الفصل الثالث

-١-
وقف امين أمام المرأة بسترته السوداء لدقائق معدودة ليضيف لماسته الأخيرة لأناقته ثم خرج من غرفة نومه واتجه الي الريسبشن بخطوات ثابته تكسوها طبقه سميكة من الغرور والكبرياء، وقفت ياسمين حينما رأته مدت يدها لتسلم عليه فمد امين يده لها بكبرياء ثم لمس اصابعها وأعاد يده سريعا الي جيبه بجليطه فشعرت ياسمين لحظتها بالخجل والاحراج، أشار لها امين بيده لكي تجلس ثم جلس بعيدا عنها وسألها بجديه: في ايه يا ياسمين؟
تنحنحت ياسمين قليلا وقالت بخجل: انا عايزه بضاعه يا امين باشا.
ضحك امين بوقار ثم أشعل سيجارة الضخم وزفر دخانه بهدوء وسألها باستهزاء: وانتي يا ياسمين هتعرفي توزعي بودرة؟
تنهدت ياسمين وقالت بثقه: عيب يا باشا ده انا كنت مرات المعلم شوقي.
سحب امين نفس عميق من سيجارة وزفره بهدوء وقال بأدب: البقية في حياتك يا ياسمين.
اقتربت منه ياسمين وقالت: انا محتاجك تقف جنبي يا امين باشا، انا ست وحيدة ومليش حد اتسند عليه غيرك.
ضحك امين بوقار وقال بخبث: وانا مش هسيبك بعد كده، هكون ضهرك وسندك وحمايتك كمان.
تشممت ياسمين رائحه العطر الذي يضعه امين فقالت بنبره حاره: البرفان اللي انت حطه حلو اوي.
ابتسم امين بثقه وقال مداعبا: شوقي ده حمار علشان مات وساب الجمال ده كله.
فعلقت ياسمين علي دعابته وقالت بدلع: اهو الجمال ده في ايدك انت دلوقتي.
هز امين رأسه بالإيجاب وقال بثقه: من النهارده البضاعة اللي انت عايزاها هتخديها وبسعر اقل كمان من اللي شوقي كان بياخد بيه.
تحسست ياسمين وجهه برقه وقالت بنبره حاره: انت لذيذ اوي يا امين بيه.
انصرفت ياسمين من قصر امين بعدما نجحت في ان تكون واحده من اكبر تجار البودرة، تفحص امين جسدها وهي تنصرف من أمامه بنظرات جائعة حالما بأن تكون عشيقته في المستقبل.
ياسمين من أسرة فقيرة يكاد ان تكون معدومة والدها ملازم الفراش منذ اكثر من خمس سنوات بعدما صدمته سيارة وهو عائدا الي بيته، فأصيب بكسور شديده في عموده الفقري كانت سببا في اصابته بالشلل، ومنذ هذه اللحظة تحملت ياسمين المسئولية كامله، فأصبحت هي العائل الوحيد لهم، ياسمين لها ثلاث اخوات بنات هي اكبرهم جميعهم، فالباقي مازالوا في المدارس اما هي فبعد إصابة والدها بالشلل تركت الجامعة واكتفيت بالثانوية العامة لتكمل طريقها في الشقاء والكفاح.
ياسمين فتاه جميله لم تتخطي الثمانية عشر عاما بشرتها بيضاء شعرها كستنائي ناعم تخفيه تحت الطرحة عيونها خضراء واسعه قوامها متناسق يميل للنحافة قليلا، ياسمين شخصية خجولة انطوائية تميل للوحدة أغلبية الوقت، ياسمين تكره حياتها وتريد ان تغير واقعها باي شكل ولهذا عندما جاءتها الفرصة أمسكت فيها ولن تتركها تضيع منها حتي لو كانت هذه الفرصة هي تجارة المخدرات.
بدأت الحكاية عندما وافقت ان تعمل خادمه عند ايمان الرفاعي تلك الراقصة المشهورة او بالأصح كانت مشهورة في الماضي ايام الزمن الجميل وعندما انقلب عليها الزمن وعجزت عمليات التجميل عن إخفاء تجاعيد وجهها والعروق البارزة في يديها بشكل مقزز، وفي نهاية المطاف جلست ايمان الرفاعي في بيتها بالزمالك كالعجزة في دار المسنين، وكان دخلها الوحيد في هذه الحياة البائسة تلك الفيلا الصغيرة التي تمتلكها في مصر الجديدة فبعدما ابتعدت عنها الاضواء أجرتها لاحدي شركات المقاولات الضخمة لتصبح مقر لها والمضحك في الأمر انها لم تشتري هذه الفيلا من الأساس لأنها لم تعمل حساب في يوم من الايام لغدر الزمان، فكانت تسير علي عقيدة ان الايام القادمة ستكون أجمل بكثير من الحاضر والماضي وستظل متربعة علي عرش الرقص الشرقي الا ملا نهاية وكأنها خالده فيها، ولهذا كانت تصرف ببزخ اما عن القصر فقد أهداه لها أمير عربي مقابل ان تعيش معه اسبوعا كاملا في جناحه بفندق ماريوت والمضحك في الأمر انه كان ضعيف جنسيا ليس قادرا علي ممارسة الجنس معها ولكنها اوهمته بأنه عنتيل وانها لم تمارس الجنس من قبل مع رجل بهذه القوة الجنسية فرح الأمير بكلامها وصدقه فكتب هذه الفيلا بأسمها وأصبحت هذه الفيلا العائل الوحيد لها في تلك هذه الأيام السوداء.
تذهب إليها ياسمين في الصباح الباكر حوالي الثامنة صباحا ولا تنصرف من عندها قبل التاسعة مساءا وبالرغم من الوقت الكبير الذي تقضية في خدمتها حيث انه يتخطى الاثني عشر ساعه ولكنها لا تشعر بالتعب والاجهاد لأنها لا تفعل شيء سوى تنظيف الشقة اما عن تحضير الطعام فإيمان الرفاعي لا تأكل من البيت فقد تعودت منذ اكثر من ثلاثين عاما حينما كانت تتربع علي عرش الرقص الشرقي ان تاكل في المطاعم وظلت علي هذا الحال حتي اليوم وحتي غسيل الملابس وكوبها ليس من عملها فهي كل ما تفعله ان تتصل بالمغسلة فيأتي الصبي يأخذ ملابس ايمان الرفاعي ويتم غسلها وكويها لتعود جديدة وكأنها لم تلبس من قبل، ايمان تصرف ببزخ لا تعمل حساب للزمن بالرغم من انها تذوقت مرارته فعندما نصحتها ياسمين بنبره تعاطف: انتي بتصرفي كتير اوي يا هانم، اعملي حساب لبكره محدش عارف الايام الجاية مخبيه ايه!
ضحكت ايمان بسخرية ونطقت بنبره حزينة: انا مش هعيش قد ما عيشت، كل اللي فضلي شويه ايام علشان كده لازم اعشها بالطول والعرض.
ربتت ياسمين علي كتفها وقالت بحنان: ربنا يديكي طولة العمر.
في اليوم التالي صباحا نزلت ياسمين من بيتها متجها إلى عملها وعلي باب الحارة اوقفها شوقي حيث نادي عليها بعلو صوته: ياسمين يا ياسمين.
التفتت له ياسمين وزفرت بضيق ثم سألته باقتضاب: عايز ايه يا شوقي؟
نطق شوقي مغازلا: صباح الخير يا احلي ياسمين في الدنيا.
ابتسمت ياسمين بعصبية ثم تركته وانصرفت فنطق شوقي بثقه: بكره تعرفي ان محدش في الحارة دي كلها بيحبك ويخاف عليكي ادي.
بثقت ياسمين علي الأرض وأكملت في طريقها إلى أن وصلت إلى شقه ايمان الرفاعي، طرقت ياسمين علي باب الشقة ولكن ايمان لم تفتح لها الباب ولم ترد من الأساس، فطرقت علي الباب بعنف ومع هذا لم تستجيب ايمان لها، استغربت ياسمين وبدأ القلق ينتابها فطمأنت نفسها بأنها نزلت من البيت لتشتري شيء ضروري فالتقطت هاتفها المحمول واتصلت بها، فسمعت صوت رنة الهاتف من داخل الشقة، في تلك اللحظة سيطرت عليها الهواجس بشكل كبير فطرقت علي الباب بقوة العديد من المرات ولكن للأسف كل هذا بلا جدوي، فنزلت ياسمين مهرولة الي حارس العمارة وسألته بقلق: هي ستك ايمان نزلت من البيت النهارده؟
اعتدل صبحي في جلسته علي الدكة ونطق موضحا: الهانم مبتنزلش من البيت لوحدها ما انتي عارفه يا ياسمين!
خبطت ياسمين علي صدرها وقالت بتوتر: انا من بدري بخبط علي باب الشقة ومش بترد ولما اتصلت بيها لاقيت تليفونها مقفول.
قفز صبحي من مكانه وقال بلهجه امر: تعالي نكسر باب الشقة لا يكون حصلها حاجه.
نطقت ياسمين بقلق: ربنا يستر.
صعد صبحي بخطوات واسعه وخلفه ياسمين التي كانت تبكي بشده خوفا علي ايمان، حتي وصلا امام باب الشقة دفع صبحي الباب بكل قوته اكثر من مره حتي كسر الباب، ركضت ايمان إلى غرفتها لتتفاجأ بموتها فصرخت بعلو صوتها: الله يرحمك يا ستي.
وظلت تبكي وتولول وكأنها ابنتها وليست خادمه عندها وذلك لأنها تحبها بشده فلم ترى منها سوءا من قبل بل بالعكس لم ترى منها غير كل خير، فكانت تعاملها وكأنها ابنتها الوحيدة خاصة انها لم تنجب اطفالا بالرغم من انها تزوجت ثماني مرات ، تذكرت ياسمين انها كانت تعطيها المال ببزخ وكانت تصطحبها معها في النوادي والمطاعم الشهيرة، فقد رأيت معها ما لم تراه طوال حياتها السابقة وكأنها دخلت جنه الخلود.
عادت ياسمين مره اخري للفقر والحرمان او بالأصح الي واقعها المرير وكأنها طردت من جنة الخلود مثل ادم وحوا، ولكن ادم خطأ حينما اكل من ثمرة التفاح المحرمة اما هي فلن تخطيء في شيء لتطرد من الجنة انه القدر ليس إلا، عادت ياسمين لرحله البحث عن عمل تلك الرحلة الشاقة والتي لا تنتهي وكأنها بلا نهاية لتشبه سلحفاة تسير في قلب الصحراء في طريق لا ينتهي الا بنهاية عمرها.
مازالت ياسمين تحمل اعبأ البيت وحدها علي كاهليها فهذا هو القدر لا يرحم التعساء وفي احدى الايام وهي خارجه من البيت في رحلتها اليومية في البحث عن عمل اوقفها شوقي حيث سألها مغازلا: اخبارك ايه يا ست البنات؟
اجابته ياسمين باقتضاب: كويسه.
وقبل ان تتركه وتنصرف امسكها شوقي من يدها برقه فسحبت يدها بقوة وصرخت فيه هاتفه: انت اتجننت يا شوقي بتمسك أيدي.
تنحنح شوقي وقال معتذرا: انا اسف يا ستي، حقك عليه.
زفرت ياسمين بضيق وقالت باقتضاب: خلاص مفيش حاجه.
اقترب منها شوقي وسألها بنبرة دافئة : تتجوزيني يا ياسمين؟
زفرت ياسمين بضيق واجابته موبخه: انا اتجوزك انت، اتجوز تاجر مخدرات.
ثم تركته وانصرفت نادى عليها شوقي أكثر من مره ولكنها لم تعره اي اهتمام وأكملت في طريقها في البحث عن لقمة العيش.
وبعد عده اسابع استملت ياسمين عملها الجديد عامله في مصنع ملابس في العبور ولكنها لم تكن سعيدة بهذا العمل وإنما مجبره عليه، فالعمل شاق ومرتبه ضعيف لا يكفي احتياجات اسرتها ولكن ما باليد حيله، وفي احدى الايام طلبها حافظ صاحب المصنع في مكتبه وكانت هذه المره الاولي التي ترى فيها ياسمين صاحب الشركة، خاصة انه لا يخرج من مكتبه حيث أن أمامه علي المكتب شاشة كبيرة تزيد عن الستين بوصة موصله بعشرات كاميرات المراقبة الموجودة في كل شبر بالمصنع فإذا رأي خطأ من احدي العاملات طلبها في مكتبة فورا ولهذا فخروجه من مكتبة ولفه في المصنع ومتابعه الفتيات لن يفيده في شيء، اطرقت ياسمين علي الباب عده طرقات فنطق حافظ من الداخل بصوت اجش: تعالي يا ياسمين.
دخلت ياسمين المكتب لتجد رجل عجوز جالسا علي المكتب شعره ابيض مجعد؛ وجهه مليء بالتجاعيد؛ ظهره محني قليلا؛ ملامحه حادة تخلو من الطيبة، اقتربت منه ياسمين بخطوات مضطربة حتي وقفت علي حافة مكتبة ابتسم حافظ بخبث ثم سألها: مبسوطة في الشغل يا ياسمين؟
هزت ياسمين رأسها بالإيجاب وقالت بعدم اكتراث: الحمد لله.
تفحصها حافظ بنظرات جائعة وكأنه لم يرى نساء من قبل، احست ياسمين بأن نظراته تخترق كل شبر في جسدها فزاد توترها وقلقها فسالته باقتضاب: انت عايز مني حاجة يا استاذ حافظ ؟
ايقن حافظ بأنها لا تتقبل الجلوس معه فأشار لها بيده بمنتهي الجليطه بأن تنصرف فعادت ياسمين الي عملها وهي متأكدة بأنه لن يتركها في حالها فخاطبت نفسها قائلة بإصرار: انا كده كده مش هكمل في الشغلانه دي كتير.
-٢-
عاد صالح الي بيت اهله، بعدما توسط اخوه صابر وتدخل لأزاله الخلاف بينه و بين ابوة، ولكن بشروط فرضها مرسي وسانده فيها ابنه صابر اما عن هذه الشروط فقد قرر مرسي ان لا يصرف علي صالح ابنه مليما واحد من الان ويجب عليه ان يجد عملا يعيش منه ويصرف به علي نفسة، فقد أصبح رجلا ويجب أن يستقل بذاته فكيف لرجلا تخطي الثلاثين عاما يمد يده لوالده ليأخذ المصروف؟
وطبعا استسلم صالح لأوامر ابوه فليس هناك شيئا في يده سوى السمع والطاعة، وفي احدي الايام كان صالح واقفا مع مجدي صديقه علي نصية الشارع، فأخرج مجدي من جيبه علبة سجاير ثم سحب منها سيجارة استروكس وناولها له رفض صالح في البداية ان يأخذ منه سيجارة الاستروكس وقال موبخا: استروكس ايه بس اللي انت بتشربه ده كيف الزبالين.
ضحك مجدي بصوت عالي وقال بجديه: الاستروكس ده بيعمل دماغ اقوي بكتير من دماغ الحشيش.
علق صالح علي حديثه قائلا بوضوح: انا بشرب حشيش علشان بيغير ليه المود ويخليني رايق ومش شايلها هم اما الاستروكس بتاعك بيفصل الواحد عن الواقع ويخيله مغيبب.
أشعل مجدي سيجارة الاستروكس وزفر دخانها بهدوء ثم قال بنبره تشبه نبرة الشيطان: انا كنت زيك كده بالظبط بقول علية ده كيف الزبالين والبوابين كمان وكنت بخاف حتي اجربه، بس لما جربته لاقيته سحر، حاجه تانيه غير اي مخدرات شربناها ولو مش مصدق جرب.
ثم ناوله سيجارة الاستروكس مره أخرى تردد صالح في البداية ولكنه بعد ذلك أخذها من يده وشد نفث عميق ثم زفره بهدوء وقال بسعادة: كرفتها حلوه ونفسها هادي علي الصدر.
نطق مجدي بخبث: ولسه لما تاخد كام نفس تاني هتلاقي الحياة اختلفت.
شد صالح عده أنفاس من سيجارة الاستروكس فاختلفت الحياة تدريجا كما قال له صديقة لدرجة انه بدأ يرى اشياء غير موجوده علي ارض الواقع وكذلك يسمع اصواتا لأشخاص غير موجودين أمامه، ضحك صالح ضحك هستري وبدأ يقفز ويلعب في الشارع وكأنه طفل صغير، صحيح انها المرة الاولي التي تعاطي فيها صالح الاستروكس ولكنها لم تكن المرة الأخيرة.
-٣-
ولدت هيام في قرية فقيرة في الصعيد والدها يعمل عامل في مصنع باليومية ووالدتها ست بيت لا تخرج من بيتها الا لشراء متطلبات البيت من السوق، هيام لها خمس اخوه هي اكبرهم كما هي البنت الوحيدة في وسط خمس اولاد، عاشت هيام فتره صعبة من التقشف والجوع والحرمان وبعدما بلغت وتخطيت الأربعة عشر عاما خرجها والدها من المدرسة وقال لها بنبره جاده تخلو من اي مشاعر: معندناش بنات تتعلم.
ثم أخذها من يدها وذهب بها إلى صاحب المصنع الذي يعمل عنده ثم قال له بنبره توسل: البت كبرت يا هشام باشا، وانا طمعان في عطف وكرم سعادتك انك تشغلها في المصنع.
تفحصها هشام بنظره رجل جائع خاصة ان هيام بالرغم من صغر سنها كانت مكتملة الأنوثة وكأنها ثمرة استوت على فرع شجرة تنتظر من يقطفها ويأكلها بنهم، فتاه جميله؛ بشرتها سمراء؛ تقاطيع وجهها منمنمة؛ تظهر من تحت طرحتها بعفوية خصلة سوداء، جسدها ناضج الانوثة وكأنه لأمرأه متزوجه وليس لفتاه تبلغ الأربعة عشر عاما ولهذا نطق هشام بنبره جاده: خلاص يا طايع انا موافق ان بنتك تشتغل عندي.
ابتسم طايع وقال له داعيا: ربنا يخليك للغلابه يا هشام باشا.
زفر هشام دخان سيجارة بهدوء وقال باقتضاب: بنتك هتشتغل شغاله في البيت عندي.
تنحنح طايع وقال بنبره منكسرة: بس انا يا هشام باشا كنت عايزها تشتغل معايا في المصنع.
ضحك هشام بسخرية وقال موبخا: ده علي اساس انه مصنع ابوك هتشغل فيه الناس علي مزاجك.
ابتلع طايع ريقه وقال بضعف: اللي حضرتك شايفه يا هشام بيه.
ابتسم هشام ابتسامه لزجه وقال موضحا: بنتك صغيرة علي شغل المصنع اما لو اشتغلت في السرايا عندي هيبقى الشغل قليل عليها وفي نفس الوقت هتاكل من أكل البيت وانت عارف نواره مراتي كريمة ازاي هتبسطها وتراعيها كأنها واحده من اهل البيت.
نطق طايع باستسلام: اللي حضرتك شايفه يا هشام باشا.
فأشار له هشام ان ينصرف الا عمله وظل يتفحص هيام بنظرات رجل جائع وكأنه لم يرى نساء من قبل اما هيام فكانت في قمه خوفها وزعرها وكأنها مسجون يرتدي البيجامة الحمراء ومنتظر تنفيذ حكم الإعدام فشعرت ان نظرات هشام تكشف جسدها وكأنها عارية أمامه وبعد عده ساعات ركبت هيام السيارة بجوار هشام ثم اتجهت بعدها السيارة بأقصى سرعة مخترقه القري والنجوع حتي وقفت في نهاية المطاف أمام قصير كبير تحوطه الخضرا من كل مكان، التفت إليها هشام وقال بلهجه امر: انزلي واسبقيني علي السرايا.
نزلت هيام بخطوات مسرعة وهي مبهورة بكل شيء حولها وبعدما مرت من بوابة القصر اوقفتها امرأه سمينه ترتدي ترينج رياضي حيث سألتها بشك: انتي مين؟
فردت هيام بتوتر: انا هيام الشغالة الجديدة يا سيتي.
تفحصتها نواره صاحبة السرايا بنظرات قاسيه فقد أيقنت من النظرة الاولي ان هشام احضرها من أجل متعته الجنسية وليس من أجل الخدمة في السرايا فهي علي علم بأن زوجها يمارس الجنس مع الفتيات الصغيرة ولكنها تتغاضي عن كل هذا طالما يبات زوجها في حضنها كل ليله وطالما انها مجرد نزوه تأخذ وقتها وتتلاشي فلا يوجد سبب لتزعج او تعترض.
إشارات لها نواره الي غرفه صغيره بجوار المطبخ وقالت بنبره جاده: دي اوضتك خشي استريحي فيها شوية، بس لازم تستحمي الأول علشان سيدك بيحب النضافه.
ثم ضحكت باستهزاء لم تعي هيام ما ترمي اليه نواره فقالت بنبره ضعيفة: تحت امرك يا ستي.
دخلت هيام الحمام الصغير الملتصق بجوار غرفتها لتستحم وبعدما دخلت غرفتها ارتديت جلبابها والقيت بجسدها علي الفراش فغطت في ثبات عميق وكأنها لم تنم منذ ايام عديده، جلس هشام في ركنه المفضل في السرايا وهو البار تجرع زجاجه فودكا كامله حتي غاب عن وعيه فسار يترنح يمين ويسار حتي وقف أمام غرفة هيام لم يفكر كثيرا فأدار الأكرة ودخل ليجدها نائمة في فراشها تفحصها هشام بنظرات جائعة ثم جلس بجوارها علي الفراش وتحسس جسدها، استيقظت هيام مفزوعة وسألته بخوف: بتعمل ايه يا سيدي؟
رد هشام بنبره حارة: انتي جامده اوي يا هيام.
صرخت فيه هيام هاتفه: عيب يا سيدي، حرام عليك.
لطمها هشام بقسوة فصمتت هيام ولم تنطق بحرف وكأن الخوف قطع لسانها فبكيت في صمت دون حتي ان تدافع عن نفسها تحسست يده كل شبر في جسدها ثم انتزع ثيابها ليراها عارية ظل يتفحصها لدقائق مرت عليها وكأنها سنوات وبالرغم من انها عارية أمامه لم يجاضعها لم يفعل شيء أكثر من انه تحسس جسدها وفي النهاية سحب من محفظته خمسين جنيها وناولها لها وقال بهدوء: خدي الفلوس دي ليكي ومحدش يعرف حاجه عن اللي حصل بينا.
ثم تركها وانصرف الي غرفته اما هي فظلت تبكي في صمت فهي علي يقين انها لو حكيت ما فعله معها هشام باشا سيقتلها ابوها ويحملها العار وحدها وحمدت الله علي ان هشام عاجز جنسيا لا يقوى علي فعل شيء سوي تحسس جسدها واعتصار صدرها صحيح انها احست بألم شديده من قسوة يده ولكن هذا ارحم بكثير من ان يجاضعها ويفقدها عذريتها واستسلمت في النهاية الي الواقع.
تعودت هيام ان تنتظر هشام في فراشها ليلا فيدير اكره الباب ويتجه إليها بخطوات ثابته يتحسس جسدها بقسوة ؛ ينتزع ثيابها حتي تجلس بجواره عاريه يتفحصها بجوع وفي النهاية يعطيها النقود وينصرف دون أن يجاضعها وظل هذا الوضع فتره طويلة فتعود عليه الجميع حتي ابوها وامها تعودوا علي غيابها طالما يمد طايع يده اول كل شهر ويأخذ عرقها وتعبها لا يشغله ما يحدث في ابنته داخل السرايا والعجيب في الأمر انه سمع كثيرا من عمال المصنع ان هشام باشا يتحسس أجساد الفتيات الصغيرة دون أن يجاضعهما لأنه عاجز جنسيا فيعوض نقصه بتلك الشهوة الشاذة.
تأقلمت هيام علي الحياة داخل القصر خاصة انها تأكل ما لذ وطاب وتعيش بين جدران السرايا وكأنها من أصحابه بالإضافة الي ان هشام باشا يزورها كل يوم في غرفتها ويعطيها المال الكثير بعدما يتحسس جسدها فجمعت الكثير من المال بعيدا عن أعين ابوها طايع الذي استحل شقاها وعرقها اما عن عملها في السرايا لم يكن أكثر من خدمه هشام باشا والتي تتلخص في الفراش وكأنها جاريته التي اشتراها من سوق النخاسة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي