الفصل الرابع

صاحبة البنفسج
الفصل الرابع
للكاتبة ندى محسن |White Rose

علم الجميع بشأن زواج مهران من روز واجتمعوا الجميع ليحضروا عقد القران تعالت الموسيقى وتزين المنزل كانت الأضواء جميلة وهي تزين حول المنزل سمعت روز دق الباب لتأذن لمن بالداخل بالدخول ظنآ منها انها سما لتتفاجأ بمهران فتضع الحجاب على رأسها

-هل هناك شيئ!

قام بتقديم لها احد الفساتين الراقية

-ارتدي هذا هو بسيط ولكن سيكون جميل عليكي..

ابتسمت روز واومأت بسعادة وهي تتأمل الفستان

-يبدو جميل انه يأخذ العقل حقآ رائع..

ابتسم مهران وهو يتأمل وجهها

-هل اعجبكي كثيرآ!

اومأت له لتجده يحاوط خصرها ويقربها منه فتضع يدها على صدره وهي تبعده ليلمس وجنتها

-ماذا بكي اهدئي اراكي ان كنتي ساخنة ام لا

نظرت الى عيناه فيبتسم لها لتتحول عيناها الى اللون الأزرق الفاتح فيتعجب

-ما الذي يحدث اخبريني كيف تتحول عيناكي بتلك الطريقة الغريبة كيف تصبح فاتحة بعد ان كانت قاتمة اخبريني؟

ابتلعت ما بحلقها وهي تبتعد فيتركها لتبتعد وهي تنظر له وصدرها يعلوا ويهبط ليضحك

-ما الأمر اطمئني لن ءأكلكي استطيع ان افرق بينكي وبين الحلوى..

ابعدت وجهها وهي تشعر بنبضات قلبها تعلوا وتعلوا.. فيخرج وتستند هي على الباب بعد ان قامت بإغلاقه

-ما به غريب ويجعل قلبي.. يجعل غلبي ينبض بقوة وعدم انتظام ماذا به هذا الرجل الغريب يا ترى!

اخذت نفس عميق واخرجته ببطئ وهي تتمنى ان يكون كل شيئ على ما يرام..

هبطت بعد ان جهزت وسما معها تساعدها في كل شيئ ما ان رأهم سراج حتى اقترب امسك بيدها وقام بتقبيلها

-تبدين جميلة انا سعيد للغاية انكي ستتزوجين بشخص مثل مهران انتي تستحقيه..

تعجبت روز فرأي سراج مخالف لسما التي تبتسم بقلق طوال الوقت

اقترب مهران بإندفاع لا يعلم احد سره ليقم بسحبها

-هيا سيبدأو بعقد قراننا وعليكي ان توافقين..

اومأت له وهي تبتسم ومتعجبة من تسرعه اما هو نظر الى سما التي التقت عيناها بعيناه لتبعدها بقلق فيهز رأسه بتهكم، اما عن سماح كانت تقف على بعد منهم تشتعل غضبآ واكثر ما كان يغضبها انها لم تستطيع التحدث مع مهران من قبل هذا اليوم..

-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير...

اردف المأذون بتلك الجملة لتتعالى من الجميع التهاني وقد كان مهران ينظر الى روز بتركيز وجدها تنظر الى سراج الذي يبتسم ويهمس لها لتتعالى ضحكاتها فتتهجم ملامح مهران وهو يجلس ويقبض يده بقوة

اقترب سراج بمرح

-ما الأمر الن ترقص مع زوجتك ام ماذا يا سيد مهران؟

نظر مهران له بغضب

-هل تريدني ان اجعلها ترقص امام الجميع ماذا بك فالتتأدب يا صبي

شعر سراج بالكثير من الأحراج وروز نظرت الى مهران بضيق لحديثه معه بتلك الطريقة ووقفت وهي تمسك بزراع سراج

-لا بأس لا تحزن تعالى معي

ذهبت لتقف مع سما واصدقاء سما في الجامعة وهي تتحدث وتضحك غير مدركة لتلك الأعين التي تكاد تحرقها اما عن سماح كانت تلاحظ غضب مهران الشديد ولا تعلم سببه هل من الممكن ان يكون اعجب بها وبتلك السرعة!

انتهى اليوم وذهب الجميع بعد ان قضوا ليلة سعيدة ومهران غاضب طوال الوقت لكنه يتمالك اعصابه...

صعد عادل واولاده للنوم تاركآ روز بطلب من مهران، كانت روز تقف امام مهران بتعجب

-ما الذي تريده مني لا اريد ان يناموا ويتركوني بمفردي فأنا اخاف من الظلام وسما تنتظرني حتى اذهب في النوم

كاد مهران ان يجن ووقف امامها بغضب شديد

-انتي ما الذي تفعليه وما الذي تريديه بالظبط!

تعجبت وهي تنظر له بحيرة

-انا ما الذي فعلته لك؟

امسك مهران بوجهها بقوة وهو يدفعها لتصطدم بالحائط

-ما الذي فعلتيه؟ وما الذي لم تفعليه انتي؟ اريد ان اقتلكي هل تعلمين كم اريد فعلها!

اتسعت اعين روز بخوف وهي تدفعه بعيدآ عنها وقد عادت عيناها لتتحول للأزرق الفاتح

-ابتعد ماذا بك ما الذي تفعله انت ابتعد عني... لا اريدك انا.. ابتعد...

تركها بعد ان لاحظ خوفها وقام بضرب يده في الحائط جوارها

-كيف تمسكين بيد سراج وكيف تضحكين وتتهامسين معه طوال الحفل! كيف تتحدثين مع الرجال بتلك الطريقة؟

احمر وجهها وهي تنظر له

-اريد ان اصعد لأنام لم افعل شيئ خاطئ...

اخذ نفس عميق وهي اتت لتبتعد فيمسك بيدها

-عندما اتحدث تقفين هنا لتستمعي لكل ما اريد قوله عل تفهمين لا تتحركين ولا تتحدثين الا بأمر مني هل هذا مفهوم ام اعيد حديثي!

ابتلعت ما بحلقها بتعجب

-ماذا بك يا مهران لماذا تحولت بتلك الطريقة!

امسك بوجهها بغضب

-انتي جعلتيني على وشك الجنون عندما كنتي تضحكين وتتهامسين مع اي رجل هل تسمين نفسكي بالمهذبة بعد افعالكي تلك؟ اخبريني!

ابعدت يده بإنفعال

-لا احب ان تضع يدك علي بتلك الطريقة انا لست راضية عن تلك الأفعال ولا اسمح لك...

ابتسم مهران بتهكم وهو ينظر لها

-لا تسمحين لي؟ اعيدي ما قولتيه فمن مصلحتكي ان اكون اخطأت السمع!

دفعته روز بإنفعال وهي تريد ان تتغلب على خوفها ولا تعيد حياتها مع عمها عادل مرة اخرى مع مهران..

-توقف عن هذا انا لست راضية عن كل ما تفعله توقف عن التصرف بهذا الشكل معي انا لا احب تلك الطريقة ولست راضية هل تفهم

وجدته يسحب حجابها لتتعجب وهي تنظر له وتبعد يده

-ماذا بك انت توقف عن هذا...

كشف شعرها وازال الرابطة لينسدل على ظهرها وتتسع ابتسامته

-شعركي طويل وجميل... انه رائع للغاية...

احمر وجهها وهو قبض يده على شعرها لتشهق بفزع وعيناها اصبحت ازرق فاتح للغاية

-توقف عن هذا...اذا سمحت انا لم اخطأ لتزيل شعري دعني وسوف اذهب للنوم سريعآ لن اصدر اي صوت...

كان مهران ينظر لها وهو متعجب من خوفها الزائد اكثر من اللازم وهو لا يعلم ماذا يفعل معها...

-اصمتي ماذا بكي انا لا اعلم ما الذي تفكرين به كوني هادئة

دفعته وهو تفاجأ وقبل ان يمسك بها كانت قد ركضت سريعآ ولم يلحق بها عندما لاحظ خوفها ربما كان سيزداد لو كان طاردها هو...

دلفت روز الى الغرفة وجدت سما نائمة فتقترب وتقم بالنوم في حضنها بقلق وهي تنظر تجاه الباب يخيل لها عقلها ان مهران سوف يأتي ليبرحها ضربآ لتبكي...

اتى اليوم التالي واجتمعت العائلة على الأفطار عدا روز فيتعجب عادل

-منذ متى وهي تتأخر تلك الفتاة!!

تحدثت سما بحيرة

-لا اعلم ما الذي حدث لها استيقظت وجدتها ملتصقة بي وهي بملابسها لم تبدلها حتى لا اعلم كيف استطاعت ان تنام بهذا الفستان!!

انفعل عادل وهو يشعر بالضيق

-تلك الغبية لن تتغير ابدآ تافهه...

انفعل مهران في تلك اللحظة وهو يتحدث الى عادل

-لا تنسى انها زوجتي وهي ليست تافهه ولا اسمح لأي شخص ان يعيب بها والا قد اخذت رد فعل لن يعجبك حتى لو كنت عمي وحتى لو كنت رجلآ كبير في السن هذا لا يغفر لك عندي..

ابتلع عادل ما بحلقه وقد ظهر عليه الضيق والقلق في نفس الوقت ولكنه صمت بينما سماح القت بالملعقة على المائدة وذهبت للخارج يبدوا انها ستجلس بالحديقة لتستنشق بعض الهواء وهي لا تطيق ان يتحدث مهران عن روز هكذا...

هبطت روز اخيرآ كانت تتجنب النظر في وجه مهران وجدت كرسي فارغ بجواره واخر بجوار عادل لتبتلع ما بحلقها بتردد وتسمع صوت مهران

-ما الأمر اقتربي لتأكلين...

نظرت له في هذا الوقت وخيل لها انه سيسحب شعرها وسيصدم رأسها بالمائدة فتغمض عيناها وقد ارتجف جسدها وتقترب من عادل لتجلس بجواره فيتعجب من فعلتها اما عن مهران فلقد كان يشتعل غضبآ ولكنه ابتسم بهدوء حتى لا يظهر عليه شيئ... انتهوا من تناول الطعام وذهبت سما لتغسل يدها هي وسراج واخيرآ عادل بينما مهران لم يتحرك بل كان ينتظرها وما ان ادركت انها معه بمفردهم توقفت عن الطعام وهي تنظر له بإرتباك

-ما الأمر فالتكملي طعامكي ان اردتي اكلي فأفعلي ايضآ!

ابتلعت ما بحلقها بصعوبة بالغة بعد كلماته كانت تأكل ليس جوعآ فلقد شردت بكل ما حدث منه ليلة امس..

وقف مهران واتجه لها لتمسك بالشوطة وهي تقبض يدها عليها وتجده حاوط كتفها واقترب يدفن وجهه في عنقها

-ماذا بكي خائفة؟ لماذا اخبريني هل فعلتي شيئ خاطئ!؟

اتت لتقف فيقم بتثبيتها

-لا تتحركين ابقي مكانكي...

سارت يده هابطة على زراعها ليصل الى خصرها فتقم بضرب يده بقوة بالشوكة فينتفض بألم صارخآ بها

-هل جننتي!!

وقفت وهي تبتعد وهو مازال غاضب اتى عادل على الصوت بتعجب

-ما الأمر يا مهران ما خطب يدك؟؟؟! ما الذي حدث؟؟

لاحظ خوف روز ليسألها بغضب

-ما الذي حدث يا غبية ما الذي فعلتيه هذه المرة؟؟

ارتجف جسدها وعادل يقترب منها لتبكي

-لن افعل شيئ... لم اقصد ان اصدمه حتى اسئله لم افعل شيئ خاطئ...

كان مهران ينظر لها ولا يصدق الى اي مدى تخاف هي منه اما عادل نظر الى مهران

-هل انت بخير؟ ماذا فعلت لك؟؟

نظر مهران اليها وجدها تترجاه ان لا يتحدث ليهز رأسه بنفي وغضب

-لا شيئ... مجرد صدمة..

اومأ عادل وهو قلق عليه فهو يحبه او على وجه الخصوص يحب امواله صعدت روز الى غرفتها ركضآ وقد تعالت انفاسها اما عن مهران كان يلمس يده بعدم تصديق لفعلتها تلك وعلم انها خائفة قرر الصعود اليها وانهاء هذا الأمر..

دق الباب لتجيب وكان يبدوا على صوتها البكاء

-ابدل ملابسي...

لم ينتظر وفتح الباب ليجدها جالسة تبكي وهي ممسكة بالمقص على وشك ان تقص شعرها ليتعجب

-ما الذي تفعليه انتي!

انفعلت وهي تنظر اليه

-ليس من شأنك وكيف تتجرأ على الدخول دون اذني قولت انني ابدل ملابسي..

اقترب وامسك المقص

-ما الذي تفعليه بالمقص اجيبيني...

تساقطت دموعها بألم

-ليس من شأنك انت انا افعل ما اريد

القى المقص بعيدآ وقرب يده من شعرها لتبعد وجهها بخوف ونفور ملحوظ فيأخذ نفس عميق وهو يحاول الهدوء وحاوط وجهها

-لا داعي للقلق اهدئي لا داعي لكل هذا..


نظرت الى عيناه ليبتسم بحنان

-خائفة لماذا انتي خائفة هكذا!

ابتلعت ما بحلقها بمرارة واجابته في تردد شديد

-انا خائفة.. اريد ابي وبشدة صدقني اريده...

تأثر كثيرآ بنظراتها وحديثها المرتجف اقترب من شفتاها لتتسع عيناها بصدمة وهي تبتعد

-ارجوك لا اتوسل اليك لا تفعل يا مهران اتوسل اليك

وجدها انهارت في البكاء ليتوقف عن الأقتراب وهو ممسك بها

-لماذا يا روز؟؟

انهارت اكثر في البكاء ليندم على تلك الخطوة فهذا التوقيت غير مناسب لكنها تفقده عقله

-انا لن افعل شيئ لا يرضيكي انظري لي...

كانت تبكي بقوة فيقم بضمها

-كفى يا روز توقفي عن البكاء ارجوكي يا صغيرتي توقفي عن البكاء اذا سمحتي... ارجوكي...

نظرت روز له وامسكت بيده فيجدها ترتجف

-انا ليس لي احد ارجوك لا تخيفني انت اتوسل اليك توقف عن معاملتي بتلك الطريقة انت قولت ستساعدني..

اومأ مهران لها

-اجل وانا عند عهدي اعدكي لن يحدث شيئ سيئ لكي..

نظرت الى عيناه ورأت بهما الصدق فهو لا يكذب عليها سوف يحميها حقآ..

-مهران..

نظر لها في انتظار حديثها فتبتلع ما بحلقها وهي تشعر بالتردد

-هل يمكنني طلب شيئ..

اومأ لها وهي ترددت كثيرآ

-ان كنت لا توافق اخبرني انك لا توافق لا تقم بضربي او سبي انا لا اقصد شيئ...

حاوط وجهها بحنان ليجدها تبعد وجهها بنفور وخوف ليلمس وجنتها برفق

-اهدئي وتحدثي لا تخافي اهدئي...

ابتلعت ما بحلقها ونظرت له

-اريد زيارة قبر والدي اذا سمحت لن اجلس وقت طويل وسوف اعود سريعآ ارجوك

اومأ مهران لها

-حسنآ ما المشكلة في هذا سوف اجعلكي تزوريه

ابتسمت بعدم تصديق

-حقآ هل تتحدث بجدية انت لا تسخر مني اليس كذلك؟

تعجب مهران

-ما الأمر الم تكوني تذهبين لزيارة والدكي؟

هزت رأسها بنفي

-وماذا حدث؟؟ لماذا لم تذهبي مرة اخرى؟؟

ابتلعت ما بحلقها ووجدها تفتح ازرار عباءتها تلك وتعطيه ظهرها ليتعجب فتكشف ظهرها من الخلف وهي تبتلع ما بحلقها بإحراج وخجل شديد بينما هو وقف بصدمة عندما رأى جرح عميق في ظهرها يبدو انه لم يشفى بعد

-ما هذا كيف انتي صامتة على جرح كهذا وكيف جُرحتي بتلك الطريقة اخبريني!

اسرعت بوضع يدها على فمه بقلق

-اصمت لا تجعل صوتك يعلوا ان علم اني قولت شيئ لك سيعذبني... هو من فعل هذا عندما تأخرت عند قبر والدي ولم يكن الطعام جاهز لا اعلم كيف غفلت شعرت بأبي بجواري كان هذا اعظم شعور نمت بعد ان فشلت في النوم لأيام وعندما عدت كان غاضب كثيرآ صفعني وكان يقول لي الكثير من الكلمات الصعبة امسك بشعري واراد حرقه لكن سما وسراج ابعدوه فأدخلني للمطبخ واغلق الباب...

اغمضت عيناها في نفور شديد وامسكت بزراع مهران وكأنها تحارب تلك الذكرى...

-قطع ملابسي من الخلف ليكشف ظهري ولم استطيع ان التفت له كنت اشعر بالخوف الشديد وكنت اشعر بالأحراج لم اكن ادري انه سيحرق السكين حتى تحمر ويطبع بها على ظهري... كان بشع كل شيئ بشع...

اتسعت اعين مهران بصدمة وعدم استيعاب لذلك هي تخاف منه كثيرآ كيف يتعامل معها بتلك الطريقة يا ترى كيف لا يتقي الله بها

-هل غيرت رأيك يا مهران! لن تجعلني اذهب؟؟

هز مهران رأسه بنفي وهو يضمها اليه

-بلا سأجعلكي تذهبين متى اردتي ولكن اخبريني اليس لديكي شيئ سوا تلك العباءة!

احمر وجهها وقد شعرت بالأحراج

-هو لا يوافق فهو يقول اني لا اخرج...

اقتربا حاجبي مهران في تعجب

-وماذا عن سراج اليس شاب في هذا المنزل ام ماذا؟

تعجبت وكأنه قال شيئ غريب

-هو يخبرني ان علي الجلوس امامه بملابس المنزل هو ليس غريب فما المشكلة!

اخذ مهران نفس عميق يحاول الهدوء

-ولماذا ترتدين تلك العباءة امامي!؟

اجابته ببساطة وهي مقتنعة بكل ما تقوله

-لأنك غريب!!

#يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي