4

تقف نيران أمام دولاب ملابسها بحيره تنظر إلي صديقتها الوحيده غير مصدقه ما سوف يحدث لها، هل اباها حقا كتب فى وصيته أن تعيش مع ذلك الشاب الغريب وهى لا تعرفه من قبل كانت عيونها تقول كل شئ لا تحتاج أن تفتح فمها من أجل الحديث أو التعبير عما تريد أن تقوله الآن، وقفت صديقتها وهى تعانقها بحب وراحه وتهمي فى اذنها بصوت حنون" متقلقيش كل حاجه هتبقي تمام المهم انتى تكونى قويه"

ابتعدت نيران عن عناق صديقتها وهى تنظر اليها بعيون ضعيفه ولكن دخول سامى الغاضب بعيون حاده ضيقه يصيح بصوت عالى" ايه القرف الى بيحصل ده ازاى موافقه تعيشي مع رجل غريب يا هانم انا قلت اكيد قد ابويا أو ابوكى لكن يبقي شاب ازاى"

وقفت تسنيم أمامها تأخذ من بعض غضب اخيها وتتحدث   بالنيابه عن نيران " انت ليه محسسنا انها إلى اختارت أو هى إلى كتبت الوصيه ما كل حاجه كانت قدامك من غير اختيار ليها"

وقف امام الباب ينظر إلى نيران بحده" انا مش موافق على انك تروحى مع الراجل ده"

نظرت إليه بحزن ثم إلى دولابها وهى تخرج الباقي من ملابسها وتضعه فى الحقيبه التى امامها على السرير ناطقه بصوت خافت" انا مش شايفه ليا اي اختيار يا سامى كل حاجه بقت رسمى وانى اعيش مع الشخص ده بقي حاجه لازم أعملها"

عقد حاجبيه بتعجب ونطق بهدوء" انتى بتختاري الراجل الغريب عنى انا عن كل حاجه بينا"

هزت رأسها نافيه ونطقت بحزن مازال على وجهها" بابا هو إلى اختار ليا ده وانا واثقه فى اختياره، وانت كمان ليك الحق انك تختار انك تفضل معايا أو تعاند زى ما أنت"

كانت تلك اول مره تقف نيران أمام سامى وتتحدث معه عن شئ تريده لطالما كانت تفعل ما يأمرها به دون نقاش منها تبحث دائما عن سعادته وهى كانت ترى أن سعادتها فى كونها معه فقط يشعرها بذلك الشعور بالحب والأمان وتلك هى اللحظه ألتى اختارت بها نيران شىء آخر غيره أو شئ لا يريده هو، نظر اليها بطرف عيناه مطولا ثم خرج بسرعه من الشقه متجه الى السطح غاضب مع إنهيار نيران على السرير بجوار حقيبتها المفتوحه التى يتواجد بها ملابسها بعشوائية..

اقتربت منها صديقتها تهون عليها ناطقه" سبيه هو هيعرف مع الوقت أن معاكى حق فى كل حاجه ووقتها هو هيطلب منك انك تسامحيه"

نظرت إليها نيران بحزن ثم تنهدت تمسح دموع عيونها مع صوت ذلك المحامى الذى ينطق من الخارج" يلا يا انسه نيران أستاذ زين مستنى تحت"

هزت رأسها وهى تكمل اخراج ملابسها من الدولاب بمساعده صديقتها تسنيم.....

لم يستطيع أن يكتم غضبه الشديد من ذلك المحامى المستفز من وجهه نظره فقد انتظر ذهابه مع مصيبته وصاح إلى صديقه ومديره" هى دى بقي إلى انا هكون واصى عليها دى كبيره كبيره ازاى هدخل على ماما بيها اقولها ايه خدى مصيبه تانى من مصايبى"

نظر اليه فارس بعيون صامته طويلا ونطق" انا مستعد افهمها كل حاجه وان الموضوع مش بايدك ولا حتى باديها"

لم يصمت زين فى تلك اللحظه بل صاح أكثر به" انا مش عايز المصيبه دى إلى عايز ياخدها ياخدها انا مش عايز اربط نفسي بيها دى كبيره يا فارس كبيره مش طفله صغيره قلت هعطف عليها وتبقي ونس لماما لكن دى اقول ايه امى مش هتصدق انى انا وصى عليها"

وضع فارس يده على كتفه ونطق بهدوء" انا هقولها الحقيقه وكمان البنت هتقول والمحامى كمان والموضوع هيعدى"

تسأل زين أكثر" والجيران فى العماره هطلع شقه شقه اقولهم مين دى إلى انا جايبه بشنطه هدومها دى شبهه"

نظر اليه بيأس وهو يعلم أنه الآن يخترج تلك الحجج من أجل التهرب من المسؤوليه وبالاخص عندما علم أنها فتاه بالغه ليست طفله كما اعتقد أو هئ له عقله هذا المعقد من الفتيات ومن أمورهن" زين هنقول البواب انها بنت خالتك أو عمتك قريبتك وجايه تدرس هنا"

نظر اليه زين بطرف عيناه ونطق وهو لا يعلم ماذا يفكر أيضا فى حجج أخرى" انت ديما كده عندك الحل مش كفايه بنت هتعيش معايا فى بيتى"

ضحك فارس بقوه وهو يغلق عيناه من كثره الضحك" مش متخيل زين فى بيته بنت بصراحه لا وهو المسؤول عنها فى كل حاجه مبروك عليك يا صحبي"

دفع زين فارس بخفه وهو يخرج ما يشعر به من غضب بسبب تلك الفتاه لا يريدها فى حياته أو بيته أو تعرف اي شىء عنه ، اغمض عيونه محاولا أن يهدي قليلا ولا يتذكر تلك المصيبه الواقع بها الآن..

نظر فارس إلى الباب الخاص بتلك العماره التى تسكن بها نيران وهو يراها تسحب حقيبتها وهى تنظر إلى أعلى العماره خاصه الى السطوح وهى ترى ذلك الشاب الذى ينظر اليها بغضب واضح وعلى وجهها تلك الحزن واليأس الذى لا يكفي فقط من موت ابيها بل أيضا تخليها عن كل شىء من أجل اخر شئ طلبه منها ابيها قبل أن يموت وطالما كانت كلمه ابيها هى سيف على رقبتها ولا يمكنها أن ترفضها ابدا وهى تثق فى اختيارات ابيها وهي تعلم أنه بالتأكيد لن يضرها بالعيش مع ذلك الشخص التى لا تعرفه ولم تراه من قبل.

نظر فارس اليها وهي تقترب من السياره، نزل بسرعه وتوجه اليها يأخذ منها الحقيبه محاولا أن يساعدها فى وضع الحقيبه فى الجزء الخلفي من السياره وهو يفتح لها الباب الخلفى لتركب به وتنظر إلى زين بطرف عيناها ثم إلى الطريق عبر النافذه وهى تحاول أن تدارى تلك الدمعه التى نزلت من عيونها وهى تودع حياتها القديمه بكل شىء بها، أغمضت عيونها وهى تسمع صوت فارس والتى لا تعلم من يكون هو الاخر " محتاجه حاجه تانى من هنا"

هزت رأسها نافيه ولم تنطق بكلمه وهى تسند برأسها وتراقب الطريق والماره بعد أن إنطلاق من أمام باب عمارتها وتارك قلبها هناك مع سامى الذى لا يفهم ما الموقف التى تمر به الان وايضا هى بالفعل تحتاج إلى من يرعاها ولكن مازال ذلك السؤال فى عقلها كيف سوف تعيش مع ذلك الرجل فى منزل واحد حتى أنها لا تطيقه وهو أيضا هذا الواضح على وجهه الغاضب ذو الحاجبين المعقوده وهو تنطق بصوت خفيف" استاذ زين حضرتك متجوز"

كانت تنظر اليه عبر تلك المراه وهو ينفى بهدوء ونطق بصوت خافت" امى عايشه معايا متقلقيش مش هتبقي لوحدك معايا"

صمتت قليلا وهي تنظر إلي النافذه مره اخرى لا تحاول أن تتحدث أو تقول اي شئ بل يكفي ما تشعر به الان من حرقه لا يمكن أبدا أن تنطفئ بسهوله فهي مازلت صغيره علي تلك الأمور الكبيره، ام أنها كبرت بتلك السرعه ولم ترى كيف هي مؤهله أن تكون أمام كل تلك المسؤليه الكبرى..

شعرت بتوقف السياره خرجت من شرودها وتفكيرها وهي ترى زين ينزل من السياره ويشير الي صديقه بشئ ثم يذهب مبتعد الي تلك العماره التى من الخارج توحي انها عماره الأثرياء فقط، لم تنطق بكلمه واحده وظلت صامته حتي سمعت صوت فارس ينطق" مش عايزك تكوني حزينه انك سبتي بيتك القديم وجيتي هنا زين انسان طيب ومحترم وفعلا هتبقي في أمان معاه"

نظرت إليه بطرف عيناها ونطقت" يعني لازم كنت اعيش معاه مكنش ينفع أن أفضل وسط صحابي وافضل تحت وصيته"

هز رأسه نافيا" الافضل ليكي انك تبكي هنا بس انا ممكن أسألك سؤال رخم شويه"

هزت رأسها بنعم وهى تنظر اليه بهدوء وعيون مازال الحزن يكسيها" الشاب الي كان معاكوا في بينكم حاجه"

نظرت اليه بصدمه ثم نظرت إلي الأرض ونطقت بهدوء" مظنش أن فيه حاجه دلوقتي لان كل حاجه انتهت وقت خروجي من بيت بابا"

كاد أن ينطق ولكن صوت زين الذى جاء من أمام العماره" فارس هاتها وتعالي"...

يتبع.......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي