الفصل الرابع

الفصل الرابع
لقد انتهينا عندما كان يتحدث زين الى ريد الهجين ، كان كلا منهم حزين علي حاله و علي وضعه ، كلا منهم مختلف عن جماعته ، ريد كان هجين بين فصيلتين ، اما زين فقد ضل جماعته الاصليه و عاش وسط جماعه اخري تقبلوه في بدايه الامر ، الا انهم عندما وجدوه اقوي منهم اذدات غيرتهم ،
كان زين يسال ريد ؛ عن امه ، اين امه فهي ان كان يعرفها كيف لها ان تسكت علي نبذه بين قومه هكذا ، اليست اللم هي مصدر الثقه و الامان بي النسبه لنا ! ظل ريد ساكت لم يرد علي زين ، و لكن زين اصر علي ذالك السؤال ، و عاده علي ريد مره اخري و قال له : يا ريد ، انت حقا لا تعلم عني شئ ، انا ابحث و اتجوال كل يوم في الغابات و خارج هذه الغابات ايضا ، لكي اعرف طبيعتي ، و حقيقتي ، من انا و من اكون و لي اي جماعه انتمي ، انا حقا يا ريد مشتت التفكير ، ضاع العقل ، اتمني فقط ان اعرف اين اجد امي ! ، اشعر انها هي المفتاح لي كل مشاكلي و لي كل الالغاز التي تدور في رأسي ، انا امي ان وجدتها ، سوف تتمسك بي ، و سوف تنصرني هي و اعرف طبيعه ما يحدث لي ، ام انت ، ما السبب في ان تتركك امك هكذا ، ماذا كان رد فعلها عندما نبذوك قومك ؟ .... لا حقا انا اريد ان اعرف ماذا كان رد فعلها حينها ؟
نظر اليه ريد بي كل اسى و حزن عميق ، و قال له : اذا كانت هذه كل معلوماتك عن الامومه ! و عن تصرف الام تجاه ابنائها ، فلابد ان تعيد ترتيب كل افكارك بي اكمالها ، لانك حقا من لا تعلم شئ عن هذه الحياه ، لا تعلم ان الخيانه تاتي من اقرب الناس اليك ، لا تعلم ان هناك انواع من الامهات قاسيه ، حتي كلمه قاسيه هذه لن تكفي التعبير في حقهم ، يا زين ، ان امي هي اول واحده تسببت في ضياع ثقتي بي نفسي ، و شعوري الدائم اني اقل من الجميع ، حتي ان لم يعايرني احد ، فانا اعاير نفسي بي نفسي كل يوم ، امي كل ما تراني تكره رؤييا ، تشمئز مني ، تشعرني اني لا قيمه لهم ، علي الرغم اني احميهم ، و اتخذت منهم اصدقاء لي كثيرون ، الا انهم تخلو عني ، حتي اقرب صديق لي ، يا زين ، ان امي هي من اعطت لهم حق السخريه مني ، ان كانت وضعت لي مكانه عن نفسها لكانوا هم ايضا وضعوا لي مكانه بينهم ، و لكن هي من الاساس من اصغرتني في عيون الناس ، هي السبب في هذا الوضع الذي امر به ، يا زين ان كان كل تفكيرك عن الام انها البريئه التي تحمي اولادها دائما ، فراجع نفسك و عقلك بي شأن هذا ، انا انصحك ، لاني لم افوق من غفلتي تلك الا في الوقت المتاخر جدا ، افقت بعد ما بدأت اتدبر ما يحدث لي ، انا الان محطم ، محطم الوجدان كليا ، لا ارغب في متع الحياه و لا ارغب في الجري و راء اي فريسه ، و لا اشعر بي الجوع بي الايام ، حتي ان اقتربت مني اي فريسه و فرصه كنت انتظرها تحدث في الايام السابقه ، لم انظر اليها من الاساس ، اتجاهلها و اتجاهل وجودها ، يا زين ان كل ما بي داخلي يتحدث اليا ، عن مدي كسرتي ، عن مدي اسفي ، عن مدي حزني و انكساري ، عن مدي صدمتي في اعز القطيع الي قلبي ، اصدقائي و امي .
نظر اليه زين و عيناه تتعجبان ، و يسال نفسه ؟ هل يمكن ان تكون امه ليست بي تلك الصفات الحميده التي رسمها لها في ذاكرته ، هل ممكن ان تكون امه هي من القت به ، و تخلت عنه بي محض ارادتها ، هل يمكن ان تكون امه هي من ساعدت في التخلص منه ، ثم بدأت الافكار تتسلل الي عقله برهه برههه ، الي ان ظن ايضا ، ان تكون امه هي السبب في تحويل طبيعته من الذئبيه الي البشريه ؟ و تابع الرد علي ريد و قال له : لا لا يا ريد ، في الحقيفه لم اتخيل ان كل ما اشاهده يكون خيال لا قيمه و لا وجود له ، امي مستحيل ان تفعل هذا بي ، مستحيل ان تلقي بي في المهانه هكذا ، و انا مختلف عنك من الاساس ، انا اقوي من في القبيله و ليست اضعفهم ، لماذا اءذن يمكن ان تنبذني و تتخلي عني ، بدلا من ان تتفاخر بي وسط قومها ، و ايضا لست هجين مثلك ، فلماذا اءذن قد تفعل هذا بي ، مؤكد انها كانت مغصوبه علي فعل هذا ، او لم تعرف انهم سوف يتركوني لوحدي بعيدا عن جماعتي .
ثم سكت زين لي برهه بعد ان عبر عن غضبه ، في لحظه انفعال مع ريد ، و تذكر ما قاله له ،ثم نظر الي عين ريد ، و جده بدأت ان يتواري بي عينه بعيدا عنه ، و كانه لا يريد ان بنظر الي زين مره اخري ، ثم بعدها نظر اليه نظره كلها عتاب ، كأنه يقول له " لماذا " ... حتي انت من جئت اليك لي اتحدث معك و تواسيني و اخرج من همي هذا معك ، تفعل بي هكذا ؟ حتي انت يا زين من استأمنه علي سري ، حتي انت من اول ما اخبرتك اني هجين و اني منبوذ و لم يمر ساعات قليله علي اخبارك سري تعايرني به هكذا و امام عيني !
كان زين يشعر بي كل تلك الكلمات التي ينطقها ريد في داخله ، و كان ريد يريد ان يكمل و يشق طريقه في العابه مثلما كان قبل ان يتحدث مع زين ، و لكن زين رفض رحياه ، و اصر علي البقاء و قال له : انا ايف يا ريد ، لقد جئت اليا شاكيا باكيا ، تريد مني الوقوف بي جورك و مأزرتك ، و لكني من اكملت عليك بي كلامي هذا و اوقعت بك مثل ما فعل الجميع ، و لكن لقد كان عن غير قصد مني يا ريد ، لقد خدعتني مشاعري و حزني في ان اركز علي كلماتي ، انا لا اقصد اي شئ مما ظننته حشا لله ، انا كل ما قصدته ان ادافع عن امي ، بان مستحيل ان يكون لديها اي مبرر لفظي تقوله لي ، يكون هو السبب في انها تركتني .
ريد قال له : لا عليك يا زين ، انا لست حزين من كلامك ،و لعل كلامك ما اذاد عليا غضبي و مشاعري ايضا ، و لكن لست حزبن منك ، انت شخص انا لي التو متعرف عليه ، معرفه سطحيه فقط ، اما انت كيف تبحث عن امك و انت لت تعلمها نهائي ، و لا حتي تعي بي مظهرها عندما كنت ضغيرا ، و لكن كيف تجدها ؟
قال له زين : يا ريد ، ان امي قد وضعت في عنقي قلاده ، هذه القلاده مميزه جدا لي ، من وجدني اول مره ، قال انها كانت موجوده بيا و كنت ارتديها عندما عثروا عليا اول مره ، سوف اسال عن قبائل ضاعت لديهم ذئاب اطفال ، و القبيله التي تجيب بي نعم ، سوف اسال فيهم عن اي علامه مميزه مفقوده في الذئب الصغير هذا ؟
ريد قال له : حسنا يا زين هذه فكره ممتازه ، و جيده جدا جدا ، ان شاء االه سوف تجد امك ، و تعرف كل ما تريده حول طبيعتك و كينونتك ،

زين قال له : يا ريد ، عندي ليك سر ايضا ، كنت اخفيه عنك ، لا اعرف لماءا اتحدث معك ، و لا حتي اعرف هل انت اهل لي هذه الثقه و اخبارك سري هكذا ؟
ريد قال له : تفضل يا زين ، انت قد وقفت بي جواري و انا اثق فيك جدا ،
زين تنهد و قال لي ر يد ؛ في الحقيقه يا ريد انا اصبحت من المستذئبين ، انا كنت قبل ءالك ذئب عاديا ، لا اتحول و لا اي شئ ، و كنت اقوي الموجودبن في القبيله ، انا يا ريد ، شخص سوي كنت افضل ذئب في قبيلتي ، و لكن لا اعرف ماذا حل بي في هذا اليوم ! لا اعرف ماذا حدث ، هل من كثره الغضب يمكن ان يحدث هذا لنا ، لا اعلم ، انا كنت طبيعي و ذئب بي الكامل قبل ان اترك جماعتي ، و لكن في هءا اليوم جريت كثيرا بي كل قوتي و كل غضبي ، الي ان تعبت كثيرا و لم اشعر بي نفسي و لا بي ما يحدث لي حينها ، لا اتذكر شئ سوي انني عندما افقت من غيبوبتي ، و جدت نفسي شخصا اخر !
ريد قال له : ما ذا تقصد بي شخص اخر يا زين ؟
زين تابع قائلا : يا ريد كنت ليست ذئب من الاساس ، لقد اصبحت من بني البشر وقتها ، كنت اتعجب نفسي و قدمي و جلدي ، انا لم اعرف انه انا منذ البدايه ، يا ريد ما اريد قوله لك ، اني اتحول كل يوم ، و اني فصيل من الذئاب و البشر ، يا ريد انا كل يوم استيقظ و انا بي داخلي نفس ذات الكلمات و الاسئله .
ريد قال له : معك حق يا صديقي ، لقد صادقت ذئب و ظننت منهم خيرا ، الا انهم كانوا اناس شرا لنا ، اما اليوم اريد ان اتاخذك انت صديقي ، ما رأيك ، انا احتاج اليك و انت تحتاج الي .
زين قال له : بي التاكيد يا ريد ، انا اتمني ايضا صديق صادق في صدقه ، لا اريد سوى هكذا . انا معي بقايا من غزاله كنت قد اصطادتها ، ابقيت منها لانك تعلم حال الغابه ، لن يدوم لي احد منا طويلا ، و اني بي التاكيد بي حاجه لي ان اخزن ما يتبقي منا ، في حال ان كان الصيد غير متوفر في يوم جوع ، ماذا سوف نفعل ؟
ريد قال له : انا جائع جدا يا زين ، حقيقي شكرا لك .
بعدها قام ريد الهجين و اخذ قطعه كبيره من اللحم و تناولها ، و فرح ريد جدا لي تعامله مع زين .
كان زين يريد ان يرد له تعامله معه ، و قرر ان يجلس لي يسمعه طوال اليوم .
بعدها نزلا الاثنين زين و ريد الي الغابه ، قال له ريد ؛ يا زين ان هذا ليس موسم الحصاد ، لماذا كثيرا من الاشجار تالفه هنا ؟
نظر زين الي الاشجار ، و جدها تالفه حقا ، و بها علامات تجريف ، قال له زين : هذا هو السبب يا ريد ، ان الغابات مكان كثيف و ملئ بي القبائل و الفصايل ، و ان لا يمكن لي احد ان يجرفها هكذا ، انا ان رأيتهم و كنت في الطبيعيه البشريه ، سوف اذهب اليهم و احدثهم و افهمهم ، انا لا اعرف لي ماذا البشر يقومون بي كل هءه الفوضي بي اكملها ، لماذا يقطعون الاشجار و الحشائش ، لكاذا يساعدون علي ان يفسدوا علينا الغابات ، هل نحن نذهب الي شوارعهم و نفسدهم اليهم ، هل هم كان سوف يلتزموا الصمت ان هاجمنا بيوتهم و احرقناها كما هاجمونا في بيوتنا في الغابات ، و احرقوها ، تعلم با ريد ، لقد اشتاق كثيرا الي جو القبائل و العشريه و احساس الامان و انت نائم بي جوارهم و تستمتع بي نظراتهم و عائلتك كلها حوالك هكذا ، يا ريد انا استطيع ان اتذكرهم و لكن لا اتذكر اي ملامح لي الاسف لي امي و لا اي ما حدث معي ، انا كل ما يدور في راسي هو هل سوف يكون عندي الجراه و اواجهه امي ان وجدتها و عثرت عليها ، ام انني سوف التزم الصمت الدائم و سوف يقيد لساني عندما اجدها ، ما رأيك يا ريد ، ان تاتي معي انا يمكن ان اصطحبك ، لانك تبدوا لك طبيعه الكلاب اكتر من الطبيعه الذئبيه ، سوف اذهب في الغد الباكر باءذن الله تلك القريه ، ارائيتها هذه .... سوف اذهب اليها غدا ، لا اعلميوحد شئ بي داخلي يقول لي ان اصراري علي معرفه الامي ليس هو الهدف الاسمي الان ، و لكن الهدف الاساسي هو معرفه من انا من اكون ؟
ريد قال له : اهدأ يا زين ، لا تغضب هكذا كثيرا ، انا سوف اتي معك منذ الصباح الي هذه القريه و اكون بي جوارك دائما يا زين .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي