الفصل الثانى
الفصل الثانى
ظل حيدر تائها يدور حول نفسه كمن في حلبة مصارعة يسدد اللكمات لخصمه٬فما عاشته طفلته لم يغتفر البتة٬فكانت أبنة العامين حين شهدت مقتل أمها على يد أبيها السفاح ظلت لن تتحدث لمدة ثلاث سنوات رافضة اﻷبتعاد عن حيدر وتخشي الغرباء٬ودوما ما تصرخ عندما يقترب منها أحدهم ٬ليضمها الي صدره مهدأ إياها بانه لجوارها ولم يتركها مهما حدث,أستمع لطرق علي باب غرفته سمح للطارق بالدلوف قائلا:
-اتفضلى حبيبتي
دلفت شقيقته في خطى مضطربة تقضم أضافرها فأخيها قد اعلمها الألالف المرآت حين يكن بخلوته لن يقطعا عليه مهما حدث٬اولها ظهره متحدثا بهدوء قائلا:
-نعم يا حبيبتى محتاجة حاجة
أذرادرت تغريد ريقها بصعوبة بالغة قائلة:
-أبيه واحدة منتظرة حضرتك برة
تأفف بصعوبة جذبا شعره بقوة شديدة وأخبرها بانه متعب ويحتاج بأن يكن بمفرده٬ألا انها حاولت التحدث بهدوء عكس الخوف المستوطن بداخلها قائلة:
-أبيه مصرة تقابل حضرتك
شعر حيدر بالغضب الجم وانتفخت أودجته متحدثا بنبرة يكسوها ألالم قائلا:
-مقلتاش مين دى يا روحى
ظلت تتذكر تغريد تلك الاسم ,فراح يطالعها حيدر يحثها علي الحديث فقد نفذ صبره قائلا:
-مين دى يا توتة
لن يمهلها الوقت الكافئ ﻷخبره عن هويتها وبين ثانية ووضحاها كان بالخارج يعلم هؤية الزائر المتسلل اليه قاطعا عليه خلوته ٬سار عدات خطوات صوب الباب٬توقف هنيهة ينظم أنفاسه اللاهثة من فرط عصبيته٬أقترب ليجد السيدة عاليا تقف أمامه بجبروتها ٬فيما راحت عاليا ترمقه باستعلاء قائلة:
-انت ازاى يا بنادم تخلي جميلة تمشي بعد عملتها السودة دى
استطاع الأمساك بأعصابه لئلا يسدد لها اللكمات حتي الموت ٬توقف لبرهة يتأمل وقحتها وهي تأتى لباب منزله٬فيما راحت تلفظ من فمها الوقح بضعة كلمات جارحة قائلة:
-يا ترى ايه المقابل اللى دفعته عشان تهربها نقول مثلا ليلة جميلة فى فندق ولا اقولك كنت بتستغفلونى في قلب فيلاتى
لن يستطع الاستماع لتلك الكلمات الجارحة فكيف لها بأن تتحدث عن طفلته بذاك السوء بكل اريحية٬ في تلك اللحظة تراقص شيطانه أمام وجهه لن يدرِ بذاته ألا حين أمسك بذراعها اليمين وقام بلويه بالقوة٬فيما راحت عاليا تحاول أفلات ذراعها من قبضته٬وصرخت بكل قوتها٬ لم يتركها سوى بعدما كسر ذراعها وأقترب منها بفحيح افعى سامة قائلا:
-أنا هعرفك ازاى تتكلمى عن خطيبة المقدم حيدر السعدنى بالطريقة دى
ظلت عاليا تتلؤى كالفار من ألم ذراعها وشحب وجهها وفغر فمها من هول ما أستمعت اليه٬صاح حيدر علي تغريد٬فيما اتت تغريد بسرعة البرق تقف أمامه قائلة:
-نعم يا أبيه
جذب حيدر عاليا من ثيابها كاللص الذي قبض عليه لتوه ودلف بيها أحد الغرف وأوصدها جيدا٬وطلب لتلك السليطة المباحث بتهمة السب والقذف والتعدى عليهما في منزلهما ٬مبتسما بشر متمتا بأحد الكلمات .....
********
كانت تنظر يمين ويسار بحثا عن صديقتها التي قد وعدتها بأنها ستاتي اليها لتجالسها قليلا علها تستطع اخراجها من تلك الحالة التي أنتابتها منذ أبتعدت عن طفلتها وهي في حالة يرثي لها، لا زال صوت سجي يتفاقم باذنيها تسلل اليها الكوابيس بأن أبنتها ليست علي ما يرام ،وعلي ما يبدو بأن حماتها فعلت اجراءات أحترازية لإبعادها عن سجاها أبنتها فعبق رائحتها لا زال ملتصقا بثيابها ولن يتزحزح مهما غسلتها جيدا،وكأنها الشئ الوحيد الذي يخبرها بأنها بالجوار دائما وابدا،مسدت جبينها بارهاق شديد ونظرت بساعة هاتفها لتجدها أشارت علي الثانية عشر ظهرا علي حسب التوقيت المتفق عليه لكلاهما ،ارتشفت القليل من قهوتها فهذا الفنجان الخامس الذي تحتسيه منذ مجئيها منذ مضي ساعة علي الأكثر،علا رنين هاتفها أجابته بتأفف لتجد المتصل أبن جيرانها الذى أستغل بانها ارملة وقد تقدم للزواج بها ،وقد قوبل بالرفض التام الذى لا تراجع به ولا أستسلام ،تنهدت بحيرة شديدة قد تكد تجن فهو كان رفيق نزار زوجها الراحل كيف له بأن يطالبها بمثل هذا الطلب السخيف فكان وفائها لنزار لا يضاهيه شيئا،فماذا ستفكر بالزواج من آخر وهي حرمت من أبنتها لذاك السبب،فرفضها لأخ زوجها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير اغلقت المكالمة بعدما ظلت صامتة تبكِ وقد أشتاقت لزوجها الحنون كما تتؤق للصراخ بكل ما أوتت من قوة،تشعر بالخواء يكويها كجمر من النار،قررت الرحيل بعدما تاكدت بان زمردة لن تاتي ربما قد تكن تشاجرت مع زوجها الذكورى ذاك،اجل فلن يمت للرجولة بشي فمن يمد يده علي أمرته لن يستحق لقب راجل بل يكن ذكورى،حنقت بشدة وذهبت الي المرحاض تعدل من هيئتها المرزية تلك وتعود ادراكها الي حيث منزلها...
*********
أتت الشرطة منزل المقدم حيدر السعدنى وأخذا السيدة عاليا٬وهي ترتجف تتوسل لحيدر ليتركها وتتألم من ذراعها٬اﻷ انه كان له رأى أخر حين راح يطالعها بحقد دفين تاركا زميله بالعمل يتأخذ اجراءته مع تلك المتسلطة وجذبها بالقوة وانصرفا بالهدوء وقد وعدا حيدر بأنه سياخذ معها الإجراءات اللازمة٬ وراح حيدر يناديه استدار له مقتربا منه قائلا:
-أتفضل يا سيادة المقدم
راح حيدر يهمس له ببعض الكلمات مما جعل الرائد ريان يضحك بقوة ولن يعد يسيطر علي ضحكاته٬وسار بهدوء وما زالت ضحكاته تعلو شيئا فشيئا..
*********
زمن ضاعت فيه الإنسانية واصبحنا وحوش مفترسة كهيئة بشر٬وكل ما نملكه تجاه بعضنا كيف نقهر بعضنا البعض ترى ماذا سيحدث إذا كنا أقل قسوة او بلا قسوة ونتعامل بلين ورفق كما كان يفعل رسولنا حين كان اليهودى يلقي قذرواته امام منزله ٬وحين لن ياتى اليهودى يوما ذهب رسولنا الكريم اليه يتساءل عليه وعلم بأنه مريض وقد القن اليهودى الشهادة٬فكيف كان يؤذيه وياتى لسؤال عليه٬فكم كان كرم أخلاق رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام..
ظلت تبحث عن الكلمات المناسبة التى تصف حالتها٬حالة من الضياع المستمتة٬فكيف لها بان تاخذ صغيرتها من بين أحضانها لمجرد بانها ظلت علي العهد وافية٬فما عاشته مع نزارها لن تعيشه مع أخر مهما أدعى أحدهم بانها مليكة قلبه وروحه فالحب أفعال وليس أقوال وقواميسه بحوره عميقة ٬وبل ليس من قال احب احب الحب حالة عجيبة تعاش كدرب من الخيال بلا قيود او شروط أو دوافع ٬وبل حالة عجيبة تصاب بها العاشقين فقط فحسب٬فمجرد أن تلتصق القلوب لن يقو احد ان يبعدهما....
زفرت بقوة فبأتت حياتها خاوية ٬وبل لن تكن لها قيمة بلا صغيرتها سجي التى كانت حياتها ممتلئة بوجودها لجوارها فكان يومها ينفذ عندما تجد برامج لتلك الصغيرة من رضاعتها حتي تبدليل ثيابها ودغدغتها وما شابه٬وكيف كانت تغفو بين ذراعيها علي حكايات أبيها كما كان بطل ويدللهما معا كل ليلة٬حتي لن يمهلهما القدر وقت كافئ لعيش معا٬مرددة الحمد لله دائما وأبدا ظلت تطالع صور سجاها بعيون ممتلئة بالدموع ٬تتساءل ماذا تفعل صغيرتها هل جائعة أم تبكى فما حدث لا يصدقه عقل٬فكيف لها أن تاخذ صغيرتها لمجرد بأنها رفضت آخر يشاركها حياتها٬وبل العكس من المفترض بان كانت تأخذها إذا تزوجت آخر واكملت حياتها,ظل يخيل لها عقلها ألالالف السيناريوهات بان الصغيرة ليست بخير ما دام افترقا٬ولا يوجد فرصة أخرى للعودة٬راحت تبتسم فجاة حين لاح علي عقلها فكرة كففت دموعها وعزمت علي تنفيذها مهما كلفها الامر٬لن تجلس وتترك الصغيرة بعيدة عن أحضانها...
*********
عاد الصغير من الخارج برفقة أمه ودلف للفيلا التى كانت تشبه سكون الليل القاتم بالسواد٬راح الصغير يركض لغرفته٬وأثناء ركضه كاد أن يدعس الصغيرة التى كانت تحاول الزحف علي الدرج بمفردها٬طالعها بهدوء كم هى صغيرة وجميلة للغاية٬تمسكت الصغيرة به بقوة تحاول التحدث بلغتها التى تحتاج مترجمين العالم ولن يستطيعوا فك رموز الاطفال تلك٬٬راح مصطفى يطالعها بحب ويبتسم بقوة ولن يقو علي حملها لئلا تسقط من بين ذراعيه٬متذكرا حديث والدته بأن لا يحمل الصغيرة حتى لا تسقط من بين ذراعية وتتاذى٬ظل يداعبها وسجى بدورها تضحك بضخب شديد٬واخرج من حقيبة الظهر خاصته أحد اللعبات التى تصدر اصوات مزعجة(الشخللة)وظل يلاعبها وهى تصدر منها قهقهات عالية٬
فيما راحت المربية الجديدة تتنفس الصعداء حين رأت الصغيرة برفقة أبن عمها يلاعبها حملتها من الارض لتلقمها٬ولكن كانت لسجى رأى آخر حين راحت تبكِ تمد يدها الصغيرة ﻷبن عمها ليحملها٬بينما ظل مصطفى يطالعها وتحدث بتهذيب قائلا:
-ممكن تسيبها العب معاها شوية يا طنط رانيا
حكت رأنيا راسها وكأنها تفكر وراحت تبعثر شعره قائلة:
-يسلملي المؤدب بس ميعاد المشاغبة جاه ولازم تاكل وتنام حبيبى تعال أوضتها ناكلها والعب معاها شوية
اعتذر مصطفي من رانيا بتهذيب كعادته قائلا:
-هستاذن من مامى الاول عشان هي قاللتى ابدل ملابس النادى واحطها في سلة الملابس المتستخة عشان تذاكرلي
ابتسمت رانيا علي تهذيب الصغير وأخرجت من جيبها شوكولاتة لتعطية له كمكافئة علي تهذيبه,فيما راح مصطفى لن ياخذها منها قائلا:
- أنا اسف مامى قاللتى مخذش حاجة من حد الا ما اقوللها الاول لو وافقت اخذها موافقتش لا
فيما كانت تتبع ابنها بفخر فهو ثمرتها لن يريد الله ان تنجب لزوجها آخر٬نادت عليه التف الصغير وراح يقترب منها قائلا:
-نعم يا مامى
طالعته أميرة بغضب جم فقد خالف أوامرها ولن يبدل ثياب التمرين الي آلان٬وقد اعلمته ألالالف المرآت ان الوقت كالسيف إذا لن يقطعه قطعك٬وراحت تمسح علي شعره الريشى قائلة:
-مامى قالت ايه لمصطفى ومنفذوهش ولعلمك خروجة بابى ملغية واللي وعدك بيه وكذلك بلايستيشن حبيبى
ظل مصطفي يبكى ليس لانه حرم من الاشياء الذى وعدا بها٬ولكن لا يحبذ أن تغضب أمه منه بسبب أستهتاره والقاء أوامرها بعرض الحائط٬طأطا الصغير رأسه ارضا وراح يعتذر بقوة علي ما بدر منه٬لن تلين أميرة أمام دموعه عكس ما يدور بخلدها تود ولو ضمته ولكن تريد أعلمه بأن امام العقاب لا مكان للعواطف حتي يعلم حجم ما أخطاء به ولن يكرره مرة آخرى٬نهرته بحدة وامرت أياه أن يذهب لغرفته ولن يبرحها لبقية اليوم وانها لن تحدثه مرة آخرى..
نفذ الصغير ما قالته حتى لا يزيد عقابه٬بينما أتى مؤمن لتوه ينادى صغيره الذى كان يرتقي الدرج٬اﻷ أن اميرة راحت تقول له بحدة:
-مصطفي معاقب يا حبيبى ولا انا ولا انت هنكلمه ثانى لحد ما يعرف غلطه
عبس مؤمن وجهه لطالما صغيره قطعة من روحه كما أميرته قائلا:
-عمل أيه يا قلبي مصطفي انتى قاسية يا ميرو طيب هو واحشنى
ضحكت اميرة بقوة علي نعته لها بالقاسية وراحت تضمه لصدرها وتحدثت بدلالال ألاميرات كأسمها قائلة:
-علي أساس أنت مبتعقبهوش لما مينفذش اوامرك مش عايزين حد يدعى علينا لما نسيبه في الدنيا لوحده مصطفي بيتمرد الايام دى لازم ننشف معاه شوية عشان ناخذ النتيجة اللي بتمناها
ضمها بقوة وكأنها آخر شئ بالدنيا وراح يستمد منها القوة فأميرته بالنسبة له بلسم جروحه وأعتذر قائلا:
-أنا اسف حبيبتى خلاص هنفذ اللي اتفاقنا عليه طالما في مصلحة صاصا
أبتسمت أميرة له وراحت تستمع لنبضاته التى لن تدق بسرعة سوي بحضرتها فقط٬وبل حروف أسمها موشومة بقلبه وروحه وعقله..
**********
القت عاليا بالحبس المقزز لجوارها مجموعة من السيدات اللتن أتين بمجموعة مختلفة من الجرائم٬وبل أحدهم لديها علامات أجرام بوجهها٬شعرت عاليا بالخوف يدب بأوصالها ورأحت السيدة المخيفة تقترب منها وأمسكت يدها بالقوة بمعاونة سيدتين أخرتين محاولة أنتزاع الحلي نجحت بعد عدات محاولات ٬وبل لن يكتفيا بذلك فحسب بل أوسوعها ضربا مبرحا٬ورأحت أحد السيدات تقول لمعلمتها٬بأنها لمحت سلسال تحت طيات ملابسها وراحت تنزعه بقوة كما أخواته وبصقت عليها قائلة:
-مالك يا ولية انتى بومة كدة ليه الا قوللي يا بومة انتى وهي الولية الحيزوبنة دى مش بتفكركم بحد
رأحت تبتسم أحداهم بقوة قائلة:
-شبه حمادة الحرامى تقوليش أخته
رأحت الباقيات كل منهما يمسكا به من ناحية حتى أجبرها علي نزع ملابسها الانيقة وأرغمها علي لبس جلباب مهترى ورائحته مقززة للغاية ٬فمن يقترب منها يتقي من تلك الرائحة الكريهة تلك٬وفيما أمرتها تلك السيدة قبيحة الوجه بأن تتراقص لهما حتي إذا ما اعجبها الرقص سوف توسعها ضربا مرة أخرى..
شعرت عاليا بالاهانة والذل ولن تقو علي الاعتراض فيما رأحت تسد انفها من رائحة الجلباب٬فيما رأحت مديحة توبة تلكزها قائلة بغلاظة:
-مش عاجبك جلابية ستنا يا بوما يلا اخلصي وشيلي ايدك ﻷقطعالهالك ريحة جلابية ستنا كالمسك يا غراب البن أنتى
ظلت عاليا تتراقص وأحدهم تطبل علي أحد الصحون النحاس القديم الذى يصدر صريرا مزعجا وهى تتمايل وتتساقط دموعها بغزارة شديدة٬تحاول الصاق الجلباب بجسدها٬أخذا جميع ملابسها بالقوة٬بينما نهضت توبة من جلستها وضربتها علي ظهرها قائلة:
-ايدك لقطعهالك سيبى الجلابية شوفنى برقص أزاى واعملي زيى يا بومة لو المعلمة اتعكر مزاجها هحش بطنك بت يا سعادة ولعي حجرين لستنا بدل ما البومة دي عكرت مزاجها
رأحت سعادة تنفذ ما قالته توبة لن تقو علي عقابهم فقد أكتفيت ٬لم يتركا شيئا والا فعلا لها٬جلبت الكبريت وراحت تعطى معلمتها علبة سجائرها واشعلت لها واحدة ولن تقو علي التحرك ألا حين أمرتها ولاء بعمل كوب من الشاى٬نفذت ما قالته فورا....
***********
وبعدين
هكذا نطقت هدير كلمتها للمحامى الذى جلست أمامه منذ ما يقارب الساعة٬ولن تخرج من فمه معلومة مفيدة ٬وبل يحبطها ولن يعطيها حل مفيد لحالتها تلك٬فما عاشته لن يقو أحد علي العيش به٬ظل المحامى يتلاعب بقلمه الحبر الازرق ويطالعه وكأنه ملهمه ظل هكذا لبرهة حتى تحدث قائلا:
-هو فيه حل واحد بس عشان بنتك ترجع في حضنك
ظلت هدير تطالعه باهتمام كالغريق المتعلق بقشاية وراحت تسأله عن هذا الحل,ألا ان قطعهما رنين هاتفه اجابه بتلهف شديد٬ونهض فجاة من جلسته وراح يركض للخارح وأستدار قائلا:
-معلش المدام بتولد هكلمك ثانى واحدلك ميعاد أنا اسف
راحت هدير تمد فمها بحركة طفولية للغاية وراحت تمتم بغيظ وغضب شديدان :
-نحس طول عمرى
نهضت هي ألاخرى من جلستها وفتحت هاتفها تحادث زمردة تشعر بالغضب الجم لياتيها صوت السيدة المزعجة تخبرها بأن الهاتف مغلق وضعته بحقيبتها وتمتمت بقهر شديد:
-كملت خلاص سلسلة النحس
***********
دلف حيدر غرفة جميلة يبحث عنها بعينيه ليجن جنونه عندما لن يجدها بفراشها٬ركض بالممرات المشفي كالمجنون ٬قلبه توقف اين ذهبت طفلته فهو قد عين لها حراسة لئلا تصاب بمكروه٬اثناء ركضه وجد ممرض يسير ببطء شديد وكأنه يضيع وقته اوقفه قائلا:
-لو سمحت البنت اللي كانت في غرفة 303 راحت فين
لن يجيبه الممرض وأكمل سيره٬كان يود حيدر الفتك به فأكتفي بالذهاب حتي يلقنه درسا ليس ألان حين أشعار أخر٬حاول الاتصال بالحارسين لكن دون جدوى هواتفهم مغلقة٬جذب شعره بقوة فقد مشط المشفي ذهابا وايابا ولن يعثر عليها٬لن يترك أحد ألا وقد ساله من طفلته قطعة من قلبه٬فكانت اﻹجابة واحدة لن يرؤها البتة٬ظل يصرخ عاليا عليها٬ لتكن مختبئة هنا او هناك ٬لكن بأتت محاولاته بالفشل الذريع يتسأل اين ذهبت طفلته ٬ظلت الافكار السواودية تدور بعقله لئلا تكن أصيبت بمكروه٬
شعر بالخواء يكربك روحه بسياط من نار لن يسامح ذاته إذا اصيبت بمكروه فماذا يفعل ﻷيجادها يخشي ان تصاب بشئ إذا ما رأته ووجدت غرباء لن تتعرف عليهما وستنهار وقتئذ ..
ركض الي مدير المشفي ليسأله عن التسيب بمشفاه وإذا اصيبت جميلته بمكروه سوف يدفع الثمن مقابل لذاك٬حاول الحفاظ علي ربطة جاشاه قدر المستطاع حتي يعيد اليه طفلته فهي بحاجة اليه ٬وإذا تفاقمت حالتها لن يقو أحد علي السيطرة عليها عداه القادر علي أحتوائها من الذئاب البشرية...
*********
يتبع
ظل حيدر تائها يدور حول نفسه كمن في حلبة مصارعة يسدد اللكمات لخصمه٬فما عاشته طفلته لم يغتفر البتة٬فكانت أبنة العامين حين شهدت مقتل أمها على يد أبيها السفاح ظلت لن تتحدث لمدة ثلاث سنوات رافضة اﻷبتعاد عن حيدر وتخشي الغرباء٬ودوما ما تصرخ عندما يقترب منها أحدهم ٬ليضمها الي صدره مهدأ إياها بانه لجوارها ولم يتركها مهما حدث,أستمع لطرق علي باب غرفته سمح للطارق بالدلوف قائلا:
-اتفضلى حبيبتي
دلفت شقيقته في خطى مضطربة تقضم أضافرها فأخيها قد اعلمها الألالف المرآت حين يكن بخلوته لن يقطعا عليه مهما حدث٬اولها ظهره متحدثا بهدوء قائلا:
-نعم يا حبيبتى محتاجة حاجة
أذرادرت تغريد ريقها بصعوبة بالغة قائلة:
-أبيه واحدة منتظرة حضرتك برة
تأفف بصعوبة جذبا شعره بقوة شديدة وأخبرها بانه متعب ويحتاج بأن يكن بمفرده٬ألا انها حاولت التحدث بهدوء عكس الخوف المستوطن بداخلها قائلة:
-أبيه مصرة تقابل حضرتك
شعر حيدر بالغضب الجم وانتفخت أودجته متحدثا بنبرة يكسوها ألالم قائلا:
-مقلتاش مين دى يا روحى
ظلت تتذكر تغريد تلك الاسم ,فراح يطالعها حيدر يحثها علي الحديث فقد نفذ صبره قائلا:
-مين دى يا توتة
لن يمهلها الوقت الكافئ ﻷخبره عن هويتها وبين ثانية ووضحاها كان بالخارج يعلم هؤية الزائر المتسلل اليه قاطعا عليه خلوته ٬سار عدات خطوات صوب الباب٬توقف هنيهة ينظم أنفاسه اللاهثة من فرط عصبيته٬أقترب ليجد السيدة عاليا تقف أمامه بجبروتها ٬فيما راحت عاليا ترمقه باستعلاء قائلة:
-انت ازاى يا بنادم تخلي جميلة تمشي بعد عملتها السودة دى
استطاع الأمساك بأعصابه لئلا يسدد لها اللكمات حتي الموت ٬توقف لبرهة يتأمل وقحتها وهي تأتى لباب منزله٬فيما راحت تلفظ من فمها الوقح بضعة كلمات جارحة قائلة:
-يا ترى ايه المقابل اللى دفعته عشان تهربها نقول مثلا ليلة جميلة فى فندق ولا اقولك كنت بتستغفلونى في قلب فيلاتى
لن يستطع الاستماع لتلك الكلمات الجارحة فكيف لها بأن تتحدث عن طفلته بذاك السوء بكل اريحية٬ في تلك اللحظة تراقص شيطانه أمام وجهه لن يدرِ بذاته ألا حين أمسك بذراعها اليمين وقام بلويه بالقوة٬فيما راحت عاليا تحاول أفلات ذراعها من قبضته٬وصرخت بكل قوتها٬ لم يتركها سوى بعدما كسر ذراعها وأقترب منها بفحيح افعى سامة قائلا:
-أنا هعرفك ازاى تتكلمى عن خطيبة المقدم حيدر السعدنى بالطريقة دى
ظلت عاليا تتلؤى كالفار من ألم ذراعها وشحب وجهها وفغر فمها من هول ما أستمعت اليه٬صاح حيدر علي تغريد٬فيما اتت تغريد بسرعة البرق تقف أمامه قائلة:
-نعم يا أبيه
جذب حيدر عاليا من ثيابها كاللص الذي قبض عليه لتوه ودلف بيها أحد الغرف وأوصدها جيدا٬وطلب لتلك السليطة المباحث بتهمة السب والقذف والتعدى عليهما في منزلهما ٬مبتسما بشر متمتا بأحد الكلمات .....
********
كانت تنظر يمين ويسار بحثا عن صديقتها التي قد وعدتها بأنها ستاتي اليها لتجالسها قليلا علها تستطع اخراجها من تلك الحالة التي أنتابتها منذ أبتعدت عن طفلتها وهي في حالة يرثي لها، لا زال صوت سجي يتفاقم باذنيها تسلل اليها الكوابيس بأن أبنتها ليست علي ما يرام ،وعلي ما يبدو بأن حماتها فعلت اجراءات أحترازية لإبعادها عن سجاها أبنتها فعبق رائحتها لا زال ملتصقا بثيابها ولن يتزحزح مهما غسلتها جيدا،وكأنها الشئ الوحيد الذي يخبرها بأنها بالجوار دائما وابدا،مسدت جبينها بارهاق شديد ونظرت بساعة هاتفها لتجدها أشارت علي الثانية عشر ظهرا علي حسب التوقيت المتفق عليه لكلاهما ،ارتشفت القليل من قهوتها فهذا الفنجان الخامس الذي تحتسيه منذ مجئيها منذ مضي ساعة علي الأكثر،علا رنين هاتفها أجابته بتأفف لتجد المتصل أبن جيرانها الذى أستغل بانها ارملة وقد تقدم للزواج بها ،وقد قوبل بالرفض التام الذى لا تراجع به ولا أستسلام ،تنهدت بحيرة شديدة قد تكد تجن فهو كان رفيق نزار زوجها الراحل كيف له بأن يطالبها بمثل هذا الطلب السخيف فكان وفائها لنزار لا يضاهيه شيئا،فماذا ستفكر بالزواج من آخر وهي حرمت من أبنتها لذاك السبب،فرفضها لأخ زوجها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير اغلقت المكالمة بعدما ظلت صامتة تبكِ وقد أشتاقت لزوجها الحنون كما تتؤق للصراخ بكل ما أوتت من قوة،تشعر بالخواء يكويها كجمر من النار،قررت الرحيل بعدما تاكدت بان زمردة لن تاتي ربما قد تكن تشاجرت مع زوجها الذكورى ذاك،اجل فلن يمت للرجولة بشي فمن يمد يده علي أمرته لن يستحق لقب راجل بل يكن ذكورى،حنقت بشدة وذهبت الي المرحاض تعدل من هيئتها المرزية تلك وتعود ادراكها الي حيث منزلها...
*********
أتت الشرطة منزل المقدم حيدر السعدنى وأخذا السيدة عاليا٬وهي ترتجف تتوسل لحيدر ليتركها وتتألم من ذراعها٬اﻷ انه كان له رأى أخر حين راح يطالعها بحقد دفين تاركا زميله بالعمل يتأخذ اجراءته مع تلك المتسلطة وجذبها بالقوة وانصرفا بالهدوء وقد وعدا حيدر بأنه سياخذ معها الإجراءات اللازمة٬ وراح حيدر يناديه استدار له مقتربا منه قائلا:
-أتفضل يا سيادة المقدم
راح حيدر يهمس له ببعض الكلمات مما جعل الرائد ريان يضحك بقوة ولن يعد يسيطر علي ضحكاته٬وسار بهدوء وما زالت ضحكاته تعلو شيئا فشيئا..
*********
زمن ضاعت فيه الإنسانية واصبحنا وحوش مفترسة كهيئة بشر٬وكل ما نملكه تجاه بعضنا كيف نقهر بعضنا البعض ترى ماذا سيحدث إذا كنا أقل قسوة او بلا قسوة ونتعامل بلين ورفق كما كان يفعل رسولنا حين كان اليهودى يلقي قذرواته امام منزله ٬وحين لن ياتى اليهودى يوما ذهب رسولنا الكريم اليه يتساءل عليه وعلم بأنه مريض وقد القن اليهودى الشهادة٬فكيف كان يؤذيه وياتى لسؤال عليه٬فكم كان كرم أخلاق رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام..
ظلت تبحث عن الكلمات المناسبة التى تصف حالتها٬حالة من الضياع المستمتة٬فكيف لها بان تاخذ صغيرتها من بين أحضانها لمجرد بانها ظلت علي العهد وافية٬فما عاشته مع نزارها لن تعيشه مع أخر مهما أدعى أحدهم بانها مليكة قلبه وروحه فالحب أفعال وليس أقوال وقواميسه بحوره عميقة ٬وبل ليس من قال احب احب الحب حالة عجيبة تعاش كدرب من الخيال بلا قيود او شروط أو دوافع ٬وبل حالة عجيبة تصاب بها العاشقين فقط فحسب٬فمجرد أن تلتصق القلوب لن يقو احد ان يبعدهما....
زفرت بقوة فبأتت حياتها خاوية ٬وبل لن تكن لها قيمة بلا صغيرتها سجي التى كانت حياتها ممتلئة بوجودها لجوارها فكان يومها ينفذ عندما تجد برامج لتلك الصغيرة من رضاعتها حتي تبدليل ثيابها ودغدغتها وما شابه٬وكيف كانت تغفو بين ذراعيها علي حكايات أبيها كما كان بطل ويدللهما معا كل ليلة٬حتي لن يمهلهما القدر وقت كافئ لعيش معا٬مرددة الحمد لله دائما وأبدا ظلت تطالع صور سجاها بعيون ممتلئة بالدموع ٬تتساءل ماذا تفعل صغيرتها هل جائعة أم تبكى فما حدث لا يصدقه عقل٬فكيف لها أن تاخذ صغيرتها لمجرد بأنها رفضت آخر يشاركها حياتها٬وبل العكس من المفترض بان كانت تأخذها إذا تزوجت آخر واكملت حياتها,ظل يخيل لها عقلها ألالالف السيناريوهات بان الصغيرة ليست بخير ما دام افترقا٬ولا يوجد فرصة أخرى للعودة٬راحت تبتسم فجاة حين لاح علي عقلها فكرة كففت دموعها وعزمت علي تنفيذها مهما كلفها الامر٬لن تجلس وتترك الصغيرة بعيدة عن أحضانها...
*********
عاد الصغير من الخارج برفقة أمه ودلف للفيلا التى كانت تشبه سكون الليل القاتم بالسواد٬راح الصغير يركض لغرفته٬وأثناء ركضه كاد أن يدعس الصغيرة التى كانت تحاول الزحف علي الدرج بمفردها٬طالعها بهدوء كم هى صغيرة وجميلة للغاية٬تمسكت الصغيرة به بقوة تحاول التحدث بلغتها التى تحتاج مترجمين العالم ولن يستطيعوا فك رموز الاطفال تلك٬٬راح مصطفى يطالعها بحب ويبتسم بقوة ولن يقو علي حملها لئلا تسقط من بين ذراعيه٬متذكرا حديث والدته بأن لا يحمل الصغيرة حتى لا تسقط من بين ذراعية وتتاذى٬ظل يداعبها وسجى بدورها تضحك بضخب شديد٬واخرج من حقيبة الظهر خاصته أحد اللعبات التى تصدر اصوات مزعجة(الشخللة)وظل يلاعبها وهى تصدر منها قهقهات عالية٬
فيما راحت المربية الجديدة تتنفس الصعداء حين رأت الصغيرة برفقة أبن عمها يلاعبها حملتها من الارض لتلقمها٬ولكن كانت لسجى رأى آخر حين راحت تبكِ تمد يدها الصغيرة ﻷبن عمها ليحملها٬بينما ظل مصطفى يطالعها وتحدث بتهذيب قائلا:
-ممكن تسيبها العب معاها شوية يا طنط رانيا
حكت رأنيا راسها وكأنها تفكر وراحت تبعثر شعره قائلة:
-يسلملي المؤدب بس ميعاد المشاغبة جاه ولازم تاكل وتنام حبيبى تعال أوضتها ناكلها والعب معاها شوية
اعتذر مصطفي من رانيا بتهذيب كعادته قائلا:
-هستاذن من مامى الاول عشان هي قاللتى ابدل ملابس النادى واحطها في سلة الملابس المتستخة عشان تذاكرلي
ابتسمت رانيا علي تهذيب الصغير وأخرجت من جيبها شوكولاتة لتعطية له كمكافئة علي تهذيبه,فيما راح مصطفى لن ياخذها منها قائلا:
- أنا اسف مامى قاللتى مخذش حاجة من حد الا ما اقوللها الاول لو وافقت اخذها موافقتش لا
فيما كانت تتبع ابنها بفخر فهو ثمرتها لن يريد الله ان تنجب لزوجها آخر٬نادت عليه التف الصغير وراح يقترب منها قائلا:
-نعم يا مامى
طالعته أميرة بغضب جم فقد خالف أوامرها ولن يبدل ثياب التمرين الي آلان٬وقد اعلمته ألالالف المرآت ان الوقت كالسيف إذا لن يقطعه قطعك٬وراحت تمسح علي شعره الريشى قائلة:
-مامى قالت ايه لمصطفى ومنفذوهش ولعلمك خروجة بابى ملغية واللي وعدك بيه وكذلك بلايستيشن حبيبى
ظل مصطفي يبكى ليس لانه حرم من الاشياء الذى وعدا بها٬ولكن لا يحبذ أن تغضب أمه منه بسبب أستهتاره والقاء أوامرها بعرض الحائط٬طأطا الصغير رأسه ارضا وراح يعتذر بقوة علي ما بدر منه٬لن تلين أميرة أمام دموعه عكس ما يدور بخلدها تود ولو ضمته ولكن تريد أعلمه بأن امام العقاب لا مكان للعواطف حتي يعلم حجم ما أخطاء به ولن يكرره مرة آخرى٬نهرته بحدة وامرت أياه أن يذهب لغرفته ولن يبرحها لبقية اليوم وانها لن تحدثه مرة آخرى..
نفذ الصغير ما قالته حتى لا يزيد عقابه٬بينما أتى مؤمن لتوه ينادى صغيره الذى كان يرتقي الدرج٬اﻷ أن اميرة راحت تقول له بحدة:
-مصطفي معاقب يا حبيبى ولا انا ولا انت هنكلمه ثانى لحد ما يعرف غلطه
عبس مؤمن وجهه لطالما صغيره قطعة من روحه كما أميرته قائلا:
-عمل أيه يا قلبي مصطفي انتى قاسية يا ميرو طيب هو واحشنى
ضحكت اميرة بقوة علي نعته لها بالقاسية وراحت تضمه لصدرها وتحدثت بدلالال ألاميرات كأسمها قائلة:
-علي أساس أنت مبتعقبهوش لما مينفذش اوامرك مش عايزين حد يدعى علينا لما نسيبه في الدنيا لوحده مصطفي بيتمرد الايام دى لازم ننشف معاه شوية عشان ناخذ النتيجة اللي بتمناها
ضمها بقوة وكأنها آخر شئ بالدنيا وراح يستمد منها القوة فأميرته بالنسبة له بلسم جروحه وأعتذر قائلا:
-أنا اسف حبيبتى خلاص هنفذ اللي اتفاقنا عليه طالما في مصلحة صاصا
أبتسمت أميرة له وراحت تستمع لنبضاته التى لن تدق بسرعة سوي بحضرتها فقط٬وبل حروف أسمها موشومة بقلبه وروحه وعقله..
**********
القت عاليا بالحبس المقزز لجوارها مجموعة من السيدات اللتن أتين بمجموعة مختلفة من الجرائم٬وبل أحدهم لديها علامات أجرام بوجهها٬شعرت عاليا بالخوف يدب بأوصالها ورأحت السيدة المخيفة تقترب منها وأمسكت يدها بالقوة بمعاونة سيدتين أخرتين محاولة أنتزاع الحلي نجحت بعد عدات محاولات ٬وبل لن يكتفيا بذلك فحسب بل أوسوعها ضربا مبرحا٬ورأحت أحد السيدات تقول لمعلمتها٬بأنها لمحت سلسال تحت طيات ملابسها وراحت تنزعه بقوة كما أخواته وبصقت عليها قائلة:
-مالك يا ولية انتى بومة كدة ليه الا قوللي يا بومة انتى وهي الولية الحيزوبنة دى مش بتفكركم بحد
رأحت تبتسم أحداهم بقوة قائلة:
-شبه حمادة الحرامى تقوليش أخته
رأحت الباقيات كل منهما يمسكا به من ناحية حتى أجبرها علي نزع ملابسها الانيقة وأرغمها علي لبس جلباب مهترى ورائحته مقززة للغاية ٬فمن يقترب منها يتقي من تلك الرائحة الكريهة تلك٬وفيما أمرتها تلك السيدة قبيحة الوجه بأن تتراقص لهما حتي إذا ما اعجبها الرقص سوف توسعها ضربا مرة أخرى..
شعرت عاليا بالاهانة والذل ولن تقو علي الاعتراض فيما رأحت تسد انفها من رائحة الجلباب٬فيما رأحت مديحة توبة تلكزها قائلة بغلاظة:
-مش عاجبك جلابية ستنا يا بوما يلا اخلصي وشيلي ايدك ﻷقطعالهالك ريحة جلابية ستنا كالمسك يا غراب البن أنتى
ظلت عاليا تتراقص وأحدهم تطبل علي أحد الصحون النحاس القديم الذى يصدر صريرا مزعجا وهى تتمايل وتتساقط دموعها بغزارة شديدة٬تحاول الصاق الجلباب بجسدها٬أخذا جميع ملابسها بالقوة٬بينما نهضت توبة من جلستها وضربتها علي ظهرها قائلة:
-ايدك لقطعهالك سيبى الجلابية شوفنى برقص أزاى واعملي زيى يا بومة لو المعلمة اتعكر مزاجها هحش بطنك بت يا سعادة ولعي حجرين لستنا بدل ما البومة دي عكرت مزاجها
رأحت سعادة تنفذ ما قالته توبة لن تقو علي عقابهم فقد أكتفيت ٬لم يتركا شيئا والا فعلا لها٬جلبت الكبريت وراحت تعطى معلمتها علبة سجائرها واشعلت لها واحدة ولن تقو علي التحرك ألا حين أمرتها ولاء بعمل كوب من الشاى٬نفذت ما قالته فورا....
***********
وبعدين
هكذا نطقت هدير كلمتها للمحامى الذى جلست أمامه منذ ما يقارب الساعة٬ولن تخرج من فمه معلومة مفيدة ٬وبل يحبطها ولن يعطيها حل مفيد لحالتها تلك٬فما عاشته لن يقو أحد علي العيش به٬ظل المحامى يتلاعب بقلمه الحبر الازرق ويطالعه وكأنه ملهمه ظل هكذا لبرهة حتى تحدث قائلا:
-هو فيه حل واحد بس عشان بنتك ترجع في حضنك
ظلت هدير تطالعه باهتمام كالغريق المتعلق بقشاية وراحت تسأله عن هذا الحل,ألا ان قطعهما رنين هاتفه اجابه بتلهف شديد٬ونهض فجاة من جلسته وراح يركض للخارح وأستدار قائلا:
-معلش المدام بتولد هكلمك ثانى واحدلك ميعاد أنا اسف
راحت هدير تمد فمها بحركة طفولية للغاية وراحت تمتم بغيظ وغضب شديدان :
-نحس طول عمرى
نهضت هي ألاخرى من جلستها وفتحت هاتفها تحادث زمردة تشعر بالغضب الجم لياتيها صوت السيدة المزعجة تخبرها بأن الهاتف مغلق وضعته بحقيبتها وتمتمت بقهر شديد:
-كملت خلاص سلسلة النحس
***********
دلف حيدر غرفة جميلة يبحث عنها بعينيه ليجن جنونه عندما لن يجدها بفراشها٬ركض بالممرات المشفي كالمجنون ٬قلبه توقف اين ذهبت طفلته فهو قد عين لها حراسة لئلا تصاب بمكروه٬اثناء ركضه وجد ممرض يسير ببطء شديد وكأنه يضيع وقته اوقفه قائلا:
-لو سمحت البنت اللي كانت في غرفة 303 راحت فين
لن يجيبه الممرض وأكمل سيره٬كان يود حيدر الفتك به فأكتفي بالذهاب حتي يلقنه درسا ليس ألان حين أشعار أخر٬حاول الاتصال بالحارسين لكن دون جدوى هواتفهم مغلقة٬جذب شعره بقوة فقد مشط المشفي ذهابا وايابا ولن يعثر عليها٬لن يترك أحد ألا وقد ساله من طفلته قطعة من قلبه٬فكانت اﻹجابة واحدة لن يرؤها البتة٬ظل يصرخ عاليا عليها٬ لتكن مختبئة هنا او هناك ٬لكن بأتت محاولاته بالفشل الذريع يتسأل اين ذهبت طفلته ٬ظلت الافكار السواودية تدور بعقله لئلا تكن أصيبت بمكروه٬
شعر بالخواء يكربك روحه بسياط من نار لن يسامح ذاته إذا اصيبت بمكروه فماذا يفعل ﻷيجادها يخشي ان تصاب بشئ إذا ما رأته ووجدت غرباء لن تتعرف عليهما وستنهار وقتئذ ..
ركض الي مدير المشفي ليسأله عن التسيب بمشفاه وإذا اصيبت جميلته بمكروه سوف يدفع الثمن مقابل لذاك٬حاول الحفاظ علي ربطة جاشاه قدر المستطاع حتي يعيد اليه طفلته فهي بحاجة اليه ٬وإذا تفاقمت حالتها لن يقو أحد علي السيطرة عليها عداه القادر علي أحتوائها من الذئاب البشرية...
*********
يتبع