تخطيت الماضي

منى أحمد حافظ`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-12ضع على الرف
  • 83.9K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1 فتاة من الماضى

خيم جو من التوتر على الجالسين في الغرفة و نظرت نسرين إلى خطيبها ادهم و اخيه حسام ثم نظرت الى والدتها زينب بترقب تحاول قراءة انفعالها و لكنها فشلت ، فوالدتها اتقنت اخفاء ردة فعلها تماما و لم تظهر غير الغضب و رمقتها زينب بنظراتها الغاضبة لتعود زينب ببصرها إلى آدهم و قالت بغضب :
- اظن يا أدهم إنك ارتبطت معايا بكلمة و اللي حصل النهاردة نسف كلمتك دي و لا أنت شايف ايه.

ارتبك أدهم و أحس أن زينب ستصب جام غضبها عليه فحاول أن يفكر في حل سريع يخرجه من ورطته ليقول بصوت مهزوز :
- يا ماما صدقيني التأخير كان غصب عننا أصل اللي حصل.

كان حسام يتابع ما يحدث أمامه بهدوء و علم أن شقيقه سيقع حتما أسفل براثن حماته فأسرع مقاطعا حديث شقيقه و قال :
- أنا اللي غلطان يا طنط و حقيقي نسرين من الساعة تمانية و هي بتطلب إنها تروح بس أنا اللي منعتها علشان كنت محضر مفاجأة علشانهم و الوقت سرقنا ، و أنا بعترف إني غلطت لما مأخدتش بالب للوقت و لو حضرتك هتلومي حد يبقى تلوميني أنا و حقيقي أنا أسفة علشان اخرتهم و اتسببت أنهم يخلفوا وعدهم لحضرتك.

تنهدت زينب فهي تعلم أن حسام يدافع عنهما و يحاول تحمل الوزر وحده ، فرأت أن تكيل له هو الاخر حتى ينتبه الجميع إلى الوقت فيما بعد فقالت بحدة :
-اعتذارك على راسي يا حسام بس أنت ميرضكش أن أختك ترجع البيت فالساعة المتاخرة دى ، خصوصا إننا عايشين لوحدنا و بطولنا من غير راجل معانا و الناس مش بترحم حد فالزمن ده.

رأى حسام أن كل الحق مع والدة نسرين فهو لن يرتضي ابدا أن تتعرض شقيقته للتأخير هكذا ، فتنهد و نظر إلى شقيقه و هز رأسه و أشار إليه ليعتذر من حماته فازدرد أدهم لعابه و قال :
- أنا أسفة و أتمنى أنك تسامحينا على الغلطة دي و صدقيني أنا مكنش قصدي أبداً أني أأخر نسرين و عموماً أنا مستعد أرضي حضرتك بأي طريقة تشوفيها مناسبة علشان تسامحينا.

اتسعت عينا نسرين بصدمة فمررت كفيها على وجهها و تخللت بهما خصلات شعرها وهزت رأسها بيأس فهي تفهم تفكير والدتها جيدا ، و رأت ان أدهم قدم لها رقبتهم على طبق من ذهب ، في حين اخفت زينب ابتسامتها و نظرت إلى ابنتها و خطيبها ثم حولت عيناها بشكل واضح و نظرت الى ساعة الحائط و قالت :
- هشوف يا أدهم أنا عايزة إيه و هبقى ارد عليك.

تملك حسام إحساس الحرج بعدما فهم حركتها فلكز شقيقه و أشار إليه برأسه و هو و قال :
- طيب إحنا هنمشي علشان الوقت اتاخر و.

قطع حديثه صوت جرس الباب الذي صدح فهمت زينب بالوقوف فمنعها حسام قائلاً :
-خليكي يا طنط أنا هفتح الباب.

وتوجه الى الباب و فتحه ليتفاجأ بتلك التي وقفت امامه شاحبة الوجه يسكن ملامحها الارهاق و التعب فتابع تحديقه بها ليدرك انها رغم الشحوب و الاجهاد جميلة الملامح لينتبه حسام لتفكيره فنهر نفسه بشدة لتحديقه بها ليأتيه صوتها الضعيف يهمس بتردد :
- مش دى شقة زينب لطفى أنا.

و لم تكمل الفتاة كلماتها حين هاجمها دوار عنيف فرفعت أناملها و تلمست جبينها بأعياء واضح لتترنح فجأة و تسقط بين ذراعي حسام مغشياً عليها ليخفق قلب حسام بقوة و قد استولى عليه الخوف و الارتباك و لم يجد امامه حلا غير حملها فحملها و هو ينادي بصوتٍ مضطرب :
- يا طنط يا نسرين ألحقوا.

جزعت زينب من صوت حسام العالي و اسرعت هي و ابنتها للخارج ليصدمهما مشهد حسام و تلك الفتاة بين يداه فسألته نسرين بقلق :
- مين دي يا حسام.

اجابها و هو يمددها فوق الأريكة :
- مش عارف بصراحة بس هي كانت بتسأل عن طنط.

اتجهت زينب نحو الفتاة حين بدأت الأخيرة في أصدار صوتٍ ضعيف لتعقد زينب حاجبيها و حين تنصت لصوتها يقول :
- عمتو زينب .

شهقت نسرين حين أدركت هوية الفتاة بينما حجظت عينا زينب التي جلست بجوارها و مدت يدها لتبعد شعر الفتاة عن عيناها و تقول :
- أنا مش مصدقة نفسي معقول أنتِ بنتي ريم .

فجأة تحول المكان إلى تجمع للبكاء حين أنهمرت دموع زينب التي أحتضنت ريم بقوة و أنضمت إليهما نسرين تبكي و تابعهم حسام و أدهم بحيرة حينها بدى لحسام أن عليهم الهدوء و الكف عن البكاء فسأل ليشتت أنتباههم عن الحزن :
- أنا مكنتش أعرف أن ليكِ أخوات يا نسرين .

عقد أدهم حاجبيه و حدق بوجه شقيقه بدهشة فهو يعلم أن حسام على علم بكل شيء عن حياة نسرين فغمز له حسام حين بدأت نسرين تكفكف دموعها و تبتعد عن ريم و سارع حسام و أضاف :
- هاتي اي برفيوم من عندك علشان نفوقها يالله يا نسرين و أنتِ يا طنط ممكن تبطلي عياط يعني مظنش إن الدموع هتفوقها بالعكس دي هتتعبك و تزود من سوء حالتها.

نظرت اليه زينب بحزن وقالت :
- أعمل إيه يا حسام أصلك متعرفش ريم غالية عندي أنت متعرفش ريم غالية عليا قد إيه يا ابني أنا مش مصدقة نفسي أني شيفاها أدامي و حضناها بايدي بعد العمر دا كله دا أنا كنت فاكرة انى هموت قبل ما اشوفها تانى.

و حولت عيناها الدامعة إلى ريم مرة اخرى و مدت يدها و احتضنت يد ريم و ربتت عليها و قالت برجاء :
- فوقي يا حبيبة عمتك فوقي يا ريم .

تأوهت ريم بصوت ضعيف و قد بدأ عقلها يستعيد ادراكه من جديد فهمهمت قائلة و عيناها تترقرق بالدموع :
- عمتو انا كمان مكنتش فاكرة انى هشوفك تانى .

أنهمرت دموع ريم على وجهها فساعدتها زينب لتجلس و قالت لريم :
- اهدي يا ريم اهدي يا بنتي علشان خاطري.

عادت نسرين و بيدها زجاجة العطر و مدت يدها بها لوالدتها و قالت :
- خدي يا ماما شمميها البرفيوم علشان تفوق.

و ارادت نسرين أن تخفف من حدة الموقف و أضافت :
- كده يا ريم خضيتي حسام و هربتي الدم منه يلا فوقي بقى علشان يطمن انك بخير.

استشعرت ريم بالحرج فتلمست شعرها و همست بخجل :
- أنا اسفة على الربكة اللي عملتها و إني سببت لكم الأزعاج بس غصب عنى يمكن اللى حصل لى دا بسبب المجهود و السفر.

و حثت ريم نفسها على النظر إلى نسرين فاصطدمت عيناها بعينا حسام فارتبكت و قالت :
- انا حقيقى اسفة و بشكرك انك ساعدتني و عموما انا بقيت كويسة و اسفة مرة تانية.

حاول حسام ان يتمالك نفسه و اضطرابه لرؤيته عيناها فقال :
- حمد لله على سلامتك و الحمد لله انك بخير.

و اشاح بوجهه عنها على مضض و استكمل حديثه قائلاً :
- عموما احنا هنستأذن و نسيبكم ترتاحوا و كفايه سهرناكم للوقت ده.

أخبرته زينب و هي تحتضن ريم و تربت على ظهرها بحنان :
- ده بيتكم يا حسام متقولش كده تاني احسن ازعل منك.

و وجهت بصرها الى ادهم و ابتسمت لتشاكسه قائلة:
- مش دا بيتكم بردوا يا ادهم و لا ايه .

ارتبك ادهم و تهرب من النظر إليها و قال :
- اكيد يا ماما طبعا بيتنا و احنا ولادك بس اصلى بصراحة دماغى حاليا مشغولة و بفكر فعقابك لينا.

ابتعدت ريم و أعتدلت بجلستها يتملكها احساس الوحدة المسيطر عليها لتلتقى عيناها بعين حسام فشعر بخفقان قلبه و تسارع انفاسه و ود لو يخفف عنها ما راه في عيناها من كرب فقال باول ما تبادر الى ذهنه :
- على فكرة زمان الانسة ريم بتسأل مين دول و بيعملوا هنا إيه.

ابتسمت ريم بحرج و قبل أن تجيبه أستكمل حسام و قال :
- انا حسام و ده اخويا ادهم خطيب نسرين .

التفتت ريم نحو نسرين و هنأتها قائلة :
- مبروك يا نسرين و سامحينى أنا مكنتش اعرف و الا كنت جبت لكم هدية معايا .

ضمتها زينب بحنو و قالت :
- أنتِ اغلى هدية ممكن تيجى لنا يا ريم .

اكتسى وجهها بحمرة الخجل و تطلعت حولها لتجد الوجوه تتابع حركتها فخفضت عيناها ليسرع حسام بالقول بعدما شعر ان الوضع بات محرجا للجميع :
- طيب احنا هنمشي يا طنط زينب و حمد لله على سلامة الانسة ريم .

هزت زينب رأسها بتفهم و قالت :
- عموما إحنا كلامنا لسه مخلصش و أكيد هتيجي علشان أنا محتاجة أتكلم معاك أنت و أدهم .

و اشارت زينب لأبنتها و قالت :
- وصليهم يا نسرين .

رافقتهم نسرين الى الباب و ساعدت زينب ريم لتقف و ساندتها الى غرفتها و قالت :
- انتى هتنامى النهاردة معايا فأوضتي و بكرة من النجمة هوضبلك اوضتك علشان تاخدي راحتك .

ارتبكت ريم و نظرت الى عمتها بجرح و قالت :
- عمتى شكرا انك سمحتيلي اقعد معاكم من تاني .

أستولت الحيرة على زينب لكلمات ريم فقطبت جبينها و عاتبتها قائلة :
- ريم إياكي تقولي الكلام الفارغ دا تاني أنتِ هنا فبيتك و أنا عمتك و أنتِ بنتي عموماً أنا مش هاخد على خاطري منك و هعتبر كلامك هلاوس تعب مش أكتر .

ربتت زينب على كتفها و غادرت الغرفة فزفرت ريم بحزن و التفتت للمرآة و تطلعت إلى أنعكاسها و قالت :
- نفذتي اللي كنتي عوزاه و جيتي مصر بس تفتكرى انك هتقدرى بالشكل دا تحاربيهم لوحدك تفتكرى انهم مش هيكتشفوا مكانك دول اكيد هيوصلولك دا لو مكنوش عرفوا انك هنا دلوقتى ، قولى لى بقى انتى هتعملى ايه دلوقتى تفتكرى عمتك ليها ذنب علشان تحطيها فوش المدفع وتحارب فمعركة انتى متأكدة انها خسرانة ، طب اعمل ايه و انا مكنش ادامى حل و لا تفكير غير دا انا فكرت كتير و ملقتش غير عمتى اللى ممكن ألجاء لها و بعدين دى عمتى ومليش غيرها ، هو انا يعنى كان فايدى حل تانى و معملتوش كفايا انهم كرهونى فنفسى و خلونى اتمنى انى اكون بنت عادية من اسرة بسيطة ، اعمل الى فنفسى من غير تحكم و سيطرة و عد انفاس لكن ازاى دا كان يحصل و انا بنته ياريتنى ما كنت بنته يا ريتنى .

صمتت ريم لتجهش بالبكاء و هى تخفى وجهها بين راحتيها لتهمس بحزن مرير :
- كفايا ضعف يا ريم كفايا و بطلى تفكرى حاولى تنسي على الاقل لحد ما تهدى و تعرفى تفكرى صح من غير خوف ، و تفتكر ان ده ممكن انسى مأظنش لانى كل ما هشوف وشى هشوف ملامحه فملامحى مانا بنته اخدت عنيه الواسعة العسلى و شعره الاسود و بياضه و وشه المربع حتى طابع الحسن خدته منه ، للاسف مختش اى حاجة من امى لا لا انا اخدت منها اللى احسن من الشكل اخدت منها هدوءها وصوتها الهادى واخلاقها ، ايوة و دا الاهم اخلاقى اللى بحمد ربنا انى اخدتها من امى و حبى للبالية ياااه قد ايه وحشتينى يا امى وحشنى اوى كلامك معايا ياريتك كنتى لسه معانا ، اّه يا ربى قد ايه انا محتجالها محتاجة انها تحضنى و تطمنى و تطبطب عليه وتمسح دموعى اللى اتسبب هو فيها.

انتبهت ريم لصوت نسرين خارج الباب تناديها فتنهدت و توجهت الى فراش عمتها و جلست على طرفه تحاول استعادة هدوئها و ثباتها و سمعت طرقات نسرين و صوتها الهادىء يقول :
- ممكن ادخل ياريم و لا انتى نمتى .

اجابتها ريم و هي تتنهد بإضطراب :
- لا انا لسه صحيه تعالى ادخلى .

ولجت نسرين و هى تبتسم بسعادة و قالت :
- انا قولت اجى اقعد معاكى شوية بس عارفة انتى متغيرتيش يا ريم لسه شكلك زى ما هو بس احلويتى اكتر الا صحيح هو خالى مجاش معاكى ليه .

اخفت ريم فزعها من ذكر نسرين لوالدها و خفضت عيناها ارضا و اجابتها بتردد و قالت :
- خالك اكيد هيجى بس انا معرفش الميعاد بالظبط اصل انا سبقته يعني اصل وراه أشغال و اكيد لما تخلص هيجي.

ابتسمت نسرين و لم تلحظ حالة ريم المضطربة و قالت و هى تشعر بسعادة لوجود ريم بينهم :
- انا فرحانة اوى انك هنا و بجد مش مصدقة نفسى عارفة انا كنت بسأل ماما عنك على طول و اقول انتى ليه بطلتى تبعتى جوابات لينا و بطلتى كمان تردى على جوابتنا هى مكنتش بتوصلك ولا ايه .

حدقت ريم بدهشة بوجه نسرين و تعجبت من حديثها عن الخطابات و قالت :
- ازاى دا انا كنت بكتب لكم كل اسبوع جواب اسأل عنكم بس مكنش بيجيلى رد .

تغضن جبين نسرين و نظرت الى ريم بحيرة و قالت :
- حاجة غريب لأننا احنا كمان كنا بنبعت كل اسبوع جواب يبقى اكيد كانت بتضيع و حتي لما دخلنا النت حاولت انى اوصل ليكى بس معرفتش.

هزت ريم رأسها بأسى بعدما ايقنت ان والدها اخفى الخطابات عنها و منع وصول خطابتها اليهم فقالت بحزن :
- معاكى حق اكيد كانت بتضيع .

تملكت الحيرة من نسرين بعدما استشعرت نبرة الحزن فى صوتها فقالت تسئلها :
- مالك يا ريم انا حسة ان فيه حاجة انتى مخبياها يعنى ملاحظة انك مش زى الاول حساكى مطفية مالك ما تفضفضى لاختك و لا خلاص السنين اللى عشتيها بعيد عنى نستك نسرين و عمتك.

سيطر الذعر علي ريم من جديد و خافت ان تدرك نسرين ما بها فقالت بارتباك لم تستطع اخفائه :
- لا ابدآ انا زى ما انا متغيرتش هو بس يمكن علشان السفر اصله اخذ منى وقت طويل و تعبنى اوى.

و حاولت ريم تشتيت انتباه نسرين عنها فسئلتها و اردفت :
- انما خطيبك شكله طيب انتم مخطوبين من امته.

أبتسمت نسرين ما ان ذكرت ريم خطيبها لتقول و عيناها تلمع بالحب :
- دى حكاية طويلة وشكلك تعبان بكرة نتكلم براحتنا ماشى.

وهمت نسرين بالتحرك لتغادر فاسرعت ريم و مدت يدها توقفها و قالت:
- مفتكرش هقدر انام دلوقتى خليكى معايا شوية زى زمان.

عادت نسرين لتجلس من جديد و احتضنت يد ريم و قالت :
- يااه على ايام زمان دى ايام متتنسيش ابدا طيب انا هحكيلك بقى انا اتعرفت على ادهم ازاى اساسا انا اتعرفت على حسام اخوه الاول اصلى بشتغل معاه فشركة هندسية حسام محاسب ماسك الادارة المالية خريج تجارة بقى و اخد ماجستير فادارة الشركات الاجنبية ، و انا بشتغل فالعلاقات العامة و طبعآ انتى عرفانى مينفعش اكون فمكان من غير متعرف على كل الى فيه ، واتعرفت على حسام وبقينا اصحاب اوى و فيوم كان ادهم بيزور حسام و شفنا بعض تقدرى تقولى ان عيونا لما اتقابلت طلعت قلوب و نجوم و شرارة و الحب ربط بينا من اول لحظة ، مافيش كام يوم و لاقيته بيطلب انه يقابل ماما و قابلها و اتخطبنا و الشهر الجاى هنكمل سنة مخطوبين ، دا بقى يا ستى مختصر مفيد لقصة الحب اللى بينى و بين ادهم لكن النهارده حصل موقف جامد شوية و اتصرف من دماغه و ملك ماما رقبتنا.

نظرت ريم باستغراب لنسرين و سألتها :
- ازاى يعنى مش فاهمة .

اجابتها نسرين و هى تتنهد بضيق :
- اصلنا خرقنا شروط الاتفاقية و اتأخرنا ساعتين و ادهم من طيبة قلبه و سلامة نيته قال لماما انه مستعد ينفذ لها الى تؤمر بيه .

حملقت ريم في وجه نسرين لتنفجر ضاحكة و قالت :
- اسفة يا نسرين بس مكنتش فاكرة انه ساذج كده بس انتى اللى غلطانة كنتي لازم تفهميه من الاول .

عبست نسرين و قالت و هى تفكر في مخرج :
- انا مكنتش عارفة ان في موقف زى دا هيحصل لاننا ملتزمين اوى بكل تعليمات ماما و دلوقتى انا مش عارفة اعمل ايه و انتى عارفة ماما دى مش هتفوت الفرصة.

ربتت ريم على يدها و ابتسمت تطمئنها و قالت :
- خلاص انا هتكلم معاها .

صاحت نسرين بسعادة و نظرت الى ريد و احتضنت يدها و قالت :
- بجد يا ريم بجد انتى هتتكلمى معاها ايوة صح ازاى نسيت ان ماما مش بترفض ليكى اى طلب طيب يلا قومى و كلميها علشان اطمن ادهم .

وقفت ريم و هى تشعر بالراحة لتواجدها في بيت عمتها فحديثها مع نسرين جعلها تشعر بالالفة و الاطمئنان فقالت :
- انتى تؤمرى انا هروح حالا و اتكلم معاها .

قفزت نسرين من على الفراش و قالت بمرح :
- طيب على ما تروحى لها انا هدخل اعملك شاى باللبن انتى و هى ماشى .

اومأت ريم و قالت :
- الله شاى باللبن دا انا ليا سنين مشربتهوش .

رافقت ريم نسرين الى مكان تواجد عمتها التى وجدتها تقرأ في مصحفها فقالت :
- عمتى هو انا ممكن اتكلم معاكى شوية .

قبلت زينب مصحفها و ابتسمت بحنان و اشارت اليها لتجلس بجوارها و قالت :
- طبعا يا حبيبتى تعالى اقعدى جانبى و قولى اللى انتى عوزاه .

---------------------
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي