .. اتجه صوب الدرج رفع جاكته ب يده علي كتفه و هتفها و هو يصعد ب بطئ .. " ابقي عرفيني رايها الصبح عشان اقول ل رضوان يقولهم " ..
رمقته اميمه ب رضا .. متمنيه له الخير .. داعيه من قلبها ان تسير الامور علي خير ..
......................
دلفت أميمه ل غرفه ابنتها هايدي .. بعد ان استئذنتها ب الدخول ..
أميمه ب ابتسامه طيبه : بتعملي ايه يا قلب امك ؟ ..
هايدي و قد التمست الحنان من صوتها هتفت ب فرح : انا بفرح اووي اما بتقوليلي يا قلب امك ..
أميمه ب تأكيد : طب ما انتي قلبي و اخر فرحتي و الدلوعه بتاعتنا ..
هايدي ب امتنان و فرحه عارمه : ربناا ما يحرمني منك يا ست الكل .. بس ايه الدلع ده اوعي تكوني عايزه فلوس ..
أميمة قهقت ب شده من حديث ابنتها و هتفت من بين ضحكاتها : هعوز فلوس منك انتي .. ده انتي لسه بتاخدي المصروف ..
هايدي مضيقه عينها ب فضول : ممم اومال عايزه ايه يا أميمه انا قلبي اتوغوش ..
جلست أميمه علي طرف السرير و اشارت ل ابنتها للجلوس ب جانبها ..
أميمة : طب تعالي جمبي و انا اقولك !!
هايدي مسرعه ل جوارها : ها كلي اذان صاغيه ..
أميمه ضربتها ب خفه علي راسها : بطلي لماضه يا بت بقي .. " ثم تابعت " .. عندي ليكي خبر حلو ..
هايدي تأملت امها ب تساؤل : خير ؟!!
أميمه بصوت فرح : جالك عريس ..
و ما ان انهت اميمه كلمتها .. تغيرت ملامح هايدي للعبوس .. زاغت ب بصرها .. و احست ب انخفاض ب ضغط الدم مفاجئ ..
هايدي هتفت ب صدمه : ايه !!
شاهدتها أميمه ب تلك الحاله .. دخل الشك قلبها .. ب الأساس كانت تشك ب أبنتها " قلب الأم و احساسها لا يخيب " رمقتها ب شك و هتفت ..
أميمة : فيه ايه .. مالك !!
هايدي قالت ب توتر جلي : مم مم مفيش
أميمة هدرت بها ب لهجه محذرة : هايدي .. لو في حاجه قوليلي ..
هايدي انتبهت علي حالتها و انتباه امها ، ازاحت العرق من جبينها ب صعوبه بالغه : مفيش حاجه يا ماما انا بس .. بس .. كنت بقول يعني بلاش دلوقتي .. ع الاقل اخلص رابعه ..
أميمة هتفت ب ثبات : مفرقتش دلوقتي من بعدين .. هو عريس كويس و فرصه حلوة .. اي واحدة تتمناها ..
هايدي : بس ..
أميمة قاطعتها ب حده : مفيش بس .. بكرة ب اذن الله العريس و اهله هيجو و يارب يكون فيه قبول لاني عاوزه افرح بيكي بقي ..
امام اصرار والدتها و شخصيتها القويه .. فضلت الصمت .. و رضخت ل الواقع .. " اللي تشوفيه يا ماما "
مسحت اميمه علي ظهر ابنتها ب حنان و قالت .. " ربنا يهديكي يا بنتي و يجعله خير ليكي " ..
نهضت من مكانها ممسكه ب ركبتها و اتجهت ب بطء ل الخارج ..
فور خروج امها اوصدت الباب ب احكام و أمسكت الهاتف و اخذت ب الضغط عليه .. ثم تضعه علي اذنها ب انتظار الرد .. " ل الاسف لا يوجد رد "
اللعنه عليك يا جمال ، اين انت .. هربت ام ماذا .. الله اعلم
" موقف لا تحسد عليه .. تذكرت مرضها و هروب كل من تقدمو لها .. تنفست ب اريحيه و هتفت .. " اكيد هيبقي زي اللي قبله ، و يمشي " ..
متمنيه و داعيه الستر من ربهاا ...
.................
صباح اليوم التالي .. تجمعو علي الفطور ..
أميمه : اعملو حسابكو مفيش مرواح للكليه انهارده انتو الاتنين ..
سارة هتفت ل عدم معرفتها ب الأمر : ليه يا طنط خير ؟! ..
يوسف اجابها سريعا : هايدي جايلها عريس انهارده ..
سارة لم تعيره انتباها ، التفت ل هايدي الجالسه ب جوارها و قالت ب حماااس : اووباا .. مبرووك يا روحي بقي ..
اكتفت هايدي ب الايماء لها ب الابتسامه ..
نهضت أميمه عن كرسيها و هتفت ل الفتيات ب حماس .. " ياللا شهلو بقي عشان نساعد فاطمه ، ورانا شغل كتير " ..
نهضت هايدي من مكانها و سارت خلف امها ل الصالون ..
سارة و يوسف وحدهم ، وحدهم علي المائده .. وجدت انهم بمفردهم همت سريعاا من مكانها دون النظر اليه ..فهم فعلتها .. نهض عن مكانه و سار خلفها .. بعد ان تأكد من انشغال امه و اخته عنهما ..
جاء من خلفها .. امسكها من خصرها علي غفله منها .. ظهرها له مال ب راسه علي اذنها بعد ان جذب خصلاتها ل الخلف ، همس .. " عقبالك " ..
دفعته ب قوه .. و نزعت يده عنها ب قوة .. سارت ب خطي متعجله ل تبتعد عنه ، هتفها من الخلف .. " طب قولي شكرا حتي " ..
ابتسم ابتسامه جانبيه وضع يده بةجيب بنطاله و شرع ب الذهاب ل الخارج ..
................
في مكتب رضوان البحيري ..
كان يتحدث مع سكرتيرته الخاصه ..
رضوان ل يسرا ب نفاذ صبر : يا يسراا اللي بيحصل ده مينفعش انا راجل متجوز ..
يسرا ب دلال : و ايه المشكله لما تكون متجوز .. الشرع حللك اربعه .. انا معجبه بيك و انت معجب بيا .. ليه هتعقد الموضوع يا رضوان ! ..
رضوان هتف ب استنكار مزيف : و مين قالك ان الاعجاب متبادل ؟!
اقتربت منه و جلست علي المكتب مقابله .. أمسكت ب يده
يسرا : انا عارفه انك معجب .. يبقى هنستفيد ايه من البعد ده .. هه ؟!
توتر كثيراا من اقترابها الوقح .. ارخي ربطه عنقه .. و فك اول زرين من قميصه ب توتر .. ثم تنهد ..
اقتربت ب وجهها منه ، اقتربت كثيرا .. عضت علي شفتها السفليه ب اثارة .. رمقته ب وله .. استجاب لما تفعله .. كان ب عالم اخر عالم لم يجربه ولا كان علي دراية به .. أخرجته يسرا من الرجل العادي الروتيني .. الي الرجل المطلوب المرغوب .. جعلته يهرب من حبه و من مسؤليته ..
اغمض عينيه و ترك البدايه لها ..
فجأة اهتز هاتفه .. افاق من حالته و غيبوبته .. حمحم ب توتر .. امسك الهاتف ..
رضوان : ايوة يا يوسف .. بجد والله ؟!
خلااص هكلم سيادت المستشار و اعرفه ان الزيارة بالليل .. القي الهاتف ب انفعال بلل شفتيه ب طرف لسانه .. و هتفها و هو يشيح ب بصره عنها .. روحي انتي يا يسرا علي مكتبك ..
زفرت ب ضيق .. رمقته ب تحدي ..
يسرا : طيب هخرج دلوقتي ، بس فكر يا رضوان .. انا مش هستني قرارك أكتر من كده ..
غادرت المكتب ب انفعال .. وضع رضوان كفه علي رأسه مستندا ب ساعده علي سطح المكتب .. رفع راسه ب بطء مسح بكفه علي وجهه .. و أمسك الهاتف و قام ب الاتصال ب سيادة المستشار .. ل تحديد الموعد ..
......................
ليلا .. من امام منزل يوسف الزيني ترجل معتز و والديه من السيارة الخاصه بهم .. صعدوا علي الدرج الرخامي ب المقدمه المستشار و خلفه أمير و والدته .. قرعو الجرس ب ثبات .. فتحت الباب فاطمه ، و قالت ب ابتسامه واسعه .. " اتفضلو اتفضلو يا أهلا و سهلا يا أهلا و سهلا " .. حضر يوسف و معه رضوان ل استقبالهم تبعتهم أميمه .. ب ابتسامه عذبه و قابلهم يوسف
رضوان مرحباا بهم : اهلا و سهلا سيادة المستشار .. اتفضلو ل الصالون
سار يوسف ب المقدمه و تتبعه الجميع الي غرفه الصالون ...
مرح و ترحيب بهم .. تجولت الاعين ب المنزل معجبين ب الأثاث و التحف الانيقه ..
أميمه : انتو نورتونا والله ..
أمل : البيت منور ب أهله يا ام يوسف ..
" رمق يوسف معتز ب نظرات غير مفهومه .. لماذا لم يسترح له !!
.. " نتركهم مع بعضهم و ترحيبهم و نذهب ل غرفة هايدي .."
......
عند هايدي .. التوتر غالب علي ملامحها ..
سارة ب قلق : مالك يا دودو انتي خدتي علاجك ولا لأ ؟!
هايدي ب توتر جلي : ايوة خدته .. بس دايخه شويه ..
سارة ب خفتها المعهوده : اجمد كده يا عم .. " ثم نكزتها في خصرها " .. دايخه من قبل ما تشوفيه اومال لو شوفتيه بقي ..
اجلستها امام المرآه .. و اخذت تمشط شعرها ..
سارة : ايه رأيك يا هايدي اجيبه ع الجمب كده ؟ ..
هايدي ب لا مبالاه : متفرقش
احست ساره ب قلقها .. لكنها طردت احساسها بعيداا ..
سارة : خلاص بقيتي جاهزة .. ياللا انزلي
خرجت هايدي من غرفتها ب تملل .. و شرعت ب النزول ل المطبخ .. نهضت أميمه من مكانها و لحقت ب هايدي الي المطبخ ..
أميمة : ما شاء الله يا حبيببتي زى القمر .. ربنا يحرسك ياارب .. " رمقتها برضا ثم تحدثت " .. شيلي يا حبيبتي صينيه العصير و حصليني علي جوة و اضحكي شويه ..
اومأت هايدي ب الايجاب و تتبعت امها حامله صينيه العصير ..
أميمه ب تباهي و فرح : هايدي بنتي ..
رمقت أمل ل معتز ب معني : هي دي ؟!
هز معتز راسه ب النفي ل امه ..
امل : ربنا يخليهالك .. زي العسل ما شاء الله
وزعت العصير علي الجميع الوضع غريب .. معتز وضعه اغرب " اين سارة - حوريته - اين العروس "
هتفت أمل ب تردد
امل : اومال فين عروستنا الحلوة ؟
تغيرت ملامح الجالسين ..
أميمه : نعم يا حبيبتي !
رضوان مدركا ل الموقف و قال ب مرح ملطفا ل الجو المشحون : احنا عندنا العرايس كتير .. ثم ضحك وقال .. شاور بس ..
معتز ب ابتسامه عذبه : هي عروسه واحده مفيش غيرها ،
سارة
يوسف .. " أقال سارة .. ام انها تهيؤات .. نفض عن رأسه سريعاا .. ضيق عينيه .. وجه حديثه ل معتز ..
يوسف : قولت مين ؟!!
احس كلا من أمل و معتز ب القلق نظروا ل بعضهم ب استغراب ..
لحقت الامر هايدي التي تنفست الصعداء و انفرجت اساريرها ل ذكر اسم سارة و تنحيها عن الموضوع .. شكراا يا الله .. سترتني و انا لا استحق
هايدي : هطلع اندهلها اهوو
ولا اي وصف .. اقدر ان اوصف به يوسف .. لكم مطلق الحريه في تخيله .. احست أميمه ب خيبه الامل .. و رضوان ب الحرج .. اما يوسف !!
صعدت هايدي مسرعه متجه صوب غرفه بنت عمها .. دلفت ل غرفتها دون استئذان .. انتفضت سارة ل رؤيتها
سارة : خضتيني يا دودو .. في ايه ؟!
هايدي تتنفس ب صعوبه ب شكل واضح : العريس ...
سارة : ماله !!
هايدي ضحكت ب شده و هتفت ب صعوبه : العريس جاي يتقدملك انتي
اتسعت عين سارة ب ذهول و غير تصديق .. اقتربت من هايدي ب توجس
سارة : انتي لسعتي يا هايدي ؟!
هايدي : والله ابداا .. عايزينك تحت .. ياللا بسرعه
شرعت ب فتح خزانتها و اخذت تنتقي لها ملابس كي ترتديها قبل النزول .. " ايه رأيك ف ده " ..
هايدي ممسكه ب فستان ابيض ممزوج ب البمبي .. مفتوح قليلا من أعلي ..
ارتدته سارة بعد اصرار هايدي .." الذهول سيد الموقف ب النسبه لها "..
استبقتها هايدي ع الدرج و تبعتها سارة .. دخلت هايدي عليهم مشيرة ب يدها بحركه مسرحيه .. سارة
ثم تنحت جانباا ..
امل هتفت : ما شاء الله ..
نظرات معتز كانت كلها وله و اعجاب .. كانت كا الملاك ب اللون الأبيض و شعرها الكستنائي مفرود علي ظهرها ..
هزت سارة راسها ب التحيه و جلست ب جوار أمل ..
امل : جميله اووي يا معتز .. ربنا يهنيك يا ابني
رمقت سارة يوسف الجالس امامه ب نظرة سريعه ..
حالته لا توصف .. عينان مبحلقتان ب غضب يتطاير منهما الشرر .. حواجب معقوده .. و وجه مكتظ محتقن ..
انزلت راسها سريعاا ..
المستشار سالم : بما ان العروسه جت احنا جايين نطلب الانسه المصون سارة ل ابننا معتز .. ايه رايك يا ست أميمه !!
أميمه ب هدووء : الرأي رأيها هي ..
توجهو جميعا ب النظر ل سارة .. في انتظار ردها .. نظرت ل يوسف سريعاا .. قابلها ب التحذير .. هز راسه لها ب النفي .. اي رفض الخطبه ..
رفعت راسها ب شموخ و اومات ب رأسها ب الموافقه .. ثم رمقت يوسف ب تحدي .. الذي بادلها ب نظرات وعيد ..
اطلقت هايدي زغروده عاليا بعد موافقه سارة ...
.. نهض يوسف عن مكانه ب انفعال .. شرع ب الذهاب خارج المنزل ب أكمله .. حتي ينفس عن غضبه .." الأن يعلم لماذا لم يسترح له "..
في المنزل .. شعور ب خيبه الامل .. شعور ب النصر .. شعور ب الراحه ، شعور ب الفرحه .. اختلطت المشاعر لكلا منهما ..
نهض رضوان عن مكانه و تحدث ب نبرة عاليه
رضوان : طب تعالو يا جماعه نقعد في الصاله شويه .. و نسيب العرسان مع نفسهم شويه ..
انفرجت اسارير معتز عند سماعه ل هذا .. نهض الجميع ب التوالي .. تاركين معتز مع سارة ب مفردهم ..
تسارعت دقات قلبه .. رمقها ب وله .. ثم تحدث ب لطف
معتز : ازيك يا أنسه سارة ؟
استدارت له ب وجهها و رمقته ب ابتسامه عذبه
سارة : ب خير .. ازي حضرتك ؟
اقترب منها جالسا علي الكرسي المقابل لها .. تمتم ب ابتسامته
معتز : حضرتك ايه بس .. ياريت ميبقاش فيه ألقاب !!
سارة تنحنحت ب حرج : أحم ، ماشي
معتز : انتي تعرفيني ؟ .. " قالها ب تساؤل "
سارة تأملته جيدا .. ثم عقدت حاجباها .. و قالت : لأ
معتز زفر ضيقا : انا معيد عندك في الكليه ..!!
سارة ب ثبات : انا معرفش غير الدكاترة اللي بيدرسولنا .. و مليش علاقات هناك كتير ..
معتز تأملها قليلا ثم هتف : تعرفي اني حاولت أكلمك كام مرة من ساعه ما شوفتك !! .. ثم تابع ..كتير جداا و كل مرة كنت بحاول اقربلك فيها او اكلمك .. كان بيزيد اعجابي بيكي اكتر و اكتر ..
اومأت ب رأسها ب ابتسامه .. و أصرت الصمت .. وضعها محرج ، و نظراته لها تزيد احراجها ..
معتز : مش عايزه تسأليني عن حاجه .. " قالها ب لطف "
سارة تمتمت ب خفوت : مفيش عندي اسئله حاليا ..
معتز : عموما مع الوقت هنتعرف علي بعض و نفهم بعض أكتر ..
سارة هتفته ب نصف ابتسامه : ان شاء الله
.....
دخلت عليهم هايدي بعد ان تنحنحت قليلاا .. و هتفت " ياللا يا عرسان العشا جاهز " ..
.....................
أخذ سيارته و سار بها في الشوارع علي غير هدي .. قاد بسرعه .. يضرب علي المقود ب غضب بالغ .. بعد أن وصل من الغضب اقصاه .. يتنفس سريعا من فرط غضبه .. صدره يهبط و يتصاعد ب وضوح ..
" أصر علي أسنانه ب غيظ " و هدر ب صوت عالي غاضب " اما ربيتك مبقاش انا يا بنت ال .... والله ل اخليكي تتذليلي يا .... " و تعالي صوته بةالسباب "
وقف ب سيارته ب شكل مفاجئ .. اندفع ل الامام علي اثرها .. نظر ل الفراغ حوله .. اطبق علي جفنيه ب غضب و هو يصر علي أسنانه .. شعر ب ألم شديد ب رأسه .. وضع يده علي راسه .. ثم نفض عنها يمينا و يسارا و أمسك المقود و أكمل قياده ..
..............
دلف رضوان الي منزله بعد يوم شاق .. سواء ب العمل او ما حدث ب منزل يوسف .. استقبلته زوجته أروي علي الباب و خلعت عنه جاكيته .. تحدثت ب لهفه
اروى : هاا احكيلي ايه اللي حصل من اول طقطق لحد سلامو عليكو ؟
رضوان زفر طويلا : احكيلك ايه .. ده كان يوم ما يعلم بيه الا ربناا .. دماغي هتتفرتك م الصداع ..
اروى تحدثت ب نبرة يملؤها القلق : قصدك اي يا رضوان .. ايه اللي حصل العريس معجبش هايدي ؟ ..
رضوان قهقه عاليا حين ذكر اسم هايدي : هو انا مقولتلكيش ! .. " و علي صوت ضحكاته " .. مش هايدي دخلت و شايله العصير .. ع اساس انها العروسه .. تمام
اروى هتفت ب نفاذ صبر : هاا يا رضوان اخلص ..
رضوان : جايلك ب الكلام اهو .. المهم هايدي قعدت .. الاقيلك ام العريس و العريس بيقولو فين العروسه ..
اروى هتفت ب صدمه : نعععععم !!
رضوان اكمل : نفس اللي قولته ب الظبط .. لحقت الموضوع و اتاري قصدهم علي مين ؟! علي سارة ..
اروى ب صدمه و فم مفتوح : نععععم !!
رضوان اكمل : اهو ده نفس اللي قاله يوسف ب الظبط ..
اروى : و بعدين ؟! ..
اراح رضوان بةظهره ل الخلف و استند ب ساعده علي يد الأريكه ..
رضوان : بعدين ايه .. هايدي طلعت ندهت ل سارة و نزلت
أروي ب ضجر : كمل يا رضوان والله انت هتشلني ..
رضوان : مفيش جناب المستشار .. طلب ايدها من يوسف و امك .. و امك قالت الرأي رأيها و سارة وافقت ..
أروى ب اندهاش : وافقت !! ايه ده .. طب و يوسف ؟!!
رضوان : يوسف محدش يعرف راح فين .. فجاه كده قام و سابنا و مشي .. كان يوم صعب اووي يا حبيبتي ..
اروى : الله يكون في عونك يا ماما " قالتها أروي بحزن "
رضوان متسائلا : ليه ؟!
اروى : كانت فرحانه اوي انهارده و انا بكلمها في التلفون .. نفسها تفرح ب هايدي اووي ..
رضوان تنهد ب اريحيه : كان يوم غريب ولا الافلام الهندي ..
نهض عن مكانه و هو يخلع عنه قميصه ب تعب ..
رضوان : اما اروح اغير بقي .. اروي لو عندنا بنادول هاتيلي حبايه دماغي هتتفرتك ..
اروى هتفت من خلفه : بكرة بدرى هاخد العيال و اروح لماما .. عشان اعرف اللي حصل !!
رضوان اشاح ب يده و تحدث ب تعب : ماشي
...................
" عند يوسف " صفع باب سيارته ب غضب بعد ان استوقفها امام المنزل و ليس ب مكانها ' الجراج ' صعد الدرج الخارجي ب خطوتين .. دخل المنزل .. الهدوء يسود المكان .. الانوار مغلقه .. نظر ب ساعة يده - وجدها الثالثه صباحا - ملامحه غير مبشرة - نظر ل اعلي .. ثم صعد الدرج سريعاا .. نظر طويلا ل غرفة سارة نظراته مليئه ب الغل .. قبض علي كفه ب قوة .. تسائل ب نفسه
" اروح أكسر عليها الاوضه دلوقتي .. اكسر ايه .. انا لو شوفتها هقتلها "
استدار ب عنف و سار ب خطوات غاضبه صوب غرفه أمه ..ةقرع الباب ب عنف .. فزعت اميمه علي اثرها .. و فتحت سريعا ..
أميمه ب قلق : مالك يا يوسف في ايه ؟!
صعقت من مظهره ..
وجهه محتقن اعصاب وجهه بارزه وةايضا عروق عنقه ..
يوسف ازاحها عن طريقه ب خفه ثم هدر ب عنف : عجبك اللي حصل انهارده ده ..
أميمة فهمت ما يرمي اليه : لا طبعا مش عاجبني .. بس هنعمل اي !! اللي حصل بقي ..
يوسف اكتظ صوته و صاح عاليا : يعني ايه اللي حصل .. الخطوبه دي مش لازم تتم ..
اميمه : ملناش دعوة يا يوسف .. طالما سارة وافقت و رغبتها كده هنعمل ايه يعني ؟!!
يوسف تحرك من مكانه ب انفعال واضح و هدر ب نبرة أعلي : رغبتها !! رغبتها دي تحت جزمتي .. غصبا عنها تعمل اللي انا اعوزه و اللي اقوله هو اللي يمشي ..
أميمه و قد ساورها الشك : و انت مالك يا يوسف اي اللي مزعلك ؟!
اغلق فمه لحظه ..انتبه لحاله
يوسف و هو يوليها ظهره كي لا تكشفه : مضايق عشان هايدي .. اكيد زعلانه
أميمة هتفته ب سخريه : هايدي !! ده هايدي معملتش ربع اللي انت بتعمله ده .. اي الحكايه ب الظبط يا يوسف ؟!
اشاح لها ب يده وةهو يخرج من غرفتها هروبا منها قبل ان يفتضح أمره .. " يوووه .. اللي قولته هو اللي هيمشي " ..ثم ارتفع صوته ب شكل متعمد و هو في الممر الموصل ل الغرف ب بعضها .. و هدر ب غضب جلي .. " الخطوبه دي مش هتتم .. و يا انا يا هي !! " ..
دلف الي غرفته ثم صفق الباب ب عنف ..
اما عن " سارة " كانت حاضره ل الموقف من أوله .. تسمعت علي صياحهم من خلف باب غرفتها .. شعرت ب نغزه قلبها .. وضعت يدها صوب قلبها .. و ضربت ب خفه عليه و هتفت .. خيير .. خييير .... ابتلعت ريقها ب صعوبه .. و توجهت صوب الفراش .. توسطته .. محاوله تجاهل كل ما حدث و الخلود الي النوم .............
...........
في شركه " الزيني " ب مكتب رضوان ..
تفاجأ ب يوسف أمامه بعد ان دفع الباب ب كل قوته ل يصطدم ب الجدار ..
انتفض رضوان من كرسيه ..ثم هتفه ب بلاهه
رضوان : اومال انت فين يا بني من امبارح ؟!
وصله الرد من يوسف ب لكمه مدويه علي انفه .. " انت السبب " .. قالها يوسف بعد ان لكمه ب انفه ..
أمسك رضوان أنفه ب كفيه و احني رأسه ل الأسفل كي يوقف نزيف انفه .. و هتف ب وجع .. " انا السبب في اي يا مجنون ، انا عملتلك ايه ؟! " ..
يوسف و قد صدح صوته : انت اللي جيبته ، زي ما جيبته .. مشيه .. خلصني منه !!
رضوان مضيق عينيه : قصدك معتز !
يوسف هتفه سريعا : قصدي زفت ، انهي معاهم الموضوع زي مابدأته
رضوان : انهي ايه يا مجنون ؟! ، ما انت لو كنت قاعد معانا
امبارح كنت هتعرف اننا حددنا ميعاد ل الخطوبه بعد اسبوعين ..
يوسف عقد حاجباه ب صدمه و زاد خفقان قلبه : ايه !!! انتو حددتو كمان ميعاد ؟!
اقترب من رضوان بعد ان كور قبضته ل يلكمه ثانيه .. و لكن رضوان لن يقع ب فخه مرتين تفادي الضربه ب مهارة ..
رضوان : اعملك ايه ما انت اللي مشيت و سيبتني معاهم ..
هدر يوسف بغضب"مفيش خطوبه هتم ..
رضوان"نعععم ..هتصغرني مع الجماعه يعني!!
يوسف:واصغر اللي جابوك ..طالما معملتليش اعتبار..
رضوان :اعتبغر اي اللي اعملهولك سارة ..قطمت الكلام لما قالت انها موافقه ..
يوسف بعد ان جذب مطفأه السجائر وقذفه بها ولكنها لم تصيبه ..بنت ال...متفكرنيش هي قالت اي..
صدم رضوان من حال يوسف ..لم يسبق وان رأه بهذا الحال من قبل ..
هتفه بتساؤل "وانت مالك يايوسف اي اللي مضايقك !؟
يوسف"وقد نفذ صبره"هو كل حد اكلمه يقولي اي اللي مضايقك!! هايدي يااخي ..هاايدي اختي زعلانه ..مش هاين عليا زعلها ..
رضوان "وقد تبدلت ملامحه للاستغراب ..هايدي؟!!
قوس فمه ورمقه باستهزاء ..
"ده ع اساس اني مكنتش شايف هايدي امبارح ..
هاتها ع بلاطه يايوسف ..وقول اي اللي مضايقك ..رمقه يوسف بغضب ولم يجيبه..
تابع رضوان حديثه"اقولك انا اي اللي مضايقك ..اللي مضايقك هي ساره ..قولتلك قبل كده انت بتحبها ولا لا ..كابرت وقولت لأ..
انتفض يوسف بانفعال واضح ثم صرخ بغضب ..بنت ال... انا مستحيل احبها وانت عارف كده انا بكرهها بكرهها . بس والله لاوريها ..شرع بالخروج من مكتب رضوان ..
جذبه رضوان من ذراعه ..يوسف لو عرفت انك ضايقت سارة انا هزعلك ..
يوسف :"بنفس نبرة رضوان المحذرة"والخطوبه دي لو كملت كلكو هتزعلو!!
جذب ذراعه من قبضه رضوان وغادر والشرر يتطاير من هيئته ..
مال رضوان برأسه للخارج ..وجد الموظفون متجمعون امام مكتبه يتسمعون علي صياحهم ..
هتف بهم رضوان "بنبرة حاده"متهيالي كل واحد يشوف شغله أحسن ..
ثم استدار ورمق سكرتيرته يسرا "بحيرة" رمقته ب"ببرود متعمد"
دلف لمكتبه واوصد الباب ..وجلس علي مكتبه ليباشر عمله ..
..........
بمني كلية التجارة ..جامعه القاهرة ..
من داخل قاعه المحاضرات ..تجلس سارة وصديقتها رغد في اخر القاعه في انتزار دكتور ماده "مبادئ الاحصاء "
رغد"بابتسامه واسعه" ايه ده ولا الروايات اللي بقراها
سارة:اه والله حاجه غريبه فعلا ..
رغد :طب وانتي وافقتي ليه ؟!
سارة "لما بصيت ليوسف ولقيت الشر بيفط من عينه ووشه احمر ..محستش بنفسي غير وانا بهزلهم راسي اني موافقه ..
رغد:يخربيتك ..طب واي اللي حصل!!
سارة:الدنيا مقلوبه من امبارح ويوسف جه قبل الفجر وقعد يزعق مع مامته ..
يم تابعت بحزن "حتي طنط حاسه انها متغيرة معايا"
رغد:اكيد ..مش كانو مفكرينه جاي لهايدي ..
عموما خلي بالك بقي ..عشان يوسف مش هيجيبها لخير ..
وضعت ساره كفها علي قلبها ورددت "خيير ..خييير ""
دلف دكتوى الماده الي القاعه ..ساد الصمت وظهر صوت الدكتور الجهورى"بالقاء التحيه علي الطلبه ..!!
بمنزل يوسف..التوتر سيد الموقف ..الاجواء مشحونه ..حضرت اروي ظهرا كي تري امها وتقص عليها تفصيلا ما حدث أمس!!
اروى"تشير بيدها "والنبي ياداده فاطمه خدي رودي ويوسف وافتحيلهم اي قناه كارتون يتلبخو فيها شويه ..
حضرت فاطمه بخطوات بطيئه مالت علي الصغار وأمسكت بأيديهم ..وساروا معها صوب التلفاز ..
اعتدلت أروي بجلستها واتجهت بوجهها لأمها ..ها ياماما ..كملي..
تململت أميمه بجلستها :ومسحت بكفيها وجهها بتأني .."يوسف علي أخره ومصمم ان الخطوبه متحصلش.."
اروي "بنبرة استغراب"انا اصلا مستغربه ازاي سارة توافق ع العريس وهي شايفه انتو كنتو عايزينه لهايدي!!
أميمه"بغيظ"ماهو ده اللي مضايقني ومضايق يوسف . ايه للدرجادي مبتفهمش..
اروى"زمت شفتيها"معرفش حسيتها حركه لئيمه منها ..مش قادرة ابرر اللي عملته !!
أميمه "بنبرة هادئه"حرام ..انا اقول شهاده حق ..البت دي من يوم ما جت هنا وهي طيبه وف حالها ..عمرها لا اشتكت ولا سمعت حاجه منهاا..
أروى"انا كنت بحبها اووي ..بس بعد حركة امبارح وانا مش طيقاها ..لازم ترفض العريس ده ..منعا للمشاكل ..
أميمه:لاا ..ملناش دعوة ترفض تقبل ..هي حرة ..انا عندي بنات ..مقدرش اجي علي بنت زيهم ..
اخاف ربنا يقعدهولي فيكو
أروى"طب وهايدي عامله اي بعد موقف امبارح ..زعلت كتير؟!!
أميمه "اعتدلت للامام وهتفت باستغراب"اهي دي بقي اللي مش فهماها ..ده البت اول ماسمعت اسم سارة وانها العروسه والضحكه بقت من الودن للودن ..ورقعت الزغروده اللي تسمع للصعيد ..
أروي"غريبه يعني ..بس هقول اي الحمدلله انها متأثرتش اووي والا كانت هتتعب كالعاده ..
أميمه:يمكن ده اللي هداني شويه بعد موقف امبارح..
نهضت عن مكانها بعجاله هتفت ابنتها وهي تسير صوب المطبخ ..اما اقوم اطبخ الغدا..هتفتها اروي من خلفهاا..
هقلع الهدوم دي والبس اي حاجه من عند هايدي واجي اساعدك ..
نهضت من مكانها وصعدت الدرج متجهه صوب غرفة اختهاا ..
...................
بكليه الحقوق "خرجت هايدي من قاعه المحاضرات بعد ان انتهت المحاضرة ..ممسكه هاتفها بيد تضغط عليه للاتصال ..واليد الأخري تحمل الكتب والملازم ..وضعت الهاتف علي اذنها بانتظار الرد ...واخيرا جاءها صوت 'جمال'..
احتد صوتها وهي تهاتفه"انت فين كل ده ..مبتردش عليا ليه ..
جمال:.....
هايدي:يعني اي مسافر تتفسح مع اصحابك ..طب والكلبه اللي انت مرتبط بيها مش تعرفها ..بدل منتا سايبني مش عارفه راسي من رجلي!!
جمال:.....
هايدي:لا مش هوطي صوتي ولازم اشوفك ونتكلم وتحط حد للموضوع ده بقي..
جمال:.....
هايدي:طالما هتيجي بكرة انا كمان هجيلك بكرة بعد الكليه عشان اخلص..
انهت المكالمه معه دون ان تنتظر رد منه ..اغلقت الهاتف بعنف ..ثم ألقته بحقيبتها باهمال ..وتوجهت صوب الدرج للنزول ..
............
تقف سارة ورغد صديقتها أمام بوابه الجامعه ..تشير ﻻاي سيارة أجرة بالتوقف ..جائها من الخلف صوت أمير"
ساره ..أنسه سارة"
التفت سريعا هي ورغد ..مالت عليها رغد بمداعبه"ايه ده ..هو ده العريس!!
لكزتها سارة في كتفها ..
ابتسمت لأمير ..الذي اقترب منهم ..مد يده بالسلام لسارة ..مدت يدها له ..اطال بالسلام وهو يرمقها باعجاب..جذبت يدها من يده بحرج ..وهتفت 'رغد صحبتي'استظار براسه لرغد وابتسم لعا ابتسامه واسعه ..
ثم وجه حديثه لسارة"ها انتي خلصتي محاضراتك ولا اي؟!
سارة:ايوة ..ومروحين اهو..
أمير:طب ياللا عشان اوصلك!!
سارة"بامتنان"لأ شكرا ..مفيش داعي..
امير:لا ازاي دانا جاي وراكي مخصوص عشان اوصلك و..
اقتطع حديثه وهو يتنحنح بحرج
قصدي ..يعني شوفتك وانتي خارجه وقولت اوصلك ..
نظرت سارة لرغد ..اومأت رغد لسارة بالموافقه علي طلبه ..
رغد :طيب همشي انا بقي ياسو..
سارة :موجهه حديثها لأمير ممكن نوصل رغد في طريقنا ..
أمير"بثبات"طبعا طبعا "اتفضلي ياأنسه رغد..
رغد'بحرج'لا مش عاوزه اتعب حضرتك ..هاخد تاكسي ..
أمير "باصرار"اتفضلي نوصلك في طريقنا .مفيش تعب ولا حاجه ..
فتحت رغد الباب الخلفي للسيارة ..في حين ان أمير كان يستدير حول سيارته لكي يفتح الباب الامامي لسارة ..ولكنها احبطته عندما رأها تجلس بجوار هايدي بالخلف ..
قوس فمه بغيظ ..وتمتم ""ايه الورطه دي""..دلف الي السيارة وجلس علي مقعد القياده ..ظبط المرآه حتي ظهر بها وجه سارة ..
رمقها بابتسامه عذبه ..احرجت من تصرفه فأشاحت وجهها عنه بحرج..
وانطلقا بالسياره لايصال رغد اولا ..
.. ........
تجلس يسرا علي مكتبها بشركه الزيني ..مكتبها بجوار مكتب رضوان..كانت تتحدث بالهاتف بصوت منخفض مع سماح شقيقتها ..
يسرا"بصوت منخفض"يعني مش قادرة تصبري اما اجي البيت واحكيلك ..
سماح:.....
يسرا:طيب ..هو عموما م الصبح مش علي بعضه وكل شويه يندهلي ..هاتي ورق معرفش اي يايسرا ..خدي ورق معرفش اي يايسرا ..وانا مسقعالو ع الاخر"وضعت يدها علي فمها كي لايعلو صوت ضحكاتها"
سماح:......
يسرا:لأ هسيبه شويه كده .عشان يتلحلح شويه ويجي بقي ..
عارفه يابت لو الموضوع ده حصل ..داحنا هنتنغنغ ..انتي متعرفيش رضوان ده ..ده علي قلبه اد كده ..
"تم تأففت"يوووه اقفلي اقفلي بيتصلي علي تلفون المكتب ..اما اشوف عايز ايه؟!
أغلقت الهاتف سريعا مع شقيقتها ..وأمسكت بهاتف المكتب ..
"بنبرة جديه مصطنعه"ايوة يافندم ..
..حاضر هجيب الملف وادخل لحضرتك ..
اغلقت الهاتف ..فتحت درج مكتبعا وأخرجت مرآه صغيره ..نزرت لنفسها باعجاب قامت بتظبيط شعرها ..ثم اخرجت أحمر الشفاه من حقيبتها ووضعت قليلاا منه علي شفاهها ...
دخلت عليه بعد ان استأذنت بلطف للدخول..
ابتسمت بنصر ..فمجرد رؤيته هكذا يعتبر نصر لها ..
اتفضل يافندم الملف اهو .."هتفت وهي تناوله اياه"..
امسك منها الملف ثم جذبها من يدها سريعا ..قال بحزن..متغيرة معايا ليه ..
هتفت "حضرتك اللي عاوز كده ..
رضوان :بحيرة..ومين قالك اني عاوز كده ..استقام بوقفته مقابلها ..
انتي عايزه ايه وانا اعمله ..
هتفت بدلال بعد ان وصلت لمبتغاها ..انت عارف انا عايزه ايه ..
زفر بضيق نظرا لحاله"خلااص وانا كمان مبقتش قادر ..
وضعت كفها علي كتفه بدلال ومالت براسها عليه ..ولا انا كمان يا قلبي ..
"ليس لديه عذر ..متزوج من امرأه يحبها وتحبه ولديه منها اولاد ..متفاهمه معه وعلي قدر من الجمال ..قصة رضوان ليست قصه او روايه للتسليه ..واقع وحدث امامي ..لم يكن له عذر ..حاولت جاهده التماس اعذار ولم أجد"..
.................
قامت بتوديع صديقتها رغد من شباك سيارة أمير..ثم توجههت ببصرها اليه وهتفت مبتسمه..خلاص تقدر تطلع دلوقتي..
التف اليها امير برأسه وقال ..تيجي تقعدي اودام ؟!
هتفت سارة بحرج"لا انا مرتاحه كده.."
تافف بصمت ثم اندفع بسيارته ..
يتبادلون النظرات بمرأه السيارة ..نظرات تارة وابتسامات تارة اخري..
هتف بعد فترة من الصمت"انتي ساكته ليه ..
سارة:انت كمان ساكت..
أمير"يرمقها في المرأه"هو كل مرة انا اللي هتكلم ..
اتكلمي انتي بقي مرة من نفسي .
ابتسمت ابتسامه واسعه حتي بروت اسنانها"مممم ..طيب اقول اي..
التفت اليها وهتفها "ايه رابك ننزل اي مطعم نشرب حاجه ..او نتغدا سوا..
هتفت باسف"للاسف مينفعش ..مستأذنتش حد "
احبطته ثانيه..قال "انتي عايشه عند عمك من امته..
تبدلت ملامحها سريعا للعبوس علي ذكر سيرة بيت عمها ..انا في مصر بقالي سنه ونص قعدت حوالي سنه في بيت اخوات ماما ثم تابعت بحرج"ومرتحتش هناك"وبعدين مرات عمي طنط أميمه خدتني عندها ..
قال باستفهام"جايه مصر بس من سنه ونص..غريبه ..
تاملته بفضول"غريبه ليه"
انير "يعني لكنتك المصريه حلوة اووي ..كانك عايشه هنا بقالك سنين..
سارة:احنا كنا فعلا مهاجرين امريكا ..بس المنطقه اللي كنا عايشين فيها كان فيها عرب كتير ..وايام مدرستي كنت مصاحبه مصريين كتير وكنت بتكلم بلهجتهم ..حتي بابا الله يرحمه ..كان ف البيت كل كلامه مصري..
أمير :قولتيلي بقي..
مقولتليش ..ايه رايك فيا..
تفحصته باستغراب"مش فاهمه ؟!
أمير"احم ..قصدي يعني رأيك فيا بما اننا هنتخطب قريب وكده ..
سارة "اومأت له بابتسامه "وضحت له مدي رضاها عنه ..
تنفس باريحيه "يعني افهم من كده اي..
سارة :حلو كويس ..مبدأيا يعني. .
التفت لها وهو يرمقها بوله ..
هتفت مسرعه وهي تضرب علي الكرسي ضربات خفيفه ..استني هنا ..هنا..
نظر امامه مضيق عينيه بتساؤل ..هنا ..لسه البيت اودام ..
هتفت "لا هنا أحسن ..عشان بس محدش يقولي حاجه ..
ترجل من سيارته واستدار سريعا لها كي يفتح الباب ..ترجلت وقفت امامه وقالت "بامتنان "شكرا علي التوصيله ..
مال قليلا ليصل لمستواها ..مفيش بينا شكر ..ثم اخرج هاتفه من بنطاله :ممكن بقي رقم تلفونك ..عشان ابقي اكلمك ..
املته الرقم ..وتبادلو السلام ..ظل مكانه حتي غابت عن عينه ..صعد سيارته وغادر بها والابتسامه لا تفارقه..
..............
تجمعو علي المائده للغداء عند حضور رضوان ..
أروي:مش نستني يوسف اما يجي عشان نتغدا سوا..
رضوان:وهو فين يوسف ..انا فكرته هنا ..جه شويه الصبح ومشي ..والشغل علي بعضه..
أميمه:بتصل بيه الموبايل مقفول ..
"تورترت سارة اكثر ..تحركت علي كرسها بصمت ..ولم ترفع بصرها عن طبقها ..
اروى"بتهكم"وانتي ياسارة هتعملي ايه!!
سارة"مستفهمه"في ايه؟!
اروي"زفرت بحنق وهتفت"هو اي اللي ف اي؟!!ف العريس اللي جاي
تنحنحت سارة بحرج "ولا حاجه ..طنط وابيه رضوان حددو ميعاد الخطوبه ..
قاطعتهم أميمه قبل ان تتعقد الامور اكثر"خلاص يا أروى ..كملو أكل وبعدين ابقو اتكلمو..
رضوان"يلوك بالطعام بفمه"عامله ايه في الكليه ياسارة ..مرتاحه
سارة:اه الحمدلله ياأبيه
هايدي"متدخله في الحوار" دانا بقالي اربع سنين في حقوق ومش عارفه اصاحب حد ..
هي لسه مكملتش ترم هناك وليها بيست وزملا وكمان جابت عريس "وقهقت عاليا"
تبادلت هي ورضوان الضحك والمرح ..
وسط نظرات حنق من اروي لسارة ..وعدم اكتراث من أميمه..
..........
خرج يوسف من المصعد متجه صوب شقته الموجوده باحدي المباني الفخمه ..دلف للداخل بمفاتيحه الخاصه..منزل واسع عبارة عن بهو كبير وخمس غرف ومطبخ علي التراث الامريكي ومرحاض بغرفه النوم واخر بالخارج..
القي بجسده علي الاريكه بتعب ..ثم رفع قدميه ..تجول بعينيه في المنزل ..امسك هاتفه وضعط عدة مرات ..حتي جاءه الرد ...
ايوة ياعبده ..اطلع نضفلي الشقه دي دلوقتي..
اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد الأخر..
قام بالاتصال مرة اخري ..
الو ..ايوة ياأمي ..
اميمه:....
انا في الشقه بتاعتي..
أميمه:....
يوسف:لا متقلقيش عليا ..انا هنام هنا ..استقربت المسافه م الشركه لهنا وكنت تعبان ..
اميمه:.....
يوسف:مش وقته ياأمي ..مصدع وعايز انام ..
غلق معها ثم القي هاتفه بأهمال علي المنضده المجاورة له ..اطبق علي جفنيه بتعب ..واخذ يمسح بكفه مقدمه رأسه ..ثم نهض من مكانه توجه صوب غرفة النوم الكبيره ..دلف لداخلها وقام بفتح خزانة الملابس واخرج منها ملابس داخليه وبنطال من القطن لونه اسود ..وسحب منشفه ..وتوجه صوب المرحاض الموجود بالغرفه بخطوات متعبه ..كي ياخذ حماما منعشاا ..يزيل به تعب وتفكير دام يوم وليله ..
بمنزل رضوان ..
بحجرة نوم رضوان واروى ..يدعي رضوان النوم وايضا اروي ..
زفرت اروي بضيق بعد ان تململت علي الفراش ..تحركت من مكانها بضيق وقامت بفتح ضوء المصباح المجاور للفراش.. توجههت بصرهها صوب رضوان الذي يوليها ظهره ..ضربت علي كتفه ضربه خفيفه ..
أروي:رضوان ..قوم انا عارفه انك صاحي ..
أطبق علي جفنيه بشده لاكتشاف امر ادعاؤه للنوم ..
استدار ببطء شديد لها ..واخذ بفرك عينيه .. تمتم بخفوت"في اي ياحبيتي"
اروي"عايزه اتكلم معاك شويه ..ممكن!!
رضوان "يضيق عينيه بدهشه"دلوقتي ده الساعه داخله علي 3الفجر!!
أروي:اه دلوقتي يارضوان ..مانا مبقاش بعرف اتكلم معاك كلمتين علي بعض..
ارتفع عن مكانه قليلا بعد ان اسند الوساده خلف ظهره..
تنهد طويلا ثم هتف...مممم خير..
بشكل مفاجئ هتفته اروي"انت متغير معايا ليه!!
رضوان:متغير معاكي ..مين قالك اني متغير معاكي..
اروي:انا حاسه انك متغير معايا ..متكدبش احساسي ..
رضوان :مفيش حاجه ياأروي ..ضغط في الشغل مش اكتر..
اروي :طول عمرك مضغوط في الشغل ..في حاجه غريبه!
رضوان:مفيش حاجه ياأروي متخليش الشيطان يلعب بعقلك ..
اروي:اوعدني متخبيش عني حاجه ..لو قصرت نحيتك بحاجه قول..
رضوان"استحقر نفسه الف مرة وهتف بحب صادق 'اناي عمرك ماقصرتي ولا هتقصري ..انا اللي مقصر ..
جذبها من راسها برفق ..وضعها بلين علي صدره اخذ يمسح شعرها بحنان ..ثم طبع قبله رقيقه علي جبينها ..
استكانت اروي في حضنه باستسلام واستجابت له بوله ..لم يكن مجرد زوج ..بل حبيب واخ وصديق ..تربت علي يده من صغرها ..حاولت ان تطرد احساسها وتكذبه حتي لاتعكر صفو اللحظه ..ف هي الي الأن لم تري منه غير كل حسن ..حتي وان قصر وتغير قليلا
................
هو انا مش هشوفك غير كل فين وفين زي الاغراب ..
قالتها سهر وهي تسير بخطي ثابته مستقيمه صوب يوسف الذي كان يوليها ظهره ..كان موجود بالنادي يشرب كوبا من الشاي ..
استمع لصوتها ..زمجر بخفوت ..وهمس"اصل انا كنت ناقصك انتي كمان"
جلست بجواره ..وترمقه بعتاب وشجن ..انا زعلانه منك اووي..تقريبا اسبوعين مشفتكش..حتي مبيهنش عليك تتصل تطمن عليا..
يوسف:اتصل اطمن عليكي ليه ..منتي كويسه اهو وبعدين منتي قولتي شايفين بعض من اسبوعين ..عايزه ايه تاني!
سهر"بخبث"وهي ترفع شعرها من علي وجهها "عايزه كتير طبعا ..انت ناسي اننا مرتبطين!
احتد صوته "سهر ..فكك مني ..انتي عارفه اني مش هرتبط بيكي ولا بغيرك..
بنفس حدة صوته اجابته"لا ياجو ..مش بكيفك ..تعلقني بيك بمزاجك واما تزهق ترميني!!
يوسف:ارجعي بذاكرتك لورا ياسهر ..وافتكري كويس ..انتي اللي عملتي اي عشان توصليلي .."ثم أكمل بوقاحه"
ومفيش حاجه عملتهالي الا وخدتي تمنها..
سهر وقد اهتزت نبرتها غيظا "واديك قولتها ..يبقي مش هسيبك لغيري بسهوله ..
يوسف" رمقها باستهزاء ..صدقيني انتي بتلعبي لعبه انتي خسرانه فيها ..
ضربت الطاوله بعنف ..بعد ان وصلت لذرة الغضب "انا مش هخسر ياجو ..وهتشوف بنفسك .. ازاحت الكرسي بغضب ثم مالت علي اذنه تهمس بفحيح :ابقي سلملي علي طنط ياجو ..لحد مااشوفها وقهقت عاليا وغادرت بخطي جامده تعبر عن غيظها منه ..تمتمت بخفوت وهي تغادر"تريدها حرب ..فليكن ماتريد.."
ظهر علي ملامحه الضيق والانفعال وخصوصا حين ذكرت أمه "لا يريد ان تتشوه صورته بنظرها "
نهض عن مكانه بضيق ..وغادر هو الاخر علي عجالة ..متجها صوب شركته ..
.............
لم تذهب الي الجامعه ..خرجت من المنزل وهي محدده وجههتها ..ان تذهب ل"جمال"وتتحدث معه بشأن علاقتهم المحرمه "زواج عرفي ولكنه يظل محرم ..ف أهم شرط من شروط صحه الزواج هو الاشهار..ولكن اين الاشهار في الزواج العرفي "
كانت تضحك علي حالها حين ضغط عليها ونصحها بالزواج منه عرفيا علي اساس انه يعتبر زواج مؤقت لحين ان يعمل ويتقدم بطلبها من اهلها بشكل صحيح .. مخطئه 'ف الحلال بين والحرام بين'
ترجلت من سيارة الاجرة ..والقت علي السائق حسابه..توجهت صوب المبني وصعدت الدرج مستنده علي الحائط المجاور للدرج ..ثم توجهت الي شقة جمال ..وفتحت بمفاتيحها الخاصه..
وجدته نائم ..زفرت ضيقا ..استدارت حول الفراش وضربته علي ظهره عده ضربات كي تفيقه ..
هاتفها بتملل وهو مغمض الاعين ومازال غير مدرك "اي . ف اي؟