الفصل الاول
الفصل الاول
اقتربت هدير من شقيقها تحاول منعه من اطلاق الرصاصات ليدفعها بقوة مما تسبب بسقوطها أرضا وارتفعت طلقاته بالهواء٬بينما شعرت الخادمة بالخوف يدب باوصالها وارتشعت يدها مما تسبب بسقوط الصغيرة من بين ذراعيها ٬
القلوب توقفت عن النبض في تلك اللحظة التي رأوا الصغيرة ساقطة ارضا ولن تنتفس فماذا يفعلا٬فكانت اول من وصلت اليها كانت أمها تصرخ باسمها احتضنتها الي صدرها محاولة أفاقتها٬ألا أن كانت للصغيرة راى آخر ٬فيما راحت تلك المتسلطة تصيح بها ان تبتعد عنها هتفت الاسعاف الذى اتى بعد قليل حاملا الصغيرة علي الفراش النقال٬وأثناء ما كانت هدير تستقل السيارة لجوار أبنتها جذبتها بالقوة وراحت تهددها بأنها سوف تبلغ عنها بأنها من قتلت الصغيرة....
جذبها شقيقها حتى لا يفتك بتلك السليطة واستقلا سيارة اجرة ليلحقلا بسيارة الاسعاف ويطمئنا على سجى التى لا يعلما الا الان ماذا حدث لها....
*******
جميلة
نطق بيها الحارس الذى أمرته عاليا بالامساك بها حتي يعودا من المشفى٬وتقرر ماذا تفعل ٬فما فعلته لا يغتفر كيف لها أن تسقط صغيرتها من بين ذراعيها معللة بأنها سقطت منها سهوا ٬بينما ظل حيدر الحارس يرمقها بنظرات حادة قائلا بغضب جم:
--جميلة انتى هبلة إزاى البنت تقع من ايديك خلاص كان فاضلنا شهرين ونتجوز شوفي بقي عاليا هانم هتعمل فيكى ايه مش هعرف أعملك حاجة يا جميلة بجد حطتنا في موقف محرج ليه بطلتى تأخذي علاجك بقولك خذيه قعدتى تقوللي بأخذه كل يوم لما اضربت النار ليه خوفتى كدة
ظلت جميلة تبكِ بصمت تعلم بأنها مخطئة حين سمحت لخوفها بأن يتحكم بها لتسقط الصغيرة من بين ذراعيها ستسجن بسبب فعلتها وتفارق حبيبها حيدر الذي جلبها تعمل مع عاليا هانم وتكن مساعدتها الشخصية والمربية الخاصة بالصغيرة٬ما كان منه سوى ضمها لصدره حتي تهدأ قليلا ٬وعندما انتبه لفعلته تلك استغفر الله مرارا وتكرارا٬لئلا يحرم بعقاب الله من تلك الفعلة فهى أجنبية بالنسبة له ما دامت لست بزوجته كفف دموعها بروؤس اصبيعيه مهدا إياها قائلا بحنو:
-هتكلم مع مدام عاليا امسحى وشك وإهداءى حبيبتى الجميلة
عبست وجهها وتحدثت بعصبية قائلة:
-متكلمنيش يا حيدر انا مخاصمك بتزعقلي وانت عارف انى الحالة بتجينى لما بخاف
حاول تدللها قدر المستطاع يعلم جيدا بأنها ليس لها ذنب فما حدث لها لا يستهين به٬ فأبنة عمه منذ كانت ابنة السنتين قد رأت والدتها تقتل علي يد أبيها وظلت سنوات تنتابها حالات صراع وبكاء وصراخ وكوابيس لا متناهية حتي لن تتركها رغم الادوية التى تتناولها٬فالحالة تنتأبها من حين الي اﻵخر رمقها بحب قائلا:
-ياقلب حيدر أن شاء الله أخر مرة ازعلك يا قلبي يلا روحى أنتى البيت خذى ادويتك وان هكلم عاليا هانم
بينما كانت علي وشك المغادرة صاح أحد الحراس علي حيدر قائلا بوقاحة:
-ازاى تخليها تمشى عاليا هانم امرتك تتحفظ عليها لحد ما تجى مش كفاية هتضبطك انك متدخلتش لما اتضرب نار عليها يا غبي..
امرها بعينيه ان تنفذ ما قاله ٬ولن تخطو عدات خطوات لتجد من يجذبها بالقوة ٬وفي تلك اللحظة شعر حيدر بالغليان كيف له ان يجسر علي جذبها بحضرته ٬اشتعلت المعركة فيما بينهم فيما راح حيدر يسدد له اللكمات بكل الغل المستوطن بداخله٬ فجميلة ليست خطبيبته فحسب بل أبنته التى ربها منذ كانت صغيرة فعندما قتل والدها والدتها وزج بالسجن كان حيدر عمره خمسة عشر عاما فظلت بالنسبة له صغيرته وأبنته المدللة التى كانت لن تبكى بحضرته وتشعر بالامان ٬
ظل القتال بينهم حتى سقط فارس الحارس اﻵخر علي الارض من شدة الضرب٬فيما راح حيدر يجذب طفلته اليه مرة آخرى حين رأى دموعها وبكاد تشعر بالخوف مسح علي ظهرها بحنان ظلت ترتعش بقوة وتشنج جسدها واغشى عليها بين احضانه حملها برفق واستقل سيارته الصغيرة وغادر من فوره مقررا الا يعود مرة أخرى مستغلا بأن عاليا لن تعلم بأن طفلته قريبة له لا من قريب لا بعيد٬ظل يرمقها من المرآة يشعر بالخوف يدب بأوصاله كان يترك هذا القرار ﻷخر ولا بد بان ينبغى تنفيذه علي الفور...
*********
اشتعلت عاليا بالغضب الجم حين رأت أرملة ابنها وشقيقها يقفان لجوارها٬بأنتظار الطبيب يخرج من الداخل فيما رأحت ترمق هدير بغضب تود الفتك بها٬ظلت حرب النظرات قائمة حتي خرج الطبيب من الداخل اقتربت منه هدير قائلة بخوف :
-لو سمحت يا دكتور بنتى عاملة ايه دلوقتى
تنهد الطبيب يحاول أخذ انفاسه قائلا:
-الحمد لله فاقت بس هنعمل شوية اشعات عشان نتاكد انى لما وقعت مفيش حاجة اتضررت من المخ
تنفسا الصعداء وكأنهم كانا قد ماتا وعادت اليهم الحياة مرة أخرى٬فيما راحت عاليا تتحدث بعجرفة كما عادتها الشنعاء قائلة:
-ممكن نشوفها يا دكتور ولالا
الطبيب بهدوء:
-تمام بس مش دلوقتى هنعمل الاشعات ونخليكم تشوفها عن أذانكم حمد علي السلامة
لؤت عاليا شفتيها وجلست علي أحد المقاعد المخصصة لأستراحة واضعة قدما علي قدم وترمقهم باستعلاء من أعلي روؤسهم الي أخمض قدميهم٬ظلت تعبث بهاتفها الجوال وكأنهما هواء لا قيمة لهما أمام جبروتها..
فيما راحت هدير تبكِ بصمت تبتهل الي الله أن تنهض صغيرتها بالسلامة فهى نبتة الحب بينها وبين نزار الذى لن تعرف سواه فقلبهما كان ملتصقا ٬فكيف تكمل حياتها مع آخر وكانه لا شى فما عاشته معه كان درب من الخيال ٬فدوما ما كان يقف أمام والدته دفاعا عنها وكانت عاليا تصمت لرؤيتها سعادة أبنها الذي كان مصاب بالقلب منذ الصغر وقد خضع لعملية قلب مفتوح وها لن يمهله القدر وقت لعيش أكثر ومات أثناء العملية ترك خلفه قلوب محطمة فقد تعرضت هدير لصدمة عصبية حادة مما أضطرت والدتها لجلبها بمنزلها ترعاها هي و صغيرتها حتى تعافت بعد شهرين ٬
*******
دلفت أميرة غرفتهما لتوقظ زوجها فالساعة تخطت الواحدة ظهرا٬فاليوم لن يذهب للعمل,فقد وعد صغيره بالتنزهة في احد الملاهى فيما راحت أميرة تقترب منه رويدا رويدا ومدت يدها تناديه بصوت هامس قائلة:
-مؤمن حبيبى الساعة واحدة ونصف ومصطفي منتظراك زى ما وعدته
فتح عينيه يفركهما بهدوء يطالع حب عمره بهيام شديد وعينيه تتجول علي كل أنش بها ٬منذ أن تزوجا وهو يحمد الله مرارا وتكرارا علي وجودها لجواره فقد كانت زميلته بالجامعة حين راح يتقدم لها فرفض من قبل والديها٬ولن ياس البتة فراح يكرر محاولاته البائسة حتى لأن قلب والدبها وافقا عليه باﻵخير فكانت مثل الوردة المتفتحة في فصل الربيع٬
خجلت اميرة من نظراته وادارت وجهها الناحية الاخرى فيما راح مؤمن يجلب وجهها اليه قائلا بعشق:
-حبيبتى اميرتى الجميلة لسة بتتكسف من حبيبها وابو ابنها ولا ايه
اميرة بحب:
-ايوة بصراحة بقالنا عشر سنين متزوجين ونظراتك متغيرتش يا حبيبي
اقترب منها ضمما اياها بقوة شديدة وكانها ستهرب بينما ظلت اميرة بين ذراعية تشعر بألامان الشديد٬ولم لا وزوجها دونما ما يغمرها بالحنان والحب والعشق ويتفنن باسعادها بشتى الطرق الممكنة واللا ممكنة٬ فهو قبلا حارب من أجلها وقد خطف ابن عمها الذي كان قاصدا أبيها للزواج منها٬فقد أعطاه مال وسفره خارجا حتي يبتعد عن زهرته الجميلة٬وراح يكرر طلبه بالزواج منها حتي ذات ليلة ظل جالسا أمام منزلها بانتظار أبيها الذى تأفف حين راه ولن ياس بل ظل يترجاه بان يوافق علي زواجهما فبأت والدها يطالبه بمطالب صعبة للغاية حتي ياس ويذهب ولن يعد٬وبل لن يعلم بان مهما طلب مطالبه الصعبة للغاية فسيظل هذا دافع لحصوله علي قطته الشرازى الجميلة ٬حين راح والدها يطالبه لمدة يومين بأن يلملم القمامة من الحى ٬ظننا منه بان مؤمن سيعترض علي ما قال٬بل تفأجا به يخبره بانه من الغد سينفذ ما قاله٬وحين أنتهى اليومين قال له بانه٬
لن يؤدى المطلوب منه علي أكمل وجه واشتكت له احد الجيران بأنه غزل ابنتها٬فما كان منه سوي أبتسم وراح يردد بطاعة بأنه سيعيد اليومين الماضيين ٬فراح والدها يفكر قليلا حين طالبه بأن ياتى يوميا لجلب طلبات المنزل لمدة اسبوعين وأذا يوما ما اتى سيعلم بأنه مل من حب أينته٬وبالفعل راح مؤمن يضحك بقوة ونفذ ما قاله وقتئذ وضع نبيل كفا علي كف وعلم حينها بانه الزوج الذى يستحقه ابنته ...
ضحكت اميرة بقوة حين تذكرت تلك المهمات الصعبة التى طلبها والدها لزوجها الحنون٬فيما راح مؤمن يتساءل حبيبته عن سبب ضحكاتها المتفاجئة لتجيبه قائلة:
-اقتكرت بس اللي عمله فيك بابا يا حبيبي عذبك عذاب السنين كنت بدعي ربنا متهربش بس ساعتها اثبتلي انى اللي بيحب بيعمل المستحيل عشان اللي بيحبه وان الحب افعال وليست اقوال ساعتها ماما كانت تقعد تقولله حرام يا نبيل الواد هيهرب منك ساعتها كان بيضحك اوي كنت بستغرب ايه اللي بيضحكه ولما ماما سالته بتضحك علي ايه قالها انه مراهن عليك انك هتكمل لآخر وانك تستاهلنى بجد وفضلت حاطة ايدها علي قلبها لحد ما خلص الاسبوعين وظلت تتوالي عليك المهمات لحد ما قرر يعتقك لوجه الله
ضحك مؤمن متذكرا حماه العزيز وما فعله به من افعال تجعل المرء يجن ٬وبل لن يجن بل اثبتله بانه يحبها بشدة ولن يتنازل عنها مهما طلب من مطالب مستحيلة وغير مستحيلة٬راح يتذكر حين طالبه حماه بأن ياتى في رمضان ويوقظ اهل الحى للسحور وراح ينفذ بمحبة خالصة للأميرته الجميلة
**********
راحت هدير تجلس لجوار سجاها بعدما طمئنهم الطبيب بان الصغيرة بخير٬بعدما فعل لها الاشعات ليتاكد من أن كانت قد تضررت ام لا٬راحت الصغيرة تبتسم لوالدتها بسعادة وكأنها تلك المرة الاخيرة التي تراها بها٬فيما راحت الصغيرة تنطق بطفولية تذوب القلوب:
-ماما
ترقرقرت الدموع من مآقتها تأثرا لتلك الكلمة التي أذابتها قائلة بسعادة:
-عيون وقلب وروح ماما الجميلة
ضمتها لصدرها بسعادة تقبل كل أنش بوجهها٬وتدغدغدها فيما راحت الصغيرة تقهقهق بسعادة ٬ظلا اثنيتهم يخطفا من الزمن بعض السويعات٬لا يعلما متى اللقاء الثانى راحت الصغيرة تبكى تتضور جوعا القمتها هدير من صدرها لتغفو الصغيرة بين احضانها علي الفور متشبثة بها بقوة وكانها تعلم أنها سترحل ولن تعد مرة أخرى اليها,
أقتربت عاليا من الصغيرة تلتقتطها من بين ذراعى هدير الا أن صراخ سجى أصم اذنيها مما أضطرها لجذبها من بين أحضان هدير بالقوة٬
وانصرفت علي الفور ولن تحسب حساب لتلك الصغيرة الباكية٬مما زادت من نحيبها لتصفعها علي وجهها ناهرة اياها قائلة:
-اخرسى انت من اليوم ملقكيش ام اسمها هدير انتى فاهمة يا زفتة
صمتت الصغيرة خوفا من جدتها وظلت تنتحب حتى غفت ٬فيما راحت تلك المتسلطة تتأفف وتتحدث بالهاتف باستعلاء من أنفها ..
*********
ظلت جميلة تبكِ حينما اودعها حيدر المصحة لتتم معالجتها٬طلب حيدر من الممرضتين أن يتركهما سويا لعدة دقائق٬ضمها الي صدره بقوة مربتا علي ظهرها قائلا:
-صغيرتى الجميلة انا خايف عليكى والله اخاف مدام عاليا تبلغ البوليس واخسرك للأبد حبييتى عشان كدة انتى هتسمعى كلامى فترة وهطلعك يا روح قلبي عشان خاطرى اسمعى الكلام يا جوجو بقي والله عدى علي ايدك الايام...
زاد شهقاتها وتشبثبت به بقوة قائلة من بين شهقاتها :
-لا انت طول عمرك بابا وماما وكل حاجة ليا انا مش مجنونة هو اللي قتلها يا حيدر وكان عايز يقتلنى انا كمان استخبت تحت السرير عشان ميقتلنيش كنت صغيرة بس فاكرة كل حاجة يا حبيبي متسبنيش انت عايز تتخلص منى صح
ظلت تصرخ بقوة وتشنج جسدها وانتفض كالخائفة,فيما راح حيدر يصرخ حتي اتت الممرضتين امسكا به بقوة وراحت اﻵخرى تعطيها الحقنة المهداة بذراعيها,فيما راح حيدر يحملها علي الفراش وقبل جبينها٬موصيا الممرضتين علي صغيرته الجميلة واخرج من جيب سترته مال واعطاهم أياه وظل يطالعها وعينيه تذرف دموعها بغزارة مكررا كلماته المؤلمة:
-هنتقملك يا عمرى انا والله والله والله ارتاحى يا حبيبة حيدر حقك هرجعلهولك يا نور عينى والله انا بتقطع من جوايا هفضل ابوك وامك وكل ما ليكى هتبقي بخير وهنخلف بنت جميلة تشبهك لالا انا عايز فريق كورة وكلهم يشبهوكى يا صغيرة حيدر جميلة الجميلة ...
كفف دموعه مقررا ان يقو قليلا فالقادم لا ينذر بالخير فما عاشته صغيرته لا يقو أحد علي تحمله فمنذ كانت صغيرة لن ترى يوم بحياتها جميل٬فكان يحاول مرارا وتكرار بان يجعلها سعيدة وتبتسم طيلة الوقت ودعها وغادر وقلبه يعتصر ألما٬ يعلم بانها تخشي المكوث بمفردها لطالما كانت ملتصقة به كالعلكة كان دونما يدللها ويستجديها تتركه يذهب العمل٬ لطالما كانت تعتقد بأنه والدها كانت تنادية بابا مهما حاول أخبرها بانه ليس والدها لن تقتنع الا حين كبرت وادركت جيدا بأن حيدر ابن عمها فقط٬فتلك الصغيرة خطفت قلبه منذ كانت لا تعى شيئا تركض اليه وتصيح قائلة:
-بابا بابا
كان يضمها لصدره يستمد منها القوة لطالما تلك الصغيرة كانت بمثابة بلسم الجروح ٬دونما ما كانت تخفف عنه ما يعتمل بقلبه وتغمره بقبلاتها وتنسيه ما يمر به من ضغوطات العمل ...
**********
وقفت أمام ثرى زوجها تشعر بالخجل لن تفي بوعدها واخذا منها صغيرتهما٬ظلت تحادث زوجها بكم فعلت المستحيل لتاخذ صغيرتهما٬ ولكن كانت ﻷمه راي آخر حين حرمتهما من بعضهم البعض٬فكيف لهما بأن يحددا مصيرها بالزواج من آخر يعشق زوجته ولديه منها طفل يحتاجهما معا٬فكيف تتصرف بأنانية وتتحكم بمصيرهما ولن تحسب حساب العواقب قبل أن تفعل ٬فهما يعتقدا بان حبهما مات بموته٬ولكن نقش بقلبها كالنقوش الفرعونية..
ظلت تتذكر المرة الاولى التى رات فيها نزار بالجامعة حين اتى مع رفيقه خطيب لمى صديقتها المقربة ورأها تسير لجوارها٬شعر بقلبه يدق بسرعة شديدة ولن يسيطر علي نفسه٬راح يتنحنح ويهمس لصديقه قائلا:
-هي دي اسمها ايه صاحبة خطيبتك دي
ياسر بغمزة:
-هدير صاحبة خطيبتى السنارة غمزت ولا ايه يا عم نزار
من تلك اللحظة ظل يتردد علي الجامعة لرؤيتها من بعيد ويغادر فور رؤيتها بخير٬ولن يمل ولا يكل من مجئيه الجامعة حتي بأتت عادة ٬فراح ياخذ جدول المحاضرات من ياسر صديقه٬ظل هكذا لمدة سنتين٬وذهب لوالدته واخبرها بانه يحب فتاة بشدة وراحت والدته تتساءل عن هويتها لتعلم بأنها تقطن بحارة شعبية واهلها متوسطى الحال ٬كانت سترفض تلك الزيجة الا أن وافقته لمرضه وهى تحبه بشدة عن أبنائها اﻵخريين٬وبالفعل تم زواجهما سريعا حين علمت من طبيبه تاخر حالته الصحية وهي كانت تريد سعادته فقط فحسب..
**********
لن يترك الصغير لعبة الا وقام بتجربتها ٬ووالديه سعداء لسعادته ٬راح مؤمن ينادى الصغير الذي ركض اليه محتضنا إياه قائلا:
-شكرا بابا شكرا ماما بجبكم اوي اوي
اميرة بسعادة:
-مبسوط يا قلب مامى احنا طبعا كل ما تبقي شاطر هنفسحك وهنعملك اللي انت عايزاه صح يا مؤمن
جذب مؤمن يدها بغتةا لثم راحتيها قائلا:
-طبعا يا قلب مؤمن انتوا كل حاجة ليا بالدنيا يلا يا بطلي محتاج ايه ثانى وبابى هينفذلهولك لانك شاطر ومامى مبسوطة منك اوى
ظل الصغير سعيد للغاية بحديث والديه٬وراح يفرك يداه بخجل٬فيما راحت اميرة تربت علي راسه بحنو قائلة:
-محتاج ايه يا صغيرى متتكسفش مننا يلا قول يا عمرى
تمتمم الصغير قائلا:
-بلايشيتشن
ضحكا بقوة وقرصا وجنتيه ٬فيما راح مؤمن يقول له:
-لو جبت الدرجة النهائية في الماس هجبهلولك اتقفنا يا بطل بابا
اؤما الصغير واخرج هاتفه يتصور مع والديه صور سيلفي مستمتعا بوالديه والخروج برفقتهم ليخبر والده قائلا:
-بابا ممكن حضرتك ادخل بيت الموت
اميرة بحزم:
-لا يا مصطفي عندك رهاب من الظلمة وهتصرخ وتتعب يلا هنروح نتغذاء ونروح عشان عندك تمرين بالليل اظن سبينك تجرب كل الالعاب
مصطفي بتهذيب:
-أنا اسف يا مامى
قبلته من وجنتيه وذهبا باتجاه السيارة استقلها متجهين الي أحد المطاعم يتغذا معا ويعودا المنزل ليذهب الصغير النادى يحضر تمارينه فهو يلعب كورة قدم ودونما ما يحصل علي المراكز اﻷولى.
********
يتبع
اقتربت هدير من شقيقها تحاول منعه من اطلاق الرصاصات ليدفعها بقوة مما تسبب بسقوطها أرضا وارتفعت طلقاته بالهواء٬بينما شعرت الخادمة بالخوف يدب باوصالها وارتشعت يدها مما تسبب بسقوط الصغيرة من بين ذراعيها ٬
القلوب توقفت عن النبض في تلك اللحظة التي رأوا الصغيرة ساقطة ارضا ولن تنتفس فماذا يفعلا٬فكانت اول من وصلت اليها كانت أمها تصرخ باسمها احتضنتها الي صدرها محاولة أفاقتها٬ألا أن كانت للصغيرة راى آخر ٬فيما راحت تلك المتسلطة تصيح بها ان تبتعد عنها هتفت الاسعاف الذى اتى بعد قليل حاملا الصغيرة علي الفراش النقال٬وأثناء ما كانت هدير تستقل السيارة لجوار أبنتها جذبتها بالقوة وراحت تهددها بأنها سوف تبلغ عنها بأنها من قتلت الصغيرة....
جذبها شقيقها حتى لا يفتك بتلك السليطة واستقلا سيارة اجرة ليلحقلا بسيارة الاسعاف ويطمئنا على سجى التى لا يعلما الا الان ماذا حدث لها....
*******
جميلة
نطق بيها الحارس الذى أمرته عاليا بالامساك بها حتي يعودا من المشفى٬وتقرر ماذا تفعل ٬فما فعلته لا يغتفر كيف لها أن تسقط صغيرتها من بين ذراعيها معللة بأنها سقطت منها سهوا ٬بينما ظل حيدر الحارس يرمقها بنظرات حادة قائلا بغضب جم:
--جميلة انتى هبلة إزاى البنت تقع من ايديك خلاص كان فاضلنا شهرين ونتجوز شوفي بقي عاليا هانم هتعمل فيكى ايه مش هعرف أعملك حاجة يا جميلة بجد حطتنا في موقف محرج ليه بطلتى تأخذي علاجك بقولك خذيه قعدتى تقوللي بأخذه كل يوم لما اضربت النار ليه خوفتى كدة
ظلت جميلة تبكِ بصمت تعلم بأنها مخطئة حين سمحت لخوفها بأن يتحكم بها لتسقط الصغيرة من بين ذراعيها ستسجن بسبب فعلتها وتفارق حبيبها حيدر الذي جلبها تعمل مع عاليا هانم وتكن مساعدتها الشخصية والمربية الخاصة بالصغيرة٬ما كان منه سوى ضمها لصدره حتي تهدأ قليلا ٬وعندما انتبه لفعلته تلك استغفر الله مرارا وتكرارا٬لئلا يحرم بعقاب الله من تلك الفعلة فهى أجنبية بالنسبة له ما دامت لست بزوجته كفف دموعها بروؤس اصبيعيه مهدا إياها قائلا بحنو:
-هتكلم مع مدام عاليا امسحى وشك وإهداءى حبيبتى الجميلة
عبست وجهها وتحدثت بعصبية قائلة:
-متكلمنيش يا حيدر انا مخاصمك بتزعقلي وانت عارف انى الحالة بتجينى لما بخاف
حاول تدللها قدر المستطاع يعلم جيدا بأنها ليس لها ذنب فما حدث لها لا يستهين به٬ فأبنة عمه منذ كانت ابنة السنتين قد رأت والدتها تقتل علي يد أبيها وظلت سنوات تنتابها حالات صراع وبكاء وصراخ وكوابيس لا متناهية حتي لن تتركها رغم الادوية التى تتناولها٬فالحالة تنتأبها من حين الي اﻵخر رمقها بحب قائلا:
-ياقلب حيدر أن شاء الله أخر مرة ازعلك يا قلبي يلا روحى أنتى البيت خذى ادويتك وان هكلم عاليا هانم
بينما كانت علي وشك المغادرة صاح أحد الحراس علي حيدر قائلا بوقاحة:
-ازاى تخليها تمشى عاليا هانم امرتك تتحفظ عليها لحد ما تجى مش كفاية هتضبطك انك متدخلتش لما اتضرب نار عليها يا غبي..
امرها بعينيه ان تنفذ ما قاله ٬ولن تخطو عدات خطوات لتجد من يجذبها بالقوة ٬وفي تلك اللحظة شعر حيدر بالغليان كيف له ان يجسر علي جذبها بحضرته ٬اشتعلت المعركة فيما بينهم فيما راح حيدر يسدد له اللكمات بكل الغل المستوطن بداخله٬ فجميلة ليست خطبيبته فحسب بل أبنته التى ربها منذ كانت صغيرة فعندما قتل والدها والدتها وزج بالسجن كان حيدر عمره خمسة عشر عاما فظلت بالنسبة له صغيرته وأبنته المدللة التى كانت لن تبكى بحضرته وتشعر بالامان ٬
ظل القتال بينهم حتى سقط فارس الحارس اﻵخر علي الارض من شدة الضرب٬فيما راح حيدر يجذب طفلته اليه مرة آخرى حين رأى دموعها وبكاد تشعر بالخوف مسح علي ظهرها بحنان ظلت ترتعش بقوة وتشنج جسدها واغشى عليها بين احضانه حملها برفق واستقل سيارته الصغيرة وغادر من فوره مقررا الا يعود مرة أخرى مستغلا بأن عاليا لن تعلم بأن طفلته قريبة له لا من قريب لا بعيد٬ظل يرمقها من المرآة يشعر بالخوف يدب بأوصاله كان يترك هذا القرار ﻷخر ولا بد بان ينبغى تنفيذه علي الفور...
*********
اشتعلت عاليا بالغضب الجم حين رأت أرملة ابنها وشقيقها يقفان لجوارها٬بأنتظار الطبيب يخرج من الداخل فيما رأحت ترمق هدير بغضب تود الفتك بها٬ظلت حرب النظرات قائمة حتي خرج الطبيب من الداخل اقتربت منه هدير قائلة بخوف :
-لو سمحت يا دكتور بنتى عاملة ايه دلوقتى
تنهد الطبيب يحاول أخذ انفاسه قائلا:
-الحمد لله فاقت بس هنعمل شوية اشعات عشان نتاكد انى لما وقعت مفيش حاجة اتضررت من المخ
تنفسا الصعداء وكأنهم كانا قد ماتا وعادت اليهم الحياة مرة أخرى٬فيما راحت عاليا تتحدث بعجرفة كما عادتها الشنعاء قائلة:
-ممكن نشوفها يا دكتور ولالا
الطبيب بهدوء:
-تمام بس مش دلوقتى هنعمل الاشعات ونخليكم تشوفها عن أذانكم حمد علي السلامة
لؤت عاليا شفتيها وجلست علي أحد المقاعد المخصصة لأستراحة واضعة قدما علي قدم وترمقهم باستعلاء من أعلي روؤسهم الي أخمض قدميهم٬ظلت تعبث بهاتفها الجوال وكأنهما هواء لا قيمة لهما أمام جبروتها..
فيما راحت هدير تبكِ بصمت تبتهل الي الله أن تنهض صغيرتها بالسلامة فهى نبتة الحب بينها وبين نزار الذى لن تعرف سواه فقلبهما كان ملتصقا ٬فكيف تكمل حياتها مع آخر وكانه لا شى فما عاشته معه كان درب من الخيال ٬فدوما ما كان يقف أمام والدته دفاعا عنها وكانت عاليا تصمت لرؤيتها سعادة أبنها الذي كان مصاب بالقلب منذ الصغر وقد خضع لعملية قلب مفتوح وها لن يمهله القدر وقت لعيش أكثر ومات أثناء العملية ترك خلفه قلوب محطمة فقد تعرضت هدير لصدمة عصبية حادة مما أضطرت والدتها لجلبها بمنزلها ترعاها هي و صغيرتها حتى تعافت بعد شهرين ٬
*******
دلفت أميرة غرفتهما لتوقظ زوجها فالساعة تخطت الواحدة ظهرا٬فاليوم لن يذهب للعمل,فقد وعد صغيره بالتنزهة في احد الملاهى فيما راحت أميرة تقترب منه رويدا رويدا ومدت يدها تناديه بصوت هامس قائلة:
-مؤمن حبيبى الساعة واحدة ونصف ومصطفي منتظراك زى ما وعدته
فتح عينيه يفركهما بهدوء يطالع حب عمره بهيام شديد وعينيه تتجول علي كل أنش بها ٬منذ أن تزوجا وهو يحمد الله مرارا وتكرارا علي وجودها لجواره فقد كانت زميلته بالجامعة حين راح يتقدم لها فرفض من قبل والديها٬ولن ياس البتة فراح يكرر محاولاته البائسة حتى لأن قلب والدبها وافقا عليه باﻵخير فكانت مثل الوردة المتفتحة في فصل الربيع٬
خجلت اميرة من نظراته وادارت وجهها الناحية الاخرى فيما راح مؤمن يجلب وجهها اليه قائلا بعشق:
-حبيبتى اميرتى الجميلة لسة بتتكسف من حبيبها وابو ابنها ولا ايه
اميرة بحب:
-ايوة بصراحة بقالنا عشر سنين متزوجين ونظراتك متغيرتش يا حبيبي
اقترب منها ضمما اياها بقوة شديدة وكانها ستهرب بينما ظلت اميرة بين ذراعية تشعر بألامان الشديد٬ولم لا وزوجها دونما ما يغمرها بالحنان والحب والعشق ويتفنن باسعادها بشتى الطرق الممكنة واللا ممكنة٬ فهو قبلا حارب من أجلها وقد خطف ابن عمها الذي كان قاصدا أبيها للزواج منها٬فقد أعطاه مال وسفره خارجا حتي يبتعد عن زهرته الجميلة٬وراح يكرر طلبه بالزواج منها حتي ذات ليلة ظل جالسا أمام منزلها بانتظار أبيها الذى تأفف حين راه ولن ياس بل ظل يترجاه بان يوافق علي زواجهما فبأت والدها يطالبه بمطالب صعبة للغاية حتي ياس ويذهب ولن يعد٬وبل لن يعلم بان مهما طلب مطالبه الصعبة للغاية فسيظل هذا دافع لحصوله علي قطته الشرازى الجميلة ٬حين راح والدها يطالبه لمدة يومين بأن يلملم القمامة من الحى ٬ظننا منه بان مؤمن سيعترض علي ما قال٬بل تفأجا به يخبره بانه من الغد سينفذ ما قاله٬وحين أنتهى اليومين قال له بانه٬
لن يؤدى المطلوب منه علي أكمل وجه واشتكت له احد الجيران بأنه غزل ابنتها٬فما كان منه سوي أبتسم وراح يردد بطاعة بأنه سيعيد اليومين الماضيين ٬فراح والدها يفكر قليلا حين طالبه بأن ياتى يوميا لجلب طلبات المنزل لمدة اسبوعين وأذا يوما ما اتى سيعلم بأنه مل من حب أينته٬وبالفعل راح مؤمن يضحك بقوة ونفذ ما قاله وقتئذ وضع نبيل كفا علي كف وعلم حينها بانه الزوج الذى يستحقه ابنته ...
ضحكت اميرة بقوة حين تذكرت تلك المهمات الصعبة التى طلبها والدها لزوجها الحنون٬فيما راح مؤمن يتساءل حبيبته عن سبب ضحكاتها المتفاجئة لتجيبه قائلة:
-اقتكرت بس اللي عمله فيك بابا يا حبيبي عذبك عذاب السنين كنت بدعي ربنا متهربش بس ساعتها اثبتلي انى اللي بيحب بيعمل المستحيل عشان اللي بيحبه وان الحب افعال وليست اقوال ساعتها ماما كانت تقعد تقولله حرام يا نبيل الواد هيهرب منك ساعتها كان بيضحك اوي كنت بستغرب ايه اللي بيضحكه ولما ماما سالته بتضحك علي ايه قالها انه مراهن عليك انك هتكمل لآخر وانك تستاهلنى بجد وفضلت حاطة ايدها علي قلبها لحد ما خلص الاسبوعين وظلت تتوالي عليك المهمات لحد ما قرر يعتقك لوجه الله
ضحك مؤمن متذكرا حماه العزيز وما فعله به من افعال تجعل المرء يجن ٬وبل لن يجن بل اثبتله بانه يحبها بشدة ولن يتنازل عنها مهما طلب من مطالب مستحيلة وغير مستحيلة٬راح يتذكر حين طالبه حماه بأن ياتى في رمضان ويوقظ اهل الحى للسحور وراح ينفذ بمحبة خالصة للأميرته الجميلة
**********
راحت هدير تجلس لجوار سجاها بعدما طمئنهم الطبيب بان الصغيرة بخير٬بعدما فعل لها الاشعات ليتاكد من أن كانت قد تضررت ام لا٬راحت الصغيرة تبتسم لوالدتها بسعادة وكأنها تلك المرة الاخيرة التي تراها بها٬فيما راحت الصغيرة تنطق بطفولية تذوب القلوب:
-ماما
ترقرقرت الدموع من مآقتها تأثرا لتلك الكلمة التي أذابتها قائلة بسعادة:
-عيون وقلب وروح ماما الجميلة
ضمتها لصدرها بسعادة تقبل كل أنش بوجهها٬وتدغدغدها فيما راحت الصغيرة تقهقهق بسعادة ٬ظلا اثنيتهم يخطفا من الزمن بعض السويعات٬لا يعلما متى اللقاء الثانى راحت الصغيرة تبكى تتضور جوعا القمتها هدير من صدرها لتغفو الصغيرة بين احضانها علي الفور متشبثة بها بقوة وكانها تعلم أنها سترحل ولن تعد مرة أخرى اليها,
أقتربت عاليا من الصغيرة تلتقتطها من بين ذراعى هدير الا أن صراخ سجى أصم اذنيها مما أضطرها لجذبها من بين أحضان هدير بالقوة٬
وانصرفت علي الفور ولن تحسب حساب لتلك الصغيرة الباكية٬مما زادت من نحيبها لتصفعها علي وجهها ناهرة اياها قائلة:
-اخرسى انت من اليوم ملقكيش ام اسمها هدير انتى فاهمة يا زفتة
صمتت الصغيرة خوفا من جدتها وظلت تنتحب حتى غفت ٬فيما راحت تلك المتسلطة تتأفف وتتحدث بالهاتف باستعلاء من أنفها ..
*********
ظلت جميلة تبكِ حينما اودعها حيدر المصحة لتتم معالجتها٬طلب حيدر من الممرضتين أن يتركهما سويا لعدة دقائق٬ضمها الي صدره بقوة مربتا علي ظهرها قائلا:
-صغيرتى الجميلة انا خايف عليكى والله اخاف مدام عاليا تبلغ البوليس واخسرك للأبد حبييتى عشان كدة انتى هتسمعى كلامى فترة وهطلعك يا روح قلبي عشان خاطرى اسمعى الكلام يا جوجو بقي والله عدى علي ايدك الايام...
زاد شهقاتها وتشبثبت به بقوة قائلة من بين شهقاتها :
-لا انت طول عمرك بابا وماما وكل حاجة ليا انا مش مجنونة هو اللي قتلها يا حيدر وكان عايز يقتلنى انا كمان استخبت تحت السرير عشان ميقتلنيش كنت صغيرة بس فاكرة كل حاجة يا حبيبي متسبنيش انت عايز تتخلص منى صح
ظلت تصرخ بقوة وتشنج جسدها وانتفض كالخائفة,فيما راح حيدر يصرخ حتي اتت الممرضتين امسكا به بقوة وراحت اﻵخرى تعطيها الحقنة المهداة بذراعيها,فيما راح حيدر يحملها علي الفراش وقبل جبينها٬موصيا الممرضتين علي صغيرته الجميلة واخرج من جيب سترته مال واعطاهم أياه وظل يطالعها وعينيه تذرف دموعها بغزارة مكررا كلماته المؤلمة:
-هنتقملك يا عمرى انا والله والله والله ارتاحى يا حبيبة حيدر حقك هرجعلهولك يا نور عينى والله انا بتقطع من جوايا هفضل ابوك وامك وكل ما ليكى هتبقي بخير وهنخلف بنت جميلة تشبهك لالا انا عايز فريق كورة وكلهم يشبهوكى يا صغيرة حيدر جميلة الجميلة ...
كفف دموعه مقررا ان يقو قليلا فالقادم لا ينذر بالخير فما عاشته صغيرته لا يقو أحد علي تحمله فمنذ كانت صغيرة لن ترى يوم بحياتها جميل٬فكان يحاول مرارا وتكرار بان يجعلها سعيدة وتبتسم طيلة الوقت ودعها وغادر وقلبه يعتصر ألما٬ يعلم بانها تخشي المكوث بمفردها لطالما كانت ملتصقة به كالعلكة كان دونما يدللها ويستجديها تتركه يذهب العمل٬ لطالما كانت تعتقد بأنه والدها كانت تنادية بابا مهما حاول أخبرها بانه ليس والدها لن تقتنع الا حين كبرت وادركت جيدا بأن حيدر ابن عمها فقط٬فتلك الصغيرة خطفت قلبه منذ كانت لا تعى شيئا تركض اليه وتصيح قائلة:
-بابا بابا
كان يضمها لصدره يستمد منها القوة لطالما تلك الصغيرة كانت بمثابة بلسم الجروح ٬دونما ما كانت تخفف عنه ما يعتمل بقلبه وتغمره بقبلاتها وتنسيه ما يمر به من ضغوطات العمل ...
**********
وقفت أمام ثرى زوجها تشعر بالخجل لن تفي بوعدها واخذا منها صغيرتهما٬ظلت تحادث زوجها بكم فعلت المستحيل لتاخذ صغيرتهما٬ ولكن كانت ﻷمه راي آخر حين حرمتهما من بعضهم البعض٬فكيف لهما بأن يحددا مصيرها بالزواج من آخر يعشق زوجته ولديه منها طفل يحتاجهما معا٬فكيف تتصرف بأنانية وتتحكم بمصيرهما ولن تحسب حساب العواقب قبل أن تفعل ٬فهما يعتقدا بان حبهما مات بموته٬ولكن نقش بقلبها كالنقوش الفرعونية..
ظلت تتذكر المرة الاولى التى رات فيها نزار بالجامعة حين اتى مع رفيقه خطيب لمى صديقتها المقربة ورأها تسير لجوارها٬شعر بقلبه يدق بسرعة شديدة ولن يسيطر علي نفسه٬راح يتنحنح ويهمس لصديقه قائلا:
-هي دي اسمها ايه صاحبة خطيبتك دي
ياسر بغمزة:
-هدير صاحبة خطيبتى السنارة غمزت ولا ايه يا عم نزار
من تلك اللحظة ظل يتردد علي الجامعة لرؤيتها من بعيد ويغادر فور رؤيتها بخير٬ولن يمل ولا يكل من مجئيه الجامعة حتي بأتت عادة ٬فراح ياخذ جدول المحاضرات من ياسر صديقه٬ظل هكذا لمدة سنتين٬وذهب لوالدته واخبرها بانه يحب فتاة بشدة وراحت والدته تتساءل عن هويتها لتعلم بأنها تقطن بحارة شعبية واهلها متوسطى الحال ٬كانت سترفض تلك الزيجة الا أن وافقته لمرضه وهى تحبه بشدة عن أبنائها اﻵخريين٬وبالفعل تم زواجهما سريعا حين علمت من طبيبه تاخر حالته الصحية وهي كانت تريد سعادته فقط فحسب..
**********
لن يترك الصغير لعبة الا وقام بتجربتها ٬ووالديه سعداء لسعادته ٬راح مؤمن ينادى الصغير الذي ركض اليه محتضنا إياه قائلا:
-شكرا بابا شكرا ماما بجبكم اوي اوي
اميرة بسعادة:
-مبسوط يا قلب مامى احنا طبعا كل ما تبقي شاطر هنفسحك وهنعملك اللي انت عايزاه صح يا مؤمن
جذب مؤمن يدها بغتةا لثم راحتيها قائلا:
-طبعا يا قلب مؤمن انتوا كل حاجة ليا بالدنيا يلا يا بطلي محتاج ايه ثانى وبابى هينفذلهولك لانك شاطر ومامى مبسوطة منك اوى
ظل الصغير سعيد للغاية بحديث والديه٬وراح يفرك يداه بخجل٬فيما راحت اميرة تربت علي راسه بحنو قائلة:
-محتاج ايه يا صغيرى متتكسفش مننا يلا قول يا عمرى
تمتمم الصغير قائلا:
-بلايشيتشن
ضحكا بقوة وقرصا وجنتيه ٬فيما راح مؤمن يقول له:
-لو جبت الدرجة النهائية في الماس هجبهلولك اتقفنا يا بطل بابا
اؤما الصغير واخرج هاتفه يتصور مع والديه صور سيلفي مستمتعا بوالديه والخروج برفقتهم ليخبر والده قائلا:
-بابا ممكن حضرتك ادخل بيت الموت
اميرة بحزم:
-لا يا مصطفي عندك رهاب من الظلمة وهتصرخ وتتعب يلا هنروح نتغذاء ونروح عشان عندك تمرين بالليل اظن سبينك تجرب كل الالعاب
مصطفي بتهذيب:
-أنا اسف يا مامى
قبلته من وجنتيه وذهبا باتجاه السيارة استقلها متجهين الي أحد المطاعم يتغذا معا ويعودا المنزل ليذهب الصغير النادى يحضر تمارينه فهو يلعب كورة قدم ودونما ما يحصل علي المراكز اﻷولى.
********
يتبع